عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: قمة عمان - القمة العربية 28 الخميس 30 مارس 2017, 11:22 am
بالفيديو - وثيقة - بيان قمة عمان - القمة العربية 28
أكد اعلان عمان، الاستمرار في العمل على اعادة اطلاق مفاوضات سلام فلسطينية اسرائيلية جادة وفاعلة، تنهي الانسداد السياسي، وتسير وفق جدول زمني محدد لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية، الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار. نص (اعلان عمان) للقمة العربية 28 23 - 29 مارس 2017 نحن قادة الدول العربية المجتمعين في المملكة الاردنية الهاشمية/منطقة البحر الميت يوم 29 من اذار 2017 في الدور العادية الثامنة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بدعوة كريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية . اذ نؤكد ان حماية العالم العربي من الاخطار التي تحدق به وان بناء المستقبل الافضل الذي تستحقه شعوبنا يستوجبان تعزيز العمل العربي المشترك المؤطر في اليات عمل منهجية مؤسساتية والمبني على طروحات واقعية عملية قادرة على معالجة الازمات ووقف الانهيار ووضع امتنا على طريق صلبة نحو مستقبل امن خال من القهر والخوف والحروب ويعمه السلام والامل والانجاز. ندرك ان قمتنا التأمت في ظرف عربي صعب فثمة ازمات تقوض دولا وتقتل مئات الالوف من الشعوب العربية وتشرد الملايين من ابناء امتنا لاجئين ونازحين ومهجرين وانتشار غير مسبوق لعصابات ارهابية تهدد الامن والاستقرار في المنطقة والعالم. وثمة احتلال وعوز وقهر وتحديات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية تدفع باتجاه تجذير بيئات الياس المولدة للإحباط والفوضى والتي يستغلها الضلاليون لنشر الجهل ولحرمان الشعوب العربية حقها في الحياة الامنة الحرة والكريمة المنجزة. وبعد مشاورات مكثفة وحوارات معمقة صريحة فإننا: أولاً: نؤكد استمرارنا في العمل على اعادة اطلاق مفاوضات سلام فلسطينية اسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي وتسير وفق جدول زمني محدد لإنهاء الصراع على اساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الامن والاستقرار. ونشدد على ان السلام الشامل والدائم خيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت في العام 2002 ودعمتها منظمة التعاون الاسلامي والتي ما تزال تشكل الخطة الاكثر شمولية وقدرة على تحقيق مصالحة تاريخية تقوم على انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة الى خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وتضمن معالجة جميع قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضية اللاجئين وتوفر الامن والقبول والسلام لإسرائيل مع جميع الدول العربية ونشدد على التزامنا بالمبادرة وعلى تمسكنا بجميع بنودها خير سبيل لتحقيق السلام الدائم والشامل. وفي السياق ذاته نؤكد رفضنا كل الخطوات الاسرائيلية الاحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الارض وتقوض حل الدولتين ونطالب المجتمع الدولي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واخرها قرار مجلس الامن رقم 2334 عام 2016 والتي تدين الاستيطان ومصادرة الاراضي، كما نؤكد دعمنا مخرجات مؤتمر باريس للسلام في الشرق الاوسط بتاريخ 15 كانون الثاني 2017 والذي جدد التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين سبيلا وحيدا لتحقيق السلام الدائم. كما نؤكد رفضنا جميع الخطوات والاجراءات التي تتخذها اسرائيل لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ونثمن الجهود التي تقوم بها المملكة الاردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية لحماية المدينة المقدسة وهوية مقدساتها العربية الاسلامية والمسيحية وخصوصا المسجد الاقصى – الحرم الشريف. ونطالب بتنفيذ جميع قرارات مجلس الامن المتعلقة بالقدس وخصوصا القرار 252 عام 1968 و267 و465 عام 1980 و478 عام 1980 والتي تعتبر باطلة كل اجراءات اسرائيل المستهدفة تغيير معالم القدس الشرقية وهويتها وتطالب دول العالم عدم نقل سفاراتها الى القدس او الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. ونؤكد ايضا على ضرورة تنفيذ قرار المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو الذي صدر في الدورة 200 بتاريخ 18 تشرين اول 2016، ونطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى/ الحرم الشريف، واعتبار إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية السلطة القانونية الوحيدة على الحرم في إدارته وصيانته والحفاظ عليه وتنظيم الدخول إليه. وإننا إذ نجتمع في المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى بعد بضعة كيلو مترات من الأراضي الفلسطينية المحتلة، نؤكد وقوفنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وندعم جهود تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل الشرعية الوطنية الفلسطينية، برئاسة فخامة الرئيس محمود عباس. ثانياً: نشدد على تكثيفنا العمل على إيجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية، بما يحقق طموحات الشعب السوري، ويحفظ وحدة سوريا، ويحمي سيادتها واستقلالها، وينهي وجود جميع الجماعات الإرهابية فيها، استنادا إلى مخرجات جنيف 1، وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خصوصا القرار 2254 عام 2015. فلا حل عسكريا للأزمة، ولا سبيل لوقف نزيف الدم إلا عبر التوصل إلى تسوية سلمية، تحقق انتقالا إلى واقع سياسي، تصيغه وتتوافق عليه كل مكونات الشعب السوري. وفي الوقت الذي ندعم فيه جهود تحقيق السلام عبر مسار جنيف الذي يشكل الإطار الوحيد لبحث الحل السلمي، نلحظ أهمية محادثات أستانا في العمل على تثبيت وقف شامل لإطلاق النار على جميع الأراضي السورية. كما أننا نحث المجتمع الدولي على الاستمرار في دعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين ونشدد على ضرورة تنفيذ مخرجات مؤتمر لندن، وندعو إلى تنبي برامج جديدة لدعم دول الجوار السوري المستضيفة للاجئين في مؤتمر بروكسل الذي سينعقد في الخامس من شهر نيسان المقبل. ونعتبر أن المساعدة في تلبية الاحتياجات الحياتية والتعليمة للاجئين استثمار في مستقبل آمن للمنطقة والعالم. ذلك أن الخيار هو بين توفير التعليم والمهارات والأمل للاجئين وخصوصا للأطفال والشباب بينهم، فيكونون الجيل الذي سيعيد بناء وطنه حين يعود إليه أو تركهم ضحية للعوز والجهل واليأس فينتهون عبئا تنمويا وأمنيا على المنطقة والعالم. من هنا فإننا كلفنا مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بحث وضع آلية محددة لمساعدة الدول العربية المستضيفة للاجئين بما يمكنها من تحمل الاعباء المترتبة على استضافتهم. ثالثاً: نجدد التأكيد على ان أمن العراق واستقراره وتماسكه ووحدة أراضيه ركن أساسي من أركان الأمن والاستقرار الإقليميين والأمن القومي العربي، ونشدد على دعمنا المطلق للعراق الشقيق في جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية وتحرير مدينة الموصل من عصابات داعش، ونثمن الإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش العراقي في تحرير محافظات ومناطق عراقية أخرى من الإرهابيين ونؤيد جميع الجهود المستهدفة لإعادة الأمن والأمان إلى العراق وتحقيق المصالحة الوطنية عبر تكريس عملية سياسية تثبت دولة المواطنة وتضمن العدل والمساواة لكل مكونات الشعب العراقي في وطن امن ومستقر لا إلغائية فيه ولا تمييز ولا اقصائية. رابعاً: نساند جهود التحالف العربي دعم الشرعية في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216 عام 2015 وبما يحمي استقلال اليمن ووحدته ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية، ويحفظ أمنه وأمن دول جواره الخليجية، ونثمن مبادرات إعادة الإعمار التي ستساعد الشعب اليمني الشقيق في إعادة البناء. خامساً: نشدد على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا من خلال مصالحة وطنية ترتكز إلى اتفاق "الصخيرات"، وتحفظ وحدة ليبيا الترابية وتماسكها المجتمعي، ونؤكد دعمنا جهود دول جوار ليبيا العربية تحقيق هذه المصالحة، وخصوصاً المبادرة الثلاثية عبر حوار ليبي - ليبي، ترعاه الأمم المتحدة. ونشدد على ضرورة تدعم المؤسسات الشرعية الليبية، ونؤيد الحوار الرباعي الذي استضافته جامعة الدول العربية بمشاركة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لدعم التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة. كما نؤكد وقوفنا مع الاشقاء الليبيين في جهودهم دحر العصابات الإرهابية واستئصال الخطر الذي يمثله الإرهاب على ليبيا وعلى جوارها. سادساً: نلتزم تكريس جميع الإمكانات اللازمة للقضاء على العصابات الإرهابية وهزيمة الإرهابيين في جميع ميادين المواجهة العسكرية والأمنية والفكرية، فالإرهاب آفة لابد من استئصالها حماية لشعوبنا ودفاعا عن أمننا وعن قيم التسامح والسلام واحترام الحياة التي تجمعنا، وسنستمر في محاربة الإرهاب وإزالة أسابه والعمل على القضاء على خوارج العصر ضمن استراتيجية شمولية تعي مركزية حل الأزمات الإقليمية وتعزيز قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والمواطنة ومواجهة الجهل والاقصاء في تفتيت بيئات اليأس التي يعتاش عليها الإرهاب وتنشر فيها عبثيته وضلاليته. سابعاً: نعرب عن بالغ قلقنا إزاء تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ومحاولات الربط بين الدين الإسلامي الحنيف والإرهاب، ونحذر من أن مثل هذه المحاولات لا تخدم إلا الجماعات الإرهابية وضلاليتها، التي لا تمت إلى الدين الإسلامي ومبادئه السمحة بصلة، كما ندين أيضا أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الروهنغا المسلمة في مينامار، ونعرب عن بالغ الاستياء إزاء الأوضاع المأساوية التي تواجهها هذه الأقلية المسلمة، خصوصا في ولاية راخين، ونطالب المجتمع الدولي التحرك بفاعلية وبكل الوسائل الدبلوماسية والقانونية والإنسانية، لوقف تلك الانتهاكات، وتحميل حكومة مينامار مسؤولياتها القانونية والمدنية والانسانية بهذا الصدد. ثامناً: نؤكد الحرص على بناء علاقات حسن الجوار والتعاون مع دول الجوار العربي بما يضمن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية الإقليمية، كما أننا نرفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية وندين المحاولات الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار وقواعد العلاقات الدولية ومبادئ القانون الدولي وميثاق منظمة الأمم المتحدة. تاسعاً: نؤكد سيادة دول الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى) ونؤيد جميع الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتها عليها، وندعو إيران إلى الاستجابة لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة إيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. عاشراً: ونهنئ الاشقاء في جمهورية الصومال على استكمال العملية الانتخابية ونؤكد دعمنا لهم في جهودهم لإعادة البناء ومواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية ومحاربة الارهاب. الحادي عشر: نجدد التزام دعوة بيان قمة الكويت للعام 2014 والجهات المعنية بالعملية التعليمية في الدول العربية واحداث تطوير نوعي في مناهج التعليم خصوصا المناهج العلمية لضمان ان يتمتع الخريجون بالمعرفة والمهارات العالية التي تتيح لهم الاسهام في دفع عملية التنمية، وتحقيق النهضة العربية الشاملة، وتطوير التعليم وتحسين مناهجه وادواته والياته شرط لبناء القدرات البشرية المؤهلة القادرة على مواكبة تطورات العصر وبناء المجتمعات العربية المستنيرة المنافسة. الثاني عشر: نكلف المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية باعداد خطة عمل لتنفيذ قرارات القمم السابقة المستهدفة تطوير التعاون الاقتصادي والعربي، وزيادة التبادل التجاري وربط البنى التحتية في مجالات النقل والطاقة، وتعزيز الاستثمارات العربية في الدول العربية، وبما يساعد على احداث التنمية الاقتصادية والاقليمية وتوفير فرص العمل للشباب العربي. ونثمن في هذا السياق ما تحقق من انجازات في مجال التنمية المستدامة التي يجب ان تسعى السياسات الاقتصادية الى تعظيمها. ونكلف المجلس ايضا وضع مقترحات لتنمية الشراكة مع القطاع الخاص وايجاد بيئة استثمارية محفزة ورفع توصياته الشاملة قبيل القمة القادمة، ونؤكد ضرورة التقدم بشكل ملموس نحو اقامة منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى والاتحاد الجمركي. الثالث عشر: نشدد على دعم الجامعة العربية وتمكينها حاضنة لهويتنا العربية الجامعة، وعلى تحقيق التوافق على توصيات عملية تسهم في تطوير منهجيات عملها، وتزيد من فاعلية مؤسسات العمل العربي المشترك ومنظماته المتخصصة وبما يعيد بناء ثقة المواطن العربي بجامعته ومؤسساتها. الرابع عشر: نؤكد استمرار التشاور والتواصل من أجل اعتماد أفضل السبل وتبني البرامج العملية التي تمكننا من استعادة المبادرة في عالمنا العربي، والتقدم في الجهود المستهدفة حل الأزمات وتحقيق التنمية المستدامة، وإجاد الفرص وتكريس قيم الديمقراطية وحقوق الانسان والمواطنة والمساواة التي تعزز الهويات الوطنية الجامعة وتحمي الدولة الوطنية، ركيزة النظام الإقليمي العربي، وتحول دون التفكك والصراع أعراقا ومذاهب وطوائف، وتحمي بلادنا العربية اوطانا للأمن والاستنارة والانجاز. الخامس عشر: نعرب عن عميق شكرنا للمملكة الأردنية الهاشمية ولشعب المملكة المضياف وحكومتها، وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى الإعداد المحكم للقمة ونعبر عن امتناننا لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على إدارته الحكيمة لمجريات القمة وعلى ما بذل من جهود جعلت من قمة عمان منبرا لحوار عملي إيجابي صريح أسهم في تنقية الاجواء العربية وفي تعزيز التنسيق والتعاون على خدمة الامة والتصدي للتحديات التي تواجهها البيان الختامي - فيديو
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:08 pm
لو حضر القذافي قمة البحر الميت!
صبحي حديدي
بالإضافة إلى ترك القضايا الساخنة المعلقة (في سوريا والعراق واليمن وليبيا…)، ساخنة على جمرها، ومعلقة على حبالها؛ استأنفت القمّة العربية الأخيرة، على شطآن البحر الميت (وسبحان مصادفات التسمية!)، تلك المعزوفة العتيقة المكرورة، التي أُشبعت نقاشاً واستعادة ونفخاً في جثة هامدة؛ أي: «مبادرة الأمير عبد الله»، التي طُرحت في قمة بيروت، قبل 15 سنة بالتمام والكمال! وهكذا، قال البيان الختامي لقمة البحر الميت: «يؤكد القادة العرب على تمسك والتزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية كما طُرحت في قمة بيروت عام 2002، وعلى أن السلام العادل والشامل خيار إستراتيجي، وأن الشرط المسبق لتحقيقه هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، استناداً إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وقرارات القمم العربية المتعاقبة، ومبادرة السلام العربية». الإنصاف يقتضي القول إنّ الغائب الذي يُفتقد في هكذا «قمّة»، هو دكتاتور ليبيا، العقيد معمر القذافي؛ إذْ لو كان حاضراً بين أقرانه (وكان عميدهم في قمّة الجزائر، 2005) لأهداهم من عبقرياته سلسلة خلاصات حول واقع الحال العربي إجمالاً، حكاماً وشعوباً، وحول هذه المبادرة/ الجثة الهامدة خصوصاً. كان، على سبيل المثال، سيلقنهم دروساً جديدة حول الديمقراطية (أو الـ»ديمو ـ كراسي» في تأويله)؛ وكان سيعلّمهم أنّ الديمقراطيات العربية والآسيوية والأفريقية (وبينها مملكة أوغندا، مثاله الساطع) هي الديمقراطيات الحقّة، مقابل «الديمقراطيات الدكتاتورية» في الدول الغربية، حيث الشعوب «كأنها كلاب تنبح». ولعله كان سيُسمع «خونا محمود عباس» عبارات أشدّ قسوة من تلك التي أطلقها في حينه (أنّ الفلسطينيين أغبياء لأنهم لم يقيموا دولة سنة 1948، والإسرائيليين كذلك أغبياء لأنهم لم يضمّوا الضفّة الغربية سنة 1948)…. والحال أنّ استعادة «مبادرة الأمير عبد الله» اليوم، تليق بها استعادة العقيد القذافي؛ رغم أنه، والحقّ يُقال، كان غائباً حاضراً، أو العكس، من خلال خلاصات هذه القمة، التي بدت بالغة الوفاء لشقيقاتها القمم العربية، ربما منذ انطلاق أوّل قمّة، في أنشاص، الإسكندرية، 1946. ذلك لأنّ تلك «المبادرة» اتخذت، في الأصل، شكل مقترح تبسيطي تكشّف في سياق دردشة (غير بريئة على الأرجح) بين الأمير، والصحافي الأمريكي الشهير توماس فريدمان. الجديد الخطير كان يكمن في المقايضة الجديدة: الأرض مقابل التطبيع، والتطبيع الشامل كما لاح آنذاك (وكما توجّب أن يُفهم من كلام فريدمان، وليس من التعليقات السعودية)؛ من النوع الذي تريده الدولة العبرية، وكانت وما زالت تسعى إليه. التطبيع الذي يُدخلها في عقد الشرق الأوسط كدولة مشاركة سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وكعامل «منشّط» و»محرّض» وضامن لولادة «الشرق الأوسط الجديد». هذا ما حلم به الصهاينة الأوائل، وهذا ــ وليس «السلام» التعاقدي، أيّاً كان محتواه ومفرداته ــ هو ما يسعى إليه الصهيوني ـ السياسي، والصهيوني ـ العسكري، والصهيوني ـ رجل الأعمال، والصهيوني ـ المبشّر الثقافي. في المقابل، إذْ أنّ التانغو يحتاج إلى راقصَين اثنين، لم يكن يلوح البتة أنّ أرييل شارون كان، ساعة طرح المبادرة، مستعداً للانسحاب إلى حدود 1967 (بما في ذلك القدس، والجولان، و.. مزارع شبعا!)، مقابل أيّ طراز من «الغرام» العربي ـ الإسرائيلي؛ خصوصاً إذا كان على غرار التجربة الإسرائيلية مع مصر والأردن: تطبيع مع الأنظمة الحاكمة، وعزلة تامّة عن الشعوب؛ بل حرج دائم مع الأنظمة، ومقت دائم من الشعوب. فعلى أيّ شارون آخر، بنيامين نتنياهو مثلاً، كانت قمّة البحر الميت تتلو مزاميرها!
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:09 pm
شبكات التواصل تغرق في السخرية من الحكام العرب وقمة البحر الميت
لندن ـ «القدس العربي»: تسببت القمة العربية الثامنة والعشرين التي أنهت أعمالها في البحر الميت في الأردن قبل أيام بخيبة أمل جديدة في الشارع العربي بسبب أنها لم تخرج عن المألوف ولم يتضمن بيانها الختامي أي جديد، ولم تُحدث أي اختراق أو تقدم في القضايا العربية العالقة والملتهبة، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والصراع في اليمن وسوريا والعراق، فيما اتجه الكثير من العرب إلى السخرية من اجتماعات القمة التي شوهد فيها العديد من الحكام نائمون. وعلى الرغم من أن القمة تحولت إلى مناسبة سنوية بروتوكولية وتقليدية إلا أنها استهوت الكثير من أبناء الشعب العربي ممن انشغلوا بالتعليق عليها على شبكات التواصل الاجتماعي، إما بالنقد أو الاشادة أو السخرية، فيما انشغلت وسائل الإعلام التقليدية العربية في الحديث عن القمة وتداول أخبارها المختلفة التي لم تخرج بأي جديد. وتوقف العديد من النشطاء عند عدد من الملاحظات، حسب ما رصدت «القدس العربي»، فانشغل بعضهم بالتعليق على مضمونها وكلمات المشاركين فيها، بينما التفت آخرون إلى أن القمة انعقدت على بعد كيلومترات قليلة من مدينة القدس المحتلة التي فشلت الدول العربية طيلة العقود الأربعة الماضية في تحريرها، أما آخرون فتطرقوا إلى ملفات أخرى مثل كلمة أمير قطر، ومغادرة الرئيس المصري للقاعة فور بدء الأمير بإلقاء كلمته التي اعتبرها مراقبون آخرون الأهم من بين مداخلات الزعماء العرب. وازدحمت شبكات التواصل الاجتماعي بالتعليق على القمة العربية من مختلف جوانبها، حيث كتب الإعلامي والكاتب الفلسطيني ساري عرابي معلقاً على «تويتر»: «اختار الحكام العرب المكان المناسب لـ«قمتهم» اسما ورسما، ليس فقط بما يناسب قيمتهم، ولكن أيضا بما يليق بطبيعة مكيدتهم للأمة وفلسطين!». وكتب عرابي مقالاً اعتبر فيه أن «فلسطين هي الثمن الدائم، الذي يدفعه العرب، لاستمالة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ومع ما بدا خطرا محدقا بسبب سياسات أوباما التي أشعرت هؤلاء العرب بالوحدة في مواجهة الخطر الإيراني، بدأ بعضهم يبحث في إمكانية الاستقواء بقوة إقليمية يتفوقون بها على إيران، وهي -ويا للسخرية مرة أخرى – «إسرائيل»!». أما الصحافي والإعلامي الفلسطيني عز الدين أحمد فكتب مغرداً على «تويتر»: «كل ما جاء في القمة العربية بشأن فلسطين كلام فارغ إنسوه، الزبدة فيما سيحمله السيسي إلى ترامب الاثنين». وعلق الكاتب الصحافي ياسر الزعاترة على البيان الختامي للقمة العربية بقوله: «بيانات القمم هي حصيلة التوافق. في الجوهر يعود كل طرف إلى بلاده ليواصل نهجه، أو يغير حسب التطورات التالية. البيان لا يحكم أحدا». لكن الزعاترة رآى في تغريدة أخرى على حسابه على «تويتر» أن «عدم تجاوز القمة العربية الطرح السابق في الملف الفلسطيني يعتبر جيدا في ظل الضغوط الأمريكية، وفي ظل ميل بعض العرب لمزيد من التراجع». ونشر رضوان الأخرس تغريدة قال فيها: «في القدس المحتلة وعلى بعد بضعة كيلو مترات من البحر الميت حيث مكان انعقاد القمة العربية، قام جنود الاحتلال بإعدام امرأة فلسطينية». وكتب أحد النشطاء معلقاً: «في يوم الأرض سيكتب التاريخ أن العرب ذات يوم اجتمعوا جوار فلسطين فمنهم من سقط على وجهه ومنهم من نام على مقعده»، وأضاف: «للذين يجلسون اليوم على طاولة القمة العربية في الأردن، أقول لكم بأن القدس لا تبعد سوى 70 كم عن عمّان.. اتقوا الله في فلسطين». وسخرت ناشطة تُطلق على نفسها اسم «فاطمة» من قرارات القمة العربية ونتائجها بالقول: «قلق شديد في إسرائيل من نتائج القمة العربية واطلاق صافرات الانذار ونزول المئات إلى الملاجئ لارتفاع منسوب الفخفخينا العربية». وكتب آخر: «القمة العربية قمة بكل شيء إلا بالعربية، قمة بالتآمر، قمة بالخيانة، قمة بالكذب، قمة بالنفاق، قمة بتمرير التقسيم والاحتلال»، فيما كتب آخر: «صدق معمر القذافي عندما خاطب زعماء العرب بقمة دمشق (كلكم عملاء حتى أنا) حينها ضحك كل الحضور. كانت اصح جملة نطق بها مجنون». مقاطع فيديو وتداول عشرات النشطاء العديد من القفشات التي تم رصدها خلال اجتماع القمة، وأهمها صور الزعماء الذين تم التقاطهم نائمون وهم أربعة، إضافة إلى رئيس خامس تمكنت إحدى العدسات من التقاطه وهو يلعب بأصابع قدمه. إضافة لذلك تداول مئات النشطاء والمتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وهو يحذر الحكام العرب خلال القمة التي انعقدت في دمشق قبل سنوات من أن مصيرهم سوف يكون كمصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فيما انزلقوا جميعاً بالضحك على كلامه الذي بدا حينها وهو يقوله بجدية. وحظي مقطع فيديو يظهر فيه الرئيس اللبناني ميشيل عون وهو يسقط أرضاً بانتشار واسع وتعليقات عديدة، فيما جاء الرد على موجة السخرية التي تعرض لها عون من قناة «الجديد» اللبنانية التي قالت في مقدمة نشرة أخبارها الرئيسية إن «الرئيس لم يقع لا بل هو ارتفع… الساقطونَ كُثُر وبعضُهم تركُلُه سفيرة أمريكية بالكعبِ العالي وتفخَرُ بحِزامِها الأسود». وأضافت القناة: «للسقوط أشباهُ رجال كُثُر ومنهم مَن كبَّ فلسطين ببحر ميّت ولم يُضمّنْ بيان العرب الختامي أيَّ عبارة تهديد لإسرائيل. هؤلاءِ همُ المتعثّرون العاثرون الزاحفون نحو القدس من بوابة إسرائيلية مفتوحة على شبابيك العرب… أما الرئيس ميشال عون فإن خطابه أمام القمة العربية يمنحه وسام الرفعة الوطنية من رتبة رئيس بضمير حي على بحر عربي ميّت، إذ أدلى بمواقف جاءت كسؤال صارخٍ لكل من شارك في دعم الحروب وموّلها وغطاها وسعرها وسأل مرارا من ربح الحرب؟ من خسر الحرب؟». سَقطة التلفزيون الأردني كما تداول نشطاء آخرون مقطع فيديو تظهر فيه مذيعة التلفزيون الأردني وهي تقع في خطأ فادح على الهواء مباشرة عند وصول طائرة أمير الكويت، حيث قالت المذيعة: «وصل صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة»، علماً أن الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح هو أمير دولة الكويت السابق الذي توفي في 15 كانون الثاني/يناير عام 2006 بينما الأمير الحالي لدولة الكويت هو الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح. وكانت القمة العربية الثامنة والعشرين اختتمت أعمالها مساء الأربعاء بتجديد الدعوة لاقامة دولة فلسطينية وحل الصراع مع إسرائيل على أساس الدولتين ودعوة دول العالم لعدم نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة دون ذكر الولايات المتحدة بالاسم. وتلا البيان الختامي أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي أكد رفض الدول العربية لأي تدخل في شؤونها الداخلية، كما دعا إلى إقامة منطقة للتجارة الحرة بين الدول العربية. وقال العاهل الأردني، عبدالله الثاني، في كلمة له بالجلسة الختامية: «لقد قمنا خلال هذه القمة، بمناقشة جميع القضايا بمنتهى الشفافية، للخروج بجملة من القرارات والتوصيات المهمة، التي سنحرص خلال رئاستنا للقمة، على العمل معكم لترجمتها على أرض الواقع» مشدداً على «أهمية تعزيز ومأسسة العمل العربي المشترك، على النحو الذي يمكننا من تجاوز التحديات التي تواجهنا ويخدم قضايا أمتنا».
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:14 pm
الخارجية الفلسطينية: نتائج القمة وتأثيراتها ستظهر خلال الأسبوعين المقبلين
قمة البحر الميت «الصفقة» في كل الاتجاهات
فادي أبو سعدى
رام الله ـ «القدس العربي»: بعد تشتت دام ست سنوات في الإقليم العربي المشتعل، بدا أن القمة العربية التي عقدت في البحر الميت كانت لأجل القضية الفلسطينية بشكل أساسي، إذ احتلت مساحة كبيرة سواء من حيث النقاشات أو القرارات النهائية أو الحضور الدولي اللافت المتعلق بالقضية الفلسطينية من الطرف الأمريكي والأوروبي. وكان واضحا أثر مكالمة جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس عباس تبعها بزيارة مبعوثه الشخصي جيسون غرينبلات. ويعتقد محللون تحدثت إليهم «القدس العربي» أن هذه المكالمة فتحت أبواب دول عربية كانت مغلقة بالنسبة للقيادة الفلسطينية وأعادت الحراك إلى القضية بقوة قبيل القمة العربية. وخلال كلمات الزعماء لفتت جملة من أمير دولة قطر قال فيها «لا دولة فلسطينية بدون غزة، ولا دولة فلسطينية في غزة» وهـــو ما أعـــطــى إشـــارة إيجابية لإمكانية التوصل إلى مصالحة فلسطينية داخلية. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس القمة بالناجحة، كونها استطاعت بقيادة الملك الأردني عبد الله الثاني، إنهاء التوترات العربية. وأكد أنه والعاهل الأردني والرئيس عبد الفتاح السيسي سيزورون الولايات المتحدة الأمريكية، كل على حدة، لذلك كان من المفيد عقد القمة الثلاثية والحديث في كل الأمور بدقة، و«المواضيع التي سنطرحها خلال لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تمت مناقشتها بالتفصيل». واعتبر رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني ان القمة العربية كانت فلسطينية بامتياز، لأنها أكدت على أن القضية الفلسطينية هي أم القضايا في العالم العربي، وهي بوصلة الأمة على اختلاف المشارب والاثنيات. وأكد أن ما انتهت إليه هو لا مفاوضات إقليمية قبل التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وأن مبادرة السلام العربية في بيروت عام 2002 هي الأرضية الصالحة والمقبولة بشكل جمعي لإيجاد حل شامل يضمن الأمن والسلام لجميع الأطراف. وكذلك جرى التأكيد على أن لا للدولة المؤقتة أو ذات الحدود المؤقتة. واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن القمة حققت العديد من الانجازات وتغلبت على الكثير من الاشكاليات، وتمكنت من حل معظم الخلافات التي كانت قائمة بين بعض الدول العربية، ووفرت مناخاً أكثر إيجابية للعمل العربي المشترك. ورأت أن الاختبار الحقيقي لنجاح القمة، ونجاح الجهود التي بذلت قبلها وخلالها سيتم قريبا جداً، وذلك خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بداية الأسبوع المقبل إلى واشنطن والتي ستليها مباشرة زيارة أخرى لجلالة الملك عبدالله الثاني. أما كفلسطينيين فسيتم العمل على تقييم نتائج ومخرجات الزيارتين، من أجل تحديد شكل وطبيعة الزيارة التي سيقوم بها الرئيس محمود عباس لواشنطن، للاستفادة من المخرجات لصالح الجهد والموقف الذي تم التوافق عليه في اللقاء الثلاثي. تحقيق صفقة فورا وكان مبعوث الرئيس الأمريكي جيسون غرينبلات شارك في القمة بأمر من ترامب لترويج سعيه لتحقيق صفقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويعتقد الرئيس الأمريكي انه يمكن عقد هذه «الصفقة» فورا. وكشف النقاب في إسرائيل عن رسالة حولها ترامب إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بواسطة المحامي اليهودي الأمريكي الين دارشوفيتش أبلغ نتنياهو خلال محادثة هاتفية جرت بينهما الاسبوع الماضي، ان الرئيس ترامب «يريد التوصل إلى صفقة بين إسرائيل والفلسطينيين ويعتقد انه يمكن تحقيقها فورا». وقال المبعوث الأمريكي ان ترامب مصر على تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ويعتقد انه سيكون لهذا الاتفاق تأثير ايجابي على الشرق الأوسط والعالم كله. وأصدرت السفارة الأمريكية في عمان بيانا جاء فيه أن «غرينبلات ركز خلال محـــادثاته على طـــرق تحقيق التقدم العملي في العـــمـــلــية الــسلمية في الشــرق الاوسط، وفي إطار ذلك تحقيق اتفاق شامل بين إسرائيل والفلسطينيين». وأكد أهمية الدور الذي يمكن لدول المنطقة القيام به في العملية السلمية، وانه يجب الامتناع عن إطلاق تصريحات من شأنها ان تصعب محاولات دفع العملية السلمية. وأوضح أنه لم يصل إلى المنطقة من أجل فرض أفكار أو خطة سلام على الأطراف. وحسب البيان «ان السلام بين الجانبين يمكن ان يتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بينهما فقط». يشار إلى ان مشاركة غرينبلات في القمة العربية استثنائية، وتدل على الأهمية التي يوليها ترامب لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. واجتمع غرينبلات مع عباس قبيل انطلاق القمة العربية وهو الثاني قبيل سفر عباس إلى واشنطن لالتقاء ترامب بعد اسبوعين. كما التقى، بوزير الخارجية المصري سامح شكري، وناقش معه العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين. وسيصل الرئيس المصري إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي في الأسبوع المقبل. ومن المتوقع ان يناقشا محاولة تحريك مبادرة سلام إقليمية في الشرق الأوسط، تلعب فيها مصر دورا رئيسيا. ويظهر ان الصفقات الجاري العمل عليها هي المصالحة الوطنية الداخلية لتقوية الموقف الفلسطيني وبالتالي عودة الوحدة إلى الأرض والشعب في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأوضح الرئيس عباس في كلمته أمام القمة أن المصالحة ستقود إلى حكومة وحدة وطنية تلتزم ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية. وبالتالي سيتم السير خطوة إلى الإمام باتجاه الصفقة الثانية وهي التي يتحدث عنها ترامب بين الفلـسطينيين والإسرائيليين وحتى العرب. لكن هذه الصفقات قد تذهب أدراج الرياح في ظل الوضع المتدهور على الأرض، فإسرائيل تواصل سرقة الأراضي وبناء المستوطنات، والأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال يستعدون لخوض معركة جديدة من الاضراب المفتوح عن الطعام في يوم الأسير الفلسطيني أي بعد يومين من لقاء ترامب عباس. والأخطر من هذا كله هو في حال قررت حماس الرد على اغتيال مازن قفها في الضفة الغربية على سبيل المثال، وهو السيناريو الذي سيعني إتاحة فرصة لإسرائيل للهروب مجــدداً من أي استحقاق للسلام وحرب جديدة تشنها على الفلسطينيين أجمعين.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:15 pm
حسابات العراق في قمة الأردن بين الربح والخسارة
مصطفى العبيدي
بغداد ـ «القدس العربي»: حظي الشأن العراقي بقسط كبير من اهتمامات القادة العرب خلال أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت في الأردن، في تأكيد على ترابط أوضاع العراق بأوضاع المنطقة العربية وتأثيرهما المتبادل. ورغم ازدحام جدول أعمال القمة بالقضايا والأزمات العربية المستعصية والمزمنة، فقد كان للعراق حصة من الاهتمام والتركيز، نظرا لتداعيات الوضع العراقي وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، وتعقيدات العلاقة بين العراق وإيران ووضع مكونات العراق غير المستقر. وعدا موقف القمة من إيران وسوريا، يبدو ان الحكومة راضية عن نتائج المؤتمر بما يخص العراق، حيث اتفق معظم القادة العرب على دعم موقف العراق بمواجهة الإرهاب والترحيب بالتقدم الذي تحرزه القوات العراقية واقترابها من حسم الصراع مع تنظيم «الدولة». كما أيد القادة العرب موقف الحكومة العراقية المطالب بانسحاب القوات التركية من شمال العراق. وجاء في الفقرة ثالثا من مقررات المؤتمر «تجديد التأكيد على ان أمن العراق واستقراره وتماسكه ووحدة أراضيه، ركن أساسي من أركان الأمن والاستقرار الإقليميين والأمن القومي العربي، ونشدد على دعمنا المطلق للعراق الشقيق في جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية وتحرير مدينة الموصل من عصابات داعش، ونثمن الإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش العراقي في تحرير محافظات ومناطق عراقية أخرى من الإرهابيين». كما أقرت الفقرة، «تأييد جميع الجهود المستهدفة لإعادة الأمن والأمان إلى العراق وتحقيق المصالحة الوطنية عبر تكريس عملية سياسية تثبت دولة المواطنة وتضمن العدل والمساواة لكل مكونات الشعب العراقي في وطن آمن ومستقر لا إلغائية فيه ولا تمييز ولا اقصائية»، وهذه رسالة إلى الحكومة العراقية بضرورة مراجعة سياستها ازاء مكونات الشعب العراقي، وخاصة السنة منهم. وفي كلمته أمام القمة، دعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، زعماء الدول العربية، إلى موقف موحد لدعم العراق، مؤكداً أن بلاده تقاتل الإرهاب نيابة عنهم وعن العالم أجمع. وبين ان «داعش قام بعملية خداع كبرى حين ادعى زورا وكذبا الدفاع عن أهل السنّة لكنه في الحقيقة قتل من الجميع وجرائمه شملت كل الطيف العراقي»، دون الاشارة إلى مبررات وأسباب ظهور التنظيم الإرهابي في العراق. وأقر العبادي «نحن نواجه الإرهاب، ونواجه الفساد الإداري والمالي، ولا نفرق بين الإرهاب والفساد والجريمة المنظمة فبعضهما يكمل الآخر، وجميع ذلك يمثل عدوا وتحديا مشتركا»، داعيا «الدول العربية إلى التعاون وتوحد جهودها وتبادل المعلومات الاستخبارية لمنع عودة داعش أو انتشاره لدول أخرى». توظيف الطائفية والمذهبية ومع الدعم العربي المعلن للعراق في مواجهة الإرهاب، فان كلمات القادة وقرارات المؤتمر لم تكن كلها موافقة لتوجهات الحكومة العراقية، وخاصة ما يتعلق بالانتقادات الواضحة للتدخل الإيراني في الشؤون العربية، حيث أكدت الفقرة ثامنا من قرارات القمة، على «رفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية، وادانة المحاولات الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار وقواعد العلاقات الدولية ومبادئ القانون الدولي وميثاق منظمة الأمم المتحدة». وقد حذر الأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط من «الطيور الجارحة» التي تحوم حول العرب وتحاول توظيف الطائفية والمذهبية لتحقيق أهداف سياسية. وبدوره، عبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته، عن «الأسف أن نرى بعض القوى تستغل الظروف غير المسبوقة التي تمر بها منطقتنا لتعزيز نفوذها وبسط سيطرتها، فقامت تحت مسميات وتبريرات مختلفة، بالتدخل فى شؤون الدول العربية» داعيا إلى «اتخاذ موقف واضح وحاسم إزاء هذه التدخلات، موجهين رسالة قاطعة، بأننا لن نسمح لأي قوة كانت بالتدخل في شؤوننا، وأن كافة المحاولات التي تسعى للهيمنة المذهبية أو العقائدية أو فرض مناطق نفوذ داخل أراضي الدول العربية ستواجه بموقف عربي موحد وصارم». وكان وزراء الخارجية العرب، تبنوا في ختام اجتماعهم التمهيدي للقمة، مشروع قرار للقمة يدين «التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية» مطالبا إيران بـ«الكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة». وفي السياق، كان المؤتمر فرصة لعقد أول لقاء بين ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزيز والعبادي على هامش المؤتمر، حيث أعلن الملك السعودي دعم بلاده للعراق لاستعادة دوره الكبير في المنطقة وتعزيز العلاقات معه على جميع المستويات، كما جرى بحث تعزيز التفاهم والتعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمار والتنسيق الأمني المشترك. وأعرب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في كلمته، عن أمله في التوصل إلى حكومة تمثل كافة أطياف ومكونات المجتمع في العراق، وهو الموقف الذي أكده خلال زيارته إلى العراق عقب انتهاء مؤتمر القمة، حيث أكد على ضرورة تحقيق مصالحة حقيقية بين مكونات الشعب، مع تركيزه على الاهتمام بأوضاع النازحين الإنسانية. وإذا كانت نتائج القمة العربية وكلمات القادة العرب، لبت بعض احتياجات الحكومة العراقية، بالحصول على الدعم بمواجهة تنظيم «الدولة» والقوات التركية شمال العراق، فان القادة العرب من الناحية الأخرى شددوا على ضرورة اعادة الحكومة العراقية والقوى السياسية المتحكمة بها، سياستها تجاه بقية مكونات الشعب العراقي، وضرورة تحقيق مصالحة حقيقية بينها والغاء التمييز والاقصاء، اضافة إلى التلميحات للعلاقة المميزة بين الحكومة العراقية وإيران.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:16 pm
اللاجئون العرب في تركيا لم يتابعوا القمة ولم يتوقعوا منها إنهاء معاناتهم
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: بينما لم يعلم جزء كبير من اللاجئين العرب في تركيا بانعقاد القمة العربية في عمان، قال آخرون إنهم لم يتابعوا مجريات القمة ولم ينتابهم أي فضول لمعرفة مجرياتها، في حين أكد من تابعها أنه لم يتوقع أي نتائج أو قرارات واقعية تساهم في إنهاء معاناة اللاجئين وتغير الواقع العربي الصعب، على حد تعبيرهم. ويعيش في تركيا 3 مليون لاجئ سوري حسب آخر إحصائية للأمم المتحدة و3.5 مليون حسب الأرقام التركية الرسمية، إلى جانب مئات آلاف العراقيين، وأعداد كبيرة من العرب الذين اضطروا إلى ترك منازلهم نتيجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تمر فيها أوطانهم. وخلال لقاءات أجرتها «القدس العربي» مع بعض اللاجئين العرب في تركيا تبين فعلياً أن جزءا منهم لم يعلم بانعقاد القمة العربية التي جرت، الأربعاء، في العاصمة الأردنية عمان، ولم تصلهم أي تفاصيل متعلقة بالبيان الختامي والقرارات الصادرة عنها. وقال آخرون إنهم علموا بانعقاد القمة من خلال زملاء لهم أو من وسائل الإعلام، لكنهم لم يتابعوا مجرياتها ولم ينتابهم أي فضول لمعرفة تفاصيلها أو القرارات الصادرة عنها، معتبرين أنهم وصلوا إلى هذه القناعة منذ زمن طويل وفقدوا الأمل في حصول أي تحول حقيقي أو صدور قرارات هامة تغير من الواقع العربي الذي وصفوه بـ«المتهالك». وجاء في البيان الختامي للقمة «إعلان عمان» قرارات تتعلق بدعم القضية الفلسطينية والتنديد بتدخلات إيران في العالم العربي ومطالبة تركيا بسحب قواتها من العراق ومساندة التحالف العربي باليمن ودعم الاستقرار في ليبيا، كما أكدت القمة على «تكثيف العمل على إيجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية» ودعم الدول العربية المستضيفة للاجئين. حاتم إبراهيم شاب سوري (30 عاماً) يعمل في أحد المطاعم العربية في منطقة الفاتح وسط اسطنبول، يقول إنه سمع عن القمة العربية وشاهد بعض الصور عنها في التلفزيون المنصوب في مكان عمله، وحول انطباعاته عن قرارات القمة، أجاب بسخرية: «عم تحكي جد! خليني كمل شغلي لأدبر مصاريف عيلتي (عائلتي) أحسن من الزعماء العرب وقممهم الفاضية». وحول القرار المتعلق بدعم الدول المستضيفة للاجئين، يقول السوري أبو محمود 55 عاماً: «6 سنوات مرت ونحن مهجرين من بلادنا قسراً نعاني ألم الحرب والغربة والفقر ولم نحصل على أي دعم عربي حقيقي ولم تستطيع القمم العربية المتلاحقة فعل أي شيء للشعب السوري الذي يبحث عن الحرية» مضيفاً: «لو عملوا لفلسطين شيء من 60 عاما راح يعملوا لسوريا شيء». ويقول العراقي ياسين سلمان (32 عاماً) إنه تابع القمة جزئياً من نشرات الأخبار ولم يكن يتوقع منها شيئاً، مضيفاً: «إيران تسرق العراق وتغير التركيبة السكانية لها من خلال ميليشياتها الشيعية ولم يستطع العرب فعل شيء وهم يدعونها لعدم التدخل عبر بيانات لا تغير من الواقع شيئا»، وتابع: «نتمنى لو تستطيع الدول العربية التوحد وإيجاد حلول لكي نعود لبلادنا ومنازلنا» لكنه استدرك ساخراً: «منزلنا تدمر في الموصل لم يعد هناك شيء نعود له». وفي منطقة «أك سراي» في اسطنبول والتي يتخذها اللاجئون العرب نقطة انطلاق لسواحل غرب تركيا قبيل الوجه لليونان في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر، التقت«القدس العربي» عددا من الشبان العرب بينهم سوريون وعراقيون وفلسطينيون. يقول أحد الشبان رداً على سؤال حول رأيهم بقرارات القمة العربية: «لم نعد نتوقع أي شيء منهم ولم نعد نهتم بهذه الأخبار» ويضيف آخر: «قلهم (قل للزعماء العرب) يعطوا كل شب مساعدة ليتمكن يهاجر لأوروبا لأنو ما عاد في حياة ببلادنا» ويرد آخــر: «يعطـــوني أجـــرة المُهرب وأنا أتنازل لهم عن حصتي في الوطن العربي كله». ورأى حذيفة (49 عاماً) من سوريا أن «الواقع العربي لا بد أن يتغير» مضيفاً: «بالتأكيد نحن لم نعول على الرؤساء العرب بأي شيء ولكننا نعول على الثورات العربية بأن تتمكن من إحداث تحول حقيقي وإبراز قيادات تعبر عن نبض الشعوب العربية على الرغم من الفشل الذي عانت منه هذه الثورات ورغم الثمن الكبير الذي دفعناه».
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:17 pm
اليمنيون يصابون بإحباط شديد من نتائج القمة العربية
خالد الحمادي
تعز ـ «القدس العربي»: أصيب اليمنيون بإحباط شديد جراء تهميش القمة العربية المنعقدة في منطقة البحر الميت في الأردن، حالة الحرب المستعرة في اليمن منذ أكثر من سنتين، وعدم ايلاءها الاهتمام الذي كانوا يتوقعونه منها لوضع مشاريع جديدة للحل بعد وصول كافة المقترحات والمشاريع إلى طريق مسدود. واعتبرها اليمنيون نسخة مكررة من القمم السابقة التي كانت تتعامل مع الشأن اليمني بتهميش كبير، غير أنهم كانوا هذه المرة يتوقعون أن تكون هذه القمة نوعية وتحقق تقدما في الاهتمام بالشأن اليمني خاصة وأنه يعاني من ويلات الحرب الراهنة في ظل انسداد الأفق أمام أي محاولات للحلول السياسية أو إحداث خرق في جدار الأزمة اليمنية. ورغم أن القضية اليمنية شغلت حيزا كبيرا في كلمات ومداولات القمة وكسبت موقعا متقدما في بيانها الختامي، غير أن كل هذه الأمور في نظر العديد من اليمنيين لا تعدو أن تكون مجرد ذرّ الرماد في العيون لإسقاط الواجب، من قبيل الإجراء البروتوكولي للحديث عن القضايا الملتهبة في المنطقة وعرض رؤية كل بلد حيالها. وكان اليمنيون يطمحون من الحضور الكبير والنوعي للزعماء العرب وتوقيتها ومكان انعقادها الدفع بقوة نحو الخروج بمقترحات جمعية ناجعة وحلول سياسية للأزمة في اليمن وإجبار مختلف الأطراف للالتزام بها، لأنها لم تعد مجرد أزمة أو قضية محــلــية، بـــقــدر ما تمس أمن واستقرار المنطقة العربية برمتها وفي مقدمتها دول شبه الجزيرة العربية. وشعر اليمنيون بعدم الارتياح من الإشارة العابرة في بيان القمة الختامي للحرب اليمنية بجملة محدودة المساحة لا تتعدى ثلاثة أسطر والتي انحصرت في مباركة الجهود الحالية، قالت فيه «نساند جهود التحالف العربي دعم الشرعية في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216 عام 2015 وبما يحمي استقلال اليمن ووحدته ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية، ويحفظ أمنه وأمن دول جواره الخليجية، ونثمن مبادرات إعادة الإعمار التي ستساعد الشعب اليمني الشقيق في إعادة البناء». الأسوأ بين دول المنطقة وتضاعف الإحباط اليمني مع تأكيد القمة ذاتها أنها «التأمت في ظرف عربي صعب، فثمة أزمات تقوض دولا وتقتل مئات الألوف من الشعوب العربية وتشرد الملايين من أبناء أمتنا لاجئين ونازحين ومهجرين» وأن الوضع اليمني يعد من الأسوأ بين دول المنطقة التي تعاني الحروب وحالات الاقتتال نظرا لأنها حرب منسية. وفي نظر العديد من المحللين السياسيين اليمنيين اكتفى البيان الختامي بالإشارة إلى الحرب اليمنية على قدر مصالحهم منها، كما هو الحال في خطابات القادة والزعماء العرب الذين تفاوتت إشاراتهم للقضية اليمنية من منظور حجم مصالحهم ومن مستوى علاقتهم باليمن والمصالح المرجوة من الاستقرار فيه وليس من قبيل الهم العربي الواحد والمصالح المشتركة للجميع، التي قد يكون اليمن حجر الزاوية في أي استقرار منشود في المنطقة. واعتبروا عدم التطرق أو تبني آليات عملية لإنهاء الحرب عبر الأطر السياسية أو أي وسيلة ناجعة لوضع حد لحالة الاحتراب التي أتت على الأخضر واليابس وأدخلت المواطنين اليمنيين في أزمة معيشية غير مسبوقة وتنذر بحلول مجاعة محدقة، وفقا لتقارير الأمم المتحدة التي أطلقت صفارات الإنذار مرارا حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن. وكان اليمنيون يتوقعون من القمة تبني مشاريع حلول أو خريطة طريق منافسة لنظيرتها التي تطرحها الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة والتي رفضت من مختلف أطراف الصراع في اليمن، بحيث تكون خريطة الطريق العربية واقعية وعملية ومقبولة من جميع الأطراف وتسهم في الحل الجذري للمشكلة اليمنية وليس فقط مجرد طرح الحلول الآنية والمهدئة. وبعد عامين من الحرب المدمرة في اليمن كان اليمنيون يتطلعون إلى خطة مارشال عربية عبر هذه القمة، لإنقاذ اليمن مما آلت إليه الأوضاع فيه، ومد يد العون إليه ودفع سفينة نجاته إلى بر الأمان، قبل أن يغرق بمن فيه في بحر الأمواج المتلاطمة والدامية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:18 pm
غياب الحل العربي في ليبيا يُغذي التدخلات الخارجية
رشيد خشانة
ثمانية سطور لا أكثر كانت هي «حصة» ليبيا من البيان الختامي للقمة العربية، وسط تفاقم الصراع في هذا البلد- الجسر بين المشرق والمغرب. ثمانية سطور وخمسة أفعال لا تُسمن ولا تُغني من جوع هي بالترتيب «نشدد ونؤكد ونشدد ونؤيد… كما نؤكد». اكتفت القمة بقاموسها المألوف المُشتق من التشديد والتأكيد، ولم تغب عنه سوى عبارات الشجب والاستنكار، التي كانت تنام خلف أي بيان للجامعة ومؤسساتها. وهذا دليل على أن القمة لا تملك رؤية متكاملة لحل الصراع في ليبيا، في وقت يتدحرج فيه البلد إلى صراع بالوكالة تُؤججه وتُغذيه الدول الكبرى والقوى الاقليمية. ما من شك بأن إعلان القمة التمسك بـ«وحدة ليبيا الترابية وتماسكها المجتمعي» أمرٌ مهمٌ في هذه المرحلة التي يتنامى فيها شبح التقسيم. كما من المهم أيضا التأكيد على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي، من خلال مصالحة وطنية في ليبيا ترتكز على اتفاق «الصخيرات»، لكن ما هي الآلية الكفيلة بتأمين الاستقرار وتكريس المصالحة؟ اكتفت القمة بدعم جهود دول الجوار (الجزائر وتونس ومصر) لتحقيق المصالحة عبر حوار ليبي-ليبي ترعاه الأمم المتحدة. إلا أن هذه المبادرة الثلاثية ما زالت تدور حول نفسها، ولم تُرسل مؤشرات تدل على أنها تتجه فعلا نحو جمع الفرقاء حول مائدة واحدة، بدليل استمرار الجنرال خليفة حفتر على رفضه الجلوس مع فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي المُنبثق من اتفاق الصخيرات. ازدواجية المواقف يكمن المشكل في أن بعض الدول العربية التي صدقت على بيان ختامي داعم للمؤسسات الشرعية الليبية، هي التي تُشجع المُتعنتين وتدعم المُكابرين والانفصاليين، ما أوجد مناخا غير موات للتحاور والتصالح. كما أن قسما آخر من الدول العربية وافق هو الآخر على البيان الختامي، الذي أكد على «الوقوف مع الأشقاء الليبيين في جهودهم لدحر العصابات الإرهابية واستئصال الخطر الذي يمثله الإرهاب على ليبيا وعلى جوارها» بينما هو الذي يمدُ الميليشيات بالسلاح والمال لكي تربك خطط الطرف المقابل. وقعت ليبيا فريسة لهذا الصراع بين القوى الإقليمية، لكن الدول العظمى هي التي أمسكت بخيوط الملف، فأصبحت ليبيا، إلى جانب سوريا والعراق، واحدة من ساحات المنافسة بين القوى الثلاث روسيا وأمريكا وأوروبا. وإذا كانت الإدارة الأمريكية السابقة تعترف بأنها لا تملك خطة خاصة بالشرق الأوسط وتنحو إلى التركيز على آسيا مثلما شرح الرئيس السابق باراك أوباما في مقابلته الشهيرة المطولة مع مجلة «ذي اتلانتيك» فإن روسيا بوتين ظلت تعمل من أجل معاودة بناء الجسور القديمة مع بلدان الشرق الأوسط. واستبطن بوتين سياسة القياصرة الذين كانوا حريصين على وجود عسكري في المتوسط، وهو الحرص الذي سارت عليه أيضا روسيا السوفييتية أيام الحرب الباردة، من خلال شبكة علاقات شملت مصر وسوريا والعراق والجزائر وليبيا. ويمكن القول إنها تعود بقوة اليوم إلى شرق المتوسط بعدما باتت لاعبا رئيسيا في سوريا، وبعدما أقامت جسورا متينة مع مصر، ودخلت إلى الساحة الليبية داعمة لقائد «الجيش الوطني» في الشرق خليفة حفتر. وهي لا تُخفي معارضتها للقيم الحداثية التي ساهم الغرب في نشرها بين النخب العربية، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحوكمة والمحاسبة. أما الإدارة الأمريكية الحالية فأعطت، على عكس أوباما، مؤشرات على اعتزامها تعزيز حضورها في المنطقة، على الرغم من تراجع الاعتماد الأمريكي على مصادر النفط العربي. وتستأثر آسيا وخاصة الصين حاليا، بـ 75 في المئة من النفط المُصدر من الخليج العربي. ويتوقع خبراء أن ترتفع هذه النسبة إلى 85 في المئة في أفق 2025. وتعمل أمريكا على التحكم بمسارات تدفق النفط لأن هذا يجعلها قادرة، عند الحاجة، على الحد من كميات النفط والغاز المُوردة للصين وسائر القوى الصاعدة الأخرى في آسيا. أكثر من ذلك استطاعت أمريكا مع انهيار أسعار النفط العالمية، اعتبارا من 2014، أن تُعاقب روسيا على سياستها العدوانية تجاه أوكرانيا وتفرض على إيران حلا وسطا للملف النووي. القيادة من الخلف مع اعتماد «مذهب أوباما» التزمت واشنطن الحذر من خوض مغامرات عسكرية من النوع الذي اندفعت إليه الإدارتان السابقتان في أفغانستان والعراق، وزاد مقتل السفير الأمريكي في ليبيا جون كريستوفر ستيفينز من ترسيخ هذا النزوع الجديد، حتى أن واشنطن صارت تغض الطرف عن ذريعة الديمقراطية. وفي هذا السياق اتخذت قرار الإحجام عن التدخل في الصراع السوري في أيلول (سبتمبر) 2013. وأنتج هذا الحذرُ مبدأ «القيادة من الخلف» الذي صاغته الإدارة السابقة خصيصا لليبيا. واقتضت «القيادة من الخلف» إرخاء الحبل للدول الأوروبية الثلاث المؤثرة في الملف الليبي، وهي فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، والاقتصار على الضربات الجوية لتجمعات الفصائل الإرهابية في شرق ليبيا كما في غربها. مع ذلك لا يمكن القول إن أمريكا قللت من حضورها العسكري في المنطقة، وإنما هي قامت بمعاودة تنظيمها وتوزيعها على أماكن أقل انكشافا، بدليل أنها لم تُخفض من عدد طائراتها وبوارجها الحربية المهيأة للتدخل السريع عند الحاجة، لا بل زادت منها. والأرجح أن الجنود الأمريكيين المُنهكين جراء عشر سنوات من الحروب على الإرهاب تستفيد من الفسحة الراهنة لاسترجاع الأنفاس والقيام بمزيد من التدريبات وتحديث عتادها. قد يقود هذا الاتجاه الأمريكي إلى جعل الشرق الأوسط، ومن ضمنه ليبيا، ساحة للصراع مع روسيا المندفعة إلى المنطقة بقوة غير مسبوقة، مثلما أظهر ذلك وصول قوات روسية إلى مدينة سيدي براني المصرية وعيونها على شرق ليبيا، ما قد يُشكل تعديلا في موازين القوى العسكرية بين الفريقين الليبيين المتصارعين. وقد أشار موفد الجامعة العربية إلى ليبيا السفير صلاح الدين الجمالي إلى كثرة التدخلات الخارجية في الملف الليبي، بدافع الطمع في ثرواتها وموقعها الاستراتيجي، إلا أن الزعماء العرب لم يتوصلوا في قمتهم إلى بلورة خطة تُكرس حلا عربيا للصراع، بما يحدُ من التدخلات الخارجية
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:19 pm
لقاء السيسي ـ سلمان: تقارب مفروض على أرضية خلافية مستمرة
لا حلول لتباين المواقف
مؤمن الكامل
القاهرة ـ «القدس العربي»: التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، على هامش أعمال القمة العربية التي انعقدت في البحر الميت في الأردن، الأربعاء الماضي، وهو اللقاء الذي كان متوقعا لتنقية العلاقات بين البلدين من شوائبها. وحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، فإن الملك سلمان وجه الدعوة للسيسي للقيام بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، وهو ما رحب به الأخير، وأعلن وزير خارجية السعودية عادل الجبير أن الزيارة ستكون في نيسان/أبريل الحالي، كما وعد الملك سلمان بزيارة مصر في القريب العاجل بناء على الدعوة التي وجهها له السيسي. وقال المتحدث باسم الرئاسة إن الاجتماع تناول مختلف جوانب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها، حيث أكد الزعيمان حرصهما على دعم التنسيق المشترك في ظل وحدة المصير والتحديات التي تواجه البلدين، كما أكد الزعيمان أهمية دفع وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، بما يعكس متانة وقوة العلاقات الراسخة والقوية بين البلدين والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. اللقاء شهد كذلك التباحث بشأن الموضوعات المطروحة على القمة العربية، حيث أعرب الزعيمان عن تطلعهما لخروج القمة بقرارات عملية ومؤثرة ترقى لمستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية، وأشارا في هذا الصدد إلى حرصهما على التنسيق المشترك مع كافة الدول العربية لمتابعة وتنفيذ ما سيتم التوافق عليه من قرارات وآليات للتعامل مع التحديات والأزمات التي تمر بها الدول العربية والمنطقة. ورغم أن اللقاء الذي جمع الرئيس والملك فُسر على أنه «مصالحة ومكاشفة» إلا أنه لم يخرج بنتائج محددة معلنة، تنبئ عن حجم الإصلاح الذي جرى لـ«الشرخ» بين البلدين، بعد شهور من البهتان بينهما إثر المواقف السياسية المتباينة في الأزمة السورية والحرب على اليمن، إضافة إلى المعيار الأهم في تحديد مسار العلاقات وهو ملف جزيرتي تيران وصنافير، التي نقلت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين قائدي البلدين العام الماضي، تبعيتهما من مصر للمملكة، وشابها تراشق إعلامي كبير، واتخذت منحى قضائيا في مصر عطل اتمام الاتفاقية، التي تسعى السعودية منذ سنوات لانهائها ووضع الجزيرتين المتاخمتين للحدود مع إسرائيل تحت سيطرتها. الخلافات مستمرة السفير السعودي في القاهرة، أحمد قطان، أكد أن لقاء الملك سلمان مع الرئيس السيسي كان مميزا، وسادته روح المحبة والأخوة، وقال عبر حسابه على «تويتر»: «أكد الزعيمان على قوة العلاقات بين البلدين، ورسوخها على كافة المستويات الرسمية والشعبية». وتابع: «سوف تشهد الفترة المقبلة ازدياد التعاون في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والتعليمية»، مضيفا: «زيارة الرئيس السيسي للمملكة في نيسان/أبريل الحالي ستكون زيارة ميمونة بإذن الله». ورغم احتفاء بعض الأوساط السياسية والدبلوماسية والبرلمانية من البلدين، الذي وصل للطرب الشعبي إذ فاجأ المطرب الشعبي المصري شعبان عبدالرحيم، المصريين ووسائل الإعلام، بأغنية خاصة للعلاقات بين مصر والسعودية، والسيسي وسلمان، إلا أن مراقبين وصفوا التقارب بين القاهرة والرياض بأنه «حذر على أنقاض خلافات مستمرة». أفق التسوية تظهر بإدارة ترامب أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور حسن نافعة، قال إن لقاء السيسي وسلمان لم يكن جديدا وانعقاده قد تم بالفعل عندما قررت شركة «أرامكو» السعودية استئناف ضخ شحنات النفط التي تم التعاقد عليها من قبل، وكانت المسألة مسألة وقت، في كيف سيكون إخراج حالة الانفراج التي يجب أن تسود العلاقات المصرية السعودية. واعتبر نافعة في تصريحات لـ«القدس العربي» أن القاسم المشترك الأعظم بين مصر والسعودية هو التقارب مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة للوصول إلى تسوية إقليمية مع إسرائيل تقودها السعودية ومصر. ولفت إلى أن الأمور ستتضح أكثر بعد زيارة السيسي المرتقبة للولايات المتحدة، معتبرا أن «هناك تنافسا سعوديا مصريا للفوز بقلب الولايات المتحدة، لكي تصبح كل منهما الركيزة للسياسة الأمريكية في المنطقة»، مشددا على أن هذا الرهان له مخاطره الكبيرة النابعة من «عنصرية إدارة ترامب نفسها» المحاصرة في الداخل الأمريكي واحتمالية سقوطها، وبالتالي فإن الاستثمار فيها محفوف بالمخاطر، حسب تفسيره. وعن توابع التقارب المصري السعودي، قال نافعة إن «السعودية لن تقترب كثيرا من الموقف المصري، ولكن سيتحدد موقفها حسب الموقف الأمريكي، فإذا حدث تقارب روسي أمريكي حول الوضع في سوريا، وأصبح هناك حل تقوده واشنطن وموسكو في الوقت نفسه، سيؤدي إلى تقارب طبيعي مع الموقف المصري»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن «التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية كأحد توابع التقارب سيكون من الخطر الشديد، لما سيواجهه النظام المصري من مأزق كبير جدا في الداخل، أما إذا أدى هذا التقارب إلى حل وسط بحيث تحتفظ مصر بالسيادة على الجزيرتين ويكون هناك استثمار وتنمية مشتركة مع السعودية سيكون حلا أمثل» وهو ما لن ترتضيه المملكة. وزاد: «الإشارات البرلمانية المصرية بالموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية خطر جدا ويفجر الموقف في الداخل ضد نظام السيسي، على اعتبار أنه يتنازل عن أرضه، ما يؤدي كذلك إلى تعقيد العلاقات الشعبية بين البلدين، ومن الأفضل أن يتراجع كل من البلدين خطوة، بموافقة السعودية على بناء جسر مصري سعودي والاستثمار المشترك في الجزيرتين، ليبقى الحال كما هو عليه حتى لا تُجر السعودية لإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل». واقع مفروض الكاتب الصحافي والخبير الإعلامي المصري، الدكتور ياسر ثابت، قال إنه كانت هناك مؤشرات حول إعادة التقارب بين البلدين، من خلال زيارة وفد ثقافي مصري للملكة خلال مهرجان الجنادرية وإشارة الملك سلمان لمصر بإيجابية، وهو ما فتح الباب لنوع من التصالح، أتبعه الاعلان الرسمي عن استئناف «أرامكو» ضخ البترول لمصر، بعد توقف الاتفاق وارتباك مصر في تعويض الوقود. وأوضح ثابت لـ«القدس العربي» أن لقاء الأردن كان تتويجا لمحاولات التقارب، خصوصا أنه تم على مستوى قادة البلدين، وهو ما يعبر عن نوع من التعامل الواقعي، بمعنى أن البلدين ارتضيا فكرة عدم خسارة كل منهما للآخر، في ظل الحاجة لبعض مع وجود خلافات بينهما. وزاد: الحاجة الواقعية جعلت الطرفين يعودان لفكرة التقارب بمبدأ ما لا يدرك كله لا يترك كله، خصوصا خلال هذه الفترة، إذ تواجه السعودية ضغوطا من إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، وظروف عاصفة الحزم في اليمن، وكذلك تغير بعض المعطيات على المستوى الميداني في سوريا، بجانب ظروف الواقع والموقف المصري، فكان لزاما على الطرفين قبول الخلافات والاختلافات وتنحية فكرة التطابق في الآراء، التي كانت سائدة سابقا بعد كل مباحثات، لاعتبارات واقعية وظروف البلدين تحول دون الوصول إلى تطابق في الآراء. وتابع: «ملف تيران وصنافير شائك وشديد الصعوبة، والمخرج منه ليس معروفا، رغم وضوح موقف الدولة والبرلمان المصري، لكن قد يكون هناك تفهم سعودي لأحكام القضاء والغضب الشعبي من الاتفاقية، والضغوط الواقعة على السيسي. هناك محاولات للخروج بحلول وسط وصيغة للتسوية ربما تختلف تماما عن التوجه الأول، ولكن لمقتضيات التعاون والتفاهم، دون معرفة الشكل الواقعي لهذا الاتفاق».
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:20 pm
لبنان تجاوز مأزق القمة وحفظ علاقاته العربية وتماسكه الداخلي
سعد الياس
بيروت ـ «القدس العربي»: اكتسبت مشاركة لبنان في القمة العربية التي انعقدت في الأردن هذه السنة اهتماماً بالغاً كونها المرة الأولى منذ 3 سنوات التي يشارك فيها رئيس جمهورية لبناني في القمة بعد ملء الشغور الرئاسي. وما زاد في الاهتمام المشهد الموحّد الذي ظهر فيه الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري جنباً إلى جنب بعيداً عن أي تجاذبات سياسية حول ملفات شائكة مثل الخلاف في وجهات النظر حول سلاح حزب الله وقتاله في سوريا وتدخل إيران في عدد من الدول العربية. وحسب قراءة محللين أنه كان مريحاً للرئاستين الأولى والثالثة التفهم العربي للشأن اللبناني الدقيق ولمشكلة حزب الله الذي يستولي على مقدرات الدولة ويقتطع جزءاً من سياستها الخارجية والذي بات جزءاً من منظومة اقليمية أكبر من لبنان وبات حلّها مرتبطاً بحل أزمة المنطقة. وسمح هذا التفهم بتحييد المسائل الخلافية عن البيان الختامي للقمة العربية من خلال الابتعاد عن إدانة التدخل الإيراني في عدد من الدول العربية ومن خلال تجنب ذكر حزب الله كمنظمة إرهابية في المداخلات بدلاً من زجّ السكين في الخاصرة اللبنانية الرخوة. وهنا لفت قول رئيس مجلس النواب نبيه بري في انتقاد رسالة الرؤساء الخمسة السابقين إلى القمة العربية «أن العرب أرحم لنا من انفسنا». وهكذا تجاوز لبنان قطوعاً خارجياً سمح له بحفظ علاقته التي تعود طبيعتها مع المملكة العربية السعودية والدول الخليجية من جهة وتجاوز قطوعاً داخلياً من خلال اثارة أي مشكلة مع حزب الله ما وفّر حماية لا بل تنشيطاً للتسوية السياسية التي أنتجت انتخاب رئيس وتأليف حكومة وحدة وطنية تضم كل التلاوين السياسية. ولكن بينما كان الرئيسان عون والحريري يحاذران مطّب حزب الله فلم يسلما من مطب رسالة الرؤساء الخمسة السابقين التي وجّهوها إلى القمة العربية من خلف ظهر الرئيسين وطالبوا فيها بالتضامن مع لبنان في مواجهة السلاح غير الشرعي، الأمر الذي اعتبره الحريري خديعة، وجاء وصف الوزير نهاد المشنوق للرسالة بأنها «خطيئة وطنية تجاوزت حدود اللياقة والسياسة» ليظهر حجم الاستياء ولاسيما من الرئيس فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل. ورغم اعتبار كثيرين أن لا نتائج باهرة قدمتها القمة إلا أنها في إعادة بند التضامن العربي مع لبنان ودعمه. واعتبر البيان الختامي «تماسك ووحدة الشعب اللبناني في مواجهة ومقاومة العدوان الإسرائيلي عليه ضماناً لمستقبل لبنان وأمنه واستقراره». ووافقت الدول العربية «على ضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي وعدم اعتبار العمل المقاوم عملاً إرهابيا». وفي سياق الحديث عن النتائج، توقعت مصادر في الوفد اللبناني العائد من القمة أن يترجم الدعم العربي للبنان بالتخفيف من أعباء النازحين السوريين إليه بموازاة سعي الأمين العام للأمم المتحدة إلى معالجة ارتفاع عدد النازحين في لبنان والأردن وتركيا إلى أكثر من خمسة ملايين. وتوقفت المصادر عند مضمون كلمة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون وهو يخاطب وجدان العرب وميثاق الجامعة العربية ودعوته إلى لمّ الشمل ووقف الحروب في كل ألوانها وتركيزه على الحلول السياسية لصراعات المنطقة وتقديم «النموذج الحواري» اللبناني وسيلة لهذه الحلول، سائلاً: «من أجل من نتقاتل، ومن أجل ماذا نقتل بعضنا البعض؟ أمن أجل تحرير القدس والأراضي العربية المحتلة؟». وذهب بعضهم في لبنان إلى حد القول إن الرئيس عون تحدث باسم الشعب العربي وضبط إيقاع الكلمة على صورة الواقع المر فاستحق أمام الزعماء العرب لقب «بي الكل». أما التطور الأبرز على هامش القمة فهو اصطحاب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على متن طائرته الملكية إلى الرياض ما يكذّب الادعاءات عن تخلي السعودية عن سعد الحريري. وحرص إعلام تيار المستقبل على تظهير هذه الواقعة من خلال التشديد على أن جناح المودة الملكية السعودية حمله إلى قلب المملكة وفتح أمامه أبواب الديوان الملكي وكان في استقباله ووداعه كبار المسؤولين.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:22 pm
قمة البحر الميت والأوضاع العربية
بكر صدقي
ثمة مسافة شاسعة، تقليدياً، بين هموم العرب ومشكلاتهم من جهة، واهتمامات حكامهم من جهة ثانية. سبق لتقارير التنمية البشرية التي تصدرها منظمة الأمم المتحدة، سنوياً، أن دقت جرس الإنذار، منذ مطلع الألفية الجديدة، بشأن الأوضاع المتردية في البلدان العربية في مختلف المجالات. ثم جاءت موجة ثورات الربيع العربي، منذ أواخر 2010، لتكشف عن عمق المشكلات التي تعاني منها الدول والمجتمعات العربية بكل تعقيداتها. لكن تقاليد العمل السياسي العربي، على المستوى الرسمي، لم تكد تتغير قيد أنملة. وعموماً واجهت الأنظمة العربية تلك الثورات بمقادير متفاوتة من العنف، وبمساعٍ كثيفة لحرفها عن أهدافها، وإغراقها بمشكلات من خارجها، شكلت بمجموعها محاولةً مستميتة لوأد فكرة التغيير. اليوم تواجه الدول العربية تحديات إضافية، ربما كان من الممكن تجنبها، لو اتخذت التفاعلات السياسية مع معطى الثورات مساراً آخر. فإضافة إلى المشكلات المزمنة التي أدى تراكمها إلى تلك الانفجارات الاجتماعية، بات عدد من الدول العربية مهدداً بالتفكك، أو سار بعضها أشواطاً على هذا الطريق. وينذر التوتر المذهبي الشيعي – السني العابر للدول، والمتمفصل مع توتر عربي خليجي – إيراني، بمزيد من الحرائق الاجتماعية والصدامات بين الدول. ولم تكن التدخلات العربية في مواقع الصراع في الوجهة الصحيحة، بل أدت إلى تأجيج تلك الصراعات أكثر وأكثر، مقابل عجز جامعة الدول العربية، ومؤسسة القمة المنبثقة منها، عن فعل شيء لاحتواء تلك الصراعات بما يخدم تطلعات الشعوب العربية، وفي النتيجة الدول العربية. بنظرة إجمالية إلى بؤر الخراب والدمار في المنطقة العربية، كسوريا وليبيا واليمن والعراق، نرى غياباً تاماً لأي دور عربي في تحديد مصائر تلك البلدان، ناهيكم عن أي دور للقوى المتصارعة المحلية نفسها فيها، باستثناء دور الأدوات المنفذة لمصالح قوى إقليمية ودولية. غالباً ما تجتمع الدول الفاعلة، بمظلة الأمم المتحدة أو بغيابها، للتباحث حول الصراعات الدائرة في تلك البلدان، أو لإبرام صفقات فيما بينها لتوزيع «تركة الرجل المريض العربي» في غياب أصحاب العلاقة، وفي غياب أي دور عربي، جماعي أو فردي، والحالة المعيارية هي سوريا. وعلى رغم الانقسامات بين الحكومات العربية، في مواقفها من الثورات والصراعات في الدول العربية، ليست هناك دولة عربية مركزية – أو محور دول – ذات ثقل وازن، سواء في الفضاء العربي أو في المحافل الدولية، يمكن أن تشكل بديلاً عن الدور العربي الجماعي. مصر التي يؤهلها تاريخها وثقلها الديموغرافي للعب هذا الدور، تمر بأسوأ فترة في تاريخها الحديث، في ظل حكم انقلابي نجح نجاحاً باهراً في خراب مصر وتفكيك عراها المجتمعية وتسويد صورتها. المنظومة الخليجية فشلت في ترجمة ثقلها الاقتصادي إلى دور سياسي فاعل على المستوى الإقليمي والدولي. فما الذي كان يمكن أن يتوقعه المرء، والحال العربية على ما هي عليه، من مؤتمر قمة جديد يضاف إلى سجل مثيلاته السابقات؟ ربما كان الجديد الوحيد الذي استحق اهتماماً من قادة الدول هو التغيير الذي حصل في الإدارة الأمريكية مطلع هذا العام، وكيف يمكن التكيف مع السياسات المحتملة للإدارة الجديدة بخصوص منطقتنا؟ لا شيء طبعاً حول كيف يمكن التأثير في تلك السياسات بما يتقاطع مع «مصلحة عربية» غير موجودة أصلاً؟ بل هناك، بدلاً منها، مصالح متضاربة للنخب الحاكمة في مختلف الدول العربية، الأمر الذي يجعل من أي محاولات للتأثير في سياسات الدول العظمى تذهب في اتجاهات متباينة ومتضاربة. لا يمكن أن تكون هناك «مصالح عربية عامة» إلا بوجود دول ذات مؤسسات راسخة، بعيداً عن الشخصنة والنخب الحاكمة إلى الأبد. دول تنبثق من إرادة عامة يمكنها تحديد مصالحها القومية والتوافق بشأنها وفرض احترامها على الدول الأخرى. أما ما هي المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والسياسية التي ينبغي التصدي لها في مختلف الدول العربية قبل أن تجرفها الحرائق، كحال بؤر الصراع القائمة اليوم، فهي غالباً من اختصاص الأجهزة السلطوية في كل دولة على انفراد، «تعالجها» بالطريقة الوحيدة التي تعرفها. فلا مكان لها في المداولات الجماعية بين الحكام، كما لا مكان لها في أي نقاش مجتمعي عام في كل بلد على حدة. يكاد تقليد إصدار «البيان الختامي» يتحول إلى عبء مضجر بلا طائل. فهو غالباً ما يكون نسخاً للبيانات السابقة، مع تحديثات لا بد منها بما يتسق مع بعض المستجدات الطارئة. تخضع صياغة تلك البيانات لمساومات شاقة لتمرير كلمة أو عبارة، أو حذف غيرهما. كل هذا «العمل الشاق» من أجل نشره على وسائل الإعلام، ثم حفظه في الأرشيف، من غير أن يترك أي أثر على سياسات الدول العربية الموقعة عليه. وهكذا استعاد البيان الختامي لقمة البحر الميت أولوية القضية الفلسطينية ومركزيتها، مؤكداً على استمرار تبني القمة لـ«المبادرة العربية» لحل القضية الفلسطينية حلاً سياسياً. واعتبرت القمة أنها أنجزت إنجازاً كبيراً بعدم الخضوع لطلب المندوب الأمريكي المتضمن إجراء تعديلات على نص تلك المبادرة، تطلبها إسرائيل. في حين تركت القمة، عبر بيانها، الصراعات الداخلية في البلدان العربية المتفجرة، لمرجعياتها الدولية المعتمدة، كمرجعية جنيف بالنسبة للموضوع السوري، وما وراءها من إرادات دول فاعلة كروسيا وإيران وتركيا. وإن كان البيان قد تضمن إشارة واضحة للعامل التخريبي الإيراني العابر للإقليم. حتى هذه الإشارة لا تلزم جميع الدول الموقعة على البيان بموقف موحد صارم من التخريب الإيراني، ناهيكم عن الاتفاق على إجراءات رادعة بشأنه. واتخذ قرار بتكليف كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية بنقل «وجهة النظر العربية» من الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وسبل تسويته السلمية وفقاً للمبادرة العربية، إلى الإدارة الأمريكية الجديدة. حقاً لا نعرف على وجه اليقين هل سيتباحث قادة الدول المذكورة مع الرئيس ترامب فعلاً حول هذا الموضوع، أم أن كلاً منهم ستكون لديه همومه الخاصة، في لقاء هو أصلاً للتعارف أكثر من كونه مخصصاً لمباحثات سياسية؟ وهل سيعبرون عن «قلقهم» من احتمال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، على ما وعد دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية؟ أم أنهم سيكتفون بما أشار إليه البيان الختامي للقمة بهذا الخصوص؟ أشارت وسائل الإعلام المواكبة لأعمال القمة إلى أنها كانت مناسبة لترطيب الأجواء بين عدد من القادة العرب الذين باعدت بعض المواقف السياسية والتصريحات الإعلامية فيما بينهم. أي أن «مصالحات» تمت بين متخاصمين، وأخرى لم تتم كحال العلاقة المصرية ـ القطرية التي أكدت أجواء القمة على استمرار التوتر فيها. سواء «تصالح» القادة أو استمروا في «الخصام» فهذا مما يشير إلى مدى الشخصنة في العلاقات بين الدول العربية وغياب التقاليد المؤسسية. وهي انعكاس أمين لشخصنة أجهزة الحكم في كل دولة، الأمر الذي يحتاج وحده إلى ثورة بحالها لصناعة دول. هذا ما كان جزءاً من التوقعات من ثورات الربيع العربي المجهضة إلى الآن. لم تخيب قمة البحر الميت أي توقعات، حالها كحال القمم التي سبقتها. العالم اليوم يمضي نحو تغيرات كبيرة، يغلب عليها الطابع الارتكاسي: من الانفتاح إلى الانغلاق على الذات، ومن المرونة إلى التصلب، ومن تعزيز ثقافة الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان إلى «الحرب على الإرهاب» وكراهية الأجانب والخوف من الإسلام. المنطقة التي تشمل ضمناً معظم الدول العربية، تخضع لإعادة تقاسم مناطق النفوذ فيها بين الدول العظمى، في الطريق إلى إعادة صياغة «نظام أمني إقليمي جديد» وربما يتضمن هذا المسار إعادة رسم لخرائط الدول القائمة. وفي سوريا تجري عملية تغيير ديموغرافي مطرد في عدد من المناطق. في ظل هذه التحديات الجسام، اجتمع حكام الدول العربية في البحر الميت، ونجحوا في إصدار بيان ختامي جديد يضاف إلى أرشيف البيانات الختامية السابقة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأحد 02 أبريل 2017, 5:23 pm
القمة العربية 28: تأكيد على الوفاق وترحيل سؤال الفشل للقاء المقبل
إبراهيم درويش
كان انعقاد القمة العربية في البحر الميت غربي عمان مناسبة لتذكر رواية كتبها الروائي الأردني المعروف مؤنس الرزاز «أحياء في البحر الميت»، وتعتبر من الأعمال الريادية في الرواية العربية وعلمت مرحلة مهمة من حياة الكاتب الذي رحل سريعا عام 2002. وتتحدث في مجملها عن شخصية بطل غائب عن الوعي يستجدي القارئ الانتباه إلى تجربته السياسية الفاشلة. ولا أعتقد أن أيا من الملوك والرؤساء قرأ رواية الرزاز أو عرف بها، مع أنني لا أقطع بهذا إلا أن أيا منهم لم يطلب منا فهم طبيعة الفشل العربي والمأساة التي تعم العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه. وقد كان لافتا اجتماع الزعماء العرب في أدنى نقطة على وجه الأرض وتحدثوا عن «الوفاق» وتفعيل المبادرة العربية للسلام في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلن عن مراحل جديدة من الاستيطان في غور الأردن. وفاق وخلاف وبعيدا عن الرواية، شهودها وشواهدها وأبطالها. فقد تميزت قمة العرب في الأردن بحضور لافت للزعماء العرب وممثلي الهيئات الدولية. وبدأت أعمالها يوم الأربعاء 29 آذار(مارس) 2017 كما انتهت بعد يوم بخطابات وبيان ختامي جاء على كل القضايا التي تعيشها المنطقة العربية من التأكيد على حل الدولتين ومقايضة الأرض بالتطبيع الشامل مع إسرائيل إلى سوريا والعراق واليمن حيث شجب الزعماء العرب التدخل التركي في شمال العراق وطالبوا أنقرة بسحب قواتها من هناك وكذا شجبوا التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية، سوريا واليمن والعراق وأكدوا على حل المسألة اليمنية ضمن ما طرحته المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. ورغم الجو الوفاقي إلا أن القمة لم تخل من مشاهد أثارت انتباه المراقب العربي وذكرته أن القادة العرب لا يتوافقون بالكامل، وتذكروا الخلافات والمماحكات العربية عندما خرج الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والوفد المرافق له من قاعة المؤتمر أثناء إلقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كلمته. وفي زمن غاب فيه «سيرك» القذافي عن القمم العربية تبوأت مواقع التواصل الاجتماعي المكانة حيث راقبت حركات وسكنات المشاركين في الجلسات. والتقطت الكاميرا صورا لزعماء كانوا متعبين فناموا أثناء القاء كلمات زملائهم. ومنهم الرئيس الفلسطيني والجيبوتي واليمني وأمير دولة الكويت. ولاحظ موقع «بازفيد» أن عادة النوم في القمة العربية قديمة وحاضرة في كل القمم السابقة. شبح ترامب وتحظى القمة العربية الأخيرة بأهمية خاصة إذ أنها جاءت في ظل تغير الإدارة الأمريكية ووصول الرئيس دونالد ترامب الذي قلب في 15 شباط (فبراير) معادلة الشرق الأوسط عندما أكد أنه لم يعد يهتم لا بحل الدولتين، الدولة الواحدة أو لا حل، فهو مع ما يتوافق عليه الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في تخل واضح عن مواقف الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه والتزموا بهذه الصيغة مع أن أفعالهم في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ظلت داعمة لإسرائيل. ولا أظهر من تغير المزاج في واشنطن لصالح إسرائيل وجذل اليمين المتطرف فيها من تصريحات نيكي هايلي، مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة التي تحدثت أمام أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة (إيباك) أنها جاهزة لضرب نقاد إسرائيل بكعبها العالي. ورغم تأكيد البيان النهائي على حل الدولتين والقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية في رد على تعهد ترامب أثناء حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إلا أن البيان الختامي لن يغير من واقع الأمر شيئا، فرغم تراجع الحديث عن نقل السفارة أثناء زيارة نتنياهو في شباط (فبراير) إلا أن مصادقة الكونغرس على تعيين ديفيد فريدمان، محامي قضايا الإفلاس والمؤيد المتحمس للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية ستحيي الآمال بتفعيل الملف من جديد. وفي تصريحات لمايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية «أيباك» قال فيها إن بلاده تدرس «بجدية» نقل السفارة إلى القدس. وعليه فتأكيدات القادة العرب شيء وتأثيرهم على القرار الأمريكي شيء آخر. وعلق مراسل صحيفة «واشنطن بوست»(29/3/2017) قائلا: «يأتي اجتماع الجامعة العربية في ظل حالة إحباط في كل أنحاء العالم العربي من عجز القادة الذين قسمتهم السياسة والجغرافيا والطائفة عن حل النزاعات الدموية وتحقيق الاستقرار للاقتصاديات المترنحة وتخفيض نسب البطالة بين الشباب. وتنقسم الدول العربية حول الطريقة لحل ملفات اليمن وسوريا وليبيا. ولخص أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني الحال بالقول «إنه واقع صعب نعيش فيه» و «هناك تحديات عدة تواجهنا، استمرار الاحتلال والأزمة في سوريا وليبيا واليمن والتي أدت لتراجع ثقة الشعوب بقادتهم». ومع كل هذا تقول الصحيفة «من غير المحتمل أن تظهر مبادرة جدية لإنهاء أكثر النزاعات الدموية في المنطقة – الحرب الأهلية السورية. خاصة في ظل انقسام القادة العرب حول بقاء أو خروج بشار الأسد. وقد سمح الإنقسام العربي لكل من روسيا وتركيا وإيران للعب دور كبير في النزاع». وجاء الموقف الأمريكي الأخير على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض الذي دعا إلى القبول «بواقع» وجود الأسد. وجاءت تصريحاته بعد هايلي مندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة وبهذا توضح الموقف الأمريكي ويتسق بالضرورة مع تأكيدات ترامب منذ وصوله للحكم وأن أولوية إدارته هي «سحق» تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا. لكل هذا شاهدنا التصعيد في كل من الموصل والرقة وزيادة أعداد القتلى من المدنيين وكذا في اليمن التي شهدت حملات جوية خلال الشهر الماضي، 41 غارة تعدل ما قامت به إدارة باراك أوباما في كل العام الماضي. غير مرتب ومع أن القمة العربية شهدت لقاء «غير مرتب» بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس السيسي إلا ان الخلافات بين البلدين في الملفين الرئيسين: سوريا واليمن ستظل عائقا أمام تقدم حقيقي في ظل تباين مصري- سعودي فيهما. ففي الوقت الذي تدعم فيه السعودية جهود المعارضة السورية للإطاحة بنظام الأسد تبنت مصر موقفا أقرب للنظام وسط تقارير عن وجود قوات وأسلحة مصرية في سوريا. أما في الملف اليمني فالسعودية غير راضية عن المشاركة المصرية في الحملة التي تقودها الرياض ضد المتمردين الحوثيين. وعلى العموم نجحت القمة في تأكيد مفهوم «الوفاق» رغم غياب العاهل المغربي محمد السادس وولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد. وغابت عن القمة سوريا المعلقة عضويتها منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011. وستبدأ هذا الشهر رحلة الحج إلى واشنطن حيث سيجتمع كل من السيسي والملك عبدالله الثاني ومحمود عباس مع الرئيس ترامب. وكان العاهل الأردني قابل ترامب في الشهر الماضي قبل زيارة نتنياهو وستكون فرصة لهؤلاء الزعماء لنقل وجهات النظر التي دارت في القمة إلى الرئيس الأمريكي الذي بدأت ملامح سياسته الخارجية تظهر من خلال ما يقول محللون دعم الحلفاء التقليديين لمواجهة الخطر الإيراني. ويشيرون لليمن وسماحه ببيع السلاح مقاتلات أف-16 للبحرين رغم معارضة منظمات حقوق الإنسان. وفي مقال كتبه أنتوني كوردسمان من معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية حدد فيه ملامح الخطر الإيراني «توسيع النفوذ في العراق وسوريا واليمن والتأثير على الشيعة في دول الخليج واليمن وتسعى لتهديد الملاحة الدولية في باب المندب وتطوير قدراتها الصاروخية» ومن هنا فاحتواء التأثير الإيراني يحتاج كما يقول كوردسمان إلى استراتيجية طويلة الأمد خاصة أن تحديات الولايات المتحدة لا تنبع فقط من إيران وحدها بل وروسيا. المبادرة العربية لتفعيل السلام والمهم في القمة أنها لم تتخل عن مسار القمم الأخرى من ناحية تأكيد الالتزام بالقضية الفلسطينية أيا كانت طبيعته وشكله. ومن هنا جاء طرح المبادرة العربية كرد كما يقول غسان الخطيب المحاضر في العلوم السياسية في جامعة بيرزيت على دعوة نتنياهو من أن السلام مع الفلسطينيين يتطلب مبادرة إقليمية أوسع. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عنه قوله إن نتنياهو «يعتقد أن إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية المعتدلة ستجعل من تحقيق السلام مع الفلسطينيين أسهل». وقال إن تأكيد الدول العربية التزامها بالسلام هي رسالة موجهة لترامب أيضا الذي تحدث عن توسيع دائرة المشاركين في العملية السلمية، خاصة الدول العربية مثل السعودية ومصر. ويرى إفرايم إنبار، من مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان في تصريحات لـ «واشنطن بوست» ان «الدول العربية مستعدة لمناقشة الخطة فهناك شيء يمكن الحديث حوله». مضيفا «حتى هذا الوقت ظلت المبادرة السعودية أمرا تقبله أو ترفضه، ولم تكن إسرائيل مستعدة لنقاشها» و «نتنياهو مستعد لنقاشها حال عبر السعوديون عن الجلوس على الطاولة». ومشكلة العرب مع القضية الفلسطينية وعندما يكونون محاورين مع الأمريكيين تظل متعلقة بالمصداقية والمشاكل الداخلية التي تعاني كل دولة منها. ففي مواجهة السياسة الأمريكية يضطر الطرف العربي أيا كان لحماية مصالحه المهددة عوضا عن البحث عن وسائل للدفاع عن القضية الفلسطينية. وعبر المؤرخ الفلسطيني رشيد الخالدي في كتابه «عرابو الخداع» عن هذه المسألة وكيف توقفت الإدارات الأمريكية منذ هاري ترومان عن التعامل مع «وديعة» أيزنهاور والتي كانت ثمرة لقائه مع الملك عبد العزيز بن سعود. وطلب الأخير من محاوره الأمريكي أن يكون للعرب رأي فيما يجري للعرب الفلسطينيين وقضيتهم. إلا أن ترومان تجاوز العهد لأسباب تتعلق بالسياسة المحلية وتأثير اللوبي المؤيد لإسرائيل واشكاليات الشرعية التي يعاني منها الحكام العرب وضعف مواقفهم عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية علاوة عن خلافاتهم المستمرة. ومن هنا ورغم الجو التوافقي الذي تم قياسه بعدد الحاضرين فالقمة الـ28 للجامعة العربية لم تختلف في رمزيتها ونبرتها عن القمم الأخرى. فالخلافات العربية- العربية لا تزال قائمة وفقد الشارع العربي الأمل بقدرة زعمائهم على «رأب» الصدع و«التعاون» وتحقيق «الحل العادل» للفلسطينيين. وهي كلمات فقدت معناها وسط حمام الدم الدائر في سوريا واليمن والعراق وليبيا وتغول الجرافة الإسرائيلية التي تأكل يوميا أراضي دولة الفلسطينيين. ولا يبقى إلا البحر الميت الذي لا تحتمل ملوحته الأسماك ولا يغرق فيه أحد إلا نادرا.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الإثنين 03 أبريل 2017, 10:00 am
دبلوماسي مصري سابق يحذّر من توجه لتصفية القضية الفلسطينية
القاهرة ـ الأحد 02 إبريل 2017
حذّر الديبلوماسي المصري السابق السفير عبد الله الأشعل من مخرجات القمة العربية الأخيرة في البحر الميت بالاردن، التي قال بأنها "بلورت رؤية أمريكية إسرائيلية تقوم على أمرين: الأول هو الاحتشاد العربى ضد إيران، والثاني هو دعم إسرائيل وإعانتها لتصفية القضية الفلسطينية".
وأضاف الأشعل في حديث مع "قدس برس": "إن المقصود بتصفية القضية الفلسطينية، هو التوحش فى التهويد والبحث عن وطن بديل والاستيلاء على كل فلسطين والقدس بعد أن اشتركت بعض الدول العربية في تعميق هذا المسار".
وأوضح أنه وضمن هذا التمشي "صارت إيران عدواً شيعياً للعالم الإسلامي السني، بل صارت الجيوش عندهم ايضا سنية وشيعية، وبالطبع فإن الجيش الإسرائيلي صار سنيا لكنه يفترق عن الجيوش العربية في أنه يعمل بتعليمات حكومة شرعية نذرت نفسها لإبادة العرب كما يتعاون مع داعش وأخواتها ممن يقطعون أوصال العالم العربي حتى تتمكن إسرائيل من هدم المسجد الأقصى وهم فى نفس الوقت يتقربون إلى الله بالعمليات الانتحارية ضد الأبرياء فى سورية والعراق ومصر وغيرها ."
وأشار الأشعل إلى أن حديث القادة العرب عن أن "القضية الفلسطينية مازالت قضية العرب الأولى ليس لتحريرها أو انقاذها وإنما لتركيز الجهد العربى عليها لتسليمها لإسرائيل".
وحذر الأشعل من مؤامرة كبرى تستهدف القضية الفلسطينية، وقال:" أريد أن أحذّر الشعوب العربية التي يجب أن يتكاتف المثقفون والوطنيون فيها للتصدي لما أعتقد أنه مؤامرة كبرى لتغول المشروع الصهيوني من خلال أنصاره العرب، فإسرائيل ومشروعها سرطان ومن يتصهين يصبح من الطفيليات لهذا السرطان ولابد من الجسد العربي من أن ينتج الأجسام المضادة التي تدافع عن وجوده"..
وأضاف: "القمة العربية لم تقدم شيئاً في القضية الفلسطينية أو ضد إسرائيل وإنما عززت القلق مما هو قادم في مرحلة ما بعد القمة".
ورأى الأشعل أنه "لو كان الحكام العرب صادقين في خطبهم غير مصابين بانفصام الشخصية لاتخذوا خطوات عملية لدعم المقاومة بدلاً من التآمر عليها وتعزيز قدراتها بدلا من أن يلعنوا إيران ولاتخذوا قرارات عملية لإنقاذ غزة من الحصار ووقف همجية إسرائيل ضد الأقصى وضد الشباب الفلسطيني الأعزل".
وأضاف: "لو كانوا صادقين فيما قالوا أنه حل الدولتين لاتخذوا اجراءات للمحافظة على الأراضي الفلسطينية التي ستكون أرضاً للدولة الأخرى، ولكنهم فيما يبدو يساعدون إسرائيل على تصفية القضية وتمكين المشروع الصهيوني من تحقيق غايته ولذلك تتسع الهوة بينهم وبين شعوبهم كما تزداد الولايات المتحدة وإسرائيل ازدراء لهم، فهانوا على أنفسهم وعلى شعوبهم وعلى جلاديهم"، على حد تعبيره.
وكانت الدورة 28 للقمة العربية التي انعقدت الاسبوع الماضي في منطقة البحر الميت بالاردن، قد أكدت استمرار العرب في العمل على إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية ـ إسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي، وتسير وفق جدول زمني محدد لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية والذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.
وينتظر الفلسطينيون ومعهم العرب أن تفصح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رؤيتها تجاه القضية الفلسطينية ومجمل القضايا العربية الأخرى.
ومن المنتظر أن يزور عدد من القادة العرب العاصمة الأمريكية واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب، ومنهم الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: قمة عمان - القمة العربية 28 الأربعاء 05 أبريل 2017, 5:48 am
ما الذي يحمله القادة العرب من قمة عمان إلى قمة واشنطن؟
شهاب المكاحلة - نيويورك
عقب انتهاء قمة عمان واستعادة القضية الفلسطينية أهميتها على الساحة السياسية العربية بعد أن همشت لسنوات إثر ما سمي بـ"الربيع العربي"، يبدو أن ما يحمله القادة العرب إلى واشنطن هو رسالة من ثلاثة محاور. فالمحور الأول هو المحور السياسي، والذي سيتحدث به جلالة الملك عبدالله الثاني مع الإدارة الأميركية، فيما يتعلق بحل القضايا العالقة في منطقة الشرق الأوسط. تلك القضايا غدت أساساً لحالة عدم الاستقرار وبؤرة للتطرف، بما فيها القضية الفلسطينية التي كلما طال عليها الزمن ولم يتم حلها وفق خطة السلام العربية التي اقترحت في مؤتمر بيروت 2002 وفق مبدأ الأرض مقابل السلام العادل والشامل مع إسرائيل، فإنها ستبقى ذريعة لكل من يريد التطرف ما يهدد السلم والتعايش بين الشعوب. الأردن اليوم يقود الجامعة العربية لمدة عام وسيقوم بكل ما يستطيع من أجل وضع القضية الفلسطينية على الساحة الدولية من جديد مع التأكيد على المواقف العربية الثابتة تجاه الحل العادل والدائم والشامل للصراع العربي الإسرائيلي وفق قرارات مجلس الأمن الدولي 242 و 338. أما المحور الثاني، فهو الإرهاب كتهديد عالمي حيث يحمل القادة العرب وخصوصاً الملك عبدالله والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في جعبتهم الكثير نظراً لما تعانيه المنطقة من عمليات إرهابية باتت اليوم تطال الجميع. أما المحور الثالث فهو المتعلق بقضايا مصيرية منها الأزمة السورية والعراقية والليبية واليمنية التي أثرت على المنطقة بشكل سلبي. فزيارة ثلاثة قادة عرب مباشرة عقب انتهاء أعمال القمة العربية التي عقدت في البحر الميت في 29 من آذار (مارس) تعني أنهم قد حصلوا على الضوء الأخضر من الرؤساء والملوك والزعماء العرب في مهمة اقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته بوجهة النظر العربية فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي ومسألة حل الدولتين وقضية القدس حسبما يرجحه مركز الدراسات الجيوستراتيجية. إذ إنه من المعروف أن الملك عبدالله هو من أكثر القادة العرب دعماً للقضية الفلسطينية وأنه أول من تحرك حين همّت إدارة ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس حيث تمكن من إقناع تلك الإدارة بأن هذا الأمر له عواقب وخيمة على المنطقة وعلى المصالح الأميركية. ونظراً لأن الملك عبدالله الثاني سيرأس القمة العربية لسنة قبل أن تعقد القمة القادمة في الرياض بعد اعتذار دولة الإمارات العربية المتحدة عن استضافتها، فإننا نرى من خطاب جلالته في افتتاح القمة أو في جلستها الختامية أنه يحاول التوصل إلى حلول تاريخية لتحديات جسام تواجه الأمة العربية ما يجنبها أي تدخلات خارجية. الأولوية الأولى للملك عبدالله هي الإرهاب الذي يهدد الدول العربية مثلما يهدد غيرها من الدول بل إن الدول العربية والاسلامية هي المهددة بهذا الداء أكثر من غيرها. وسيحاول جلالته أن يدفع من خلال نهج شمولي لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي لا يهدد بلداً واحداً بعينه بل إنه يتربض بكل الدول. ويرى "مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية" أن من ضمن أولويات الملك عبدالله كقائد لمسيرة القمة أن يتوصل والإدارة الأميركية إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى حل عادل وشامل. وهناك قضايا مثل الوضع السوري والعراقي والليبي واليمني والتي باتت تشكل كابوساً لكل عربي مع التأكيد على وحدة الدول العربية. ويعد ملف اللاجئين من أكثر الملفات المعقدة التي تشكل ضغطاً كبيراً على دول الجوار السوري ومنها الأردن ولبنان. كل هذه الملفات ستكون في حقيبة جلالة الملك في زيارته لواشنطن. ولعل أولويات السيسي في واشنطن ستؤكد ما يسعى الملك عبدالله والرئيس عباس للتوصل اليه مع الإدارة الأميركية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. فزيارة الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس رسالة موحدة عربياً للإدارة الأميركية بأن القضية المركزية هي قضية فلسطين رغم انشغال الدول العربية بقضايا أخرى منها الإرهاب والمشاكل الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها دول المنطقة جراء الصراع في كل من سورية والعراق واليمن وليبيا. فقد أشارت صحيفة الـ"واشنطن بوست" إلى أن الاتفاق بين القادة العرب وتلك الزيارة في الأسبوع الأول من شهر نيسان (أبريل) للبيت الابيض تأتي بعد أسابيع من تراجع إدارة ترامب عن التزام أميركي منذ عقود بإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف حين قال إنه مع أي حل مناسب للفلسطينيين والإسرائيليين. وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن زيارة القادة العرب إلى واشنطن تشكل مسعى لتجديد الانتباه بشأن الصراع الذي طغت عليه ما تعرف بثورات "الربيع العربي" في 2011، والحروب التي تبعتها في عدد من الدول. كلنا نعلم اليوم أن للأردن الفضل في عودة القضية الفلسطينية إلى طاولة البحث بين العرب وواشنطن مع تزايد آمال الشعوب العربية في أن تغير الولايات المتحدة سياستها التي انتهجتها في الماضي في ظل انسحاب واشنطن غير المبرر من المنطقة أو تقليل نفوذها وتركها فراغاً كبيراً لم يستطع أن يملأه أحد. فقمة عمان التي سميت قمة "الوفاق والاتفاق" احتوت الخلافات العربية البينية بلقاء خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ولقاء الملك سلمان مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. كل ذلك عكس تحسناً في العلاقات بين دول لها أهمية محورية في قضايا المنطقة: السعودية والعراق ومصر. كما أنها قمة توجت بالوساطة لإنهاء الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الدول العربية المحورية لأنها ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين تلك الدول ما يسهل على القادة العرب في زيارتهم إلى واشنطن طرح قضاياهم بقوة.