متى تقرر الفتاة الزواج؟

متى تقرر الفتاة الزواج؟

«ليت الزمن يعود بي الى الوراء كي أكمل تعليمي وأنال الشهادة الجامعية بدلا من دخول قفص الزوجية بعمر ال18» .. هذا ما صرّحت به الثلاثينية «رحاب حسين» ل«أبواب - الرأي».

وتابعت: «لم أكن أعلم بأن الزواج متعب الى هذه الدرجة.. سئمت من تحمّل المسؤولية .. ليتني عشت كل مرحلة بتفاصيلها .. استمتعت بكل سنة منها .. وها انا الآن .. أم لأربعة أطفال بلا شهادة جامعية وأحصل على مصروفي الشخصي من زوجي».

ليست هي الوحيدة التي تشعر بذلك، غيرها الكثير، ندمن أشد ندم لعدم حصولهن على شهادتهن الجامعية، ذهبت أسعد أيام حياتهن بالزواج المبكر وتحمّل مسؤولياته، وندمن لأنهن لم يقمن ببعض الأمور قبل اتخاذهن هذه الخطوة ..

تساؤلات وإجابات

«متى تقرر الفتاة الزواج؟»، و«ما هي الأمور التي يجب عملها قبل التفكير بالزواج؟» و«ما هو السن المثالي لذلك؟» عدة تساؤلات طرحها «أبواب-الرأي» على عدد من المواطنين.. وجاءت إجاباتهم كالآتي:

«زين المجالي» أجابت: «يجب ان تقبل الفتاة على الزواج عندما تشعر بأنها قادرة على تحمل المسؤوليات، وقد حققت ذاتها وأحلامها ولو جزءا بسيطا منها».

«يعقوب فرح أيوب» قال: «في مجتمعنا أكثر من 90% من قرارها للزواج يعود للأهل وبالأخص للأم، واذا كان وضع الأهل ممتازاً ماديا والبنت جامعية ولا ينقصها شيء سيتأخر سن زواجها لما بعد 25، أما اذا كان وضع العائلة صعباً ماديا فأي فرصة ستنتهزها العائلة لتزويج ابنتها للاستفادة من ذلك حتى لو كان عمرها أقل من 20».

«وفاء العبادي» ذكرت: «من أهم الأسس التي وضعها الإسلام لاختيار الزوج للزوجة أن يتوافر الدين في الزواج والحكمة والقوة حتى يكون للزواج قاعدة متينة يبنى عليها».

وأضافت: «بعد ذلك تربية الأبناء تربية صحيحة وسليمة، وقد كان من أساسيات اختيار الزوج لزوجته هو الحب المتبادل فيما بينهما، فهذا الحب يكون سببا في عدم ظلمها مستقبلا، ومعاملتها بشكل حسن، واعطائها حقوقها حتى تستمر علاقتهما الشرعية وتزهو».

وأكملت مبينة أنسب عمر للزواج حسب وجهة نظرها: «أكثر من 20 عام وعندها يكون الزوجان مدركين لأمور الحياة والقدرة على التعايش مع البيئة الجديدة، التي سيمضيان حياتهما بها، والقدرة على غرس القيم والمبادئ بالأطفال الذين سيكونون ثمرة هذا الزواج».

«أم الوليد طوال» أجابت: «الفتاة باختياراتها محدودة، وستصبح أكبر عند شريحة واسعة في المجتمع بعد القانون الذي صدر في الجريدة الرسمية الذي يمنح الإذن بالزواج لمن أكمل الخامسة عشرة سنة شمسية من عمره ولم يكمل الثامنة عشرة خلفا للتعليمات الصادرة عام ٢٠١١».

أما الثلاثينية «سمر كامل» بيّنت سبب عدم دخولها قفص الزوجية الى الآن بقولها: «لم أجد الرجل المناسب الذي سأكمل معه بقية حياتي بعد، انني لست مجبرة على الزواج اذا لم أقابل من أقتنع به وأحبه لأن الزواج حياة مشتركة ومبنية على القناعة والاحترام المتبادل».

أما «سحر المفلح» فقالت: «للبيئة والأسرة دور كبير في تفكير الفتاة بالزواج، فقد يكون الضغط من بعض الأهل دافع بعض الفتيات للزواج معتقدة ان الزواج طريق للتخلص من حكم الأهل، فيكون هذا القرار دون تفكير مما يدخلها في دوامة أخرى وهي الزوج والأبناء والمسؤولية».

وتابعت: «أنا كأم لن أجعل ابنتي تقدم على هذه الخطوة في حياتها الا بعد قناعتي التامة أنها قد وصلت الى مرحلة فكرية تستطيع بها تدبر أمور حياتها وتواجه مسؤولياتها».

وأضافت: «أما السن المثالي فهو حسب تجربتي بالزواج بعد تعدي الفتاة سن السادسة والعشرين بعد التخرج والعمل والسيارة والخروج من أخذ الأمور من جانب العاطفة فقط بل تحكيم العقل لأن مجتمع العمل له دور كبير في توسعة المدى الفكري عند الانسان».

«منال محمد» بيّنت المحدد الأساسي لأولويات كل بنت وأسرتها بالنسبة لتعليمها وعملها وزواجها حسب وجهة نظرها: «إنه الوضع المادي والاقتصادي للأسرة بداية، ثم المستوى الثقافي للوالدين، ومدى اعتبارهم ان دراسة وعمل البنت مهمان. فالعديد من الأسر وبسبب الوضع المالي يميلون لتزويج البنت مبكرا للتخلص من عبء الانفاق عليها. وبالمقابل الأسر المقتدرة تهيء للبنت فرصة الدراسة بأفضل المدارس والمهن ولا توافق على التزويج المبكر».

«د. صالح أيوب» لفت الى أن الزواج مسؤولية كبيرة، وتتزوج الفتاة عندما تستقر عملياً وعقليا معتمدة على ذاتها كي تختار الرجل المناسب لها دون تدخل.

متى تستطيع الفتاة الزواج؟

المستشار التربوي «د.خليل الزيود» قال: «تستطيع الفتاة الزواج عندما تبلغ، ونحن كاستشاريي تربية نعرّف البلوغ بأنه القدرة على اتخاذ القرار وتبعاته، ولا يقصد بها العمر أي سنوات الحياة، لأنه عندما تواجه الزوجة مشكلة يكون باستطاعتها حلها بدلا من الذهاب الى والديها لتشكو لهما همها وتطلب مساعدتهما».

ما هو السن المناسب للزواج تربوياً؟

فيما يتعلق بالسن المناسب للزواج أجاب «الزيود»: «نفسيا وتربويا لا يوجد سن مناسب للزواج لأن كل فرد يختلف عن الآخر ولكنني أقترح أن لا يقل عن 20 عاماً لأنها بذلك يفترض أن تكون قد اجتازت مرحلة التوجيهي وتدرس بالجامعة».

نصائح مهمة للزواج

نصح «الزيود» كل فتاة بإكمال تعليمها الجامعي والعمل بها قبل التفكير بالزواج لأن ذلك يحتاج الى عمر لإنجازه، وتواجه به معارك الحياة ويكسبهن تجارب كثيرة، وربما هذه الأمور لا تضمن لها نجاح الحياة الزوجية وإنما هي محاولة لإنجاحها ولدعم شريك حياتها».

واقترح «الزيود» عدة أمور:

أولها: جعل مساقات اجبارية متطلباً اجبارياً للطلاب في الجامعات حول أسس اختيار شريك الحياة من قبل مختصين في المجال .

وثانيا: اقرار قانون يقول بأن لا يتم كتب الكتاب الا في مدة تعارف بين الشّاب والفتاة أقلّها 6 شهور في بيت أبيها حتى نؤسس للخطوبة الاسلامية التي لا تقول بكتب الكتاب لأنه زواج رسمي .

ثالثاً: منح الأب والأم أبناءهم مساحة من الحرية في قرار الموافقة على الشريك للحياة إلا ما كان من نصائح تنير الطّريق ولا تنزل مظلة ممهورةً بالرضا والعقوق من الوالدين إن لم يوافقا على رغبة الاب او الأم.

رابعاً: التفاعل مع وسائل الاعلام بحيث تخصص كل فضائية وإذاعة وجريدة مساحة متخصصة للحديث حول الحياة الزوجية بتفاصيلها حتى يتشكل العقل الجمعي ويصبح الوعي الأسري ثقافة مجتمعية لا فزعات فيسبوك أو قرارات تخرج آناء الليل وأطراف النهار لا خُطمٌ لها ولا أزمة.

.. وفي النهاية .. لا يجتمع كل الأشخاص على عمر معين ولكن الجميع يتفق على ان كل فتاة يجب ان تكون ناضجة وواعية وحاصلة على شهادتها كشرط أساسي قبل التفكير بالزواج.