الأردنيون في الخليج.. واقع ضبابي بانتظار المجهول

الأردنيون في الخليج.. واقع ضبابي بانتظار المجهول
التاريخ:24/10/2016
عمّان - ليث النمرات 

تلقي الأزمة الاقتصادية بظلالها، على الأردنيين في دول الخليج العربي، فسياسات العمل هناك بدأت تتجه لحصر فرص العمل وزيادتها للمواطنين، وهو ما شكل عائقا كبيرا بالنسبة للوافدين، فضلا عن أن انخفاض أسعار النفط الذي كان له انعكاسات كبيرة على الأردنيين، نظرا إلى أن تلك الدول تعتمد بشكل أساسي على تلك المادة.

انعكاسات تلك الأزمة الاقتصادية لم تلحق الضرر بالأردنيين فقط دون غيرهم، فالخليجيون كان لهم أيضا نصيب منها، إذ أعلنت المملكة العربية السعودية، عن سلسلة إجراءات وصفت بـ"التقشفية"، طالت وزراء ومسؤولين في الدولة، في إطار مماشاة انخفاض أسعار النفط العالمي.

غير أن تلك الحالة، بدأت تخلق لدى العمالة الأردنية في دول الخليج، حالة من القلق إزاء الأوضاع الاقتصادية، في ضوء واقع اقتصادي أصعب في بلدهم، فأرقام البطالة ترتفع بشكل مستمر، وفرص العمل باتت محدودة، فضلا عن أن كلف الحياة لم تعد كما كانت سابقا، أضف إلى ذلك الركود الذي يشهد السوق الأردني.

الخبير الاقتصادي الأردني مازن مرجي، أكد بأن الأردن يتأثر بشكل مباشر بالاقتصاد الخليجي، ومن عدة جوانب، أبرزها سلسلة المساعدات المقدمة، وحوالات المغتربين هناك، فضلا عن أنها تستقبل أعدادا كبيرة من العاملين الأردنيين وهو ما يخفف عن الحكومة أعباء توفير فرص عمل لتلك الفئة.

وأشار مرجي، في حديثه إلى "البوصلة" إلى أن انخفاض أسعار البترول عالميا، سيؤثر بشكل مباشر على حجم المساعدات الخليجية، للأردن، إضافة إلى تقليص البيئة الاستثمارية، التي تدخل من باب مساعدة الأردن على إقامة مشاريع تؤمن فرص عمل للأردنيين بدعم خليجي، وهو أمر آخر له انعكاس كبير على الاقتصاد الأردني.

وبين أن "الشأن السياسي" بين دول الخليج والأردن له تفاعلات وانعكاسات كبيرة في القطاع الاقتصادي، إذ أن الأردن سيجد نفسه مضطرا لأن يتماشى مع سياسيات تلك الدول، خصوصا فيما يتعلق بالأزمتين السورية واليمنية، وهو ما يفرض عليه كلفا إضافية،  لافتا إلى أن عمّان تعتبر جزءا من الموقف السياسي العالمي الذي يصطف إلى جانب دول الخليج.

وتوقع الخبر الاقتصادي، أن تستمر الأزمة الاقتصادية المتعلقة بأسعار النفط ما بين 3-5 سنوات، في ضوء أوضاع اقتصادية صعبة بالنسبة للأردن، على الصعيد الرسمي أو الشعبي، فالحكومة ملزمة بتوفير نحو 50 ألف فرصة عمل للاجئين السوريين، في إطار التزاماتها العالمية.

إزاء ذلك، حذر مرجي من خطورة دخول البلاد في نفق اقتصادي مظلم، يحتم على الأردنيين واقعا صعبا، إذ سيجد الكثيرين أنفسهم مضطرين للتعامل مع أوضاع لم يألفوها من قبل، خصوصا أولئك الذين كانوا يعتمدوا بوظائفهم على دول الخليج، حيث أن تلك الدول ستجبرهم على التماشي مع الأوضاع الاقتصادية الجديدة.

وأكد أنه في ضوء تلك الأوضاع سيجد الأردني في دول الخليج نفسه، أمام خيارين أحلاهما مر، وهو القبول بالأوضاع الجديدة لدول الخليج، أو التوجه إلى الأردن للبحث عن فرص عمل، في ظل عجز الحكومات المتعاقبة عن توفير فرص عمل.

إلى ذلك دعا المحلل الاقتصادي حسام عايش الحكومة الأردنية إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار موضوع العمالة في دول الخليج، وتأثير الأزمة الاقتصادية عليهم، إذ أن ذلك سيشكل عبئا إضافيا، وتحديا في إيجاد فرص عمل لأولئك الذين سيعودن للعمل في المملكة.

ونوه عايش في حديثه لـ "البوصلة" إلى أن انخفاض أسعار النفط أثّر بشكل كبير على دول الخليج، الأمر الذي انعكس على حجم المساعدات التي تقدمها تلك الدول للأردن، فضلا عن المشاريع الاستثمارية التي تقام في الأردن بدعم خليجي.

وأشار إلى أن انخفاض أسعار النفط، له آثار ستنعكس على العمالة الأجنبية في دول الخليج، بما فيها الأردنية، إذ بدأ الكثير منهم البحث عن فرص عمل ملائمة لانخفاض الدخول هناك، لافتا إلى أن جزءا آخر من تلك العمالة ستحاول التعايش مع الأوضاع الجديدة في الخليج، نظرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية في الأردن، ليست بالمستوى المطلوب.

وشدد عايش على ضرورة أن تدعم الحكومة إقامة المشاريع الصغيرة لرفد الاقتصاد الوطني، مطالبا إياها بعدم فرض ضرائب على تلك المشاريع التي يقيمها العائدون من دول الخليج، كنوع من التحفيز.

(البوصلة)