مساحتها لا تتعدى نصف كيلو متر مربع وعدد سكانها 800
قصة «الفاتيكان» من مدينة إلى دولة:
لا يوجد بها أطفال ولا فضائيات ويحميها 100 رجل
لدولة الفاتيكان وضع خاص ليس له مثيل بالعالم، حولها من مجرد مدينة تشبه معظم دول أوروبا، إلى دولة مستقلة مُعترف بها دولياً، ويأتي هذا التميز من تاريخ نشأة الدولة في 11 فبراير 1929، بناء على معاهدة «لاتران»، وهو ما سمح لها فيما بعد بوجود سفراء لها في كل دول العالم، يطلق على كل منهم اسم «قاصد رسولي».
المثير في الأمر أن «الديكتاتور الإيطالي موسوليني، كان أول من منح الفاتيكان السيادة الكاملة على أراضيها، بعد اجتماع بين الحكومة الإيطالية، ومسؤولين من الفاتيكان، انتهى إلى توقيع معاهدة أساسية بين الفريقين، ووقع عليها حينها الكاردينال جاسباري، ناظر خارجية الكرسي الرسولي ممثلاً للبابا بيوس الحادي عشر، وبنيتو موسوليني، ممثلاً عن الدولة الإيطالية، وهو ما أطلق عليها معاهدة (لاتران) استنادًا إلى قصر (لاتران) الذي عقدت بين جدارنه المعاهدة»، حسب ما ذكر في صحيفة «الحياة» اللندنية.
ويشير كتاب «التاريخ المُعاصر: أوروبا من الثورة الفرنسية إلى الحرب العالمية الثانية» إلى أن «توقيع المعاهدة جاء لحل الخلاف قائم منذ 1870بين البابا والدولة الإيطالية، بعد توحيد إيطاليا، وتحويل روما عاصمة لها، بعد أن كانت عاصمة البابوية، أي أن إيطاليا ألغت دولة البابا، وظل الخلاف قامئًا إلى أن أدرك (موسوليني) أن الشعب الإيطالي شعب مؤمن يكن احترامًا كبيرًا للبابا، فوقع معه اتفاقية (لاتران)».
ونصت المعاهدة على 6 بنود، هي «الاعتراف المتبادل بين الطرفين (إيطاليا والبابا)، إنشاء دولة الفاتيكان في إحدى ضواحي روما تحت سيادة البابا، تبادل العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين على مستوى السفراء، تعويض البابا عن ممتلكاته التي خسرها خلال التوحيد، الاعتراف بالمذهب الكاثوليكي مذهباً رئيسياً في إيطاليا، وإدخال البرنامج الديني في منهاج التعليم الإيطالي»، حسب الكتاب نفسه.
تقع الفاتيكان شمال غرب روما، وتعد مقرًا للكنيسة الكاثوليكية التي تقع في قلب روما، ومساحتها لا تتعدى نصف كيلو متر مربع، لتكون بذلك أصغر دولة في العالم من حيث المساحة، وعدد السكان البالغ عددهم 800 نسمة فقط، طبقًا لصحيفة «الأهرام».
وبما أنها دولة فلها جنسية ولكن الحصول عليها ليس بالأمر اليسير، فلتحصل على جنسيتها ينبغي عليك إجتياز الكثير من الإختبارات، حيث يستخدمون الكثير من اللغات الموجودة بالعالم فعلى سبيل المثال اللاتينية والإيطالية والإنجليزية، وحبسما رصدت صحيفة الأهرام: «أن الأفراد يحملون الجنسية أثناء العمل بالفاتيكان وعند التقاعد يتخلون عن الجنسية الفاتيكانية ويحصلون على الجنسية الإيطالية بطريقة آلية».
أما عن إقتصاد الفاتيكان فإنها «تتمتع بإقتصاد غير تجاري مدعوم من قبل، التبرعات المالية التي يدفعها الكاثوليك من كل أنحاء العالم، مع العلم بأن العمال والموظفين يتقاضون أجور، تفوق أجور نظراءهم في روما».
قامت منظمة اليونسكو عام 1984م بإدراج الفاتيكان على قائمة التراث العالمي، حيث تضم الفاتيكان العديد من المعالم الدينية والتاريخية ترصد «الأهرام» أبرز هذه المعالم وهى: «ساحة القديس بطرس وهى مكان إستقبال الزائرين عند دخول الفاتيكان، ويحيط بالساحة 248 عموداً مشكلين أربعة صفوف على قممها 140 تمثالاً للقديسين؛ وكاتدرائية القديس بطرس وهي تُعد أهم مكان لتعليم الدين المسيحي، وتضم العديد من التحف الفنية من عمارة ولوحات زيتية وتماثيل؛ ومجموعة متاحف الفاتيكان وهو مجمع يحتوي على أربعة متاحف، كل منها تضم مجموعة مختلفة من الفنون واللوحات والتماثيل والزجاج، وكنيسة السيستين فهى أكبر كنيسة في العصر البابوي قهى المقر الرسمي للبابا في الفاتيكان وتشتهر بمعمارها الفريد».
وذكرت المرسال أنه من أهم المعالم السياحية الموجودة بالفاتيكان هى نافورة تريفي، من أجمل النوافير على مستوى العالم، فتبهر السياح بمنظرها الرائع والجذاب».
الفاتيكان دولة لا يوجد بها أطفال لأن سكانها من الرهبان والراهبات، وهذا بالطبع يُفسر قله عدد السكان؛ ومن الغريب أيضاً أن الفاتيكان لا يوجد لديها مطار خاص، ولا قوات بحرية ولا جوية، ولكن يوجد لديها أصغر وأقدم جيش نظامي في العالم، ويُعرف بالحرس السويسري وهو حوالي 100 رجل وهو مسئول عن مهام الدفاع الداخلي، أما الدفاع الخارجي فهو مهمة الدولة الإيطالية؛ ويتواجد بالفاتيكان قسم شرطة واحد فقط يضم 10 أفراد وهو مسئول عن تأمين الممتلكات العامة وتنظيم حركة المرور ومعاقبة المذنبين الذين لا تخرج جرائمهم عن مُضايقة السياح؛ ولا وجود لحكم الإعدام بالفاتيكان لعدم وجود شخص قادر على تنفيذ تللك العقوبة؛ ولا يوجد بها قنوات فضائية رسمية تابعه للدولة ولا خاصة ولا محطات راديو ويتم إلقاء الخطابات وعقد الإجتماعات وإعلان القرارات وتنفيذ العقوبات داخل الكنيسة.