هل بدأت السعودية بإجراءات انهاء حكم تميم فعلياً؟
طنجة: اعتبر متابعون للأزمة الخليجية أن استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني هي رسالة واضحة بأن السعودية حسمت خيارتها في قطر بسحب الثقة من الأمير تميم بن حمد آل ثاني واعتمادها الشيخ عبدالله بن علي صلة الوصل بينها وبين الشعب القطري.
واستقبل العاهل السعودي في مقر إقامته بمدينة طنجة في المملكة المغربية مساء الخميس الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني.
وقد رحب الملك سلمان بالشيخ عبدالله بن علي مؤكداً عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين شعبي المملكة العربية السعودية ودولة قطر.
وقال متابعون إن هذه الخطوة تبين أن السعودية حسمت خيارتها نهائيا في قطر بعدم الاعتراف بأمير قطر والمراهنة على الشيخ عبد الله في المرحلة القادمة خاصة مع تعنت القيادة الحالية وعدم استجابتها للمطالب الخليجية.
وأكد هؤلاء أن السعودية باتت ترى التغيير في قطر من داخل آل ثاني لقطع علاقة الدوحة بالإرهاب وتصحيح سياستها القائمة على دعم الفتنة في المنطقة وتغذية الأعمال الارهابية.
وينطوي هذا التحول في الأزمة الخليجية على الكثير من الأهمية لأنه يعد خطوة تتسم بالاتزان وبدراسة شافية للواقع القطري عبر المراهنة على شخص ترى فيه المملكة القدرة اللازمة على المسك بزمام الأمور.
وتكتسي الخطوة السعودية أهمّية خاصة من منطلق أنّ الشيخ عبدالله بن علي ينتمي إلى الفرع الأكثر شرعية وأحقّية في الحكم في عائلة آل ثاني، ذلك أنّه الابن التاسع لحاكم قطر الراحل علي بن عبدالله وحفيد حاكم قطر عبدالله بن جاسم آل ثاني. إلى ذلك، أن الشيخ عبدالله هو أخ الشيخ أحمد بن علي الذي أطاح به ابن عمّه خليفة بن حمد آل ثاني، جدّ الأمير تميم، في العام 1972.
ويشير ذلك إلى أن الفرع الأهمّ في عائلة آل ثاني استعاد المبادرة ويطالب حاليا باستعادة موقع الأمير الذي فقده نتيجة انقلاب قام به خليفة بن حمد في العام 1972 والذي ما لبث أن انقلب عليه ابنه حمد في العام 1995 إثر تحالف قام بينه وبين الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وينتمي الشيخ حمد بن جاسم إلى فرع في العائلة أقلّ أهمّية من فرع الشيخ عبدالله بن علي. وهذا السبب هو الذي يدفعه إلى التفرد بين أبناء العائلة في ذكر اسم جدّه جبر في محاولة منه لربط نفسه بشخص، يعتقد شخصيا أنّه كان له موقع مهمّ في العائلة.
ووافقت السعودية على وساطة الشيخ عبدالله لفتح الحدود للحجاج القطريين وقررت إرسال طائرات الخطوط السعودية لنقلهم ووفرت لهم الحج على نفقة الملك سلمان مما أفقد قطر ورقة سياسية واجتماعية حاولت اللعب بها خلال الفترة الماضية ولا تستطيع أن ترفضها.
بدوره، أعرب الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني عن ارتياحه بالغ شكره للعاهل السعودي بخصوص دخول الحجاج القطريين إلى السعودية عبر منفذ سلوى الحدودي لأداء مناسك الحج، والسماح لجميع المواطنين قطريي الجنسية، الذين يرغبون في دخول المملكة لأداء مناسك الحج من دون التصاريح الإلكترونية، وذلك بناء على وساطته.
وقال متابعون إن الأمير الحالي لقطر لم يعد له أي اعتراف لدى السعودية وأن معاملات الرياض مع الدوحة ستكون عبر وساطة الشيخ عبد الله.
واضاف هؤلاء أن مكابرة القيادة القطرية الحالية واستعانتها بحلفائها وعدم تلبية مطالب الدول الأربع وتصحيح السياسة القائمة على تغذية الصراعات والفتن كلها تصرفات ضيعت على الدوحة فرصة تاريخية لكسب ود الخليجيين.
وقالت مراجع خليجية إن قطر ستقف حائرة أمام مبادرة الملك سلمان التي تشير إلى أن السعودية تميز بين علاقتها مع الشعب القطري وعلاقتها مع الفرع "المشاغب" من الأسرة الحاكمة، وأنها أيضا منفتحة على فرع أساسي في الأسرة الحاكمة لديه كامل الشرعية في تمثيل قطر.
وقطر ستقف حائرة أمام مبادرة الملك سلمان التي تشير إلى أن السعودية تميز بين علاقتها مع الشعب القطري وعلاقتها مع الفرع “المشاغب” من الأسرة الحاكمة
وأضافت المراجع أن الخطوة السعودية أثبتت أن الرياض تمنع الخلاف السياسي من التأثير سلبا في حياة القطريين الذين لا يمكن أن يتحملوا تبعات أجندات الأسرة الحاكمة، مشيرة إلى أن القيادة السعودية أثبتت بهذه الخطوة أنها تعزل شعائر الحج عن الحسابات السياسية عكس اتهامات قطر ومن ورائها إيران.