ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: العلاقات الإنسانية ودورها في الإدارة التربوية الأحد 16 يونيو 2013, 6:44 am | |
| [rtl] [/rtl] [rtl] العلاقات الإنسانية ودورها في الإدارة التربوية[/rtl] [rtl] [/rtl] أمينة منصور الحطاب - مكانٌ هادئ بشكلٍ عجيب، عناصرهُ تسير وفق نظامٍ رتيب، لا يسمح فيه الخروج عن التقاليد - وإن أكل الدهرعليها وشرب- كل فرد له عمل عتيق ويُحظر عليه التجديد إلا بموافقة صاحب الرأي السديد ، تخال نفسك وأنت داخلٌ عليه في ثكنةٍ عسكرية تدخل حرباً عالمية ، أو أنك في كوكبٍ بعيد سكانه من الآليين، فالتواصل ممنوع والتعبيرُعن الرأي مرفوض ، وشعاره بذلك نفّذ ولا تعترض وإلا سيكون مصيرك النفي والطرد، وإلغاء العقد أو عدم التجديد بحجة فترة التجريب. ونصفق لصاحب الرأي السديد مشيدين بانتصاره فقد وقع العقود مع بعض الخائفين من التغيير وأنهى عقود من لستم له برازقين ، نشيد بإدارته وبحكمته ونصفه بحسن التصرف والإقتدار ولا سيما في زمنٍ الأزمات ، عذراً فهذا هوالحال في بعض المدارس الخاصة التي تسعى فقط لزيادة الأرباح في نهاية العام .
اسئلة متبادلة هل هذه هي الإدارة التربوية التي نريد ؟. وهل تربي الأُمَةُ إلا العبيد ؟. لقد خاطب سبحانه وتعالى نبيه الأمين بـ « لو كنت فظأً غليظ القلب لإنفضوا من حولك « والربيع العربي خير دليل على أن للبشر إرادة لا بد أن تحترم ، ورأي لا بد أن يُسمع ، وحاجة يجب أن تلبى ، سأبقى من أنصار المدرسة الإنسانية ما حييت ، لأن لكل فردٍ حقاً في أن ينمو وفق أقصى الدرجات التي يستطيع، وأن لا يعيق نموه أي مُعيق، وأن الدولة معنية بتوفير كل البدائل أمامه لتحقيق حريته وشعوره بالديمقراطية، وبذلك تصبح لديه القدرة على استغلال اقصى طاقاته الذهنية للوصول إلى حالات الاختراق المعرفي والإبداع الذي نريد . أهمية العلاقات الإنسانية: منذ أوائل العقد الرابع من القرن العشرين، اتجه محور الاهتمام في دراسة الإدارة التربوية إلى ميدان العلاقات الإنسانية على اعتبار أن لب المشكلة يتمثل في هذا الميدان وليس في الطرق الفنية أو الخطوات التي تتضمنها عمليه الإدارة. ولذلك ارتبط مفهوم العلاقات الإنسانية بمفهوم الإدارة الديمقراطية ارتباطاً وثيقاً . ولا شك في أن العلاقات الإنسانية عامل مهم في الإدارة ، فالقدرة على العمل مع الآخرين بطريقة بنّاءة هي من السمات الهامة التي يجب أن تتميز بها شخصية المدير في ميدان التربية والتعليم . فالقيادات التربوية الناجحة هي التي تحظى بتقدير كبير من الآخرين، وتستطيع أن تلهمهم وتستفيد من أحسن ما لديهم من قدرات وطاقات - كأفراد وجماعات - في تعاون مثمر فعّال ، هذا مع توافر القدرة على امتداح عملهم بدقة ، والإستجابة لمشاعرهم وأحاسيسهم، وتوافر اهتمام إنساني كبيربهم . بناء العلاقات في المؤسسة التربوية وتطويرها تعددت الأساليب المستخدمة في المؤسسات التربوية التي تحقق العلاقات الانسانية وتطورها وتعمل على إيجاد جو يسوده الوئام والثقة والولاء ، ومن هذه الأساليب : 1- توفير الاتصال الفعال ؛ الذي تعمل خطوطه في كل اتجاه بين الرئيس والمرؤوسين وبين المرؤوسين أنفسهم ، مما يُسهل تبادل الآراء ونقل المعلومات في الوقت المناسب إلى كل الافراد العاملين . 2- أسلوب عمل الفريق ؛ ويقوم كل فريق بممارسة نشاطات داخل المؤسسة التربوية تكون متشابهة بين أعضائها، ويقوم الاعضاء بالاحتكاك فيما بينهم ويتعاطفون في اتجاهاتهم نحو مواضيع تهمهم . 3- المشاركة؛ وهي إعطاء الفرد الفرصة للمشاركة في إصدار القرارات التي تهم مصيره أو عمله في المؤسسة وتشعره بأهميته وأن له دور يُسهم في توجيه العمل أو اتخاذ القرار. 4- التشاور؛ ويعتبر مظهراً عملياً للمشاركة ، إلا أنه يترتب عليه ابداء الرأي والنصيحة للوصول إلى قرارات أفضل وهذا يزيد من تماسك الجماعة وإسهامها في العمل . 5- أسلوب اللجان ؛ التي تتكون من عدة أشخاص مختصيين لمناقشة موضوع معين والوصول إلى توصيات تُرفع للإدارة لمساعدتها في اتخاذ القرارات . 6- الإهتمام بالنواحي النفسية والاجتماعية . 7- أسلوب الاستفتاءات والبيانات ؛ للكشف عن اتجاهات العاملين وحاجاتهم ومواطن الشكوى وعدم الرضى عنهم ليعبروا بصراحة عن الحلول التي يرونها مناسبة لحل هذه المشاكل من خلال إجاباتهم عن أسئلة محددة تكشف الجوانب السابقة . نقد العلاقات الإنسانية على الرغم من أهمية العلاقات الإنسانية فإن بعض الباحثين يرى أن توفر جانب العلاقات الإنسانية في شخصية الرئيس ليست الشرط الوحيد للإدارة الجيدة ، فالواقع يشير إلى أن هناك خطراً من هذه العلاقات نظراً لأن الرئيس في هذه الحالة قد يصبح منغمساً بصورة شخصية في علاقاته مع المرؤوسين إلى درجة لا يستطيع أن يجد منها مخرجاً ومنفذاً ، مما يؤدي إلى عدم قدرته على النجاح في عمله . فالإدارة الناجحة تتطلب عدم التدخل الشديد في عمل المرؤوسين وتتطلب وجود التحديات التي تثير الاهتمام بالعمل والتحمس له والقدرة على إنجازه . ولقد عبر مالكولم عن مخاوفه في أن معاملة الناس بلطف وليونة قد يؤدي إلى إهمالٍ في العمل . وبالرغم من الانتقادات التي وجهت للعلاقات الانسانية إلا أنها لا زالت لها أهميتها الكبرى ، ما دام العنصر البشري يشكل العامل الأهم في الإدارة . |
|