استخدام النظام السوري للأسلحة المحرمة.. أرقام وحوادث
إحصائية سورية: استخدام النظام للأسلحة الكيميائية أدى إلى مقتل 2376 شخصا وإصابة 12 ألفا بمناطق المعارضة
امتلك النظام السوري -إلى ما قبل توقيعه اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في أكتوبر/تشرين الأول 2013- حوالي 1300 طن من الأسلحة الكيميائية، وهو ما يكفي لتصنيع نحو خمسة آلاف قنبلة مدفعية ومئتيْ رأس حربي كيميائي لصواريخ سكود، وهذه الكمية كافية لإبادة سكان دمشق وحمص وحماة وحلب وعدة مدن أخرى.
ومنذ توقيع النظام على الاتفاقية وحتى نهاية 2014 استخدمت قواته الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا 50 مرة في 26 منطقة من
سوريا، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان. ثم ارتفعت الخروقات إلى 135 خرقا منذ 2013 وحتى نهاية 2015.
ويقول "مركز توثيق الانتهاكات الكيمياوية في سوريا" إن النظام يمتلك سبع منشآت وستة مخابر قائمة على التصنيع بوتيرة عالية للسلاح الكيميائي. وحتى مايو/أيار 2015 وثق هذا المركز 2376 حالة وفاة و12 ألف إصابة جراء الأسلحة الكيميائية التي أقدمت القوات النظامية على استخدامها، بعد استخراجها من مخابئ سرية خاصة بعضها في جبل قاسيون وفي
اللاذقية.
أما الجمعية الطبية السورية الأميركية فقد قالت في تقرير أصدرته بتاريخ 14 مارس/آذار 2016، إنه تم استخدام الأسلحة الكيميائية 161 مرة في سوريا خلال السنوات الخمس السابقة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1500 شخص وإصابة أكثر 14 ألفا و500. ومع أن الجمعية لم تحدد من استخدم هذه الأسلحة وضد من؛ فإن مراقبين يعتقدون أن النظام هو الذي استخدمها لكونه هو الوحيد الذي يمتلك وسائل تصنيعها ونقلها.
وقد وافق
مجلس الأمن الدولي في أغسطس/آب 2015 على إنشاء آلية تحقيق مشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
والأمم المتحدة، مهمتها تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في
النزاع السوري في مناطق كثيرة من البلاد، خاصة محافظة
إدلب التي توسعت قوات النظام في استهدافها بعد سيطرة المعارضة المسلحة عليها.
وتتهم الدول الغربية الكبرى النظام السوري بالوقوف خلف أربع هجمات كيميائية من أصل خمسة أثبتها فريق خبراء أممي في تقرير قدمه يوم 13 فبراير/شباط 2016، ثلاث منها وقعت بمحافظة إدلب في بلدات تلمنس (يوم 21 أبريل/نيسان 2014) وقمينس وسرمين (يوم 16 مارس/آذار 2015)، وواحدة في كفرزيتا بمحافظة حماة (أبريل/نيسان 2014).
وفي ما يلي ذكر لأهم
الأسلحة المحرمة دوليا التي وظفها النظام السوري في مواجهة معارضيه:
1- الغازات السامةاستخدمت قوات النظام الغازات السامة لأول مرة في يوليو/تموز 2012، ومنذ ذلك التاريخ وحتى هجوم الغوطتين الشرقية والغربية في 21 أغسطس/آب 2013 استخدم النظام الغازات السامة 28 مرة وهجوم الغوطتين هو الـ29، وتلا الهجومَ توقيعُ الحكومة السورية على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، ثم استخدم النظام بعد ذلك بسبعة أيام الأسلحة الكيميائية في قصف
حي جوبر بدمشق.
وفي 13 أبريل/نيسان 2013 نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا لوزارة الدفاع البريطانية يؤكد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بعد أن أجرِي فحص لعينات من التربة أُحضِرت من
ريف دمشق إلى المختبر البريطاني "بروتن داون".
وحسب تقرير أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان منتصف أبريل/نيسان 2015؛ فإن النظام شن تسع هجمات بالغازات السامة منذ 22 مارس/آذار 2015 وحتى إصدار التقرير، ووقعت ست هجمات منها في محافظة إدلب.
ومن أبرز الغازات الكيميائية السامة التي استخدمها النظام السوري ضد معارضيه:
-
غاز السارين: من أبرز حالات استخدامه الهجوم الذي شنته
قوات النظام السوري يوم 21 أغسطس/آب 2013 على الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، فقــُتل فيه أكثر من 1400 شخص وأصيب نحو عشرة آلاف معظمهم من النساء والأطفال.
-
غاز الكلور: وجدت بعثة تقصي الحقائق التي شكلتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في أبريل/نيسان 2014 "تأكيدا دامغا" على أن مادة كيميائية سامة تُرجح أنها غاز الكلور استخدِمت "منهجيا مرارا وتكرارا" كسلاح في قرية شمالي سوريا. ووثقت المنظمة -منذ صدور القرار الدولي رقم 2118 القاضي بنزع السلاح الكيميائي السوري- أكثر من 250 حالة استخدام لغاز الكلور وبشكل ممنهج.
ورغم أن المنظمة لم تحدد من استخدم هذا السلاح وضد من؛ فإن مراقبين يعتقدون أن النظام هو الذي استخدمه لكونه توسع في استخدام هذا الغاز بعد صدور القرار الدولي رقم 2118 الذي منع سوريا من الاحتفاظ بالأسلحة الكيميائية، لكنه لم يمنعها من تخزين وتطوير غاز الكلور لأن له استخدامات مدنية.
وتقول تقارير إعلامية إن النظام قتل باستخدامه غاز الكلور 13 شخصا على الأقل في هجمات شنها في أبريل/نيسان 2014 وأغسطس/آب 2014.
ومن أشهر هجمات النظام بغاز الكلور القصف الذي تعرضت له بلدة سرمين في ريف إدلب بأربعة براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور يوم 16 مارس/آذار 2015، مما أدى إلى مقتل عائلة بأكملها وإصابة آخرين، ودفع ذلك مجلس الأمن للاجتماع لمناقشة استخدام غاز الكلور في سوريا واستعراض حالة سرمين نموذجا له.
وفي 2 أغسطس/آب 2016 قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تدرس تقارير تحدثت عن قصف بغاز الكلور قرب موقع إسقاط مروحية روسية بشمالي سوريا، معتبرة أن ذلك سيكون "خطيرا للغاية" إن كان صحيحا، بينما اتهم الائتلاف الوطني السوري المعارض النظام بتنفيذ الهجوم انتقاما من
فصائل المعارضة السورية لإسقاطها مروحية روسية من طراز "أم آي 8" أثناء تحليقها في المنطقة ومقتل طاقمها الروسي.
-
القنابل العنقودية
بدأ النظام استخدام القنابل العنقودية أول مرة في تموز/ يوليو 2012 عندما أطلق حملة استهداف الأحياء القديمة في المدن، ثم تصاعد استخدامه لها إثر توقيعه على اتفاقية حظر الأسلحة الكيمائية 2013 -وبالتحديد من يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2014- حتى وُصف بأنه الأسوأ عالميا في مجال استخدام القنابل العنقودية.
وتفيد إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن طيران النظام والطيران الروسي شنا 54 هجمة بالقنابل العنقودية منذ التدخل الروسي أواخر سبتمبر/أيلول 2015 وحتى 27 فبراير/شباط 2016، تاريخ توقيع اتفاقية الهدنة بين النظام وفصائل المعارضة.
ووثقت منظمة
هيومن رايتس ووتش استخدام النظام والروس 13 نوعا من الذخائر العنقودية بسوريا، وذلك في 47 هجمة بالذخائر العنقودية نفذوها ما بين مايو/أيار 2016 وأوائل أغسطس/آب 2016، وأكدت المنظمة أن هجمات الذخائر العنقودية في سوريا تصاعدت بشكل ملحوظ منذ بدأت
روسيا عمليتها العسكرية في البلاد.
3- قنابل النابالممنذ نهاية 2013 بدأ العشرات من الناشطين السوريين بالمدن التي تسيطر عليها المعارضة في توثيق حالات استخدام النظام لقنابل النابالم الحارقة والمحرم استخدامها دوليا ضد المدنيين؛ وقد أسفر استخدامها ما بين 3-14 أغسطس/آب 2016 في الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات الروسية والسورية على أنحاء متفرقة من البلاد عن سقوط عشرات الضحايا.
الخراطيم المتفجرة.. سلاح جديد يفتك بالسوريين
الخراطيم المتفجرة سلاح أدخله نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى ترسانته العسكرية لقمع الثورة السورية، يوقع بالإضافة إلى الضحايا دمارا كبيرا في البنايات السكنية والمنشآت، وهو يشبه إلى حد كبير البراميل المتفجرة في الفعل والتدمير.ويتوفر
الجيش السوري في مخازنه منذ عام 1988 على الخراطيم المتفجرة، وهي سلاح طور لتفجير حقول الألغام قبل أن يستخدم ضد الشعب السوري، وقبل ذلك استخدمه
الجيش الروسي في حربه
بالشيشان.
الخصائصالخراطيم المتفجرة سلاح لا يحتاج إلى أي توجيه، وتكلفته المادية رخيصة، يصنع من الخراطيم البلاستيكية التي تحشى بالمتفجرات والمواد المشتعلة، ويبلغ طول الخرطوم الواحد عشرة أمتار فما فوق.
وتتصف هذه الخراطيم بأنها شديدة الانفجار، خاصة أنها تحتوي مواد متفجرة كالسيفور وتي أن تي، إضافة إلى صواعق وخردوات تتحول إلى شظايا قاتلة عند الانفجار.
وبحسب ما تناقله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بلغ طول أحد هذه الخراطيم نحو مئة متر، ويكون أثرها مدمرا حين سقوطها على الشوارع والأزقة.
ولأنها تطير في الجو وتتحرك مثل الثعبان فإنها تسمى أيضا "الثعبان الحارق" الذي يؤدي سقوطه إلى حفر حفرة بعمق مترين وعرض متر واحد وبطول يصل إلى مئة متر.
الإطلاقتطلق الخراطيم المتفجرة -وهي في الأصل صناعة روسية- من منصة ثابتة أو آليات عسكرية أشهرها كاسحة الألغام "يو آر 77" التي تستطيع فتح ممرات بعرض ستة أمتار وطول تسعين مترا في حقول الألغام بواسطة خراطيمها التي تحمل سبعمئة كلغ من المتفجرات.
ويتحرك برج الكاسحة -التي تسمى التنين الناري- بشكل قوسي لإطلاق الصواريخ في اتجاه الهدف بمدى يصل إلى خمسمئة متر.
ويمتلك الجيش السوري عددا من العربات المخصصة لإطلاق الخراطيم المتفجرة.
يربط الخرطوم بصاروخ مهمته إيصال الخرطوم للحقل أو الشارع أو التجمع السكاني، وهو يحتوي على متفجرات تحدث دمارا هائلا بالمنطقة المستهدفة.
الأهداف العسكريةتستخدم الخراطيم المتفجرة في الأساس مفجرة للألغام وكاسحة للطرق البرية أمام فرق المشاة، كما يستعان بها لفتح الثغرات وخرق المناطق المحصنة.
لكن النظام السوري استعمل هذا السلاح بأشكال مختلفة لقمع
الثورة السورية مستهدفا البلدات والقرى السورية.
وبالإضافة إلى العربات العسكرية المخصصة لإطلاق الخراطيم تكفلت المروحيات العسكرية بإلقائها على تجمعات سكنية، ووثق ناشطون استخدام النظام لها في
حي جوبر الدمشقي، مما تسبب في دمار هائل بمناطق الحي.
كما استعملتها قوات النظام في أحياء مدينة
حلب على جبهة البريج ومناطق أخرى، وتتعمد استهداف المناطق السكنية لإيقاع أكبر عدد من الضحايا.