نعم بكى إبليس لما سمعها ويحق لك أن تأنس إذا سمعتها ..
لكن قبل أن تستأنس بها وتطير فرحاً معها ..
لا بد أن تأخذ على نفسك العهد
- وهذا دينك -
أن تعمل بها حتى تكون سعيداً ولا تفرط بما يسعدك ويسليك ....
والآن جاء الموعد لتستمع لها ...
قال تعالى :
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُواوَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} {آل عمران}
القضية باختصار أخي الشاب اختى الشابه قرار جرئ وشجاع تتخذه ,
وبعد ذلك يتغير مجرى حياتك تلقائياً ,
ويهون ما بعده فهل تعجز عن اتخاذ هذا
القرار ؟ لا أخالك كذلك وأنت الشاب الجريء في حياتك كلها ...
إن الوقت المناسب لاتخاذ هذا القرار هو هذه اللحظة ..
إن أي تأخير في اتخاذ القرار الذي تجدد به حياتك وتصلح به أعمالك يعني بقائك
على الشقاء والظلام ....
إن هذا القرار نقلة كاملة من حياة إلى حياة من الظلام إلى النور من التعاسة إلى السعادة
من الضيق إلى السعة ..
فبادر باتخاذ قرار التوبة وبسرعة لتبكي إبليس
قال عبد الرازق أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال بلغني أن إبليس حين نزلت هذه الآية : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) الآية بَكَى . ويُروى عن ابن مسعود قال : هذه الآية خير لأهل الذنوب من الدنيا وما فيها . وقال ابن سيرين : أعطانا الله هذه الآية مكان ما جعل لبني إسرائيل في كفارات ذنوبهم . أفاده الحافظ ابن رجب .
والأثر هذا رواه ابن جرير في التفسير .
وذكره ابن كثير في تفسير الآية .
وبُكاء إبليس وارد في غير هذا
روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم إذا قرأ بن آدم السجدة فَسَجَد اعْتَزَلَ الشيطان يَبْكِي ، يقول : يا ويله - وفي رواية : يا ويلي - أُمِرَ ابن آدم بالسجود فَسَجَد فَلَه الجنة ، وأُمِرْتُ بالسجود فَأَبَيْتُ فَلِي النار .
والله تعالى أعلم .