منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75809
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Empty
مُساهمةموضوع: مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر!   مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Emptyالأربعاء 12 أكتوبر 2016, 6:31 am

[size=32]مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! (1)[/size]
[size=32]كتابة وتصوير: مفلح العدوان[/size]

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! 9682

 
هَيّأت نفسي للمسير، والطريق أمامي يترقب وِجْهَتي، وفي القلب شوق معتق للبشر والشجر في منطقة تُلَوِّح لي بخضرتها وجبالها وذاكرتها، كلما اتجهت شمالا، فأرد لها التحية بالنبض والحب والشوق والوعد بأن أكون ضيفا عند أهلها الطيبين.

وها قد آن أوان تحقق هذا الوعد، وهمست للطريق أني سأيمم وجهي شمالا، حيث قرية مرصع، فهناك، وما أروع بوصلة الروح إذ تشير الى هناك حيث ينتظرني الصديق الدمث موفق يوسف خليفة الخوالدة (أبو أرجوان)، الذي سيكون دليلي الى دروب الجغرافية، ومسالك التاريخ، وملامح الذاكرة، في قرية مرصع، فكان اللقاء قريبا من مكتب بريد القرية، وبدأنا تفاصيل البوح، محبة، وصدقا، وطيب حضور، فكل من ألتقيهم في أحياء ودروب القرية، يكون سلامهم تابعاً من سويداء القلب، وألسنتهم تلثغ بالكلام الدافئ، والدعوات الكريمة، وهذا دأب الأهل بأصالة أخلاقهم، وحسن استقبالهم دائما.

الطريق إلى مرصع

قبل أن ألتقي موفق الخوالدة، كانت الطريق التي سلكتها، هي أسهل الدروب للقادم إليها من عمان، عبر شارع الاردن، مرورا من أبو نصير، ثم يكون متابعة المسير على شارع الأردن، حتى الوصول الى جسر قرية سلحوب، يكون هناك الالتفاف يمينا الى سلحوب، واختراقها، ليكون بعدها الدخول في رحاب قرية مرصع.

كما أن هناك طريقاً آخر من صويلح، نزولا الى البقعة، ثم سلحوب وبعدها الى مرصع. أما الوصول اليها من الزرقاء فيكون عبر شارع بيرين، الى الكمشة، فالناصرية، فالعالوك، ثم مرصع. والقدوم الى القرية من جرش يكون عبر الشارع الدولي عمان - اربد، مخترقا المصطبة، وَجُبّة، وبعدها يكون الوصول الى مرصع.

كل تلك الطرق تؤدي الى قرية مرصع، في موقعها الجغرافي المتوسط بين عدة محافظات، مع تميزها بطبيعتها الجميلة، حيث أشجار الزيتون والتين والرمان والبلوط والسنديان، وجبالها الرائعة المطلة على السلط، وعمان، والاغوار، وتصل اطلالتها في الأجواء الصافية الى مناطق الضفة الغربية. وهي بكل جمالياتها، وخضرتها، وغاباتها، تعتبر متنزه طبيعي للسياحة الداخلية، خاصة مع قربها من أماكن جميلة مثلها كقرية العالوك، وَجُبّهْ، وتلعة الرز، والمصطبة، وتل الرمان .

تداعيات الإسم

نمشي أنا وموفق الخوالدة في دروب مرصع، وأثناء المسير، كان الحديث متشعب بيننا حول هذه القرية، وكان صديقي ودليلي «موفق» عاشقاً للمكان، باحثاً في تاريخه، مُلمّاً بتفاصيل ذاكرته، وأحاديث الكبار عنه، فكان يحفظ كثيرا من معالم وقصص وأحداث تدور في مرصع، أو عنها، ورأيت أنه قد وثّق بعضها كتابة ينشرها بين فينة وأخرى في الصحافة، أو المواقع الالكترونية، أو على صفحته الخاصة، وكان أول حديث له عن الرواية الشعبية حول اسم قرية مرصع، وتداعيات تلك التسمية، حيث قال بأنه «في احدى الروايات يقال بأن اسم مرصع نسبة الى كونها مرصعة بالذهب والكنوز والدفائن فيها، وهناك رواية أخرى ترجع التسمية الى أن الرومان القدماء كانوا يَرْصَعون الزيتون فيها، ولذا فهناك كثير من بقايا المعاصر الحجرية القديمة في حقولها وخربها، كما أنه يوجد في حي أم المعارك، غرب مرصع، آثار أقدم معصرة زيتون في الأردن. والبعض يعزو كلمة مرصع الى اللغات السامية القديمة، بمعنى الشيء الثمين والجواهر الفريدة النادرة النفيسة».

هذه بعض الروايات المتداولة في القرية عن سبب تسمية مرصع بهذا الاسم، ولكن عند تصفح بعض الكتب والمراجع، نجد أن الباحث محمود سالم رحال في كتابه (المشترك السامي في أسماء ومعاني المدن والقرى الأردنية) يقول عن اسم مرصع التالي: «مَرْصع: وبالسامي المشترك بمعنى مكان (ثُقوب. فتحات. حُفر). تقع قرب جرش. مَرصع: مثقب. مخرز. والجذر رَصَع، خرق، ثقب. حفر. وبالعربية رَصَع: رَصَعَه بالرمح: طعنه شديداً». ويورد ذات التفسير الدكتور محمد عبده حتاملة في الجزء الرابع من (موسوعة الديار الأردنية)، قائلا: «ومرصع (بفتح الميم والصاد)، معناها في اللغات السامية: ثقوب أو فتحات، وكذلك: مثقب أو مخرز».

ويكتب الباحث ركاد نصير في كتابه (المعاني اللغوية لأسماء المدن والقرى وأحواضها في المملكة الأردنية الهاشمية)، عن اسم مرصع التالي: «مرصع: رصع رصعاً: ضرب بيده، ورصع بالمكان رصوعا: أقام به. والمرصاع: دُوَّمة الصبي، كل خشبة يُدحى بها كرة، والمرصعان: صلاءة عظيمة من الحجارة وفهر مدوّرة تملأ الكف».

أحواض القرية

أتوقف في وسط القرية، فأرى الغابات تحيطها، والأشجار تكسو جوانبها، وتربتها حمراء خصبة، والهواء فيها عليل نقي.. أتأمل ما حولي، فيشير لي دليلي موفق الخوالدة الى غابة وصفي التل التي تطل من بعيد، وبدأنا بعد تلك الإطلالة بتقليب صفحات موقع القرية، وحدودها، ومناطقها، وهنا يمكن الإشارة الى موقع وحدود قرية مرصع على النحو التالي: « تقع مرصع على خط الطول 35 درجة و52 ثانية شرقا، والعرض 32 درجة و8 ثوان شمالا، وهي على بعد (30 كم) الى الجنوب من مدينة جرش. ويحد القرية من الغرب بلدية عين الباشا وغابة الشهيد وصفي التل، وشارع الأردن، ومن الشرق بلدية الزرقاء، ومن الشمال سيل الزرقاء والمصطبة، ومن الجنوب سلحوب». وتقدر مساحة مرصع بـ 8 كم مربع، وهي عبارة عن تكوين من ثلاث قرى هي مرصع، والراية (المنط)، والرحمانية.

وفي إطار جغرافية القرية، يشار هنا الى أن أحواض مرصع، بحسب ما هو متعارف عليها شعبيا، تشتمل على كل قرية مرصع القديمة، حيث حوض البلد الذي يسمونه بـ»حوض الجرية» (ومقصود هنا القرية، حيث أن الكبار من المسنين يلفظون حرف القاف جيم)، وهو يأتي بالقرب من أو اسفل حدود مدرسة مرصع الثانوية الشاملة للبنين، و»حوض صنمة» وهو على سفوح وروابي قرية الراية والدهامشة ويكاد يقترب ويتلاحم مع منطقة العالوك بالحد والوتد. وكذلك حوض الراية أو «المنط « وهو أقرب إلى منطقة سمرة، و»حوض شلاش» نسبة إلى نبعة عين شلاش وهي بالقرب من قرية الرجم العالي وحي شختر ومزرعة دجاج الفر الشهيرة. و»حوض العين» والمقصود بالعين هي عين مرصع أشهر وابرز معالم القرية. وحوض عذمة الذي يأتي على أعلى قمم جبال مرصع، محاذي نوعا ما إلى سلحوب ويضم حوض عذمة أراضي الشعريات ومرج أبو عويس وقرية عذمة القديمة (وهي انقاض وآثار لقلعة ومدينة بيزنطية أثرية). وحوض النقرة، الذي يقع على مشارف جبل أو حرش التويم، وسمي بالنقرة أي العلامة، لأنه تؤخذ منه إحداثيات وقياسات المساحة والمخططات لمنطقة مرصع وما حولها. وهناك «حوض ياسين»، وموقعه هو مقابل غابة الشهيد وصفي التل، وبالقرب من مشارف قرية سلحوب، المجاورة في حدودها لقرية مرصع، وسمي بحوض ياسين نسبة إلى الحاج ياسين الذي خلفت ذريته السكنى في ذلك الحوض، ومن أبرز معالم الحوض منطقة سوح ثابت وتلعة ياسين، واخيرا «حوض الزعرور»، وذلك نسبة إلى كثرة شجر الزعرور المنتشرة فيه بشكل كبير وملفت للإنتباه.

هذه الأحواض، وتسمياتها، ومعناها اللغوي، يورد بعضها الباحث الباحث ركاد نصير في كتابه (المعاني اللغوية لأسماء المدن والقرى وأحواضها في المملكة الأردنية الهاشمية)، وهي على النحو التالي: «حوض صنمة: الصنمة: الصورة تُعْبَد، أو قصبة الريش. حوض عدمة: العُدْم والعُدُم والعَدَم: الفقدان والذهاب، وغلب على فقدان المال، والعدماء من الأرض: البيضاء. حوض النُقرة: الوهدة المستديرة في الأرض ليست بكبيرة يُستنقع فيها الماء؛ ويكنّى بها عن البلد المستوى المنخفض. حوض الزُّعرور: ثمر شجر أحمر وأصفر له نوى صلب مستدير، ضرب من الخوخ. حوض المنط: مكان النط وهو القفز (عامية). حوض شلاش: اسم شخص.. شلش: هي الآلهة الحورية، ضمت الى آلهة بابل في عهد الأسرة البابلية الأولى، وهي أم جيرو إله النار. حوض العين: ينبوع ماء. حوض ياسين: اسم شخص».

سيرة قرية مرصع

تقع مرصع الى الجنوب من مدينة جرش، وهي تابعة لها إداريا وتنظيميا، وهي من ضمن بلدية باب عمان/ جرش.

الديموغرافيا

يبلغ عدد سكان مرصع حوالي 9200 نسمة.

التربية والتعليم

يوجد في مرصع المدارس التالية: مدرسة العالوك الثانوية الشاملة للبنين، ومدرسة مرصع الأساسية للبنين، ومدرسة مرصع الثانوية للبنات، ومدرسة مرصع الأساسية للبنات. كما وان هناك مدارس ورياض خاصة وهي مدرسة وروضة مؤمن الخاصة، ومدرسة وروضة فايزة الخاصة.

المجتمع المدني

يوجد في القرية جمعية مرصع التعاونية، ونادي مرصع الرياضي، ونادي شباب مرصع، ومنتدى مرصع الثقافي، ومركز تحفيظ القرآن الكريم، وقاعة المرحوم الشيخ نهار العيد للمناسبات، ومكتب منطقة البلدية (باب عمان)، ومكتبة البلدية، ومحطة تكنولوجيا معلومات.

الصحة

يوجد في القرية مركز صحي أولي متكامل لمنطقة بلدية باب عمان، وهناك نية تتجه لجعله مركزا صحيا شاملا.

*يوجد في مرصع شعبة بريد، وسوق تابع للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية، ومحطة لتعبئة المياه الصحية، والكثير من أسواق السوبرماركت التموينية، ومحلات القهوة، والانترنت، ونادي بلياردو وتنس، وغيرها من المرافق.

*يوجد في القرية عدد كبير من المساجد يتعدى الـ 15 مسجدا، وأشهرها مسجد مرصع الكبير وهو مسجد «ابو بكر الصديق».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75809
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر!   مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Emptyالأربعاء 12 أكتوبر 2016, 6:33 am

[size=32]مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر!(2)[/size]

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! 11437


 انسخ الرابط
مفلح العدوان

هناك في أعلى قمة صعدت اليها في مرصع، أكاد أن المس الغيوم، وأرى كل القرية من مرتقاي، قريبا من الخربة القديمة التي تشي ملامح حجارتها بتاريخ عتيق، وذاكرة الأجداد، حيث أن الحجارة المتناثرة تخبئ تحتها كثيراً من الحكايات، والتفاصيل، ومن على الصخور، والأكوام المصفوفة كأنها أبراج صغيرا، ألمح البيوت الحديثة من جهة، ومن جانب آخر، أرى الغابات كأنها تحرس بأشجارها كل تفاصيل القرية.

وأتابع القراءة في الكتب حول مرصع، فأجد عند الدكتور المهدي عيد الرواضية في الجزء الثاني من (مدونة النصوص الجغرافية لمدن الأردن وقراه)، مكتوب عن القرية، أن الى مرصع «مَرْصَع: قرية من قرى قضاء المصطبة من محافظة جرش، تقع على خط الطول 35 درجة و52 ثانية شرقا، والعرض 32 درجة و8 ثواني شمالا، وهي على بعد (30 كم) الى الجنوب من مدينة جرش.وردت في دفتر الطابو رقم (970): مزرعة مرصع تابع البلقاء، خاص ميرلو، حاصلها: مائة آقجة. وفي دفتر الطابو رقم (185): مزرعة مرصع قرب قرية رمان، تابع الصلت، حاصلها: خمسون آقجة».

مناطق حراسة

أثناء التجوال في قرية مرصع بقي رفقتي موفق يوسف خليفة الخوالدة (أبو أرجوان)، وكان الحديث منصّبٌّ بكل تفاصيله على تاريخ وذاكرة وواقع مرصع، ولاحظت شغفه بالمكان، بالإضافة الى مزجه بين المعرفة العلمية الموثّقة بتاريخ القرية، اضافة الى وعيه بالتفاصيل الشعبية لملامح المكان وتراث أهله، وحين زودني بعد ذلك بمجموعة من الكتابات حول قرية مرصع، أرفق معها أسماء المراجع التي اتكأ عليها في كتابته، إضافة الى مقالاته وأبحاثه الشخصية، ولذا فإن هذا البوح حول مرصع هو في أغلبه شكل موفق الخوالدة مادته الكتابية كمرجع وأساس للتدوين.

وقبل استكمال البوح، أورد المراجع التي زودني بها «أبو الأرجوان»، لكل ما سيرد لاحقا من معلومات، وهي (مقالة غريسا بين زمنين-محمود الزيودي)، و(تاريخ شرق الاردن وقبائلها فردريك بيك)، و(قاموس العادات واللهجات الأردنية-روكس بن زائد العزيزي)، ومقابلات شخصية مع كل من محمد فارس الخوالدة (أبو فراس)، والأستاذ تيسير علاوي الخوالدة، وامجد عيد فارس الخوالدة، اضافة الى مقالات واستبيانات والبوم صور دليلي ورفيقي موفق الخوالدة.

يشار هنا، استكمالا لحديث الجغرافية والتاريخ حول مرصع، بأن هذه القرية كانت مسرحا لكثير من الحضارت التي تعاقبت عليها تباعا، من بيزنطية ونبطية ورومانية وعثمانية، بفعل موقعها الجغرافي الفريد والمميز والمرتفع، حيث أنها تشكل مع مناطق حوض عذمة (الشاعريات، ومرج أبو عويس، والمواج، والأشرفية)، وحوض صنمة (الأفق، والراية، والدهامشة، وسمرة)، وحوض النقرة وهو (جبل أبو ثوابن وتويم، وشبيل)، مناطق حراسة ومراقبة للقوافل التجارية المارة من هناك.كما أن القرية امتلكت هذا الحضور، منذ قديم الزمان، لخصوبة وجودة تربة أراضيها، ولتواجد الكثير من الينابيع الطبيعية فيها، ولقربها من نهر سيل الزرقاء الشهير.

شجرة المزار.. وكنيستان

وتشير الأبحاث والكتابات إلى أنه قد وجد في أماكن كثيرة من قرية مرصع، قطع فخار متناثرة بين خرائبها، دلالة على عراقة تاريخها، إضافة الى كثير من المغر والكهوف والجرون، وقطوع ومدافن وبقايا كنائس وكذلك المساجد والكنائس، والأشجار العتيقة المعمرة، كشجرة المزار في سمرة، وأشجار الراية المعمرة، وكثير من أشجار الزيتون الروماني القديم.

هناك تراكم حضاري في قرية مرصع، وهناك مؤشرات لهذا العمق الحضاري، حيث نجد استخدام ملامح استخدام التقنيات القديمة في الحصاد المائي، فالآبار المتناثرة حول مرصع تؤكد على ذلك، كما أن معالم الأبنية الحجرية البارزة تدل على مشروع مدينة وقلعة حصينة، كتلك التي كانت تسمى بـ»جَرْية او قلعة عذمة» خلف منزل محمد السكري، وقرب منزل أبناء المرحوم محمد الجميل الخوالدة، وهي كانت مشابهة لمسرح وحصون وغرف وآثار وأعمدة مدينة ام قيس، بالشكل والإرتفاع ولون حجارتها السوداء الضخمة وأعمدتها، وكلها مؤشرات تؤكد بانها ترجع لفترة الحكم البيزنطي، غير أنه للأسف تم هدمها وجرفها فيما بعد لاغراض البناء والتوسع العمراني. وقد اكتشف شرق القلعة تابوت ملكي روماني اثري عام 1991م، وهناك أيضا آثار لقبور ومدافن نبطية وبيزنطية ورومانية وعثمانية متعددة، ومشابهة للقبور المحفورة في البتراء، والحجر(مدائن صالح)، وأم الجمال، ومن تلك المدافن ذاك المدفن روماني خلف دار فلاح خليف الخوالدة، شرق دار احمد علاوي» ابو عاطف»، وكذلك كان يوجد مدفن روماني قديم أو توابيت حجرية قرب منزل اسماعيل البشير» ابو عبدالله»، ويوجد مدفن روماني شرق المعصرة في حي ام الفيران، وأيضا في منطقة المحجر، بالقرب من منزل محمود حماد الغويري ومنزل الاستاذ احمد العقيل الساري.

المعصرة الرومانية

ومن المظاهر الملفتة في مرصع، المعصرة الكاملة المتكاملة الباقية اثارها في حي أم الفيران شرق القرية، وتحديدا في أرض علي الجحيش، والتي تبين فيما بعد أنها معصرة «بيزنطية -رومانية»، كانت تستخدم لعصر الزيتون. وكذلك هناك المعصرة الرومانية القديمة، في أرض حسن الحماد، والتي كانت تستخدم لطحن الحبوب أو الزيتون، وكانت تدار عن طريق الحيوانات، حيث يكون هناك جزء من حجر دائري مربوط بالحمار، يدور في قلب المعصرة القديمة.

دير مرصع.. والمسجد العمري

يشير الباحث موفق الخوالدة، الى أنه تم الاطلاع على إحدى المخطوطات القديمة للقرية، وفيه أسماء الأماكن الأثرية التي كانت موجودة فيها، وهناك إشارات الى أنه كان يوجد في القرية «دير مرصع»، وهو دير قديم لراهبة مسيحية اسمها (الراهبة ميري يوسع)، وكان موقع هذا الدير فوق منطقة عين مرصع. كما أنه كان يوجد في مرصع كنيستان تعودان الى العصر البزنطي أو الروماني؛ الكنيسة الأولى موجودة غرب منزل الأستاذ تيسير العلاوي وتحت منزل الخطيب علي –رحمه الله. والكنيسة الثانية وجدت آثارها تحت أنقاض مسجد عمري قديم، هذا المسجد الذي وجده، فيما بعد، المرحوم الحاج (أبو اسمير)، حيث تمثل المسجد بالمحراب العمري القديم، فبنى أهل القرية على هذا الموقع مسجد مرصع القديم، والمشهور بنظام القناطر الإسلامية القديمة، وهو قرب منزل المرحوم الحاج محمد العودة العايش، وقد تم هدمه فيما بعد.

كما تفيد مخطوطات القرية القديمة، بأنه كان هناك مركز صك للعملة القديمة بالقرب من مكان مسجد مرصع الجديد.

تشير ذاكرة القرية، إلى أنه في زمن الحكم العثماني «التركي»، كانت مرصع قريبة من مسرح الغزوات القبلية المتصارعة على مياه نهر الزرقاء القريبة من القرية. وتحتل الحضارة العثمانية جزءاً لا باس به من تاريخ قرية مرصع، وهذا متمثل في كثير مما ذكرنا سابقا، وخصوصا المغر والكهوف العثمانية الشهيرة، كمغارة «أم قبّارة» قرب بيت الموحوم أحمد الفزاع أبو نعيم رحمه الله،وغيرها كثير من المغر والكهوف.

«اشبيل يا درب الوعر.. يا اشبيل»

قبل أن تنتهي هذه الحلقة من بوح القرى، وأنا أنظر من بعيد الى الأشجار فوق الجبال حول قرية مرصع، أدوّن ما تيسر من ذاكرة «غابة وصفي التل»، تلك الغابة المواجهة والمطلة بامتداد أشجارها على قريتي مرصع وسلحوب، ويحاذيها أسفل الوادي طريق عمان-إربد الدولي.

لقد كان معظم عائلات الخوالدة من بني حسن، يسكنون أرض ومكان هذه الغابة، ببيوت الشعر، والخرابيش، تارة، وبيوت الحجر والطين، تارة اخرى. وغالبا ما يلمح الزائر في قلب الغابة، تلك البيوت الترابية القديمة المهجورة، والتي تحكي جدرانها وحجارتها قصة حياة وكفاح سكانها، في زمن مضى.

وقد ترك تلك البيوت، أهلها، طواعية، ليتم تدشين هذه الغابة، والتي حمل اسمها، فيما بعد، اسما عزيزا على قلوب الأردنيين، وهو اسم «غابة الشهيد وصفي التل».

واشتهرت أرض الغابة قديما، بخصوبة وجودة تربتها، وجمال طبيعتها الفريدة، وموقعها الجبلي الرائع، والمطل على كثير من المناطق والمدن الأردنية المجاورة لها. كما كانت ميدانا لمروج وحقول القمح والحبوب الشاسعة ولبساتين الخضروات والمزروعات الكثيرة. وقد كانت تسمى قديما، غابة أو حرش « اشبيل»، وكانت حينها طريق اشبيل شديدة الوعورة والانحدار،وصعبة المسلك، ولم تكن السيارات تستطيع الدخول والمسير من خلالها، لذلك كانوا يستخدمون الخيول والدواب في التنقل عبرها، إلى أن تم فتح الطريق الدولي. وعند بداية إنشاء هذا الطريق، لتمهيده، وتعبيده، وافتتاحه، رسميا كطريق دولي سريع، انتشرت المقولة الشهيرة، والتي أصبحت (اهجينية) ترددها ألسنة كثير من أبناء المنطقة والقرى المجاورة، وهي (اشبيل يا درب الوعر يا اشبيل.. واليوم طريق سيّارة).





[size=32]مرصع..حكايات البشر، وذاكرة الشجر! «3»[/size]

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! 13385


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأربعاء 12 أكتوبر 2016, 6:41 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75809
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر!   مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Emptyالأربعاء 12 أكتوبر 2016, 6:34 am

[size=32]مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر!(4)[/size]

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! 16364


هي مرصع التي نستمر في الكتابة عنها، ونزيد كل مرة بوحا جديدا، كله محبة، وحنينا، وذاكرة لا تنضب، تمتد على مساحة الجغرافية، وتستمر مع وجدان البشر هناك.

أدخل الآن من بوابة الأرض الطيبة، وكيف تمت قسمتها بين الأهل في قرية مرصع، غير أنه من المفيد هنا الإشارة الى أن تقسيم الأراضي، وتوزيعها، ومساحتها، في كثير من مناطق الأردن، ارتبط في الوثائق والذاكرة، كجزء من التاريخ الشفوي، بشخصين، أحدهما اسمه «موفد»، والثاني اسمه «زعمط»، فيقال في السياق الشعبي عن «قِسمة مُوفِد»، و»قِسمة زعمط»، وهذا يتكرر في بوح كثير من القرى الأردنية.

«مستر موفد».. و«السيد زعمط»

تقول ذاكرة الوطن، منذ عشرات الأعوام، أنه بدأ إفراز الأراضي في الأردن، عام 1924م، وكان «مستر موفد» هو المُكَلّف بإفراز الأراضي، وتقسيمها بين العشائر، وفيما يخص بني حسن، ومرصع هي إحدى القرى التابعة لهذه العشيرة الطيبة، تشير ذاكرة الكبار إلى أنه في عام 1931م، حضر «مستر موفد» لتقسيم الأراضي، وتم الإجتماع عند الشيخ مرزوق القلاب «اللي جمع شيوخ بني حسن، وطلب تقسيم الواجهات العشائرية، فجلسوا وقالوا اعطونا تقسيم عشائركم، واتفقوا على ان تكون القسمة (جبل سارح، وواد جارح)، وتمت القسمة لكل أراضي الواجهات العشائرية في هذه المنطقة على عشائر بني حسن، بحسب العشيرة، وليس تقسيمات داخل العشيرة نفسها..لكن التقسيم داخل كل عشيرة عالعائلات والأفخاذ فيها، كان عام 1948م، على يد السيد زعمط، حيث قام هذا المساح صاحب الإسم المميز بإفراز أراضي مرصع، وتسجيلها باسم عشائر القبيلة الفرعية لعائلاتها الثلاث، وهم (الضيافلة، والحرازنة، وعائلة الغصون).وحيث أن قرية مرصع،تضم أيضا كلا من قرية الرحمانية، والرجم العالي، والراية، فيمكن الإشارة الى التقسيمات الاجتماعية على النحو التالي: قرية مرصع تنقسم إلىعائلتين أو فخذين رئيسيين هما فخذ الضيافلة وفخذ الحرازنة. ويضم فخذ الضيافلة كلا من عائلات الرهيشات، والحامد، والعميرة، والعميرات. بينما يضم فخذ الحرازنة كلا من عائلات الاسماعيل، والراشد، والرشيد، والصويفات، والعلي، والحرزالله. أما قرية الراية، فإن كل سكانها من فخذ عائلة الغصون من الخوالدة. واصبحت القرية والأراضي لهذه العائلات فقط، ولم يشاركهم بها أحد، وتلك الأراضي تبدأ من حوض صنمة،إلى حوض الراية، إلى حوض النقرة،إلى حوض شلاش،إلى حوض ياسين،إلى حوض عذمة، فحوض الزعرور، وحوض القرية، وحوض العين،إضافة الى منطقة القرية القديمة».

تلك البيوت

أتابع هذا الحديث المعتق حول مناطق مرصع، وبيوتها، وتلك المساحات التي تحمل في طياتها الكثير من القصص والحكايات والتراث والذاكرة، ويساعدني هنا دليلي وصديقي الباحث موفق يوسف خليفة الخوالدة (أبو أرجوان)، الذي كان مفتاح البوح حول هذه القري الجميل كل ما فيها، وحول تلك البيوت، والأمكنة، كان الحديث بربقة دليلي، يدور حول أنه كان قد اقتسم الخوالدة، خرائب، ومغائر، وكهوف، وقطوع «جمع قطع»، قرية مرصع، للسكن وكمخازن للبذار والمؤونة،كما أنهم بنوا منازلهم (وهي على الأغلب غرفة، وحوش، ومخزن)، على أنقاض المرافق الرومانية والعثمانية القديمة، مستفيدين من الحجارة المنحوتة، التي لم تزل باقية في آثار تلك المنازل حتى الآن. كما أنهم سقفوا المنازل بواسطة خشب الحور الذي كان يجلبونه من سيل عمان، حيث أنهم كانوا يضعون فوقه طبقة من القصيب المترابط، ليتماسك بالطين، الذي يُكَوِّن الطبقة العليا، لحفظ المنزل من ماء الشتاء. وفي معمارهم لتل البيوت استفاد أهل مرصع من الحجارة المستطيلة لقفل سور الباب من الأعلى، ويسمون هذا الحجر بـ»الحنت»، بينما الحجارة الصغيرة، والمائلة، فقد استخدموها لقفل أسوار الأبواب والشبابيك والقواطع، وكانت تسمى بـ»القنطرة»، وجمعها قناطر.وغالباً ما كان يعاد تطيين سطح الغرفة من جديد كل عام، إذ أنهم كانوا يمزجون التراب بالتبن، لإنتاج طينة متماسكة، كانوا في بعض الأحيان، يصنعون منها الطوب (اللبن) لبناء منازل في الأراضي المنخفضة، بواسطة قوالب خاصة من الخشب. وكان لكل غرفة، مصرف للماء على سطحها، يسمى مزراب، وهو عبارة عن قطعة من التنك، تبرز خارج السطح، وغالباً ما يضعون برميلا تحت المزراب في الشتاء، أو يوجّهون مسيله على الأرض، نحو بئر صغير داخل الحوش، وذلك لخزن ماء الشتاء. أما غرفة المخزن، فعادة ما تكون مثقوبة من جانب سقفها، قرب الجدا، ويسمون هذه الفتحة بـ»الرُوزنة»، وهي مخصصة لإفراغ التبن الذي ينتج عن البيادر، ويستعملونه طعاماً لمواشيهم، بعد أن يضيفوا له الشعير. كما استغل سكان مرصع، بعض المناطق الصخرية من الخرائب، لتكون بيادر يدرسون عليها مزروعاتهم، كمنطقة «أم الفيران» شرق القرية، ومنطقة الدحية أو البيادر، قرب مبنى البلدية الحالي، وكذلك منطقة حوض «الجرية»، التي كانت تشتهر بكثرة الصخور والحجارة فيها، حيث بقيت هذا المنطقة، لوقت متاخر، دون افراز»خارج التنظيم».

معاناة الحراثين

المزيد من الذاكرة..

فيض من الحنين لتلك الأيام النقية، الطيبة، المعتقة بالبساطة والخير، فقد كان سكان مرصع عبارة عن مجتمع فلاحي رعوي، جميعهم يملكون بيوت الشعر، ليرحلوا بها (في فصل الربيع)، مع أغنامهم نحو المراعي شرقا، باتجاه أراضي المفرق، مثل بلعما، وحيانات، والمقلبات، والمراجم، وغيرها، ثم يعودون لحصاد زروعهم، ودرسه، في مطلع فصل الصيف. بعد موسم الحصاد، كانوا يرحلون إلى بلدتهم الثانية (مشاريق بلعما)، وفي زمن القحط، كانوا ينتجعون مناطق جرش، وجبل عجلون، والأغوار الشمالية.

كان أفراد البيت الواحد في مرصع، يتوزعون في عملهم إلى فريقين، الأول يعتني بالأغنام، والفريق الثاني يعتني بالزراعة (الحرّاثين).

يبدأ الموسم الزراعي، في مرصع، خلال شهر تشرين الأول، حيث كان الأهل هناك، يحرثون الأرض، بعد بذر الحب فيها، ويسمونه (البدري)، ويستمر الحراث حتى نهاية تشرين الثاني، موعد سقوط المطر. وَهُمْ في شهر نيسان،كانوا يحرثون لزراعة القطاني (عدس، كرسنه، حمص)، وللبساتين حيث يزرعون البندورة، والقثاء، والبطيخ، والشمام، والبامية، وغيرها من الخضروات المتوفرة.أهل مرصع لم يزرعوا الأشجار،إلا في بداية الستينات من القرن الماضي، بمساعدة منظمة الأغذية والزراعة الدولية، وهم يحرثون الأرض بمحراث من الخشب الصلب، يجلبونه من جرش أو عجلون أو من عمان.وهذا المحراث يجره زوج من البقر، يسمى (فدان)، أو فرسغير أصيلة (كديشة)، وغالبا ما تستأجر العائلات الغنية،أكثر من حراث للعمل في اراضيها. ويتكون المحراث من عود خشب طويل، في نهايته مستطيل من الخشب، يحمل السكة الحديدية، التي تشق التراب في الحقل. وكانوا في بداية كل موسم يأخذون السكة إلى الحداد في عمان أو السلط أو جرش (لحسمها)، لصقل رأسها المدبب، وبرأس هذا المستطيل قطعة خشب صغيرة معترضة، يسمونها الكابوسة، وهي التي يمسك بها الحرّاث، ويضغطها بيديه، حتى تبقى السكة داخل التراب، وأحيانآ يرفع العود بها لتفادي صخرة أو حجر ثقيل يواجهه. وبين المعترضة، والعود، قطعة خشب منحنية تُبقي السكة منزلقة إلى الأمام، ويسمون هذه القطعة الناطح. ويربط العود في مقدمته على قطعة خشب، تتمركز فوق رقبتي الفدان، المؤلف من زوج من البقر، أو الحمير، وتسمى هذه القطعة بالنير. كما أنه يربط رأس العود مع النير، بمجدولة من الجلد تسمى الشرعة، وهي بطراوتها تتيح للعود أن يتحرك خلف النير بسلاسة، خاصة عندما يستدير الفدان داخل الحقل، في ردّة أخرى، والردّة هي سطر الحراث من أول المعناة إلى آخرها، والمعناه هي قطعة من الأرض التي يخطها الحرّاث بالسكة، لتحديد المساحة التي سيبذرها ويحرثها وهو يبذر الحب من القمح أو الشعير نثرآ بيده، وأول سطر في المعناة يسمى تِلْمْ».وغالبآ ما يبدأ الحرّاث يوم عمله في الصباح الباكر، وينتهي قبيل الغروب. ويبدأ موسم الحراث في شهر تشرين الأول وتشرين الثاني، ويسمونه كراب، وهو لفتح التربة، حتى تتلقى المطر،إذا جاء مبكراً. ويسمون الجولة الثانية من الحراث، بالمثني أوثروي، نسبة إلى ظهور كوكب الثريا في السماء.

أغاني الحصادين

أما موسم الحصاد للشعير، فيبدأ في أيار، وغالبا ما كان يُحصد الشعير باليد، ويعقبه حصاد القمح، حيث يخرج جميع الرجال القادرين والأولاد، بمناجلهم، قبيل شروق الشمس، لحصاد القمح، وهم يغنون خلال الحصاد:

(منجلي وا من جلاه... راح للصايغ جلاه

منجلي يابو رزّه... وش جابك من بلاد غزّه).

وقُبيل الضحى، تُحضر لهم إحدى نساء البيت، طعام الإفطار، فيُغَنّون لها:

(جابت الغدا والصبوح... ياخدها برق يلوح).

والصبوح في اللغة هو شرب اللبن صباحا،أما شُربة في المساء فيُسمونة الغبوق.وتقوم امراة أو اكثر بجمع الزرع المحصود (شمالات مفردها شمال)، في شباك من الحبال والخشب، يحملها الرجال على ظهر الجمل، بمعدل شبكتين كل مرة، ويسوقه أحدهم أو إحداهن،إلى البيدر، وتسمى هذه العملية رجادة، والرجل رجّاد بتشديد الجيم.

وحينما يتأخر أحدهم في حصاد زرعه، يهرع له المجاورون، ذات صباح، بفزعه تسمى العُونة، حيث يُكملون معه حصاد زرعه، ويقيم لهم وليمة غداء في بيته، وغالبا ما يُبقي صاحب الأرض، على قطعة من الزرع، للمحتاجين يسمونها (جورعة).

وتُدْرَس زروع مرصع على الدواب (أبقار،وحمير)، التي تهرس الزرع باظلافها، أوعلى لوح من الخشب،أسفله مليء بالحجارة البركانية السوداء، يجره فدان من البقر،أو حمارين،أو فرس. وحينما يكتمل الدّراس، يجري تكويم الناتج من الزرع المهروس، لتذريته في الهواء، حتى يفصل التبن عن الحب، وغالباً ما تتم التذرية في المساء المتأخر، حيث تخف حدة الرياح،ليبقى التبن قريباً على البيدر، وهم يغنون خلال التذرية:

(هب الهوا يا ذاري... كيله بلا مصاري

هب الهوا يا ياسين... يا عذاب الدرّاسين).

حديث المطاحن

تشير الذاكرة الى أنه ، بعد التذرية يجري كيل القمح بالصاع وإفراغه في أكياس. وكان لهم طريقة طريفة في لفظ عدد الصاعات، فبدلاً من أربعة، يقولون نربح، وبدلاً من سبعة يقولون سمحة. وغالبا ما يُعطون للسائل، وعابرالسبيل، والأولاد الصغار، كمية من القمح، يسمونها (براكة)، نسبة الى البركة.أهل مرصع، كانوا يطحنون حبوبهم في مطحنة مرصع، لصاحبها المرحوم الحاج بشير المحمد (أبو صالح)، ومطحنة الأتراك، التي كانت تدار بالماء، في الرمان، ويديرها رجال أتراك، بلباسهم التركي التقليدي، وكذلك في مطحنه موبص الشهيره. كما طحنوا في بلعما، بطاحونة تدار بمحرك ديزل، وكانوا يسمونها البابور، نسبة إلى محرك القطار، وهم يقولون عن القطار الذي يسير على سكة الحديد بابور، واللفظة شائعة في البلقاء كلها. كما كانوا يوردون حبوبهم إلى سوق عمان، وسوق الزرقاء، وسوق السلط، على ظهور الجمال والحمير، قبل أن تصل أول سيارة إلى مرصع، في نهاية الأربعينات من القرن الماضي. وغالباً ما يكون بعضهم، مديناً لتجار عمان والسلط والزرقاء، خلال الموسم الماضي، ويسمى هذا الدين بالطلاع، حيث يدفع المدين إلى التاجر عيناً من القمح أو الشعير أو الخراف مقابل ما يأخذه من حاجات لبيته، بغض النظر عن ثمن الحب أوالخروف في الموسم، الذي يحل فيه السداد، وهي طريقه أقرب الى الربا، ويجري الطلاع بموجب صكوك دين على المدين وكفيله، وغالبآ ما يتحمل الكفيل وزر المكفول الذي عجز عن السداد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75809
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر!   مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Emptyالأربعاء 12 أكتوبر 2016, 6:37 am

[size=32]مرصع.. حكايات البشر، وذاكرة الشجر! (5)[/size]

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! 18143


هذه واحدة من القرى التي تجزل في العطاء والبوح، إذ أن في كل زاوية منها هناك ذاكرة تنبض بكثير من القصص والحكايات، ولهذا فإن أهلها عاشقون لها، متعطشون لكتابة نبضها، ولعل هذه الصفحات القليلة من «بوح القرى»، لا تمثل إلا النزر القليل من كينونة هذه القرية التي ترفل بحياة حافلة بالعطاء، والاستمرار، والحياة، إنها مرصع التي يشكل فيها حديث البشر، والقلب، والروح، مخطوط يزيد كثيرا على ما تبوح به الحجارة والأمكنة، هنا المعادلة قد تكون مختلفة عن بقية القرى، هنا تُكتب تفاصيل القرية بالأغاني، وأحاديث الأهل، ومواسم العطاء، وتعاليل الطيبين.. هنا، في مرصع، الحكايات محمولة على ذاكرة بعضها نشوة وفرح، وبعضها تعب وأنين.. هذا حديث المخلصين!!

رحلتان إلى فلسطين

سأكمل من النقطة التي انتهيت منها في الحلقة السابقة من «بوح القرى»، تلك الإشارة الى مواسم العمل، والزراعة، وحراثة الأرض، والحصاد، والبيادر، والمطاحن، وهذا يغطي جزءاً من رزق العام ومؤونته والعمل فيه، ولكن ترى، ماذا كان يفعل أهل قرية مرصع فيما تبقى من العام لديهم؟ هل كانوا يركنون إلى بيوتهم؟ هل كانوا يمتلكون هذا الرفاه الذي يجعل من فترة انتظارهم، واجازتهم الموسمية تلك، مساحة للقيلولة والراحة، مثلا؟!

ربما كان هذا يحدث مع الرجال الموسرين في مرصع، وهم قلّة، في تلك الفترة من القرن الماضي، ولكن السواد الأعظم من رجال القرية، كان لهم في كل عام رحلتان للعمل في فلسطين.. آه ما أجمل، وأكرم، وأروع، أرض فلسطين.. وهذا ما لا بد من التذكير به في كتابتنا عن القرى، وعن الأردن، وعن فلسطين.. كتابة عن الأخوة، والعلاقة المتبادلة، والشراكة، وأواصر المحبة، منذ فيض من الزمان، قبل أن يكون هناك احتلال في الضفة الأخرى من النهر!!

هنا تبوح رواية أهل قرية مرصع بالكثير، لمن أراد قراءتها بوعي وحكمة، إذ أن فيها إشارات كثيرة، تنبض بها، رغم قلة كلماتها، وهي ليست بحاجة الى كثير من التحليل، والتنظير.. فقط قليل من التأمل.

كان لرجال قرية مرصع رحلتان في كل عام الى فلسطين، هذا في فترة الثلاثينات والاربعينيات من القرن العشرين، وهي هجرة اختيارية، بحثا عن الرزق.. فبعد حراثة اراضيهم،كانوا يسافرون سيرا على الأقدام إلى حيفا ويافا ومدن الساحل للعمل في الموانئ والبيارات، ثم يعودون في بداية الصيف لحصاد زرعهم، كما كانوا يسافرون مرة اخرى للعمل في فلسطين حتى موسم حراثة الأرض وزراعتها.

حديث الماء

أعود إلى سيرة الماء في مرصع، وهنا سأتوقف عن لحظة حميمية، أسرّ بها لي دليلي موفق يوسف خليفة الخوالدة (أبو أرجوان)، حول عين مرصع، وهو واحدة من أكثر من عين ماء موجودة في القرية، ولكن قبل أن أرتحل مع نبض ووجدانيات تلك العين، وما تعني لأهل القرية من تفاصيل اجتماعية وعاطفية لهم، سأمرّ على تلك الذاكرة المرتبطة بالماء في مرصع، وبشكل سريع، ولن أتعمق فيه، لأن بعضه قد يكون مكرراً في قرى أخرى مجاورة، لكن المختلف هي ارتباط الحياة في مرحلة ما بكل معطياتها، وتفاصيلها، وبرنامجها اليوم بنبع ماء مرصع، وهذا ما سأورده لاحقا، ولكن بعد مروري على توثيق تاريخي لبعض جوانب حديث الماء في القرية، والذي يشير إلى أن مرصع كانت تشرب من آبار وأحواض الجمع المتبقية من آثار وخرائب الحضارة البيزنطية العتيقة، وكذلك من آبار الجمع التي حفرها الرومان والعثمانيون، إبان حضارتيهما المتعابقة، كما أن الناس في القرية كانوا قد حفروا آبار جديدة، وتم تسجيل كل بئر باسم صاحبه، مع مساحة دونم واحد حوله (بشكل دائري)، رغم وجود هذا البئر في أرض شخص آخر.

كان البئر يُحفر بالإزميل و(المَهَدّة) والفأس و(الطورية)، في أرض صخرية، على شكل أجاصة، ويتم (قصارتها) من الداخل بمادة الشيد، ويوضع على فوهة البئر حجر كبير (مقوّر) يسمونه (الخرزة)، غالبآ ما يقفل بالحديد أو الخشب. ويقوم أهل بـ»نشْل» الماء منه بواسطة دلو من الكاوتشوك مربوط بحبل. وغالبآ ما تنمو أواصر الصداقة والحب بين الشباب والصبايا على البئر، فالمرأة هي التي تجلب الماء من البئر، بواسطة زوج من القِرَب أو (روايا) الكاوتشوك، إما على ظهرها، وإما على بهيم. وكانوا يحفرون قناتين طويلتين، إلى يمين ويسار البئر، لتوجيه ماء المطر نحوه، وغالباً ما ينظفون البئر من الرواسب الطينية قبل فصل الشتاء.

خريطة الينابيع

ها قد بدأت تضح خريطة مرصع ونواحيها منيرة بعيون الماء التي كانت تنتشر فيها، وأولها عين مرصع التي لها حديث ذو شجون، بكل تفاصيلها، والذاكرة المسكونة فيها، ولكن هناك عيون ماء وينابيع أخرى يمكن الحديث عنها، قبل الجلوس بجانب عين مرصع، والبوح بتفاصيل حميمية عنها.

تشير ذاكرة أهل القرية إلى أنه يوجد في مرصع، والمناطق المجاورة لها، عدة عيون ماء معروفة، كان «يَرِد»إليها الناس هناك، مثل عين «شلاش» التي تتوسط كل من قرية الرجم العالي وحي شختر ومرج العطن، و»عين سلحوب» الشهيرة، التي كان قسم كبير من الأهل يفضلها لحلاوة وعذوبة مائها، ولقرب «حوض الشعريات» منها، كونه في السابق، كان يزخر بالمزارع والبساتين المروية والحقول والكروم.

كما أن هناك «عين قلقان» وتلفظ شعبيا «قْلِقان»، وموقعها كان قريبا من حوض «عذمة»، الشهير بالزروع والبساتين والحقول والكروم، وهذه العين تأخذ شهرة، وذاكرة، قريبة من الوجدان الشعبي، كما هو حال عين مرصع.

وكان أهل مرصع، يردون أيضا إلى نبعة «عين العرقية»، بالقرب من قرية الدهامشة المحاذية لحدود مدخل قرية العالوك. وهناك عيون الماء المجاورات لجسر الرمان، وهي ثلاثة عيون؛ هي نبعة «عين الرمان»، ونبعة «عين الصفصاف»، ونبعة «عين الحوايا».

عين مرصع

يردد قصيدة، هي أغنية، فأستمع له:

«يا واردات النبع وكفوفهن حنا

للشوق بجرارهن عند النبع رنه

لظل عَ دروبها هويان واستنى

والم شيوخ البدو جاهه للبنيه

ماني داري ياهلي وحبيبي أدرى

غزالة شارده تسبي القلب بنظره

طافت على بيارنا وماعبت الجره

تتمايل بعودها ماصيدها الميه».

هذا بعض بوح صديقي موفق الخوالدة، وهو يكثر السرد والحديث عن «عين مرصع»، وهذا بعضه، فأستمع له. ثم أني شاهدت هذا النبع، وكان متواضعا، بسيطا، مهملا، بجانب طريق زراعي في مرصع، لكني أعرف أن أهل القرى، له مذاكرة مرتبطة بتلك الأمكنة، ولها وقع في أرواحهم، ونبض في قلوبهم، تعيدهم إلى أيام وأحداث وحكايات ارتبطت بها، وهذا الحال مع «عين مرصع»،التي «كانت بئر عميق من الحجر الروماني القديم»، يتحدث عنها أهل القرية بأنها «كانت مبنية على أيام الرومان، وهناك بالقرب منها، «الدير القديم»أو «دير مرصع»، وهو يعود لراهبة مسيحية، وسُمي على إسمها؛ دير الراهبة «ميري يوسع»، هذا إضافة الى منطقة المزار، وهو مزار الولي عمر «العجِمي»، بكسر الجيم».

وقد كانت «عين مرصع»، تسقي أهل القرية، وما جاورها من قرى، غير أنه في الستينات من القرن الماضي، جاءت سلطة المياه، وتم سحب مياه النبعة، بواسطة مضخات،إلى مكان آخر، وبنوا تجمعاإسمنتياً، ومستودعاً للمياه، وقناة من الباطون والحجر، بطول 150 مترا، كناقل للمياه، وأنشأوا ماسورتين كمنابع للمياه، «يعني كانت القناة توصل للحوض، وكان منه تخرج ماسورتين بقطر 2 إنش».

يكمل أهل القرية بوحهم: «وكانت هذه العين مصدر مياه مرصع، وللمناطق المجاورة، فكانوا ينقلون من العين المياه لبيوتهم بالروايا على الدواب في الزمن الماضي.. وكان في عند عين مرصع شجرة معمرة ضخمة، كبيرة، كان كبار القرية يعقدون اجتماعاتهم تحتها، لترتيب دور المياه، فقام أهل القرية واستصلحوا أراضي زراعية على جانبي العين، وزرعوها، وكان اكتفاء ذاتي في مرصع من ناحية الزراعة.وبقيت العين على هذا الحال حتى عام 1992م، حيث طمرت السيول والجرف معظم ملامحها، بفعل (ثلجة الـ92) الشهيرة، إضافة إلى السيول وأمطار الشتاء الغزيرة في تلك السنة، ولكونها في بطن الوادي.وبعد ذلك جمع الأهالي التبرعات النقدية، وأحضروا عمالاً متخصصين، لصيانتها، ولتنظيفها، ولإعادتها الى شكلها الطبيعي».



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75809
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر!   مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Emptyالأربعاء 12 أكتوبر 2016, 6:37 am

[size=32]مرصع.. حكايات البشر، وذاكرة الشجر! (6)[/size]
بوح القرى ..
مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! 19775


كتابة وتصوير: مفلح العدوان
لعل استمرارية الكتابة في موضوع معين، هو دليل على نبض الحياة فيه، وتواصلها، واستمرار ايقاعها الفاعل، رغم مرور أعوام كثيرة على بدء التفاعل فيها بين فعل البشر، ونقش الحجر.

هذا ما أشعر به وأنا أستمر في كتابة البوح عن قرية مرصع، ولا أبالغ، فهذه الحلقة من بوح القرى، حول هذه القرية الطيبة بكل ما فيها، أدون تفاصيلها، بعد أن خبرت ملامحها، رأي العين، لا نقلا عن كتابات قديمة.. أكتب الحلقة السادسة من «مرصع.. حكايات البشر، وذاكرة الشجر»، وأنا في إسبانيا، بعد أن مررت قبل هذه الكتابة على قرى، وبلدات، ومدن، في اسبانيا، ولعلي حين كنت أتحدث عن مشروع توثيق هذه القرية، وقرى أخرى غيرها، وأبوح ببعض ما تيسر من حكاياتها، تأخذ المستمع هناك، إن كان إسبانيا أو من أية جنسية أخرى، الدهشة، والرغبة في الاستماع الى المزيد، وهذا سر الخصوصية التي نتحدث عنها فيما نكتب عنه، فما نعتبره عاديا في حياتنا اليومية من كثرة ما ألفناه، هو جديد بالنسبة للآخرين، غيرنا، وبعضهم منا، ممن لم تتح لهم الفرصة لزيارة أماكننا هذه، وقرانا، ومعرفة قصصها، وما رسخ فيها من حكايات الحصادين، والسواليف، والتعاليل، وأهازيج الجدات، وجلسات البيادر، وطقوس الغيثيات!!

الذاكرة الجمعية

وحتى أكون حقيقيا، وتلقائيا، في كتابتي هذه، فإن أول ما خطر في بالي هو دليلي الصديق الباحث موفق يوسف خليفة الخوالدة (أبو أرجوان)، حين بدأت الكتابة، لهذه الحلقة من بوح القرى، عن مرصع، وأخذت العهد على نفسي بأن أقدم تلك الخواطر الشفيفة التي كتبها لي حول طريق عين مرصع، والحديث هنا ليس عن النبع الماء، ولكن عن الطريق التي تمر به، وعن الذاكرة الجمعية التي تتعلق بهذا المكان، والدرب المؤدي اليه، والنافذ منه.. هنا استحضار حقيقي لخريطة مختلفة، تفاصيل مغايرة، حكايات لا يمكن أن يتخيلها من يمر في هذا الطريق الآن، وأنا أحد الذي مر هناك، وغيرت نظرتي للمكان بعد أن وصلتني تلك الخواطر المشرّبة بالبهجة حينا، وبالشجن أحيانا أخرى، وكذلك بالشوق والأمنيات، والحزن، والفرح، والفخر، والحزن، هناك مزيج من المشاعر، ربما يحسه أكثر مني من عايش تلك اللحظات، أو سمع مشافهة تفاصيلها من كبار القرية هناك.

طريق البهجة والذكريات

يقول صديقي ودليلي الباحث موفق الخوالدة، في انطباعاته، وخواطره عن طريق عين مرصع، التي خبرها هو بشخصه، أو عرفها نقلا عن الكبار من أهل القرية، يقول في هذاالسياق: «يُسمونها (طريق عين مرصع)، بسبب وجود نبعه (عين مرصع) في نهايه طريقها.. كانت ذات يوم من الأيام مدخل القرية الرئيس، كانت طريق القادمين إليها، والخارجين منها.. كانت أجمل الذكريات والقصص والحكايات، كانت البدايات والنهايات منقوشة على تلك الطريق.. وهي طريق النشميات، الوَرّادات، على نبعة(عين مرصع)، كل صباح ومساء.. طريق العاشقين بعفة، والمحبين بصدق، في زمن كان فيه الحب طاهرا كقطرات مطر أول الشتاء.

تلك الطريق.. كانت طريق العاملين، الكادحين، الذاهبين لأماكن عملهم ورزقهم.. وهي طريق العسكر،حيث صوت وقع اقدامهم عليها، بخطاً ثابتة، ومتعجلة، ليلتحقوا بمعسكراتهم. إنها طريق الحصادين، المارين فجرا، لحصاد سنابل القمح النديه، وهم متوشحين، بالكوفيات الحمراء، على رؤوسهم، ومتأبطين مناجلهم،بينما زواده فطورهم على اكتافهم.

كانت طريق ذهاب وإياب،كثير من طلاب وطالبات القرى المجاورة، البعيدة والقريبة لقريتنا، في وقت كانت صفوف المرحله الثانوية، توجد فقط في مدرسة مرصع».

«العكوب واللوف والرقيطة»

«كما كانت طريق عين مرصع، هي عنوان سباق بطولة الضاحية، وألعاب القوى، لطلاب المدارس منذ زمن طويل، مثلما كانت، على الدوام، ميدانا مشهورا لسباقات الخيل الأصيلة، لنشامى القبيلة، وفرسان العشيرة.. كانت، تلك الطريق، درب الأفراح، حين «نسري» على الرقصات، لحفلات الأعراس في القرى المجاورة، مثل الرحمانية، وسمره، والراية، والدهامشة. أو تكون طريقنا، عندما نذهب الى الراية(المنط سابقا)، لجلب ثمار البلوط، وثمارالنبق اللذيذة.. وهي طريقنا إلى منطقة (عين العرقية)، ومنطقة (السحارة)، عندما كنا نذهب حاملين (محافيرنا)، وأكياسنا، للحصول على العكوب، واللوف، والفطر، والرقيطه، وغيرها من الأعشاب البريه.

وأزيد بأن طريق عين مرصع، كانت محطة مرور أساسية، حيث ماء نبعها الرقراق، استراحه مهمة، لنشامى صقور وبواسل الجيش العربي، من أبطالنا في كتيبه العالوك للعمليات الخاصه، فدائما ما يلمح المار، هناك ليلاً، بعضا من أفراد صقور العمليات الخاصة، وقد جلسوا واستراحوا، ليشربوا من ماء نبع مرصع».

«الرالي»

وعن تلك الطريق، وتحديداً في فتره منتصف الثمانينات من القرن الماضي، كانت نقطه بدايه رالي الاردن الدولي، آنذاك، كان وقتها جلاله الملك عبدالله الثاني المعظم «أميرا»، وبطلا لا يشق له غبار في سباق الراليات، في زمن كانت بطوله سباق الراليات تعج بأسماء الأبطال العرب أمثال سعيد الهاجري، وميشيل صالح، وغيرهم. وقد كنا قبل انطلاق الرالي بأيام، نذهب وقت العصر، لمتابعه تدريبات الأمير عبدالله بن الحسين وقتها، في ذلك المكان، وعن قرب، وبعيدا عن البروتوكولاتالتقليدية، حيث كان يترجل، وقت الاستراحة، ليصافح الجميع هناك، صغيرهم وكبيرهم، ممن تجمهروا، لمشاهدة التدريبات، التي تسبق انطلاق بطوله الرالي الرسميه، بعدة أيام، وفي نفس المكان».

أغاني الرعاة.. وصوت اليرغول

تلك الطريق..

تبقى عزيزه على كل من مر بها، رغمقلة ارتيادها، وسلوكها، في وقتنا الحاضر، فمن يعرفها، وله ذاكرة فيها، يكاد حين يمر من هناك، يَشْتَمّ رائحة أهل مرصع الاولين الطيبين، ويسمع صوت أجراس أغنامهم وابقارهم وصهيل خيولهم الماره من هناك.. وربما يحضر صوت هدير محرك تكسي المرحوم حسين الرافع رحمه الله (ابو محمد)، أو (زامور) باص (كوستر) المرحوم صالح الفهد «ابو فايز» رحمه الله، أوصهيل وحمحمة الحصان الأبيض الجميل للحاجعواد الزاهي رحمه الله.

هناك، أيها المشتاق للذاكرة، تنصت إلى أغاني الرعاة قادمة من بعيد، ولصوت أجراس أغنامهم، ووقع حوافر خيولهم، وهم (يردون) نبعها العذب للسقيا، وشرب الماء.. وتكاد تنصت إلى ضحكات الصبايا النشميات، بعد ان ملأن الروايا بالماء، وملأن قلوبهن بالأسرار والحكايات الجميلة، اثناء خروجهن من النبعه.. وقد تسمع صوت يرغول عودة المكازي «ابو جعفر»، قادم من فوق إحدى السفوح القريبه.أو يأتيك رجع صدى هجيني جميل، بصوت «أبو زعل»، وهو يسوق أبقاره، ويرعاها، في تلك الروابي المحيطة.. هناك ما أجمل الذاكرة، وأغاني الحصادينقادمة من بعيد، من سفوح الوسية والجنادية والدهامشة وسمرة، كلها تردد بصوت واحد:

(منجلي وامنجلاه ...منجلي ومنجلاه

منجلي وامنجلاه .. منجلي ومنجلاه

راح عالصايغ جلاه .. راح عالصايغ جلاه

راح عالصايغ جلاه .. راح عالصايغ جلاه

ما جلاه الا بعلبه .. ما جلاه الا بعلبه

ما جلاه الا بعلبه .. ما جلاه الا بعلبه

يا ريت العلبه فداه ..يا ريت العلبه فداه

يا ريت العلبه فداه ..يا ريت العلبه فداه).

معلّم الكُتّاب

هناك حديث يمكن أن يقال عنالمقدس في قرية مرصع، تفاصيل نجمعها من كبار القرية، تقول: «غالباً ما كان يصلي أهالي مرصع،منفردين، كل في بيته، ولكنهم كانوا يستفيدون من وجود مُدَرّس الكُتّاب(الخطيب)، الذي كانوا يحضرونه من المدينة، لتعليم أولادهم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم،وكانوا يسمون المبتدئ في القراءة بأنه «فك الخط» أي استطاع قراءة الكلمة. وقد قرأ بعضهم على يد الشيخ معلم الكُتّاب، وكان إمام المسجد، واسمه (أحمد حسن اللبدي) رحمه الله، وكذلك الشيخ يوسف في الرمان، والذي دفن في مقبره مرصع، وظل قبره مشيد لفتره قريبة، لما له من كرامة، وليكون مميزا وشاهدا على أهمية هذا الشيخ الجليل. كذلك كان للشيخ الخطيب علي المثري «ابو حسين»، رحمه الله، نصيب في تدريس أبناء وأجيال مرصع المتعاقبة، وما زالت له كرامة ومكانة خاصة، لدى أهالي مرصع، ويتذكرون مآثره حتى الآن.

يشير كبار قرية مرصع، إلى أنه في الاربعينيات من القرن الماضي، حج مجموعه من رجال القرية، على ظهور الإبل، من مرصع حتى مكة، على ظهور الجمال، بشكل متفاوت، ومنهم الشيخ عواد السراح الخوالدة، والحاج الشيخ خليف الرشيد الخوالدة،والحاج علي العيد، والحاج فليح الخليف، وآخرون، وقد كانت تستغرق الرحلة أكثر من ثلاثة أشهر، في الذهاب والإياب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75809
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر!   مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! Emptyالأربعاء 12 أكتوبر 2016, 6:39 am

[size=32]مرصع.. حكايات البشر، وذاكرة الشجر (7)[/size]
بوح القرى ..
مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر! X21443.jpg.pagespeed.ic.d8fqMBWr9d

كتابة وتصوير: مفلح العدوان

هذه الحلقة الأخيرة من سلسلة الكتابة عن قرية مرصع، في «بوح القرى»، وهي ليست خاتمة الذاكرة والتاريخ والحكايات هناك، ففي كل زاوية تنمو حكاية، وعلى كل دروب هناك ذاكرة، ومنقوش على كل حجر في القرية سفر من أسفار التاريخ المهيب هناك، والأمل معقود على أهل مرصع بأن يوثّقوا تلك الذاكرة الساكنة في ديارهم الجميلة والثرية، لتكون مدونة مكتوبة ومنشورة في كتاب يعكس ثراء تلك التفاصيل وذاك التاريخ المنثور في كل مساحات مرصع، والمناطق حولها.

كتاب الذاكرة

كانت رفقة طيبة، ومسيرة عابقة، مع معالم وحكايات وذاكرة مرصع، رفقة مع المكان والانسان، أمتعني بها، وقدم لي مفاتيحها، صديقي ودليلي في مرصع الباحث موفق يوسف خليفة الخوالدة (أبو أرجوان)، آملا أن تتضافر الجهود الطيبة من أهل القرية، مع ما لدى موفق الخوالدة من كتابة وبحث وجدية ونية صادقة في التوثيق والكتابة، ليتم حفظ هذه المعلومات ونشرها على هيئة كتاب وصفحة الكترونية، حتى لا تضيع مع الزمان، وتسارع عجلة العصر، ولتبقى رسالة وذخرا للأجيال القادمة، خاصة تلك الصور التي تجسد الطبيعة والجمال في وقت واحد، مما يضفي قيمة أخرى، وجمالا على جمال، لقرية مرصع.

«لاند روفر» و»الرَصْفة الإنجليزية»

هنا، في هذه الحلقة، نلملم نثار تلك الذاكرة المتبقى، نهيم بها، تشدنا الى ذاك الزمان الجميل، ولا ننقطع عن الواقع المعاصر الخيّر والمليء بالأمل.. يروي أهل القرية، بأن المواصلات بين مرصع وعمان وبقيه المناطق المحيطة،كانت بواسطة سيارات الجيش المشطوبة (لاند روفر)، لصعوبة الطريق الترابي بينها وبين خط عمان -إربد الحالي، عند منطقه وادي مرصع، مروراً بمرج العطن ووادي شلاش، وكذلك سوح ثابت، وهي من أرض حوض ياسين، موقعها عند حرش اشبيل،المسمى بغابه الشهيد وصفي التل. في تلك الفترة، كان حينما يفيض وادي مرصع، في الشتاء،كان هناك صعوبات في الوصول الى الأمكنة الأخرى والتحرك بسهولة، وكانت تلك الطريق تنقطع، وتغلق، لفترة محدودة، لكنه تم تعبيد هذا الطريق عام 1971م، بما يسمى بالرصفه الإنجليزيه.

«تلفزيون الأسود والأبيض»

تشير الذاكرة هناك، إلى أن أهالي مرصع، أقبلوا على اقتناء التلفزيون(الأسود والأبيض)، الذي يشتغل على بطارية السيارة.كما أنه دخلت الكهرباء الى المنازل والبيوت في البدياة، بمولدات خاصة، اشتركالجيران في اقتنائها، حسب قرب المنازل، مثل ماتور الحاج «ابو صايل» رحمه الله، وماتور الحاج حسين الحماد رحمه الله، وماتور اسماعيل البشير، وهو أشهرها، وقد كان ينير منطقه مرصع كامله، عبر أعمده وتوصيلات خاصه، وبقي الوضع على هذا الحال، الى ان وصلتها الكهرباء عام 1984م،بينما وصلت خدمة الهاتف الى قرية مرصع عام 1985م.وبالمقارنة مع الواقع المعاصر الآن، نجد أنه يندر، في هذا الوقت،أن نجد بيتا أو بيتين في مرصع، غير متصلة بشبكة الأنترنت، وجميع شوارعها معبدة، ومضاءة بالكهرباء، والجميع يقتني هواتف محمولة.

قرية العلم والمتعلمين

هناك نسبة عالية من المتعلمين في قرية مرصع، وهذا يوجه لتتبع نسبة الحاصلين على شهادات جامعية عليا في مرصع، وفي البال يحضر من أبناء هذه القرية، كل منالأستاذ الدكتور رضا عبد الله عريق الخوالدة (رئيس جامعة مؤته سابقا ووزير الزراعه حاليا)،الدكتور خليف احمد عيد الخوالدة (وزير القطاع العام سابقا)، الأستاذ الدكتور ناصر أحمد ضاعن الخوالدة (نائب رئيس جامعة العلوم الاسلامية)، ومعهم يحضر أيضا ذاكرة الأوائل من الذين حصلوا على الشهادات الجامعية حيث أن أول من حصل على الشهادة الجامعية في قرية مرصع بحدودها الطبيعية السيد محمد العوده العمرو «ابو فؤاد»، وكان هذا عام 1971م، من الجامعة الأردنية، بعدها انتقل مع اهله ورحلوا من مرصع إلى سلحوب عام 1984م. وكان من المجايلين لأبي فؤاد، كل من عارف الرويق رحمه الله، والاستاذ تيسير علاوي» ابو محمد»،وهؤلاء عملوا في الحكومه على شهاده التوجيهي.

ويشار الى أنه عند التدقيق الإحصائيات الرقمية لعدد المتعلمين في مرصع، بحسب ما يتداولها أهل القرية، يلاحظ هناك وجود نسبة عالية بالمقارنة بعدد سكانها، وكذلك بالنسبة لكثير من القرى الأخرى، فهناك حوالي 85 من حملة درجة الدكتوراة، وكثير من الحاصلين على درجة الماجستير والشهادة الجامعية الأولى نسبة عالية منهم مهندسين وقضاء، وأكثر من 20 محاميا، وأكثر من 10 أطباء، وكل هؤلاء المتعلمين يعملون في السلك العسكري، أو القطاع الحكومي، أو القطاع الخاصن والقضاء. من المتعلمين والمثقفين من حملة شهادة الدكتوره حوالي 85 دكتور لغايه هذه اللحظه او اكثر بقليل . والماجستير وحملة الشهادات الجامعيه والمهندسين حدث ولا حرج والقضاه اكثر من 20 والمحامين عدد كبير جدا والاطباء اكثر من 10 اطباء ومنهم من يعمل في السلك العسكري والقطاع الخاص والقضاء.

«البرندات»

ربما من المهم، ومع كتابة الفقرات الأخيرة، من اجتهادنا في تدوين بوح قرية مرصع، أن نشير هنا إلى أن تلك الآثار التي تم المرور بها، أثناء الجولة في مرصع، كانت تعطي شهادة على أزمنة عميقة في التاريخ، ولكن بالقرب منها، هناك بيوت، ومناطق واطنها أهل القرية، وما زالت شاهدا على استقرارهم فيها، واستثمارهم لبيئة مرصع، وطبيعتها، حيث تشير ذاكرة الكبار من أهل القرية إلى أنه كانت بداية الإستقرار في مرصع، بحسب الروايات الشفهيه المتداوله في القرية، من خلال تجمعات بيوت شعر، وزراعة الأرض، وتربية الحيوانات، حيث أن أهل القرية كانوا في الشتاءيقطنون في المغائر والكهوف المنتشرة في مرصع كمغاره أم قباره، وغيرها، هذا في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وحتى بعد ذلك بقليل. ومن ثم قاموا بعد فترة ببناء بيوت من الطين والحجر في الأربعينات والخمسينات، وكانوا يسكنوها بالشتاء، وكان البناؤن من نفس القريه،أو من نواحيها، ولعل أشهرهم المرحوم الحاج خلف الخليفه الزواهره «ابو عبدالمهدي»، والذي ورث هذه الحرفه او الصنعه كما يقولون عن والده، وبعد ذلك علمها لابنائه «بالوراثه»، وكذلك المرحوم عبدالله الجبر، والحاج موسى العبدالكريم.

بعد ذلك، وفي فتره الستينات من القرن الماضي، كانت هناك بيوت العقد أو الحجر، حيث كان هناك ديوان لعائله الرهيشات يسمى الديوان، وبيت لعائله العميره كذلك. وهناك بيت ديوان لعائله الحامد. ويقال بأن الحرازنه هم أول من بنوا بيوت الحجر في القريه في البداية، « وبعد(السبعة وستين)، يعني ذلك (نهايه الستينات وبدايه السبعينات)، اتجهوا الى بناء البيوت الاسمنتية..ولعلبيت المرحوم الحاج محمد عبدالله الصايل او (أبو صايل) من اوائل البيوت الاسمنتيه الحديثه في القرية، ويظهر فيه نظام الشبابيك، أو ما يسموه البرندات، حيث كانت معظم بيوت مرصع، بعد ذلك تصمم على نفس الطراز».

روابي الشاعريات

قبل النهاية، ينبهني موفق الخوالدة الى مكان له ذاكرة، وعبق، لدى أهالي مرصع، وهو منطقة الشاعريات، وللاسم حضور يبعث النبض، ويوحي بالمحبة والجمال، حيث أن منطقة روابي الشاعريات في مرصع، «من أجمل الأحياء المجاورة والتابعة لقرية مرصع، وهي طبيعيا أحد أهم أحواضها المشهورة، إذ يمتاز حوض الشاعريات بموقعه المميز، والواقع علىالحد بين مرصع وسلحوب، وهو يمثل أحدى أهم وأجمل المناطق الجميلة والمرتفعة والمطلة على المناطق المحيطة بها من قرى وجبال وسفوح جرش والسلط وعمان.. وتمتاز بوفرة بساتينها، وحقولها الخضراء الزاخرة بالنعم والخيرات، ووجمال بيادر القمح الممتدة على طول المدى، حيث تعانقها الشمس صباحا، ويغازلها القمر مساء بمشهد كرنفالي يثري الخيال. وفي الربيع، يكون لمنطقة الشاعريات، حضور بهيج، يوشحها اخضرار نيساني، مزركش بأزهار ملونة، ينعكس على سماء زرقاء صافية، والعصافير تغرد سيمفونية الطبيعة في ترداد شجي بين الدوري والبلابل والحساسين.. كل تلك التفاصيل تسكن الشاعريات، لتكون لوحة طبيعية ساحرة الحضور، بهيجة الأثر».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مرصع.. حكايات البشر وذاكرة الشجر!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشجر والعظام
» هل سمعت عن قنابل (الشجر) من قبل؟
» ضفدع الشجر أحمرالعينين
» لوحات بورق الشجر للفنان الروسي أليكسندر يوركوف
» حكايات قصص تعليميه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي-
انتقل الى: