ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ثلاثة صواريخ باليستيّة: يمنيّة وإيرانيّة وكوريا شماليّة تُثير قلق أمريكا وحُلفائها الإثنين 14 أغسطس 2017, 5:19 am | |
| إذا تراجعت الولايات المتحدة أمام كوريا الشمالية فستسارع طهران ودمشق إلى السير على خطى بيونغ يانغ صحف عبرية التوتر المتزايد في الشرق الأقصى، والخشية من مواجهة عسكرية، تؤكد على الخطر الذي تشكله كوريا الشمالية بقيادة الرئيس كيم جونغ أون، على السلام العالمي. مصدر المشكلة هو أن كيم يسمح لنفسه بالتحرش بالقوة العظمى الأقوى في العالم وتهديدها هي وجاراتها، كوريا الجنوبية واليابان، بهجوم نووي. وبهذا يقوم بضعضعة الاستقرار في جنوب شرق آسيا بسبب السلاح النووي الذي طورته كوريا الشمالية، رغم التصميم الذي أظهره المجتمع الدولي ضد هذه الدولة. إن كل من يعزي نفسه بأن الحديث يدور عن أزمة موضعية، يجب عليه تذكر أن سرعة التقدم نحو مشروع الصواريخ البالستية بعيدة المدى في كوريا الشمالية، قد تؤدي إلى نقل الأزمة إلى الشاطئ الغربي للولايات المتحدة، وليس فقط إلى غوان. لكن يجب الاعتراف بأن هناك منطقا في جنون رئيس كوريا الشمالية ـ منطق فعل أي شيء من أجل الحفاظ على النظام، وردع الأعداء، والحفاظ على العزلة التي بفضلها يستمر في السيطرة على شعبه بقبضة حديدية. وليس مصادفة أن كوريا الشمالية كانت مصدر الإلهام لبعض الأنظمة العربية في الشرق الأوسط. ومثال ناجح على قدرة النظام الهستيري ـ الرئيس والسلالة وأجهزة الدولة ـ على السيطرة لزمن طويل على الشعب، وفعل ما يشاء. لكن الحديث لا يدور فقط عن مصدر للإلهام، بل أيضا عمن تجند مرة تلو الأخرى في العقود الأخيرة لمساعدة زعماء المنطقة على السير في أعقابه. فهكذا كان صدام حسين في حينه، والرئيس معمر القذافي. إيران أيضا حصلت على المساعدات من كوريا الشمالية في موضوع تطوير الصواريخ بعيدة المدى التي بفضلها تهدد بعض المناطق في أوروبا. ولكن النظام في سوريا كان الأكثر قربا من كوريا الشمالية، وقد حاول بمساعدتها تطوير السلاح النووي الذي يمنحه الحصانة أمام محاولة إسقاطه. كان هذا هو الدرس الذي تعلمه بشار الأسد بعد كل ذلك، ومن نجاح الولايات المتحدة في إسقاط نظام صدام حسين في عام 2003 ونجاح الثورة في ليبيا ضد معمر القذافي. وقد حاول صدام حسين ومعمر القذافي الحصول على القدرة النووية، لكنه تم كبحهما. وقد تنازل الرئيس الليبي ضد ضغط الغرب عن الخيار النووي مقابل تحسين علاقته بالغرب، تلك الدول التي خرجت ضده وساعدت المتمردين على إسقاطه في خريف 2011. أما النظام في كوريا الشمالية فقد تجرأ ونجح. وأصبحت لديه قوة نووية، وأصبح محصنا أمام أي تهديد داخلي أو خارجي. من هنا يمكننا أن ندرك تصميم بشار الاسد في نهاية العقد الماضي على الحصول على السلاح النووي. ويمكن القول إنه لو تحقق هذا الأمر لما تردد في أن يستخدمه ضد المتمردين، بالضبط مثلما استخدم السلاح الكيميائي الذي بحوزته. إلا أن القصف الجوي المنسوب لإسرائيل هو الذي أدى إلى تصفية المشروع النووي السوري. يجب أن نتذكر أن بشار الاسد لم يقل كلمته الأخيرة بعد. وإذا خرج من المعركة في سوريا ويده هي العليا، فسيعود بتصميم أكبر إلى الخيار النووي؛ حيث ستكون كوريا الشمالية إلى جانبه. يتبين من كل ذلك أن أزمة كوريا الشمالية ليست أزمة في منطقة بعيدة لا صلة لها بالشرق الأوسط. الطريقة التي تتابع فيها وسائل الإعلام العربية هذه الأزمة مع التشجيع العلني الكبير لكوريا الشمالية، تشير إلى أن نتائج الصراع ستصبح حجر الزاوية في سياسة زعماء المنطقة. إذا تراجعت الولايات المتحدة أولا، فإن إيران وفي أعقابها سوريا، ستسارعان إلى السير في أعقاب بيونغ يانغ والتجرؤ على واشنطن وحلفائها في المنطقة. ومثلما أشار درس كيم جونغ أون، فإن من يتجرأ يفوز، وإن من يقف في وجه الغرب يستفيد.ايال زيسر اسرائيل اليوم ـ 13/8/2017 |
|