القبول ببقاء الأسد.. عنوان جديد تقوده السعودية
التاريخ:6/8/2017 -
لم تكن الثورة السورية محظوظة يومًا لا بقادتها ولا بحلفائها على عكس النظام السوري وحلفائه الذين استماتوا في سبيل تثبيته قدر المستطاع لضمان بقائهم في المنطقة.
الحلفاء المتصارعون ووضعهم الحرج سيجعلهم يقبلون بأي صيغة سياسية مطروحة من المجتمع الدولي وتحظى بقبول أمريكي، وهذه الصيغة تقبل بقاء بشار الأسد بعد كل ما فعله.
ربما كان حلمًا بعيدًا روسيًا وإيرانيًا أن تقف الدول الداعمة للثورة السورية وتقول لقياداتها السياسية أن عليكم القبول ببقاء بشار الأسد على رأس السلطة خلال الفترة المقبلة، وهو ما حدث واقعًا حين اجتمع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب والمدعوم من السعودية كذلك، حين طلب الجبير أن تجتمع المعارضة للاتفاق على رؤية جديدة تقبل ببقاء بشار الأسد في السلطة رغم تأكيده أن المملكة تتمنى رحيله اليوم قبل الغد.
واقعٌ دوليٌ جديد
وفق ما قاله مصدر حضر اللقاء لـ"البوصلة" فإن الجبير برر هذا الطلب بتغير الواقع السياسي الدولي وانقلاب الموازين، وهو أي الجبير لو عاد للوراء قليلًا لعلم أن السياسة الخارجية لبلاده هي أكبر من ساهم في هذا التغيير.
كيف لهذه الدول الثلاث – مصر وقطر والسعودية – أن تعمل على إزالة الظلم عن الشعب السوري كما قال قادتها مرارًا وتكرارًا وهم من ولّدوا بينهم أزمة سياسية لا تبقي ولا تذر؟ فلا حليف بقي ولا عدوًا هاب.
وعلى الرغم من امتلاك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان علاقات مميزة وشخصية مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب، إلا أنه لم يتمكن من الإبقاء على حلفه واستغلال هذه الورقة الأمريكية لتوطيد حلفائه السوريين في مواجهة أعدائه الإيرانيين.
الثورة محاصرة
إذًا بقيت الثورة السورية لنفسها مجددًا، فالحليف التركي يتماشى تمامًا مع الرؤية الدولية، والحليف القطري دخل أزمة ربما تقلم أظافره الإقليمية، وهو بحاجة لتبرئة نفسه من دعم ما يسمى "الإرهاب"، والحليف السعودي أعلنها صراحة أنه يجب القبول بكل شيء، وهو ما يخالف أبسط أهداف الثورة المطالبة برحيل النظام وعلى رأسه بشار الأسد.
وعلى إثر كل هذا تخسر الثورة السورية معظم نقاط قوتها الجيوسياسية بدءًا من فقدان حلب الشرقية والشمال الشرقي وحصار الغوطة والحدود مع لبنان إضافة لاتفاقيات خفض التصعيد في الجنوب السوري وشمال حمص.
ومن الملاحظ أن الخلاف قد دب بين فرقاء الثورة، فمنهم من يريد القبول بالحل السياسي بأي طريقة خوفًا من مصير حلب والموصل والرقة، ومنهم من يريد المقاومة حتى آخر نفس، ومنهم من يريد حلًا وسطًا يبقي للثورة ماء وجهها وما يحفظ أنصارها من القتل والقمع.
لا يبدو أن "أيام الأسد باتت معدودة" كما قال باراك أوباما مرارًا، بل يبدو أن أحد أهم معاقل الربيع العربي ومواجهة الطموحات التوسعية الإيرانية على وشك الانهيار التام.