|
| باهر يعيش - الغباء... | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: باهر يعيش - الغباء... السبت 20 مايو 2017, 10:45 am | |
| الغباء...كلمة ضيّقة الأفق، خطورتها واسعة لا حدود لها. الغباء هو إضاعة الفرص حين تهلّ، التّصرّف بعكس ما يتطلّبه الموقف، هو التّخلى عمّن تحب استحواذا لمادّيّة تفنى ولا تتجدّد أو تتجدّد(لا فرق) أن تغصب نفسك أو جسدك على ما لا يطيق و يتحمّل. الغباء أن ترضى بالفتات للاتضحية مع استطاعتك نيل صدر الرّغيف، أن تتخلّى عن مقعدك في الصّدر لتتوسّد أرضا وسادة خالية الّا من وهم، أن تفرش نفسك بساطًا(خرقة) فوق خَبَث ليعبر عليها كلّ انتهازيّ وكلّ وصولي أن تقنع بأن تكون مستقبلا ومرسلا لبضاعة غيرك كما الببغاء, أن(تقبع) تنتظر الذّهب والفضة، أو عروسًا /عريسًا يهبط إليك من سماء حاسوبك عبر مصدر مجهول, أو أوراقًا خضرً بشعار العم سام لن تعرف طريقًا اليك. ربّما قطارًا محمّلًا بالأوهام يقذفك الى المجهول.
الغباء...أن تغتال تضحّي برزقك تدمّر ملكك من أجل أن تغيظ شريكًا فيه فينهار المعبد على رأسيكما فتغرقا السفينة وتغرقا معها. الغباء لجالس خلف مكتب أو مخترة أو عائلة أن يطيل ويعقّد الأمور أمام من هم في مسؤوليته بداعي الفذلكة وإثبات الذات والتعقيد، أو أن يجعل مسافة ضمّ الذراع بينه وبينهم بوادي وصحارى من جفاء. الغباء هو في أن تختار مركبة بقوّة ربع حصان أو ألف حصان تنفث شحارًا, ببوق ينعق ويزعق، بديلًا عن أرضٍ حلوبٍ ولّادة الشّجر و الزّرع والبشر, أو مهرة بيضاء أصيلة تنفث عزّا وفخارا, تصهل أجمل الألحان وأعذب وأقوى الأصوات( سوبرانو) لا يدانيه إلّا ملائكيّة شدو فيروز أو غزلان الأندلسيّة فيما سلف و...ماخلف!!. مهرة تسابق الرّيح، تختلط ضربات حوافرها على قساوة صخرنا مع خفقات قلبها وقلب فارسها فلا يعود يدري أيها للقلب وأيّها(للضرب) تتراقص بغناج وحنجلة وغزل من ريح الشمال من أرضنا لسمائنا.
غباء...هو التّفريط بأخ أو أخت، بالصديق رفيق الدرب، بشريك بعمل أو مقعد دراسة أو أرجوحة أطفال، بجار يشاركك سورك وسترك والهواء وقطرات النّدى والمطر، جار تتشارك معه أفراح الحي وإزعاج الحي و( تفعيط) الصبية ال(مدلّلين) وهدير مكبّرات الصوت وأزيز الطّلقات تلعلع في أعراس(المحاريس) لتتشاركا في الكظم و(الشّتم) وشقّ الجيوب و مقارعة سلطة اوبلديّة لانقطاع ماءٍ أو غزوٍ لبعوض يلدغكما ويقضّ مضاجعكما، تلطمان سوية لانكشاف حالكما من شواهق إسكان تمترست فوق أم رأسك ورأسه، بركّاب بسكّان جدد يتدلّون من على النوافذ يدسّون أنوفهم وعيونهم فيما تحت رداءك. لتتغيّر في الحيّ تضاريس التاريخ وتصبح غريبا ألّا من جارك سترك وغطائك.
الغباء في قمّته هو... في التفريط بشريكة/ بشريك العمر, من شاركك نجاحاتك و(خيباتك), من حفظ/حفظت أسرارك, تغطّي على ضعفك من بعد قوّة سلفت, تراعيك و تستمع لترّهاتك و(سخافات) بنات أفكارك بصبر واحتساب عندما تفزع أو تتمارض أو تشعر بالسّأم أو يتوه منك العقل و...الكلام. غباء يقصيكما خلاف على كينونة زبد البحر ووزن الغثاء من الكلام، لتغرق مركبكما بحملها مزيجا من أطفال وشباب من أصلابكما لتأكلكما النّدامة والوحدة ولتقفل السّتارة على (أهوج/هوجاء) لا أمن ولا أمان. لن يغفر لهما حتى (الغباء) تغابيهما حيث لات لكلّ ساعات الكون فسحة لمندم!
ليس كلّ من يمارس الغباء جاهلاً أو قليل الثّقافة والمعرفة، بل في كثير من الأحايين يكون في قمّة الذّكاء والعلم والثروة والجاه والشوفينية, و لكن... في قمّة الغباء!!. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: باهر يعيش - الغباء... السبت 20 مايو 2017, 10:47 am | |
| إرث يجمع وإرث يفرّق
في العيد وغير العيد.لوحظ أنّ هناك تباعدا قطع بتر بين أقرب الأقربين لا رحم يوصل بين ساكنيه القدامى الرّحم يحمل أناثا و ذكورا وعلى الأنثى ما على الذّكر.كثيرة هي الأسباب: خلافات عديدة لا يميّزون بها بين المادة والأخوّة ومنهاوليس بأهمّها..
مشيئة الله يرحل الأب,عماد الخيمة أسد الدّار.يحزنون يبكون يتجمّعون.فقدوا العزوة الطيّبة السيّد السّند الكريم العطوف.يسارعون بدفنه يتلقّون العزاء فيه ثمّ... سنّة الحياة.يجتمعون للبحث في أرثه وثائق عقار أسهم أملاك أرصدة بنكيّة.يتوقّع الورثة.. صبيان وبنات وزوجة أحياء من بعده حكم الشّرع في الأرث.يصدر حصر الأرث يحدّد نصيب كلّ وريث يرضى الجميع بما قسم لهم.يطوون الصّفحة, يطلبون له الرّحمة وفاتحة الكتاب بصدق وأيمان و... ينطلق كلّ الى حياته أن كان هناك أشكالات سابقة مبيّتة بين الورثة... ضغائن من غيرة تحسّس ستتلاشى أو تخفّ وطأتها أمام العدل والأنصاف ومبدأ(سواسيّة أسنان المشط)الأغلب أن تشتد روابط الأخوّة بفقدان الأب فتجمع ولا تفرّق.رحل الأبّ لكن ذكراه ستحيا سيظلّ تتردّد على ألسنة خلفه و يبقى أسمه محلّ فخار يحمله الأحفاد من بعده.
في الحالة الثانية...قد تخلق وفاة الأب(كارثة)ما بعد الوفاة.تفرّق...لا تجمّع.تنشأ الكراهية الضغينة البغضاء والمشاكل والقطيعة بل ربّما يصل الخلاف العراك الى منصّات القضاء... ربّما ما هو أسوأ حين يشذّ الأب عن الشرع في حياته مختارا أو مرغما ليميّز البعض(بأستثناء حالات خاصة حفظا لحق أودرءا لضعف مرض مزمن,أعاقة أو ظروف أنسانية (قاهرة ضاغطة) تلجئه الى ذلك وبالقدر الذي لا يشتطّ فيه يرى فيه (عدلا وأنصافا) أو يحرم البعض من أبنائه أوبناته كلهنّ أو بعضهنّ من أرثه.يمنع رزقا كتبه الله لهم على يده و..بيده. يقوم بتمييز أحد أو أكثر من الورثة بأجزاء كبيرة من أملاكه بلا مسوّغ من حقّ وبدون معرفة بقيّة الأبناء الذين سيكتشفون الصّدمة بعد رحيله...ربّما لغضب على بعضهم أو لمحبّة زائدة للمميّزين نتيجة تقارب بينهم أو أن يكونوا أكثر حنكة ودهاء ومغالاة في المسكنة التّودّد والتّزلّف الى الأب من الآخرين.وقد يكون النمّ وتشويه السّمعة الوشاية وأثارة حفيظته ضدّ البعض ,يساعدهم جوقة من الدّهاة ممن لا يخافون الله يزنّون ويضغطون :هذا صغير سيكبر والآخرون كبروا وصلوا وكأنّهم محصّنون ضدّ عاديات الدّهر في كبرهم...أوالعكس.قد يكون أحدهم أخطأ جارت عليه الدّنيا ففقد أعجاب الأبّ الذي فضّل تقوية القوي للمحافظة على الأرث و (الأسم) وكأنّه مخلّد أبدا على أن يسند الضّعيف ليترك في مهبّ العوز والريح.أخّوان أخوات من صلب واحد أحدهما يملك والآخر لا.عندما يتقدّم الأنسان في السّن ولو كان في كامل وعيه,يتأثّر بمن يحنّ عليه أكثر يبرّه أكثرحنانا طبيعيا لوجه الله أو تزلّفا مصطنعا لوجه المال,أو في أثارة الضغينة تجاه الأخرين من الأبناء. (من الطبيعي أن يساعد الأبّ يسند و يدعم في حياته أبناءه و بناته خاصة من يحتاج منهم الى عون وبلا توقّع أيّ مردود أو سداد منهم.هذا...لا يعدّ تمييزا).يتفرّق الأخوة والأخوات الى حدّ القطيعة.يصبحون أحزابا.يشعر غير المميّز أن أخاه أو أخته قد سلب مال الأخوة خاصة أن كان التمييز محسوسا وكبيرا وبلا سبب جوهري.سينظر اليه بكلّ القسوة والحقد اللذين خلقهما التّمييز..من ميّز بدوره لن ينسى طيلة حياته أنّه أخذ ما هو ليس من حقّه,لا يغمض له جفن يتقلّب على وخز الضمير...أن وجد.يتجنّب أخوانه وأبناءهم والأحفاد...بعضهم لن يصفح حقّ أبيه وجدّه...ينشأ حوله جدرا من عزلة.لا أخ يسنده ولا أنسان يقربه..موصوما بما لا ينفعه دنيا وآخرة.يبات مليئا بالوساوس والخوف والرّعب خاصة أن(كان يعلم)بالتمييز شارك فيه وسعى اليه حين كان يقع ,وهو الأغلب.
الله العادل الرّزّاق في كتابه الكريم لم يضع شروطا لمن يرث...للذكر (مثل حظّ الأنثيين,للزوجة الثّمن) لم يدخل في التفاصيل..حكم بات قاطعا,فلماذا يترك المورِّث حكم الله ويلجأ الى مخالفته والالتفاف حوله, أهو أعلم منه سبحانه؟! سيمضي الى أرض الحقّ وسيحاسب. لماذا يلجأ من شجّعوه ساعدوه وقد يكونوا(أقرب الأقربين)الى أرتكاب الأثم وقت ضعفه أ وحتّى قوّته لا يعصمونه عنه.سيحاسبون دنيا ودين...سيحصدون العداوة والبغضاء والأثم.قد يضار أحدهم أو أيّ من عائلته بعروى فعلته. قد يعيد التاريخ نفسه.نفس السيناريو و الأحداث مع بنيهم.البعض قد يسارع الى تصويب ما أورط نفسه فيه قبل أن تبلغ الحلقوم مورّثا أو وارثا ولو بعد حين أو...لات ينفع النّدم.أيّها المخلوق...من أنت...ما أنت؟!... لماذا لا تدع الخلق...للخالق؟! |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: باهر يعيش - الغباء... السبت 20 مايو 2017, 10:48 am | |
| تلاميذنا و.. السقوط الحرّ
يقرع الجرس... ينطلقون يتسابقون أسراب طيور سنونو حساسين عنادل بلابل و عصافير.يرفرفون يتقافزون أقواسا شهبا من ضياء عبر سماء صافية.قطرات من مطر في سماء لعوب حبلى بدواكن الخيرو الغمام.كلّ عينه على بوّابة الخروج حيث الهواء الطّلق و ما أبعدها مدرسة صرح كان من المفترض أن يكون منارا للعلم للمعرفة يقبلون عليه بشغف وأرادة لكنّهم يتسابقون للخروج ينوؤون بأحمال جبال أكداس من كتب تهدّ ظهورهم الطّريّة قيد التشكيل,تلويها تحنيها.تثليثة فيثاغورس ,ابن الهيثم حكيم العيون ,جابر الكيميائي,لم يترك عنصرا فلزا بكرا على حاله الّا أنتهك خصوصيّته.
أوزان كلّ البحور...قصائد أبيات فيها الكثير من المبالغة. المتنبي سيّد الشعراء ,قتيل لسانه, فتك به فاتك الأسدي بعد أن تناول سيرة أمّه (الطّرطبّة) !! ما هي الحكمة الخطب الأشدّ من هكذا رواية.جعل كافورا الأسود أشدّ بياضا من(سنو وايت) أتذكرونها؟ وبقدرة من ذمّ أمساه في سواد الفحم عبدا من مناكيد لا يقيّمه الّا السوط...حمّلوه رأسه بيديه لما أقترفه لسانه وضعوها أمام التلاميذ هنا...لماذا؟ ! رهين المحابس (أبي العلاء) جحيم دانتي و أغبى غريق في التاريخ (فرعون ذي الأوتاد)أمرأة نوح و لوط وقبقاب شجرة الدّر مالنا وقبقابها أنف نيفرتيتي الملكة الفرعونيّة ,لم يعبأوا بتاريخها بل... بأنفها بروتس ذلك العربيد ناكر الجميل ,فعلها اللّئيم طعن صديقه قيصر في الظّهر و بكلّ غباء في وضح النهار أمام عدسات وأقلام كلّ صحافيّ فضائحي روما و مؤرّخيها فأصبح رمزا للخيانة آدم وتفاحته (حوّاء) أغوته فقضم منها ليته ما قضم.
أصحابنا أولادنا طيورنا ,حمّلوهم أوزار التاريخ حلوه ومرّه.أبطال عظماء علماء فقهاء,شذّاذي آفاق سفها مارقين سفاحين قاطعو رؤوس ,حتى المخبولين الشاذّين والبلهاء منهم...ما للتلميذ الصغير بكلّ تلك الحكايا؟!خلط وحشو. التاريخ درس يجب أن يعطى للتلميذ عبرة وتجارب بأسلوب سهل يسر مشوّق...لا مغرّق.فلتكن مناهج متطوّرة تواكب العصر تعجّ بالتربية أولا بالعلم بالأدب بالتاريخ و الرّياضة والفنون مناهج بأساليب تجذبهم الى المدرسة, تنمّي الأحاسيس الخيّرة والاحتياجات الحقّة كلّ في سنّه دون حاجة الى هرب الى ما يضرّ في الحواسيب والتواصل الشاذ عبرها ,تواصل أعدم متعة صنعة الكتاب والقراءة. الرّياضة الأهم,(كان) تلاميذ مدارسنا.. يتنافسون على ملاعب مدنهم رياضة ألعابا جماعيّة, بأردية ملائكيّة بيضاء وصولجان عصا تتزيّن بألوان علم الوطن.خطوات حركات منتظمة على وقع سيمفونيات ولا أجمل...لوحات رائعة توزّع بها الجوائز والمحفّزات برعاية(الكبار)يوم كانوا يهتمّون يرعون يتابعون,بتدبير وتخطيط وأشراف(أشراف)ذلك الجيل من مربين قمم أعالي ذرى العلم والأدب...شيوخنا أساتذتنا رعاة التربية (الحسنة)الأيثار المسؤوليّة و الوطنيّة. لم يعلّموهم(الأنا)الممجوجة ألأنا , تيها زيّفا فارغا تفرّق لا تجمّع لا توحّد بل تشوّه سيرة آلآباء ألأجداد... العائلة و العشيرة والوطن...ليخسر الجميع.
لماذا لا يكون سعينا الى التّطوّر للّحاق بدرب المميّزين من الأمم في عصرنا هم الفائزون هم السادة والباقون عندها , لعلّ وعسى ربّما تنخفض نسبة السقوط في أمتحاننا العام لأقل من 60% ونسبة السّقوط الفضيحة في الفرع الأدبي الى أقلّ من (82%) نعم.. ليس نجاحا بنسة 18%كما يجمّلون المصيبة بل سقوطا مروّعا سقوطا حرّا بنسبة 82% نسب تقصم ظهور أبنائنا و تخزنا بين الأمم (نسبة النّجاح في أمّ الدّنيا أمّ المائة مليون مواطن...مصر الحبيبة 75.7% وسط أصعب الظّروف..حماها الله). من يمسكون بزمام التربية والتعليم هم (الملامون) لأساليبهم مناهجهم قلّة شحّة التميّز فيمن يخطّطون يربّون يعلّمون هذه النسبة بمجملها نتاج أعمالهم هم مثلها لنا نحن الأهل,نشاهد لانلاحظ لا نرى نسمع لا نصغي,لا نربّي حسنا, لا نتابع لا نعاقب لا نهتمّ بعدها (نلطم) مصير أبنائنا,ضحايا المدرسة وضحايانا هل من يراقب يحاسب ويعاقب؟!من يبدأ بالصحيح بالتّصحيح , من يعلّق الجرس ينهي مآسينا و فضائحنا, ينقذ أجيالنا ينقذون وطنا لم يبخل عليهم بشيء. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: باهر يعيش - الغباء... السبت 20 مايو 2017, 10:51 am | |
| يا أخي....ضع نفسك في مكاني
المشهد الأوّل:... صباح يوم عادي..تقف أمام أشارة ضوئية(حمراء)أمامك سرب آخر لمركبات أخوانك المواطنين ينتظرون ضوء الفرج...الضوء الأخضر ليسعوا في مناكبها.هو صباح يوم عانيت فيه من أرق...وجع رأس, لم تنل حظّك من نوم لحظة, مريض أنت...أم أزعاج نخر في أمّ رأسك من مهرجان في موقع مجاور...لابن المحروس لمناسبة ما, زواج...نجاح في وظيفة...في مسابقة أكشط واربح,في ثانويّة...في أبتدائيّة...في روضة...نجاح في قضيّة لأخلاء دكان (كوخ) يستأجره أنسان معتّر لم يستطع الأمتثال الى أوامر صاحبه لأرتفاع طال العنان...نجوم الظّهر في أيجار مكان رزقه (عشر تعشر ضعف)تعدّدت المناسبات و...الأزعاج...واحد.
أنت تقف تتمايل بوجهك نعاسا سهوا...فجأة يقفز قلبك بين ضلوعك...ينطر...ينطز جسدك النّحيل فيلطم رأسك سقف مركبتك...تبسمل...تحوقل...تستغفر المولى من كلّ نازلة تحيق بك...من شرّ كلّ قبح يعكنن صباحك ,تلتفت يمنة ويسرى تنظر في كلّ المرايا من حولك... تتحسّس موقع مركبتك...هل(سحلت)تمدّدت وأنت في غفوتك أمام أشارة ثقيلة الظّل لتضرب مركبة أمامك.لا شيء من هذا ولا ذاك سوى...من مرآة ترى بها ما خلفك ,تلمح سحنته.يقود المركبة التي خلفك...يحرّك يديه كمن يلعب هوائيّات(يشوبح)يكاد جسده يخرج مع رأسه من نافذة مركبته...يكاد سيل من لعاب يشقح...يسيل على وجه الطريق هو...مازال يصرّ أسنانه يصرّ على دعسة بوق مركبته...بوق كأنّه بوق يوم الحشر عندما ينفخ بالصّور..بوق صوته ينفخ يئزّ ينقر يصرخ في عظام جمجمتك.حضرته...سعادته...أبن الناس أبن الأكرمين.و...بذكاء منقطع النّظير شعر...أحسّ بأنّ الضوء الأخضر للأشارة على وشك الظّهور...هو متحمّس عجول ذكي لبيب ,رأى أن يوقظ الخلق من سباتهم في مركباتهم وهوفي آخر الطابور فجعر بوقه... أزعج الخلق أثار حفيظتك هزّ أركانك.هو سعيد بما قدّمه من خدمة للخلق حصد على أثرها...على دعوات من مكروبين مبتلين بأشكاله ,شتائم وسباب ثقيل الوزن...طاله وكلّ من أنبت فيه تلك الخصلة...الرّعناء,دعاء بقمع صوت أبواقه...كلّ أبواقه.أيّها المزمّر ضع نفسك في مكاني...مكان هؤلاء المعتّرين من أخوانك... الساعين الى أرزاقهم...ماذا ستقول؟!كيف ستتصرّف؟!.اللهّ تعالى...يهديك...ويهدي من أنشأك وربّاك...ويهدي من درّسك علّمك مبادئ الأخلاق الفاضلة و....يهدي من منحك رخصة قيادة لمركبة.
المشهد الثاني:.... أنت في عجلة من أمرك الى المدينة الطبيّة تحمل مريضا...تصل الى المسرب الأيمن(المفتوح)المؤدي اليها على الدوّار الثامن.صديق من ربعه...شبيهه.. شبهته...نسخة طبق الأصل لبطل موقعة الأشارة سابقة الذّكر, ينوي التوجّه في مركبته الى وادي السير عبر الأشارة ذات الأتجاه المستقيم المتواصل.حضرته سعادته...يشعر أنّه الأذكى...ألألمع...ألجهبذ الأرفع مكانة بين جميع الخلق بين سائقي المركبات التي تقف بأنتظار فتح الأشارة للتقدّم الى الأتجاه الأمامي.هو وصل أخيرا... في مرتبة الأخير.أتته الحالة... حالة التّعالي...العنجهيّة,جاءه دوّار العزّة بالأثم...تجاوز بمركبته وعن(اليمين)و في المسرب المفتوح المؤدي الى المشفى جميع المركبات الواقفة.. الصابرة...المرابطة المنتظرة الضوء الأخضر الثّقيل لتمضي... لتمرّ في خطّ سيره...خط سيرها. وصل الى محاذاة المركبة الأولى الواقفة منذ صياح الدّيكة تنتظر دورها سويّة مع مواطنين آخرين كرماء صبورين ملتزمين بالنّظام... بالأخلاق بدأ يناطحها بمقدّمة مركبته... وقف.وقف في مركبته في حلق المسرب الأيسر, سدّته. هو...يسدّ عليك الطريق وعلى من خلفك...تبدأ أبواق المركبات في الزّعيق,هو... أذن من طين وأذن من عجين...يتسلّى بتسوية خصلات من شعره في المرآة أمامه أو (يمسّج) الى عصبته...رفاقه عن فهلوته وذكاءه.تخيّل :يا أخي...يا أبن أخي... يأ أختي...يا أبنتي أن معك أنسانا عزيزا عليك في وضع حرج: أبنتك...أختك والدتك... والدك (لا سمح الله) قد ينزف دما,حساب الثانية في وقت من حياته تشكّل فارقا قد يكون فيصلا,سنّارة تتعلّق بها حياته.بالله عليك...كيف ستتصرّف حينها؟! يهديك الله و...يهدي من أنشأك...ربّاك...علّمك مبادئ الأخلاق.. بيتك...مدرستك...مجتمعك, من منحك رخصة قيادة , وفق شعار...لا نطبّقه ( السياقة , أخلاق وذوق...وأخيرا فنّ ).
هناك مشاهد وفصول كثيرة شاذّة ضارّة يتوجّب علينا وضع أنفسنا بموجبها في مكان الآخرين و....نحكم.نحن أمّة أخلاق حميدة..هكذا ورد في ديننا وقوانيننا.هلا طبّقنا ذلك... الله كريم. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: باهر يعيش - الغباء... السبت 20 مايو 2017, 10:51 am | |
| الجدّ و...الحفيد
ختياريّة...ختيار...ختيارة...زيّن الشّيب تيجان رؤوسهم...ترك الدّهر سيمائه, علامات فارقات على صفحات جبينهم ووجناتهم. علامات من عزّ ووقار, و تاريخ طويل عريض من تجارب و حنكة حكمة و...خبرة.قواهم ختياريتنا... لم تعد تستجب لهم كما كانت...وزّعوها على أبنائهم كلسا تقوى به عزائمهم.ليأخذوا أدوارا كانت لهم وهم...في مثل أعمارهم. يقضون أوقاتهم في معظمها متعبّدون, يبسملون يشكرون ويدعون الى خلفهم..الأول..الأولى في الدّعاء. ثمّ ليلحقوه بوصلة قصيرة للدعاء لأنفسهم...ليس لأشخاصهم أيّة أطماع أو مطالب أو شهوات..هي متواضعة... أن يكمّلها بالسّتر و...حسن الختام والرّضا عنهم وعليهم.جلّ وقتهم...صامتون...متأمّلون.يتذكّرون يستعيدون الذّكر والذّكرى ,شريط طويل من وقائع وأحداث...حزن وفرح...يأس وأمل.. أثارة واستكانة,معارك في الحياة كسبوها والكثير منها...خسروها.من تمرّد على الأيام والخطوب و..من الرّضا و النزول على حكمها وتحكّمها.جلّ وقتهم...يستعيدون مسيرات ومسيرات مشوا فيها لتأسيس بيت ,لملئه بالخير والبركة والأطفال. لكن....الأطفال قد كبروا ,فآن لهم أن يستريحوا ولكن...هم يحنّون الى طفولة أبنائهم,ما زالت النّبضات في عروق الأبوّة والأمومة تدرّ لبنا ونشاطا وشوقا لأحلى ما فيها...ما في الحياة..الأطفال.يزيد الشوق والأدرار ويزيد ويزيد حتى يطغى يضغط على شغاف قلوبهم.يبدأون بحثّ أبنائهم على الأتيان بأطفال يزيّنون يومهم الخالي, يعبّؤونه.يفرّغون بعض ما أمتلئ من حنان من شوق الى طفولة يرعونها, يسعدون بالسكينة بالبراءة في عيونها في حركاتها وسكناتها.هم يتوقون الى الولدن...ولدنة زمان...يحنّون الى اللعب...لعب الأطفال.في صغرهم يوم كانوا يوما أطفالا...نعم هؤلاء الختياريّة...العجائز كانوا يوما...أطفالا,هم لم يولدون بالشيب وتجاعيد الزّمن. كانوا أطفالا يفرّغون عواطف الأبوة والأمومة التي زرعها الله في جيناتهم بالتعامل بممارسة الدور مع دمى وألعاب: مجسّم دمية طفلة... للطفلة,و.مجسّم دمية طفل... للطفل.
يرزق أبناؤهم بالأطفال...الأحفاد يملاون الدار والكون بهجة..فراشات ترفّ...عصافير تزقزق...ورود تزهر...حياة أخرى,هي الأجمل.عاد الي الجدود ألق الحياة تنمنمهم, غريزة الأبوّه والأمومة لأطفال...من جديد. غريزة ممارسة دور الطّفل من جديد, يحنّون الى اللعب بدماهم...من جديد. هم الأحفاد...مربط الغزال والظّباء و...الفرس.يبدون اللعب مع أحفادهم و...بأحفادهم.يعودون أطفالا...تلدغ ألسنتهم الراء واوا..الشين ثاءا,يحشّرون.ينحّفون يرفّعون...ينحّلون أصواتهم, يحسبون أنّ الحفيد الطّفل يفهم عليهم أذا ما لدغوا أو قرطوا في كلامهم و كلماتهم ,أونحّفوا من أصواتهم.يرفعون أيديهم بعلامات بأشارات هزليّة(كاريكاتيريّة)لا معنى لها ,يعوجون أنوفهم يلوون شفاههم...يستحضرون يستمطرون ضحكة...زقزقة من الطّفل الحفيد تملؤهم سعادة وحبورا.هم على أتمّ أستعداد لأن يخرجوا عن أطوارهم.يعملون من أنفسهم...بلياتشو...شقلباظ..سيرك بأكمله في سبيل أنتزاع بسمة من حفيد أبتسامة قرقرة...يصيبون العلام أذا قرقر الطفل. للمراقب, تحسب أن قد مسّهم مسّ...تشفق عليهم لكن...ترى السّعادة بوجوههم,يعود الدّمّ ورديا الى وجناتهم,يجد النوم سبيلا الى جفونهم.
(يحطّون عقلهم ب...عقل) الحفيد أو الحفيدة ,لا بأس..هم راضون سعيدون مسرورون...يزداد نبضهم تشعّ البسمة على شفاههم.و...الحفيد يهرع لملاقاتهم يرفرف بيديه أجنحة يود لو يطير بها اليهم لدى لمحه طيف أيّهم من بعيد.هي الذّكرى الأجمل والأروع والأبقى للطفل...شابا...رجلا و...جدّا. ما أجمّل أن يمكّن الأحفاد من الجدود...وما أروع أن يمكّن الجدود من أحفادهم.علامات صحّة نفسيّة...لا أروع.الجدود موسم في آخره...وفي أواخر المواسم تنضج الفاكهة..وتصبح أحلى وأرقّ وأذكى.لكنها...ترحل.ليتنا ندعها ترحل ببسمة على الشّفاة..بالرّضا والقناعة و...الدّعاء, الدّعاء لنا وللأحفاد...هو... أصدق الدّعاء و..أسرعه أستجابة..بأذن الله. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: باهر يعيش - الغباء... السبت 20 مايو 2017, 10:52 am | |
| قميص و...دبابيس جاءتني هديّة. قميص جميل أنيق ملفوف بعناية. ابتدأت بفك طلاسمه :غلافه الخارجي الشّفاف, قطعة بلاستيكية تخنق ياقته... فككتها..وضعتها جانبا.حزام من الورق المقوّى يحيط بياقته...فككته.. وضعته جانبا. دبوس مغروس بلوح من الورق المقوّى يكمن يقبع يختفي خلف جسد القميص, يثبّت اعلى الكمّ اليمنى بالكتف ومثله على الجهة اليسرى...نزعتهما, وضعتهما جانبا.دبابيس...دبابيس و...دبابيس.. في الظهر في الصدر في الجانبين في الكمّين...فككتها...دبّستها بين شفتيّ المزمومتين...لم يعد هناك جوانب أضافية لتشوينها. بدأت ألقي كيفما أتّفق...حبستين معدنيّتين يثبّتان ثنية الكمين...أزلتها.القيتها. لوح من الورق المقوّى(يجبد) الظّهر ليبقيه في تأهّب الوقوف, سحبته,علق بدبابيس أخرى مخفيّة...فككتها, طوّحت رميت باللوح بكامل ما لدي من قوّة الى حيث ألقت، مع كظم غيظ بدا في الشّد على أسناني وهمس لعبارات من سباب مهذّب. لوح مثله من الورق المهفهف الشّفاف...أزلته بخفّة ونزق و...ولدنة. لم يبق شيئ الّا أزلته,لكن القميص الحزين والذي لم يبق في جسده موضع الّا به طعنة من دبّوس أو قرصة من محبس, لم يفتح ذراعيه رغم ذلك.(صفنت) مقطّب الحاجبين عاقدها زام الشفتين بعينين يقذفان لهبا ونارا يكادان يقفزان من محجريهما,أهرش رأسي,ألكم فمي بسبّابتي, تهيّا لساني لقذائف أكثر مفعولا..خارقة حارقة تطال الصانع والمصنوع والبائع و....كظمت غيظي فالحيطان لها أذان... فالعيال أربيهم على مسك الكلام وكظم الغيظ. قلبت القميص..شددته فردته من زمزمة(تشنيكة) فوخزني ردا على نزقي ووجدتها... دبابيس زرعت بطريقة(لئيمة) لا يظهر رأسها ولا ذيلها الّا بعد ان تغوص يداك للبحث عنها بين ثنية وأخرى, تشكّك اللئيمة كأن قد أربكتها أزعجتها أيقظتها من سبات. اكتمل تحرير القميص...يبقى فك ازراره أطلاقها من(عراويها) تمهيدا لأرتدائه.قلنا:.في موقعة القميص...ما بعد الضّيق في أطلاق سراحه..ألّا الفرج, جاءنا عزيز خطابه في أضيق المطارح و...أضيق الأوقات: بدل الضّيق...أضياق بعدد...عراوي أزرار فتحت حيكت بصرامة بضيق نفس و...ببخل وتقتير. فتحاتها ضيّقة كخلق من يفكّ قميصا. لم ينعم على حائكها توسيعها لمناورة الزّر دخولا وخروجا. قطر فتحة الواحدة تعادل ربع قطر الزرّ. تفقد أظفارا أو أثنين, مزيدا من اللّهاث, مزيدا من العصبيّة...من السّباب.عراوي ضيّقة الفم و الخلق , تدفع بها لأطلاق سراح الازرار بضغط و(فعص) وعراك. اخيرا ووسط أكوام من دبابيس ومشابك وأوراق مبعثرة... وبعد أستهلاك جلّ أعصابك ووقتك وجهدك, تمسك بالقتيل لتقيسه لتكتشف أنّه... دشداش لحجم فيل. تكتئب ترتخي..تكاد تبكي غيظا, ليس فقط لتعبك في اطلاق سراحه ولا في صدمتك لأنّه ليس من مقاسك وأنّما.لأنك ستضطرّالى إعادة كلّ شيء لموضعه.تمهيدا لأعادته للبائع. تهدأ...بعد ثلاث أيام تعود الى طبيعتك..اللّئامة بالْلئامة والبادي أظلم. ترتاح للفكرة. تمسك بالقميص الدّشداشة تكوّره ككرة شراب عملاقة, تحشره في كيسه,تهيل عليه أكوام الرّكام... نواتج الموقعة,تطوي أذني الكيس,تشدّها لأزهاق روحه. تلقيه جانبا..ترتاح تبتسم تضحك...تقهقه, تقفز تضرب الهواء بقدميك سعادة وحبورا, تشوطه بقدميك بكلّ عزم القهر وقوّة الأنتقام.تسوقه أمامك لتعيده الى بائعه.هو...سيتكفّل به. هي الفكرة...أذا ما طرحتها عرضتها في خطابك السياسي, الاجتماعي ,العملي, في مجال خطبة لحسناء ,بسهولة و يسر, فستصل الى مبتغاها. يفتح المتلقي لها قلبه وصدره وذهنه ويترك باب احتمال القبول والتفاعل معها(مواربا). أمّا أذا كانت ملتفّة على ذاتها مليئة بالدبابيس بالشّكالات و..الأشكالات وبالكمائن, فقد تفهم خطأ, ستتلقى ردا عكس ما تشتهيه على نسق(بضاعتكم ردّت أليكم) وقد ترفض توئد في مهدها, تكوّر في غلافها كالقميص..أيّاه,تشاط ككرة شراب في...سلّة مهملات....هو القول الفصل.... يسّروا ولا...تعسّروا). |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: باهر يعيش - الغباء... السبت 20 مايو 2017, 10:53 am | |
| رويدكم هذا الطفل من...عجين
مع آذان الفجر تصحو.. توقظ الصغير إبن الستة أعوام. تغسل وجهه تمشط شعره تتأكد من نظافته الشخصية تقليم الأظافر نظافة الأنف و الأذن ملابس نظيفة و مكوية إن تيسر ذلك، تضع خبزا وجبنا و قطعة من خيار من خير الحقل في كيسه المدرسي من قماش يمسك أبيه بيده و يسيران في اتجاه المدرسة هو اليوم الأوّل للصغير يتهيب الخروج من المنزل يشعر بأنّه سيغادر حضن أمّه الى لا عودة الى المجهول يحاول أن يشد يد أبيه الى الخلف ليعود تشجيع من الأم مع أشفاق وقلق مشروعين تشعر كأنّه سيخرج من رحمها للمرة الثانية لم يعد صغيرا.. خسارة الأخوات يزيّنّ المدرسة يغرونه بها بالرفاق و اللعب، الأبّ بأسلوبه: أصبحت رجلا ستصبح ضابطا مهندسا مدرّسا طبيبا لكن يبقى المجهول غير مرغوب بالنسبة إلى الطفل أن يبقى وحيدا مع أناس لا يعرفهم كابوس لا يدري نتيجته الابتعاد عن المنزل و الأم و الأخوة مخاطرة ليس لها في عرفه معنى ولا يحب الخوض فيها.
يعبر الأب ممسكا بيد الصغير باب مدرسة متواضع قديم مبناها من حجر جبال الوطن. صفان من غرف التدريس يستعرضان ممرا واسعا بينهما، ساحة لعب متواضعة غرست بها ماسورتان نحيلتان لتثبيت شبكة لعبة الكرة الطائرة. صف من مراحيض عربية في جانب الساحة وطابور استعراضي من صنابير ماء نحاسية صفيرة تدمع تتعلّق بجدار حوض طويل يتردد الصغير.. يزداد تردّده, يحاول أن يغرس قدميه في الأرض... لا يفلح يدخلان غرفة المدير يرحّب بالأب جاره وقريبه شأن كلّ من في الحيّ يتولى(مربي الصّف) عملية التسجيل, يقودهما الى غرفة الصف (الأوّل أبتدائي) أطفال متشابهون ملجومون ملخومون مشدوهون بفارق شعر يخط رؤوسهم, كلّ أثنين ثلاثة على مقعد يجلسون الصغير بجانب طفل آخر ينساب منه الدمع وماء الأنف مدرارا, يخفق يتنهّد بصمت. ينظران إلى بعض خلسة تقترب العدوى من صغيرنا لكنّ...يرى أباه فيرتدع يتجلّد رجولة الطفولة يحاول السيطرة على فزعه تبدأ شفتاه بالرجفان.. يمسك نفسه, يحبس أنفاسه ويهمد يتشبث بكم والده القشّة الأمل المتبقي في انقاذه يتدخل الأستاذ و يفصل بينهما بلطف و حزم يغادر الأب هاجس القلق والاشفاق على الصغير يتمنى العودة يضمّه الى صدره و يعيده الى البيت يقاوم والصغير يقاوم كلّ بطريقته يضبط عواطفه و يمضي من هنا تبدأ الحكاية لا أم و لا أب تودع صغيرها في عهدة كائن ما كان ثمّ تمضي سوى المدرسة يضعون مصير الصغير فيمن يتوسمون خيرا وثقة في رعايتهم (تربيتهم) وتعليمهم بداية طريق خطّطوها له بأسلوبهم.
تمضي السّنون يزداد حمل الصغيرأثقالا من دفاتر و كتب كلما ارتقى صفا بجدارة أو ب(زحلقة) الأهل يراقبون أو لا يراقبون يشاركون أولا يشاركون كبر الصغير شاب خطّ شاربه وتفجّرت علامات شخصيّته و مراهقته المرحلة الأكثر حرجا ينهي دراسته الثانويّة يضعونه في الغربال يهزّونه يمتحنونه يفحصون قدراته فحص من خلال نتائجه يخطون للصبي مستقبله المهني بل (حياته) برمّتها هناك شبه كبير بين الدخول الأول إلى المدرسة و الخروج النهائي منها.. قلق تخوف ومجهوليّة المصير تظهر نتائج حصاد المدرسين والمربيين و...الأهل من زرع حصد ومن لم.. يا ويحتاه...يا ولداه سيرى ورقة جداول النّجاح...بيضاء من غير سوء بيضاء من دون أسماء (لم ينجح أحد)علامة مميّزة لدينا... يتوجّب حصانتها بحماية فكريّة.
هو طفل من..عجين (يشكّل) بأيدينا أرضعناه حليب أحرفنا علما أم أخلاقا ليس له يد في نتاجنا لا يحاسب إلا عندما ينضج ليميّز الخطأ من الصّواب أن وفقنا في تنشئته (ليميّز) سينجح وإلّا(سيسقط)(المصطلح الأقسى لعدم النّجاح لدينا) فيجنح فنعاقبه نحن (تربية وتعليم وأهل) بحاجة الى وقفة مراجعة محاسبة صريحة قاسية وواضحة مع النفس مع الذّات ترى...هل (هنا) وليس هناك...كدأبنا من يعلّق الجرس؟!. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: باهر يعيش - الغباء... السبت 01 يوليو 2017, 5:55 pm | |
| شركة البناشر...الوطنيّة «تحت التأسيس»
تحتسي فنجان قهوتك واقفًا تسابق الزّمن, تهرع نحو مركبتك مع دعوات أمّ العيال بالرزق الحلال. تصل مركبتك!! تلمحه ذلك اللّعين(بنشر) لئيم يهدّ حيل إطار مركبتك الذي تكوّم قعيدًا حزينًا وقد انطوى على نفسه كفم بلا أسنان,هابطٍ لاوٍ مزموم الشفتين غائر الحنكين. تبدأ تغييرالإطار. براغ صدئة، تقف على مفكّها وتتأرجح كي ترغمها على الفك. تنتهي بغيظ شديد لتبدأ بتشغيل محرّك المركبة, لكنها تأبى التّحرّك، ترفع العيار وتقف بأكملك على دّواسة الوقود, تهدر صوتها بأكزوزت مخزوق كقرية يشخر كلّ من فيها(سوبرانو) بلدي في ليل بهيم، يهرع الجيران والحيطان بعصيّهم(يشوبحون) بأيديهم وألسنتهم، أنت سهوت عن إزالة الصخور الساندة التي عتّلتها أمام إطارات مركبتك. تسير وقد نسيت نصف عدّتك على الطريق.
تصل البنشرجي. مسكين هو مشحّبر بالدّغام بالسّخام, ملابسه بلون الزّفت, يتدلى حزام بنطاله حتى الرّكبتين, هو مشحّر وأنت (ستتشحّر) يا ولداه و(ستتسخّم). خمسة بناشر هو الحد الأدنى. هذا ما سيتمخّض عنه الفحص السريري للإطار. أنت ابن ذوات أرستقراطي الهيئة مطموع فيك, وأنت سيّدة مهفهفة تترفّعين عن الصّغائر والبناشر لا تحبّين أن تتسخ ثيابك لتقومي بتحرّي صحة التشخيص. ثلاثون دينارًا أجور مستشفى ومثلها للطبيب(البنشرجي) تصعق.. تبنشر!! تفغر فاك يغور صوتك وتغلي دماؤك. ماذا كيف ؟! أنا لا أسير بمركبتي سوى عبر شوارع أولاد الذّوات؟! يشخر البنشرجي ويسرد الأسعار: رُقيعة داخلية ألماني بحجم الفلس في البطن بستة دنانير, رقعة بطنيّة كبيرة بحجم الشّلِن بثمانية دنانير, رقعة خارجيّة كبيرة لحجم باريزة(ألماني) بعشرة دنانير,(الكوي) بأثني عشر دينارا. تترك المركبة والإطار تأمينا حتى آخر الشّهر. تهرع إلى وزارة الصناعة والتّجارة /الشّركات. تسجّل شركة ستسميها (شركة البناشروالخوازيق الوطنيّة).
نشرة إصدار لأسهم الشركة: مشروع اقتصادي محمي. رأس المال المطلوب: عشرة ملايين دينارا لوازم منظورة وأخرى(غير) منظورة. اللّوازم: نصف برميل صدئ مفرغ مشقوح طوليًا وماء بلون السّخام ومنفاخ وعَتَلة, مفك براغي جاك تمساح وباكيتين من الشّحبار و كيلوغرامين من المسامير و البراغي لتنثر على الشوارع.الحوافز: إخواننا المواطنون سيتولون ألقاء المسامير في شوارعنا كعادتهم الكريمة. الحُفر والخنادق والمطبات من أهم محفّزات الأنتاج البنشرجيّة مقدّمة مجّانا بمكرمة إضافة الى مواقع العمل على الأرصفة متاحة بلا بدل أيجار أو خلوات أو أتاوات مع جزيل الشّكر والتّقدير للبلدي. الماء والكهرباء: مباشرة من مصادرها بلا عدادات...موضة العصر.شعارنا: (بنشر لكلّ مواطن).
الجدوى الاقتصاديّة للمشروع: مليون وأربعمئة ألف مركبة في بلدي بحد أدنى ستّة أطارات مع(تريللات وسطحات) بمعدّل بنشر واحد للمركبة كلّ ثلاث أشهر, بعشرين دينار الحد الأدنى لسعرالترقيع, الايرادات المتوقّعة في العام: مئة وأثني عشر مليون دينار. يتوقّع أن تكون حصّة الشركة المحروسة(المحميّة) حوال 50% من مجمل البناشر في البلاد أي خمسة وخمسين مليون دينار تقريبا. فيكون مجمل الأرباح مساويا الأيرادات ناقصا عشرة آلاف دينار أجور بنشرجيّة ,فيكون صافي الرّبح الحقيقي:خمسة وخمسين مليون دينار ألّا شحطة.بلا بوتاس بلا فوسفات ولا شركات طيران!!أخي المواطن: إصلاح البناشر عمل وطني بأرباح هائلة مضمونة بلا ضرائب بلا محاسب بلا حسيب بلا رقيب. هي الأفضل والأجدى بديلا عن هدر ألافٍ مؤلفةٍ من دنانير وأخضرالعم سام على تعلّيم مراهق نكد طبٍ هندسة زراعة(آداب) أو تاريخ منقرع والأنباط براتب لا يكفيه ثمن أرجيلة في اليوم.هلمَوا للإكتتاب. هي ليست دعوة لفتح شهيّة دائمة لجهابذة الضّرائب, بل صرخة ألى أصحاب الشّأن في دوائر بناشرنا الرّقابية...(أين أنتم؟) لا أراكم الله بنشرا بأطار لديكم! شباب الوطن: بكالوريوس في علم البنشرة, مستقبل...واضح و...مضمون. |
| | | | باهر يعيش - الغباء... | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |