ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الأردن في عين العاصفة الثلاثاء 06 ديسمبر 2016, 6:25 am | |
| الأردن في عين العاصفة
الدكتور منجد فريد القطب لا مبرر للخوف من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية على الاطلاق بالنسبة للعرب والمسلمين. نظرة إلى الدول العربية ومظاهر القتل والاقتتال الداخلي والنعرات الدينية والطائفية والعرقية المستفحلة منذ حرب الخليج الأولى واحتلال العراق للكويت وما تبعها من شق للصف العربي والإسلامي وتشتيت الجهود وتمزيق للوحدة العربية واجهاض مشروع الدفاع العربي المشترك وحرف البوصلة العربية والإسلامية عن القضايا الأكثر أهمية والحاحا كالقضية الفلسطينية وانتهاك المقدسات العربية والفلسطينية في القدس والمناطق الفلسطينية المحتلة يدل على أن فوز ترامب لن يقدم ولن يؤخر بالنسبة للمنطقة العربية. نظرة للوضع العربي الراهن من الحرب الدموية في سوريا والعجز الدولي والعربي عن وقف رحى الحرب وفي بدايات الأزمة اضاعة الوقت بالخلاف على تسميتها، وهل يجوز اطلاق صفة حرب أهلية أم لا؟ ونظرة على الوضع في ليبيا وما آل اليه الوضع حتى وصل بالأمس القريب خلاف حول قرد أدى إلى مقتل عشرين شخصا من قبائل متناحرة في الجنوب الليبي والأزمة العراقية والحرب اليمنية دون رابح وخاسر، والمسلمون والعرب هم الضحايا الأوائل فيها يدل على أن الفزع من ترامب ليس الا للتغطية الإعلامية فقط فهل للآتي أن يكون أسوأ مما مضى. ناهيك عن حقيقة أن سيل الدماء قد أصبح روتينيا لدرجة أن الدم العربي والإسلامي قد أصبح رخيصا بسعر الفجل مع فارقة بأن الضحايا عرب ومسلمين مع تأجيج مشاعر العداء والكراهية للمسلمين في الأوساط الغربية وقد سمعت شخصيا عن حالات كثيرة للعنصرية في فرنسا تجاه مرضى مسلمين ومسلمات مرتديات للحجاب والنقاب في مستشفيات فرنسية قصدنها بهدف العلاج. وليس أدل على ذلك من تنافس المرشحين للرئاسة الفرنسية على وعود بسن قوانين ضد المسلمين المقيمين وضد الهجرة من الدول الإسلامية تحديدا والكلام لا يختلف كثيرا عن كلام ترامب قبل الفوز بالانتخابات. هذا ما حذر منه الملك عبد الله الثاني مرارا وتكرارا من مغبة الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة التي تهدف لتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف وخلق حالة عداء للمسلمين واحداث تشققات بالمجتمعات الغربية التي يعد المسلمون جزءا لا يتجزأ منها وعلى التركيز على ضرورة الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات والشعوب وعلى دور الإعلام والصحافة في ترسيخ مبادىء الشراكة وازالة العوامل المسببة للتوتر بين العالم الغربي والإسلامي وعلى التصدي للصورة القاتمة عن المسلمين والعرب وشرح الصورة الحقيقية التنويرية للإسلام التي تدعو لتعزيز القيم الانسانية والتنوع الفكري والثقافي والديني والحضاري. الأردن حافظ في ظلال الأوضاع القاتمة والمهيمنة على منطقة الشرق الأوسط بتوازن واعتدال واستقرار لم يعطها حقها الإعلام وأثر على إبراز السلبيات بطريقة سلبية. الإعلام ليست مهنتي ولكن الأسبوع الماضي قررت أن أتابع القليل القليل. لم أسمع بناهض حتر قبل مقتله وتابعت بعض تصريحاته المثيرة للجدل التي اتهم النظام الأردني بها بالعمالة للكيان الصهيوني وبيع قضية فلسطين وبدعم الإرهاب التكفيري داخل الأردن ودعم الجماعات الإرهابية ضد سوريا وحزب الله وايران والوقوف في الخندق السني ضد الشيعة وبالتحديد ضد إيران بما ينزع الشرعية الدينية عن العاهل الأردني وال البيت الهاشميين. هل الكاتب الجيد يقاس بعدد التهديدات التي وصلت له وهل قتل حتر يستهدف الوحدة المسيحية الإسلامية. هنا يأتي دور الإعلام الذي صور قتل حتر وكأنه استهداف للوجود المسيحي في الأردن على الرغم أن المسيحيين يتمتعون بدرجة عالية من الحرية السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية قل مثيلها في دول الجوار والعالم بلا استثناء وليس أدل على ذلك من احتضان الأردن لآلاف من اللاجئين المسيحيين من العراق الذين تقطعت بهم السبل ومن طلب وزير الخارجية العراقي الأسبق طارق عزيز بالدفن في عمان قبل وفاته ومن مساهمة الملك عبد الله بترميم القبر المقدس في القدس المحتلة ومبادرات شتى تهدف لتعزيز الوئام بين أتباع الديانات السماوية الثلاث. الموضوع جريمة قتل لا أكثر ولا أقل تماما كقاتل أمه في طبربور والعديد من جرائم قتل الشرف وغيرها التي تشهدها الأردن. تابعت أيضا هجوم وئام وهاب المدعوم من إيران اللاذع على الأردن ولا أعرف ان كانت تصريحاته قديمة أم حديثة العهد فقد عرف عن الرجل من القدح والذم والشتائم بحق القادة العرب ورجال الدين ما يكفي لإذاعة صيته. أين الإعلام الأردني الخارجي من كل ما يقال ويشاع عن دور الأردن خارجيا وداخليا خصوصا في ظلال الظروف المؤلمة التي تعيشها دول الجوار من تنامي ظاهرة الإرهاب الدولي وللأردن دور محوري دولي في الوقوف سدا منيعا في وجه الإرهاب منذ الخمسينيات واستشهاد الملك المؤسس على أدراج المسجد الأقصى المبارك ودور في احتواء أزمة اللاجئين الانسانية منذ عام 1948 وبدء أزمة القضية الفلسطينية؟ أيضا داخليا صور موضوع المناهج كخطة ماسونية لانتزاع الدين والمقدسات والثوابت من فكر الطلاب الأردني وما زالوا لحد اللحظة يتكلمون عن المناهج وتعديلها في الصحف مع العلم أن خطابات الملك في المحافل الدولية ودفاعه عن الدين الإسلامي الحنيف يدحض بقوة هذه المزاعم التي لا وجود لها. موضوع وصف أحداث الجامعة الأردنية بالغزوة؟ هل هي حرب حتى يقتحم 200 مسلح بالسلاح الأبيض والهراوات حرم الجامعة أردني سلطي ضد أردني ومن أجل ماذا ولمصلحة من؟ ماذا لو صار الحال كسوريا ودعم خارجي لجماعات مسلحة؟ هل يمكن تخيل الأردن بعشائره ومكوناته الفلسطينية السورية والمسيحية والمسلمة وغيرها مركزا للصراع لا قدر الله كسوريا وليبيا. في ظلال هذه الظروف ستعقد القمة العربية المقبلة في الأردن. نأمل أن تكون القمة مخالفة لنظيراتها وأن تكون قمة أفعال بعيدة عن الخطب الحماسية المؤثرة التي سئمت منها الغالبية الساحقة من سواد الشعوب العربية والإسلامية. يبقى الأردن واحة أمن وأمان في جوار ملتهب. علاقات الأردن بالولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية يمكن أن تكون اللبنة الأولى لبناء خطط التنمية المستدامة وبناء دول الجوار والوصول لحلول سياسية مؤدية لبناء أنظمة تعددية مقبولة للشعوب العربية المتناحرة بشكل يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار الدولي على أسس العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص والمواطنة وسيادة القانون والدول المدنية التي تحفظ للمواطن الكرامة الانسانية وفرص العيش الرغيد. باختصار باتت الحاجة ملحة لاعلام داخلي وخارجي قوي في وجه التحديات الجسيمة التي تمر بها الأمة العربية وبالتحديد وجود الأردن في عين العاصفة. يمكن للأردن انتهاز الفرصة وقد وعد ترامب بالتعاون مع الأردن والملك عبد الله الثاني حول القضايا الحساسة في المنطقة والعالم بابراز الصورة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف النابذ للعنف والتطرف والإرهاب وقتل الأبرياء العزل والاستمرار في سياساته الحاضنة للأشقاء العرب وعلى بقائه رغم صغر حجمه وندرة الموارد الطبيعية والاقتصادية مشكاة ساطعة للكرم والجود والسخاء واغاثة الملهوف ونصرة المحتاج والدفاع عن عروبة واسلامية المسجد الأقصى المبارك في وجه الهجمات الإسرائيلية الهادفة لطمس التراث العربي والإسلامي في المدينة المقدسة ومحيطها. كاتب من الأردن |
|