عدد المساهمات : 75848 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: طارق أيوب.. 14 عاماً على رحيل شهيد الحقيقة الإثنين 10 أبريل 2017, 9:40 pm
طارق أيوب.. 14 عاماً على رحيل شهيد الحقيقة (بورتريه) التاريخ:9/4/2017
عمّان ـــ خاص
من بوابة الاقتصاد انطلق وفي الصحافة السياسية عمل كمقاتل شرس يعلم أنه اختار "مهنة المتاعب"، فكان ناقلا لمتاعب وأوجاع الآخرين بخوذته الصحفية التي لم تشفع له أمام آلة الحرب الأمريكية.
كان بإمكانه أن يصبح رجل أعمال ويسخر إمارته الصحافية في خدمة التجارة، يستفيد من معلومات هذا ويبتز ذاك، ويحترف العلاقات العامة، لكنه كان خلاف ذلك، حيث جعل الصحافة الاقتصادية مقاتلة، هكذا يصفه المقربون منه.
14 عاماً مرت على سقوط بغداد ورحيل رجل ترك فراشه الدافئ في عمان ليغطي أخبار عاصمة الرشيد عن قرب، فدفع حياته ثمناً للحقيقة التي لم ترغب ماكينة الإدارة الأمريكية أن تكشفها.
هو طارق نعيم خليل أيوب المولود عام 1967 في الكويت لعائلة نزحت من الضفة الغربية التي كانت تخضع للسيطرة الأردنية قبل النكسة التي أجبرت العائلة على ترك بيتها في سلفيت وسط الضفة.
درس أيوب المرحلة الابتدائية والثانوية في الكويت، وانتقل بعد ذلك لدراسة الآداب في جامعة كاليكوت في الهند عام 1990، وانتقل بعد ذلك إلى الأردن عام 1993، حيث حصل على ماجستير في اللغة الإنجليزية ودبلوم صحافة، وانتقل للعمل الميداني في عدة محطات إعلامية.
وشق أيوب طريقه الصحفي عبر صفحات صحيفة جوردان تايمز الناطقة بالإنجليزية، وعمل مراسلاً لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية لينضم إلى قناة الجزيرة عام 1998، وبرع في نسج العديد من التقارير التي بدأت اقتصادية قبل أن يتحول بفعل كفاءته العالية إلى الجانب السياسي منها ويبرز كواحد من أهم المراسلين في المملكة.
مثل عام 2003 كابوساً لعائة أيوب الصغيرة المكونة من زوجته النائب الحالي في البرلمان الأردني الدكتورة ديمة طهبوب وابنته الوحيدة فاطمة، حيث لم يكد يمر عاماً واحداً حتى اضطر أيوب لترك طفلته الرضيعة لأداء واجبه المهني في نقل الحقيقة في بغداد التي كانت تتعرض لقصف أمريكي غير مسبوق وتحشيد عال المستوى وفقاً لنظرية الرئيس الأمريكي جورش بوش "إما أن تكونوا معنا أو ضدنا".
جعلت هذه الرواية التي تبناها بوش أي وسيلة إعلامية لا تتبنى الرواية الأمريكية في الطرف الآخر الذي قد تصله النيران الأمريكية دون مراعاة لحرمة المهنة وأدبياتها، وفي ظهر 8 نيسان عام 2003 كانت الطائرات الأمريكية تقصف المبنى الذي يتواجد فيه فريق الجزيرة ما أدى إلى استشهاده وإصابة عدد من زملائه.
رحل طارق أيوب بعد أن حفر اسمه كواحد من عشرات الصحفيين الذين قضوا في سبيل الحقيقة وكشف زيف الطغاة، وظل وفياً لآخر يوم في حياته لرسالته الإعلامية التي تركت أثراً في كل من عرفه عن قرب.
نعاه رفيقه في العمل ياسر أبو هلالة فقال عنه "يتقدم حيث لا يجرؤ الآخرون. لا ينتظر-إلا من الله- أجراً، وهو في النهاية باع نفسه وشعاره أنا بعت والله اشترى".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75848 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: طارق أيوب.. 14 عاماً على رحيل شهيد الحقيقة الأربعاء 13 مايو 2020, 4:36 pm
طارق أيوب تاريخ و مكان الميلاد: 1968 - الكويت المهنة: مراسل قناة الجزيرة الوفاة: 8 أبريل 2003 الدولة: الأردن
صحفي أردني من أصل فلسطيني، بدأ حياته المهنية مع صحيفة جوردان نيوز قبل أن يلتحق بقناة الجزيرة. توجه إلى العراق إبان الغزو الأميركي لتغطية الأحداث عام 2003، فاستشهد في قصف على مكتب الجزيرة من طائرات قوات الغزو، وجرح زميله المصور زهير العراقي.
المولد والنشأة ولد طارق نعيم خليل أيوب عام 1968 في الكويت لأسرة أردنية الجنسية فلسطينية الأصل من قرية ياسوف في منطقة سلفيت وسط الضفة الغربية.
تزوج من كريمة نقيب الأطباء الأردني السابق طارق طهبوب، ورزق منها بطفلتين توأم، توفيت إحداهما وبقيت الثانية واسمها فاطمة.
الدراسة والتكوين درس طارق أيوب بالكويت ونال منها شهادته الثانوية، ثم انتقل بعد ذلك إلى الهند حيث درس الآداب وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة كاليكوت عام 1990. كما حصل على ماجستير في اللغة الإنجليزية ودبلوم في الصحافة.
التجربة الإعلامية انتقل طار أيوب بعد إكمال دراسته إلى الأردن حيث عمل في قطاع الصحافة والإعلام سنوات طويلة، ومكنته جديته وخبرته الطويلة من أن يصبح شخصية إعلامية معروفة. وقد بدأ حياته الصحفية بالعمل في صحيفة "جوردان تايمز"، وهي صحيفة يومية أردنية باللغة الإنجليزية.
عمل كذلك من خلال موقعه بالأردن مع وكالة WTN وهي وكالة أنباء مصورة مقرها باريس، كما اشتغل أيضا منتجا ومراسلا من عمان لوكالة أسوشيتد برس APTN، ثم انضم إلى قناة الجزيرة عام 1998.
اتسم طارق بالعصامية والاعتماد على الذات والجرأة والصراحة، وكانت تلك ميزات صاحبته منذ طفولته وشهد له بها كل زملائه الذين عرفوه واقتربوا منه.
الوفاة استشهد طارق أيوب يوم 8 أبريل/نيسان 2003 في قصف صاروخي أميركي استهدف مكتب الجزيرة في بغداد.
تسبب القصف كذلك في جرح زميله المصور زهير العراقي حيث كانا مع زملائهما في تغطية لعمليات القصف الصباحية على العاصمة العراقية بغداد من سطح مبنى المكتب.
ذكرى طارق أيوب.. عودة إلى فلسطين حيث الشهادة نمط حياة
بكائية تأخرت قليلاً؛ لأننا في زمن عربي مهيأ لنا في كل وقت البكاء على أرض تُحتل! أو جنرال يخون قائده في ساحة الحرب! أو سياسي يمتهن الكذب والشعوذة!
داهمتنا الفجيعة، وشغلنا وقوع بغداد -عاصمة حكمت العالم ستمائة عام- تحت الاحتلال الأمريكي. هذا البورتريه محاولة لاستعادة لحظة جرفتها الكارثة، محاولة للامساك بأردية شهيد اصطُفَي ليكون في فندق فلسطين، ربما رغماً عنه، فلا احد -كما يقول العلماء- يختار أن يكون شهيداً إذا رغب، هناك اصطفاء إلهي!
حكاية طارق أيوب هي حكاية كل لاجئ في الشتات، يُولد في عاصمة عربية ليموت في تلك العاصمة او عاصمة أخرى؛ فهو ولد واستشهد في عاصمتين لم تلتقيا أبداً: الكويت وبغداد، وهي قصة معادة لحكاية استشهاد فيصل الحسيني الذي ولد ومات في العاصمتين، ولكن على عكس طارق أيوب.
التقيته مرتين، الأولى: بوجود الزميل فؤاد حسين مندوب فضائية "المنار" في بغداد، والثانية في مكتب الزميل عاطف الجولاني رئيس تحرير "السبيل"، وفي المرتين كانت تداعيات انتفاضة الأقصى حاضرة، فعلى ما أذكر تعرض طارق أيوب في تلك الفترة إلى الاعتقال بعد أن انفرد في بث صور للمهرجان الذي كانت تزمع الحركة الإسلامية إقامته على ملعب المحطة دون موافقة الحكومة، وفشل المهرجان، وتحولت المنطقة إلى ساحة كر وفر بين الأجهزة الأمنية والجموع التي جاءت لحضور التجمع الكبير.
أحسبه، حين التقينا، كان ودوداً وبسيطاً ومجاملاً، بضع كلمات تبادلناها، ووعدته أن أقدم له نسخة من كتابي "الهولوكوست الفلسطيني"، وهو وعد على ما أذكر أخلفته دون نية سوء، ودون أن اقصد.
كما قال والده ووالد زوجته وأم فاطمة: المسألة ليست طارق أيوب، هو مضى يرفل بأردية الكبرياء، يعبق بفيض من الياسمين والعنبر، إنها أكبر من ذلك! إنها مأساة أمة يعاد تأهيلها للتقسيم! ثم لنزع ثوبها، ووضع تاريخها ودينها وتراثها على رف النسيان، ليدفن تحت غبار الإهمال!
ثمة كثيرون سقطوا على أرض فلسطين، وعلى أبواب بغداد والبصرة وكربلاء، لا أحد يعرف أسماءهم، ولم يجدوا حتى من يَرْثيهم، ولكن طارقاً ينتمي إلى أسرة إعلامية صوتها عال؛ لذلك عرف الجميع حجم الدمار وكمية الدم التي أراقها القتلة في واشنطن ولندن، وثمة شهداء كان موتهم تراجيديًّا لا يمكن لأي خيال أن يحيط به.
ما نقله طارق أيوب عبر صوته وصورته من تفاصيل للمعركة في العراق، بدا وكأنه تكرار لمشهد سبق لنا أن شاهدناه في فلسطين، فإذا كانت اللحظة لا تتكرر مرتين أبدًا، فإن الأحداث في التاريخ كثيراً ما تَستنسخ بعضها بعضًا، وتتوالد مثل الخلايا المتوحشة (السرطانية).
وفي فلسطين والعراق كان المشهد واحداً، والضحية واحدة: عربي! والقاتل واحداً: الصهاينة في «تل أبيب» وفي البيت الأبيض.
كان يجب أن يغيب طارق أيوب وزملاؤه من وسائل الإعلام الأخرى حتى لا يكون هناك شهود على الجريمة!
نعود مع طارق أيوب إلى المربع الأول من تاريخ صراعنا مع العدو: إلى فلسطين حيث الشهادة نمط حياة!