منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 جميل السلحوت:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

جميل السلحوت: Empty
مُساهمةموضوع: جميل السلحوت:   جميل السلحوت: Emptyالخميس 25 مايو 2017, 12:08 pm

جميل السلحوت: 9999476662


أديب فلسطيني، ولد في القدس وعاش فيها حتى أصبحت تسري في دمه. في مدارسها تعلم أبجدية اللغة، وفي صحفها نشر أول إبداعاته. عمل في صحف كثيرة، وكان مدرسا في أحد مدارس القدس ينشئ جيلا جديدا من الطلبة، تعرض للاعتقال، فرضت عليه الإقامة الجبرية، لكنه لم يتخل عن مواقفه الوطنية.
وبقي يواصل نشاطه الثقافي، والإبداعي، أصدر عددا من الروايات، وساهم بإنشاء ندوة اليوم السابع عام ١٩٩١مع عدد من الكتاب المقدسيين التي تواصل عملها حتى اليوم. رغم أنه اقترب من السبعين من العمر فلا يزال يمارس نشاطه الأدبي، والثقافي بحماس الشباب، وبعزيمة لا تعرف الاستسلام.

في ديوان العرب التقينا بالأديب جميل السلحوت، وكان لنا هذا الحوار
- حدثنا عن طفولتك، متى بدأت تتجه للكتابة؟ هل ساعدك أحد؟ هل وفر الأهل لك الوقت للكتابة؟ أبرز الصعوبات التي واجهتها في الكتابة؟
ولدت عام ١٩٤٩ في عرب السواحرة، جبل المكبر، خمسة كم جنوب أسوار القدس، وهم عشائر بدوية بدأوا يستقرون في عشرينات القرن العشرين، وكانت الأميّة هي السائدة في فترة طفولتي، أول مدرسة للبنين افتتحت في القرية عام ١٩٤٤، فأبواي أميّان، ولم يكن هناك كهرباء أو راديو أو تلفزيون أو حتى صحيفة، وعشت طفولة ذبيحة، وسط حياة فقر مدقع. دخلت المدرسة في سن السّادسة بطريقة استثنائيّة، لمرابطتي على نافذة الصّف الذي يدرس فيه أخي الذي يكبرني بعامين، ورسب في الصّفّ الابتدائيّ الأوّل، ولأنّني كنت أجيب على أسئلة المعلم إجابات صحيحة دون استئذان مع أنّني خارج الصّفّ، فقد أشفق عليّ المدرس عندما أمطرت السّماء وأنا على النّافذة، فتكلّم مع المدير بخصوصي، فوافق بدوره على إدخالي الصّفّ موضّحا بأنّني إذا نجحت؛ فسيسجّلونني في نهاية العام ويرفّعونني، وإذا لم أنجح فسيسجّلونني للعام القادم للصّف الأوّل، كان سنّ السّابعة هو سنّ القبول للأوّل ابتدائي، وانتهى العام الدّراسي بتفوّقي، وحصولي على طابة ثمنها قرش أردني كمكافأة.
في الصّفّ الرّابع عاقبني مدرّس اللغة العربيّة على موضوع تعبير كتبته، متّهما إيّاي بأنّ أحد والديّ قد كتبه لي، فأقسمت له بأنّني من كتبه، فزاد سخطه عليّ بحجة أنّني أقسمت يمينا كاذبا، ولم أكن أعرف وقتها أن والديّ كانا أميّين، ومرّ بنا معلم الدّين وهو يضربني وأنا أبكي، فأمسك به عنّي وهو يقول: هذا طالب مجتهد لماذا تضربه؟ فأخبره قصّتي، فقال له معلم الدّين: هذا مجتهد ويكتب عبارات قويّة، وإذا لم تصدّق خذه إلى غرفة المعلمين، واطلب منه أن يكتب موضوعا جديدا، فكتبت موضوعا عن "يوم ماطر" حيث كان ذلك اليوم ماطرا. ولما قرأه المعلم أعجب به، فكافأني بلطمة على رأسي! وقال: (يبدو انك شاطر يا تيس)!
وكانت على طاولة المعلمين مجلّة (رسالة المعلم)، فأمسكت بها وشرعت أقرأ، فانتبه لي معلم الدّين، وسألني إن كنت أفهم المكتوب فيها، وعرض عليّ أن آخذها معي حتى يوم غد، فأخذتها، وفي اليوم التّالي ناقشني في قصّة مكتوبة بقلم أحد المعلمين في مدرسة أخرى، فأعجب بها، وفي اليوم الذي يليه أحضر لي مجموعة قصصيّة لمحمود سيف الدّين الإيراني، فقرأتها في نفس الليلة.
ومنذ الصّفّ الرّابع الابتدائيّ، وأنا أدّخر مصروفي الشّخصيّ الذي لم يتجاوز نصف قرش يوميا غير منتظمة، وأذهب يوم الجمعة إلى القدس مشيا على الأقدام لأشتري كتابا، بغض النّظر عن كاتبه أو محتواه، كما كنت أشتري مجلة (العربيّ) بعشرة قروش، وفي المرحلة الإعداديّة تزوج الأديب المرحوم خليل السواحري ابنة عمّي، وكان يحضر لبيت عمّي المجاور لبيتنا وفي يده رزمة كتب، ولمّا رأى اهتمامي أخذ يعيرني كتبه ويناقشني بها، وفي المرحلة الإعداديّة في مدرسة قرية صورباهر المجاورة، لأنّه لم تكن مرحلة إعدادية في قريتنا، تعرّضت للضّرب بسبب موضوع التّعبير، تماما مثلما حصل معي في الرّابع الابتدائي، وفي الصّفّ الثّاني الإعداديّ أرسلت بعض كتاباتي إلى صحيفة الجهاد المقدسيّة عبر البريد، فنشروا لي تحت باب (بأقلام القرّاء)، وكانت فرحتي كبيرة بذلك عندما أرى ما نشرت في الصّحيفة التي كان يشترك بنسخة منها معلمو المدرسة، فيخبرني أحدهم بذلك.
- كتّاب وشعراء أثروا في الأديب جميل السلحوت؟
في بداياتي تأثرت بالأديبين محمود شقير، وبالمرحوم خليل السّواحري بحكم القرابة.
- ما الذي تقرأ هذا الأيام؟
في هذا اليوم الخامس عشر من أيار مايو ٢٠١٧ أقرأ «ثلاثيّة فلسطين» الرّوائيّة: حارة النّصارى، الرّحيل والقناع للرّاحل نبيل خوري.
- لو لم تكن أديبا ماذا كنت تحب أن تكون؟
لا أرى أنّني أديب حتّى يومنا هذا، مع أنّ النّقاد يصنّفونني كأديب، وأواصل طريقي في الكتابة كي أكون أديبا.

هل حققت حلمك في عالم الأدب؟
لديّ مشروع ثقافيّ كبير، وأتمنّى أن أعيش حتّى أواصل المطالعة المكثّفة، وأن أنهي مشروعي الكتابيّ الرّوائيّ الطّموح.
هل تعتقد أن انتماء الكاتب أو الأديب لحزب معين يفقده حياديته ككاتب؟
الأديب أكبر من أيّ حزب أو تنظيم، والتّعصّب الحزبيّ يقيّد الكاتب، ويحصر إبداعه في قالب سيمنع انتشاره.
كنتَ أحد المبادرين في تأسيس ندوة (اليوم السابع) الثقافية، هل لك أن تقدم للقارئ لمحة عنها؟
في شهر آذار ١٩٩١ وبمبادرة من جميل السلحوت التقى كلّ من: جميل السلحوت، ديمة جمعة السمان، إبراهيم جوهر، ربحي الشويكي ونبيل الجولاني، ودعوا عشرات الكتّاب والمثقّفين الفلسطينيّين لعقد ندوة ثقافيّة دوريّة أسبوعية أسموها «ندوة الخميس» في مركز القدس للموسيقى في القدس الشّريف، يتحاورون ويتبادلون في الشّأن الثّقافيّ المحليّ والعربيّ والعالميّ، ثمّ انتقلت من يوم الخميس إلى يوم السّبت كي لا تتعارض مع ندوة يعقدها اتحاد الكتّاب في الوقت نفسه، فحملت النّدوة المقدسيّة اسم «ندوة اليوم السّابع»، وعندما توقّفت ندوة اتحاد الكتّاب عادت النّدوة إلى مساء الخميس، واحتفظت باسمها ولا تزال «ندوة اليوم السابع»، وبعد حوالي عامين انتقلت إلى المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ، ولا تزال النّدوة مستمرّة حتّى يومنا هذا.
أهداف الندوة:
- الحفاظ على الهويّة الوطنيّة والثّقافيّة في القدس.
- عقد ندوات ولقاءات لفضح ممارسات الاحتلال وسياساته التهويديّة للمدينة.
- جمع وتدوين التّراث الشّعبيّ الفلسطينيّ في القدس.
- عمل دراسات وأبحاث عن الأبنية التّاريخيّة والمساجد والكنائس والأديرة والزّوايا والتّكايا والمقابر التّاريخيّة في القدس.
- عمل دراسات وأبحاث عن العائلات المقدسيّة العريقة، وحياة (التّمدّن) في المدينة كنموذج للحياة المدينيّة في فلسطين.
- عمل دراسات وأبحاث عن الشّخصيّات المقدسيّة والفلسطينيّة والعربيّة والاسلاميّة التي كان لها دور في القدس.
- طباعة النّتاجات الأدبيّة والثّقافيّة والأبحاث لمبدعي القدس.
- تواصل المثقّفين والكتّاب الفلسطينيّين مع بقيّة زملائهم في الدّاخل الفلسطينيّ وبقيّة أجزاء الضّفّة الغربيّة.
وكبداية ضمن الإمكانيّات المتاحة استقرّ رأيهم أن يناقشوا كتابا يختارونه، وأن يحدّدوا موعدا لمناقشته، وتعطى الأولويّة في الحديث لمن كتب عن الكتاب، ثمّ يجري نقاش عام يشارك فيه من يريد من الحضور، واشتراط الكتابة هنا من أجل تشجيع الحركة النّقدية ومحاولة تفعيلها، ومن أجل النّشر والتّوثيق في الصّحافة المحليّة والعربيّة والألكترونيّة.
وقد صدر عن النّدوة حتّى الآن تسعة عشر كتابا توثيقيّا لما يجري فيها وهيSadيبوس)، و(ايلياء)، و(قراءات في نماذج لأدب الاطفال)، و(في أدب الطفل)، و(الحصاد الماتع لندوة اليوم السّابع)، و(أدب السّجون)، و(أبو الفنون)، و(حارسة نارنا المقدّسة)، و(بيارق الكلام لمدينة السّلام)، و(من نوافذ الابداع)، و(نور الغسق)، و(مدينة الوديان)، و(مرايا الأقلام في مدينة السّلام)، و(العشق المسموح في مدينة الرّوح)، و(أقلام ترسم الطريق)، و(حياة أخرى هناك)، (اليوبيل الفضي لندوة اليوم السابع)، و(بساتين الحياة).
وتتعدّى فعاليات وجلسات النّدوة قراءة الكتب إلى حضور المسرحيّات التّي تعرض في المسرح الوطنيّ، ومناقشتها مع المخرج والممثّلين والكتابة عنها، وكذلك بالنّسبة للأفلام السّينمائيّة الوثائقيّة.
وإذا كان أحد أهداف النّدوة هو تجميع الكتّاب والمثقّفين المقدسيّين من أجل النّهوض بالثّقافة العربيّة في القدس، فإنّ حضور النّدوة حتى نهاية آذار ١٩٩٣ أيّ بداية إغلاق القدس ومحاصرتها وعزلها عن محيطها الفلسطينيّ وامتدادها العربيّ، لم يقتصر على المقدسيّيين فقط، حيث كان يحضرها أدباء ومثقّفون من بقيّة أجزاء الضّفّة الغربيّة أمثال الشّاعرة الكبيرة المرحومة فدوى طوقان، والشّاعر الدّكتور المرحوم عبد اللطيف عقل، والرّوائي المرحوم عزّت الغزّاوي، والشّاعر المرحوم عبد القادر العزّة، والدّكتور محمود العطشان، والدّكتور المرحوم عيسى أبو شمسية، والرّوائي احمد رفيق عوض، والشّاعر المتوكّل طه ، والدّكتور إبراهيم العلم وآخرون. وذات ندوة حضرها الأديب خالد جمعة والشّاعر عثمان حسين من قطاع غزة، والشّاعر باسم النّبريص أيضا.
كما أنّ عددا من المبدعين الفلسطينيّين في الدّاخل الفلسطينيّ حضروا النّدوة، وتمّت نقاشات بعض نتاجاتهم الإبداعيّة ومنهم: المرحوم سميح القاسم، المرحوم طه محمد علي، المرحوم سلمان ناطور، مفيد مهنا، رياض مصاروة، راجي بطحيش، رجاء بكرية، عرين مصاروة، أنوار سرحان، مرمر القاسم، نزيه حسّون، كاملة بدارنة، وفاء عيّاشي، سوسن غطاس، د.محمد هيبي، ميسون أسدي، وعناق مواسي، بل إنّ الأديبة الشّابة نسب أديب حسين ابنة الرّامة الجليليّة تواظب على حضور النّدوة منذ حوالي ثماني سنوات.
ومن أهداف النّدوة أيضا هو الأخذ بأيدي المواهب الإبداعيّة الشّبابيّة، حيث يستمع الحضور لإبداعاتهم ويقيّمونها ويوجّهون أصحابها نحو الرّقيّ الابداعيّ.
ومن اللافت للانتباه أنّ النّدوة الثّقافيّة هي الوحيدة المستمرّة على السّاحة الفلسطينيّة، بل على السّاحة العربيّة، وهي النّشاط الثّقافي الأبرز في القدس، حيث أنّها مستمرة منذ آذار – مارس- العام ١٩٩١ بشكل أسبوعيّ دوريّ دون انقطاع، ويحرص الكتّاب والمثقّفون المقدسيّون الفلسطينيّون على حضورها بدافع ذاتيّ، لإيمانهم بأنّ كلّ فرد فيها سيستفيد بتنمية قدراته الثّقافيّة والإبداعيّة، حتّى أنّ البعض يترك عمله من أجل حضور النّدوة.
ويكفي النّدوة فخرا أنّها تقوم بالتّعريف على الكثير من النّتاجات الثّقافيّة المحليّة والعربيّة فور صدورها، وكثير من المخرجين المسرحيّين يعرضون (بروفاتهم) الأخيرة أمام روّاد النّدوة، ويستمعون إلى ملاحظاتهم وانتقاداتهم قبل أن يعرضوها أمام الجمهور، وقد صدر عن النّدوة كتاب تسجيليّ توثيقي بذلك تحت اسم «أبو الفنون».
وكثير من الكتّاب والأدباء من القدس وغيرها يعرضون إبداعاتهم على عدد من روّاد النّدوة؛ ليعطوا ملاحظاتهم عليها قبل نشرها، ويعدّلون ويصحّحون إبداعاتهم بناء على ذلك، وسبق للنّدوة أن ناقشت عشرات كتب الأطفال المحليّة والمترجمة عن الأدب الاسكندنافي، والتي وزّعتها مؤسّسة دياكونيّا السّويديّة على تلاميذ المدارس في فلسطين وبعض الدّول العربيّة.
والنّدوة تعنى بمواهب الشّباب الابداعيّة، فتأخذ بأيديهم وتوجههم، وتستمع لهم من أجل صقل مواهبهم وتنمية ابداعاتهم. وقد انطلق من النّدوة "دواة على السور" وهي نشاط ثقافيّ شبابيّ بادرت به رائدتا النّدوة نسب أديب حسين، ومروة السّيوري.
ونظرا لاستمراريّة النّدوة ومواظبتها وجدّيّتها، فقد أصبحت قراءاتها واصداراتها المنشورة في العديد من الصّحف والمواقع الألكترونيّة المتخصصّة، مرجعا للطّلبة والدّارسين في الكثير من الجامعات المحليّة والعربيّة.
- بعد مرور أكثر من ربع قرن على (اليوم السابع) هل تشعر بالرّضا من حجم إنجازاتها؟ أم أنّك كنت تطمح أبعد من ذلك؟
ضمن الامكانيّات المتاحة، نعم أنا راض عن انجازات النّدوة.
- في ضوء ما تشهده بلادنا العربية من أحداث أين وصلت فكرة تقبل الآخر في الأدب العربي؟ هل قصر الأدب في إرساء قيم التسامح والمحبة بين أبناء الوطن الواحد؟
ما المقصود بالآخر؟ هل هو المواطن المختلف أم العدو؟
فإذا كان المقصود هو التّعدّدية الفكرية والحزبيّة في الوطن الواحد، فيبدو أنّ الشّعوب العربيّة ليست مؤهّلة لذلك لأكثر من سبب، أهمّها الجهل وما ينتج عنه من موبقات والانغلاق الثّقافي، وتقديس الجهل، والتركة الاستعماريّة الثّقيلة، لذلك فإنّ الوطن العربيّ أصبح مرتعا خصبا "للتّكفير والتّخوين" الذي يصل إلى درجة الاقتتال الدّاخلي كما يحصل في سوريّا، العراق، ليبيا وغيرها. وهناك قضيّة أخرى يجب الانتباه لها وهي أنّ العرب حتّى الآن لم يبنوا دولة مدنيّة واحدة، وما الدّول الموجودة إلا مجرّد تحالفات عشائريّة.
والثّقافة العربية بشكل عام والفلسطينيّة بشكل خاص ثقافة متسامحة، والمشكلة تكمن في الآخر الذي يلغي كل من لا يتساوق معه.
- هل أثرت التقنيات الحديثة من فيس بوك وما شابهها على تطور االأدب العربي أم أنه أدى إلى تراجعه لانشغال الكتاب بالتواصل الاجتماعي وإبداء الآراء؟
الفيسبوك ليس مكانا لتطوير الأدب ولا لنشره وتسويقه.
- شعر المقاومة الذي انتشر في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، أين هو اليوم؟ أغاني جوليا بطرس (وين الملايين؟) أين هي اليوم من الجماهير العربية
الأدب يواكب الحالة المعيشيّة السّائدة، وفي مراحل الهزائم والتّراخي السّياسيّ تكثر البكائيات واللطم، وهناك متفائلون يحاولون رسم البسمة وبناء الثّقة، والتّغنّي بمستقب زاهر.
- المثقفون العرب هل هم مستقلون في ما يبدعون، أم أنهم أسرى الحاكم، والسلطة، والحزب، وأصحاب النفوذ، والمال، والفضائيات؟
علينا الانتباه بأنّ من يسوّقون ثقافة الهزيمة، ويزيّنون الانكسارات والطّائفيّة البغيضة، ويمجّدون التّحزّب الأعمى والانقسامات هم مثقّفون متذيّلون باعوا أنفسهم بثمن بخس، ويقابلهم مثقّفون آخرون يدافعون بشرف عن الأوطان وحقوق الشّعوب.
- واضح أن الانقسام في الشارع العربي بين قوى التكفير والجهل والتخلف قد امتد لكل الساحات العربية، بما فيها ساحات الأدب والثقافة، ما دورنا كمثقفين في هذا المجال؟ ما الذي قدمناه في هذا المجال للتصدي للأفكار التكفيرية التي تهدد مجتمعاتنا، وتهدد أمتنا ككل؟
مشكلة العالم العربي هي في انتشار الجهل وتقديسه، والانغلاق الثّقافي، وما يترتّب على ذلك من فقر وحرمان على مختلف الأصعدة، وما فكر (التّكفير والتّخوين) إلا نتاج لتراكمات الجهل التي أدخلت الأمّة في متاهات جعلتها تقتل بعضها وتدمّر أوطانها وحضارتها، كما يحصل في سوريّا، العراق، ليبيا وغيرها.
ومن المؤسف أنّ الاسلام السّياسيّ لم يتّعظ من أخطائه ولا من أخطاء غيره، وما يهمّ أحزاب الاسلام السّياسيّ هو الوصول إلى الحكم تحت أيّ ثمن، وانقلاب حماس في قطاع غزّة عام ٢٠٠٧، لإقامة (إمارة إسلامية) بقرار من القيادة العالمية للإخوان المسلمين خير دليل على ذلك، علما أنّ مساحة قطاع غزّة لا تتجاوز ٣٧٠ كيلو متر مربّع، يقطنها أكثر من مليوني مواطن، ومحاصر برّا وجوّا وبحرا.
وما يجري في سوريّا والعراق وليبيا دليل آخر، فالإسلام السّياسي يقاتل شعوبه وأمته ويهدم أوطانه، بدعم من أمريكا وإسرائيل وحلف النّاتو، وبعض دول البترول العربي، والمحصّلة هو تنفيذ (مشروع الشّرق الأوسط الجديد) الأمريكي؛ لإعادة تقسيم دول المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيوني، وكل ذلك يتمّ بدماء ومال وتمويل عربيّ مسلم، وتحت راية (لا إله إلا الله) والله والإسلام بريء ممّ يفعلون.
ومّما لا شكّ فيه أنّ هناك مثقّفين متنوّرين يتصدّون لذلك بفكرهم وأقلامهم، ويقابلهم مثقّفون يروّجون لسياسة الهزائم.
- هل الساحة الثقافية الفلسطينية بخير؟ ما هي أبرز العقبات التي تواجهها؟
رغم كلّ العقبات، وفي مقدّمتها الاحتلال وإفرازاته، إلا أنّ الفلسطينيّين لم ولن يهزموا ثقافيّا، فالثّقافة الفلسطينيّة جزء من الثّقافة العربيّة العريقة والأصيلة، ويستحيل أن تهزم أمام ثقافات وليدة تتمرس خلف قوى عسكريّة غاشمة.
- ما الذي يمنع وجود اتحاد واحد لكل الكتاب الفلسطنيين في مختلف أماكن إقامتهم بما فيهم كتاب الداخل؟
لا مانع في ذلك، وقد تحقّقت وحدة الكتّاب الفلسطينيّين في الدّاخل والخارج تحت (الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيّين)، وتمثل في أمانته العامّة المواقع جميعها في الدّاخل والخارج، وستجري انتخابات للأمانة العامّة للاتحاد في تمّوز، يوليو القادم.
وهناك هيئات ادارية لفروغ الاتحاد في الداخل والخارج، لكنها تنطوي جميعها تحت لواء الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين.
- هل تشعر أن للكتاب الفلسطينيين دورا في الشأن السياسي، وما يخص قضيتهم أم أن دورهم هامشي؟
ليس المطلوب من الكاتب أن يشغل منصبا سياسيّا رفيعا، وإن كان يحقّ له ذلك، والمطلوب من الأديب أن يكون ناصحا مرشدا للسّياسيّ لا تابعا له.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

جميل السلحوت: Empty
مُساهمةموضوع: رد: جميل السلحوت:   جميل السلحوت: Emptyالخميس 25 مايو 2017, 12:09 pm

فلسطين رواية المكان والذّاكرة
هذا عنوان فضفاض وواسع، وبحاجة إلى أبحاث طويلة ودراسات عميقة، قد تمتد إلى تاريخ ما قبل التّاريخ، وإلى الغزوات والاحتلالات التي تعرّضت لها فلسطين، وإلى الحضارات التي تعاقبت على هذه البلاد، ويقودنا أيضا إلى الدّيانات السّماويّة، خصوصا وأنّ فلسطين مهد لهذه الدّيانات، وقد يقودنا إلى معتقدات سادت في هذه البلاد قبل الدّيانات السّماوية، ويقودنا إلى الطّامعين تاريخيّا في هذه البلاد، ففلسطين التّاريخيّة تميّزت بأنّها بلاد التّعدّدية الثّقافية، وتكاد تكون متحفا كبيرا يحمل في جنباته موروثا هائلا لثقافات متعدّدة، لكنّها في المحصّلة تبقى الوطن التّاريخيّ للشعب العربيّ الفلسطينيّ، بغضّ النّظر عن الدّول التي قامت عليها وما تحمله من مسمّيات.
وإذا ما عدنا إلى الرّواية الأدبيّة بمفهومها الحديث، فإنّنا ندخل أيضا في بحر مترامي الأطراف، ويقودنا هذا إلى تساؤلات كثيرة، فعن أيّ روايات سنتحدّث؟ هل سنتكلّم عن الرّواية الدّينيّة مثلا؟ أم عن الرّواية التي كتبها فلسطينيّون عرب، أم عن روايات كتبها عرب عن فلسطين، كون فلسطين قضيّة الشّعوب العربيّة الأولى؟ أم عن الرّواية التي كتبها يهود هاجروا إلى فلسطين ضمن الهجرات الصّهيونيّة، وما تمخّض عنها من إقامة دولة اسرائيل في 15 أيّار –مايو- 1948؟ أم عن روايات كتبها أعاجم زاروا فلسطين وتأثّروا بما شاهدوه فيها؟
في الواقع أنّ هذا العنوان "فلسطين رواية الزّمان والمكان" فضفاض ويدخلنا في متاهات تحتاج إلى دارسين وباحثين مختصّين ومتفرّغين لسنوات؛ ليستطيعوا الاحاطة بالموضوع.
لذا فإنّني سأقصر هذا الموضوع بالإشارة إلى تاريخ الرّواية الفلسطينيّة، بشكل سريع، ومن ثمّ سأنطلق بشيء من التّفصيل عن بعض الرّوائيّين والرّوائيّات المقدسيّين المعاصرين وبعض رواياتهم، وسأكتب أيضا شيئا عن تجربتي الرّوائيّة، آملا أن أعطي الموضوع شيئا ولو بسيطا ممّا يستحقّه.
بدايات الرّواية الفلسطينيّة:
يجمع الباحثون أنّ خليل بيدس أوّل من كتب الرّواية الفلسطينيّة في القرن العشرين، فقد صدرت روايته"الوارث"عام 1920، وهي رواية اجتماعيّة، ومعروف أن بيدس قد ترجم عددا من الرّوايات الرّوسيّة إلى اللغة العربيّة، ومنها:
- ابنة القبطان لألكسندر بوشكين – ترجمة 1898م.
- القوزاقي الولهان- ترجمة 1899م.
- شقاء الملوك - ترجمة 1908م لماري كوريللي.
- أهوال الاستبداد – لتولستوي- ترجمة 1909م.
- هنري الثامن وزوجته السادسة - ترجمة - القدس 1920م.
- العرش والحب - ترجمة 1921م.
وكذلك فقد صدرت في العام نفسه رواية" الحياة بعد الموت" لاسكندر الخوري البيتجالي الذي ترجم عددا من الرّوايات الأجنبيّة إلى العربيّة، منها:
- غابريــلا الحسنــاء وهي إحدى الروايات الفرنسية التي نقلها اسكندر إلى اللغة العربية.
- الفتــاه الفــارس هي رواية روسية نقلها اسكندر إلى اللغة العربية.
- يوميـات كهـل ترجم اسكندر هذه اليوميات عن الروسية.
وفي العام 1934 صدرت رواية "الملّاك والسّمسار"لمحمد عزّة دروزة، وتتحدث عن ألاعيب السماسرة في اغراء الفلسطينيّين لبيع أراضيهم للمؤسّسات الصّهيونيّة.
وفي العام 1943 صدرت رواية"مذكّرات دجاجة" لاسحق موسى الحسيني، وقدّم لها الأديب طه حسين، وكتبها على نمط كليلة ودمنة، وواضح أنّ سياسة الانتداب القمعيّة هي التي دفعته إلى اللجوء للكتابة بهذه الطريقة، ورغم الملاحظات الفنّيّة على هذه الرّواية إلا أنّ بعض الدّارسين اعتبروها"البداية النّاضجة نسبيّا شكلا ومضمونا".
وفي العام 1948 صدرت رواية "فتاة من فلسطين" لعبد الحليم عباس.
وعندما صدرت عام 1955 رواية "صراخ في ليل طويل" لجبرا ابراهيم جبرا، كانت أوّل رواية فلسطينية استكملت شروطها الفنّيّة-حسب رأي النّقّاد-.
وفي العام 1957 صدرت رواية الشّتات الفلسطيني" صوت الملاجئ" لهدى حنا. وفي العام نفسه صدرت رواية النّكبة "فتاة النكبة" لمريم مشعل.
وفي العام 1959 صدرت رواية"بتهون" لتوفيق معمر.
وفي ستّينات القرن العشرين سطع نجم الرّوائيّ الشّهيد غسّان كنفاني، الذي قفز بالرّواية الفلسطينيّة قفزة نوعيّة، وقد أثارت روايته عن نكبة وشتات الشّعب الفلسطيني "رجال في الشّمس" الصادرة عام 1963 ردود فعل إيجابيّة واسعة لدى النّقاد. وعندما صدرت روايته الثّانية "ما تبقّى لكم" عام 1966، فتحت العيون على خيار المقاومة عند الشّعب الفلسطينيّ.
وفي ستّينات القرن العشرين صدرت عدّة روايات منها:
"حبّ بلا غد" لمحمود عبّاسي، صدرت عام 1962، ورواية "بقيت هناك" لعطالله منصور.
وفي العام 1964 صدرت رواية "المشوّهون" لتوفيق فيّاض، وهي أوّل رواية فلسطينيّة تصدر في مناطق عام 1948، كما صدرت في نفس العام رواية "الليل والحدود" لفهد أبو خضرة. وفي العام 1967 صدرت رواية "أجنحة العواصف لسليم خوري.
بعد حرب حزيران 1967
تعتبر هزيمة حرب حزيران 1967 كارثة كبيرة، لا يزال الشّعب الفلسطيني بشكل خاصّ، والشّعوب العربيّة بشكل عام، تعاني من ويلاتها حتّى يومنا هذا.
ونتائج هذه الحرب الكارثيّة لم تترك للفلسطينيّين خيارا غير خيار المقاومة، فانطلقت تنظيمات فلسطينيّة مقاومة، وانتظم في صفوفها الآلاف من أبناء الشّعب الفلسطينيّ وحتّى العربيّ، والمقاومة الفلسطينيّة، بثّت الأمل والخلاص في نفوس الأدباء، وبدأت مرحلة أدبيّة جديدة.
وقد عبّرت رواية غسّان كنفاني "عائد إلى حيفا" عن الصّدمة التي عاشها الفلسطينيّ اللاجئ، وحلمه بالعودة إلى دياره، فعاد بطل الرّواية على غير ما كان يتمنّاه، عاد مهزوما يزور بيته الذي يسكنه مستوطنون.
ولا بدّ هنا من الإشارة إلى رواية "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النّحس المتشائل" لإميل حبيبي، والتي صدرت عام 1974 في حيفا، وتعتبرهذه الرّواية علامة إيجابيّىة فارقة في الرّواية الفلسطينيّة بشكل خاصّ، والعربيّة بشكل عام، وترجمت إلى أكثر من 20 لغة أجنبيّة.
ويجدر التّنويه هنا أنّ مئات الرّوايات الفلسطينيّة قد صدرت بعد عام 1967، والتّطرّق لها يحتاج أبحاثا طويلة، ونحن هنا نذكر بعض رموز مرحلة سبعينات القرن العشرين، كروّاد لمرحلة هامّة في مسيرة شعبنا الفلسطينيّ، ومن هذه الأسماء إضافة إلى الشّهيد غسّان كنفاني الذي اغتالته اسرائيل في تموز 1972، وإميل حبيبي ظهرت أسماء أدبيّة كبيرة أخرى، منهم سحر خليفة، التي حظيت روايتها "الصّبار" 1976، وقبلها رواية"لم نعد جواري لكم" 1974، باهتمام النّقاد، وواصلت اصداراتها الرّوائيّة حتّى يومنا هذا، وكذلك رواية "السّفينة" 1970، و"البحث عن وليد مسعود" 1978 لجبرا ابراهيم جبرا، ورواية "حارة النصارى"1974 لنبيل خوري، ورواية "نجران تحت الصّفر" 1976 ليحيى يخلف، و"أيّام الحرب والموت" 1973، و"البكاء على صدر الحبيب" 1974، و"العشّاق" 1977 لرشاد أبو شاور، و"أنت القاتل يا شيخ" 1976 لسلمان ناطور، وغيرهم ممّن واصلوا كتابة الرّواية، واستمرّوا في ذلك حتّى يومنا هذا.
وبما أنّ فلسطين ولّادة، فإنّه في كلّ عقد يظهر روائيّون يتركون بصماتهم على الأدب الفلسطينيّ والعربيّ بشكل لافت، ومنهم ابراهيم نصر الله، الذي صدرت روايته الأولى "براري الحمّى" عام 1985، وجمال ناجي الذي صدرت روايته الأولى "الطريق إلى بلحارث" عام 1982. وحسن حميد الذي صدرت روايته الأولى "السواد أو الخروج من البقارة"- رواية- دمشق 1988.
وهناك أسماء كبيرة أخرى أيضا مثل: د. أحمد حرب، د. أحمد رفيق عوض، ليانة بدر، سلمان ناطور، عزّت الغزّاوي، أسامة العيسة، وليد أبو بكر، ديمة جمعة السّمان، محمود شقير، جميل السلحوت، ربعي المدهون، أنور حامد، أسعد الأسعد وآخرون.
أدبيّات السّجون:
ولا يمكن هنا القفز عن أدبيّات الأسرى الفلسطينيّين، مع أنّ الكتابة عن التّجربة الإعتقالية ليست جديدة على السّاحة الفلسطينيّة والعربيّة وحتّى العالمية، ونحن هنا ولأهمّيّة هذا الموضوع نشير إلى ما استطعنا جمعه من كتابات للأسرى في مختلف المجالات وليس في الرّواية فقط، وممّن كتبوا بهذا الخصوص: خليل بيدس صاحب كتاب”أدب السجون” الذي صدر بدايات القرن العشرين، زمن الانتداب البريطاني، وكتب الشيخ سعيد الكرمي قصائد داخل السّجون العثمانيّة في أواخر العهد العثمانيّ، كما كتب ابراهيم طوقان قصيدته الشّهيرة عام 1930تخليدا للشّهداء عطا الزير، محمد جمجوم وفؤاد حجازي، وكتب الشّاعر الشّعبيّ عوض النّابلسي بنعل حذائه على جدران زنزانته ليلة إعدامه في العام 1937 قصيدته الشّهيرة” ظنّيت النا ملوك تمشي وراها رجال” وكتب الدّكتور أسعد عبد الرحمن في بداية سبعينات القرن العشرين (أوراق سجين) كما صدرت مجموعة قصص(ساعات ما قبل الفجر) للأديب محمد خليل عليان في بداية ثمانينات القرن الماضي، و”أيام مشينة خلف القضبان” لمحمد احمد ابو لبن، و”ترانيم من خلف القضبان” لعبد الفتاح حمايل ، و”رسائل لم تصل بعد” ومجموعة "سجينة" القصصية للرّاحل عزّت الغزّاوي ، وقبل”الأرض واستراح” لسامي الكيلاني، و”نداء من وراء القضبان، "و(الزنزانة رقم 706) لجبريل الرجوب، وروايات "ستائر العتمة" و "مدفن الأحياء"و"أمهات في مدفن الأحياء"وحكاية(العمّ عز الدين) لوليد الهودلي، وكتبت عائشة عودة "أحلام بالحرّية" و"ثمنا للشّمس". و(تحت السّماء الثامنة)لنمر شعبان ومحمود الصّفدي، ، و "الشّمس في معتقل النّقب" عام 1991 لهشام عبد الرّازق، وفي السّنوات القليلة الماضية صدر كتابان لراسم عبيدات عن ذكرياته في الأسر، وفي العام 2005صدر للنّائب حسام خضر كتاب”الاعتقال والمعتقلون بين الإعتراف والصّمود” وفي العام 2007 صدرت رواية “قيثارة الرّمل” لنافذ الرّفاعي، ورواية”المسكوبيّة” لأسامة العيسة، وفي العام 2010 صدرت رواية"عناق الأصابع" لعادل سالم، وفي العام 2011 صدر "ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي" لمروان البرغوثي" و”الأبواب المنسيّة” للمتوكل طه، ورواية “سجن السّجن” لعصمت منصور، وفي العام 2012 صدرت رواية"الشمس تولد من الجبل لموسى الشيخ ومحمد البيروتي" كما صدر قبل ذلك أكثر من كتاب لحسن عبدالله عن السجون أيضا، ومجموعة روايات لفاضل يونس، وأعمال أخرى لفلسطينيين ذاقوا مرارة السجن. وفي العام 2011 صدرت رواية"هواجس سجينة" لكفاح طافش،وفي 2013 صدر كتاب"الصّمت البليغ" لخالد رشيد الزبدة، وكتاب نصب تذكاري لحافظ أبو عباية ومحمد البيروتي" وفي العام 2014 رواية"العسف" لجميل السلحوت" ورواية "عسل الملكات" لماجد أبو غوش، وفي العام 2015 "مرايا الأسر" قصص وحكايا من الزمن الحبيس" لحسام كناعنة، ورواية" مسك الكفاية سيرة سيّدة الظلال الحرة" و "نرجس العزلة" إضافة إلى ديواني شعر هما: "طقوس المرة الاولى"، "أنفاس قصيدة ليلية"، للأديبب الأسير باسم الخندقجي، ورواية "زغرودة الفنجان" للأسير حسام شاهين، وفي العام 2016 رواية "الشّتات"لأشرف حمدونة، وديوان "ماذا يريد الموت منا؟" لتحرير اسماعيل البرغوثي، ورواية "الأسير 1578" للأسير هيثم جمال جابر.، وروايات " وجع بلا قرار"، و"خبر عاجل" و "بشائر" للأسير كميل أبو حنيش.
وأدب السجون فرض نفسه كظاهرة أدبيّة في الأدب الفلسطينيّ الحديث، أفرزتها خصوصيّة الوضع الفلسطينيّ، مع التّذكير أنّها بدأت قبل احتلال حزيران 1967، فالشّعراء الفلسطينيّون الكبار محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وغيرهم تعرضوا للاعتقال قبل ذلك، وكتبوا أشعارهم داخل السجون أيضا، والشّاعر معين بسيسو كتب”دفاتر فلسطينية” عن تجربته الاعتقالية في سجن الواحات في مصر أيضا.
كما أن أدب السّجون والكتابة عنها وعن عذاباتها معروفة منذ القدم عربيّا وعالميّا أيضا، فقد كتب الرّوائي عبد الرحمن منيف روايتي”شرق المتوسط” والآن هنا” عن الاعتقال والتعذيب في سجون دول شرق البحر المتوسّط. وكتب فاضل الغزّاوي روايته” القلعة الخامسة” وديوان الشّاعر المصري أحمد فؤاد نجم”الفاجوجي”.ومنها ما أورده الأستاذ محمد الحسناوي في دراسته المنشورة في مجلة”أخبار الثقافة الجزائرية” والمعنونة بـ”أدب السّجون في رواية "ما لاترونه" للشّاعر والرّوائي السّوري سليم عبد القادر، وهي (تجربة السّجن في الأدب الأندلسي- لرشا عبد الله الخطيب ) و ( السّجون وأثرها في شعر العرب.. –لأحمد ممتاز البزرة ) و( السّجون وأثرها في الآداب العربية من الجاهلية حتى العصر الأموي- لواضح الصمد ) وهي مؤلفات تهتم بأدب العصور الماضية، أمّا ما يهتم بأدب العصر الحديث ، فنذكر منها : ( أدب السّجون والمنافي في فترة الاحتلال الفرنسيّ – ليحيى الشّيخ صالح ) و( شعر السّجون في الأدب العربيّ الحديث والمعاصر – لسالم معروف المعوش ) وأحدث دراسة في ذلك كتاب "القبض على الجمر – للدّكتور محمد حُوَّر".
أمّا النّصوص الأدبية التي عكست تجربة السّجن شعرا أو نثرا فهي ليست قليلة،: نذكر منها ( روميات أبي فراس الحمداني ) وقصائد الحطيئة وعلي ابن الجهم وأمثالهم في الأدب القديم. أما في الأدب الحديث فنذكر: ( حصاد السّجن – لأحمد الصّافي النّجفي ) و (شاعر في النّظارة : شاعر بين الجدران- لسليمان العيسى ) و ديوان (في غيابة الجبّ – لمحمد بهار : محمد الحسناوي) وديوان (تراتيل على أسوار تدمر – ليحيى البشيري) وكتاب (عندما غابت الشّمس – لعبد الحليم خفاجي) ورواية "خطوات في الليل – لمحمد الحسناوي".
الرّوائيّون المقدسيّون:
نظرا لاتّساع وشموليّة الموضوع سأتكلّم شيئا عن الرّواية والرّوائيّين المقدسيّين، وسآخذ واحدا أو اثنين منهم بشيء من التّفصيل، فهم مولودون ويعيشون في القدس عاصمة الشّعب الفلسطينيّ، ودولته العتيدة، وغالبيّة رواياتهم إن لم تكن كلّها تدور أحداثها في مدينتهم القدس، وتحمل هموم وطنهم وشعبهم، ومن هؤلاء الرّوائيّين جمال الحسيني الذي صدرت روايته "ثريا" عام 1934، والرّاحل د. اسحق موسى الحسيني، صاحب رواية "مذكّرات دجاجة" التي صدرت عام 1943، كما صدرت رواية"صراع" لعارف العارف، ورواية "حبّات البرتقال" عام 1962 لناصر الدين النشاشيبي، ورواية"حارة النّصارى" عام 1974 لنبيل خوري.
ومن الرّوائيّين المقدسيّين المعاصرين:
محمود شقير: مبدع شموليّ كتب القصّة القصيرة والرّواية للكبار وللأطفال وللفتيان، الأقصوصة، المسرحيّة، أدب الرّحلات، المسلسلات والسّيناريوهات التّلفزيونيّة. وهو الفائز الأوّل بجائزة محمود دروش، كما فاز بعدّة جوائز أخرى.
صدرت له الرّوايات التّالية:
أحلام الفتى النّحيل/ رواية للفتيات والفتيان/ مؤسّسة تامر للتعليم المجتمعي/ رام الله 2010.
- كلام مريم/ رواية للفتيات والفتيان/ منشورات الزّيزفونة/ رام الله 2013.
- أنا وجمانة رواية للفتيات والفتيان/ منشورات أوغاريت / رام الله/ 2000 .
- كوكب بعيد لأختي الملكة- رواية للفتيات والفتيان/ منشورات تامر للتعليم المجتمعي/ رام الله/ 2007.
- أنا وصديقي والحمار- رواية للفتيات والفتيان- مؤسّسة تامر للتّعليم المجتمعي-رام الله 2016.
- "في انتظار الثلج" رواية للفتيات والفتيان/ منشورات الدار الأهلية بعمّان 2016.
- فرس العائلة-رواية- دار نوفل-بيروت 2013.
- مديح لنساء العائلة-رواية.- دار نوفل بيروت-2015. ووصلت إلى القائمة القصيرة النّهائيّة في جائزة "البوكر" العربيّة.

أسعد الأسعد:
وصدرت له الرّوايات التّالية:
- ليل البنفسج- رواية- دار الكاتب- القدس 1989.
- عري الذّاكرة- القدس 2003.
- غياب-رواية-القدس 2005.
- هناك في سمرقند- رواية- دار الجندي للنّشر والتّوزيع- القدس.2012.
- بطعم الجمر-رواية-دار الجندي للنشر والتوزيع –القدس 2014.
محمد جوهر:
نقابيّ معروف "1930-2015" صدرت له رواية "فتاة الكرمل" عام 1996 عن دار الكرمل في عمّان" وأعيدت طباعتها في القدس عام 2015.
حليمة جوهر:
صدرت لها رواية واحدة: هي الجذور- دار القدس للنّشر والتّوزيع- القدس-1994.
ابراهيم جوهر:
صدرت له رواية واحدة هي: رواية أهل الجبل" دار فضاءات- عمّان 2015.

عزّام أبو السعود:
صدر له مسلسل روائيّ من أربعة أجزاء هي:
"صبري" و"حمام العين" و"الستيفادور"، و"سبيرتزما"، وجميعها تسرد بقالب روائيّ شيئا من التّاريخ الشّفويّ لمدينة القدس على لسان أبنائها.

ربحي الشويكي:
صدرت له مجموعة من الرّوايات منها: خربة الأولياء، تغريبة يبوس، يارا، أنشودة فرح وأبو دعسان.

عيسى عيسى قواسمي:
صدرت له الرّوايات التّالية:
همس الظلال 2009، الشّغف 2009،النّزوح نحو القمر2010، عازفة النّاي 2014.

عبدالله دعيس:صدرت له روايتان هما:
- لفح الغربة-دار الجندي للنّشر والتّوزيع 2015.
معيوف- دار الجندي للنشر والتّوزيع- القدس 2016.
مهنّد الصباح: صدرت له رواية واحدة:
قلبي هناك-دار الجندي للنّشر والتوزيع-القدس 2017.

نزهة أبو غوش: روائيّة وقاصّة للأطفال وللكبار صدرت لها روايتان هما:
خريف يطاول الشّمس، رواية 2013 م توثّق حكايات شفويّة عن نكبة 1948م عن قرى متاخمة لمدينة القدس,
- طير بأربعة أجنحة-رواية لليافعين- مكتبة كل شيء الحيفاويّة 2017.
- سمير الجندي: صدرت له الرّوايات التّالية:
- خلود- دار الجندي للنّشر والتوزيع-القدس2010.
- حوّاء في دبي- دار الجندي للنّشر والتّوزيع-القدس 2014.
- فانتازيا- دار الجندي للنشر والتّوزيع-القدس2016.

عادل سالم: قاص وروائي مقدسيّ مغترب في أمريكا صدر له الرّوايات التّالية:
- عناق الأصابع-رواية-دار شمس-القاهرة 2010، وصدرت طبعتها الثانية عام 2012 عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع.
- «قبلة الوداع الأخير» عن المؤسسة العربية للنشر في بيروت في نهاية 2012.
- عاشق على أسوار القدس- رواية-دار الجندي للنّشر والتّوزيع-القدس 2012.
- الحنين إلى المستقبل - المؤسّسة العربية للنشر في بيروت 2016.
سامية فارس:
نشرت لها ألكترونيا رواية "حارة السّعديّة". وهي إحدى حارات القدس القديمة.

عارف الحسيني:
صدرت له روايتان هما.
- "كافر سبت" دار الشروق للنّشر والتّوزيع-رام الله- فلسطين 2012.
- "حرام نسبي دار الشّروق للنّشر والتّوزيع-رام الله وعمّان، 2017.
القارئ الحاذق لروايتي عارف الحسيني، سيجد نفسه أمام أديب خاض مجال الرّواية بقوّة وتميّز منذ روايته الأولى، ولا يحتاج القارئ لذكاء خاصّ حتّى يعرف أنّ كاتبنا يركّز على مدينته القدس التي ولد فيها أبا عن جدّ، وترعرع في حاراتها وأزقّتها وأسواقها ومدارسها ومساجدها وكنائسها، وبالتّالي فإنّ القدس تسكنه كما يسكنها هو نفسه.
وفي رواية "حرام نسبي" وبالرّغم من أنّ الكاتب قسّمها إلى فصول، إلا أنّه أورد عشرات بل مئات الحكايات والقصص عن القدس وناسها، وتحمل هذه الحكايات في ثناياها تقاليد وعادات وأقوال وبعض الألفاظ المقدسيّة، عاشتها ثلاثة أجيال مقدسيّة من حوريّة الجدّة وابنتها اللتين جاءتا من الرّيف، وتزوّجت ابنتها من مقدسيّ، لتنجب ولدا وبنتا حملت اسم جدّتها "حوريّة"، ويلاحظ أنّ الجزء الأعظم من الرّواية جاء على لسان "حوريّة" الحفيدة، فهي "تبوح بما حملته معها عن الحياة والموت، عن الحبّ والزّواج، عن الفتاة والمرأة والرجل في مجتمع يعاني من قهر الاحتلال، وتذود عن حرّيّة روحها بكل ما لديها من عنفوان، فتنجح هنا وتفشل هناك، لكنّها تبقي الحبّ هاجسا وموجّها نحو الحرّيّة.
كما يلاحظ أنّ الرّواية رواية نسويّة بامتياز، ودور الرّجال فيها ثانويّ. وكأنّي بالكاتب يريد أن يطرح مسيرة المرأة المقدسيّة ومعاناتها من بطش الاحتلال، ومن سطوة المجتمع الذّكوريّ.
" والرّواية رواية مكان بامتياز، إذ نجد جلّ أحداثها في القدس القديمة وعقبة السّرايا والتكية، وتمتد إلى خارج السور في باب السّاهرة والشّيخ جرّاح وشارع صلاح الدّين والزّهراء وبيت حنينا."
وإذا كان المكان "القدس" يتعرّض للعسف والاغتصاب، فإنّ الإنسان هو الآخر يعاني، من تقاليد بالية تقيّده، ومن عسف احتلال يقيّد حرّيّته وينتهك حرماته وكرامته.
فحوريّة كانت تستمع مباشرة أو من خلال استراق السّمع في طفولتها لأحاديث "الآنسات" الدّينيّة، وحكايات النّساء في جلسات تعقد في بيت جدّتها حوريّة، فإنّها تربّت في حضن أب ماركسيّ، وتزوّجت من أسير محرّر يكبرها بسنوات، يعاني من البطالة، ليختلفا ويتطلّقا لاحقا دون أن ينجبا، ولتقع في ألسن النّاس وما يحيكونه من شبهات حول المرأة المطلّقة، خصوصا بعد بقائها في البيت وحيدة بعد وفاة أبيها، ولتقع لاحقا بغرام شابّ "نبيه" جمعتها به الصّدفة في طائرة أثناء عودتهما من رحلة إلى الولايات المتّحدة، ولم تنج من اعتداء المستوطنين عليها وعلى زائريها في البيت الواقع في الشّيخ جرّاح أحد أحياء القدس.
ويلاحظ أنّه جرى تغييب شقيق حوريّة، فبعد انهائه للمرحلة الثّانوية سافر إلى الأردن، ولم يعد حتّى أنّه لم يحضر جنازة أبيه، وفي هذا إشارة ذكيّة إلى هجرات أبناء العائلات المقدسيّة من مدينتهم واستقرارهم خارج الوطن.
ولم تقتصر المعاناة على حوريّة الحفيدة فقط، بل تعدّتها إلى زميلتها سميرة التي تزوّجت، وتمّ اصطحابها صباح زفافها إلى طبيب للتّأكد من عذريتها، ليتبيّن أنّ بكارتها من النّوع المطاطيّ الذي لا يزول إلا بالولادة.
وتطرّقت الرّواية بشكل سريع وذكيّ أيضا إلى موقف أبناء العائلات المقدسيّة من أبناء الرّيف ونظرتهم الدّونيّة لهم، فقد حذّرت الجدّة "حوريّة" عند زواج حفيدتها من أصول العريس القرويّة، رغم أنّها نفسها تنحدر من أصول قرويّة.

ديمة جمعة السّمان:
ولدت في القدس الشريف، ولا تزال تعيش فيها، صدرت لها الرّوايات التّالية:
- القافلة ، منشورات دار الهدى في كفر قرع- فلسطين عام 1992
- الضّلع المفقود - دار العودة للدّراسات والنّشر- القدس 1992.
- الأصابع الخفيّة- عن منشورات دار الكاتب في القدس عام 1992
- جناح ضاقت به السّماء- مؤسّسة ابداع للنّشر في أمّ الفحم-فلسطين 1995.
- برج اللقلق- صدرت طبعتها الأولى عام 2005 في القاهرة عن الهيئة المصريّة العامّة للكتاب، وصدرت طبعتها الثّانيّة عام 2016 عن مكتبة كل شيء الحيفاويّة.
- ثنائيّة "وجه من زمن آخر" و "بنت الأصول"- الهيئة المصريّة العامّة للكتاب-القاهرة 2010- و2011.
- رحلة ضياع – دار الجندي للنّشر والتّوزيع –القدس 2012.
- غفرانك قلبي- دار الجندي للنّشر والتّوزيع-القدس.

برج اللقلق:
رواية "برج اللقلق" من ألفها إلى يائها عن مدينة القدس، وبهذه الرّواية افتتحت ديمة السّمّان باب كتابة الرّواية عن القدس على مصراعيه، فأحداث هذه الرّواية في القدس وأبطالها مقدسيّون من أسرة مقدسيّة واحدة، واسم الرّواية يحمل “برج اللقلق” أحد المعالم التّاريخيّة المشهورة في مدينة القدس، وتحديدا في حارة باب حُطّة في القدس القديمة، داخل الزّاوية الشّماليّة الشّرقيّة لسور المدينة التّاريخيّ .
ويمتدّ زمن الرّواية قرنا كاملا تقريبا، أي من أواخر العهد العثمانيّ حتى نهاية القرن العشرين، وأديبتنا ديمة السّمان التي تلتقط الأحداث بعيني صقر، والمستمعة لدبيب النّمل كثيرة السّؤال وكثيرة الاستماع الى ما تجود به جعبة والديها وأجدادها وشيوخ وشيخات مدينتها، عن تفاصيل الحياة التي عاشوها في مدينتهم، وحتّى التّي نقلوها بالتّواتر عن أبائهم وأمّهاتهم فيما يتعلّق بالمدينة المقدّسة، كيف كانت؟ وكيف أصبحت؟ عدا عن قراءتها الدّؤوبة لكلّ ما يكتب عن تاريخ المدينة المقدسّة، وما كتبه عنها الرّحّالة الذين زاروها، يضاف إلى ذلك معاصرتها الشّخصيّة للأحداث في العقود القليلة الماضية، فهي ابنة المدينة التي ولدت وترعرت ولا تزال وستبقى فيها، وواضح أنّ الكاتبة المقدسيّة لم تكتفِ بالتّاريخ الرّسمي المكتوب عن المدينة، فلجأت إلى التهام الرّواية الشّفويّة عن المدينة ومواطنيها بعاداتهم وتقاليدهم، وهذا ما سيراه الكاتب في روايتها هذه”برج اللقلق” والذي لا ولن يتوفّر لغيرها من المقدسيّين، الذين لم يعيشوا الحياة المدينيّة في القدس، كونهم يعيشون في ريفها.
واذا كانت القدس تشكّل أحد هموم كلّ عربيّ ومسلم ومؤمن، فإنّ هموم القدس تشكل همّا شخصيّا لكاتبتنا، فهي تعتبر المدينة بيتها الذي تسكنه، ومن هنا جاءت روايتها لتشكّل إضاءة جميلة لسيرة هذه المدينة التي أرهقتها الاحتلالات والغزوات المتعاقبة عليها.
وقد اختارت الكاتبة أن يكون المكان الرّئيس لأحداث روايتها “برج اللقلق” الذي يحمل اسم الرّواية، وهو مكان تاريخيّ تصفه الكاتبة في السّطر الأوّل من الرّواية قائلة: ” هناك في الطّرف الشّرقيّ الشّماليّ لسور مدينة القدس العظيم .. داخل عمق البلدة القديمة يقع بيت آل عبد الجبّار .. في منطقة اسمها برج اللقلق من حارة باب حُطّة.”
وبرج اللقلق منطقة مرتفعة تُشرف على المسجد الأقصى المبارك، ويشرف على جبال القدس، وعلى معالم المدينة الدّينيّة والتّاريخيّة، من مساجد وأديرة وكنائس ومدارس ومتاحف.
وبالتّأكيد فإنّ الأطماع الاستيطانيّة التي تستهدف المكان، كما تستهدف المدينة برمّتها هي التي استفزّت مشاعر الكاتبة، خصوصا وأن عائلتها المقدسيّة تسكن هذا المكان منذ مئات السّنين، فكان هذا البركان الذي انفجرت حممه بهذه الرّواية .
وقد استهلّت الرّوائيّة روايتها بوصف دقيق للمكان، ثم شرعت تتحدّث عن الأوضاع الاقتصاديّة البائسة في أواخر العهد العثمانيّ التّي عاشتها الأسرة، التي يتناوب أبناؤها البطولة الرّوائية جيلا بعد جيل، إنّها أسرة ” آل عبد الجبّار ” التي دفنت الجدّ الأوّل للأسرة في باحة البيت قرب شجرة “بطمة ” عمرها مئات السّنين. فكان قبره وسيرته منارة يهتدي بها أبناء وأحفاد العائلة، يعيشون على أمجاده ويسيرون على هديه، ويستمدّون منه العزيمة والارادة الصلبة .
ففي أواخر العهد العثمانيّ، تمّ تدمير الاقتصاد، وازدادت الضّرائب، وازداد نهب الأتراك لخيرات البلاد، وازداد الظّلم والمظالم، ومع ذلك فإنّ أسرة عبد الجبّار التي توارثت السّيادة الاجتماعيّة لم تستسلم، فكان رأسها دائم البحث عن مصدر رزق جديد، فبعد أن أغلق حانوته لضيق ذات اليد عمل "عتّالا" في باب الخليل، وخاض صراعات مريرة مع معشر "العتّالة"، الذين رأوا فيه منافسا عنيدا لمهنتهم ومصدر رزقهم، وبعد صراعات أدخلته السّجن، عمل حطّابا، يحتطب من البراري، ويخزن حطبه في مغارة "الهيدميّة" وهي كهف عظيم تزيد مساحته عن الدّونم الواحد، لا يزال قائما تحت مقبرة باب السّاهرة ما بين باب العامود وباب السّاهرة، وهنا توغل الكاتبة في وصف الأحوال المعيشيّة للمقدسيّين، كما تصف المدينة نفسها، حيث كانت تغلق أبواب القدس القديمة من ساعات الغروب وحتى شروق الشّمس، لحماية المدينة من اللصوص والغزاة، ومن الذّئاب المفترسة، حيث كانت الضّباع تصل إليها، وكانت زقاق المدينة القديمة تضاء بمصابيح الزّيت، التي كانت توضع على مفارق الزّقاق، ثم تتحدّث عن مقاومة المقدسيّين بشكل خاصّ والشّعب الفلسطينيّ بشكل عامّ للأتراك الذين طغوا وتجبّروا، وعاثوا في الأرض فسادا، إلى أن جاء الانتداب البريطانيّ، حيث انفرجت الأوضاع الاقتصاديّة قليلا، وانتهى عصر المجاعة الذي صاحب أواخر العهد العثمانيّ، لكن ذلك كان مصاحبا لفتح باب الهجرة اليهوديّة إلى فلسطين، تمهيدا لاقامة دولة اسرائيل على أرض فلسطين، ممّا دعا الفلسطينيين إلى المقاومة، وكان لأسرة "آل عبد الجبّار" وخصوصا رأسها دور رئيس في المقاومة .
وتحصل النّكبة الأولى في عام 1948 حيث هزمت الجيوش العربيّة التي بنى الفلسطينيّون عليها آمالا كبيرة، وتعرّج الكاتبة بعد ذلك إلى ثورة 23 يوليو 1952 في مصر والتي قادها الرّئيس الرّاحل جمال عبد الناصر، الذي توالت المؤامرات عليه لاضعافه واسقاط حكمه، فكان العدوان الثّلاثي على مصر في 29 تشرين أول 1956 لتتوالى الأحداث إلى أن تصل إلى حرب حزيران 1967، والتي احتلّت فيها اسرائيل ما تبقّى من فلسطين التّاريخيّة، إضافة إلى صحراء سيناء المصريّة، وهضبة الجولان السّوريّة. وتتواصل المقاومة ويسقط الشّهداء من آل عبد الجبّار ومن غيرهم، ثم تأتي حرب تشرين عام 1973 وبعدها في العام 1977زيارة الرّئيس المصريّ محمد أنور السّادات لاسرائيل، واتفاقيّات كامب ديفيد إلى أن انفجرت الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى في كانون أول 1987، وليشارك فيها الشّعب الفلسطينيّ بمختلف أعمار أبنائه بدءا من الأطفال، ومرورا بالشّباب وانتهاءا بالشّيوخ .
وتطرح الكاتبة في الرّواية قضيّة العمالة للاحتلال من خلال " ليث " حفيد عبد الجبّار من ابنته نفيسة، الذي سقط في براثن العمالة من خلال الجنس والمخدّرات، فباع العقارات للمحتّلين، ووشى بالمقاومين، وليقتل في أواخر الرّواية على يد والدته بعد أن عاد الى رشده دون علم والدته، واستعد للقيام بعمليّة استشهاديّة يكفّر فيها عن ماضيه الأسود، ولتنتهي الرّواية بأن تفجّر والدته نفيسة “الحفيدة ” نفسها بالحزام الذي كان معدّا كي يفجّر ليث نفسه به.

"وجه من زمن آخر" و "بنت الأصول"
المضمون: تتحدث الرّواية عن فتاة أندلسيّة "ماري"مريم التي تنحدر من أصول عربيّة اسلاميّة، جاءت إلى القدس في أواخر العهد العثمانيّ؛ لتدرس تاريخ آبائها العرب المسلمين، وتتعرّف عليه من قرب، - مع أنّه من خلال الرّواية يظهر لنا أنّها تعرف العادات العربيّة والاسلاميّة أكثر من العرب أنفسهم- ومنذ يومها الأوّل في القدس يصطحبها الدّليل السّياحيّ"مصطفى" إلى حانة خمور، تُمارَس فيها الرّذيلة، غير أنّها هربت من الحانة فطاردها الدّليل، ووقعت على إحدى درجات باب السّرايا، وهرع على صراخها أصحاب البيت المجاور"الحاجّ رشيد وابنه عزّو" وحموها وأسكنوها في بيتهم، وهناك تتطوّر أحداث الرّواية حيث تشارك مريم في احتفالات موسم النّبيّ موسى، وعيد الفصح الذي يتزامن معه، كما تشارك في حفل زفاف لبيبة بنت الحاجّ رشيد، بل هي من يسّرت ذلك الزّواج بدعمها الماليّ، كما أنّها أنقذت أسرة مضيفيها من افلاس عندما تبرعت لهم بثمن حصان للطّاحونة التي يملكونها بدل الحصان النّافق.
أمّا في الجزء الثّاني فإنّنا نجد أنفسنا أمام أسطورة متداخلة الأحداث، بطلها الرّئيس هو ماري الأندلسيّة، التي حيكت حولها خرافات كثيرة ومتشعّبة، فظنّها المقدسيّون كتلك المشعوذة "المبروكة" التي كانت تعيش بينهم وتحتال عليهم، مع أن ماري"مريم" كانت تنفي ذلك بشدّة، وسبب ظنّهم هذا ناتج عن أنّها فتاة متعلّمة كانت تفسّر الأمور بمنطق وعقل، في حين كان الجهل هو السّائد في المدينة، فحاكوا حولها خرافات كثيرة، في اعتقاد منهم أنّها كانت تستعين بالجنّ، وقد دخلنا في أساطير وحكايات متعدّدة ترسّخ ذلك الفهم الخاطئ، في حين أنّ ماري الثّريّة كانت تعمل في دائرة الآثار، وحيكت هذه الحكايات على مدار حوالي 170 صفحة من الجزء الثّاني، تزوّجت خلالها ماري من "عزّو" ابن مضيفها الحاجّ رشيد في حكاية دراميّة طويلة، وتزوّجت قبله شقيقته لبيبة من تاجر مقدسيّ، ومات الحاجّ رشيد، لندخل بشكل سريع إلى نهاية الحكم العثمانيّ وبداية عهد الانتداب البريطانيّ في فلسطين، لتتسارع الأحداث ونصل في أقلّ من صفحتين إلى ثورة الشّعب الفلسطينيّ عام 1936، وكيف قاوم هذا الشّعب مستعمريه، واستشهاد "عزّو"تحت التّعذيب، لتواصل ماري المقاومة بعده، ولتقوم بتفجير مرقص كان يرتاده الجنود البريطانيّون، وتقع جرّاء ذلك في الأسر ويحكم عليها بايداعها في مستشفى للأمراض العقليّة.



جميل السّلحوت:
مواليد جبل المكبّر-القدس عام 1949، ويعيش فيه، كتب في التّراث الشّعبيّ، أدب الأطفال، أدب الرّحلات، النّقد، الأدب السّاخر، والرّواية للصّغار والكبار. صدرت له الرّوايات التّالية:
- ظلام النّهار-رواية، دار الجندي للطباعة والنشر- القدس –ايلول 2010.
- جنّة الجحيم-رواية – دار الجندي للطباعة والنشر- القدس-حزيران 2011.
-هوان النعيم. رواية- دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس.
- برد الصّيف-رواية- دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس2013.
- العسف-رواية-دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس 2014.
- أميرة- رواية- دار الجندي للنشر والتوزيع- القدس 2014.
- زمن وضحة- رواية- مكتبة كل شيء- حيفا 2015.
- رولا-رواية- دار الجندي للنّشر والتّوزيع- القدس 2016.
- عذارى في وجه العاصفة-رواية- مكتبة كل شيء-حيفا 2017

روايات اليافعين
- عشّ الدّبابير-رواية للفتيات والفتيان-منشورات دار الهدى-كفر قرع، تمّوز-يوليو- ٢٠٠٧.
- الحصاد-رواية لليافعين، منشورات الزّيزفونة لثقافة الطفل، ٢٠١٤، ببيتونيا-فلسطين.
- البلاد العجيبة- رواية لليافعين- مكتبة كل شيء- حيفا 2014.
– “لنّوش”-رواية لليافعين. دار الجندي للنّشر والتوزيع،القدس 2016.

شهادة جميل السّلحوت حول مشواره الكتابيّ:
تبقى الأفكار في حالة صراع دائم، تدور، تتفاعل، وأحيانا تتقاتل فتنتصر إحداها على الأخريات، فتخرج مزهوّة مرسومة على صفحة ورقيّة، وكأنّها تفضح نفسها بانعتاقها؛ لتجد من يحاربها أو يفرح بها، لكنّها في الأحوال كلّها تفسح المجال لواحدة من شقيقاتها اللواتي لا يشبهنها أن تحتلّ مكانها، لتعاود التّجربة وهكذا؟ فهل الكتابة هروب من الذّات، أم هي انعتاق منها؟ وهل الكتابة إبداع أم جنون؟ وهل الفارق بينهما كبير؟ أم أنّ الكتابة طقوس لها قدسيّتها؟ هي أسئلة كثيرة تراودني وتلحّ عليّ، ففي الكتابة تفريغ لهموم، وفيها رسم للفرح وللسّعادة، أحيانا كثيرة لا أعرف لماذا أكتب؟ ومتى سأكتب؟ تمرّ عليّ أيّام يستعصي فيها القلم رافضا المكوث بين أصابعي الثّلاثة- الابهام، السّبابة والوسطى- كما تستعصي الورقة أن تتمدّد أمام ناظري على الطّاولة، فألقي بالقلم جانبا، وقد أمزّق الورقة.
وللكتابة دوافع تحرّض على فعلها، فالهمّ العامّ يؤرّقني ليل نهار، ويطاردني حتّى في منامي، ولا أجد ما أقدّمه أحيانا سوى مساهمة كتابيّة تدعم قضيّتي العادلة، وتدافع عن حقوق شعبي وأمّتي والعدالة الانسانيّة، وأنا أبكي على الطّفولة الذّبيحة في وطني الصّغير، أو في وطني الكبير حيث أطفال أبناء شعبي وأمّتي يعانون ويلات كثيرة، ويحزنني طفل ما من أيّ مكان في العالم، فالأطفال يستحقّون الكثير الكثير من الأمن والأمان، ومتطلّبات الحياة الكريمة. لكنّني في وطن يحمل طفلنا فيه شهادة ميلاده بيساره، وشهادة استشهاده في يمينه؛ ليملأ أحدهم لاحقا تاريخ الشّهادة، وأنا أحاول أن أكتب شيئا للأطفال لعلّني أساعد في رسم بسمة على شفاه طفل باكٍ، وليرحم الله القائد والشّاعر الكبير توفيق زياد وهو القائل"وأعطي نصف عمري لمن يجعل طفلا باكيا يضحك".
لكنّ الكتابة تبقى عمليّة تفريغ لحمولة ثقيلة، ولا بدّ من رسمها كلمات على الورق لتطمئنّ نفسي، بالرّغم من خوفي من الفشل.
لم أخطّط في حياتي أن أكون كاتبا، ولا أعرف إن كنت أنا الآن كاتبا أم لا، فأنا لا أزال أحاول الكتابة، ومنذ بداياتي تعرّضت لمشاكل لم تخطر لي على بال جرّاء الكتابة، فمعلمي في الصّفّ الرّابع الابتدائيّ جلدني بالعصا متهما إيّاي بأنّني استعنت بوالديّ في كتابة موضوع التّعبير، ولم أكن أعلم وقتها أنّ والديّ أمّيّان، أو إن كنت أعلم فإنّني لم أستعمل تلك المعلومة في الدّفاع عن نفسي. ولمّا ألحّ عليّ بالسّؤال أقسمت له بأنّني من كتب الموضوع، فاستأنف ضربي بقسوة أكبر وهو يردد :"تكذب وتقسم كاذبا أيضا"....لكنّ الكتابة قادتني إلى ما هو أسوأ وهو أن أكون متّهما في أعين رجال الأمن، وتعرّضت لمتاعب جرّاء ذلك، فهل الكتابة تهمة؟
لم أخف في بداياتي من الفشل في الكتابة، فقد كانت محاولات، لكنّ فرحتي لا توصف عندما رأيت وأنا في الصّفّ الإعداديّ الثّاني اسمي في زاوية "أقلام القرّاء"على صفحات جريدة"الجهاد" التي كانت تصدر في القدس، وتوقفت بعد حرب حزيران 1967 ووقوع القدس تحت الاحتلال، لكنّني ومنذ سنوات أخاف من الفشل، وأحرص على تحسين أدواتي الكتابيّة من خلال المطالعة المكثّفة التي أمارسها منذ نعومة أظفاري، وكلّما صدر لي كتاب أنتظر ردود الفعل عليه بلهفة، وأستفيد من الملاحظات السّلبيّة أكثر من الايجابيّة.
عندما تسيطر عليّ فكرة ما تؤرقني لدرجة أنّني أحلم بها أحيانا، وعندما أكتبها أتفاعل معها إلى درجة الفرح أو الفخر أو البكاء بيني وبين نفسي، لكنّني أستريح نفسيّا وجسديّا بعد كتابتها، فهل هي فرحة المخاض أم ماذا؟ وأشعر بفرح طفوليّ كلّما صدر لي كتاب جديد، مع أنّني لا أستفيد ماديّا ممّا أكتبه، بل ربما أخسر.
وأنا على قناعة تامّة بأنّ الكاتب ابن بيئته، ويتأثّر بها، وأوّل بداياتي في إصدار الكتب، هو ما رأيته من تعرّض تراثنا الشّعبيّ إلى السّرقة والطّمس والتّشويه، ومحاولات نسبه للآخر، فجمعت عددا من الحكايات الشّعبيّة صدرت في كتيب يحمل اسم"شيء من الصّراع الطبقيّ في الحكاية الفلسطينيّة، " وذلك عام 1978، وذات يوم كنت في سهرة عرس لأحد أبناء قريتي- السواحرة- جبل المكبر- قرب القدس الشّريف، وغنّوا في السّامر قصيدة ينتقد فيها الشّاعر الشّعبيّ طريقةّ الحبّ عند البدو، وفي أحد أبياتها يقول:
ملعون أبوكم عرب واوي طرد واوي
ملعون أبوكم عرب ما فيكم الغاوي
وإذا بطفل بجانبي كان في الثّالثة عشرة من عمره يطلب منّي أن أوقف السّامر، لأنّهم يشتمون العرب! فأوضحت له أن المقصود بالعرب هنا هو أبناء البادية، والشّاعر واحد منهم، ويرى أن القيود الموضوعة بين الرّجل والمرأة تجعل علاقة الحبّ بينهما شبيهة بعلاقة الواويّات- الثّعالب- وسؤال ذلك الطفل كان محرّضا لي كي أجمع بالاشتراك مع زميلي د. محمد شحادة الأغنية الشّعبيّة لمختلف المناسبات في بلدتنا، وكان كتاب"صور من الأدب الشّعبيّ الفلسطينيّ".
ثم انتبهت إلى أنّ موروثنا الشّعبي القوليّ يحمل في داخله مضامين اجتماعيّة راقية ومتعدّدة الأهداف، فدرست عددا من الحكايات الشّعبيّة واستنبطت منها المضامين، ونشرتها في كتاب"مضامين اجتماعيّة في الحكاية الفلسطينيّة".
لكنّ اللافت هو كتابي "القضاء العشائري" فمع أنّني أرفض تكريس العشائريّة، وأدعو إلى دولة القانون واستقلاليّة القضاء، إلا أنّ عيشنا تحت احتلال أهلك البشر والشّجر والحجر، يدعو الكثيرين من أبناء شعبنا لحلّ مشاكلهم دون اللجوء لشرطة الاحتلال ومحاكمه، وهنا كان الدّور للأعراف العشائريّة وللقضاء العشائريّ، ومن هنا لجأت إلى تأليف ذلك الكتاب، خصوصا وأنّني أعيش في بيئة عشائريّة، وأنا شخصيّا أنحدر من أصول بدويّة عشائريّة.
وفي الانتفاضة الأولى أفزعني ما يتعرّض له أطفال شعبي من جرائم مريعة، فكتبت لهم مجموعتي القصصيّة"المخاض"، وواصلت الكتابة لهم وعنهم.
ولما كانت السّخرية هي الأقرب قبولا من قبل المتلقّي، فقد كتبت "حمار الشّيخ" و"أنا وحماري"، كمقالات وحكايات ساخرة في حواريّة مع حماري، انتقدت فيها ظواهر اجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة وتعليميّة وثقافيّة...إلخ. حتّى أنّ أحد النّقاد اعتبرها "يوميّات مدينة" لأنّ أحداثها تدور في حارات وأزقة وقرى عروس المدائن القدس الشّريف.
وبما أن الرّواية هي الجنس الأدبيّ الأكثر استيعابا واحتواء لمرحلة طويلة، فقد جاء مسلسلي الرّوائيّ "درب الآلام الفلسطيني، الذي ابتدأته برواية "ظلام النّهار" التي تتكلم عن جوانب من حياتنا الشّعبيّة في مرحلة النّكبة الأولى، وما سبقها وما تبعها من سنوات قليلة، وجاء بعدها الجزء الثّاني"جنة الجحيم" ليتكلم عن مرحلة خمسينات ومنتصف ستّينات القرن العشرين، ليأتي الجزء الثّالث"هوان النعيم"عن حرب حزيران 1967 العدوانيّة، وما تبعها خلال أشهر قليلة، ثمّ الجزء الرّابع "برد الصّيف"، والجزء الخامس "العسف" الذي يتحدّث عن تجربة الاعتقال، والجزء السّادس "رولا" الذي يدور في شوارع وأسواق وحارات القدس، وأنا أتابع الكتابة لاستكمال سباعية آمل أن تضيف شيئا للأدب الفلسطيني.
وسيلاحظ القارئ أنّ البطل في هذه الرّوايات هو التّخلف في مختلف المجالات، وكأنّي أجيب فيها على سؤال: لماذا هزمنا؟ فصوّرت أوضاع شعبنا وما عاناه من جهل وفقر وحرمان، وقد خضنا حروبا دون أن يتوفّر لنا أيّ سبب من أسباب النّصر. لذلك هزمنا، وفي هذه الرّوايات أنفّر القارئ من هذه السّلبيّات. ويستشفّ من بين السّطور أن لا منقذ لنا إلا العلم.
ولا يفوتني هنا أن أقول بأنّ روايتيّ "أميرة" و"عذارى في وجه العاصفة" تتحدّث عن نكبة عام 1948. والثّانية "عذارى" طرقت فيها معاناة العديد من النّساء الفلسطينيّات جرّاء النّكبة والتي لم ينتبه لها أحد.
وللأطفال نصيب من كتاباتي تتوزّع بين القصّة القصيرة، والرّواية للأطفال ولليافعين وللفتيات والفتيان.
28-4-2017
"ورقة مقدمة لملتقى فلسطين الأوّل للرّواية العربيّة(دورة القدس...نبيل خوري) الذي سيعقد ما بين 7-11 أيار –مايو- 2017 في رام الله"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

جميل السلحوت: Empty
مُساهمةموضوع: رد: جميل السلحوت:   جميل السلحوت: Emptyالخميس 25 مايو 2017, 12:12 pm

غباء القوّة وأنين الأسرى



ستمرار معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى الفلسطينيّون في سجون الاحتلال منذ 17 نيسان/ ابريل 2017، يعني أنّ الأسرى لن يتراجعوا عن معركتهم قبل أن تتحقّق مطالبهم الإنسانيّة العادلة،
فلم يعد لديهم ما يخسرونه دفاعا عن كرامتهم وكرامة وطنهم وشعبهم وأمّتهم، سوى أعزّ ما يملكونه، وهو الحياة، ومع أنّ لا أحد يستحقّ الحياة أكثر منهم، إلاّ أنّ الحياة تهون أمام الكرامة الانسانيّة. وواضح أنّ موقف حكومة الاحتلال من مطالب الأسرى العادلة يتّسم بالغباء السّياسيّ، تماما مثل سياساته الأخرى، وما هذا التّعنّت الغبيّ إلا مسمار جديد يُدَقّ في نعش الاحتلال الذي سيزول حتما مهما طال الزّمن. ومهما بقيت الدّولة الأعظم أمريكا منحازة إلى إسرائيل ظالمة أو مظلومة، مع أنّها لم تكن مظلومة يوما، إلا أنّه إذا كان للظّلم جولة، فإنّ للحقّ جولات. ولنتذكر النّظام العنصريّ الذي كان سائدا في جنوب افريقيا، الذي حكمت من خلاله الأقليّة البيضاء في جنوب افريقيا من عام 1948 وحتى تمّ إلغاء النظام بين الأعوام 1990 - 1993، فقد كانت أمريكا وحليفتها إسرائيل من أكثر الدّول علاقة ومساندة للنّظام العنصريّ، لكنّه جاء اليوم الذي تخلّتا فيه عن حليفهما العنصريّ، بفضل نضالات حزب المؤتمر الذي كان يقوده الزّعيم العالميّ المحنّك نيلسون مانديلا. ولا يمكن لأمريكا كدولة عظمى أن تبقى مستمرّة في دعم إسرائيل، في سياساتها المخالفة للقانون الدّوليّ، وللوائح حقوق الانسان العالميّة إلى ما لا نهاية، ولو من باب حمايتها لمصالحها في اقليم الشّرق الأوسط. وما كانت أمريكا لتستمرّ بهذا الانحياز الأعمى لإسرائيل لو كان النّظام العربيّ الرسميّ عربيّا قولا وفعلا. ولا يمكن لإسرائيل أيضا أن تحاصر نفسها بسياساتها التّوسّعيّة العدوانيّة، معتبرة نفسها جزءا من العالم الغربيّ، ورافضة أن تكون جزءا من الشّرق الأوسط إلى ما لا نهاية أيضا. تماما مثلما هي بدهيّات التّاريخ التي أثبتت أنّ القويّ لا يبقى قويّا، والضّعيف لا يبقى ضعيفا إلى ما لا نهاية، و"ما الدّهر إلا يومان، يوم لك ويوم عليك".
 


طلبات الأسرى الفلسطينيين حق إنساني


عندما قرّر الأسرى الفلسطينيّون خوض معركة الأمعاء الخاوية المفتوحة اعتبارا من 17 نيسان/ ابريل 2017، لم يأت ذلك القرار من فراغ، بل جاء دفاعا عن كرامة وانسانيّة الانسان التي يحرمهم منها الاحتلال،
ومطالبهم عادلة بدون أيّ شكّ، فهم يعيشون خلف أبواب مغلقة لا تصلح للعيش البشريّ. ومن هنا تنبع ضرورة تجنيد الرّأي العامّ المحلّيّ والعربي والعالمي لنصرتهم. ويجب تجنيد الدّبلوماسيّة الفلسطينيّة والعربيّة والاسلاميّة والصّديقة للضّغط على الاحتلال كي يتعامل معهم كأسرى حرب، وما يترتّب على ذلك من تطبيق اتّفاقات جنيف الرّابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكريّ، وإسرائيل التي تواصل احتلالها لأراضي الدّولة الفلسطينيّة وهضبة الجولان السّوريّة ومزارع شبعا اللبنانيّة منذ خمسين عاما، وتعمل على تكريس هذا الاحتلال بالاستيطان وغيره، إنّما تمارس ارهاب الدّولة، وتتنكّر للقانون الدّوليّ ولقرارات الشّرعيّة الدّوليّة، وتهدّد دول وشعوب المنطقة والسّلم العالميّ بدعم من دول عظمى كأمريكا وبريطانيا وغيرهما.
 



وإذا كانت اسرائيل تعتقل في سجونها أكثر من 6500 أسير فلسطيني وعربي، في ظروف غير انسانيّة، فإنّها تواصل احتلالها وامتهان كرامة وانسانيّة أكثر من أربعة ملايين فلسطينيّ في السّجن الكبير "الأراضي العربيّة المحتلّة" وحوالي 25% منهم ذاقوا مرارة الاعتقال والسّجن، ويبدو أنّ لوائح حقوق الانسان والقانون الدّولي يتوقّف عند عتبات اسرائيل التي تخرقها بشكل مستمرّ. فهل تتجنّد الدبلوماسيّة العربيّة والصّديقة لطرح قضيّة الارهاب وضرورة الاتفاق على تعريف دوليّ له في الأمم المتّحدة؟ وهل تتجنّد منظّمات حقوق الانسان، والصّليب الأحمر الدّولي، والدّول المعنيّة بالسّلم العالمي للضّغط على حكومة الاحتلال لتلبية مطالب الأسرى العادلة حفاظا على حياتهم؟ وواضح أنّ الأسرى لن يتراجعوا عن اضرابهم المفتوح حتّى تحقيق مطالبهم أو الشّهادة، وإذا ما سقط شهداء من الأسرى - لا سمح الله- فإنّ ذلك لن يمرّ بسهولة، وستكون عواقبه وخيمة على المنطقة برمّتها.


مع التّأكيد بأنّ عنجهيّة الاحتلال ناتجة عن قوّته العسكريّة، وأنّ استمراريّة سياسة البطش والعدوان التي يمارسها تشكّل خطرا كبيرا على شعوب المنطقة وفي مقدّمتها الشّعب الاسرائيلي نفسه. وأنّ السّلام في المنطقة لن يتحقّق إلا بكنس الاحتلال ومخلّفاته كافّة، وإتاحة الفرصة للشّعب الفلسطينيّ لتقرير مصيره على أرضه وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف. وأنّ سياسة القوّة لن تحقّق السّلام لأحد سواء كان قويّا أو غير ذلك.






عندما يصبح الموت خيارا


اعلان الأسرى الفلسطينيّين بقيادة مروان البرغوثي الاضراب المفتوح عن الطّعام من 17 نيسان 2017، حتى تحقيق مطالبهم الإنسانيّة، أو الشّهادة، لم يأت من فراغ، ولا هروبا من الحياة، بل لقرع أجراس الحرّيّة والكرامة الإنسانيّة التي يمتهنها المحتلّون، ويدوسون بذلك على لوائح حقوق الإنسان واتّفاقات جنيف الرّابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكريّ، وأبناؤنا وأخوتنا الأسرى الذين لجأوا إلى خيار الجوع والشّهادة يعرفون تماما قدسيّة الحياة الإنسانيّة، فهم ورثة حضارة إنسانيّة عريقة، ويدركون معنى مقولة الرّاحل محمود درويش: "على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة" ويدركون تماما أن لا معنى للحياة بدون كرامة، ومطالبهم تأتي من باب الحصول على أدنى متطلّبات الحياة الكريمة، وإذا ما فقد الإنسان أدنى متطلّبات الحياة، فإنّ الحياة تفقد قدسيتها ومعناها، ويصبح الموت خيارا لا هروبا من الحياة بل لأنّ في الموت حياة أيضا. والأسرى الذين يضحّون بحرّيتهم دفاعا عن حرّيّة وطنهم وشعبهم، وكرامة أمّتهم لا يخافون الموت، وكما قال الرّاحل سميح القاسم "أنا لا أحبّك يا موت، لكنّي لا أخافك".


والاحتلال الذي يواصل غطرسته وبطشه ولا يزال يتنكّر لحقوق الأسرى الإنسانيّة، لم يتعلّم من التّاريخ، فقد أعمته عن رؤية الحقائق قوّته العسكريّة، والدّعم اللا محدود من قوى الطّغيان والظّلم العالميّة، وما يقابلها من هوان عربيّ رسميّ، ولا يدرك حتّى الآن أنّ مصيره لن يختلف عن مصائر سابقيه من المحتلّين والمستعمرين، وهو مزابل التّاريخ مهما طال الزّمن. وفي المقابل فإنّ الأسرى يدركون تماما أنّ "النّصر صبر ساعة" وهم يتسلّحون بهذا الصّبر، ولو أدّى ذلك إلى الموت شهداء، وعندها سيكون للموت معنى ساميا لا يفهمه الطّغاة.


وإذا كان الموقف العربيّ الرّسميّ لا يزال عاجزا، أو صامتا عن الحراك الدّبلوماسيّ نصرة للأسرى، وهذا يقود إلى صمت الرّأي العامّ الدّولي الرّسمي أيضا، فإنّ سقوط شهداء من بين الأسرى المضربين سيكون دافعا لصحوة الشّعوب العربيّة المغيّبة عن دورها التّاريخيّ المنوط بها، وعندها ستنفجر الأوضاع، وستشتعل نيران الغضب التي سيصعب السّيطرة عليها، ولن تنجو من لهيبها دول وشعوب المنطقة جميعها.


والاحتلال الذي لا يتعلّم من التّاريخ، يعلم أنّ قضيّة الأسرى قضيّة شعب وتهمّ كلّ فلسطينيّ، فلا يوجد بيت فلسطينيّ لم يكتوِ بنار ومعاناة الأسْر، فمئات الآلاف من أبناء هذا الشعب ذاقوا مرارة الأسْر بشكل شخصيّ، ويعيشون في وطن أسير. لكنّ هذا الاحتلال يتنكّر لحقوق هذا الشّعب، وأوّلها حقّه في تقرير مصيره في وطنه، وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف، مثله مثل بقيّة الشّعوب.


ومن هنا فإنّ الجامعة العربيّة والقوى والمنظّمات الدّوليّة المدافعة عن حقوق الإنسان، مطالبة أكثر من أيّ وقت مضى، بالضّغط على حكومة الاحتلال كي تستجيب سريعا إلى مطالب الأسرى الإنسانيّة العادلة، وللرّضوخ للقانون الدّولي ولقرارات الشّرعيّة الدّوليّة لانهاء الاحتلال ومخلّفاته، لأنّ الصّراعات الدّامية التي تسود المنطقة هي بشكل وآخر وليدة استمرار هذا الصّراع الذي طال أمده.


وإذا كان العالم العربيّ يعيد في هذه المرحلة "مرحلة ملوك الطّوائف" التي تركت المشرق العربيّ نهبا للفرنجة فيما عُرف بحروب الفرنجة، وأطلق عليها الأوروبّيّون "الحروب الصّليبيّة"، فإنّ ما يسمّى "بالرّبيع العربيّ" الذي يدمّر دولا في المنطقة، ويقتل ويشرّد شعوبها تحت شعارات طائفيّة بغيضة، وخدمة لأجندات معادية، لن يستمرّ إلى ما لا نهاية أيضا، فلم يعد للشّعوب العربيّة ما تخسره، وبعد أن وصلت هذه الشّعوب إلى قاع الهزيمة، فإنّ الصّحوة الحقيقيّة قادمة لا محالة، وعندها ستصبح كنوز أمريكا وإسرائيل الاستراتيجيّة في المنطقة في خبر كان. وستدور الدّوائر على غير ما تتمنّاه أمريكا وإسرائيل.

وما استمرار اضراب الأسرى ومطالبتهم أن يعاملوا كبشر إلا بوصلة ومنارة، ستفتح الآفاق واسعة أمام التّغيير خصوصا إذا وقع من بينهم ضحايا - لا سمح الله-.

وأسرانا لا يهربون من الحياة، فهم ورثة حضارة تقول: "ونعشق الحياة ما استطعنا إليها سبيلا" وتقول أيضا:

لا تسقني ماء الحياة بذلّة... بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل
أي أنّهم يقدّمون حياتهم رخيصة فداء لمبادئ سامية. وأستذكر هنا ما جاء في الأثر:" كان الأصمعي يطوف بالبيت الحرام فشاهد أعرابياً مُمسكا بأستار الكعبة ويقول : اللهم أمتني ميتة أبي خارجة! فسأله الأصمعي: وكيف مات أبو خارجة ؟ قال الأعرابي : أكل فامتلأ ، وشربَ عصير عنب، ونام في الشّمس، فمات شبعان ريان دفيان". فإلى متى سيستطيب العربان الموائد المجلّلة بخراف كاملة، والآلاف من أبناء جلدتهم يعانون جوعا مميتا دفاعا عن الكرامة المهدورة؟ وهل ستدعو المجموعة العربيّة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدّولي لاتّخاذ قرار ملزم بالاستجابة لمطالب الأسرى، التي تحفظها لهم لوائح حقوق الانسان، واتفاقات جنيف الرّابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكريّ؟ وهل سيتمّ التّوجه لمحكمة الجنايات الدّولية لاتخاذ قرار يتمّ التّعامل بموجبه مع الأسرى في سجون الاحتلال كأسرى حرب؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

جميل السلحوت: Empty
مُساهمةموضوع: رد: جميل السلحوت:   جميل السلحوت: Emptyالجمعة 16 يونيو 2017, 11:27 pm

بدون مؤاخذة- جدلية الوطن والشعب والدولة

جميل السلحوت
المراقب لما جرى ويجري في عالم العربان منذ بدء الخليقة، سيجد أنّه لا وجود لدولة عربيّة، ففي عصور ما قبل الاسلام كانت امبراطوريّتا الفرس والرّوم، في حين كان العرب مجرّد قبائل تغزو بعضها البعض، وما "المناذرة والغساسنة" سوى وكيلين للامبراطوريّتين اللتين كانتا تتقاسم العالم.
وعندما جاء الاسلام، وبنى دولته، بدأ العربان يقاتلون بعضهم البعض بعد وفاة الرّسول صل الله عليه وسلم مباشرة، فيما عرف "بحروب الرّدّة" ثمّ قتلوا الخلفاء الثّاني والثّالث والرّابع، لتأتي الدّولة الأمويّة على جماجم الصّحابة، وتبعها العبّاسيّون، حيث يروي المؤرّخون الاسلاميّون أنّ أبا عبدالله السّفاح قد قتل ليلة استلامه للحكم مئة ألف من المسلمين!
والقارئ للتّاريخ العربيّ والاسلاميّ كما كتبه معاصروه ولاحقوه سيجد أنّ الحديث يدور عن حكام، ولا ذكر للوطن أو الشّعوب، وحتّى يومنا هذا نجد جماعات وأحزأب دينيّة تقول مفاخرة: "لا وطنيّة في الاسلام" وأنّ "الوطن" مصطلح غربي! يقابله "ديار الاسلام"!
ودون الدّخول في تفاصيل ذلك، فإنّنا نجد حقيقة أنّ العربان حتّى يومنا هذا، لا يوجد في ثقافتهم مفهوم للوطن أو للشّعب، أو للدّولة! وما نراه من "دول" ما هي إلا مجرّد تحالفات عشائريّة يقف على رأسها شيخ قبيلة، يتحكّم بالبلاد والعباد. ويلاحظ أنّ الانغلاق الفكري والثّقافي الذي يعيشه العربان، جعلهم يعيشون منعزلين عن بقيّة الكرة الأرضيّة، فلا دولنا تشبه دولهم، ولا حكّامنا يشبهون حكّامهم، ولا شعوبنا تشبه شعوبهم، وبذلك فإنّ العربان حتّى يومنا هذا لم يبنوا الدّولة المدنية التي يسود فيها القانون، ولا يؤمنون بتبادل الحكم، وما الشّعوب إلا رعايا -جمع رعيّة- أي قطيع يأتمر بأوامر الرّاعي! وهناك من لا يزالون حتى أيّامنا هذه يفتون "بعدم الخروج على الحاكم الظالم"، ويقرنون طاعة الحاكم بطاعة الله! ومن هذه المنطلقات وغيرها، فإنّ دولة العربان ومواردها و"رعاياها" مجيّرة لصالح الحاكم، وبناء عليه فإنّ جيوش العربان تبنى لحماية الحاكم أيضا، وليس لحماية الوطن والشّعب كبقيّة دول العالم، لأنّ الوطن غير موجود أصلا في عقليّة العربان. تماما مثلما هي أيضا موارد البلاد ملك شخصيّ للحاكم بأمر الله! يهبها لمن يشاء، ويمنعها عمّن يشاء.
وبما أنّ مقولة "اخدم شعبك يحميك" مغيّبة تماما في ثقافة العربان، وما يصاحب ذلك من عدم وجود بلاد العربان في جزيرة خارج الكرة الأرضيّة، فإنّ الدّول المتقدّمة أو التي تسعى إلى التّقدّم، لا تتركهم وشأنهم، بسبب موقعهم الاستراتيجي الذي يتوسّط العالم، ولوجود الثروة البتروليّة التي تشكّل المصدر الرّئيس للطاقة، وبالتّالي فإنّ هذه الدّول ومن باب الحفاظ على مصالحها، تتدخّل في تنصيب حكّام العربان، تماما مثلما قسّمت بلاد العربان إلى دويلات يسهل عليها السّيطرة عليها واقتطاع أجزاء منها متى شاءت. ومن يقصّر في تنفيذ الدّور المنوط به، فإنّ "الفوضى الخلاقة" جاهزة لتدميره وتدمير بلاده، واستبداله بسهولة أو ببحر من الدّماء، فكلا الأمرين سيّان.
وحفاظا على استمراريّة الولاء للدّول التي تتحكّم بمصير العالم، وما يقابلها من استمراريّة أنظمة حاكمة، فإنّه يجري ضخّ مليارات وتريليونات الدّولارات من أموال العربان إلى خزائن تلك الدّول. ومن يتباطأ في دفع ما يترتّب عليه فإنّ التّهم والمشاكل جاهزة لقذفها في وجهه والعمل على استبداله بغيره، أو يأتي مستسلما رافعا يديه دافعا أكثر ممّا هو مطلوب منه. والحديث يطول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

جميل السلحوت: Empty
مُساهمةموضوع: رد: جميل السلحوت:   جميل السلحوت: Emptyالإثنين 07 أغسطس 2017, 12:42 am

الفلسطينيون وجحا وحماره

معروف أنّ الشّعوب في مرحلة الهزائم تنتشر فيها الاشاعات، التي يروّجها الطابور الخامس خدمة للأعداء، وتحبّ جلد ذاتها، فكلّ شخص يعتبر نفسه المالك الحقيقيّ للحقيقة، فيستهزئ بالآخرين ويسفّه آراءهم، وتنتشر سيباسة التّكفير والتّخوين، وتبادل الاتّهامات، التي لا ينجو منها سوى الأعداء. وهذا يذكّرنا بما جاء في موروثنا الشّعبيّ عن جحا وحماره،" فعندما امتطى جحا الحمار وترك ابنه يمشي  خلفه، مرّ بمن انتقدوه، فترك الحمار ليمتطيه ابنه ومشى هو خلفهما، فوجد من انتقدوه أيضا، فامتطى الحمار وأردف ابنه خلفه، فمرّ بمن اتهموه بعدم الرّفق بالحمار، فقرّر أن يحمل هو وابنه الحمار، فاتّهموهما بالجنون" وهذا ما يحصل في بلادنا –مع الأسف- فلم ينجُ قائد أو حزب أو تنظيم من اتّهامات يندى لها الجبين، ومن أكثر النّاس اتّهاما للآخرين هم القاعدون الذين لم يرجموا الاحتلال بكلمة!
ولنأخذ أحداث المسجد الأقصى الأخيرة كمثال، تلك الأحداث التي افتعلتها حماقات نتنياهو وحكومته، فرغم الوقفة الشّجاعة التي وقفها شعبنا، وفي مقدّمتهم المقدسيون، وفلسطينيّو الدّاخل دفاعا عن معتقداتهم ومقدّساتهم، وما صاحب ذلك من وقفة القيادة الفلسطينيّة الشّجاعة والحكيمة، والنّشاط السّياسي لبعض القادة العرب، ممّا تمخّض عن تراجع حكومة نتنياهو عن قراراتها الغبيّة، التي مسّت بالمعتقدات الدّينيّة لشعبنا، وهذه سابقة يجب استخلاص العبر والدّروس منها، إلا أنّ المسجد الأقصى لا يزال تحت سطوة المحتلين الذين يستبيحون حرماته، ويدنّسونه باقتحاماتهم شبه اليوميّة له، في محاولة منهم لتكريس التّقسيم الزّمانيّ للمسجد العظيم، تمهيدا لتقسيمه المكانيّ، ولا يزال النّشاط الاستيطانيّ على أراضي الدّولة الفلسطينيّة يتسارع بشكل يوميّ، ولا تزال حكومة نتنياهو تشرّع من خلال الكنيست –البرلمان الاسرائيلي-  قوانين عنصريّة، ستمنع أيّ حلّ ممكن للصّراع الذي طال أمده. وتقوم بفرض واقع استيطانيّ في الأراض المحتلة في حزيران 1967 تجعل إقامة الدّولة الفلسطينيّة أمرا خياليّا.
ورغم هذا وغيره كثير، نجد من بين ظهرانينا، من يتّهمون القيادات بالخيانة، دون معرفة منهم بموازين القوى الدّاخليّة، والاقليميّة، وحتّى الدّوليّة، وهم غير مستعدّين حتّى بالتّفكير في ذلك. أو في تحكيم العقل والمنطق فيما يجري محلّيّا واقليميّا. فعلى الصّعيد الدّاخليّ تعيش فلسطين حالة انقسام داخليّ مريع، فصل قطاع غزّة عن الضّفّة الغربيّة، ولعلّنا نعيش حالة غير مسبوقة عالميّا، فهل يوجد في العالم نوّاب مجلس تشريعيّ شاركوا في الانقلاب على وطنهم، وساهموا ولا يزالون يغذّون الانقسام في أي رقعة أخرى في العالم؟ وهل مثل هؤلاء يمثّلون حقيقة الوطن والشّعب الذي انتخبهم؟ وهل اتّهام القيادات التّاريخيّة للشّعب الفلسطيني بالخيانة يخدم القضيّة؟ وهل نحن نعيش حالة جنون جماعيّ؟ ولماذا لا نعرف قيمة الانسان إلا بعد وفاته؟
ولا يفهمنّ أحد من هذا أنّه هجوم على المعارضة، لكن يجب التّمييز بين المعارضة الايجابيّة الحريصة على شعبها ووطنها، وبين المعارضة التي تتذيّل لجهات خارجيّة وتنفّذ أجندتها، ورحم الله الرّئيس الشّهيد ياسر عرفات الذي قال:" لو لم تكن معارضة لعملت على إيجادها". والرّئيس عرفات نفسه وبما يمثّله كرمز للشّعب الفلسطينيّ، وجدنا من قال فيه ما لم يقل مالك في الخمر، وبعد استشهاده أدرك معارضوه حكمته ودوره التّاريخيّ فصاروا يترحّمون عليه وعلى أيّامه. ولنتذكّر مقولة طيّب الذّكر الدكتور جورج حبش:" نختلف مع ياسر عرفات ولا نختلف عليه"، وهذه قمّة الفهم الصّحيح لمفهوم المعارضة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

جميل السلحوت: Empty
مُساهمةموضوع: رد: جميل السلحوت:   جميل السلحوت: Emptyالإثنين 26 مارس 2018, 6:39 pm

التحرش الجنسي سلوك متوارث وليس طارئا

جميل السلحوت
كتب وتساءل وبحث كثيرون حول التّحرّش الجنسي والأسباب التي تقف وراءه، وواضح أنّ هناك تفاوتا بين الشّعوب في قضيّة التّحرّش، بسبب التّفاوت والاختلاف بين الثّقافات، وما يهمّنا هنا الالتفات إلى هذه القضيّة في ثقافتنا العربيّة الشّعبيّة، ومع أنّ قضيّة التّحرّش الجنسي تصدر من الجنسين الذّكور والإناث، إلا أنّ أوّل ما يتبادر إلى ذهن الانسان عندما يسمع مصطلح التّحرّش أنّ المقصود به هو تحرّش الذّكور بالإناث، لأنّ غالبيّة هكذا أحداث تكون بمبادرة من الذّكور، بسبب التّربية الذّكوريّة، مع ضرورة الانتباه أنّ الغالبيّة العظمى من الشّعوب هي مجتمعات ذكوريّة، تضطهد المرأة، فقبل عدّة عقود صدر كتاب للفنّانة الأمريكية أنجيلا ديفيس، وهي تنحدر من أصول افريقية، وصفت فيه معاناة المرأة الأمريكيّة، وما تعانيه من اضطهاد" بأنّها تشبه حالة معاناة السّود في الأنظمة العنصريّة مثل التي في جنوب افريقيا"  ووقتذاك لم تكن جنوب افريقيا قد تخلصت من نظام الفصل العنصريّ.
ومعروف أنّ المجتمعات الذّكوريّة تضطهد المرأة، وهذا الاضطهاد يتفاوت بتفاوت مدى ترسيخ العقليّة الذّكوريّة بين شعب وآخر.
ومن البدهيّات أنّ أمّتنا العربيّة مجتمعات ذكوريّة بشكل طاغ. لذا فإنّ الأنثى غير مرحّب بها منذ ولادتها، بل وهي جنين في رحم أمّها بعد تطوّر الطّبّ ومعرفة جنس الجنين قبل أن يولد، وهذه ظاهرة معروفة حتّى قبل الاسلام، فقد جاء في القرآن الكريم:" وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚأَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ".
 وفي ثقافتنا الشّعبيّة لا يوجد للمرأة أيّ قيمة انسانيّة، بل إنّ وجودها مرفوض، وسعيد من يخلّف الذّكور ولا يخلّف البنات، لأنّ البنت ليست خلفا، لذا فإنّ من أنجبت بنتا أو أكثر يدعون لها ولزوجها بالخلف الصّالح، والمقصود ابن ذكر أو أكثر، وبناء عليه فإنّ من لم تنجب أبناء ذكورا تتحمّل مسؤوليّة ذلك! وقد تتعرّض للطلاق أو لزواج زوجها من أخرى. وهذه المواقف مدعومة من الثّقافة الشّعبيّة التي لا يزال بعضها سائدا حتّى يومنا هذا، لذا فإنّ شرط حماية استمراريّة الحياة الزّوجيّة للمرأة هو أن تنجب أبناء ذكورا، "الاولاد اوتاد"، وعدم انجاب البنات وحتّى وفاتهنّ أمنية اجتماعيّة،" اللي بتموت وليته من حسن نيته"! وإذا ما وُلدت البنت فإنّها لا تحتاج إلى رعاية كالابن الذّكر،" البنات مثل خبّيزة المزابل"! أي تنمو وتكبر بسرعة دون رعاية، وتدليل البنت من الكبائر" دلّل ابنك بغنيك، ودلّل بنتك تخزيك"! ومن المفارقات المحزنة " ابنك لك وبنتك لغيرك"! و"خير ابنك لك، وخير بنتك لغيرك"!
وعلينا الانتباه لحكاياتنا الشّعبيّة، هذه الحكايات التي يسردها الآباء والأجداد على مسامع الأطفال، هي في غالبيّتها حكايات جنسيّة، ويتمّ الحديث فيها عن الجنس بشكل صريح وواضح.
ونظرا لهذه القسوة غير المبرّرة بحق الأنثى، فإنّ النّساء وعبر أجيال قد ارتضين الدّونيّة، ولتخليص فلذات أكبادهنّ من الاضطهاد ومن المصير الذي ينتظر الأنثى، فإنّهن لا يحببن انجاب البنات هنّ أيضا، ويربّين أبناءهنّ تربية ذكوريّة أيضا، ويغرسن في أذهانهم أفضليّة الذّكر على الأنثى بدءا من طفولتهم المبكّرة، تماما مثلما يغرسن من جهة أخرى الدّونيّة في أذهان بناتهنّ، ومن السّهل على المرء أن يرى طفلا أو رجلا ذكرا يأمر أخته التي تكبره عمرا، وقد يكون عمرها أضعاف عمره أن تقدّم له خدمة مهما كانت بسيطة، في حين لا يحصل العكس.
وبناء على التّربية المجتمعيّة الذّكوريّة، فإنّ المرأة تفاخر بانجابها طفلا ذكرا، وتواصل افتخارها بعضوه الذّكريّ حتّى وهو في المهد، ومن أغاني الهدهدة التي تغنيها الأمّهات لأبنائهنّ الذّكور:
"والزّبرة زبرة عطــــــــــا نايمة تحت الغطـــــا
 ولا تحسدي يا حاســـــــده وهذا ربّي اللي عطـى
 والزّبرة زباريــــــــــــــها والرّحمن امباريهـــــا
 والدّار اللي هي فيهــــــــا بتطبّ البركه فيهـــــــا
وتواصل فخرها بابنها الذّكر وتهدهده فرحة مسرورة في حين تعيب على البنت أنّها أنثى:
والزّبرة زبرة قنفد بتخزق الحيط وبتنفد
ويا جاره ظبّي بنتك
هذا ربّي اللي عطا
والزّنبور لا شاف سرور
بطلع صاغ وبرجع مقعور
ويلاحظ أنّ الأمّهات يكنّ في غايات السّعادة عندما ترى الواحدة منهنّ عضو طفلها أو حفيدها منتصبا لامتلاء مثانته بالبول، وكأنّها بهذا اطمأنّت على فحولته المستقبليّة.
ونظرة فاحصة لأغاني هدهدة كهذه، فإنّها تعتبر نوعا من التّحرّش الجنسيّ بطفل بريء، مع التّأكيد أنّ هذا التّحرّش بريء هو أيضا، وإن كانت تكمن خلفه رغبات جنسيّة غير مقصودة.
وما يهمّنا هنا أنّ هكذا "ثقافة شعبيّة" يتبعها مسلكيّات لافتة، ومنها أنّ الابن الذّكر لا عيب عليه، حتّى لو مشى عاريا، في حين أنّ الطّفلة كتلة من العيب متنقّلة، فلا يسمح لها أن تتصرف بطفولتها البريئة كما يسمح لشقيقها الذّكر، وحتّى الملابس، فإنّ ملابس الطفلة يجب أن تكون "ساترة". حسب ما يرتئيه الكبار.
وهذه التّربية تأخذ أبعادا أخرى، فمثلا "الذّكر رجل أينما ذهب وارتحل، ولا عيب عليه" حتّى لو اغتصب امرأة في مرحلة عمريّة مهما كانت امرأة فلا شيء يعيبه، بينما العيب على المرأة المغتصبة! وهكذا "ثقافة" تشجّع بصورة وأخرى ظاهرة التّحرّش بالنّساء، والتي قد تصل إلى الاعتداء على الجسد وقد تصل درجة الاغتصاب.
ومع كلّ ذلك وبناء على هذه التّربية، ورغم نظرة المجتمع "الدّونيّة" للمرأة فإنّ الرّجل العربيّ يفهم "الشّرف" من خلال ما بين فخذي المرأة، ومن هنا تحصل جرائم ما يسمّى "الدّفاع عن شرف العائلة" والذي تذهب ضحايا له أرواح بريئة، وكثير من هذه الجرائم قد تكون بسبب إشاعة كاذبة، وقد ثبت بتشريح جثث بعض الضّحايا أنّهن قتلن وهنّ عذارى، والنّظرة الدّونيّة للأنثى هي المسؤولة أيضا عن قضايا سفاح القربى، والمرأة هي الضّحيّة دائما، ومن البشاعة بمكان أنّ هناك من يقتلن تحت شعار "شرف العائلة" بعد تعرّضهنّ للاغتصاب، في حين أنّ المجرم "المغتصب" ينجو من القتل". ومن جهة أخرى فإنّ القاتل قد ينجو من العقاب، أو يعاقب بالسّجن لأشهر قليلة، لأنّ القوانين المعمول بها تحميه، ويجري اسقاط تهمة القتل عنه بتنازل وليّ أمر القتيلة عن حقّه، وهذا بحدّ ذاته تشجيع على هكذا جرائم.
 ومن ناحية أخرى فإنّ " ثقافة" ربط الشّرف بما بين فخذي المرأة، تحصر "مفهوم "الشّرف" بالمرأة دون الرّجل! فأين شرف الرّجال؟ وهل ارتكاب الموبقات كخيانة الوطن، السّرقة، الكذب، تعاطي المخدّرات....إلخ خارج نطاق الشّرف؟
إنّ اختلال العلاقة بين الذّكر والأنثى نتيجة للثّقافة المجتمعيّة، وما يصاحب ذلك من كبت جنسيّ، والبعد عن التّثقيف الجنسيّ العلميّ  والدّينيّ في المدارس وحتّى الجامعات هي أساس في عمليّة التّحرش الجنسيّ، الذي هو ليس حكرا على الذّكور فقط، بل يتعدّاه إلى الإناث أيضا، وإن كان بشكل أقلّ بسبب التّربية الذّكوريّة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
جميل السلحوت:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  "عالم جميل، أين أنت؟"..
» الفيل عالم جميل بالصور
» القلب يعشق كل جميل (ديني)
» الدكتور خالد جميل مسمار
»  هذا ما تشاهده في الأندلس (اسبانيا) تقرير جميل ومؤثر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: شخصيات من فلسطين-
انتقل الى: