العريس الفقير.. هل ما زال مرغوبا؟
هناك فتيات يؤمنّ بأن الزواج إما أن يُبنى على شيء من الأسس حتى ينجح ويعد زواجا، أو تبقى الفتاة من دون زواج أفضل، حيث يرون أن كثيرا من الفتيات يقدمن التنازلات في الارتباط بزوج غير الذي بمخيلتهن، جنين ثمن ذلك التنازل ب «التعاسة» الدائمة مع زوج غير جدير بالحياة الزوجية، حتى شقين في الحياة.
فالزواج لديهن حياة حقيقية لابد أن تدفع للسعادة وليس مجرد تجربة لابد أن تخوضها الفتاة .
رفضت التدخلات
تقول نورة حسن: «إما أن أتزوج بالشكل الذي ارغبه أو أبقى من دون زواج، فهي تعمل معلمة في إحدى المدارس الحكومية، وحياتها الاجتماعية مملوءة، كما أنها تنعم باستقرار أسري في ظل والديها وشقيقاتها، وتحب أن تجد وقتا لزيارة صديقاتها، تصف حياتها بالحياة الهادئة، وعلى الرغم من النصائح المعلبة التي ينصحها بها أشقاؤها الذكور، وبعض صديقاتها في تقديم التنازلات الكبيرة حتى يأتي النصيب والحظ، إلا أنها ترفض التدخلات في تحديد مصير حياتها فيما يتعلق بالزواج، ما يثير غضب بعضهم منها، وربما بدت الدهشة على آخرين.
حياة خاصة
وتؤيدها الرأي سناء أنس حيث ترى أنه من المهم جدا أن يكون للفتاة حياتها الاجتماعية الخاصة، وأن تخوض تجربة الزواج وتتحول إلى أم، ولكن الأهم أن لا تدخل في إطار حياة تكون هي فيها الضحية أو الخاسرة الوحيدة، مؤكدة أنها ضد ذلك القرار، فالزواج إما أن تبنى له قاعدة من الأساسيات في القبول والتناسب والتكافؤ ولو بقدر بسيط، أو أن لا يكون أبدا.
يبين هاشم غازي إن الفقر ليس عيبا، والمهم في الرجل دينه وخلقه ثم بقدرته على تحمل المسئوليات، والزواج سبب للرزق والخيرات، مشيرا الى انه لا يعيب الزوج فقر المادة انما يعيبه فقر المشاعر والادب والخلق والاحساس من اهم مشكلاتنا السعي وراء الكماليات بشدة ومن غير تدرج.
ربان السفينة
ويخالفه الرأي خلف محمد موضحا ان الزوج هو رب البيت وهو ربان السفينة وهو المسؤول والراعي فإنه هو المطالب اكثر من غيره بتحمل كامل المسؤولية والعمل على ايجاد الحلول لهذه الاشكالات والخروج من هذه الظروف بلباقة تضمن استمرار استقرار البيت والأسرة فلا تعصف بها هذه الظروف لتجعل البيت ممزقا ومبعثرا قائلا: «لذلك في هذا الزمن افضل لأبنتي العريس المكتفي ماديا الذي يستطيع تلبية حاجاتهم وطلبات المنزل كوننا في زمن كل ما به للغلاء.
وتؤيده الرأي مريم صالح مشيرة الى ان الزمن اختلف عن زمن الأم والجد حيث أصبح حتى الماء يدفع ثمنه لم يعد كالسابق يعيشون على طعام المزرعة وما يحصدونه ويكتفون بلقمه عيشهم حيث أصبح تفكيرهم بالمستقبل خصوصا فيما بعد يكون هناك أبناء يحتاجون التعليم لأعلى المراحل والطعام الجيد والمأمن والمسكن .مضيفه لم يعد الزواج هو الهدف الأساسي في ذلك الأمر وانما اصبح الزواج تأمين معيشة للزوجة والابناء .
البحث بجانب اخر
تؤكد مروة طلال ان الأنسان دائما عندما يملأ جانب من حياته يبحث عن النقص في جانب أخر فإن المادة ضرورية ومهمة في عصرنا الحالي بدونها مستحيل الواحد يعيش ويصرف أموره واتوقع كثير من البنات يهدفون لتحسين وضعهم المادي بالزواج .
مبينة انه في الواقع الناس تسأل عن الوظيفة والسيارة ومكان السكن بإعتبار ان هذه أشياء ضرورية لكنها لا يجب أن تكون على حساب الأخلاق والدين كما انه لا يجب أن يتبادر إلى الأذهان أن هناك مفاضلة، فإما حالة مادية ميسورة مع رجل ذو أخلاق ودين أقل، مقابل رجل ذو أخلاق ودين مع حالة مستورة فصاحب الأخلاق والدين لا يقبل لنفسه أن يبقى محتاجا ضعيفا بل يسعى إلى كسب الرزق وتدبر أموره بنفسه، وهذه الحالة جزء لا يتجزأ من الأخلاق والدين.
ليس بالهين
تذكر بلسم حامد إن الفقر ليس بالأمر الهين بحيث لا يغري الفتاة ولا يستهويها ثرآء الأزواج ان كانت من اصحاب الصبر وممن تراهم بأعينها ويكفيها جمال صفات زوجها من كل النواحي بحيث يمنعها ذلك من النظر لثرآء الغير قائلة من وجهة نظري ان لم تكن الفتاة التي سوف ترتبط بعريس غير مكتفي ماديا بتلك الصفات فأنه سوف تبقى طوال حياتها بتعب وهلاك ومقارنة مع الاخرين وعدم قناعة بما لديها لذلك لا يكون الأمر بالرغبة ام لا وانما بقدرتها على الصبر والقناعة والتحمل .
أما نادية بشير تخالفهم الراي وتقول: «انني أهوى الزوج الفقير حسب قناعتي بأن الفقر ليس عيبا يعيب الرجل فأجد الفقر اريح للزوجة من جميع النواحي حيث يكون لها وحدها ولا تشتكي من كثرة خروجه من المنزل حيث فقره يجعله يلتزم البقاء وبذلك ينتبه لابنائه وتربيتهم كما انه يشعر بزوجته وصبرها وتحملها معه حيث يعوضها عن ذلك المعاملة الحسنة لذلك أفضل الزوج الفقير .
البيت بيتك
أما قاسم شهم يقول: «بالنسبه لي سابحث دوما عن ذو الدين والخلق لازوجه ابنتي لاني ساكون مطمئنا عليها على خلاف صاحب النفوذ الذي لا اعلم مصيرها معه اما المال «فالله لايكلف نفسا الا وسعها» يعني لو تقدم رجل كفوء بأخلاقه ويدنه لابنتي وفقير عن نفسي سوف افرش له بيتي واقول له البيت بيتك .
أما عالية محمود تؤكد انها لن تقبل ان تعيش مع رجل فقير وعلى حصيرة فأنها تفضل ان تعيش وحيدة طوال عمرها على ان تعيش بفقر هي وأولادها .
قائلة :» اقبل ان اعيش مع زوج خلوق غني عاطفيا ولكن وضعه المادي متوسط وليس فقر يستطيع ان يعيشيني عيشه بسيطه ولكن يستطيع ان يوفر الاحتياجات الاساسيه من مسكن بسيط اساسي تتوفر فيه المرافق الاساسيه وليس مسكن فخم واكل وشرب ومصرف ولبس للاطفال الاساسي وليس من ماركات غاليه وللزوجه في حال تعذر وجود الاساسيات فأنني ارفض ولا ارغب بذكل .
كفاءة معتبرة
ويبين أحمد عناسوة أستاذ شريعه في جامعة البلقاء التطبيقية الى أن الكفاءة المعتبرة هي كفاءة الدين والخلق دون بقية الأشياء من نسب أو مال ونحو ذلك، وعليه فلا بأس في زواج الغنية بالفقير، هذا من جهة الحكم الشرعي، أما من جهة نجاح هذا النكاح واقعا فهذا يختلف باختلاف الناس، لكن إذا كان الزوجان من ذوي الخلق والدين فإن الغالب هو النجاح، والعكس فيما إذا كان الزوجان أو أحدهما ليس من ذوي الدين والخلق.