خبير سياسي: إلغاء صفقة السلاح ترجمة لتحول موقف أمريكا من السعودية
التاريخ:17/12/2016 - الوقت: 11:57ص
عمان – ملهم الأحدب
قال الخبير في الشؤون الإيرانية، نبيل العتوم، إن القرار الأمريكي المتمثل بإلغاء وليس تجميد صفقة السلاح مع السعودية يمثل رؤية أمريكية جديدة للتعامل مع المملكة.
وأضاف العتوم في حديث لـ"البوصلة" أن القرار يترجم تصريحات الإدارة الأمريكية بخصوص موقفهم من الحرب على اليمن، فالأسلحة الأمريكية تُستخدم أحيانًا لقصف المدنيين في اليمن بحسب الأمريكان.
وأكد أن مسؤولية أمريكا عن قصف المدنيين في اليمن مسؤولية مباشرة، فالمعلومات التي تعتمد عليها السعودية مصدرها المسح الفضائي الأمريكي، ما يعني أن أمريكا تزود السعودية بمعلومات خاطئة لتشويه صورتها.
علاقة اقتصادية محضة
وقال العتوم إن الإدارة الأمريكية القادمة سيكون لديها رؤية مختلفة في التعامل مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي عن تلك التي كانت تسير عليها إدارة أوباما.
وبيّن أن التعامل سيكون على أساس 1+1=2، ما يعني أنها علاقة ذات أبعاد اقتصادية محضة.
وأضاف أن هذا الفراغ الذي سينجم عن انسحاب الولايات المتحدة ستقوم دولٌ أخرى بملئه، في إشارة إلى استضافة مجلس التعاون لوزير الخارجية البريطاني، وتعهّد الأخيرة بإرسال 30 ألف جندي بريطاني للمساهمة في حفظ أمن الخليج.
رسالتان أمريكيتان إلى طهران
وأكد العتوم أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى تلطيف الأجواء مع الدور الإيراني الحاضر بقوة في المنطقة، فالولايات المتحدة أرسلت رسالتي طمأنة إلى طهران خلال فترة وجيزة، تمثلت بإلغاء صفقة السلاح مع السعودية، إضافة لتجميد العقوبات على إيران والالتزام بالاتفاق المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
ولفت إلى أن إيران تريد الدخول إلى اليمن، لتغيير الأوضاع العسكرية لصالح الحوثي، حيث قامت بإدخال الأسلحة والصواريخ، إضافة لإرسال خبراء عسكريين من الحرس الثوري الإيراني والمتخصصين بحروب العصابات والخبراء في عمليات إطلاق الصواريخ.
تفويت الفرصة
وقال العتوم إن الولايات المتحدة تريد من خلال إلغاء صفقة السلاح أن تفوت فرصة إطلاق عاصفة حزم أخرى في سوريا، مشيرًا إلى وجود خشية أمريكية من إرسال هذه الأسلحة النوعية للمعارضة السورية، أو استخدامها في عاصفة حزم سورية.
ولفت إلى وجود مخاوف غربية من تجمع إقليمي تقوده السعودية وتركيا لدعم المعارضة السورية وإقامة مناطق آمنة في الشمال والجنوب السوري.
خيارات سعودية
وحول الخيارات المتاحة أمام السعودية لمواجهة عاصفة التغير في السياسة الأمريكية تجاهها، قال العتوم إن المملكة تستطيع أن تنوع خياراتها من ناحية التسليح وتتوقف عن الاعتماد على السلاح الأمريكي.
وأشار إلى أن المجال مفتوح أمام السعودية للذهاب إلى دول مثل بريطانيا وفرنسا وحتى الصين.
وأكد العتوم أن على السعودية أن تدرس بدائل متوسطة وبعيدة المدى بشأن التسليح، مبيّنًا أن عليها أن تبحث عملية التصنيع الذاتي للسلاح، خاصة أن المنطقة تعاني من أزمات متفجرة.