...... تابع
[rtl]المنهج الإسلامي في التثقيف الجنسي وضوابطه الشرعية[/rtl]ثالثا: التثقيف الجنسي وضوابطه الشرعية حسب المرحلة العُمرية
وعطفا على ما سبق، من نظرة الاسلام الشمولية لحياة الانسان على هذه الارض، والغريزة الجنسية جزء منها، تتناغم مع ضوابطها؛ ليعيش هذا الانسان حياة طيبة كريمة، تليق بكيانه البشري، بعيدا عن الشيطان واعوانه. فقد جعل رسولنا صلى الله عليه وسلم الدين اساساً رئيساً في اختيار الزوجين لبعضهما، ودلهما على ما يحفظ لهما نسلهما مستقبلا بعيدا عن الشيطان وغوايته، فأمرهما بالدعاء عند المباشرة الحميمية (قبل الجماع) وقبل ان يتكون الجنين؛ يقول الرسول صل الله عليه وسلم: (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد لم يضره).
وقد بيّنا فيما سبق المراحل والفئات العمرية التي وردت في الكتاب والسنة، وعلى ضوء ذلك اعتمدنا ثمانية مراحل مفصلية؛ لأغراض التثقيف الجنسي. وكما أن لكل مرحلة منها خصائصها وخصوصيتها، فإن لها أحكامها المتعلقة بالتثقيف الجنسي، وما يتصل به من أمور عملية ونظرية، تجب مراعاتها والانتباه لها والاهتمام بها. ولكل منها كذلك مستوىً معين من المعلومات، التي يجب أن يزود بها الطفل أو البالغ؛ لتستقيم الحياة به وله، وتفصيل ذلك فيما يلي:
التثقيف في مرحلة الطفولة:
يقول صاحب القاموس المحيط: "والطِّفْلُ، بالكسر: الصَّغيرُ من كلِّ شيءٍ، أو المَوْلودُ"، وهي تشمل المرحلة العمرية منذ الولادة حتى بداية البلوغ. وتتميز هذه المرحلة بشكل عام بعدم المسؤولية،وعدم التكليف الشرعي. ولكن بحاجة ماسة إلى الرعاية والتعليم والتربية والإرشاد، وتمتاز كذلك بسرعة التطور والنمو لدى الطفل، والمرور بعدة أطوار متمايزة خلالها؛ ولهذا يتم تقسيمها إلى خمسة أطوار على النحو التالي:
أ. الطفل الرضيع:
وهذا الطور يستمر منذ الولادة حتى عمر سنتين، حيث يصبح الولد فطيماً، ولا يعود بحاجة إلى الرضاعة من أمه. وفيما يتعلق بالتثقيف الجنسي فلا يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى أكثر من:
• مراعاة الوالدين له بعدم ممارسة العلاقة الزوجية "الجماع" أمامه.
• عدم تعري أي من الوالدين تماماً أمامه.
فليس كونه لا يستطيع الكلام، أو لا يتذكر ذلك في المستقبل، أنه لا يعي كل ما يجري حوله، بل تكون قوة الاستكشاف لديه والتعرف لما حوله عالية جداً، وقد تترك مثل هذه المناظر تأثيرات تختزن في عقله الباطن"اللا وعي"، وتؤدي في المستقبل كما بينت الدراسات؛إلى تأثيرات سلوكية سلبية. وقد نهى العديد من التربويين والفقهاء عن هذا السلوك الذي قد يغفل عنه الكثير من الآباء والأمهات لظنهم عدم تأثر الطفل بهذه المشاهد.
ب. الطفولة المبكرة:
وهذا الطور يستمر من عمر سنتين "الفطام" حتى عمر ست سنوات. وفي هذا العمر يصبح الطفل أكثر وعياً لما يجري حوله، وأكثر قدرة على الحركة والتنقل المستقل، وحب الاستطلاع وتقليد الكبار؛ وفي هذا يقول العلماء: "أن سلوك أبناءنا في سني المراهقة هي انعكاس لما زرعناه في أنفسهم في الست سنوات الاولى من حياتهم"؛ولهذا لابد من مراعاة ما يلي:
• التأكيد على ما ورد في طور الرضيع.
• تعليم الطفل حكم الاستئذان على الوالدين، في أوقات العورات التي بينها الله تعالى في قوله(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ))؛ وذلك حتى لا يقع بصر الطفل على عورة الآخرين، أو هيئة للوالدين لا يجب أن يراهما عليها، مما يترك أثراً سلبيا في نفسية الطفل، قد ينعكس على شكل سلوك خاطئ مع أخوته، نتيجة حب الاستطلاع والتقليد الذين يتميز بهما في هذا السن. • يجب تعويد الطفل على غض البصر عن النظر إلى عورات الآخرين، وخصوصاً أقرانه، إذ يغفل الكثيرون عن ذلك.
• يجب عدم الاستهتار أو تحوير أي سؤال يطرحه الطفل على الوالدين،خاصة فيما يتعلق بأعضاء جسمه، ويجب الإجابة عليها بطريقة ملائمة لقدرته على الفهم، والجواب يجب أن يكون صحيحا،ولو كان جزئيا غير كامل؛ بسبب عدم المعرفة أو صغر سن الطفل السائل.
• يجب عدم نهر الطفل لطرح مثل هذه الأسئلة، فإن ذلك يؤدي إما إلى اللجوء إلى مصادر أخرى للحصول على الإجابة التي يبحث عنها، وبالتالي لا تضمن نظافة هذه المصادر وسلامتها من جهة، ومن جهة أخرى قد يزعزع ثقة الطفل بوالديه، ويدفعه إلى عدم اللجوء إليهما في توجيه الأسئلة التي تدور في ذهنه، واللجوء إلى المصادر الأخرى.
كما قد يؤدي إلى كبت الطفل لما يدور في خلده من التساؤلات، التي هي في الأصل نتاج التطور الطبيعي لمستوى الوعي والاستكشاف لديه. وعملية كبتها والتردد في طرحها، تساهم في كتم روح التعلم والاستطلاع وحب المعرفة لديه؛ فينتج لدينا طفل محدود الذكاء والقدرة على التعلم أو الرغبة فيه. أو بمعنى آخر تقتل روح التعلم لديه وتخيفه من أدواته.
• يجب على الأم خاصة،غرس حرمة إظهار العورة للآخرين عند الطفل منذ الصغر.
• يجب إشراك الطفل بالحوار،إذا سأل عن أي أمر جنسي، حتى تعرف ما عنده من معلومات.
• يجب أن تسأل أهل الاختصاص عن الطريقة المثلى لجــواب الطفـل، إذا لم تكن متأكداً مما عندك.
• يجب إقلاع الأم عن عادة الغُسل الجماعي لكل الاطفال معا في آن واحد، وإذا كانت مضطرة لذلك؛ فلا بد من تغطية العورة المغلظة لهم جميعا.
ج. الطفولة الوسطى:
وهي الطفولة من سن سبع سنوات حتى سن تسع سنوات. ومع بداية هذا الطور يبدأ التعليم المنهجي للطفل في المدارس. فهو السن الذي أمر الرسول صل الله عليه وسلم ببدء تعليمهم بعض الواجبات الشرعية كالصلاة. ولذلك يجب مراعاة ما يلي:
• يجب التأكيد على الالتزام بقواعد الطور السابق "الطفولة المبكرة".
• التركيز في هذه المرحـلـة علــى تعـليـم الطفــل الصــلاة؛ بالقدوة وحسن التشجيع.
• يجب أن نبادر بتقديم بعض المعلومات البسيطة، من باب التعليم والتثقيف، سواءً العام أو الشرعي، المرتبطة بالموضوع الجنسي.
• تعليم الطفل مفهوم العورة، ووجوب سترها، وموضوع غض البصر عن النظر إلى عورات الآخرين، وما يجوز النظر إليه وما لا يجوز. ووظيفة الأعضاء التناسلية وضرورة عدم العبث بها. وربما تزويده ببعض المعلومات البسيطة عن الفرق بين الذكر والأنثى، سواءً من ناحية البنية الجسدية، أو الوظيفة المجتمعية.
• تعليم الطفل معنى الطهارة، وأنها من شروط صحة الصلاة، وهنا نجد الكثير من المداخل للحديث حول الأعضاء الحساسة من الجسم، سواءً القبل أو الدبر، وكيفية التأكد من طهارتهما، والعناية بنظافتهما، وما يجب غسله منهما، وأنواع الإفرازات التي تخرج منهما، وصفة هذه الإفرازات من حيث الطهارة والنجاسة، وأثرها على الوضوء. يكون ذلك في أجواء جدية وظلال ايمانية، تُشعر الطفل انه اقترب من الرجولة.
• فتح مدخل من خلال ما سبق للحديث عن الحيض والجنابة، وأحكامهما بشكل عام، ربما بدون الخوض في تفاصيلها الدقيقة.
• يمكن للأم الاستعانة بالجزء الاول من سلسلة قصص "لبيب ولبيبة والأسرة السعيدة" المذكورة في هذا الفصل تحت بند رابعا.
د. الطفولة المتأخرة:
وفي هذا الطور الذي يستمر من سن عشر سنوات حتى سن اثنتي عشرة سنة، يقوم الأهل والمربون بمراعاة أن الطفل بدأ طور التفاعل مع المؤثرات الجنسية.
• يجب التفريق بين الأولاد في المضاجع في هذا السن، ولعل الصِيَغَ المُتعدِّدَةَ والرِّوايات المُختلفة للأحاديث النبوية الشريفة التي تأمرُ بذلك، دليل على أنَّ الرسولَ الكريم، صل الله عليه وسلم، قد نَبَّهَ للأمر في مُناسبات عِدة ممّا يَدُلُّ على أهميَّتِه ومدى الاهتمامِ بِهِ، تحذيراً من غوائل الشَّهوةِ وإن كانوا إخوة وأخوات.
• يجب التأكيد على ما تم تعليمه للطفل في المراحل السابقة، وعدم التهاون في إلزامه بها، ومعاقبته ربما إذا تغافل عنها، قياسا على حديث الرسول، صل الله عليه وسلم، في موضوع الصلاة (... وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْر سِنينَ) ؛ والمزيد من التركيز والتوضيح والتفصيل لما تعلمه من أسس فيما سبق. فالتركيز على آداب الاستئذان، وغض البصر.
• يجب تعليم الطفل مفهوم الخلوة وحرمتها، وحكم لمس المرأة الأجنبية وعدم مصافحتها، والحكمة من كل هذه الأحكام الشرعية.
• كل ما سبق هي أمور شرعية يجب تزويد الطفل بها في هذا السن والتأكد من فهمها، وتمام وعيه بها.إذ كلها واجبات شرعية يجب الالتزام بها.
• مساعدة الأبناء على تكوين أصدقاء مـن عوائـل محافظـة ومهتمة بأبنائها. ومن المهم جداً معرفة أصدقاء الطفل المقربين، والذين يتأثر بهم، ومدى سلامة بيئتهم المنزلية، وسلوكياتهم وأدبهم، وطبيعة الأحاديث التي تدور بينهم، وذلك للتأكد من سلامة الرفقة، فلا يرشح له من خلالهم ما يخل بالتربية، أو يشوه التصور الذي نرمي إلى بنائه في دواخلهم بخصوص العلاقة بين الجنسين.
• محاورة الولد حول بعض العلامات كتغير الصوت وظهور الشعر والانتصاب والجنابة.
• محاورة البنت حـول الحيـض والجنـابـة والطهــارة...الـخ.
• إقتناص الفرص مــن قبـل المربيـن وخـاصـة الوالـديــن للحديث حول هذه الأمور بغطاء ديني، كقصـة وردت في القرآن الكريم أو الحديث الشريف.
• يمكن للوالدين والمعلمين والمعلمات الاستفادة من سلسة "لبيب ولبيبة والأسرة السعيدة"فهي تُغطي معظم ما سبق في ضوء الشريعة الاسلامية.
وعلاوة على كل ما سبق،لا بد من تذكير الأم خاصة ببعض الأمور الهامة لتنشئة الطفل، ومساعدته لتثبيت ميوله الفطرية، التي تتناسب وخلقته التشريحية، حيث ثبت أن للبيئة دوراً مهما ًفي توجيه الميول منذ الصغر سلباً أو ايجاباً. وهذا مما دلنا عليه رسول الله صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف حيث قال: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "، أي أن للأبوين دوراً مهماً جداً لأنهم أقرب أجزاء البيئة للمولود... لهذا فان للبيئة التي يعيش فيها الطفل أهمية خاصة في نشأته، ولذلك لابد للأم من مراعاة ما يلي من السنة الاولى من عمر الطفل، ذكرا أو انثى مع المساواة التامة بينهما:
1- يجب الإنتباه للألعاب، فلكلٍ نوعيةُ العابه، فلا يعقل أن ننشئ طفلة على السيف والدبابة والمدفع...الخ، كما لا يعقل أن ننشئ ولدا ذكرا على العاب العرائس وفساتينهن والحلق والذهب .... الخ
2- يجب الانتباه أيضا للملابس والمظهر العام من قصة شعر أو غيرها، فلكل ما يخصه مما تعارف الناس عليه.
3- يجب على الأم الاجتهاد في إخفاء عملية الرضاعة الطبيعية عن أعين الأولاد الذكور، لأن هذا فعل انثوي صرف، وقد سُجلت حالات يقلد فيها الأبناء الذكور امهاتهم في ذلك مما أثر على ميولهم عند الكبر سلباً.
4- يجب تعليم الاطفال الأدعية المأثورة وخاصة أدعية اليوم والليلة.
5- اعتماد بعض القصص الهادفة عند نومهم مستقاة من القرآن الكريم، كقصة مريم العذراء وقصة سيدنا يوسف عليه السلام،ومن أحاديث الرسول صل الله عليه وسلم، كحديث(سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين).
وحديث الثلاثة نفر الذين آواهم المبيت الى كهف، حيث قال صل الله عليه وسلمانطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدَّت عليهم الغار؛ فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدْعُوا الله تعالى بصالح أعمالكم.قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أَغْبِقُ قبلهما أهلاً ولا مالاً. فنأى بي طلب الشجر يوماً، فلم أرِجع إليهما حتى ناما، فحلبت لهما غَبُوقَهُما، فوجدتهما نائِمَيْن فكرهت أن أوقظهما وأن أغبقَ قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت – والقدح على يدي – أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر – والصبْية يتضاغَونَ عند قدمي – فاستيقظا،فشربا غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فَفَرِّج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه. قال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم،كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فأردتها على نفسها، فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار؛ على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها قالت:اتقِ الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجَراءَ وأعطيتهم أجرهم، غير رجل واحد ترك الذي له وذهب. فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أدِّ إليَّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك: من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي! فقلت:لا أستهزئ بك.فأخذه كله، فاستاقه، فلم يترك منه شيئاً. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون). وهكذا فالقصص كثيرة، يجب استعمالها لأنها تغرس في نفوس الاطفال معاني إيمانية سامية.
ه- مرحلة المراهقة:
وتعني في الأصل اللغوي الاقتراب، فراهق الغلام أي قارب الاحتلام، ورهقتُ الشيء رهقاً أي قربت منه. وهي من سن 13 إلى 15 سنة (ما لم يبلغ الطفل،حيث يبلغ البعض في بعض البيئات بهذا السن)، فهي مرحلة ما قبيل البلوغ، وليست مرحلة البلوغ نفسها، على غير مفهومها لدى البعض. فإذا احتلم الولد، أو حاضت البنت، فقد دخل في المرحلة التي تليها، أي مرحلة البلوغ. أما المراهقة فهي مرحلة التهيئة للبلوغ، التي يجري خلالها العديد من التغيرات الحسية، والنفسية، والذهنية، على الطفل لتنبئه أن أمراً هاماً سيحدث له! لهذا فهي مرحلة حساسة ودقيقة، وتصبح معقدة إذا كان الأهل قد أغفلوا التربية والتوجيه والرعاية في المراحل السابقة.
هذه المرحلة التي يسميها البعض مرحلة الولادة الجديدة، يجتهد فيها المراهق للانفلات من الطفولة المعتمدة على الكبار،ويبحث عن الاستقلال الذاتي. فيلاحظ على نفسه بداية تغييرات جسمية سريعة؛ بسبب زيادة إفراز هرمونات النمو، كزيادة واضحة في الطول،وزيادة في الوزن، وكثرة الدهون عند الإناث خاصة،وكذلك نمو الهيكل العظمي بشكل عام، وتغير في الصوت بالنسبة للذكور، ونمو الشعر في أماكن حساسة، كالعانة والإبط. وبعض هذه التغييرات قد يتأخر إلى ما بعد البلوغ (خلال فترة البلوغ وليس المراهقة).
• من المهم جداً في هذه المرحلة تعليم الطفل عدمَ الخجلِ من السُّؤالِ عن التطورات التي تَحصلُ معهُ، سواء كانت نفسية أو جسديَّةً أو عاطفيَّةً. بل يُمكنِهُ السُّؤالُ عن كُلِّ ما يجولُ في خاطرهِ.
• يجب ان يَجِد المراهق عند والديه الصَّدرَ الواسِعَ، والعقلَ المُتفهِّمَ، والجوابَ الشّافي في جوٍّ من الاحترام والتقدير والإكبار. وليسَ اللومُ أو الدَّهشَةُ والعتابُ! فهذا كتابُ الله الكريمِ المُطهَّر يتحدثُ عن النِّكاحِ لتَرِدَ فيه الكلمةُ ومشتقاتُها 23 مرة، ومُباشرة الأزواج لنسائهم وردت عشرات المرات بصيغ مختلفة كذلك.
• يجب التأكد من أن المراهق في هذه المرحلة يعرف تماما معنى البلوغ، وعلاماته، وما هي الأحكام المتعلقة به فعلاً وتركاً، وما قد يواجه خلال مرحلة البلوغ من مشاكل وأمور قد توقعه في مطبات ومحاذير شرعية. فمثلا:
أ. يجب التأكد من أنه يتقن التطهر للصلاة من كلا الحدثين الأكبر والأصغر، فيعرف أحكام الاستنجاء وكيفيته.
ب. ويجب ان يعرف تماما معنى الجنابة وأحكامها، والحيض وأحكامه (بالنسبة للإناث)، والغسل بفرائضه وسننه ومستحباته وكيفيته، وآداب الخلاء.
ج. كما يتم التأكد من التطبيق السليم لآداب الاستئذان، وغض البصر، وحرمة النظر إلى الصور العارية، وعدم مصافحة غير المحارم، ومعنى العورة لكل من الرجل والمرأة، وما يجوز كشفه وما يجب ستره على كل من المحارم والأجانب، وكذلك بيان من هم المحارم ومن هم الأجانب.
د. كما يجب أن يعرف سنن الفطرة، وما يتعلق منها بالنظافة الشخصية، أو ما يدخله البعض تحت مسمى الصحة الجنسية، مثل حلق العانة، ونتف الإبط، حيث يكون الشعر حديث النمو في هذه المناطق، ولا عهد له بكيفية تنظيفها سابقاً.
ه. كما يجب ان يتلقى دروساً جنسيَّةً، حول كافة المخلوقات التي تتكاثرُ، وطُرُقِ تكاثُرها كوظيفةٍ حيويَّةٍ ضروريَّة لاستمرار وُجودها. انطلاقاً ممّا يحصلُ في النّباتات إلى ما هو عليه الحال عند الحيوانات، وصولاً إلى ما يكون بين بني البشر. بتدرُّجٍ تصاعُدي من البسيط إلى المُعقد ... ومن السَّهلِ إلى الصَّعب ... ومن العادي إلى الحرِج؛ في جوٍّ علمي يَتميَّزُ بالجدِّيَّةِ والمِصداقيّة والحِشمَةِ.
و. كما يوصى وبشدة، إعطاء الطفل فكرة عامة خلال هذه المرحلة – ويتم استكمالها وتفصيلها خلال المرحلة القادمة – حول العلاقات الجنسية، وما يحرم منها وما يحل. فيبين له ما هي العادة السرية وحكمها وأضرارها، واللواط وبشاعته وحكمه وعقوبته، وكذلك الزنا ومضاره وخطورته وعقوبة فاعله.
ز. يجب ضبط ما يعرض في البيـت مـن خلال تشفير المحطات في التلفـاز، حيث الكثير من الفضائيات غير المنضبطة بمسرحياتها وأفلامها، حتى لا تؤثر سلبا على الأبناء.
ح. يجب دفع الأبناء إلـى مـراكـز الفضيلـة لحفـظ القـرآن الكريم حيث الصحبة الصالحة. والجو القرآني الجاد والتوجيه السليم.
ط. يجب تـوجيــه الأبنــاء نحـو الريـاضــة والمطالعـة للاهتمــام بأجسامهم وعقولهم.
ي. مناقشة محتويات قصص لبيب ولبيبة والأسرة السعيدة مع الأبناء والبنات من قبل الأب والأم، كل في اختصاصه.
وتقديم المعلومات والتثقيف في هذه المرحلة يقع عبؤه على كاهل المدرسين والمدرسات بالإضافة للوالدين. فالمسؤولية هنا مشتركة، ويجب التعاون والتنسيق ليتم القيام بها على أتم وجه.
التثقيف في مرحلة البلوغ:
وهي فصل الخطاب، والحد الحاسم ما بين تمام المسؤولية ونقصانها، وهي العلامة الفارقة في حياة الإنسان. فبظهور علامات البلوغ يصبح الإنسان العاقل مسؤولاً عن تصرفاته مسؤولية كاملة، ولهذا سُمي سن التكليف الشرعي؛ إذ هو مطالب بأداء الواجبات الشرعية، واجتناب المنهيات والمحرمات، وتطبق عليه العقوبات الشرعية "القانونية" إذا خالف أو قصر في شيء من ذلك.
ولعل مرحلة البلوغ هي المرحلة الوحيدة في حياة الإنسان المرتبطة – غالباً – بحدث محدد وواضح، ليس للشخص نفسه أو لغيره يد في تحديد موعده، أو تقديمه أو تأخيره: فإن كان كل من الفطام والزواج حدث محدد وواضح في حياة الإنسان، إلا أن له الخيار في تحديد موعد الزواج، وللوالدين الخيار في تحديد موعد الفطام، وليس كالبلوغ. وإن كانت بقية المراحل العمرية تأتي نتيجة تطور نموه الجسمي والعقلي، خارجاً عن سيطرته وتحكمه، إلا أنها غير مرتبطة بحدث محدد وواضح كالبلوغ. وهذا ينم عن أهمية هذه المرحلة ومفصليتها؛ لذا تميزت بهذا التحديد والوضوح والطبيعية والتلقائية.
وبعيداً عن الخلافات بين القوانين الوضعية، والمذاهب الشرعية في مسألة سن التكليف، فإن موضوعنا هنا مختلف، لا يهدف إلى إلزام بتكليف، أو تنفيذ عقوبة لتقصير في واجب أو مخالفة ممنوع؛ وإنما نحن بصدد تثقيف وتعليم وتربية، وارشاد وتوضيح وبيان. وبما أن هذا الإنسان "البالغ" قد ملكه الله هذه النعمة "القدرة على الإنجاب" وأودع فيه هذه الشهوة "الميول للجنس الآخر"؛ فلا يجوز أن تترك هذه القوى من غير ضوابط وحدود ومسؤوليات. فإذا كان السن القانوني الوضعي لتحمل المسؤولية 18 سنة، وبلغ الشاب والفتاة مرحلة الشهوة والقدرة على الإنجاب في سن 15 سنة مثلاً، فهذا يعني أنهما إذا اقترفا علاقة غير شرعية، فإنهما ليسا مسؤولان عن تصرفهما، ولا عما قد يترتب على هذا التصرف!وليس من فساد قد يفتك في أي مجتمع، أكبر من أن يكون لدى فرد فيه قدرة على فعل أمر ما، دون أن يتحمل مسؤولية نتاج فعله. لهذا ارتبطت المسؤولية الشرعية بهذه الظاهرة "ظاهرة البلوغ" ولم ترتبط ببلوغ سن معين كالقوانين الوضعية.
وعندما يبلغ الشاب أو الفتاة هذا السن، يجب أن يكون عارفاً بكل ما يترتب عليه من مسؤوليات شرعية، واجتماعية، ومدركا لمدى الحزم والحسم في ضرورة الالتزام بهذه المسؤوليات، واتباع التعليمات؛ والتي يكون قد تعلمها وتدرب عليها سابقا في المراحل السابقة، فيلتزم بها بعد الآن التزاما تاماً. كما يجب أن يكون عارفاً بما يترتب على كل مخالفة لهذه التعليمات من آثار ومخاطر وأضرار صحية ونفسية وسلوكية واجتماعية، تعود على المجتمع أو على الشخص نفسه، وبالتالي طبيعة العقوبات التي تترتب عليها؛ ليكون هذا دافعا له للتقيد بها، ورادعا له عن تجاوزها وتجاهلها من جهة، ومن جهة أخرى ليتحقق العدل التام معه في تطبيق العقوبة حال إصراره على تجاوز الحدود وتجاهل القوانين. ومعرفة وسائل كبح جماح الشهوة والتوجيهات النبوية في هذا الصدد.
كما يتوجب تثقيف البالغ في هذه المرحلة بالحِكَم الكامنة خلف الموضوع الجنسي برمته وتفصيله. من حيث أنه وسيلة لأهداف سامية هي: حفظ النسل البشري وتوالده واستمرار وجوده، وتوثيق عرى الأسرة بميول كل من الزوجين إلى الآخر، واتصاله جسديا في جو من المودة والرحمة والطمأنينة والعاطفة النظيفة؛ تكون قاعدة صلبة لبناء مجتمع قوي في علاقاته ومبادئه وأخلاقه وأعرافه ومثله وروابطه، كما تعتبر العلاقة الجنسية وسيلة تتعبد الله من خلالها، فأنت مأجور بإمساكها خارج إطار الزواج الشرعي الحلال، ومأجور كذلك في تصريفها في الحلال الذي أباحه الله لك، ففي الحديث الشريف الذي رواه أبو ذر رضي الله عنه، وقد جاء فيه قول الرسول صل الله عليه وسلم: (... وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْر).
وبما أن هذه الفئة من الشباب، هي الفئة الأكثر عرضة للتأثر بحملات التضليل والتشويه، التي تشن من قبل الغرب على المجتمعات المحافظة خاصة، وشعوب العالم الثالث بشكل عام، تقوم عليها جمعياتهم الإباحية، لتبث سمومها في أرجاء الدنيا؛ فيتوجب تسليح هذه الفئة من المجتمع بالتوعية التامة وكشف هذه المؤامرات من حيث الجهات القائمة عليها، وأهدافهم التي يسعون إليها، والأسباب التي تكمن خلفها، والوسائل والأساليب التي يتبعونها لإيقاع الشباب فيها، والمخاطر التي سوف تؤدي إليها.
ذلك أن هذه الفئة من الشباب هي الحلقة الأضعف في المجتمع عندما نتحدث عن الموضوع الجنسي، إذ أنهم في فورة الشهوة وعنفوانها من جهة، وفي سن تقل معه القدرة على ضبط النفس والتحكم فيها من جهة أخرى، ومن جهة ثالثة لم تزل خبرتهم في الحياة قليلة وعودهم غض طري، في مواجهة كل ما يحاك لهم ويدبَّر، وما يجمع له من مال ويُرصَد، وما يجيش له من إعلام وُمكَر. فلا بد من الوقوف إلى جانبهم، نعضدهم ونساندهم ونحافظ عليهم ونحميهم، وإلا فإن مستقبل الأمة أصبح في أيدي أعدائها الذين لا يرحمون، ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة.
التثقيف في مرحلة التهيئة للزواج:
وهذه المرحلة تتلو مرحلة البلوغ، لكنها مرتبطة بحدث معين، للإنسان الحرية في تحديد زمانه. فمصير كل بالغ بعد هذا الحدث "البلوغ" – على الأغلب – أن يتزوج، ليكّون أسرة مستقلة، فتلك سنة الحياة. ومن أجل أن تقوم هذه الأسرة – التي هي عماد المجتمع – على أساس متين؛ على كل من الزوجين أن يكون على وعي تام بأهمية هذا البناء الجديد، ومقومات قوته واستمراريته، والثمار المرجوة منه.
وقد أعجبنا ما تفرضه السلطات الماليزية على الشباب المقبلين على الزواج (ذكوراً وإناثا)، من الخضوع لدورات مجانية متخصصة تعقد لهم؛ ليتلقى الشاب خلال هذه الدورة، كل المعلومات الشرعية الأساسية التي تؤهله ليكون زوجاً ناجحاً. ولا تتم إجراءات عقد القران إلا إذا كان يحمل شهادة تثبت حضوره لهذه الدورة المختصة، ونجاحه في امتحانها. تشرف الدولة على هذه الدورات، ويقوم عليها مختصون، وتعقد بشكل دائم على مدار العام.
ونؤكد هنا على ضرورة أن تطبق مثل هذه الإجراءات في كل الدول الإسلامية، سواءً من خلال الجهات الرسمية المعنية، أو مؤسسات المجتمع المدني التطوعية، وأن يتم تطوير مثل هذه الدورات، لتشتمل على موضوعات في التثقيف الجنسي، وأخرى في الصحة العامة، بالإضافة إلى الجوانب الشرعية: ومثال ذلك: أول لقاء بين الزوجين، آداب "ليلة الزفاف"، الإثارة الجنسية ومراحلها، ومحظورات الوطء، وما يوجب الغسل من الجماع ومقدماته، والممارسة الجنسية "بين الحلال والحرام" ومشكلاتها، والحمل والولادة، والصحة الإنجابية من منظورنا الاسلامي الثقافي "لا كما يعرضه الغرب"، مع بعض المبادئ الهامة في العناية بالطفل، وأسس التربية ومسؤولية كل من الأم والأب وأهمية تكامل دورهما، وحقوق كل من الزوجين وواجباتهما. وما شابه ذلك من موضوعات يتم إعدادها من قبل مختصين وخبراء في المجالات المختلفة: الشرعية والصحية والتربوية والعلاقات الأسرية وغيرها.
وقد نخص كلا الأبوين بدورة متخصصة قبيل الحصول على المولود الأول لهما، لتأهيلهما لدورهما الجديد في الحياة، حتى يكونا المحضن المناسب لطفل سعيد ينشأ نشأة سليمة في ظل والدين واعيين، يعرفان دورهما بشكل واضح وسليم تجاه طفلهما، يقومان على رعايته وتربيته بوعي وإدراك. فكل الأمهات الجدد، ربما يرتبكن عند إنجاب المولود الأول، بل منذ أيام الحمل الأولى؛ لعدم وجود الخبرة، فيلجأن إلى الأمهات والجدات، اللواتي ربين أبناءهن ربما في ظروف تختلف، وزمن مختلف، قد لا تناسب بعض وسائله، الظروف التي ولد فيها هذا المولود الجديد.
التثقيف في مرحلة القواعد (من النساء):
وهي آخر مراحل العمر، وقد اختصت بها النساء دون الرجال، حيث تكون المرأة قد قعدت عن الحمل والولادة والرغبة بالرجال "العلاقة الجنسية" بل وحتى عن رغبة الرجال بها. فهي بذلك ليست موضع شهوة ولا فتنة "لا تشتهي ولا تُشتهى"، ولهذا خُصت برخصة تخفف عنها بعض العنت، الذي قد تجده من جراء الالتزام باللباس الشرعي للمرأة أمام الأجانب، فسُمح لها أن تضع بعضَ هذا اللباس في البيت من غير تبذل ولا تبرج بزينة، قال تعالى: ((وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّۗوَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ))، والنص القرآني واضح هنا بالتخفيف على النساء اللاتي هذه صفتهن: قعدن عن الولد من الكبر، ويئسن من البعولة فلا يطمعن في الأزواج. فالمسألة هنا مرتبطة بحال وهيئة وصفة، سببها الكبر في السن، وليست محددة في سن معينة. أما الرجال الذين هرموا، فلم يرد في حقهم شيء بخصوص العلاقة مع النساء وطبيعة التعامل بين الجنسين، غير ما تحمله هذه الآية من أحكام تخص تعامل الجميع مع القواعد من النساء، وهم من ضمن هذا الجميع. وربما يعود ذلك لأن الرجل قد يهرم وفيه قدرة وفي نفسه رغبة للنساء، فثبت بحقهم الحكم بثبوت علته وسبب وجوده. فهو مأمور بما أمر بقية الرجال من غض البصر، وتجنب الخلوة وغيرها من أحكام العلاقة بين الجنسين.
يتبع..