.... تابع
وقد ارتبط اسم قريع بالكثير من المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية العامة، التى لم تكن إجمالاً تخضع لرقابة تذكر، وبدأت مسيرته فى هذا المجال عندما أسّس عام 1970 " جمعية معامل أبناء شهداء فلسطين صام ، كما كان له دور محورى فى إنشاء العديد من المؤسسات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية كمجلس الإسكان الفلسطيني، ودائرة الإحصاء المركزية، ومؤسسات الإقراض و الطواقم الفنية.
كما شغل منصب المدير العام لدائرة الشؤون الاقتصادية والتخطيط فى منظمة التحرير الفلسطينية، وأيضا "المستشار الاقتصادي للرئيس ياسر عرفات"، والمدير العام المنتدب لمجلس المحافظين للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية و الإعمار "بكدار" منذ إنشائه وحتى عام 1996.
عمل قريع فى منصب وزير الاقتصاد والتجارة، ثم وزيراً للصناعة فى السلطة الفلسطينية، فضلاً عن عضو مجلس أمناء معهد السياسات الاقتصادية الفلسطيني " ماس.
كما عمل قريع على إعداد "برنامج الإنماء للاقتصاد الوطنى الفلسطيني للسنوات 20001994" الذى أعدته دائرة الشؤون الاقتصادية والتخطيط لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقد جعلته هذه الأدوار التى اتسمت بتركيز الكثير من الصلاحيات الاستثمارية بين يديه، جعلته وثيق الصلة بمعظم الفضائح المالية التى عصفت بالسلطة الفلسطينية، بينما تم طي صفحة هذه الفضائح التى مست كبار المسئولين فى السلطة ممن احتفظوا بالمصطلح السياسي "لا تعليق" رداً عليها.
و لما كان قريع يتمتع بعلاقات وثيقة للغاية مع الجانب (الإسرائيلي)، تتعدى الهامش السياسي إلى الضلوع فى نشاطات اقتصادية مشبوهة، أصبحت حديث الشارع الفلسطيني مع فضيحة مصنع للأسمنت على صلة به قيل إنه يقوم بتأمين طلبيات خاصة لمستعمرات الاحتلال وجداره الفاصل.
وكانت صحيفة "يروشلايم" العبرية الأسبوعية قد فجرت فى السابع من يوليو2000 قضية شراكة متكتم عليها لقريع فى ملكية مصنع لإنتاج حديد التسليح ومواد البناء فى أبو ديس، ويزود المصنع مقاولي الاحتلال بمواد البناء لإقامة مستعمرة "هارحوما" التى كانت سلطات الاحتلال تقيمها على أراض للمواطنين الفلسطينيين صادرتها فى جبل أبو غنيم، الواقع جنوبي القدس المحتلة.
ولأحمد قريع الكثير من العلاقات والاتصالات المعلنة وغير المعلنة مع أطراف إسرائيلية، يبدو أقلها شأناً عضويته بمجلس أمناء "مركز بيريز للسلام" الذى أسسه رئيس الوزراء الأسبق للدولة العبرية "شمعون بيريز" الذى صار رئيسا للكيان الصهيوني.
وقد انتقل أبو علاء من رئاسة المجلس التشريعي (برلمان السلطة) إلى رئاسة وزراء السلطة خلفاً لمحمود عباس فى سنة 2003،. وتتحدث أفضل التقديرات التى تفصح عنها استطلاعات الرأي أنّ شعبية أحمد قريع لا تكاد ترقى إلى 1%، بينما تقول تقديرات أخرى إنّ الأمر لا يتجاوز كسوراً عشرية.
أما "نمر حماد" أحد مستشاري الرئيس الخائن "محمود عباس "البارزين فإنه على ما أفاده الأستاذ سميح خلف قد اتهم بالعمالة لإسرائيل فى عام 1968 على أثر علاقته الحميمة بابن خالته الجاسوس "محمد عركة" الذى يلقب "بأبي رياض" الذى كان يعمل لحساب الشعبة الثانية فى الجيش اللبناني.
وقد هرب "محمد عركة ونمر حماد" من سوريا إلى الأردن بعدما اكتشفت علاقتهم أيضاً مع المخابرات الصهيونية.
أسس محمد عركة هذا منظمة "الفدائى الشريف" كإطار اختراقي لفصائل العمل الوطني الفلسطيني وخاصة جمع المعلومات لصالح الاستخبارات الصهيونية .
وقد قامت حركة فتح باعتقال نمر حماد، ومن ثم أفرج عنه فوراً من قبل الرئيس السابق "أبو عمار" مبرراً ذلك بأنه كان مكلفاً لمتابعة ابن خالته محمد عركة، ونفى أن يكون عميلاً للأردن أو إسرائيل بل كان مكلفاً من أبو عمار.
فر ابن خالته -محمد عركة- إلى إسرائيل وتزوج من إسرائيلية من طائفة حريدي، وهي الطائفة الوحيدة التى تقبل منتمين جددا للدين اليهودي- ومن ثم اعتنق ابن خالة نمر حماد اليهودية عام 1975 ثم نقل إلى شعبة العمل الخارجى للموساد فى ايطاليا بروما.
تم نقل الجاسوس محمد عركة ابن خالة نمر حماد لشعبة العمل الخارجي بعد شهور قليلة من نقل وتكليف نمر حماد للعمل كمسئول لبعثة منظمة التحرير فى روما.
لم يثق أبو جهاد وأبو إياد بهذا الرجل ولا الدور الذى أسند إليه وكذلك مثله مثل كل المشبوهين والمعروفين فى داخل حركة فتح بارتباطهم بالمخابرات المركزية والأوروبية.
وشقيق نمر حماد قد قتل بتهمة الجاسوسية فى عام 1979م.
رصدت بعض التقارير اجتماعات بين نمر حماد وبين محمد عركة فى روما و فى أماكن أخرى فى أوروبا، وذلك فى الفترة التى شهدت تصفيات لكوادر حركة فتح فى أوروبا.
ولقد بقى "نمر حماد" فى منصبه إلى أن استدعاه محمود عباس كمستشارٍ سياسي له، ثم أصدر له مرسوماً رئاسياً بتعيينه مسئولاً عن المؤسسات الإعلامية التابعة للسلطة والتى تضم وكالة "وفا" وعشرات الوكالات الإخبارية والتلفزيون فى رام الله، ومن هنا يمكن أن يلاحظ التوجه الإعلامى لتلفزيون فلسطين الذى لا يخلو من بعض الخيوط الأمنية الموسادية.
من العجب أن هذا المذكور لم يثبت له استخدام المسدس ولو مرة واحدة، مثله فى ذلك مثل محمود عباس، وكانا دائما من المنادين بأن يقبل الفلسطينيون بالحلول السياسية التى تطرحها إسرائيل، ودائما كانا يأخذان موقف العداء من المقاومة الفلسطينية ورجالاتها، يؤكد ذلك ما سجل بالصوت والصورة لمحمود عباس وهو يصدر توجيهاته للعاملين من أفراد الشرطة تحت سلطانه: (إذا رأيتم من يطلق صاروخا فاضربوه، طخوه، اقتلوه، وفى مقام آخر قال معلقاً على العمليات العسكرية أنها عمليات حقيرة.
)قدمت لنا نسخة سمعية بصرية -فيديو- لمحمود عباس وهو ينطق بتلك العبارات المُدِينَة له، وأودعناها بالأمانة العامة بعد سماعها(.
ولما كان قد سبق وأعلن نمر حماد مع دحلان، والطيب عبد الرحيم صراحة أنهم ضد حق العودة للاجئين، وقد طالبت المنظمات الفلسطينية فى السادس والعشرين من آذار مارس 2007 بمحاكمة مستشار محمود عباس العميل نمر حماد بسبب دعوته للتنسيق الأمني مع إسرائيل لمكافحة عمليات المقاومة فى حين كانت إسرائيل تنفذ عمليات اغتيال للمقاومين. لهذا لم يكن مستغربا من "نمر حماد" ما صدر عنه بشان قمة الدوحة لنصرة غزة لما ثبت له بأنها ليست فى مصلحة إسرائيل.
ذلك:
وحيث قد تحقق كل ما ذكر بحق المذكورين محمود عباس ميرزا، ومحمد دحلان، ونمر حماد، وأحمد قريع، ونبيل عمرو، ونبيل شعث، وهشام مكي، وحسين الخطيب، فإن المتهم الأول: محمود عباس ميرزا، والثاني محمد دحلان قد علقت بهما آفة الردة ووضاعتها، فضلاً عن آفات التبعية والعمالة للعدو، والانقلاب على حقيقة وظيفتيهما، وصار من الواجب على مؤسسات الأمة السعي الجاد لاستنقاذ حياة الفلسطينيين وشرف الأمة من بقاء تسلطهما وهما على هذا الحال.. سبُّ الذات الإلهية من الثانى مع استخفافه بحرمة المساجد وكرامة المصحف الشريف، وقيامهم بقتل المسلمين الأبرياء، والعلماء الفقهاء، واعتناق الأول للنحلة البهائية وما تبع ذلك من ساقط الأخلاق ورذائل الأوصاف.
وأما الباقون ممن ورد ذكرهم فى هذا البيان الشرعي – نبيل شعث، نبيل عمرو، هشام مكى، حسين الخطيب، نمر حماد، أحمد قريع- فإنهم قد فقدوا مع السابقين شرعاً وقانوناً أهلية الولاية بانقلابهم على موضوعها، وارتكابهم أقبح الرذائل بها، وقد استوجبوا شرعاً وقانوناً وعرفاً العزل، والإقالة، ثم المحاكمة والمؤاخذة، وإلى أن يتم ذلك فإنه من اللازم شرعا وقانونا على كل ذي سلطة ونفوذ من القانونيين والإعلاميين والعلماء، والباحثين، أن يسارع كلٌّ إلى اتخاذ كلِّ ممكن لاستنقاذ الفلسطينيين من بؤس سلطانهم، ومنكر جرائمهم، كلٌّ بحسب ما مُكِّن فيه وتيسر له من قوة وقدرة، من تشهير بهم، وتضييق عليهم، ومطاردة لهم مطاردة الحقوقيين لمجرمي الحرب من اليهود حتى يستنقذوا السلطة والأمة من أيديهم وخبائثهم.
ونطالب كذلك -نحن جبهة علماء الأزهر- بناءً على هذا، وانطلاقاً من واجبنا الشرعي تجاه أمتنا الدول العربية والإسلامية الراغبة فى إعمار أرض الإسلام وأرض الصمود غزة المباركة أن تتثبت تماما من الأيادي التى ستودع فيها وتسلم إليها تلك الأموال المستحقة لغزة ولأبنائها، لأن الله سائلهم عن تلك الأموال، وفى أي يد توضع، حتى لا تستخدم فى نقيض ما تقصدون كما استخدم الكثير من غيرها من قبل، ولا يتعطل بها شرف المقاومة وشريعة الجهاد، ويحقق العدو بها ما عجز عن تحقيقه لنفسه فى الميدان.
[والله يقول الحق وهو يهدي السبيل]
السؤال الكبير الآن.. هل نجاح اليهود وعلوهم كما صرحوا فى برتوكولاتهم.. هو أن يجعلون الشعب الفلسطيني يصوت.. ولكن للذى يريدونه، بل وكيف سيخدم العميل الجديد اليهود؟
العمل السياسي للعميل
* بدأ محمود ميرزا العمل السياسي فى منتصف الخمسينيات، حيث أسس مع مجموعة من الشباب الوطني تنظيماً سرياً فى دمشق.
* عام 1957 عمل (العميل) مديراً لشؤون الموظفين فى وزارة التربية والتعليم فى قطر.
* العميل كان أول من طرح فكرة الحوار مع الإسرائيليين، حيث بدأت الاتصالات مع الإسرائيليين فى عام 1974.
* مثّل منظمة التحرير الفلسطينية فى توقيع اتفاقية إعلان المبادئ واتفاقيات أوسلو فى واشنطن فى 13/9/1993.
* مثّل منظمة التحرير الفلسطينية فى التوقيع على الاتفاقية الانتقالية فى واشنطن فى 23/9/1995.
ظاهرة العملاء العرب
ليس من قبيل المبالغة أن نقول بأن إسرائيل قد نجحت وتنجح يومياً فى تجنيد العشرات من العملاء العرب للعمل معها والتجسس على دولهم وشعوبهم وأقاربهم والعمل ما أمكن لما هو فى مصلحة إسرائيل أولاً وأخيراً.
وتستخدم إسرائيل لتحقيق غرضها هذا أساليب متنوعة تتراوح بين الترغيب والإغراء، وانتهاء بالتهديد والملاحقة، ولعل السنوات الثلاثين الماضية قد أثبتت لنا أن المخابرات الإسرائيلية تحاول جاهدة زرع العملاء العرب فى جميع الدول العربية سواء التى وقعت معاهدات سلام معها كمصر والأردن أو تلك التى تعتبر فى صفوف الدول المعادية لها.
ورغم انكشاف المئات من العملاء العرب خصوصاً فى المناطق التى تحتلها إسرائيل (فلسطين ولبنان) حيث الاحتكاك اليومي المباشر، فلم يسجل التاريخ حتى اليوم _ اللهم إلا إذا كنت أجهل ذلك _ نجاحاً عربياً واحداً فى تجنيد أي يهودي للعمل كجاسوس لأي دولة عربية أو لمنظمة التحرير الفلسطينية التى وصل التغلغل ألمخابراتي الإسرائيلي فيها إلى أعلى مستوى ممكن.
ولعل من المفيد جداً ونحن فى غمرة الحديث عن ظاهرة العملاء أن نميز بين ظاهرة العمالة أو التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية أو العكس وبين المجموعات السياسية الإسرائيلية المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني والتى تناصره لقناعة داخلية وليس مقابل رشوة أو أية فوائد خاصة.
وإذا كانت قضية العميل المصري الأخيرة (عماد إسماعيل) قد كشفت عن يقظة المخابرات المصرية تجاه المحاولات الإسرائيلية المحمومة لزرع العملاء فى جمهورية مصر العربية، إلا أن الاطلاع الكامل على أبطال هذه القضية، تصيبنا بنوع من الإحباط، فعماد إسماعيل عميل عربى/مصرى، والفتاتان الفارتان منى شواهده وزهرة جريس هما كذلك من عرب إسرائيل، وقبل مدة ليست ببعيدة، كشفت السلطات الفلسطينية فى قطاع غزة عن عميل خطير كان يعمل فى صفوف حركة الجهاد الإسلامى، وساعد أجهزة المخابرات الإسرائيلية بتجنيد انتحاريين فلسطينيين لمهاجمة مستوطنة إسرائيلية فى القطاع، وبعد ترتيب المهمة فجرت المخابرات الإسرائيلية حقيبة المتفجرات بالريموت كنترول عن بُعد فقتل الانتحاريان، واتخذت إسرائيل من العملية التى نفذتها أجهزتها مبرراً لإغلاق المناطق الفلسطينية والادعاء بأن السلطة الفلسطينية عاجزة عن ضبط الأمن فى مناطقها.
وليس هذه سوى غيض من فيض، ولا داع للاسترسال أكثر فكلنا يعلم أو يتذكر بأن عملاء عرب كانوا وراء تفجير العديد من السيارات المفخخة فى لبنان وتقول الإحصائيات الإسرائيلية بأن هناك 18 ألف عميل فلسطيني فى الضفة وقطاع غزة طلبت إسرائيل رسمياً من سلطة عرفات عدم ملاحقتهم، ولا نعتقد أن يتضمن هذا الرقم أسماء العملاء الذين لم ينكشف أمرهم بعد!!
لسنا فى معرض سرد التفاصيل، ولا تضخيم الموضوع أو المبالغة فيه، لكن علينا أن نواجه الحقيقة دون لف أو دوران.. إنها حقيقة مؤلمة.. تصيبنا بالقرف والاشمئزاز، وعلينا أن نتساءل لماذا هذا الكم الهائل من العملاء؟!.. وماذا يفسر ذلك؟
صحيح أن معظم دول العالم إن لم يكن جميعها تتجسس على بعضها البعض، فى الحرب وفى السلم، وخصوصاً الدول المتصارعة التى يحاول كل طرف فيها معرفة العديد من الأسرار الحربية عن الطرف الآخر لتساعده فى رسم خططه العسكرية.. فقد نجح السوفييت فى زرع العملاء فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك استطاعت إلـ C.I.A الأمريكية اختراق المؤسسة الرسمية السوفييتية، إلاَّ أن الظاهرة التى نحن بصددها (العملاء العرب) تختلف عن ذلك كل الاختلاف، لأنها ظاهرة من طرف واحد.. إسرائيل تزرع العملاء العرب فى صفوف العرب، والعرب يفشلون فى كشف أسرار الطرف الآخر، إضافة إلى العدد الكبير من العملاء الذى يحتاج إلى وقفة!
أشك كثيراً أن تكون المخابرات العربية لم تحاول أبداً تجنيد العملاء اليهود لصالحها؟!.. وأقول العملاء اليهود ذلك أن محاولة إرسال مواطنين عرب للتجسس على إسرائيل هي مسألة مختلفة ليست موضع حديثنا ولو أنها تمت بشكل بسيط.
ويبدو واضحاً أن المخابرات العربية فشلت فى تجنيد اليهود لصالحها فى حين نجحت فى تجنيد المواطنين العرب للتجسس على بعضهم البعض، واستفادت من المخابرات الإسرائيلية وربما تبادلت المعلومات معها لملاحقة المعارضين لتصفيتهم.
إن الفشل الواضح فى تجنيد العملاء اليهود، فى الوقت الذى نجحت إسرائيل فيه بتجنيد الآلاف من العملاء العرب أكثرهم فى فلسطين ولبنان، ثم مصر، سورية، العراق، تونس.. إنما تؤكد حسب وجهة نظري المسائل التالية:
تماسك الطرف الإسرائيلى داخلياً وهشاشة الطرف العربي، ولعل التخلف من جهة، والنزاعات العربية بين الحكومات، والأحزاب والفصائل والعشائر والقبائل وأخيراً العائلات من جهة أخرى تلعب دوراً مساعداً فى ظاهرة التساقط القائمة.
انعدام الوعي الأمني لدى الجانب العربي، فالمواطن العربي يعتمد على الغيبيات.
انعدام الرادع الفعال فى معظم الحالات، فعدا حالات قليلة، تم فيها محاسبة العملاء، فقد بقى معظمهم يعيثون فى الأرض فساداً دون حساب حتى أن قسماً من العملاء فى المناطق الفلسطينية أصبحوا الآن من المحسوبين على السلطة نفسها.. فأي رادع سيشكل ذلك لدى ضعاف النفوس؟!
المصالح الفردية هي الغالبة فى الوسط العربى، والانتماء الوطني أو القومى ضعيفان إلى أبعد الحدود ،خذوا مثلاً: الهرولة العربية غير المبررة لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل حتى قبل انسحابها التام من الأراضي العربية المحتلة عام67، تلك الهرولة التى لم يوقفها سوى غطرسة نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الجديد.. ويقيناً لو بقي بيريز فى منصبه، لأصبح لإسرائيل اليوم علاقات تجارية ودبلوماسية مع معظم الدول العربية ولماذا نلوم قطر فى حين كان عرفات مجتمعاً مع شمعون بيريز فى الوقت الذى كانت فيه الطائرات الإسرائيلية تقصف (قانا) فى جنوب لبنان.
ما الفرق بين عميل كـ (عماد إسماعيل) قبل التجسس على بلده مقابل حفنة دولارات وبين رئيس بلد عربى ما أن وقع عرفات على وثيقة السلام حتى هرول إلى إسرائيل طالباً ودها وبركتها وخبرتها مقابل فتح أسواقه لها على مصراعيها؟!
ما الفرق بين عميل ترسله إسرائيل إلى الأردن للتجسس على الأردنيين هناك وبين رئيس جهاز مخابرات عربى يتبادل التقارير الأمنية مع إسرائيل؟!
تُرى من هم العملاء؟!.. وهل يجب أن يكتفى شعبنا بمحاسبة العملاء الصغار، أم تجب محاسبة الكبار أولاً؟
قلتُ: يا أقصى سلاماً :: قال هل عاد صلاح ؟؟
قلت : لا إني حبيبٌ :: يرتجي منكَ السماحْ
الصهيــونيـــة
التعــريــف:
الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة، ترمي إلى إقامة دولة لليهود فى فلسطين تحكم من خلالها العالم كله. واشتقت الصهيونية من اسم (جبل صهيون) فى القدس حيث تطمع الصهيونية أن تشيد فيها هيكل سليمان، وتقيم مملكة لها تكون القدس عاصمتها. ارتبطت الحركة الصهيونية بشخصية اليهودي النمساوي "هرتزل" الذى يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الذى تقوم على آرائه الحركة الصهيونية فى العالم.
* التأسيــس وأبــرز الشخصــيات:
للصهيونية العالمية جذور تاريخية فكرية وسياسية تجعل من الضروري لفهم هذه الحركة الوقوف عند الأدوار التالية:
حركة المكابيين التى أعقبت العودة من السبي البابلي (586 - 538م) قبل الميلاد، وأول أهدافها العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان.
حركة باركو خبا (118 - 138م) وقد أثار هذا اليهودي الحماسة فى نفوس اليهود وحثهم على التجمع فى فلسطين وتأسيس دولة يهودية فيها.
حركة موزس الكريتي وكانت شبيهة بحركة باركو خبا.
مرحلة الركود فى النشاط اليهودي بسبب اضطهاد اليهود وتشتتهم. ومع ذلك فقد ظل الشعور القومي عند اليهود عنيفاً لم يضعف.
حركة دافيد روبين وتلميذه سيلومون مولوخ (1501م - 1532م) وقد حثا اليهود على ضرورة العودة لتأسيس ملك إسرائيل فى فلسطين.
حركة منشة بن إسرائيل (1604 0 1657م) وهى النواة الأولى التى وجهت خطط الصهيونية وركزتها على أساس استخدام بريطانيا فى تحقيق أهداف الصهيونية.
حركة شعبتاي زفى (1626 - 1676م) الذى ادعى أنه مسيح اليهود المخلص فأخذ اليهود يستعدون للعودة إلى فلسطين ولكن مخلصهم مات.
الحركة الفكرية الاستعمارية التى دعت إلى إقامة دولة يهودية فى فلسطين فى بداية القرن التاسع عشر.
الصهيونية الحديثة وهي الحركة المنسوبة إلى تيودور هرتزل الصحفى اليهودى النمساوى (1860-1904م) وهدفها الأساسي الواضح قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءاً بإقامة دولة لهم فى فلسطين. وقد فاوض السلطان عبد الحميد بهذا الخصوص فى محاولتين، لكنه أخفق، عند ذلك عملت اليهودية العالمية على إزاحة السلطان وإلغاء الخلافة الإِسلامية.
وقد أقام هرتزل أول مؤتمر صهيونى عالمى سنة 1897م، ونجح فى تجميع يهود العالم حوله كما نجح فى جمع دهاه اليهود الذين صدرت عنهم أخطر مقررات فى تاريخ العالم وهى "بروتوكولات حكماء صهيون" المستمدة من تعاليم كتب اليهود المحرفة التى يقدسونها، ومن ذلك الوقت أحكم اليهود تنظيماتهم وأصبحوا يتحركون بدقة ودهاء وخفاء لتحقيق أهدافهم التدميرية التى أصبحت نتائجها واضحة للعيان فى زمننا هذا الأفــــكار والمعتقــدات:
تستمد الصهيونية فكرها ومعتقداتها من الكتب المقدسة التى حرفها اليهود، وقد صاغت الصهيونية فكرها فى "بروتوكولات حكماء صهيون.
* تعتبر الصهيونية جميع يهود العالم أعضاء فى جنسية واحدة هي الجنسية الإِسرائيلية.
* تهدف الصهيونية إلى سيطرة اليهود على العالم كما وعدهم إلههم يهوه، وتعتبر المنطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض الميعاد التى تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات.
* تعتقدون أن اليهود هم العنصر الممتاز الذى يجب أن يسود وكل الشعوب الأخرى خدم لهم.
* يرون أن أقوم السبل لحكم العالم هو إقامة الحكم على أساس التخويف والعنف.
* يدعون إلى تسخير الحرية السياسية من أجل السيطرة على الجماهير ويقولون: يجب أن نعرف كيف نقدم لهم الطعم الذى يوقعهم فى شباكنا.
* يقولون لقد انتهى العهد الذى كانت فيه السلطة للدين، والسلطة اليوم للذهب وحده فلا بد من تجميعه فى قبضتنا بكل وسيلة لتسهل سيطرتنا على العالم.
* يرون أن السياسة نقيض للأخلاق ولا بد فيها من المكر والرياء أما الفضائل والصدق فهى رذائل فى عرف السياسة.
* يقولون: لابد من إغراق الأمميين فى الرذائل بتدبيرنا عن طريق من نهيئهم لذلك من أساتذة وخدم وحاضنات ونساء الملاهي.
* يقولون: يجب أن نستخدم الرشوة والخديعة والخيانة دون تردد ما دامت تحقق مآربنا.
* يقولون: يجب أن نعمل على بث الفزع الذى يضمن لنا الطاعة العمياء ويكفى أن يشتهر عنا أننا أهل بأس شديد ليذوب كل تمرد وعصيان.
* يقولون: ننادي بشعارات (الحرية والمساواة والإِخاء) لينخدع بها الناس ويهتفوا بها وينساقوا وراء ما نريد لهم.
* يقولون: لا بد من تشييد أرستقراطية تقوم على المال الذى هو فى يدنا والعلم الذى اختص به علماؤنا.
* يقولون: سنعمل على دفع الزعماء إلى قبضتنا وسيكون تعيينهم فى أيدينا واختيارهم يكون حسب وفرة أنصبتهم من الأخلاق الدنيئة وحب الزعامة وقلة الخبرة.
* يقولون: سنسيطر على الصحافة تلك القوة الفعالة التى توجه العالم نحو ما نريد.
* يقولون: لابد من توسيع الشقة بين الحكام والشعوب وبالعكس ليصبح السلطان كالأعمى الذى فقد عصاه ويلجأ إلينا لتثبيت كرسيه.
* يقولون: لابد من إشعال نار الخصومة الحاقدة بين كل القوى لتتصارع وجعل السلطة هدفاً مقدساً تتنافس كل القوى للوصول إليه، ولا بد من إشعال نار الحرب بين الدول بل داخل كل دولة عند ذلك تضمحل القوى وتسقط الحكومات وتقوم حكومتنا العالمية على أنقاضها.
* يقولون: سنتقدم إلى الشعوب الفقيرة المظلومة فى زى محرريها ومنقذيها من الظلم وندعوها إلى الانضمام إلى صفوف جنودنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين والماسونيين وبفضل الجوع سنتحكم فى الجماهير ونستخدم سواعدهم لسحق كل من يعترض سبيلنا.
* يقولون: لابد أن نفتعل الأزمات الاقتصادية لكي يخضع لنا الجميع بفضل الذهب الذى احتكرناه.
* يقولون: إننا الآن بفضل وسائلنا الخفية فى وضع منيع بحيث إذا هاجمتنا دولة نهضت أخرى للدفاع عنا.
* يقولون: إن كلمة الحرية تدفع الجماهير إلى الصراع مع الله ومقاومة سنته فلنشعها هى وأمثالها إلى أن تصبح السلطة فى أيدينا.
* يقولون: لنا قوة خفية لا يستطيع أحد تدميرها تعمل فى صمت وخفاء وجبروت ويتغير أعضاؤها على الدوام وهي الكفيلة بتوجيه حكام الأمميين كما نريد.
* يقولون: لابد أن نهدم دولة الإِيمان فى قلوب الشعوب وننزع من عقولهم فكرة وجود الله ونحل محلها قوانين رياضية مادية لأن الشعب يحيا سعيداً هانئاً تحت رعاية دولة الإِيمان، ولكي لا ندع للناس فرصة المراجعة يجب أن نشغلهم بشتى الوسائل وبذلك لا يفطنوا لعدوهم العام فى الصراع العالمى.
* يقولون: لابد أن نتبع كل الوسائل التى تتولى نقل أموال الأمميين من خزائنهم إلى صناديقنا.
* يقولون: سنعمل على إنشاء مجتمعات منحلة مجردة من الإِنسانية والأخلاق، متحجرة المشاعر، ناقمة أشد النقمة على الدين والسياسة، ليصبح رجاؤها الوحيد تحقيق الملاذ المادية، وحينئذ يصبحون عاجزين عن أي مقاومة فيقعوا تحت أيدينا صاغرين.
* يقولون: سنقبض بأيدينا على كل مقاليد القوى ونسيطر على جميع الوظائف وتكون السياسة بأيدى رعايانا وبذلك نستطيع فى كل وقت بقوتنا محو كل معارضة مع أصحابها من الأمميين.
* يقولون: لقد بثثنا بذور الشقاق فى كل مكان بحيث لا يمكن اجتثاثه، وأوجدنا التنافر بين مصالح الأمميين المادية والقومية وأشعلنا نار النعرات الدينية والعنصرية فى مجتمعاتهم ولم ننفك عن بذل جهودنا فى إشعالها منذ 20 قرناً ولذلك من المستحيل على أي حكومة أن تجد عوناً من أخرى لضربنا وأن الدول لن تقدم على إبرام أي اتفاق مهما كان ضئيلاً دون موافقتنا لأن محرك آلة الدول فى قبضتنا.
* يقولون: لقد هيأنا الله لحكم العالم وزودنا بخصائص وامتيازات لا توجد عند الأمميين ولو كان فى صفوفهم عباقرة لاستطاعوا مقاومتنا.
* يقولون: لابد من الانتفاع بالعواطف المتأججة لخدمة أغراضنا عوض إخمادها ولابد من الاستيلاء على أفكار الآخرين وترجمتها بما يتفق مع مصالحنا بدل قتلها.
* يقولون: سنولي عناية كبرى بالرأي العام إلى أن نفقده القدرة على التفكير السليم ونشغله حتى نجعله يعتقد أن شائعاتنا حقائق ثابتة ونجعله غير قادر على التمييز بين الوعود الممكن إنجازها والوعود الكاذبة فلا بد أن نكوّن هيئات يشتغل أعضاؤها بإلقاء الخطب الرنانة التى تغدق الوعود ولا بد أن نبث فى الشعوب فكرة عدم فهمهم للسياسة وخير لهم أن يدعوها لأهلها.
* يقولون: سنكثر من إشاعة المتناقضات ونلهب الشهوات ونؤجج العواطف.
* يقولون: سننشئ "إدارة الحكومة العليا" ذات الأيدي الكثيرة الممتدة إلى كل أقطار الأرض والتى يخضع لها كل الحكام.
* يقولون: يجب أن نسيطر على الصناعة والتجارة ونعود الناس على البذخ الترف والانحلال ونعمل على رفع الأجور وتيسير القروض ومضاعفة فوائدها عند ذلك سيخر الأمميون ساجدين بين أيدينا.
* يقولون: فى الرسميات يجب علينا أن نتظاهر بنقيض ما نضمر فنستنكر الظلم وننادى بالحريات ونندد بالطغيان.
* يقولون: إن الصحافة جميعها بأيدينا إلا صحفاً قليلة غير محتفل بها، وسنستعملها لبث الشائعات حتى تصبح حقائق وسنشغل بها الأمميين عما ينفعهم ونجعلهم ينجرون وراء الشهوة والمتعة.
* يقولون: الحكام أعجز من أن يعصوا أوامرنا لأنهم يدركون أن السجن أو الاختفاء من الوجود مصير المتمرد منهم فيكونوا أعظم طاعة لنا وأشد حرصاً ورعاية لمصالحنا.
* يقولون: سنعمل على ألا يكشف مخططنا قبل وقته ولا نهدم قوة الأمميين قبل الأوان.
* يقولون: نحن الذين وضعنا طريقة التصويت ونظام الأغلبية المطلقة ليصل إلى الحكم كل من نريد بعد أن نكون قد هيأنا الرأي العام للتصويت عليهم.
يقولون: سنفكك الأسرة وننفخ روح الذاتية فى كل فرد ليتمرد ونحول دون وصول ذوى الامتياز إلى الرتب العالية.
* يقولون: لا يصل إلى الحكم إلا أصحاب الصحائف السود غير المكشوفة وهؤلاء سيكونون أمناء على تنفيذ أوامرنا خشية الفضيحة والتشهير، كما نقوم بصنع الزعامات وإضفاء العظمة والبطولة عليها.
* يقولون: سنستعين بالانقلابات والثورات كلما رأينا فائدة لذلك.
* يقولون: لقد أنشأنا قوانا الخفية لتحقيق أهدافنا ولكن البهائم من الأمميين يجهلون أسرارها فوثقوا بها وانتسبوا إلى محافلها فسيطرنا عليهم وسخرناهم لخدمتنا.
* يقولون: إن تشتيت شعب الله المختار نعمة وليست ضعفاً وهو الذى أفضى بنا إلى السيادة العالمية.
* يقولون: ستكون كل دور النشر بأيدينا وستكون سجلات التعبير عن الفكر الإِنساني بيد حكومتنا وكل دار تخالف فكرنا سنعمل على إغلاقها باسم القانون.
يقولون: ستكون لنا مجلات وصحف كثيرة مختلفة النزعات والمبادئ و كلها تخدم أهدافنا.
* يقولون: لابد أن نشغل غيرنا بألوان خلابة من الملاهي والألعاب والمنتديات العامة والفنون والجنس والمخدرات لنلهيهم عن مخالفتنا أو التعرض لمخططاتنا.
* يقولون: سنمحو كل ما هو جماعي وسنبدأ المرحلة بتغيير الجامعات وسنعيد تأسيسها حسب خططنا الخاصة.
* يقولون: سنتصرف مع كل من يقف فى طريقنا بكل عنف وقسوة.
* يقولون: سنكثر من المحافل الماسونية وننشرها فى كل وسط لتوسيع نطاق سيطرتنا.
* يقولون: عندما تصبح السلطة فى أيدينا لن نسمح بوجود دين غير ديننا على الأرض.
الجــذور الفــكرية والعقائــدية:
الصهيونية قديمة بدأت تظهر مع تحريف التوراة، فالنصوص المحرّفة نفسها هى التى أججت الروح القومية عند اليهود منذ أيامها الأولى. وحركة هرتزل إنما هي تجديد وتنظيم للصهيونية القديمة.
تقوم الصهيونية على تعاليم التوراة المحرفة والتلمود. ولكن لابد من الإِشارة إلى إن عدداً من زعماء الصهيونية هم من الملاحدة، واليهودية عندهم ليست سوى ستار لتحقيق المطامع السياسية والاقتصادية.
الانتشـــار ومواقــع النفــوذ:
الصهيونية هي الواجهة السياسية لليهودية العالمية وهي كما وصفها اليهود أنفسهم (مثل الإِله الهندي فشنو الذى له مائة يد) فهي لها فى جل الأجهزة الحكومية فى العالم يد مسيطرة موجهة تعمل لمصلحتها.
هى التى تقود إسرائيل وتخطط لها.
الماسونية تتحرك بتعاليم الصهيونية وتوجيهاتها وتخضع لها زعماء العالم ومفكريه.
للصهيونية مئات الجمعيات فى أوروبا وأمريكا فى مختلف المجالات التى تبدو متناقضة فى الظاهر لكنها كلها فى الواقع تعمل لمصلحة اليهودية العالمية.
هناك من يبالغ فى قوتها مبالغة كبيرة جداً، وهناك من يهون من شأنها، والرأيان فيهما خطأ، على أن استقراء الواقع يدل على أن اليهود الآن يحيون فترة علو استثنائية.
كشف نائب عربي فى الكنيست "الإسرائيلي" أن منظمة يهودية وزعت مناشير لها باللغة العربية فى المدينة تدعو المقدسيين إلى المغادرة وتعرض مساعدتهم فى السفر لخارج البلاد.
وجاء فى بيان المنظمة أن ليس للعرب حق فى العيش فى البلاد استنادًا إلى التوراة والقرآن الكريم، حسب أهواء وتفسير هذه المنظمة، ونشروا رقم هاتف يمكن للمعنيين بالهجرة الاتصال به للمباشرة بالإجراءات اللازمة.
وقال مواطنون اتصلوا بالرقم المنشور للتأكد من هوية المنظمة التى تقف خلف البيان: إن المتحدث رفض الكشف عن هوية المنظمة، لكنه أبدى استعدادًا لتوفير كافة الإجراءات اللازمة للهجرة والعمل فى أي دولة يختارها المعنى.
وبعد إصرار المتصلين للحصول على تفاصيل أخرى، دعا ممثل المنظمة إلى لقاء شخصى مع المتصلين لعرض مساعدة المنظمة والإجراءات اللازمة للهجرة وإمكانيات المساعدة.
وقال النائب جمال زحالقة -رئيس كتلة التجمع البرلمانية- أمام الهيئة العامة للكنيست: إن "هذه الدعوات لها تمثيل قوى فى الكنيست وفى بلدية القدس.. السياسية "الإسرائيلية" فى القدس هى سياسة تطهير عرقى تحت شعار المحافظة على التوازن الديموجرافى.
وأردف: أهلنا فى القدس محرومون من رخص البناء من جهة، ويتعرضون لسياسة هدم البيوت من جهة أخرى، والهدف هو دفع الناس لترك المدينة.
وأوضح زحالقة: الأصوات التى تدعو للترانسفير والتهجير تتزايد يوماً بعد يوم، وهي ممثلة بقوة فى الحكومة الإسرائيلية بحسب موقع عرب48.
وأكد: "يكفى أن ليبرمان هو وزير خارجية إسرائيل، لذا فهذه الدعوات ليست هامشية بل هي التيار المركزي فى السياسة الإسرائيلية.
وأضاف زحالقة: على إسرائيل أن تعرف أنها لن تستطيع تهجيرنا، لا من القدس ولا من الجليل ولا من المثلث والنقب.. قد يستطيعون قتلنا لكن لن يستطيعوا تهجيرنا.. الفلسطينى بعد النكبة لا يرى فرقًا بين الموت والتهجير وبين اللجوء والإبادة وبين الترانسفير و الجينوسايد، دعوة التهجير بالنسبة لنا هي دعوة للقتل.
الميزان الديموغرافى عام 2025 يرجح كفة الفلسطينيين:
وكان تقرير حكومى مصرى نشر فى مارس الماضي توقع أن تأتي التطورات الديموجرافية خلال السنوات العشر المقبلة فى الأراضي الفلسطينية المحتلة وداخل إسرائيل لمصلحة الفلسطينيين، معتبراً أن العامل الديموجرافى فى الصراع يميل لصالح الفلسطينيين، من أجل ذلك يبذل يهود إسرائيل جهوداً فى هذا الإطار لوقف تزايد السكان الفلسطينيين وسط دعوات لطردهم من إسرائيل.
واستعرض تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء تحت عنوان "الصراع العربي الإسرائيلي.. هل يحسم ديموجرافياً؟،
نشأة الحركة الصهيونية وتأسيس وطن لليهود والحروب العربية - الإسرائيلية ونشأة حركة فتح، ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس التى قال التقرير إنها تتكون من قيادات الإخوان المسلمين الذين رفضوا الاشتراك فى حركة فتح.
وذكر التقرير أن عدد السكان فى فلسطين -الضفة الغربية وقطاع غزة- وصل إلى نحو 4ملايين نسمة عام2005، متوقعاً أن يتخطى هذا العدد 7.4مليون نسمة عام2025، أما إسرائيل فإن عدد السكان اليهود فيها وصل إلى 5.3 مليون نسمة عام 2005، لكنه لن يتخطى 6.5مليون نسمة عام2025.
كما تحدث التقرير عن العرب داخل إسرائيل الذين قال إن عددهم سيقفز من 1.4عام 2005 إلى 2.3عام2025.
ولفت التقرير إلى أن نسبة السكان أقل من 15عاماً فى فلسطين بلغت عام2005 نحو45.5%، متوقعاً أن تنخفض إلى حدود36.5% عام2025، فيما بلغت هذه النسبة بين العرب فى إسرائيل عام2005، 41% لتنخفض إلى35.1% عام 2025. أما بين السكان اليهود، فبلغت نحو 25.4%، متوقعاً انخفاضها إلى 23%، وفقاً لـ "فلسطين اليوم".
وقال التقرير: أن نسبة السكان فى سن العمل (15-64عاماً) فى الأراضى الفلسطينية بلغت عام2005 نحو51%، متوقعاً أن ترتفع إلى أكثر من60% عام 2025، فيما بلغت هذه النسبة بين العرب فى إسرائيل عام2005 نحو56% ترتفع إلى60% عام 2025. أما بين السكان اليهود، فبلغت نحو63%، متوقعاً انخفاضها إلى62% عام2025.
وعن نسبة الإناث فى سن الحمل من 15-49 عاماً، قال التقرير: إنها بلغت فى الأراضي الفلسطينية فى العام2005 نحو46%، متوقعا أن ترتفع إلى أكثر من 52% عام 2025، فيما بلغت هذه النسبة بين العرب فى إسرائيل عام2005 نحو48%ترتفع إلى 49%عام2025، أما بين السكان اليهود، فبلغت نحو 47%، متوقعاً انخفاضها إلى 45% عام2025.. فيما توقع أن تتساوى معدلات الهجرة الخارجة والداخلة بين العرب فى "إسرائيل" بحلول عام 2025 بحيث تصل معدلات الهجرة الدولية إلى صفر، فيما توقع أن تنخفض معدلات الهجرة الدولية بين اليهود من1.5 لكل ألف فى الفترة من2001-2005 إلى0.1 لكل ألف فى الفترة من2021-2025.
وقال باحثون فى مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار: إن تحليل هذه البيانات يعني أن الميزان الديموجرافى سيميل لمصلحة الفلسطينيين بحلول عام 2025.
لكنهم تساءلوا: هل يكفى هذا العامل لحسم الصراع؟
موضحين أن هذا يتوقف على بقية العوامل الأخرى السياسية والاقتصادية والعسكرية والظرف الدولى والإقليمى وعوامل أخرى.