منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الأرمن وأحداث 1915

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأرمن وأحداث 1915  Empty
مُساهمةموضوع: الأرمن وأحداث 1915    الأرمن وأحداث 1915  Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 9:16 pm

الأرمن وأحداث 1915


النقطة التي وصلت إليها إدعاءات "الإبادة الجماعية الأرمنية" عام 2015


تدعي الدولة الأرمنية بأن "القوات العثمانية" قامت عام 1915 بارتكاب إبادة جماعية ضد الطائفة الأرمنية، وتحاول الدولة الأرمنية بجميع مؤساستها ولوبياتها المنتشرة حول العالم دعم القضية وجعل العالم يتقبل القضية وأنها فعلًا إبادة جماعية قامت بها الدول العثمانية. وعلى الصعيد الآخر تدعي الجمهورية التركية "أن جميع هذه الإدعاءات لا أصل لها من الصحة ولا تستند لأي معلومات أو وثائق تاريخية أرشيفية أكيدة".
تناول العديد من الباحثين والمختصين الأتراك النقطة الدبلوماسية والسياسية الأخيرة التي وصلت إليها ادعاءات الإبادة الجماعية الأرمنية في الفترة الأخيرة، وبعد قبول ادعاءات الإبادة الجماعية الأرمنية في عدة برلمانات للدول الكبرى تأتي على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي قبلت الإبادة الجماعية الأرمنية بنسبة جزئية   بتاريخ 10 نيسان/ أبريل 2014، تحاول الدولة واللوبية الأرمنية إلى جعل الأمم المتحدة إلى قبول ذلك الملف.
وفي دراسة متعلقة بنفس الشأل للباحث التركي كمار قاسم تحت عنوان "تقييم التطر الأخيرة للإدعاءات الأرمنية" قدّم الباحث تقييمًا موضوعيًا للنشاطات الأرمنية الدبلوماسية التي كانت تخطط لجعل ادعاءاتها حول الإبادة الأرمنية تُقبل في ستين دولة، في حين قُبلت فقط في 15 دولة، وهذا يعني عدم كفايتها الدبلوماسية في جعل الأمم المتحدة تقبل هذه الادعاءات الركيكة وغير المعتمدة على أي أساس تاريخي أو أرشيفي.
وعلى صعيد متصل يوضح قاسم أنه "في الحقيقة هناك نشاطات مكثفة للدولة والجماعات الأرمينية في الدول التي قُبلت بها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف الدول الأرمنية إلى جعل علاقتها تتدهور بشكل سيء مع تركيا التي تسعى أرمينيا إلى جعلها دولة وحيدة في العالم".
ويشير قاسم إلى أن "القرار الأمريكي على الرغم من أنه قُبل من قبل الكونغرس الأمريكي بنسبة جزئية إلا أن الرئيس أوباما استعمل مصطلح "النكبة الكبرى" بدلًا من "الإبادة الجماعية" لتجنب تدهور العلاقات الأمريكية التركية في ظل حاجة تركيا المُلحة والمستمرة للولايات المتحدة الأمريكي لتركيا الشريك الأكبر والأساسي لها في الشرق الأوسط، وهذا الأمر يؤكد بأنه لا يمكن للقرار البرلماني الأمريكي أن يتحول إلى نسبة مطلقة في ظل الحاجة إلى التعاون المستمر بين الطرفين، كما أن الضغوط الدبلوماسية التركية المستمرة على الإدارة الأمريكية جعلت الإدارة الأمريكية تأخذ الحذر في قضية قبول أمر الإبادة الجماعية الأرمنية".
ويفيد المختص بشأن الاتحاد الأوروبي باريش أوزدال، في دراسة له بعنوان "مدى تأثير القضية الأرمنية على العلاقات التركية الأوروبية" بأن "الأرمن ولوباتهم في أوروبا استطاعوا بالفعل جعل البرلمان الأوروبي يقبل بموضوع "الإبادة الجماعية" عام 1987 لكن قرارات الاتحاد الأوروبي تُعد قرارات توصية وغير مُلزمة للدول الأعضاء، وإلى يومنا هذا لم يتمكن اللوبي الأرمني من جعل الاتحاد الأوروبي يقبل موضوع "الإبادة الجماعية" بشكل مُلزم".
ولكن يوضح أوزدال أنه "على شكل فردي قامت بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا بقبول "الإبادة الجماعية" بشكل رسمي ونهائي بتاريخ 15 كانون الثاني/ يناير 2001، وكما قام البرلمان الفرنسي المُتعرض لضغط كبير من قبل اللوبي الأرمني بقبول القانون الذي يحث على سجن ومعاقبة كل من ينكر "الإبادة الجماعية" الأرمنية، هذا القرار شجع اللوبي الأرمني في دول أوروبية أخرى مثل "هولاندا وسلوفاكيا وبولندا وليتوانيا" العمل على جعل برلمانات هذه الدول قبول "الإبادة الجماعية" على فترات متفاوتة مابين عامي 2001 وعام 2015".
ويبين الباحث المختص بالعلاقات الأرمنية الأمريكية حاتم جبرائيل أن "القرارات التي تقبل "الإبادة الجماعية" الأرمنية عادةً ما يتم قبولها بعد تدهور العلاقات بين تركيا وأحد الدول الغربية وتُستخدم هذه القضية في الغالب كوسيلة ضغط على تركيا وليس كقضية مبدئية، وأما بالنسبة للاتحاد الأوروبي فإن قضية "الإبادة الجماعية الأرمنية" ماهي إلا سلاح في يد الدول الأوروبية التي تقف ضد الانضمام الكامل لتركيا للاتحاد الأوروبي، وفي حين تراجعت تركيا عن الانضمام الكامل للاتحاد الأوروبي ولو قامت بإنشاء علاقات جيدة مساندة للسياسات الأوروبية في المنطقة فإنه من الممكن جدًا أن تسعى الدول الأوروبية، الغير مقتنعة أصلًا بالإبادة، إلى التخلي عن قوانين الإبادة".
ويردف جبرائيل بالقول "قيام تركيا بطرح رأيها حول إنشاء لجنة أبحاث تاريخية أرشفية علمية مستقلة تبحث موضع الإبادة ويتم تمويلها وتخصيص كادرها دوليًا حتى تتمتع بموضوعية وشفافية ترضي الطرفين وعدم تلقي تركيا أي رد رسمي من أرمينيا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي أثبت مدى ركاكة الادعاءات الأرمنية وألجمت نشاطها بشكل كبير خلال عام 2015، حيث خلال هذا العام تجمدت أنشطة الأرمن وتوقفت بسبب قيام الكثير من المجالس البرلمانية، التي طلب الأرمن منها قبول الإبادة، بمطالبة الأرمن بقبول الطرح التركي ليتم قبول القرار اعتمادًا على الأسلوب البحثي والعلمي مما جعل الأرمن تتجه لاصطناع الوثائق التاريخية وعرضها كدليل ولكن لم تفلح الأرمن في إقناع المجالس البرلماني بصحة ادعاءاتها مما جعل نشاطاتها بخصوص هذا الأمر تتجمد".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأرمن وأحداث 1915  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأرمن وأحداث 1915    الأرمن وأحداث 1915  Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 9:19 pm

مذابح الأرمن.. من المتورط؟


أولًا- من هم الأرمن؟
هم شعب ينتمي للعرق الآري، وبلاده تمتد من أرمينيا التاريخية إلى الشرق من المنابع العليا لنهر الفرات وحتى بحر قزوين وإيران، وتحدها من الجنوب سلسلة جبال طوروس الأرمنية، في حين تمتد أرمينيا الصغرى إلى الغرب من منابع نهر الفرات. وتبلغ مساحة أرمينيا العظمى وأرمينيا الصغرى معًا، حسب بعض المؤرخين، نحو 358 ألف كيلومتر مربع، وهي تعادل نحو 12 ضعف مساحة جمهورية أرمينيا الحالية.
ثانيًا- الأرمن والأمويون:
لقد كانت علاقة الأمويين بالأرمن علاقة الحليف بحليفه، وكان هذا التحالف ضد الإمبراطورية البيزنطية، والفارسية، وكان الأمويون قد أبدوا بهذا الحلف عن نظرة سياسية ثاقبة؛ فأرمينيا تتوسط هذه الإمبراطوريتين، ومثل هذا الحلف لا يؤدي إلى الخلف، بل إلى التقدم؛ وهذا ما حصل.
ثالثًا- الأرمن والعباسيون:
لقد حصل الأرمن على ما لم يكونوا يحلمون به، وهو الاستقلال باختيار من كان يعتقد أن من واجبه منع مجرد الحلم بمثل هذا الحلم؛ لقد كانت أرمينيا ذات نظام سياسي تابع للخليفة بشكل أو بآخر، وأرمينيا مؤلفة من إقطاعيات مسيحية تغلغلت بينها بعض المواقع الإسلامية، وكانت حائرة بين جذب البيزنطي لها، وجذب العربي، وكان الذي قطع هذه الحيرة هو الخليفة العباسي الذي عرض على البيزنطي أن تكون إرمينيا مملكة مستقلة، وعاصمتها آني.
******
يعتقد “كلود كاهن” أن لا بد من إزالة أوهام راسخة روجتها دعاية الصليبيين ضد المسلمين؛ فعندما انتشر الإسلام واستقرت الأحوال لم يعد “للذميين” تلك المكانة التي كانت لهم قديمًا، يوم كانت الدولة الإسلامية في بداية نشأتها، إلا في عهد الحاكم بأمر الله، والذي كان يبدي من نفسه بعض الأفعال التي لا يأتيها عاقل.
“… ما أكثر الشهادات التي تثبت خلاف ذلك -يقصد كاهن خلاف تلك الأوهام المروجة-؛ ذلك أن المسيحيين المحليين ما إن يعود الاستقرار ويستتب الأمن حتى يتنفسوا الصعداء ويشيدون بسلطة السلاجقة”. وهولاء المسيحيون لم يستعينوا قط بالجند الغربي.
لقد بدأت الأزمة الحقيقية حينما هاجمت شريحة من المغول خرسان، وكان من بين هؤلاء المغول مسيحيون نساطرة، وكان كبيرهم أب مسيحي من آسيا الوسطى؛ فولدت عنده شخصية الأب يوحنا، إنها شخصية “بحث عنها الغرب تجاوبًا مع كوارث التاريخ، عند المغول ثم الحبشة”.
ومن جانب آخر، استقر الصليبيون الأوربيون في أثناء انهيار الدولة السلجوقية في سوريا وفلسطين وفيما وراء الفرات حتى مدينة الرها (أدس) الأرمنية اليونانية، وقد كان استقرارهم لإهمال المسؤولين، وانهماك المواطنين في المدنية رغم أن الظروف كانت توجب عليهم التفاتًا للجانب القتالي.
لقد كان الاعتداء الصليبي وحشيًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ورغم محاولات الأمراء المتحررين من تبعية السلطنة ومحاولتهم عقد اتفاق مع الفرنجة؛ إلا أن الغزاة لم يظهروا أي رحمة بالسكان المحليين العزل، وهذه الوحشية أعادت لمفهوم (الجهاد) قيمته التي يحتاجها ليفعل في نفس المؤمن مفعوله العجيب. وكانت القيمة التي استرجعها مفهوم الجهاد عبر خطوة تنبه لها القائد “عماد الدين زنكي” وهي خطوة لا بد منها لتوحيد الصف الذي شققته الخلافات المذهبية، وقد كان عماد الدين يتمذهب بمذهب سني هو المذهب الأشعري، القائم على أساس نظر له الإمام “أبوالحسن الأشعري” صاحب المذهب، وهو ما يسمى (العقائد المشتركة) وكان الدافع للتنظير لهذا الرأي شيوع التكفير بين طوائف المعتزلة والخوارج وأهل الحديث والشيعة، وقد استمر على هذا الهدي السلطان “نور الدين بن عماد”.
وكانت مصر، المحكومة من قبل الفاطميين، مهددة من الغزاة الصليبين؛ فأرسل نورالدين إليها جيشًا كرديًا عرمرمًا بقيادة “شيركوه” الذي توفى بعد أن استقر في مصر، فخلفه “صلاح الدين” الذي لم يحد عن سياسة ونهج نورالدين، وكان صلاح الدين قد ألغى الخلافة الإسماعيلية بعد انتصاره المشهور، وقد ناصر صلاح الدين جموع سنية، فالمصريون رغم أنهم محكومون من قبل عائلة تصنف من غلاة الشيعة؛ إلا أنهم بقوا سنة، لكن قلوبهم لانت لجانب آل البيت.
وقد اعتمد الأيوبيون بعد وفاة صلاح الدين على سياسة السلم، وقد ازدهرت بين البلدين والمواطنين علاقات تجارية، لكن أوقات السلم تنقطع بين فينة وأخرى، والغرب الذي يبادر إلى قطع هذه العلاقة لاحتراقه على القدس.
لقد كانت الدولة الأيوبية تجنح للسلم علّ الغربي يجنح؛ فأرسل السلطان الأيوبي إلى الطرف الغربي يقترح أن تكون القدس مدينة منزوعة السلاح، متاحة للجميع، فتم الاتفاق؛ لكن الاستنكار كان كبيرًا لهذه الخطوة الواعية كالعادة.
يؤكد “كلود كاهن” على أن: “… المناخ الذي عاشه المسيحيون المحليون واليونان في الغرب، والأرمن، وأحيانًا السريان أصحاب عقيدة الطبيعة الواحدة للمسيح، في الشرق، غدا لا يختلف في شيء عن المناخ الذي عاشه المسيحيون في الدول الإسلامية القديمة -لاحظ المعيار هو الدولة الإسلامية القديمة- بل كان أحيانًا أفضل منه من حيث الحقوق والواقع المعيش … كان ذلك المناخ أشبه بانصهار عناصر شديدة التنوع في بوتقة واحدة، ضمنتها الدولة السلجوقية الواحدة، التي لم يكن فيها من يترحم على الدولة البيزنطية؛ حيث كان فيها من يبكون من وطأة الضرائب وكثرتها، ومن يشكون من التمييز الديني”.
******
تحت قيادة “جنكيز خان”، كان غزو المغول للعالم الإسلامي كارثة أعظم مع سيطرة الصليبيين على أكثر الأراضي الإسلامية. ففي عام 1256 غرقت بغداد في دماء أهلها، وذبح آخر خليفة عباسي على يد “هولاكو”. وقد أعلن كل من الأرمن وفرنجة أنطاكية خضوعهما التام لمن ظنا أنهم حلفاؤهما ضد المسلمين، وشاركا في حصار حلب، ثم احتلال دمشق، وغمرت الفرحة قلوب بعض المسيحين؛ لأنه كان من بين المغول إخوان لهم من النساطرة، وكان الاعتقاد أن نهاية الإسلام قد بدأت.
لقد خاب أمل هؤلاء المستبشرين بالغزو المغولي خيبة جعلت أحفادهم من بعض مؤرخي عصرنا الحديث كما يقول كاهن “ينتابهم حنين في غير موضعه إلى المغول؛ فيأخذون على أوربا تفويتها فرصة تاريخية سنحت بظهور المغول، للقضاء نهائيًا على الإسلام، ونسوا المجازر التي ارتكبها المغول بحق المسيحيين في أوربا الشرقية والتي لاتقل همجية عن تلك التي ارتكبوها بحق مسلمي آسيا الغربية”.
بعد كل ذلك، لا تسأل عن التعايش؛ فالمسلمون لم يصفحوا عن أولئك الذين أعانوا عليهم المغول، وستظهر أزمة عدم تسامح وتعصب ديني، وستستمر حتى يومنا هذا، مع انقطاع طويل واختفاء لهذه الأزمة تحت الرماد، وهذه الحالة وإن كانت غير كافية؛ إلا أنها بمبادرة وتجاهل من المسلمين. لقد ارتفع سهم التزمت الفقهي مع الانحسار الاقتصادي، وظهر تحالف العسكري والفقي، وهنا بدأ عصر الانحطاط الإسلامي.
وقد لاحظت أن الدافع إلى الانطواء على النفس وعدم الانفتاح على الآخر هو غدر ذلك الآخر، الذي جعل العلماء المتشددين يملكون حجة ووجاهة نظر، ويحرج أمثال “المأمون” وفيلسوف العرب الأول “الكندي” و”ابن رشد” وغيرهم ممن كانوا يدافعون عن الانفتاح، وأن الحق في الانفتاح، والذي لا يعكس الانصراف عن علوم السلف، بل يعكس الثقة فيها.
ولم يبق لنا في هذا العرض الأول والمختصر لتاريخ العلاقة بين شعب الأرمن والأمة الإسلامية ممثلة برجال السياسة، إلا ذكر أن الفاتح العثماني ما كان ليفتح القسطنطينية لولا نقمة المسيحيين على إخوانهم اللاتينيين، وضمان قوة العثمانيين ومقدرتهم على حمايتهم، والعيش في ظل الدولة الإسلامية محميين من أنفسهم قبل الآخرين، ولولا أنهم لم يعلموا ذلك، ما كانوا ليغامروا هذه المغامرة.
******
#مقدمة ثانية: الأرمن والعثمانيون “حديثًا”
لقد جاء وقت كانت فيه رقعة الدولة العثمانية على القارات الثلاث، آسيا وأوربا وإفريقيا، والأكثرية الساحقة من سكان الدولة في آسيا كانت للمسلمين، أتراكًا وعربًا وأكرادًا، مع أقلية مسيحية ويهودية. أما في البلقان، فكانت الأكثرية من المسيحيين اليونان والبلغار والصرب والجبل الأسود والڤلاس، مع أقليات مسلمة من البوسنيين ومعظم الألبان والبوماك -المسلمين البلغار-؛ هذه تقسيمات سكان الدولة.
وقد كانت الدولة تفرض على المسلم ضرائب الزكاة، وغير المسلم ضرائب الجزية، وللمعلومية، لقد كانت الجزية كضريبة أخف من ضريبة الزكاة، ولسنا نريد الخوض في توضيح بعض المفاهيم المشوشة عن عمد لكي لا نتوه عن هدفنا من هذا التوثيق.
لقد تمتعت جماعات “الذميين” بقدر من الاستقلالية في ممارسة شؤونهم الخاصة، وكانوا ممثلين بزعمائهم الروحيين في تعاملاتهم مع ممثلي الدولة، وهذا التفاعل يتم تحت نظام اسمه ” نظام الملة” هذا النظام الذي أسيء فهمه، على حد تعبير المؤرخ “إريك زوركر”، وقد حدد السبب وهو عجيب ولا يتعجب من علم السبب الحقيقي؛ وهو أن الباحثين كتبوا ما كتبوا بناءً على التنظير وليس ما هو بالفعل (!) لقد كان الذميون يتمتعون باستقلال، لكن سجلات المحاكم الشرعية العثمانية (قاضي سجلاري) تسجل اعتماد المسيحيين واليهود على المحاكم الشرعية الإسلامية وعزوفهم عن التحاكم إلى محاكمهم الخاصة.
#الثورة الفرنسية:
لقد كان تأثير الثورة الفرنسية على أفراد الطوائف المسيحية من المثقفين في الدولة، أما المسلمون فلم يتأثروا بشكل لافت، أما على مستوى الخليفة، فقد كان هناك تأثر، لكن للأسف ليس بالثورة، بل بالملك صاحب الصلاحيات المطلقة والذي انتهى به آخر المطاف إلى المقصلة؛ إن هذا لمحزن، وإنه لكريه، أن يكون الحاكم بلا آلة ولو حتى كانت (المؤخرة) -وليسامحني القارئ العزيز- ليعتبر، ويخاف من غضب الناس الذين ملوا الذل والهوان؛ ماهذه القسوة التي لا تجعله يفكر في احتمال أن يلقى مثل حال من أعجبهُ بعض حاله؟ ما هذا الأمان لمكر العبيد؟ قيل من أمن العقوبة أساء الأدب.
لقد تمسك المثقفون بخيار الحرية، ومن الحرية من وجهة نظرهم (حق تقرير المصير) والانفصال عن الإمبراطورية العثمانية وحق الحكم الذاتي، وقد شهدت سنة 1808 بداية العصيان الصربي المسلح، وقد كان قبل تحوله للمسلح مجرد احتجاجات على تجاوزات أصحاب الأراضي (المسلمين والانكشارية). ولن ندخل في معمعات مشروعية هذه الخطوة. لكن، من المهم أن نذكر أن القائد الأول لهذه (الحركة الانفصالية) كان تاجر خنازير يدعى “قره جورج”، وهو أحد أعضاء (فيليكي إيتريا)، وهي جماعة أخوية سرية تعيش على أمل إحياء الإمبراطورية البيزنطية التي قضت نحبها على يد السلطان الشاب ذي (21) ربيعًا، محمد الثاني بن مراد العثماني “محمد الفاتح”، ضد حلف مكون من البيزنطيين والبنادقة والجنويين بقيادة قيصر الروم الإمبراطور قسطنطين پاليولوگ الحادي عشر.
وفي حالة توتر بين الباب العالي وجنوده الانكشارية، قاد قره جورج انتفاضة في صربيا ضد تجاوزات حاميات الانكشارية عام 1804. وقد تسامحت حكومة سليم الثالث مع هذه الانتفاضة، وذلك لانخراطها في صراع أهم مع الانكشارية، عصب حياة دولة آل عثمان، والذين سيصبحون في آخر الأمر عصب الموت لدولته. وبعد سنتين من التاريخ أعلاه، انتفضت مرة أخرى الجماهير، ونتجت عن انتفاضتهم هذه معاهدة بين القائد الصربي ميلوش أوبرانوفيتش والعثمانين تقضي بحكم ذاتي لإمارة صربيا.
1821: لقد ترأس “ألكسندر إبسلانتيس”، وهو جنرال في الجيش الروسي، جمعية (فيليكي إيتريا)؛ واعتبر هو ومجموعته أن الوقت قد حان من أجل قيام ثورة شاملة، وعينهم على احتلال الأفلاق ورومانيا، من أجل إقامة إمبراطورية بيزنطية جديدة بقيادة يونانية، وليس فقط دولة قومية يونانية، وقد فشل الغزو المرافق لهذه الثورة لعدم اتفاق القوم؛ إلا أن ثورة شعبية أخرى متأثرة بأفكار الجمعية ضجرت من سوء الحكم العثماني قد اندلعت، وبالرغم من انقسام الثوار؛ إلا أنها انتصرت 1812/ 1824. وبعدها بسنة، وبطلب من السلطان؛ تدخل المصريون وكادوا ينهون نجاحاتهم المبهرة بانهيار المتمردين بشكل كامل لولا أن تدخلًا أوربيًا حدث، وهو عن تعاطف ليبرالي مع أصحاب الحضارة الكلاسيكية وطموحات القومية اليونانية، وقد كان محدودًا بالدعم المعنوي والسلاح. ولولا أن الغرب الأوربي كان يخاف أن تتحول دولة اليونانيين إلى دمية في يد الروس، وإلا لاستجابوا لدعوة القيصر الروسي في التدخل العسكري وإقامة هذه الدولة.
1860: تطورت المشاكل بين المسيحيين الموارنة والدروز في جبل لبنان إلى حرب أهلية؛ لقد ثار المسيحيون على الإقطاعيين الدروز والموارنة معًا، وتدخل المقاتلون الدروز وارتكبوا مذابح ألفية في الفلاحين، وبعدها قام بعض الغوغاء من المسلمين بقتل 500 مسيحي في دمشق؛ لقد كان الباب العالي مجاهرًا بعجزه، لذلك لم يجد بدًا من توكيل متصرف عثماني مسيحي يعين بموافقة القوى العظمى التي ضغطت عليه.
1866: وقد ثار سكان جزيرة كريت احتجاجًا على سوء إدارة العجوز العثمانية، ثم تحولت ثورتهم إلى حركة قومية للوحدة مع اليونان، والأخيره تحمست فأرسلت المقاتلين لدعم الثوار، وحثت روسيا الدول الأوربية على التدخل؛ إلا أن تردد بعض الدول منع دون ذلك، وتم الاكتفاء بالضغط على الباب العالي بالعفو والإصلاح وبذلك انتهت الثورة 1868. وقد كان الإقطاعيون المسلمون في البوسنة والهرسك في أخذ ورد مع الفلاحين المسيحيين الغاضبين من 1853 حتى 1862 وانفجرت ثورة دعمها الجبل الأسود، قمع الحاكم العثماني هذه الثورة واحتل الجبل الأسود، وقد كاد هذه الاحتلال أن يكون نهاية تواجد العثمانيين في أوروبا.
لقد كان المصرفيون الأرمن يقرضون حكومات الإصلاح العثماني التي تعاني من أزمة مالية ملازمة وبنسب فائدة عالية تصل من 16: 18% سنويًا. وفي تلك الأوقات، كانت الطبقة البرجوازية اليونانية والأرمنية أكثر ثقة. كما أن علاقتها بأوروبا أدت إلى نشر الأفكار السياسية الفرنسية بين أفراد الطبقة التي دبت فيها حركة بروستانتية.
******
مع التدخل الفاعل من قبل القوى الليبرالية العظمى في الشأن العثماني، ومع تفاقم مشاكل المقدونيين والأرمن، ومع استخدام الجمعيات السرية والتنظيمات الإرهابية تكتيكات لحث هذه القوى على التدخل العسكري، إلا أن تلك الدول تكتفي بالمطالبة بالإصلاحات وقدرًا من الحكم الذاتي. إنها في الواقع خطة لاستنزاف ما بقي من نشاط العجوز العثمانية، وهذه السياسة مازالت محل ثقة تلك الدول العظمى.
وفي 1887: شكلت مجموعة من الطلاب الأرمن في جنيف جمعية قومية راديكالية تدعى “الجرس” وتبعتها جمعية أكثر اعتدالًا وأكثر توجهًا إلى الديمقراطية تدعى “الاتحاد الثوري الأرمني”، وقد توسل هؤلاء الإرهاب للفت انتباه العالم؛ فوجه لهم فرقة الحميدية، وهي فرقة غير مسجلة (شبيحة)، فقتلت في خريف 1894 أعدادًا كبيرة من الأرمن. وبعد ذلك بسنة واثنتين احتلت مجموعة أرمنية المركز الرئيس للمصرف العثماني، وقد تسبب ذلك بمجزرة أمام ناظر القوى العظمى الفرحة بتصرفات هذه العجوز المخرفة، وبذلك خمدت المنطقة وانتهت المعارك.
#حركة تركيا الفتاة:
عبدالحميد أنشأ المؤسسة التربوية الحديثة التي ستخرج أجيالًا من المتعلمين الذين سينجذبون بطبيعة الحال إلى الأفكار الليبرالية مع الوطنية العثمانية التي نشهرها “العثمانيون الشبان”، وهؤلاء نشيطون فكريًا وبشكل سري، وكانت مؤلفاتهم ورسائلهم رائجة في مدارس الملكية والحربية. لقد كان عبدالحميد البديل لمراد الخامس الذي تولى بعد انتحار السلطان عبدالعزيز 1878 وكان انتحاره قد أثر على مراد لدرجة الحكم عليه بعدم الأهلية للخلافة.
ظهرت شائعات أن مراد قد تعافى مما جعله مؤهلًا لاستعادة العرش، ولكن عبدالحميد الذي قرب أهل التصوف كان متمسكًا بالخلافة، فقامت محاولتان للانقلاب عليه: إحداها للعثمانيين الشبان، والثانية لأصدقاء مراد الماسونيين. والمحاولتان قد فشلتا.
1889: وكان عبدالحميد قد عطل الدستور وأغلق البرلمان، وكانت أول مجموعة معارضة قد أبصرت النور في المعهد الطبي العسكري؛ عندما أسس أربعة طلاب (جمعية الاتحاد العثماني) الداعية إلى استئناف العمل بالدستور وفتح البرلمان.
انتقلت هذه الجمعية إلى باريس، وبقيادة العلماني “أحمد رضا” اتخذت الجمعية تسمية، هي شعار للوضعيين، “جمعية النظام والترقي”، لكن جماعتهم في إسطنبول رفضت هذه التسمية واختارت (جمعية الاتحاد والترقي).
بالرغم من أن تركيا الفتاة قد ناضلت لإعادة إحياء البرلمان، وكانت ضد الحكم السلطاني الأوتوقراطي؛ إلا أنها لم تكن حركة ديمقراطية. وقد كان للمفكر الفرنسي غوستاف لوبون أثر عظيم في الاتحادين. وقد كانوا معارضين لما رضي به الشق الثاني من المعارضة وهم الماسونيون والأرمن ومجموعة صباح الدين من مشروعية التدخل الأجنبي والعنف في سبيل إزاحة عبدالحميد، وذلك خوفًا على استقلالية الإمبراطورية.
لقد نجح العثمانيون الشبان بعد نضال قد تجاوزتُ ذكر تفاصيلة في إعادة العمل بالنظام الدستوري وفتح البرلمان، وكانوا توقعوا أن يكون ذلك النجاح آية مصداقيتهم عند الدول الغربية الليبرالية التي كانوا يتوقعون دعمها؛ إلا أن توقعاتهم لم تقع، وآمالهم عادت إليهم خائبة، فقد قسمت أراضي الإمبراطورية على الطرف الأوروبي على النمسا وبلغاريا واليونان، وبريطانيا راضية، وباقي الدول العظمى ساكته. وحينها علم الاتحاديون أن عليهم أن يستخدموا الورقة الإسلامية والمقاومة، خاصة وأن ضغط التوسع الإمبريالي في مشاريع حكومتي فرنسا وبريطانيا وألمانيا ظاهر في العراق وسوريا. ولقد أحست إيطاليا بأنها لن تكون قوة عظمى بلا توسع إلى الجنوب في ليبيا، ولما ضمنت موافقة بريطانيا وفرنسا وسكوت ألمانيا والنمسا، سعت إلى طرابلس الغرب واحتلتها بدعوى خوفها على مواطنين طليان من المتعصبين الإسلاميين؛ عندها قرر الاتحاديون دعم مجاهدي الطريقة السنوسية (ومنهم شيخ المجاهدين عمر المختار)؛ فدفعت بضباط قادوا البدو في هجمات ناجحة أعاقت تقدم الطليان.
#العثمانيون في الحرب العالمية الأولى:
لم يكن الحليف الألماني واثقًا من جاهزية وقدرة العسكرية العثمانية؛ إلا أنهم شجعوا العثمانيين على اتباع استراتيجية هجومية. ولقد كلفت ألمانيا القائد “برونسارت فون شلندروف” برئاسة أركان الجيش العثماني.
وعلى جبهة القوقاز، كان الروس أول المهاجمين؛ إلا أن الجيش العثماني تمكن من صدهم بنجاح. هذا النجاح سيكون سببًا للخسارة الفادحة أمام الروس بعد ذلك؛ فـ “أنور باشا”، الذي أخذ المخططات الألمانية بحماس شديد، نسي أن مع الروس قوة غير العسكرية وهي الطبيعية. لقد هزم الجيش العثماني الذي يتألف من 90 ألف عسكري ولم يتبق منهم سوى 12 ألفًا.
#القضية الأرمنية:
ترك هذا الإخفاق العسكري التام شرقي الأناضول الباب مفتوحًا أمام الروس، ومن الباب نفسه سيدخل الموت على الشعب الأرميني الذي رأى في الانتصار الروسي فرصه لا تعوض لنيل الاستقلال وإقامة دولة أرمينية. وقد شجع الروس هذه الطموحات، بل إن بعض الأرمن انضموا إلى الجيش الروسي رسميًا، وهؤلاء غير الذين فروا من الخدمة في الجيش العثماني.
لقد وصل الغضب في حكومة الاتحاد والترقي إلى غايته، فصدر قرار بإخلاء المنطقة من الأرمن وإسكانهم دير الزور، وبحلول صيف عام 1915 كان شرقي الأناضول خاليًا تمامًا من الأرمن.
لقد تسبب هذا الترحيل في فاجعة الأرمن؛ فقد توفت أعداد هائلة منهم، وقد اختلف في عدد المتوفين؛ فالأتراك قدروا العدد بحوالي 200 ألف نسمة، والأرمن يدعون عشرة أضعاف هذا العدد، ويعتقد المؤرخ “إريك زوركر” أن تقدير “جوستن مكارثي” 600 ألف إلى 800 ألف حالة وفاة هو الرقم الأكثر احتمالًا.
ويتمسك الأرمن بوثائق تسمى (أوراق أندونيان) وهي وثيقة وحيدة وثقت هذه الفاجعة، ولكن قد تبين فيما بعد أن هذه الأوراق مزورة. أما وثائق الألمان الناشطين في شرقي الأناضول فما فيها غير إبداء الصدمة، وقد طالبوا حكومتهم أن تفعل شيئًا؛ لكن الجواب كان الترك لأجل مصلحة الدولة.
#من المتورط؟
الأكيد أن الباب العالي بريء من دم الأرمن، والأكيد أن أمر الترحيل صادر من حلقة داخل لجنة الاتحاد والترقي، والعجب أن الأرمن الذين كانوا الضحية مارسوا دور الجلاد على أنفسهم بتحريض من الدول العظمى التي استغلت سوء علاقتهم مع الدولة للكيد للباب العالي.
إن الغرب يتحمل المسؤولية من وجه آخر أيضًا هو الوجه الفكري، فالقائمون على حكومة الاتحاد والترقي كانوا مهووسين بالنظريات المادية والفلسفات الحداثية التي يروجها الغرب؛ فالأتراك الشبان الذين تعلموا في فرنسا، وعارضوا الباب العالي من فرنسا، كانوا تحت تأثير المادية البيولوجية الداروينية الاجتماعية، لذلك؛ نجد “كوشتو باشي زاده أشرف بيه” وهو عضو بارز في التنظيم الخاص يصف العثمانيين اليونانيين بالورم الداخلي الذي ينبغي إزالته. أما “د محمد رشيد” فقد اعتبر المسألة لا تخرج عن خيارين: فإما قتل المرض بقتل المريض، أو رؤية الأمة التركية تدمر على أيدي رجال متهورين. وقد كان موقف الأمين العام للجنة (الاتحاد والترقي) الجنرال “مدحت بيه” موافقًا على هذا التقييم كله.


المراجع:
كلود كاهن: الإسلام منذ نشوئه وحتى ظهور السلطنة العثمانية.
إريك زوركر: تاريخ تركيا الحديث.

عن الكاتب

الأرمن وأحداث 1915  Timthumb%20%282%29

عبد الله بن عبد العزيز

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأرمن وأحداث 1915  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأرمن وأحداث 1915    الأرمن وأحداث 1915  Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 9:25 pm

أكاديمي تركي: الوثائق الألمانية تؤكّد قيام الأرمن بمذابح ضد مسلمي الأناضول


الأرمن وأحداث 1915  Ermeni-belge-jpg20150425125100-jpg20150425151952

قال الدكتور "سلامي قليج" رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة أتاتورك، إن الوثائق الألمانية تظهر بما لا يدع مجالًا للشك تعرض المسلمين والأتراك في الأناضول لمذابح من قبل العصابات الأرمنية، مطلع القرن الماضي، يندى لها جبين الإنسانية.
وأضاف "قليج" في مقابلة مع مراسل الأناضول في إسطنبول: "إنه من المحزن أن تصف ألمانيا اليوم، ما جرى في 1915، بأنه كان مذبحة جماعية أو عرقية، في الوقت الذي يحفل الأرشيف الألماني بما في ذلك الرسائل، والوثائق الموجودة في وزارة الخارجية الألمانية، بالكثير من الأدلة التي تؤكّد تعرض المسلمين في الأناضول إلى مذابح شنيعة على يد العصابات الأرمنية الموالية لروسيا ودول الحلفاء".
وأشار "قليج" إلى أن الصحف الألمانية الصادرة في الفترة نفسها، لا تقل أهميتها أبدًا عن أهمية الوثائق الدبلوماسية، والسياسية المحفوظة في وزارة الخارجية الألمانية في "برلين"، حيث كتبت الصحف الصادرة عام 1915 مطولاً عن جرائم العصابات الأرمنية، والمذابح الوحشية التي قامت بها ضد مسلمي الأناضول، كما تابعت الصحف الألمانية الصادرة ما بين 1915 حتى 1918 سرد وقائع الدعم الكبير الذي قدمه الأرمن للجيوش الروسية التي احتلت منطقة القوقاز أولاً ثم مناطق شرقي الأناضول، فضلًا عن مشاركتهم كميليشيات ضمن الجيش الروسي، حيث وصلت أعداد أفراد تلك الميليشيات إلى أكثر من 150 ألفًا، قامت بارتكاب الفظائع والمجازر التي أندت جبين الإنسانية ضد المسلمين في مناطق شرق الأناضول والقوقاز، بغية إخلاء تلك المناطق من المسلمين والسيطرة على الأرض بعد القضاء على شعبها.
ونوه "قليج"، إلى أهمية الرسائل التي كان يرسلها الضباط الألمان الذين كانوا موجودين خلال تلك الفترة ضمن حدود الدولة العثمانية لرؤسائهم، حيث أشارت تلك الرسائل إلى بشاعة المجازر التي ارتكبت ضد المسلمين في مناطق القوقاز وشرقي الأناضول، من قبل الأرمن المدعومين من قوات الحلفاء، فيما طالبت رسائل أخرى من قيادة أركان الجيش الألماني، أن تضع ألمانيا نفسها مكان حليفتها الدولة العثمانية، حيث تقوم الأقلية الأرمنية بارتكاب مجازر ضد الأكثرية من المسلمين في مناطق شرقي الأناضول والقوقاز، وأن أطفال ونساء وشيوخ الأتراك والمسلمين الذين كانرجالهم وشبابهم في جبهات قتال الحرب العالمية الأولى، عاشوا مأساة إنسانية مرعبة بسبب اعتداءات العصابات الأرمنية، ما أجبر الدولة على إبعاد الأرمن ونقلهم من تلك المناطق إلى ولايات أخرى داخل الدولة كالعراق، وسوريا، ولبنان.
وأردف قليج قائلًا: "إن ألمانيا اليوم تعمل على التخفيف من وطأة وصمة العار التي لحقتها في الحرب العالمية الثانية، حيث قامت بارتكاب مجازر ضد اليهود، لذا فهي تبحث عن شريك لها في ارتكاب المجازر، بغض النظر عن الوثائق الموجودة بين أيديها والمحفوظة في الخارجية الألمانية والمؤسسات الصحفية، وغيرها من المتاحف ومراكز حفظ الوثائق التي تضم وثائق أرسلت من قبل ألمانٍ كانوا يعيشون آنذاك ضمن أراضي الدولة العثمانية، حيث أرسلوا بوثائق ورسائل من مدن أرزينجان، وأرضروم، وبتليس، وبايبورت، وموش، ومرعش ووان وكومشخانة"، مشيرًا إلى أنه اطلع على تلك الوثاق وأجرى تحقيقًا عنها، داعيًا ألمانيا للعودة لوثائقها قبل إطلاق الأحكام.





أكاديمي تركي: العصابات الأرمنية استغلت تواجد الجيش العثماني على جبهات القتال لارتكاب المجازر بحق المدنيين


قال عضو الهيئة التدريسية في كلية الطب بجامعة غازي عنتاب الأستاذ الدكتور "أحمد أرسلان"، أن العصابات الأرمنية استغلت تواجد الجيش العثماني على جبهات القتال خلال الحرب العالمية الأولى، لإرتكاب مجازر وحشية بحق المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ.
وأضاف "أرسلان" الذي أمضى حوالي 40 عاما في إعداد البحوث حول نشاطات العصابات الأرمنية خلال الحرب العالمية الأولى. في تصريحه لوكالة الأناضول. أن الأرمن يسعون للقيام بضربة استباقية، من خلال الترويج للمجازر التي ارتكبوها بحق الأتراك، على أنها مجازر ارتكبت بحقهم، وأن المجازر التي ارتكبت في مدن شرقي تركيا وعلى رأسها قارص وأرضروم، تقف شاهدا على وحشية وهول المجازر التي ارتكبتها العصابات الأرمنية بحق المسلمين العزّل.
ووصف أرسلان تصريحات بابا الفاتيكان الداعمة لمزاعم الأرمن وما تبعها من قرارات صادرة عن البرلمان الأوروبي بـ "غير الموفقة"، مشيرا أن على الشخصيات الدينية وعلى رأسهم البابا، انتهاج خطاب تصالحي يدعو إلى السلام ويقلل من مشاعر الضغينة.
وتابع أرسلان: "إن التاريخ لم يشهد البتة قيام الأتراك بتنفيذ مجازرة عرقية ضد المدنيين، لطالما قاتل الأتراك في ميادين المعركة ضد جيوش مدججة بالسلاح، وحققوا انتصارات مهيبة، إلا أنهم لم يمسوا المدنيين في الأراضي التي تم فتحها بأي سوء، ولم يتدخلوا بعقائدهم أو مذاهبهم، إلا أن الصليبيين لم يكونوا على هذا النحو، كذلك لم يكن الأرمن، فالتاريخ مليء بالأمثلة والشواهد التي توثق قيامهم ببقر بطون النساء الحوامل، وفقء عيون العزّل، وتلذذهم بسلخ جلود المدنيين، ولعل مجزرة خوجالي التي ارتكبها الأرمن بحق مسلمي آذربيجان عام 1992 خير دليل على ذلك".





أكاديمي تركي: عدد مسلمي الأناضول المهجرون في 1915 ثلاثة أضعاف الأرمن


قال الأكاديمي التركي، طونجاي أوغون، إن عدد المسلمين الذين تعرضوا للتهجير في شرق الأناضول عام 1915، وصل إلى ثلاثة أضعاف الأرمن الذين هجروا في نفس العام.
جاء ذلك في حوار أجراه مع الأناضول، وفيه أكد أن "قوات الاحتلال الروسي والعصابات الأرمنية، أجبرت المسلمين على ترك ديارهم وأراضيهم في ظروف قاسية، ما أدى إلى وفاة ومقتل نحو 40% من المهجرين المسلمين".
وفي حواره على هامش مشاركته في ندوة حول "المسألة الأرمنية والحقائق في الذكرى المئوية"، والتي نظمتها جامعة (Yüzüncü Yıl) في ولاية وان أمس،، أكد أوغون أن "على المهتمين بمعرفة حقيقة ما حدث في الأناضول عام 1915، أن لا يركزوا فقط على ما تعرض له الأرمن، وأن يروا أيضا المعاناة الكبيرة التي تعرض لها أهالي المنطقة من المسلمين، قبل أن يكونوا رأيا حول تلك الأحداث".
كما شدد على أن "الأمر نفسه يسري على البرلمانات التي تصدر قرارات باعتبار ما تعرض له الأرمن (إبادة جماعية)، قائلا إن الجميع ينسى التهجير الذي تعرض له مسلمو الأناضول في تلك الفترة، رغم أن الجميع يعرف تعرضهم للقتل في سبيل السعي لإنشاء أرمينيا المستقلة، ودفن جثثهم في أكثر من 200 مقبرة جماعية"، على حد تعبيره.
من جانب آخر، قال أوغون إنه "لا ينفي المصاعب التي تعرض لها الأرمن، ويشعر بالحزن على الأبرياء الذين فقدوا حياتهم وممتلكاتهم، إلا أن من تعرضوا لأكبر معاناة خلال تلك الفترة هم المسلمين، الذين فقدوا أرواحهم وممتلكاتهم، وتعرضت أعراضهم ومقدساتهم للانتهاك".
وأضاف أنه "في الوقت الذي نظمت فيه الدولة العثمانية عملية تهجير الأرمن في قوافل محروسة من الدرك وتوفير احتياجاتها الإنسانية، تعرض مليون و604 آلاف مسلم، في شرق الأناضول، للتهجير القسري، على يد قوات الاحتلال الروسي والعصابات الأرمنية، في ظروف قاسية، وواجهوا خلال رحلتهم القتل، وتعرضت نساؤهم للاغتصاب، كما انتهكت مقدساتهم الدينية، ويُعتقد أن 40% منهم فقدوا حياتهم خلال التهجير".
وأوغون عضو في هيئة تدريس قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة "صدقي كوتشمان" بولاية "موغلا" التركية، وسبق له أن عمل في ولاية "وان" شرق تركيا، حيث نشر عدة دراسات عن ما ارتكبته العصابات الأرمنية في الأناضول، وما تعرض له مسلمو المنطقة عام 1915.
ما الذي حدث في 1915؟
 تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914.
وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.
وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق إمدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلتها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.
وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادة الأرمنية" المزعومة، في كل عام.
وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.
ومع أن الحكومة العثمانية خططت لتوفير الاحتياجات الإنسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.



سفير تركي يوثق اغتيال الإرهابيين الأرمن لـ31 دبلوماسياً تركياً خلال 14 عاماً


الأرمن وأحداث 1915  Ermeni-grafik-jpg20150425160940-jpg20150425202956
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأرمن وأحداث 1915  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأرمن وأحداث 1915    الأرمن وأحداث 1915  Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 9:34 pm

مؤرخ أمريكي: على الأرمن أن يظهروا استعدادهم للتفاوض مع تركيا حول أحداث 1915


قال الأكاديمي الأمريكي والباحث في التاريخ العثماني بجامعة كوستال كارولينا، كريستوفر غن، أنه ينبغي على الأرمن أن يجلسوا إلى طاولة الحوار، إذا كان لديهم اهتمام بالمصالحة وحل الأزمة، ويظهروا استعدادهم للتفاوض مع تركيا والأكاديميين الأتراك، فيما يتعلق بأحداث 1915 التي شهدتها منطقة الأناضول أواخر العهد العثماني.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للانباء عن الأكاديمي الأمريكي إشارته إلى أن ممارسة الضغوط عبر الحكومات من أجل شرعنة التاريخ، لن يثمر عن أية نتائج إيجابية، وأن "التاريخ هو اختصاص المؤرخين، وليس الهيئات التشريعية التابعة للبلدان أخرى".
من جانبه رأى الأكاديمي والمؤرخ في جامعة لويزفيل، جوستن مكارثي، المهتم بأحداث 1915، بأن السياسة التي ينتهجها اللوبي الأرمني لن تنجح في تحقيق الأهداف المرجوة، معتبرًا جهود اللوبي الرامية لتحقيق قرار سياسي "خطأ فادحًا".
وشدّد مكارثي على ضرورة أن تعيد أرمينيا معظم الأراضي التي احتلتها من أذربيجان، وأن تكون صاحبة مسؤولية، مشيرًا أن "تحقيق ذلك من شأنه أن يساهم بفتح تركيا حدودها، والقيام بأنشطة تجارية مع أرمينيا، لأن الأخيرة تحتاج إلى ذلك بالمعنى الحقيقي".
بدوره، أفاد إدوارد إريكسون، البروفيسور والمؤرخ العسكري البارز في جامعة سلاح مشاة البحرية (مارينا جوربس)، أن وصف بعض الدول أحداث 1915 على أنها "إبادة جماعية"، لن يعود بالفائدة إلا على فئة ضمن اللوبي الأرمني تتشوّق للحصول على التعويضات واستعادة الممتلكات.
وأشار إريكسون، وهو مؤلف كتاب "العثمانيون والأرمن.. تاريخ تمرد وحركة مضادة"، إلى أن أرمينيا لا يمكنها كدولة الحصول على أية مكاسب نتيجة اعتبار تلك الأحداث على أنها إبادة الجماعية.
واعتبر إريكسون، أن الأزمة الرئيسية بين كل من تركيا وأرمينيا هي إقليم قره باغ، المحتل من قبل الأخيرة، مشدّدًا على أن "أحداث 1915 هي بمثابة جهود أرمينية رامية لتوجيه الأنظار إلى اتجاه آخر".
ما الذي حدث عام 1915
تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وارتكبوا المجازر ضد أطفال ونساء وشيوخ الأتراك والأكراد والعرب من مواطني الدولة العثمانية في مناطق شرقي وجنوب شرقي الأناضول، كما حاربوا ضد الدولة العثمانية وعرقلوا قواتها العسكرية، إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914، في الوقت الذي كان فيه أبناء الدولة العثمانية يخوضون أشرس المعارك على الكثير من الجبهات ضد دول الحلفاء.
كما تعاونت العصابات الأرمنية مع الجيش الروسي في اجتياح شرقي الأناضول، واستمرار بارتكاب المجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها. سعت الحكومة العثمانية لوضع حد لتلك الأعمال وإقناع ممثلي الأرمن من أجل وقف أعمالهم التخريبية، إلا أنها لم تنجح في ذلك فقررت في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادة الأرمنية" المزعومة، في كل عام.
قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى كسوريا والعراق اللتان كانتا داخل أراضي الدولة العثمانية، كإجراء احترازي لتوقف دعمهم للجيش الروسي.





ألمانيا تعلّق مشروع الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية


قررت الحكومة الألمانية تعليق قرار البرلمان الخاص بقانون الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية لمدّة معيّنة.
وأعلنت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية أن الأحزاب الموجودة في المجلس، قررت بالإجماع تعليق القرار الخاص بالاعتراف فيما يخص الإبادة الجماعية للأرمن التي ارتكبت على يد شباب أتراك في العهد العثماني حسب ادّعائها، وذلك حتى إشعار آخر.
وجاء قرار التعليق حسب المصادر الخاصة بصحيفة "دير شبيغل" الألمانية بسبب رغبة ألمانيا بحل أزمة اللاجئين مع تركيا، وأن مثل هذا القرار من شأنه أن يعرقل الحل فيما يخص قضية اللاجئين، خصوصا أن مثل هذا القرار يؤدّي إلى استفزاز تركيا، وبالتالي توتر العلاقات الألمانية والتركية.
ومن الجدير بموضع الذكر أن الناطقين باسم الأحزاب رفضوا الحديث أو الإدلاء بأية تصريحات ذات صلة بقرار التعليق.
ويذكر أن وزير خارجية ألمانيا "فرانك شتاينماير" عبّر مرارًا رفضه القاطع لاستخدام كلمة "إبادة جماعية"، وذلك احتراما للعلاقات الألمانية التركية.




أنقرة ترحب بقرار قضائي أوروبي متعلق بـ"مذابح الأرمن" المزعومة


رحّبت الخارجية التركية، بالقرار الذي اتخذته الدائرة الكبرى، في محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، لصالح زعيم حزب الوطن التركي دوغو برينجك، الذي جرت مقاضاته في سويسرا، بذريعة "إنكاره للإبادة العرقية" المزعومة بحق أرمن منطقة الأناضول.
وأشارت الخارجية أن قرار المحكمة يعد نهائيا، ويعني المصادقة على قرار الدائرة الثانية في المحكمة الأوروبية، الصادر عام 2013، في القضية، منوهة أن القرار يدين سويسرا، باعتبار أن الحكم بالسجن على برينجك، لانكاره للإبادة المزعومة، إنما يعد انتهاكا لحرية التعبير.
وأكد البيان أن قرار المحكمة الأوروبية يتماشى مع آراء الدولة التركية، بخصوص أحداث 1915 التي شهدتها منطقة الأناضول، أواخر الحكم العثماني.
ووصفت الخارجية، القرار بالتحذير القوي، المستند إلى مبادئ الديمقراطية والقانون، حيال المساعي الرامية لتكريس إدعاء "الإبادة العرقية"،  على أنه حقيقة وحيدة مطلقة، والمحاولات والخطوات  التي تهدف إلى حظر حتى مجرد طرح التساؤلات حول الادعاءات الأرمنية. 
ما الذي حدث في 1915؟
 تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914.
وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.
وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق امدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.
وسعيا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادة العرقية" المزعومة، في كل عام.
وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.
ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الانسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.
وتؤكد الوثائق التاريخية، عدم  تعمد الحكومة وقوع تلك الأحداث المأساوية، بل على العكس، لجأت إلى معاقبة المتورطين في انتهاكات ضد الأرمن أثناء تهجيرهم، وجرى إعدام المدانين بالضلوع في تلك المأساة الإنسانية، رغم عدم وضع الحرب أوزارها.
وعقب انسحاب روسيا من الحرب جراء الثورة البلشفية عام 1917 تركت المنطقة للعصابات الأرمنية، التي حصلت على الأسلحة والعتاد الذي خلفه الجيش الروسي وراءه، واستخدمتها في احتلال العديد من التجمعات السكنية العثمانية.
ويفضل الجانب الأرمني التركيز على معاناة الأرمن فقط في تلك الفترة، وتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن.
وفي المقابل دعت تركيا مرارًا إلى تشكيل لجنة من المؤرخين الأتراك والأرمن، لتقوم بدراسة الأرشيف المتعلق بأحداث 1915، الموجود لدى تركيا وأرمينيا والدول الأخرى ذات العلاقة بالأحداث، لتعرض نتائجها بشكل حيادي على الرأي العام العالمي، أو إلى أي مرجع معترف به من قبل الطرفين، إلا أن الاقتراح قوبل برفض من أرمينيا.




مرحلة الانفراج التركية الأرمنية


تذكر الكثير من الصحف والتقارير أن تركيا أصبحت أقوى وأهم دولة بين دول القوقاز ووسط آسيا والبلقان، ولكن تبين الكثير من التقارير أيضًا أنه لا يمكن لتركيا أن تصبح قوية خاصة في منطقة القوقاز إلا من خلال إرساء سياسية توافقية بينها وبين الأرمن تجعل من علاقتهما المتدهورة تاريخيًا وسياسيًا تصبح علاقات تعاون واسعة واستراتيجية.
وعلى الرغم من سعي تركيا إلى تحقيق علاقات تعاون بينها وبين الأرمن بكافة الوسائل والسُبل إلا أن أرمينيا وساستها ما زالوا مصرين على قبول أحداث 1915 على أنها "إبادة جماعية" ارتكبتها الدولة العثمانية ضد المواطنين الأرمن الذين كانوا يقطنون في ظلها وفي ظل إدارتها، كما أن الأرمن ما زالوا يحتلون "كارا باغ" المنطقة الحدودية الموجودة بين أرمينيا وأذربيجان، الدولة الشقيقة لتركيا، التي قام الأرمن باحتلالها عام 1993 وارتكبت خلال احتلالها مجزرة "هوجالي".
ويُرجع الكثير من الباحثين التعنت الشديد للأرمن تجاه قضية أحداث 1915 إلى الحس النفسي للشعب الأرمني الذي تربى وترعرع على أن تركيا هي دولة مجرمة ارتكبت مجازر شرسة ضد أجداده عام 1915، ولتغيير هذا الحس أو الفكر يقترح الباحث السياسي ورئيس معهد القادة الشباب الاستراتيجي التابع لجماعة سلجوق في مدينة قونيا أتامان كوركماز، في دراسة أكاديمية له بعنوان "كيف ستدخل العلاقات التركية الأرمنية مرحلة الانفراج؟" نُشرت بتاريخ 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 على الصفحة الرسمية لموقع المعهد، بأنه "يجب على تركيا من العمل الدبلوماسي والسياسي متعدد الجوانب وليس فقط الجانب الاقتصادي والسياسي بل يجب استعمال القوة الناعمة المعتمدة على السياحة والمؤتمرات الثقافية المتبادلة والدعايات التوافقية الإعلامية وغيرها الكثير من الأساليب الناعمة التي تلعب دورًا تأثيريًا في ترسيخ مرحلة الانفراج بين تركيا والأرمن أكبر من الدور التي تلعبه العلاقات السياسية والاقتصادية فقط".
ويُعدد كوركماز ثلاث جوانب أساسية يرى أنها جوانب مؤثرة جدًا ستمهد الطريق الانفراجية بين تركيا والأرمن؛
الجانب النفسي
يعتقد الشعب الأرمني بأن الأتراك أو العثمانيين في الماضي أرادوا محوهم عن الوجود من خلال ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر في حقهم ويعتقد أيضًا أن تركيا إلى اليوم تهدف إلى محوهم واحتلال بلادهم وتشريدهم، وكما أن الكثير من السياسيين الأرمن المتطرفين يقومون بتوظيف هذا الحس النفسي لتحقيق مصالحهم السياسي في الداخل والخارج، بالإضافة إلى أتامان كوركماز يؤكد الصحافي في جريدة ميلييت التركية أوندار يلماز، في تقرير صحفي له بعنوان "تطور العلاقات التركية الأرمنية خلال 2014" نُشر بتاريخ 14 أيار/ مايو 2015، بأنه "وعلى الرغم من أن هذه الحس أو الجانب له آثاره السلبية على المواطنين الأرمن إلا أن له أثر إيجابي أيضًا إذ يعتقد الأرمن أنه من أجل إبقاء الأرمن دولة حرة مستقلة سالمة من التهديد والاحتلال التركي فلا بد من علاقات إيجابية وجيدة معها" ويؤكد كوركماز ويلماز بأن "هذا الأثر يولد فرصة ذهبية لتركيا للعمل بكل جهد وصبر وعناية على إعداد حملات دعائية إعلامية ضخمة تستهدف المواطن الأرمني بشكل مباشر وتؤكد له  بأن تركيا تقبل به كمواطن شقيق لها في دولة مجاورة على علاقات جيدة مع تركيا، وكما يمكن استهداف الطلاب الأرمن بالمنح التعليمية وإحضارهم لتركيا وتخصيص لهم معاملة وتوجيه خاص وبهذا تكون تركيا قد استطاعت دعم التواصل بين الأجيال القادمة وأحدثت تغيير إيجابي على المدى البعيد في العامل النفسي لدى أجيال الشعبين القادمين".
ويكمل كوركماز اقتراحاته بهذا الشأن مضيفا ً بأنه "يمكن أيضا ً فتح قناة تابعة للتلفزيون التركي الرسمي باللغة الأرمنية تستهدف الأرمن وشعبها، تنظيم الرحلات الترفيهية الثقافية المتبادلة بين الطرفين وغيرها الكثير من الأنشطة الناعمة التي تحدث تغير جذري فعال على المدى البعيد".
عامل اقتصادي
العلاقات الاقتصادية هي العلاقات الوحيدة التي يمكن أن تستمر بين حتى الأعداء في إطار النظام السياسي الدولي الجديد، ويشير يلماز بأنه "يمكن لتركيا اتباع نظرية "التفوق المقارن" الاقتصادية في علاقاتها مع الأرمن وتعتمد هذه النظرية على تبادل التجارة والورادت والصاردات بناءًا على حاجة الدولة أو بناءًا على النقص الذي يوجد في البضائع التي تحتاج إليها الدول المتبادلة للتجارة ويحذر ديفيد ريكاردو من تبادل البضائع المتوفرة في كلا البلدين حتى لا يحدث نتائج سلبية عكسية على التعاون التجاري الاقتصادي بين الطرفين ويؤد ريكاردو بأن تباد البضائع الناقصة سيعود بالمردود الإيجابي الملحوظ للدول المتعاونة"، ويبين ييلماز بأنه "على الرغم من قيام تركيا بإغلاق الباب الحدودي التجاري "تيكنيس" بينها وبين الأرمن عام 1993 إثر مجازر هوجالاي إلا أن التجارة الغير رسمية "التهريبية" بين تركيا والأرمن وصلت إلى مستوى عالي وأصبح متنوع الأمر الذي لفت انتباه الجهتين السياسيتين في تركيا والأرمن إلى إعادة نشاط علاقتهم الاقتصادية بشكل رسمي ونشط كما كان في السابق لتجنب عمليات التهريب الغير مراقبة إداريًا وجمركيًا".
العامل السياسي
يشير كوركماز في هذا الإطار بأن "العلاقات السياسية بين الطرفين يمكن تطويرها من خلال مبادرة تركيا بدعوة الأرمن إلى اتحاد البحر الأسود الاقتصادي الذي تلعب تركيا الدور القيادي به، إعطاء تركيا الفرصة الواسعة والمفتوحة لمنظات المجتمع المدني لتطوير العلاقات الثقافية والتاريخية والاجتماعية الحوارية والتجارية وبالتالي التمهيد للتأثير على السياسيين لدفعهم للاستجابة للضغط الشعبي الذي يمكن أن يصبح إيجابي بعد نشاطات منظمات المؤتمر الاجتماعي بشكل جاد ونشط".
ويؤكد كوركماز "أن إمكانية تسوية العلاقات بين تركيا والأرمن ليس بالأمر المعقد الصعب ولكن أمر يحتاج إلى الدقة والأسلوب الناجح وأكبر مثال على نجاح دول أعداء دمرت نفسها خلال الحرب العالمية الاولى والثانية هي فرنسا وألمانيا اللتان تصالاحتا بعد استخدام الأسلوب الاقتصادي المُعتمد على ربط الموارد الاقتصادية تحت إدارة سياسية موحدة وهي الاتحاد الأوروبي".



مجلس الشيوخ الإسباني يرفض اقتراحا يدعم المزاعم الأرمنية


رفض مجلس الشيوخ الأسباني، اقتراحا يدعم المزاعم الأرمنية المتعلقة بأحداث عام 1915، وذلك في التصويت الذي جرى اليوم الأربعاء.
ورفض 130 عضوا في مجلس الشيوخ الاقتراح، الذي يحمل قيمة استشارية للحكومة، في حين وافق عليه 14 عضوا، بينما امتنع 68 آخرون عن التصويت.
وقال "خوسيه ماريا تشيكو"، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الحاكم الذي صوت ضد الاقتراح، خلال مناقشات الاقتراح، إنه لا يمكن لأعضاء البرلمان وضع أنفسهم محل المؤرخين أو المحاكم، مضيفا أن ما يمكن أن تقوم به إسبانيا هو تشجيع الحوار بين تركيا وأرمينيا، مؤكدا أن مصطلح "الإبادة الجماعية" لا يمكن التعامل معه بسهولة، إذ إنه مصطلح تاريخي وقانوني.
وأكد السفير التركي في مدريد، عمر أونهون، في تصريحات للأناضول، على أهمية الموقف غير المنحاز لإسبانيا فيما يتعلق بالادعاءات الأرمنية، معربا عن أمله في أن تحذو دول الاتحاد الأوربي الأخرى حذو إسبانيا.















الرئيس التركي يعقد مأدبة رئاسية لمناقشة أحداث 1915


التقى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مؤرخين على مأدبة غداء رئاسية بمناسبة الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى وأحداث 1915، في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وحضر المأدبة وكيل وزارة السياحة والثقافة البروفسور "أحمد خلوق دورسون"، والبروفسور في أكاديمية الشرطة "علي بيرينجي"، والبروفسور في جامعة سكاريا "عريف بيلغين"، والبروفسور في جامعة صبانجي "جميل كوجاك".
كما حضر المأدبة البروفسور من جامعة مرمرة "إرهان أفيونجو"، والقبروفسور من جامعة صبانجي "هاكان إردم"، والبروفسور من جامعة بيلكينت "هاكان كيريملي"، والبروفسور من جامعة سكاريا "خلوق سيلفي"، والبروفسور من جامعة بهجة شهير "هيث لوري"، والبروفسور من جامعة مرمرة "إرول أوزفار".
وحضر من صحيفة خبر ترك "مراد برداكجي"، ومدير تحرير مجلة ديرين تاريخ "مصطفى أرماغان"، ونائب المدير العام للإدارة العامة لأرشيف الدولة "مصطفى بوداك".
وقد كرر الرئيس التركي والمسؤولون الأتراك دعوتهم للاعتماد على الخبراء والمؤرخين في دراسة أحداث 1915 واكتشاف الحقائق من خلال قراءة الخبراء للوثائق التاريخية، الأمر الذي تواصل أرمينيا رفضه وتمسكها بروايتها الخاصة عن أحداث تلك الفترة.
الأرمن وأحداث 1915  2015-05-07-sofra-01
الأرمن وأحداث 1915  2015-05-07-sofra-02
الأرمن وأحداث 1915  2015-05-07-sofra-03
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأرمن وأحداث 1915  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأرمن وأحداث 1915    الأرمن وأحداث 1915  Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 9:34 pm

كذبة إبادة الأرمن: يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي


د. حمود الحطاب - السياسة
إنها أكذوبة كبرى لعمر الله يثيرونها, دوليا ومحليا, هذه الأيام في الوقت الذي تحتفل فيه تركيا بانتصارها التاريخي في جناق قلعة, وفي الوقت الذي حققت فيه أهدافاً عظيمة في تقدمها نحو تحقيق الأهداف الأساس لعام 2023حيث تسعى تركيا إلى أن تكون أقوى دولة في العالم, عسكريا واقتصاديا وعلميا وسياسيا, فمن الذين يثيرون حولها هذه الأكذوبة وهي واحدة من أساليب حرب تركيا ومحاولة التأثير السلبي عليها? إنهم الصهاينة في الأساس يستغلون الدول الكبرى وغفلتها التاريخية عن هذا الموضوع ,أو غفلة الشعوب العالمية عنه, وكذلك ليبراليو العالم الإسلامي المرتزقة يتزلفون بدعايتهم المضادة هذه لأميركا والغرب, وما الغرب بمحترم لهم ولا غيرهم, فهم كأطرش في زفة. فما هذه الحكاية, والحق العيار لباب الدار:
عندما كانت تركيا تخوض حربا متعددة الأطراف في الحرب العالمية الأولى, وكانت دخلت الحرب وهي كارهة فالذي دفعها لدخولها ذلك :الحزب الماسوني; حزب الاتحاد والترقي, وهو حزب تركي مدعوم من اليهود, وفيه أعضاء يهود.
وفي أثناء اشتداد المعارك قامت روسيا بتسليح عدد كبير من الأرمن في قلب تركيا ليطعنوا الجيش العثماني من الخلف, ويفتوا في عضده, وفعلا قام الأرمن من الداخل التركي بثورات, وقاموا عمليا بضرب الجيش العثماني من الخلف هادفين إلى اسقاط الدولة العثمانية التي كانت تمر في فترة ضعف في ذلك الوقت,لكن الذي حدث أن أوامر صدرت للجيش العثماني بالتصدي لكل من يضر بالأمن الداخلي, ومع هذا لم تصدر أوامر بقتل الأرمن وإبادتهم كما زعموا, وإنما تم تهجيرهم من المناطق التي يؤثرون فيها على الدولة العثمانية في حربها مع روسيا والجبهات القتالية الأخرى والتي جعلت احتلال تركيا جزءاً من المعركة.
وفي أثناء هجرتهم التي أمر بها حزب الترقي, وهو ماسوني, ويهودي كما قلنا , مات عدد منهم في طريق الهجرة, مع ملاحظة أن اعدادا كبيرة من الأرمن بقوا في تركيا ولم يتعرض لهم أحد بالإيذاء, وأما الذين تهجروا داخل تركيا فقد أوصى السلطان العثماني, وأصدر قرارات في غاية الإنسانية تجاههم, ومنها التوصية برعايتهم, صحيا وماليا واجتماعيا, وأمر السلطات أن يسمح لهم بنقل أموالهم المنقولة معهم, وأن تعاد اليهم مساكنهم عندما يعودون لبيوتهم, وأن لا تهدم كنائسهم, وأن يتم بناء وإصلاح الكنائس التابعة لهم التي تعرضت للضرر ,كما شمل القرار إيقاع أشد العقوبات بكل من يتعرض للأرمن بالإيذاء من قبل المواطنين الأتراك الآخرين …وما هو أعجب هو أن يسمح لكل من اعتنق الإسلام منهم خوفا ,يسمح له بالعودة لديانته إن رغب.
الذين يبكون اليوم على كذبة إبادة الأرمن هم من تسبب في موت من مات منهم, مع ملاحظة أن الذين قتلوا من الأتراك ومن المسلمين في جناق قلعة بلغ عددهم نحو مئتين وخمسين ألفا مقابل ستين ألفا من الأرمن ماتوا ومن غير قتل, الا الذين حاربوا الجيش العثماني من الداخل! فلم لا يبكون على المئتين والخمسين ألفا من العثمانيين الذين أبادوهم.
 
بشهادة بريطانيا: أكبر كذبة هي إبادة الأرمن
حين احتلت بريطانيا اسطنبول بدأت بالبحث في ملفات القرارات الحكومية التركية من أجل اثبات أن الحكومة العثمانية قد أصدرت قرارات بإبادة الأرمن, فوجدت ما أذهلها من قرارات الحكومة العثمانية, والتي من بينها قرارات المحافظة على الأرمن وعدم التعرض لهم بالإيذاء, وعقوبة كل من يعتدي عليهم كما بينا بالأمس, وكان من بين تلك التعليمات تعليمات في غاية الإنسانية لصالح الأرمن ذكرت بعضا منها بالأمس أيضا, وأذكر اليوم أن الحكومة العثمانية دعت إلى تعويض كل أرمني يفقد آلة صناعية كان يشتغل بها ويسترزق بها ليعوض بآلة جديدة أخرى وحفظت الحكومة لهم كنائسهم وبيوتهم. لكن هل كان الأرمن في تركيا حملاناً وادعة أو كانوا مواطنين صالحين؟
لقد عمل الأرمن في تركيا في التجسس على تحركات القوات العثمانية التي كانت تقاتل الروس, ونقل قساوستهم الاخبار إلى قيادات الجيش الروسي, وتسببوا بمثل هذه الخيانات بمقتل مئات الآلاف من العثمانيين, كما أنهم استخدموا كنائسهم وأديرتهم وحتى التي كانت مخصصة للراهبات استعملوها مخازن أسلحة ضد الدولة العثمانية التي يعيشون فيها, وكانوا يتلقون الأموال من روسيا, وعندما حكموا بالتعاون مع روسيا في الدولة العثمانية, حينها ارتكب الأرمن مجازر ضد المسلمين, فقتلوالمسلمين, وهدموا عليهم منازلهم وهجروهم من قراهم, ولما انسحب الروس من الدولة العثمانية تبعوهم.
وقد كتب الكثير من الباحثين الغربيين عن الخدعة الكبرى, والكلام المعكوس الذي ادعاه الأرمن بإبادة العثمانيين لهم, وساعدتهم على نشره الدعايات الصهيونية في هذه الكذبة,وقد تحققوا من أنها كذبة كبرى, وأن المسلمين الأتراك هم الذين تعرضوا للعدوان الأرمني, ويشهد التاريخ على ولاء الأرمن للروس ضد بلادهم ومنذ قرون من الزمان.
ورغم أن مسألة ابادة الأرمن كذبة وخدعة تهدف الى ضرب إنسانية تركيا الحالية عن طريق تجريح تاريخها فرغم هذا فإن رئيس الجمهورية التركية السيد الطيب رجب اردوغان قد تواضع وقدم للأرمن اعتذاراً لم يكونوا في حقيقة الأمر أهلاً له,بل جروا على عادتهم الانتهازية لاستغلال ذلك ضد تركيا.
وتمضي تركيا في نهضتها غير عابئة بما يقولون, ولا بما يتآمرون هم وأسيادهم, فلا دليل واحدا من قانون ولا تعليمات تدين تركيا بهذا, بشهادات عالمية في هذا الشأن, 
 
الروس والصهاينة تبنوا كذبة إبادة الأرمن
 “إذا عرف السبب بطل العجب” هذا مثل أبدي لا يتغير, وهو يضرب اليوم ويمثل بضربه للحالة التي خلقتها روسيا القيصرية والصهاينة بزعمهم الكذبة الكبرى ضد تركيا, وهي إبادة تركيا لهم ! فيا لها من خدعة كبرى, وكلام مقلوب, وتعمية ودجل, واستغفال للشعوب والرأي العام وقلب للتاريخ ,وإذا أردنا أن نعرف الحقيقة الناصعة كالشمس في رابعة النهار في هذا فلنتبع الكذاب لعند الباب:
يقول مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن الدكتور هاني السباعي وأنقله بتصرف: إن هذه الأكذوبة قد تبناها الذين استخدموا الأرمن في تحقيق مصالحهم وهم روسيا القيصرية, فمن صنع للأرمن كيانا ووجههم للعداوة ضد البلاد التي يعيشون فيها ومنها تركيا؟ سؤال يجيب عليه هذا الباحث بقوله:
إن روسيا القيصرية هي التي صنعت الأرمن ومنحتهم الأراضي التي احتلتها والتي طردت منها المسلمين أهلها وبغير حق ,وكان ذلك في حروبها المتعددة ضد الدولة العثمانية ولقرون عدة, ومارست روسيا في ذلك إرهاب دولة, مارست روسيا ضد الدولة العثمانية إرهابا منظما مدروسا وحرب إبادة عظيمة, فقد كانت تبيد مدائن وقرى بأكملها عامرة بالمسلمين, ومن تبقى من المسلمين على قيد الحياة كانت تهجره من سكنه وبيته ومدينته وقريته قسرا وتستولى على ممتلكاته الثابتة والمنقولة ,فروسيا قامت باستئصال جماعي ضد المسلمين هو من أبشع أنواع الاجتثاث العنصري في التاريخ البشري, وبعد توطين الأرمن في تلك الأراضي الإسلامية المغتصبة كانت روسيا تقوم بعملية إدامة للوجود الأرمني في ذلك المكان وذلك بتقوية وجودهم عسكريا فتمدهم بكل أنواع السلاح.
وكانت روسيا تتدخل مع الأرمن ضد مسلمي تركيا في حال دفاع اولئك المسلمين عن أنفسهم, وكانت تبيد القرى المسلمة التي دافعت عن نفسها, تبيدها عن بكرة أبيها. فمن الذي كان يرتكب الإبادة ضد الآخر والحالة هذه كما تقرأون؟
وأقول: إن عملية تهجير المسلمين العثمانيين من أراضيهم وإبادتهم وإحلال الأرمن مكانهم كانت أشبه بما حدث في فلسطين من قتل أهلها وإبادتهم وتهجيرهم وإحلال آخرين صهاينة مكانهم مما لا حق لهم ولا شرعية في ذلك.
إن إثارة هذه الكذبة اليوم ضد تركيا ليس في صالح الذين يثيرونها, وهي ليست في صالح الأرمن أيضا, فلقد جزى الله خيراً الأيام أن كشفت تاريخ روسيا الأسود وتاريخ أولئك الأرمن الذين خانوا أوطانهم وتآمروا عليها مع الأعداء, وكشفت حقائق عظيمة لتعرفها الأجيال الحالية… وإنني لأطالب بتدريس هذا الجزء المهم من التاريخ الإسلامي في مناهج البلاد الإسلامية كلها ,وبيان كذب وادعاء كل اولئك المدعين. ومن ذَمَّك بما ليس فيك, فقد مدحك وكشف للناس محاسنك وانتقم لك من نفسه كما يقول ابن القيم.
إن تركيا اليوم لا تريد عداوة الأرمن فلاذنب للأجيال الحالية من الأرمن بما فعله اولئك الخائنون, وقد طوى التاريخ صفحاته وولى, وتسعى حكومة الرئيس التركي الطيب اردوغان وحزبه إلى إيجاد أجواء التعاون والتفاهم والمصالحة التاريخية معهم, وفتح صفحات بيضاء للتعاون والتنمية وتبادل المصالح بين الأرمن ومن يمثلهم من حكوماتهم وبين الجمهورية التركية.
 
في مسألة زعم الإبادة للأرمن
كلمة عدالة قالها كبير حزب التنمية والعدالة, رئيس الجمهورية التركية الشقيقة السيد الطيب اردوغان حين وجه خطابه للزعماء الروس, وعلى رأسهم السيد فلاديمير بوتين الزعيم الروسي, والذي كان يثير لحظتها ضد تركيا ويتزعم كذبة أن تركيا أبادة الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى.
الطيب رجب اردوغان قبل أيام قلائل ألقى خطابا مهما آخر يفند فيه وبعقلانية وعلمية وأدلة لا تقبل النقاش كذب من زعم ابادة تركيا للأرمن عام 1914 وما تبعها, ووجه كلامه الى بوتن مباشرة وقال له : “هذا تاريخنا فضعوا أنتم تاريخكم على الطاولة”!
يالها من كلمة قادرة وواثقة الخطوة التي قالها اردوغان وتحدى بها مزاعم وكذب روسيا ومعها 22 دولة في الأمم المتحدة تتبنى هذه الكذبة, ومن غير استحياء على الحضارة الإنسانية التي بنتها العديد من دولهم, مع ملاحظة أن 193 دولة أخرى في الأمم المتحدة لم توافق على تبني هذه الكذبة واحترمت نفسها ;والغريب أن الشقيقة لبنان تتبنى هذه المزاعم ظنا منها لربما أنها ترضي الأرمن في بلدها! وما هكذا تورد الإبل.
ياروسيا ضعي تاريخك على الطاولة: ولتفتح روسيا صفحات تاريخها فماذا سنجد…؟ سنجد العنصرية البغيضة ضد الشعوب التي تُكَوِّنُ روسيا والاتحاد السوفياتي سابقا وحروب الإبادة العنصرية التي يعرفها القاصي والداني, واسألوا الشيشان من الذي هجرهم من أوطانهم بعدما قتل من قتل منهم وأركبهم القطارات المعدة للبهائم ورحلهم فيها نحو عشرين يوما لا يجدون فيها الطعام والشراب غير ما يلقونه على قارعة الطريق حين يقف القطار, واسألوا تاريخ روسيا كيف كانت تلقى جثث المسلمين من الشيشانيين من القطار من الذين توفوا فيه بسبب الظروف غير الإنسانية في داخل هذه الزرائب التي تمشي على القضبان, وما كان يسمح لذويهم بدفنهم. واسألوا روسيا عن الحكم البوليسي لبلادها, واسألوها عن المخدرات الروسية وتجارة الحرام الروسية المنتشرة في العالم, وتصدير هذه التجارات لجلب العملات الصعبة, ويعف اللسان عن التصريح.
اسألوا تاريخ روسيا عن إجرام روسيا وعن وحشية روسيا التاريخية ونزعاتها الانتقامية .
واسألوا فرنسا التي تتبنى الكذبة نفسها ولا تستحي من كتب القوانين في مكتباتها, اسألوا تاريخها وافتحوا صفحاته التي على تلك الطاولة, افتحوا فقط صفحة الجزائر فماذا فعلت فرنسا في الجزائر, وكم من المشانق نصبت لبشر الجزائر,وكم أحرقت من البشر بنيران عنصريتها, وهي تدعي حمل القانون الإنساني والحقوقي اسألوها وهي تقتل مليون جزايري يريدون التحرر من احتلالها لبلادهم واسألوها: هل من حقها فرنسة البلدان وتغييب حضاراتها ولغتها ودينها, اسألوا فرنسا: هل من حقها إجبار الشباب الجزائري على حمل السلاح ليقاتل لصالح فرنسا في البلدان الأخرى؟ وهذا قليل من كثير.
اسألوهم جميعا ! اسألوا تاريخهم ; فأي تاريخ يقدرون أن يعرضوه؟ ولتعرض تركيا تاريخها فهل يوجد فيه غير الإنسانية والحضارة والتمدن واحترام الحقوق البشرية حتى مع الأرمن وهم يطعنونها من الداخل.
ضعوا تاريخكم على الطاولات أيها الناس. ومن كان تاريخه من القش والحقد والعنصرية وحروب الإبادة ضد البشر ونصب المشانق في الشوارع والميادين العامة ;ومن كان تاريخه من من كل هذا ومن الزبالات فلايرم تاريخ الناس المتحضرة بالنار.

عن الكاتب

الأرمن وأحداث 1915  %D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%A814

د. حمود الحطاب

كاتب كويتي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأرمن وأحداث 1915  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأرمن وأحداث 1915    الأرمن وأحداث 1915  Emptyالأربعاء 24 مايو 2017, 9:38 pm

لماذا هذه الحملة العالمية على تركيا اليوم؟

لي محيي الدين القره داغي - الشرق
أثيرت منذ السنوات الأخيرة حملة تحت عنوان (إبادة الأرمن) تكاد تكون عالمية ضد تركيا اليوم التي تتقدم يوماً بعد يوم بقيادة حزب العدالة والتنمية ورئيسه الأستاذ رجب طيب أردوغان، ورفاقه الأستاذ عبدالله كَل، والأستاذ أحمد داود أوغلو وغيرهما، فقد تحقق للشعب التركي خلال السنوات (12) السابقة ما يأتي - بإيجاز شديد -: 
- العناية بالتعليم، وبخاصة التعليم الجامعي، حيث جعلت الدراسة في جميع الجامعات الحكومية مجانية، في حين رفعت الجامعات الأوروبية والأمريكية الرسوم الدراسية بسبب الأزمة العالمية، وتسعى تركيا لتكوين 300 ألف عالم متفرغ تكون له إبداعاته، وكذلك العناية بالتعليم الديني وإعادة الاعتبار والاعتراف بالدراسات الشرعية حتى بلغت كليات الشريعة (الإلهيات) إلى مائة كلية، والعناية بتدريس القرآن الكريم في المدارس التركية.
- وفي مجال الاقتصاد ارتفع معدل دخل المواطن التركي من 3500 دولار أمريكي في عام 2002، إلى 11000 دولار في عام 2014 وارتفعت نسبة الأجور 300%، وتم بناء أضخم مطار في العالم، وفوز شركة الطيران التركية كأفضل شركات الطيران في العالم لثلاث سنوات متتالية، وقد تم تسديد حجم عجز خارجي كان أكثر من 47 مليار دولار، ولم يبق على تركيا اليوم عجر بل لديها فائض، وأصبح ترتيبها الآن 16عالمياً في الاقتصاد، وكان ترتيبها 111 قبل عشر سنوات والناتج القومي 1.1 تريليون، ونسبة البطالة من 38% إلى 2%. كما أن صادراتها بلغت اليوم 153 مليار دولار، وكانت سابقاً 23.5 مليار دولار.
وكذلك مما يفيد الاقتصاد والبيئة أنه تم إعادة تدوير القمامة لاستخراج الطاقة وتوليد الكهرباء، حيث استفاد من هذه الخدمة حوالي ثلث السكان، وتم زرع 2.77 مليار شجرة خلال السنوات العشر الأخيرة.
وفي مجال التصنيع، فقد تم تصنيع قمر صناعي عسكري لأول مرة، وتصنيع المدرعة والدبابة التركية، وأول طيارة من دون طيار، والعمل قائم لشق قناة عالمية تسهل عمليات النقل العالمي بالسفن مع الدخل الكبير.
- ومن الجانب الديني فقد أنجر الكثير فقد ذكرت بعضه، حيث تسير الدولة بالتدرج الشعبي نحو دينه وقيمه وتأريخه وهويته دون إكراه، وإنما عن قناعة ورضا تام.
- وعلى مستوى السياسة، فقد تم إحلال السلام بين شطري جزيرة قبرص، ولتركيا اليوم دور كبير في الصومال بإعادة الأمن والأمان إليها، ولها دور إيجابي أيضاً في آسيا، وأوروبا.
وبالنسبة للعالم العربي فقد تغيرت السياسة التركية في عهد ما قبل حزب العدالة والتنمية التي كانت داعمة لإسرائيل وللمشروع الصهيوني، إلى الدعم السياسي القوي والشعبي للقضايا العربية والإسلامية، وبخاصة القضية الفلسطينية، كما أن تركيا اليوم تقف مع اليمن، ودول الخليج وعاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن السعيد، وكذلك فإن مواقفها مبدئية من سوريا، ومن الانقلاب في مصر، ومن ليبيا، وأما موقفها من العراق فهو موقف صحيح وقائم على المصالح المشتركة حيث يريد للعراق أن تكون المكونات الثلاث الكبرى مشتركة شراكة حقيقية في الحقوق والواجبات دون الإقصاء والاجتثاث لأي مكون منها، وبذلك وحده يتحقق الأمن والأمان للعراق، وأعتقد أن دعم تركيا لإقليم كوردستان قائم على المصالح المشتركة، وتبيّن أن استقرار الإقليم كان نافعاً لكل العراقيين، وبخاصة لأهل السنة الذين هاجروا ديارهم بسبب الإرهاب (داعش والحشد الشعبي).
- وبالنسبة لتحقيق الأمن والأمان داخل تركيا فقد كانت تركيا في حالة حرب خطيرة ضد حزب العمال الكوردستاني، وتصرف عليها المليارات، وراح ضحيتها وبسببها عشرات الآلاف من أبناء الشعب تركاً أو كرداً، بالإضافة إلى أن المنطقة الشرقية تعيش حالة من التدمير والفوضى، والفقر والبطالة.
فقد تم الصلح والسلام في هذه المنطقة، وعاد إليها الأمن والأمان وتم الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الكردي في ظل وحدة البلاد وقوتها، وانتهت هذه الحرب المدمرة بفضل الله تعالى ثم بفضل جهود الأستاذ أردوغان ورفاقه وحزبه.
واليوم يشارك الشعب الكردي في بناء تركيا القوية الموحدة التي يستفيد منها الجميع، تركيا المساواة والحقوق التي لا تفرق فيها بين شخص وآخر على أساس العرق، أو الدين، أو الطائفة، لذلك لا يجوز، ولا يليق لأي حزب كوردي أن يقف ويتعاون مع الأحزاب القومية الطورانية التي ظلمت الشعب الكوردي، وحاولت صهره والقضاء علي هويته طوال سبعين عاماً.
إذن لماذا هذا الهجوم على تركيا؟
وهنا يرد السؤال: هل يُوَجّه الاتهام نحو تركيا بإبادة الأرمن في هذه السنوات الأخيرة لأجل هذه المكاسب الداخلية والإقليمية والدولية؟ أم أن هذه الحملة لأجل العيون السود للأرمن؟ أم لأجل العدالة الدولية وحقوق الإنسان وأن القائمين على هذه الحملة قد نذروا أنفسهم لأجل حماية حقوق الإنسان، وبالتالي فإن ضمائرهم تحسّ بالألم والأذى إذا لم يقفوا مع المظلومين في كل مكان؟!!
وقبل الإجابة عن هذه الأسئلة أود أن أبيّن حقيقة معروفة في القوانين، ومبدءاً من المبادئ المعترف بها في جميع العالم وهو أنه (لا تزر وازرة وزر أخرى).
وبناء على ذلك فإن ما حدث في عام 1915م - على فرضية الصحة- قد وقع داخل فوضى الحرب العالمية الأولى، وراح ضحية هذه الحرب عشرات الملايين، وأكثر منها راحت في الحرب العالمية الثانية، فهل تحاسب هذه الدول التي تكونت بعد هاتين الحربين؟
ومن جانب آخر فإن الدولة التركية اليوم قد أنشئت عام 1925م باسم جديد، وبجغرافية جديدة، وبدستور جديد، وبفكر جديد، وو.....
نحن لا نستهين بقتل أي إنسان مهما كان دينه فقال تعالى: (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) [المائدة: 32] ولكن أيضاً لا يجوز اتهام أي شخص (طبيعي أو معنوي) إلاّ بالبينات والحجج الواضحات المسلم بها على أنه ارتكب تلك الجريمة فعلاً.
ولذلك كانت العدالة تقتضي أن تشكل لجنة محايدة للتحقيق في هذه المسألة بمهنية وحرفية - كما دعا إلى ذلك أردوغان- تبحث في أصل التهمة، وتبحث كذلك مدى قانونية اتهام تركيا اليوم بها لو ثبتت، وتعطي لتركيا حق الدفاع عن نفسها كما هو الحال في جميع دساتير العالم ومواثيقه.
ومن جانب آخر فإنه قد وقعت جرائم حقيقية بقتل الملايين وإبادة الشعوب في كثير من بلاد العالم، ومع ذلك لا تثار، فمثلاً الاتحاد السوفيتي في عهد ستالين قد ارتكبت جرائم خطيرة بحق بعض الشعوب أثناء الحرب العالمية الثانية ولم يصدر قانون من أي دولة باتهام روسيا الاتحادية بها، وكذلك حدثت في أميركا إبادة جماعية للهنود الحمر ومع ذلك لم يصدر قانون من دولة أخرى بذلك، وأن الاستعمار الفرنسي فعل في الجزائر المجازر وراح ضحيتها مليون ونصف مليون شهيد.
وإذا كانت هذه الدول الغربية التي أصدرت القوانين بإبادة الأرمن، وتحميل تركيا بها، من باب تأنيب الضمائر الحية!! فلماذا لم تتحرك هذه الضمائر الحية، والقلوب النظيفة ضد ما تشاهده من محاولة إبادة الشعب السوري على يدي نظام الأسد، والشعب الفلسطيني وبخاصة في غزة على أيدي الصهاينة، وكذلك ما حدث من محاولة الإبادة للشعب الكردي في حلبجة والأنفال، وما حدث في البوسنة والهرسك وإفريقيا الوسطى، وماينمار التي يبدي لها جبين الإنسانية.
ومن جانب آخر فلماذا تأخر اتهام تركيا بها من 1915 إلى 2015 أي مائة سنة كاملة.
ومن جهة أخرى فإن علاقة تركيا اليوم جيدة مع أرمينيا، فكان المفروض أن تقوم حكومة الأرمن بهذا الاتهام لو كان هناك مصداقية؟
إن هذه القضية مسيسة تماماً يراد بها النيل من سمعة تركيا التي تتقدم بفضل الله تعالى في جميع الجبهات، وهي قضية تثأر على مواقفها نحو أمتها الإسلامية، وقضيتها الأولى قضية فلسطين.
إن المتربصين الطامعين الذي يريدون أن تبقى أمتنا الإسلامية متخلفة فاشلة تابعة مفعولاً بها لا فاعلة هم الذين يجمعون هذه الملفات لكل عمل ناجح، ويمكرون مكراً كباراً (وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) [إبراهيم: 46] ويخططون بكل قواهم السياسية والإعلامية والاقتصادية لافشال أي مشروع ناجح في بلادنا حتى ولو لم يكن باسم الإسلام فقد قال تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة: 120] أي حتى نكون تابعين لملتهم أي لثقافتهم، فلا يريدون لنا السيادة والاستقلال، ولا الوحدة والتعاون، ولا الازدهار والتقدم والتحضر، ولكن الله تعالى وعد وعداً ناجزاً بأنهم لن يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم بشرطين: التوكل والإخلاص لله تعالى، والأخذ بسنن الله تعالى التي تقتضي أن تأخذ الأمة بجميع أسباب القوة، والحذر الشديد، والعمل وفق الخطط والبرامج فقال تعالى: (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى) [آل عمران: 111] وقال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 105-107].
ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أن على الدول والشعوب الإسلامية أن تقف صفاً واحداً أمام المؤامرات الدولية وأن تتعاون فيما بينها لإجهاضها، لأنها اليوم تتهم تركيا، ويمكن غداً أن تتهم دولة أخرى.

عن الكاتب

الأرمن وأحداث 1915  118597_0

علي محيي الدين القره داغي

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين






الذكرى المئوية لأحداث أرمينيا وفرصة لأن تعرف تركيا أصدقاءها وأعداءها


الأرمن وأحداث 1915  Soykirim-gerilimi-rusya-ile-iliskileri-zora-7251291_x_o

عبدالله الشمري - جريدة اليوم
واجهت تركيا خلال الأسبوع الماضي موجة من حملات الإدانة الواسعة والشرسة من العواصم الغربية بمناسبة الذكرى المئوية لما تعرض له الأرمن العام 1915م، حيث أعلنت كل من روسيا وألمانيا وفرنسا والنمسا وأستراليا والبرلمان الأوربي وبابا الفاتيكان رسميا، اعترافهم بما يسمونه بالإبادة الجماعية للأرمن واستخدم الرئيس الأمريكي مصطلح «الكارثة العظمى» في وصف ما حدث للأرمن، وبدت تركيا الجديدة تواجه عزلة جديدة وأجواء تذكر بعض التاريخيين بحصار فينا الاول 1532م حيث طعن الصفويون خاصرة الدولة العثمانية وهي تتجهز لدخول فينا فهاجم الصفويون بغداد وهددوا الحدود الجنوبية للدولة مما اضطر السلطان سليمان القانوني للتراجع والعودة لإسطنبول ومواجهة الصفويين من جديد.
تركيا الجديدة حاولت الموازنة في موقفها تجاه ما حدث قبل قرن ففي 23 ابريل 2014م نشر رئيس الوزراء التركي اردوغان آنذاك بيانا بمناسبة ذكرى تأبين أحداث 1915م، قال فيه: «من واجبنا الإنساني أن نفهم الأرمن ونشاركهم أحزانهم على معاناة أجدادهم مثل كل المواطنين في الإمبراطورية العثمانية. الاختلافات في وجهات النظر والتعبير بحرية عن الرأي هي جزء ضروري من ثقافة التعددية والديمقراطية». وتصف تركيا أحداث عام 1915 بـ«الكارثة الكبرى» وتؤمن وحسب بيان رئيس الوزراء التركي فإنه ومن أجل التخفيف من الآلام، فإن تركيا الجديدة تؤمن انه بقدر استذكار الضحايا فإنه يجب عليها ايضا ان تواجه الماضي بصدق، وانه من الممكن التحقق من الأسباب والأشخاص المسؤولين عن المعاناة التي حصلت خلال الحرب العالمية الاولى وأنه بهذه المشاعر والأفكار، نتذكر مرة اخرى باحترام، الأرمن العثمانيين الذين فقدوا حياتهم خلال فترة التهجير ونشاطر احفادهم واولادهم المعاناة.
في هذه اللحظة التاريخية الحرجة لتركيا سياسيا لابد من التذكير بخطر العلاقات الأرمينية الإيرانية والتى من الوهلة الأولى لا يبدو للناظر أن باستطاعة إيران وأرمينيا أن يكونا شريكين إستراتيجيين، فإيران دولة يحكمها نظام يدعى انه إسلامي ديني ويزعم انه يهتم بقضايا وآلام المسلمين ، في حين أن أرمينيا دولة مسيحية متعصبة تكره كل ما هو اسلامي بسبب ذاكرتها الدامية مع تركيا العثمانية، لكن الواقع السياسي يشير إلى أن روابط إيران بأرمينيا تعتبر أقوى من تلك التي تربطها بكثير من الدول الإسلامية المجاورة فمنذ استقلال ارمينيا في 21 سبتمبر 1991م، اتجهت ايران صوب أرمينيا لكي توطد معها العلاقات وتدعمها عسكرياً لقتل الآلاف من الشعب الأذري المسلم واحتلال اراض مسلمة ولتشكل إيران رئة لتتنفس منها أرمينيا اقتصاديا ولتكسر بها عزلتها وتعيد اتصالها مع العالم ولتستغلها كورقة ضغط قوية تضعف بها جارتها أذربيجان والتي تعتبرها شقيقة لتركيا.
تركيا تعلم جيدا أن إيران تستخدم العامل الأرميني في ممارسة الضغط عليها وبحسب دبلوماسي تركي فإن «إيران تريد ممارسة الضغط على تركيا مستفيدة ضدها من العامل الأرمني»، وتعلم تركيا أن جماعات الضغط الأرمينية في إيران قوية جدًا، وان ارمينيا تعد ورقة رابحة في يد إيران فالعلاقات الإيرانية - الأرمينية تؤثر سلبياً على أذربيجان وتركيا كما انه لا يخدم السعودية والتى لا تربطها علاقات دبلوماسية مع أرمينيا.
الأزمة السورية وما يحدث في العراق واليمن يبين بوضوح أن عدو تركيا الاستراتيجي هو إيران وهنا يفترض على تركيا مراجعة حساباتها ومواقفها بهدوء وبصدق، بل ومحاولة البحث عن خيارات جديدة لمصالحها مع إيران والتى تستغل كل حدث هام لإضعاف تركيا، وهنا يمكن القول ان هناك فرصة تاريخية تلوح أمام السعودية وتركيا وأذربيجان لتشكيل مثلث إستراتيجي بل ويمكن توسيع الحوار الأستراتيجي الخليجي مع كل من تركيا وأذربيجان لتحقيق أهداف اقتصادية وتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والأهم توفر القناعة والرغبة والإخلاص.





مذابح الأرمن: ورقة دولية جديدة للضغط على تركيا أردوغان


الأرمن وأحداث 1915  Europarl

د. أحمد اليوسف - معان نيوز
في الرابع والعشرين من نيسان/ أبريل 2015م يكون قد مرَّ مائة عامٍ على الأحداث المأساوية التي وقعت في تركيا العثمانية عام 1915م، وطالت الأرمن المقيمين داخل أراضي دولة الخلافة خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أن التجاهل لوقائع تلك الأحداث وأمثالها من المآسي التي لحقت بالمسلمين في أوروبا على مدار أكثر من تسعة عقود، يدعونا للتساؤل والشك حول دواعي ودوافع الحديث عنها - الآن - في الأوساط السياسية الغربية، والنظر إليها باعتبارها شكلاً من أشكال "الإبادة الجماعية"، والعمل على إحياء ذكراها من جديد في أكثر من عاصمة أوروبية.
إن ذلك يدفعنا بقوة للبحث والتقصي حول أبعاد تلك الحملة المسعورة، وخاصة بعد كل المحاولات والجهود التي بذلتها تركيا أردوغان للتصالح مع أرمينيا، وتقديم التعازي والاعتذار عن تلك الأخطاء التاريخية.
لا شك بأن النوايا الغربية ليست خالصة من وراء ذلك، كما أن أهداف حملة الاستهداف لتركيا أردوغان لا تغيب عن ذهن الواعي بوقائع التاريخ، وحقائق السياسة ودوافعها، حيث إن تركيا - اليوم - هي في صدارة المشهد القيادي للأمة، وعلى رأس دول الإقليم في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها من أقدر اللاعبين على مناجزة إسرائيل وإحراجها أمام دول العالم، وذلك بسبب سياساتها العدوانية ومواقفها العدائية للشعب الفلسطيني، واحتلالها البغيض لأراضي الضفة الغربية، وحصارها الظالم لقطاع غزة.
إن الغرب المعروف بنفاقه السياسي وتبنيه لسياسة الكيل بمكيالين، وخاصة تجاه قضايا العرب والمسلمين، لم يتذكر– للأسف - من التاريخ إلا ما لحق باليهود من مجازر،وذلك خلال الحرب العالمية الأولى فيما يسمى بالمحرقة، واليوم أعاد الغرب تحريك ماكينته الإعلامية للتشهير بتركيا أردوغان، وتجريم التاريخ العثماني، من خلال الحديث عما لحق بالأرمن من مآسي قبل مائة عام، وذلك عندما كانت تركيا تخوض حرباً عالمية طاحنة، ويتعرض وجودها لتهديدات ومؤامرات خطيرة من قبل الدول الغربية.
ومن الجدير ذكره، أنه على مدار المائة سنة الماضية (1915 – 2015م)،استبيحت دماء المسلمين وأرضهم وديارهم وأعراضهم من قبل القوى الاستعمارية الغربية، ولم يتحرك أصحاب الضمائر الإنسانية والمؤسسات الحقوقية في أوروبا وأمريكا لتجريم تلك الأفعال بحق المسلمين وإدانتها.
اليوم – للأسف - ليس هناك في المشهد الإنساني إلا ما حدث للأرمن قبل مائة عام، أما ما حدث لأهل فلسطين عام 1948م من تهجير وإبادة جماعية ومجازر فهذا ليس مطروحاً للمراجعة على مسطرة الضمير الغربي.! وما حدث خلال السنوات الست الماضية من حروب عدوانية على قطاع غزة راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وكذلك الدمار الهائل الذي طال الشجر والحجر، والذي اعترفت به مؤسسات دولية ومنظمات حقوقية بأنه جرائم حرب، وجرائم بحق الإنسانية، للأسف فليس هناك أي عقاب طال أية جهات سياسية وعسكرية في إسرائيل.!!
تركيا أردوغان للأرمن: تعالوا إلى وقفة سواء مع التاريخ
في الكلمة التي ألقاها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال قمة السلام التي عقدت في مركز "الخليج" للمؤتمرات بمدينة إسطنبول، في إطار فعاليات الذكرى المئوية لمعارك "جناق قلعة" البرية، وبحضور عدد من المسؤولين من رؤساء دول ورؤساء حكومات من مختلف أنحاء العالم، أشار إلى أحداث العام 1915م الخاصة بالأرمن، وقال: "إن الاتحاد الأوروبي ينصحنا بفتح أرشيفاتنا لتقصي حقيقة أحداث العام 1915، وأنا طيلة عملي رئيساً للوزراء على مدار 12 عاماً تقريباً، وعملي رئيساً للبلاد منذ ما يقرب من عام، لم أترك محفلاً دولياً في الخارج أو اجتماعاً شاركت فيه داخل تركيا، إلا وقلت - وما زلت أقول - إننا مستعدون تماماً لفتح أرشيفاتنا، وكثيراً ما كررت أن لدينا ما يقرب من مليون وثيقة ومعلومة حول هذا الأمر.
بل لو كان لدى أرمينيا أو غيرها من الدول وثائق أخرى حول الموضوع فليظهروها لنا لتقصيها، كما أننا أيضا مستعدون لفتح أرشيفاتنا العسكرية".وتابع "أردوغان قائلاً: "إننا نشعر بالحزن على ضحايا الأرمن في الحرب العالمية الأولى، بنفس قدر حزننا الشديد على نحو أربعة مليون مسلم لقوا حتفهم أثناء هجرتهم من البلقان والقوقاز والمنطقة المجاورة، إلى منطقة الأناضول".
أما رئيس الوزراء التركي؛ أحمد داود أوغلوا، فقد أشار بأن:"هناك بعض الجهات واللوبيات في حالة تحرك كامل في مختلف أنحاء العالم، لشن حملة ضد تركيا، تشارك فيها جهات قذرة بشكل استفزازي واضح"، وأضاف بأن هذه الجهات "تهدف إلى تشويه صورة تركيا التي تحاول ممارسة السياسة بعد آلام عاشتها قبل مائة عام".
وأوضح قائلاً: بأن "هذه الجهات تمثل وجهين من التاريخ، فهي سبب ما عاشه الأتراك والأرمن في تلك الفترة، لكنهم - الآن - يدلون بتصريحات وبيانات يدَّعون من خلالها أنهم يدافعون عن الأرمن".!! مؤكداً أنهم لا ينكرون تعرض كافة الشعوب والقوميات لمآسي كبيرة خلال الحرب العالمية الأولى، وليس الأرمن وحدهم، بحسب قوله.
وأكد داود أوغلو أنه من غير الممكن قبول قرار البرلمان الألماني بشأن المزاعم الأرمينية،كما أنه رفض تصريحات بابا الفاتيكان بالنظر إلى تلك الأحداث باعتبارها "إبادة جماعية"، كونها بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
ما الذي حصل عام 1915: الرواية وأصل الحكاية
بحسب الرواية التركية للأحداث، فإن القوميين الأرمن قد قاموا - إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914م -بالتعاون مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية.
وعندما احتل الجيش الروسي شرقي الأناضول، لقي دعماً كبيراً من هؤلاء المتطوعين الأرمن؛ العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق إمدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.
وسعياً منها لوضع حداً لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة.وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو من عام 1915م، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.
ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الإنسانية للمهجّرين، إلا أن عدداً كبيراً من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير القسري بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.
وتؤكد الوثائق التاريخية التركية، عدم تعمد الحكومة وقوع تلك الأحداث المأساوية، بل على العكس، فقد لجأت إلى معاقبة المتورطين في انتهاكات ضد الأرمن أثناء تهجيرهم، وجرى إعدام المدانين بالضلوع في تلك المأساة الإنسانية، رغم عدم وضع الحرب أوزارها.وعقب انسحاب روسيا من الحرب جراء الثورة البلشفية عام 1917م تركت المنطقة للعصابات الأرمنية، التي حصلت على الأسلحة والعتاد الذي خلفه الجيش الروسي وراءه، واستخدمتها في احتلال العديد من التجمعات السكنية العثمانية.
وبموجب (معاهدة سيفر) التي اضطرت الدولة العثمانية على توقيعها، تم فرض تأسيس دولة أرمنية شرقي الأناضول، إلا أن المعاهدة لم تدخل حيز التنفيذ، ما دفع الوحدات الأرمنية إلى إعادة احتلال شرقي الأناضول، وفي ديسمبر 1920م جرى دحر تلك الوحدات، ورسم الحدود - الحالية - بين تركيا وأرمينيا لاحقًا، بموجب (معاهدة غومرو)، إلا أنه تعذر تطبيق المعاهدة بسبب كون أرمينيا جزءاً من روسيا في تلك الفترة، ومن ثمَّ جرى قبول المواد الواردة في المعاهدة عبر (معاهدة موسكو) الموقعة 1921م، و(اتفاقية قارص) الموقعة مع أذربيجان وأرمينيا، وجورجيا.
لكن أرمينيا أعلنت عدم اعترافها باتفاقية قارص، عقب استقلالها عن الاتحاد السوفييتي، عام 1991م.بين الفينة والأخرى ولاعتبارات سياسية وعرقية، يطلق الأرمن نداءات تدعو إلى تجريم تركيا، وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية "إبادة" حسب تعبيرهم، وذلك على يد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى أو ما يعرف بأحداث عام 1915م، كما يفضل الجانب الأرمني التركيز على معاناة الأرمن فقط في تلك الفترة، وتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن.
وفي مقابل هذه الادعاءات والمزاعم اقترحت تركيا، على لسان حكومتها منذ مطلع الألفية الثالثة، تشكيل لجنة من المؤرخين الأتراك والأرمن، لتقوم بدراسة الأرشيف المتعلق بأحداث 1915م، الموجود لدى تركيا وأرمينيا والدول الأخرى ذات العلاقة بالأحداث، لتعرض نتائجها بشكل حيادي على الرأي العام العالمي أو الى أي مرجع معترف به من قبل الطرفين، إلا أن الاقتراح قوبل برفض من أرمينيا، التي تعتبر ادعاءات الإبادة قضية غير قابلة للنقاش بأي شكل من الأشكال.
وتقول تركيا إن ماحدث في تلك الفترة هو "تهجير احترازي" ضمن أراضي الدولة العثمانية، وذلك بسبب عمالة بعض العصابات الأرمنية للجيش الروسي. ومن المعروف بأن رئيس الوزراء التركي؛ أحمد داود أوغلو، زار أرمينيا عام في ديسمبر 2013م، بصفته وزيراً للخارجية في تلك الفترة، وأكد في تصريح صحفي، عقب الزيارة، ضرورة حل القضية عبر تبني موقف عادل وإنساني، بعيداً عن المقاربات أحادية الجانب، والتقييمات الظرفية، منوهاً أنه لا يمكن صياغة التاريخ إلا عبر ذاكرة عادلة.
أما فولكان بوزكير؛ وزير شؤون الاتحاد الأوروبي وكبير المفاوضين الأتراك، فقد أشار في مقابلة صحفية لقناة "EUNews": بأنه "لا توجد أي نقطة تدعو للخجل في تاريخ الجمهورية التركية، ولا في التاريخ العثماني"، مضيفاً: بأن "كل ما نطلبه هو ألا تُستغل الأحداث التاريخية سياسياً، وألا يُعطي الساسة قرارات متعلقة بأحداث تاريخية - في إشارة إلى أحداث العام 1915م".
وأوضح بوزكير، قائلاً: "إن ضمير الشعب التركي مستريح للغاية بخصوص عدم وجود ما يخجل منه في تاريخ بلاده"، مشيراً إلى أن "تركيا ليست دولة تمارس ضغوطاً على المؤرخين، فجميع أرشيفاتنا مفتوحة للجميع، ولا نطلب ممن يريد أن يأتي لفحص الوثائق أن يقول رأياً يوافق قناعاتنا، الأمر متروك للحقائق التي تكشف عنها الوثائق أيا كانت. فليأتي من يريد من الأكاديميين من أي مكان في العالم، لقراءة الوثائق لمعرفة حقيقة تلك الأحداث".
ولفت إلى أن الرئيس الأرمني لا يسمح للأكاديميين الأرمن بتفقد الأرشيف العثماني، مضيفاً "أما نحن فندعو الجميع.. فأرشيفاتنا مفتوحة ولا توجد أي محذورات لدينا في هذا الشأن، ولنشكل لجنة تاريخية، وهى التي تقرر ما تريد بشأن تلك الأحداث دون وصاية من أحد، وسبق وأن أعلن رئيس وزرائنا والرئيس التركي أنهم سيقبلون بأي قرار يصدر عن لجنة تاريخية قلنا إنها عنصر أساسي من البرتوكولات التي وقعناها مع أرمينيا".
وتابع بوزكير، قائلاً: "هناك الكثير من الذكريات الجميلة جداً بين تركيا وشعبها والأرمن على مدار التاريخ، ومن الخطأ اختزال هذه الذكريات في عام واحد، والدوران حول كلمة (الإبادة العرقية).
إن تركيا لم تتنكر لتلك الأحداث المأساوية، فقد أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تعازيه لكافة مواطني الدولة العثمانية الذي فقدوا حياتهم إبان الحرب العالمية الأولى، وعلى رأسهم الأرمن، ووجه دعوة من أجل السلام والتصالح، وذلك في رسالة بتاريخ 23 ابريل 2014م، عندما كان رئيساً للوزراء.
ملف الإبادة ويد إسرائيل الخفية
إن عملية إعمال الفكر وإمعان النظر حول ما يدور من حملة استهداف للتاريخ العثماني، سوف تقودنا إلى أن هناك جهات إسرائيلية ليست بعيدة عن دائرة التحريض ومحاولة تشويه صورة تركيا أردوغان والتشهير به، من خلال إشغال الرأي العام العالمي بالحديث عن ذلك التاريخ البعيد ومآسيه؛ لأن حاضر الدولة التركية اليوم أنها غدت مثابة للناس وأمنا، فهي بمثابة الحاضنة والأم الرؤوم لكل المستضعفين من المهاجرين والمضطهدين المسلمين في عالمنا العربي، حيث إن أكثر من خمسة ملايين لاجئ من سوريا ومصر وليبيا وفلسطين ومناطق إسلامية أخرى، كالبوسنة والشيشان والقرم والقوقاز يتخذونها ملاذاً للأمن والاستقرار والعيش الكريم لهم.
إن الرئيس أردوغان في خطاباته التي ينتقد فيها السياسيات الغربية العنصرية ضد المسلمين، واحتكارها للقرار الأممي، وغياب العدالة في تعاملاتها مع العالمين العربي والإسلامي، وتجليات تركيا أردوغان في تحركاتها الإنسانية وعملها الإغاثي تجاه بلدان فقيرة في آسيا وأفريقيا أسهم في تعرية أهداف الدول الغربية الاستعمارية العاملة هناك.. إن هذه الحملة التي تتخذ من ادعاءات تاريخية لم يتم تمحيصها بعد، إنما هدفها هو تحجيم دور تركيا أردوغان في قيادة دول المنطقة، وتحريكها نحو قضاياها ذات الاهتمام المشترك؛ وهي صورة الإسلام ومكانته في العالمين، والقضية الفلسطينية ومقدساتها الإسلامية، وحالة التضامن والتكامل بين دول المنطقة.
لا شك أن الذهنية الغربية الخبيثة تحاول الربط بين ما تقوم به بعض الفرق الإسلامية الضالة كتنظيم (داعش) من عمليات قتل ومجازر بحق المدنيين في العراق وسوريا، وبين ما سبق ترويجه من مزاعم حول مذابح ارتكبها الأتراك العثمانيون تجاه أرمن الأناضول، بهدف تشويه صورة الإسلام والمسلمين عبر التاريخ، وقف المدّ الإسلامي المتنامي في الدول الغربية.
في الختام؛ إن للحقيقة وجهاً واحداً، ولكن بشرط التزام الطرفين ضوابط الرواية، وحيادية الشهود. إن تركيا أردوغان لا تنكر بأن هناك أحداثاً مأساوية وقعت على أراضيها إبان الحرب العالمية الأولى، والتي هي في الأصل كانت حرباً أوروبية - فرنسية ألمانية – ثم تمددت باتجاه أراضي العثمانية، وقد طالت مآسيها الأرمن كما طالت غيرهم من المسلمين الأتراك، حيث سقط في معركة (جناق قلعة) قرابة 250 ألف جندي مسلم دفاعاً عن إسطنبول من الغزاة الأوروبيين.
في الحقيقة ليس هناك من ينكر بأن مجازر وقعت، وأن هناك أبرياء قد دفعوا أثماناً غالية على خلفيات عرقية وطائفية ودينية، ولكن ليس الأرمن وحدهم هم من تعرضوا للقتل والتهجير، فالذاكرة التاريخية المعاصرة تحتضن الكثير من المجازر وصور الإبادة التي طالت المسلمين في الجزائر والبوسنة وفلسطين، وهي أحق في المشهد الإنساني أن يتم تجريم فاعليها وطلب التعويضات؛ لأن حقائقها التاريخية مثبتة وواضحة للعيان.
إن ما تحاول إسرائيل وبعض الدول الغربية عمله هو الحديث عن أحداث تاريخية جرت قبل مائة، ولم يتم حتى الآن التثبت من وقائعها بشكل قانوني، وتفتقد رواياتها إلى المصداقية المهنية، وهناك من يعمل علىتسويقها في الوعي الجمعي لشعوب العالم بهدف تجريم تركيا أردوغان وتوجيه الإهانة لها؛ لأنها اليوم هي المدافعة عن الحضارة الإسلامية والقضية الفلسطينية، وهي المحرك لجمع شمل الأمتين العربية والإسلامية، سعياً وراء إعادة مكانتهما تحت الشمس بعدما أوشكتا على الأفول والتلاشي في حضرة الغياب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الأرمن وأحداث 1915
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأرمن في الارض المقدسة
» الادعاءات الأرمنية المتعلقة بأحداث عام 1915
» مكة وأحداث ما بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة
»  مؤتمر آنفا وثائق وأحداث |
» النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ :: خط الزمن-
انتقل الى: