محللون: قرارات الـ "يونسكو" ظاهرها انتصار وعلى الأرض تهويد وارتهان
لا شكّ أن أي قرار دوليّ لصالح الشعب الفلسطيني هو بمثابة انتصار له دوليًا، لكن على أرض الواقع يمضي الاحتلال الإسرائيلي في عملياته الإحلالية التهويدية وإجراءاته القمعية بحق مدينة القدس والفلسطينيين.فقد صوتت أمس الثلاثاء، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" بأغلبية 22 صوتًا لصالح قرار نفي السيادة الإسرائيلية على القدس، واعتبارها مدينة محتلة، مقابل معارضة 10 دول، في حين امتنعت 22 عن التصويت، وتغيّب مندوبو 3 دول أخرى عن الجلسة.
ولاقى القرار ترحيبًا على المستوى الفلسطيني، إلا أن البعض رأى في القرار تسويق للوهم وامتصاص لغضب الفلسطينيين ومناصريهم عربيا واسلاميا.
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر هدمي، رأى بأن القرار لا يشكّل أكثر من كونه رمزيًا فقط، "هدفه صناعة النصر الموهوم للأمتين العربية والإسلامية وتخديرها لمزيد من الوقت".
وقال هدمي في حديث لـ "قدس برس"، إن القرار "يرمي لأن تبقى المؤسسات الدولية متنفّس للدول العربية والإسلامية ولا تكفر بها، ولا تخرج عن إطار الدبلوماسية الدولية التي كانت متواطئة ومتخاذلة مع الاحتلال".
وأضاف، "القرار يوهم الأمتين العربية والإسلامية بالنصر، في الوقت الذي يمضي فيه الاحتلال في إجراءاته على أرض الواقع من عمليات التهويد ومصادرة الأراضي، واستمرار البناء الاستيطاني".
وأوضح المسؤول المقدسي، أن القرار "لا يستطيع أن يوقف ممارسات وانتهاكات الاحتلال في المدينة، ولا يستطيع أن يُنصف المقدسيين بأي شكل من الأشكال".
ورأى أن ما حدث في اليونيسكو أمس "يشكل خطورة وضوءًا أحمرَ ينبّئ بأننا لا زلنا في الطريق الخاطئ"، مبينًا أن هذه القرارات ستصبح منصفة لنا، عندما يتم وقف ممارسات الاحتلال وانتهاكاته ضد شعبنا".
وأفاد بأن الاحتلال "سيشارك في دعم النصر الموهوم الذي فرضه الواقع؛ وهو انتصارنا كفلسطينيين وكأمة عربية في أننا جرّمنا الاحتلال في هذا الجانب، وسيضخّم الموضوع لإشعارنا بالنشوة ودخولنا في غيبوبة النصر، لاستكمال العمليات التهويدية في القدس".
وتابع: "أما الانتصار بالنسبة للاحتلال يكمن في الجهود الدبلوماسية التي مارسها بنيامين نتنياهو وسفيرهم في اليونيسكو، ليحققا في النهاية نتيجة إيجابية وهي امتناع 22 عضوًا عن التصويت، بخلاف المعارضين".
إلا أنه رأى بالقرار بصيص أمل من كونه "يُثبت أن حق الفلسطينيين والمقدسيين في القدس ثابت وأصيل".
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي، محمد جاد الله، أن "أي شيء نحصل من خلاله على اعتراف دولي، فهو بالتأكيد لصالحنا، وسنجد ذلك من خلال الأثر الذي تخلّفه تلك القرارات على الاحتلال الذي يروّج لروايته، وهذا الجانب الإيجابي للموضوع".
وأكد جاد الله أن "قصورًا فاضحًا وصارخًا يتعلق بالعمل الدبلوماسي الفلسطيني الرسمي، قد تبيّن في هذا القرار، من خلال الدول المعارضة والممتنعة عن التصويت".
وأضاف: التقصير على المستوى الرسمي الدبلوماسي والمجتمعي الأهلي في علاقاتنا مع العالم، جعل من بعض الدول التي كنا نعتقد بأنها قريبة منا وتعترف بحقوقنا تمتنع عن التصويت".
ولفت النظر في حديث لـ "قدس برس" إلى أن ذلك يعني "تقدّم الرواية الإسرائيلية وتراجع الرواية الفلسطينية، وهذا خطير".
واستطرد: "إسرائيل دائمًا تضرب هذه القرارات بعرض الحائط، وهي لا تتوقف عما تقوم به من أسرلة وتهويد وتهجير وإقصاء وتزييف، رغم أن كل العالم يعلمون أنه لا يوجد ذرة تراب في القدس لها علاقة باليهود واليهودية".
وأشار إلى أن عدم العثور على "آثار أو قطع أثرية" تدعم رواية الاحتلال، يعني "أن الرواية الإسرائيلية باطلة ومزيّفة ولا حقيقة لها، وكل ما يتحدثون به عن علاقتهم بالقدس ما هي إلا أوهام وأساطير".
وجدد التأكيد على أن معارضة 10 دول وامتناع 22 عن التصويت "خسارة خالصة للشعب الفلسطيني، ودليل على أننا بدأنا بفقدان بعض المواقع، بسبب بعض المندوبين والسفراء، بسبب عدم نشاطهم بالشكل الذي يقدّمه الإسرائيليون".