حيدر عبد الشافي كان واعيا في مفاوضاته مع اسرائيل اما غيره فلا
محمود الشيخ
عندما بدأت محدثات مدريد للسلام ,ورأس الوفد الفلسطيني شيخ المناضلين السيد حيدر عبد الشافي ،وفي اول جلسة تفاوضية له مع الوفد الاسرائيلي اعتقد الاسرائيلين ان السيد حيدر نائما لأنه مغمض العينين لكنهم ادركوا انه ليس كذلك بل هي قوة تركيزه الفائقه عندما بدأ بالرد عليهم كلمة كلمة لم ينسى شيئا من كلامهم،بعد ذلك بدأ التذمر والضجيج منه معربين عن املهم بتغيره كونه متشدد،تشدده كان واضحا،في موضوع الإستيطان،طلباته كانت واضحه اوقفوا الإستيطان كليا قبل البدء بأي عملية تفاوضيه،ثم مطالبته التفاوض على الوحدة الجغرافية والسياسية للضفة الغربية وقطاع غزة لا يفصلان عن بعضهما ولا ينقسمان لا الف ولا باء ولا جيم رغم ان العرض المقدم له كان ( الف 20% وباء 72% وجيم 8% ) رفضه للإقتراح الاسرائيلي كان شديدا،لكن القيادة في تونس اصابها الشك من ان هذا المقترح ان ووفق عليه اين ستذهب ورأت فيه اقتراحا يجب قبوله.
هنا طلبت من وزير خارجية النرويج التوسط لنقل المحادثات من واشنطن الى اوسلو ومع ( م.ت.ف ) مع افراد من ( م.ت.ف ) كونهم اسهل من حيدر عبد الشافي في التفاوض وبالفعل نقلت سرا الى اوسلو وتوصلوا الى الإتفاق الذى كان لعنة على شعبنا الفلسطيني وعلى قضيتنا ،فإنعكست النسب والنتائج لتصبح ( 18% الف 20% با 72% جيم ) لاحظوا ماذا جلبوا لنا حيدر عبد الشافي كان رافض ما هو عكس هذه النتائج ليصل الى كل الضفة والقضاع وحدة جغرافية واقتصادية وسياسية واحده،اما هم الى اعتقدوا انهم جابوا ( الذيب من ذيله ) اوصلونا الى قاع البير الى اتفاق بهدل شعبنا ونهب ارضنا واستوطنوا فيها واليوم يطالبون بضمها بالكامل لإسرائيل ولا زالوا يعتقدون انهم اتوا بإتفاق.
على الأقل اعتذروا لشعبكم وغيروا اسلوب عملكم لا تستمروا في خداع شعبكم لا تتقاعصوا عن اداء الدور الذى يجب ان تلعبوه نعرف انكم لستم على استعداد للتضحية بمصالحكم حتى تنقظوا شعبكم لأن اتفاقكم اصلا كان يستهدف الحفاظ على مصالحكم وليس مصالح شعبكم ولو كان كذلك لوقفتم بكل شجاعة وقلتم نعتذر عما قمنا به لأننا كنا نعتقد بأننا عقدنا اتفاق مع اناس يحترمون الإتفاقات الدوليه ولكنهم نكثوا الوعود وانتم بصراحه
( اطلعتوا مضحكه ) معلش اتحملونا لأنكم حاولتم التشاطر على اسرائيل التى تعاملت معكم بخبث شديد وانتم بطبية اشد ولذلك اوصلتم شعبكم الى الهاويه.
والغريب في امركم انك لا تشعرون مع ابناء شعبكم فبدل ان تتصدوا لهمومه وقضاياه تزيدوه هما على هم حكومتكم اصدرت قرار يقضي بحرمان العاطلين عن العمل وعددهم (400 ) الف عامل مع عائلاتهم ضرب (5) معدل العائلة الفلسطينية يعني (2 ) مليونين انسان حرموا من التامين الصحي هذا غير العائلات الواقعة تحت خط الفقر وعددها
( 360 ) الف عائله ضرب (5 ) ( 1.800) وهنا يصبح المجموع ( 3.800.000) ثلاثة ملايين وثمانماية الف هؤلاء الجوعى المحتاجين يعني شعب فقير تزيدونه فقرا ملأتم الدنيا صراخ ولم تفعلوا شيئا لشعبنا الا شيئا واحدا لكم انتم وهو ان امتلأت بطونكم وحساباتكم في البنوك بالأرقام الفلكيه،فهل تصادر اموالكم كما صادر ترامب مليارات الدولارات للصوص العراق واعتبرها اموال الشعب الأمريكي فوضع اليد عليها، اموال نهبوها من خزينة الدولة واودعوها في البنوك الأمريكيه فهل تقع اموالكم بين يديه لأنها اموال الشعب الفلسطيني وليست اموالكم.
اعتقد ان لم تقوموا بجرد حسابكم لمجمل عملكم وتنتقدوا اعمالكم السياسية وغيرها لن يطول الزمان على شعبنا وينفجر في وجهكم بعد ان تفجرت اخر ابداعات اوسلو اليوم في واشنطن في المؤتمر الصحفي الذى قال فيه ترامب حل الدولتين ليس هو الحل الأمثل وطريق التفاوض المباشر هي الوحيده والإستيطيان ليس عائقا اتفضلوا ورجونا شطارتكم بعد هيك حكي يا سادة انتم تمسكتم في التفاوض المباشر وقلتم بملىء فيكم لن يحصل اي عنف وانتم على كراسيكم هذه اليس كذلك حاربتم كل شي وقدمتم كل شيء يطيل من عمر الإحتلال ويمسمره ولم يكافأكم الإحتلال على شيء بل اعطاكم ( الوسطى ) لأن من يدير ظهره لشعبه هكذا تكون النتيجه معه ( م.ت.ف ) دثرتموها والوحدة الوطنيه قضيتم عليها وتفردتم بالقرار وحاربتم كل شيء قد يشيع الديمقراطيه في المجتمع الفلسطيني فماذا حصدتم غير الهلاك والذل لشعبكم ،هل تحجلون بعد هذا وتنصرفوا.
من فاوض ومن وقع ومن وافق على اوسلو وشارك فيه عليه تحمل المسؤولية التاريخيه التى لن ترحمه مطلقا شعبكم يسألكم ما هي نتيجة حصاد اوسلو بعد اليوم غير خراب الديار وتدمير امل الشعب الفلسطيني وامتلاء الضفة الغربية بالمستوطنات والمستوطنين وفصل غزه عن الضفة الغربية وشق وحدة الصف الوطني واحباط شعبنا واذلاله،ولا زلتم مع التنسيق المقدس اليس كذلك ومع التفاوض كخيار لكم،انتم وحماس كليكما ضحيتم بمصالح شعبنا الوطنية العليا من اجل مصالح تنظيمية وشخصية،والنتيجة لم تكسبوا شيئا بل خسارة كبيرة اوصلتم شعبكم لها طريق مسدود ولا زلتم تتوسلون على عتبات البيت الأبيض،من يتوسل لن يحصد غير الذل والمهانه،نيلسون مانديلا وهو في قيده بالسجن بقي مرفوع الراس وفاوض وكنس الأبارتهايد من بلده وحرر الأفارقة السود وهو في قيده ،وانتم تنامون على الحرير،ومن ينام على الحرير لن يجلب شيئا لشعبه ووطنه،هكذا علمتنا التجارب.