أثارت "مباطحة القرن" كما أسماها رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي تحدى فيها النائب يحيى السعود، عضو الكنيست الإسرائيلي آرون حزان، بأنه سيفرك فيها "خشومه" لما تلفظ به الأخير من إساءات تجاه الشعب الأردني.
السعود وصل لمكان النازل المفترض ولكن النزال لم يتم بسبب منع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو للنائب الإسرائيلي من مقابلة يحيى السعود الذي استعد بكل ما أوتي من قوة ليري "الزنديق الواطي حجمه الحقيقي"، على حد وصف السعود.
"البوصلة" رصدت الحدث في هذا الفيديوغراف حيث كان حديث الشارع الأردني الذي رأى في يحيى السعود بطلا ومنازلا عتيدا للمتغطرس الإسرائيلي "الجبان".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: "مباطحة" السعود وحران الجمعة 04 أغسطس 2017, 10:43 pm
المعركة التي منعت بين اورن حزان وعضو البرلمان الاردني، بدأت بتغريدة على تويتر. فقد غضب النائب حزان من التصريحات التي اطلقها الملك الاردني ورجاله نحو بنيامين نتنياهو، واعرب عن رأيه غير المؤدب. وكتب يقول “لنرى جيراننا من شرقي الاردن اولئك الذين نسقيهم الماء ونحمي اقفيتهم في النهار وفي الليل، يحتاجون الى إعادة التربية قليلا”. لا يعرف الاردنيون عن اورن حزان ما يعرفه عنه الاسرائيليون. فقد رأوا تصريحا مهينا على لسان حزب عضو رئيس الوزراء، وقالوا لانفسهم بأن نتنياهو بعث به.
قبل اسبوع من ذلك عقد رئيس الوزراء مع الملك الاردني صفقة لتحرير الحارس زيف موئيل مقابل ازالة البوابات الالكترونية عن الحرم. وبيعت للجمهور الاردني رواية تقول بأن موئيل تعرض للاعتداء ودافع عن نفسه، وأن تقديمه للمحاكمة احبط بفضل حصانته الدبلوماسية. وقد افرج عن زيف بلا تحقيق ولائحة اتهام، ولكن منذ الغداة حظي بشرف ملوكي من قبل رئيس الوزراء. في عمّان توقعوا اغلاق الملف بهدوء، وفوجئوا اذ رؤوا كيف أن قاتل الاردنيين يستقبل كبطل حرب. من تلك اللحظة ادار الملك ظهره لنتنياهو وبدأ يعانق عائلة الطاعن الشاب محمد جواودة. وقال لابيه في خيمة العزاء “ابنك ابني”.
نزلت تغريدة حزان على الاردنيين في الوقت الذي كان خدهم لا يزال ساخنا من تلك الصفعة. في عمان يرون بذلك استمرارا لحملة الاهانة تجاه ملكهم. ولهذا فقد سارع عضو البرلمان يحيى السعود ودعا حزان بعفوية الى مشادة بالايدي في جسر اللنبي. والتغطية الاعلامية للمعركة التي منعت بين تايسون وهوليفيلد، عفوا- بين حزان وسعود تشبه وصف معركة شد الشعر بين طفلين. ولكن الحقيقة هي أن المواجهة بينهما هي انعكاس للمناوشات بين بنيامين نتنياهو وعبدالله الثاني.
في محيط الملك مقتنعون بأن نتنياهو معادٍ للاسرة المالكة منذ ولايته الاولى. من حادثة خالد مشعل وحتى اليوم، يقولون في محيط الملك، بأنه ينتظر الاسرة المالكة عند الزاوية. سيرة حياة الملك حسين التي كتبها المؤرخ اليهودي البريطاني آفي شلايم، تبين أن العلاقات العكرة بين نتنياهو والاسرة المالكة بدأت حتى قبل ذلك. فشلايم ينشر في الصفحة 485 صيغة الرسالة الحادة التي بعث بها الملك الى نتنياهو في أواخر 1996 في اعقاب احداث نفق المبكى. 17 جنديا من الجيش الاسرائيلي ونحو 100 فلسطيني قتلوا في 5 ايام من المواجهة. كان هذا اختبار النار الاول لرئيس الوزراء.
في بداية رسالته كتب الحسين انه قلق من سلسلة من “الاعمال المأساوية”، التي اتخذها نتنياهو في اشهر ولايته الاولى. وتضمنت هذه الخطوات، ضمن امور اخرى، الاعلان عن مشروع البناء في هار حوما (جبل ابو غنيم)، التسويف في بناء المطار في القطاع، والقيود التي فرضتها اسرائيل على مزارعي غزة، مما تسسب في تعفن محاصيلهم. اما رئيس الوزراء فقال مدافعا عن نفسه أنه يتعرض لضغوط من اليمين. في رسالته وصف حسين هذا الزعم بأنه” معاذير” وطرح الشك في أن يكون نتنياهو معنيا بانتفاضة فلسطينية.
“لا اصدق أن رئيس الوزراء الاسرائيلي، الذي يتمتع بالقوة الدستورية الاكبر بتاريخ اسرائيل يعمل بشكل مختلف عما تفترضه الثقة الكاملة به” هكذا وبخه الحسين، “يبدو أن مسار عملك يستهدف هدم كل ما اؤمن به، وكل ما سعت السلالة الهاشمية لتحقيقه منذ عهد فيصل الاول وعبدالله، وحتى يومنا هذا”.
وواصل الحسين يقول:”كيف يمكنني أن اعمل معك كشريك وكصديق حقيقي، في أجواء مشوشة كهذه، فيما اشعر بالنية لهدم كل ما عملت على بنائه بين شعبينا وبلدينا؟ فالاصرار في مواضيع جوهرية هو شيء، ولكني اتساءل ما معني الاصرار لحد ذاته. تبين لي أن لديك مزاج خاص بك، ويبدو أن لا حاجة لك لاي مشورة من صديق”.
وصف شلاين بأن نتنياهو اصر على حقه في تنفيذ مشروع هار حوما، وقال للملك بأنه محظور بأن يمس المسار الفلسطيني بالعلاقات بين عمان والقدس. بعد بضعة اسابيع من ذلك وقعت عملية القتل في نهرايم . جاء الحسين لزيارة العزاء في بيت شيمش وأم بيوت العائلات السبعة الحزينة. وفي وقت لاحق حول اليها سرا تعويضات بمبلغ مليون دولار. مرت ستة اشهر أخرى، وتفجرت قضية خالد مشعل وقال الحسين لاحد مقربيه، هكذا حسب شلايم،”أحد ما بصق في وجهي”. بعد 3 سنوات من ذلك اندلعت الانتفاضة الثانية. نتنياهو كان مواطنا خاصا أما الحسين فلم يعد بين الاحياء.
يقال دفاعا عن رئيس الوزراء أنه في المواجهة الحالية يكسب عيدالله ايضا النقاط في جمهوره. فحسب القاعدة العربية المعروفة، ليس هناك افضل من هجوم مركز على اسرائيل كي يخرجك رجلا. في القيادة السياسية في اسرائيل هناك من يتسلون بالوضع. وذلك بخلاف الاردنيين،الذين يخافون مما سيأتي ويرون في الاتصالات مع نتنياهو نوعا من المأساة. ووصف الفكاهي اليهودي ميل بروكس ذات مرة الفرق بين النوعين الادبيين.”عندما يقطع اصبعي”، قال، “هذه مأساة. أما عندما تسقط انت في المجاري وتموت، فهذه ملهاة”.
[rtl]معاريف 4/8/2017[/rtl]
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: "مباطحة" السعود وحران الجمعة 04 أغسطس 2017, 10:46 pm
[rtl]إن سلوك اسرائيل مع القياد الهاشمية بدأ يتغير ويأخذ منحى سلبيا شيئا فشيئا مع نجاح وتعمق الفوضى في المنطقه وانهيار أو تهزيء أنظمتها . الى أن أصبح هذا السلوك يخلو من الودية والتنسيق ويحمل نوعا من تصاعد العدائية والاستفزازات المبيتة، ولدينا جملة من المؤشرات والرسائل تؤكد نية اسرائيل بالتخلي عن التزامها بالتحالف الاستراتيجي مع القيادة الهاشميه الذي توثق بمعاهدة وادي عربه ، وبما يؤشر على أن اسرائيل قد اختطت سياسة جديدة مع الاردن وقيادته.[/rtl]
[rtl]ولا شك أن القيادة الهاشميه تحس بهذا التوجه الاسرائيلي الجديد وبخطورة مراميه، لكنها ، لخطورة تلك المرامي تعيش حالة الانكار النفسية وعدم الاعتراف بأنها أمام تحول سياسي اسرائيلي استراتيجي اتجاهها كقياده .أما المؤشرات الاسرائيلية على التحول السياسي الاستراتيجي اتجاه القيادة الهاشمية يلمسها المتابعون والمراقبون على صعيد محاور عديدة أشير لبعضها.[/rtl]
[rtl]أما المؤشر الأول فهو على صعيدين ، أولهما أن التنسيق السياسي والعسكري الميداني بين الاردن واسرائيل في مختلف المسائل وخاصة فيما يخص الوضع السوري وخططه ومكوناته الافليميه هو في أدنى مستوياته ،وإن حدث في جئية فيشوبه الخداع . وحل محله بالوكاله التنسيق الاردني الأمريكي الترمبي المرتهنة نتائجه بالمصلحه والأهداف الاسرائيلية وخاصة في المنطقه الجنوبيه.. واصبحت المخاطبات بين الاردن واسرائيل تجري عن طريق الادارة الامريكية.[/rtl]
[rtl]وعلى الصعيد الثاني فقد تراجعت طبيعة العلاقة واختلفت نظرة اسرائيل للملك وأسلوب التعامل معه بصورة درامية حيث أصبحت تجهد في صنع حالة تماهي في سياستها بين الملك وعباس ووضعهما في خانة واحده في تعاملها معهما ،مدفوعة بما يجري في المنطقه وما تطمح اليه من هدف متكامل على الارضين الاردنية والفلسطينية، مستفيدة من انفتاح وعروض الانظمة العربية عليها مباشرة.[/rtl]
[rtl] المؤشر الثاني هو تزايد المقالات والتصريحات الاسرائيليه التي تهاجم الملك وتتحدث عن التركيبه الديمغرافيه في الاردن في سياق التصور الاسرائيلي لطوي ملف القضية الفلسطينية وتفعيل فكرة الوطن البديل على أسس لا تتفق مع ضمان بقاء القيادة الهاشمية الا صوريا بأحسن الحالات ، والتركيز في هذا على مقولة الاغلبيه السكانيه الفلسطينية في الأردن.[/rtl]
[rtl]“والثالث” تزايد المقالات والتصريحات والبرامج التلفزيونية الاسرائيلية وامتداداتها في امريكا والتي تتحدث وتغذي ما تسميه تمرد القبائل الاردنية وعزلة الاردنيين عن الملك وفقدانه لشعبيته.[/rtl]
[rtl]“الرابع، هو تركيز اسرائيل بالأفعال والأقوال على سيادتها على الأماكن الدينيه وافتعال الأزمات المثيره والمؤثره ورفض اعطاء أهمية للمطالب الاردنية الوسطيه بشأنها، وهذا لا يُفسَر على أنه مجرد قضم لحق الرعاية الهاشمية للأماكن المقدسه كنص في الاتفاقيه، بل في سياق الرسائل على اهمال اسرائيل لاتفاقية وادي عربه ككل.[/rtl]
[rtl]المؤشر الخامس ، هو أن ما تبع اعادة القاتل في حادثة السفاره بتلك الطريقه “الأخوية”، من رد وسلوك اسرائيلي مستغرب ويدينها دوليا كمؤيده ومشاركه في العمليه ، ما هو إلا ثمن تدفعه مقابل ايصال رسالة للملك تضعه فيها أمام شعبه في موضع المتواطئ والمتعاون إزادة وتعميقا للوقيعة وفك ارتباط الاردنيين النفسي به ، وليقتنع الملك بأن اسرائيل لم تعد ترغب بصداقته وشراكته وبأنها عدوة له ، وأن عليه أن يبحث بمسائل تخصه شخصيا لا تخص القضية الفلسطينيه.[/rtl]
[rtl]لا شك بأن الملك الذي يحس بهذا السلوك الاسرائيلي وبأنه يمثل تحولا سياسيا مرتبطا بتجاهل متعمد للمعاهده ، ويحس بأن هذه المعاهدة أصبحت بحكم المجمدة او المهملة من جانب اسرائيل، يعلم بنفس الوقت أن تخلي اسرائيل عن المعاهدة أو الطعن بها يعني وقف اعتبار القيادة الهاشمية حليفا استراتيجيا لاسرائيل وجعله هدفا لها . فالمعاهده مثلت في حينها صفقة العصر للقياده الهاشمية حيث منها استَمدت لأول مره اعترافا اسرئيليا ببقائها بديلا عن حكم الفلسطينيين على أسس جديده تتماشى مع دور جديد للقيادة يؤمن بقاءها في السلطة.[/rtl]
[rtl]وعلى خلفية إدراك القيادة الهاشميه لمرامي السلوكيات الاسرائيليه، اضطرت الى التظاهر باعتبارها مجرد سلوكيات متطرفه تحكمها الصدف، واختارت طريقة للرد على هذه السياسة الاسرائيلية الجديدة ومراميها تقوم على تعزيز وتأكيد أنها القوة الوحيده وصاحبة القرار الحر والرقم الأصعب في الدوله الأردنيه وليس للشعب أو اي جهة اردنية أخرى أي تأثير . وذلك بمنأى عن استخدام المعاهده او ربط تلك السلوكيات والخروفات بها، والتزمت بعدم الاخلال بتنفيذ أي بند منها حرصا على عدم جعلها محل تساؤل.[/rtl]
[rtl]لقد وجدت ترمب المتحمس نفسه منذ البداية امام طلب اسرائيلي برفع يده عن االمسأله الفلسطينية والخلافات العربية الاسرائيلية وتركها لاسرائيل، في توزيعة أدوار واستغلال واضح لظروف الانظمه العربيه وأزمة الشرعيه فيها، واقتصر دور ترمب على ارهاب هذه الأنظمه وابتزازها لتكون اسرائيل مفتاحا لمشاكلها بما يترتب على ذلك من رضوخ عربي وتطبيع وهجر للقضية الفلسطينية.[/rtl]
[rtl]القيادة الهاشمية اليوم في وضع سياسي خارجي وداخلي مقلق، فإسرائيل كانت عبر العقود ورقتها التي لا تملكها، وعندما كانت تُسحب هذه الورقه كان اللجوء للدول العربية مخرجها لاستعادتها، واليوم لم يعد دولا عربية تلجأ اليها، كان الملك حسين رحمه الله في مراحل حكمه الأخيره يتغلب على مثل هذه الحالة بتحالفه مع الشعب تحالف الأب مع أبنائه كصمام آمان، واليوم ليس الملك وحده يعاني من ازمة المصير بل الأردن كله، ولا أرىمخرجا الا برد الاعتبار للشعب والتحالف معه.[/rtl]