التطرف الديني الإسلامي.. نشأته وأسبابه وآثاره وطرق علاجه
بواسطة
د/ منى أبو بكر زيتون
51 فصلاً , 191020 كلمات في هذا الكتاب
يرجى أختيار البلد لتحديد السعر وشراء الكتاب
رغم أن التطرف الديني أوسع وأقدم كثيرًا من الإسلام والمسلمين، لكن يُعتبر الإسلام أكثر الديانات التي يتم إلصاق تهمة التطرف الديني بأتباعها، سواء في علاقاتهم بأتباع الديانات الأخرى، أو في علاقاتهم كطوائف إسلامية ببعضهم البعض. وهذا الكتاب ليس محاولة مني لنفي تلك التهمة عن ديني، بل على العكس، فأنا بالرغم من اقتناعي بأن هناك محاولات للطعن في الإسلام من خلال التركيز على تطرف بعض أتباعه، إلا أنني أيضًا أُقِر بوجود هذا التطرف، وأنه يرتكز على بعض العقائد لدى فرق إسلامية مختلفة، وبعض الأحكام الفقهية، وأنه لن تنجح أي محاولة للعلاج دون تحديد جيد لتلك العقائد والأحكام التي طالما تسببت في نشوء الصدامات بين طوائف المسلمين، وبين غيرهم من غير المسلمين. والكتاب يحتوي أربعة أبواب. الباب الأول منها يتكلم عن جذور التطرف الديني الإسلامي، وينقسم إلى خمسة فصول. الفصل الأول يتحدث باختصار عن الفتنة الكبرى التي أدت لانقسام الأمة الأول إلى سُنة وشيعة، والفصل الثاني يتحدث عن الاختلاف العقائدي بين المسلمين، وعن أهم العقائد الإسلامية (الأشعرية- المعتزلة- السلفية- الزيدية- الإمامية) لأن ضمن هذه العقائد تكمن أسباب الشِقاق ووقود التطرف بين المسلمين، والفصل الثالث يُعنى بالحديث عن التقليد في المذاهب الفقهية وأثره في التطرف، أما الفصل الرابع فيتحدث عن تأثير مصطلحيّ دار الإسلام ودار الكفر، وما يترتب عليهما من أحكام في التطرف، ويُختَم الباب بالفصل الخامس منه، ويحدثنا عن لعبة الدين والسياسة، وكيف استثمر السياسيون التمذهب العقدي والفقهي في تدعيم دولهم. والباب الثاني من الكتاب مخصص للحديث عن أكثر الفرق الإسلامية التي يُنسب إلى أتباعها التطرف قديمًا وحديثًا، وهم من يُطلِقون على أنفسهم مسمى السلفية، ادعاءً أنهم يتشبهون بالسلف الصالح. يناقش الفصل الأول منه صحة تلك التسمية والتعريف بالسلف الحقيقي لهم، والفصل الثاني مخصص لإظهار شذوذ هذه الفرقة عن سلف الأمة بل وسائرها في اعتقادهم في التوحيد، فأثبتوا لله تعالى الجوارح والجهة والانتقال ونحوه. ثم نختم بالفصل الثالث الذي يناقش مدى صحة نِسبة الأصول العقدية والفروع الفقهية للسلفية للإمام أحمد بن حنبل. والباب الثالث هو مبحث تاريخي خالص، نغوص فيه في أعماق التاريخ الإسلامي لنرصد أشهر الفتن التي حدثت على أساس ديني بسبب اختلاف عقائد كل فرقة من فرق المسلمين مع الفرق الأخرى، فنتحدث عن فتن الخوارج، ثم فتن المعتزلة، ثم فتن الشيعة، ثم فتن الحنابلة (السلفية)، وكانت أكثر الفِرق التي تُحدث الفتن، ونختم الباب بسرد فتن الأشاعرة، وبعض الفتن وأشكال التطرف التي حدثت بين أهل البيت السُني الواحد. وبعد أن نكون قد تعرفنا على جذور التطرف، ننتقل في الباب الرابع للحديث عن أسباب التطرف في مجتمعاتنا المعاصرة وآثاره وسُبل الوقاية والعلاج منه. إنها محاولة متواضعة مني للفهم العميق لظاهرة التطرف، التي أزعم أن عدم إلمام من تصدوا لدراسة الظاهرة بأبعادها المختلفة كان من أهم الأسباب المؤدية لفشل كل محاولات العلاج، وتفاقم المرض. وأرجو أن ينفع الله بها.