منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الحوثيون من صعده الى صنعاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحوثيون من صعده الى صنعاء Empty
مُساهمةموضوع: الحوثيون من صعده الى صنعاء   الحوثيون من صعده الى صنعاء Emptyالأحد 13 أغسطس 2017, 10:09 pm

الحوثيون من صعده الى صنعاء Headr


إذا كنا نريد وصف النظام السياسي في اليمن، فإننا لا يمكن أن نعتبره أقل من كتلة فساد يتزعمها ثلة من السياسيين الذين تحركهم مصالحهم الخاصة؛ لذلك استغلت أطراف خارجية هذه الحالة وحولت اليمن إلى دولة فاشلة بأيدي أبنائها؛ فالانقسامات الموجودة داخل الكيان الرسمي للنخب السياسية جعلتها فريسة سهلة بالنسبة لإيران، وسمحت للأخيرة بالتمدد أمنياً حتى أصبحت تتحكم في مطار صنعاء، وقريباً في أهم ممر للملاحة في العالم وهو مضيق «باب المندب»، في ظل خلافات كبيرة بين


القوى الإسلامية، وكذلك جهود أمريكية لتصفية الإسلام السياسي في اليمن بدعوى محاربة «الإرهاب»، وكذلك وجود الحراك الجنوبي كأداة وغطاء سياسي آخر لجماعة الحوثي. ويبدو أن الأحداث في اليمن تتجه لتأخذ أحد ثلاثة مسارات: سيطرة حوثية كاملة على منظومة الدولة وعودة الإمامية إلى اليمن، أو عودة نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح من خلال الانتخابات وبدعم قبلي، أو انفصال اليمن الجنوبي وتقاسمها بين الأطراف المتصارعة. وفي ظل وجود حالة من الفشل في اليمن فإننا يجب أن ندرك أنه ليس من مصلحة الإدارة الأمريكية أن يكون في منطقة الشرق الأوسط أي دولة لديها قرار سياسي مؤثر في المنطقة العربية. ولأهمية اليمن من الناحية السياسية لمنطقة الخليج والأمنية للعالم بسبب مضيق «باب المندب»؛ ستعمل واشنطن على إبقاء اليمن دولة فاشلة، مثلها مثل ليبيا وسوريا، ولا يستبعد أن تكون مصر الهدف المقبل.






قصة سقوط صنعاء
. محمد الأحمدي




ليلة عصيبة عاشها اليمنيون غداة سقوط عاصمتهم صنعاء بأيدي مسلحي الحوثي يوم 21 سبتمبر 2014، إثر مواجهات عنيفة شهدها عدد من أحياء المدينة على مدى أربعة أيام بين مقاتلي جماعة الحوثي مسنودين بقوات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبين قوات عسكرية موالية للقائد العسكري علي محسن الأحمر المقرب من حزب «التجمع اليمني للإصلاح» وأبرز القيادات العسكرية التي أيدت مطالب المحتجين إبان ثورة فبراير 2011.
لم تبدأ فصول مسرحية إسقاط صنعاء عند هذا التاريخ، 21 سبتمبر، غير أن السقوط الدراماتيكي المفاجئ لهذه المدينة التليدة أثار صدمة عنيفة لدى المواطنين اليمنيين، حين استفاقوا على مشاهد سيطرة المسلحين الحوثيين على مؤسسات الدولة، ونهب أسلحة الجيش واقتيادها إلى صعدة، بينما شعارات «الصرخة» الحوثية تغطي جدران الشوارع وبوابات المؤسسات الحكومية.
حالة من الذهول دفعت محللين سياسيين وإعلاميين للتعبير عنها كلٌ بطريقته؛ يقول الكاتب اليمني مروان الغفوري: «في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014 سقطت الجمهورية في اليمن، وصعد نظام جديد خليط من الميليشاوية والملكية والجمهورية بمرجعية ثيوقراطية متوحشة»، ويضيف: «يتحدث مشايعو هذا النظام عن رحمته وعدالته. أما الآخرون، وهم الأغلبية، فيتحدثون عن جبروته ولاأخلاقيته. بموازاة ذلك منح هذا النظام الجديد أتباعه الأمن، وقال إنهم المواطنون الصالحون. أما الآخرون فكان الخوف نصيبهم، وكانوا بنظر هذا النظام الجديد مجرد لصوص، وإرهابيين، وعملاء. هكذا انقسم المجتمع أفقياً منذ اليوم التالي للسقوط. بقيت نسبة من السكان خارج هذه الثنائية، وهؤلاء علقوا بين المواطنين الصالحين والأشرار».
للوهلة الأولى ظن كثيرون أن جحافل مسلحي حركة الحوثي القادمين من كهوف مران شمال الشمال، الذين يطلقون على أنفسهم «أنصار الله»، هم وحدهم القوة العسكرية التي اجتاحت عاصمة اليمنيين، ونصبت نقاط التفتيش في شوارع المدينة، وعملت على عسكرة كل مظاهر الحياة، لكن ما لبث أن اتضحت الصورة رويداً رويداً مع توالي سقوط الكثير من الأقنعة، قبل أن تتهاوى معظم مؤسسات الدولة، بالعاصمة صنعاء، بأيدي المسلحين الحوثيين، وتالياً سقوط محافظات البلاد الواحدة تلو الأخرى.
في واقع الأمر، لم تكن القوة العسكرية الحوثية التي أبهرت الناس، على الأرجح، سوى دثار لرجال الرئيس السابق علي صالح، الذي ظل على مدى ثلاث سنوات يعيد بناء تحالفاته القديمة وإنشاء تحالفات أخرى جديدة فور عودته من المملكة السعودية، غير أنه ما لبث أن أدار للسعودية ظهر المجن، وقدم العاصمة صنعاء على طبق من ذهب لجمهورية إيران.
قبل هذه الأحداث، صمت علي صالح برهة من الوقت، لكن ما إن اقترب موعد إسقاط العاصمة حتى أطلق في فضاء المشهد اليمني «بالون» النفق المحفور تحت منزله، استثمره الرجل بدهاء لحشد أكبر قدر ممكن من أنصاره الذين وفدوا إليه من جميع المحافظات للتهنئة بسلامته، بينما في الحقيقة كان يوجههم لمخططاته القادمة.
بالتوازي مع نفق صالح، اتخذت جماعة الحوثي من قرار الحكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية ذريعة لحشد أنصارها إلى العاصمة صنعاء، وإقامة مخيمات في شارع المطار، أحد الشوارع الرئيسية، مطالبةً بإسقاط الحكومة، في الوقت ذاته حشدت الجماعة مسلحيها على مداخل العاصمة، وأقامت لهم مخيمات اعتصام مماثلة، لتصبح تظاهرات جماعة الحوثي في شارع المطار، مجرد غطاء تكتيكي لتحركاتها المسلحة على مشارف العاصمة، وهي التحركات التي جرت تحت سمع الدولة وبصرها، ومهدت لتسليم المدينة إلى ميليشيات الجماعة.
مسرحية ممتدة
بدأت أولى فصول المسرحية منذ سقوط اللواء 310 في عمران بأيدي مقاتلي الحوثي بتاريخ 8 يوليو 2014، إثر خيانات مسؤولين عسكريين، مهدت لاقتحام اللواء وتصفية قائده العميد حميد القشيبي، بعد مواجهات عنيفة قادها ضد مسلحي الحوثي دامت عدة أشهر، لمنع سقوط المدينة، غير أنه دفع حياته ثمناً لفاتورة صموده في الدفاع عن بقايا هيبة الدولة اليمنية وشرفها، وانتهى المشهد هناك بتواطؤ كبار قادة الجيش مع الحوثيين، لإسقاط اللواء 310 بأيدي مسلحي الحوثي، الذين قاموا على الفور بنهب عتاد عسكري ضخم، كان كفيلاً بخلق واقع جديد في معادلة الصراع السياسي وقوى النفوذ السياسي والعسكري في البلد.
توالت الانتكاسات التي يشهدها الواقع اليمني، واستفاد الحوثيون من جولات الحروب الست، التي خاضوها مع الدولة في إدارة التفاوض مع مختلف الأطراف، وصولاً إلى حصد أكبر قدر ممكن من الامتيازات والمكاسب السياسية بناءً على نتائج حروبهم على الأرض، ولذلك كانوا حريصين على ما يبدو في استباق احتلال العاصمة صنعاء على استرضاء الفاعلين الدوليين وطمأنتهم بشأن تحركاتهم المسلحة لإسقاط محافظة عمران، واتخاذها مركز انطلاق لحصار العاصمة صنعاء وإسقاطها.
أدرك الحوثيون باكراً دور الخارج في الوصول إلى غاياتهم، لذلك شرع زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي في دغدغة مشاعر الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بالحديث عن تصديه لمن أسماهم «الإرهابيين»، و«التكفيريين» و«الدواعش»، الذين قال إنه سيذهب لقتالهم، لذلك تركزت أهداف المقاتلين الحوثيين العسكرية في العاصمة صنعاء بعد سيطرتهم على مقر التلفزيون الرسمي، على تصفية جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني المتهم أمريكياً بتمويل «الإرهاب»، ومقر المنطقة السادسة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المحسوب على «الإسلاميين»، ثم توالت الاقتحامات لمقرات حزب الإصلاح وعدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية ودور القرآن الكريم.
هذه التحركات الحوثية كشف عنها أكثر من مسؤول سياسي في جماعة الحوثي، وظهر مستوى التنسيق الأمني بين الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية جلياً في الحرب الأخيرة التي خاضها مقاتلو الحوثي بمساندة ألوية من قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي صالح ضد القبائل السنية في منطقة رداع بمحافظة البيضاء.
أسباب مباشرة للسقوط
ثمت أسباب وظروف عديدة ساهمت في تسريع وتيرة إسقاط مركز الدولة اليمنية بأيدي مسلحي جماعة الحوثيين، أبرزها التحالف غير المعلن بين جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح، المدفوع برغبة انتقامية ضد كل من اشترك في ثورة فبراير/شباط 2011 التي أسقطته من عرشه، وفي مقدمتهم حزب الإصلاح واللواء المنشق علي محسن الأحمر، الذي شكل جيشاً لحماية الثورة، وهي الرغبة التي وافقت رغبة إقليمية ودولية (أميركية - خليجية) في تصفية إخوان اليمن (حزب الإصلاح) أو جرهم إلى حرب أهلية تفقدهم مشروعهم السياسي المدني، ويمكن على إثرها شمولهم بقرار من مجلس الأمن كمنظمة إرهابية في ظل وضع اليمن الواقع تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ساهمت أحداث الاحتجاجات 2011، وما تلاها من مرحلة انتقالية، في المزيد من ضعف وهشاشة بنية الدولة، واستمرار حالة الانقسام والفرز السياسي واستحكام نزعة الولاءات الشخصية في مؤسسات الدولة، بخاصة الأمن والجيش، الذي صُنف، علاوة على ذلك، بأنه يعاني من «مخاطر فساد حرجة»، بحسب مؤسسة الشفافية الدولية في تقريرها الصادر لعام 2013، وهو أسوأ تصنيف لمؤسسة حكومية في العالم.
تزامنت هذه الظروف مع حالة احتقان شعبي واسعة تجاه حكومة الوفاق الوطني التي أخفقت في تلبية طموحات اليمنيين وخيبت آمالهم، وزادت في ضغائنهم تجاه ثورة فبراير 2011، وزاد الطين بلة قرار تحرير أسعار الوقود، ما جعل تحالف الحوثي - صالح يمتطي عاطفة الناس ويتقدم صفوف الدفاع عن الفقراء.
ناهيك عن ذلك، أدى غياب كاريزمية رئيس الدولة، وترهل النخبة السياسية اليمنية الواقعة تحت تأثير الصراعات المزمنة، إلى الفشل في صياغة مشروع وطني جامع، برغم نجاح كافة الأطراف والمكونات السياسية والمجتمعية، نظرياً، في إدارة خلافاتها في وجهات النظر إزاء مختلف الملفات والقضايا الشائكة، تحت سقف مؤتمر الحوار الوطني على مدى تسعة أشهر، وصولاً إلى الاتفاق على جملة من المبادئ والمعالجات، التي لم تجد طريقها إلى النور.
برغم الرعاية الأممية لخطوات المرحلة الانتقالية، ثمت أخطاء فادحة ألقت بظلالها أيضاً على الحالة اليمنية، وساهمت في إذكاء الصراع المسلح، بعد ثلاث سنوات من نزع فتيله، إثر اتفاق التسوية المعروف بـ«المبادرة الخليجية»، من بين تلك الأخطاء: تساهل المجتمع الدولي إزاء استحقاقات العدالة الانتقالية، واستبدالها بقانون العفو العام (الحصانة) عن الرئيس السابق وأركان حكمه، في سابقة تؤسس للإفلات من العقاب وتشجع على العنف. بالإضافة إلى ذلك، أدت ممارسة الانتقائية في مهام إنفاذ القانون إزاء التعاطي مع جماعات العنف المسلح إلى اتساع دائرة العنف والاستقطاب، وذلك من خلال التقاعس عن نزع سلاح جماعة الحوثي في شمال البلاد، وصولاً إلى إسقاط العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى بأيدي مسلحيها، مع استمرار التأكيد على استمرار الحوار معها مقابل إغلاق باب الحوار مع عناصر تنظيم «القاعدة»، تحت ضغط أمريكي بالطبع، ما أدى إلى المزيد من غلو وعنف هذه المجموعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحوثيون من صعده الى صنعاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحوثيون من صعده الى صنعاء   الحوثيون من صعده الى صنعاء Emptyالأحد 13 أغسطس 2017, 10:12 pm

دور "صالح" في تسليم صنعاء
. أمجد خشافة

«ضرب الخصوم ببعضهم البعض» هي السياسة التي انتهجها الرئيس السابق علي عبدالله صالح طيلة حكمه لليمن، باعتبار أنه يحكم كما كان يقول: «على رؤوس الثعابين»؛ هذه السياسة هي نفسها التي جعلته ينتقم من خصومه السياسيين الذين كانوا سبباً في إطاحته من الحكم عام 2011، تحت عباءة جماعة الحوثي المسلحة وإسقاط صنعاء واجتياح محافظات عدة.

تحالف تكتيكي

 سقوط صنعاء في 21 سبتمبر الماضي كان صادماً بالنسبة للمجتمع اليمني. وحين شوهدت مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية وهي في موقف سلبي إزاء اجتياح الحوثيين لصنعاء دون صدهم، انكشفت اللعبة وظهر أن علي عبدالله صالح كان طرفاً فاعلاً فيها؛ إذ استغل فتوة جماعة الحوثي وحماستها ضد عدو مشترك بينهما وهو حزب الإصلاح (إخوان اليمن) والقائد العسكري علي محسن الأحمر الحليف السياسي والعسكري للإصلاح وآل الأحمر أكبر قبائل اليمن وأكثرها عداء للحوثيين.

ظل علي عبدالله صالح منذ 2011 يبحث عن قوة يكسر بها ذراع خصومه السياسيين الذين أطاحوا بحكمه وبحلم ابنه المهيأ لاستلام الحكم خلفاً لوالده؛ فاضطر إلى عقد تحالفات تكتيكية مع جماعة الحوثي، في خوض حرب ضد حزب الإصلاح وأجنحته القبلية والعسكرية، وتحطيم قوتهم في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.

التحالف بين صالح والحوثيين – بشكل أوضح - بدأ من محافظة عمران معقل قبيلة حاشد التي ينحدر منها أبناء الشيخ عبدالله الأحمر الخصم القبلي والسياسي لعلي صالح والحوثيين، فقد حشد صالح أتباعه من المشايخ القبليين من المحافظة نفسها استعداداً لخوض الحرب ضد بيت الأحمر تحت غطاء جماعة الحوثي، وبرغم صلابة حاشد وشدتها في الحرب إلا أن التحالفات بين صالح والحوثيين أحدثت تصدعاً في بنيتها، ولم تستمر الحرب حتى سقطت حاشد وكسرت شوكة الحليف القبلي لحزب الإصلاح.

في تلك الأثناء كان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي ينتشي بالنصر على قبيلة حاشد وينسبها لجماعته، لكن صالح برغم أنه كان سبباً في قوة الحوثيين في دحر قبيلة حاشد إلا أنه لم يكن يعنيه سوى أنه قضى على بيت الأحمر تحت أي مسمى كان؛ حتى لا ينجح يوماً من الأيام حزب الإصلاح في الاستقواء بقوة القبيلة.

 لم يقتنع صالح بخروج بيت الأحمر من عمران فلا يزال في المدينة اللواء 310 وقائده الذي انحاز لثورة فبراير 2011 والمحسوب على علي محسن الحليف العسكري لحزب الإصلاح، فخاض اللواء وكتائبه نهاية يونيو الماضي حرباً شرسة مع الحوثيين، لكن الحوثيين تمكنوا عن طريق تواطؤ وزير الدفاع اليمني علي ناصر محمد، المحسوب على علي صالح، من اقتحام اللواء وقتل قائده ونهب كامل عتاد اللواء بما فيه 50 دبابة و800 صاروخ كاتيوشا، ومنصتا إطلاق صواريخ[1].

وبعد أن كُسرت البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء بات من السهل اجتياحها؛ فالعتاد الذي نهبته جماعة الحوثي من اللواء 310 كفيل بإسقاط صنعاء بحسب ما كان يقوله الخبراء العسكريون، وبرغم ذلك فقد كان أغلب السياسيين يستبعدون اقتحام جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء باعتبار أنها مهمة صعبة؛ إذ يتواجد فيها مركز قوة الخصوم السياسيين، ولاحتمالية تدخل الرئيس عبدربه منصور هادي وتصديه لأي عمل مسلح في العاصمة.

سقوط صنعاء.. ودور صالح

كان يعلم صالح المهمة الصعبة التي ستواجه تمكين الحوثيين من دخول صنعاء بقوة السلاح؛ فهو يعلم أن خصمه علي محسن الأحمر لا يزال يمتلك قوة عسكرية، وحزب الإصلاح لا يزال لديه قوة بشرية قادرة على التصدي لجماعة الحوثي؛ فتحرك صالح في استراتيجية ذات بعدين:

الأول: الحشد القبلي، وقد استغل حشد القبائل عن طريق الاجتماعات التي استمرت قرابة الشهر في منزله بصنعاء على خلفية تضامن القبائل مع صالح ضد محاولة الاغتيال عبر النفق الذي عثر عليه في 8 أغسطس الماضي بجانب منزله في صنعاء.

في تلك الفترة كانت وسائل الإعلام التابعة لعلي صالح تعرض بشكل شبه يومي لقاءات تدور بين مشايخ القبائل من جميع المحافظات وعلي صالح بحجة تضامنهم معه، ولكنه في الواقع تحريض للاصطفاف مع الحوثيين لدخول صنعاء، والانقلاب على الحكومة وتدمير البنية التحتية لحزب الإصلاح، ورموز ثورة فبراير.

وفي أحد اللقاءات مع مشايخ قبليين بمنزله في 13 أغسطس قال علي صالح بصريح العبارة: «إن المخطط (أي حادثة النفق) امتداد لما يسمى بالربيع العربي»، وهذا كان بمثابة اتهام واضح لكل القوى السياسية التي شاركت في ثورة فبراير وإعلان الحرب المبيتة ضد الإصلاح بشكل عام[2].

الثاني: التنسيق مع الحرس الجمهوري وقيادات في الجيش، وهو أهم عامل في سقوط صنعاء؛ إذ يحتوي الحرس الجمهوري على أحدث الأسلحة ويتميز أفراده ومنتسبوه بالتدريب المحترف على القتال، ونتيجة لأن قيادات الحرس في محيط صنعاء كانت ولا تزال تأتمر بأوامر علي صالح وبعض قيادات الجيش في الوحدات العسكرية الأخرى، فقد سهل ذلك مهمة دخول الحوثيين لصنعاء دون أي اعتراض.

في يوم 17 سبتمبر بدأت ساعة الصفر لاجتياح صنعاء حيث اندلعت الاشتباكات بين الحوثيين وقبائل محسوبة على علي محسن في منطقة همدان شمال غرب العاصمة، واستمرت الاشتباكات حتى وصلت مدخل العاصمة في منطقة شملان، وحين وصل تقدم الحوثيين إلى منطقتي شملان ومذبح أمر قائد المنطقة السادسة اللواء محمد الحاوري بانسحاب النقاط العسكرية وعدم الصدام مع الحوثيين، ويعتبر اللواء محمد الحاوري أحد القادة العسكريين المقربين من علي صالح، وقد وجهت له أصابع الاتهام بأنه كان أول من ساهم في تدشين سيناريو إسقاط صنعاء وتسليمها للحوثيين.

امتدت الاشتباكات حتى وصلت إلى مبنى التلفزيون الرسمي، والذي يوجد فيه اللواء الرابع المسؤول عن حماية العديد من المناطق التي تقع فيها أهم الوزارات كالداخلية والدفاع، وقبل أن يقتحم الحوثيون اللواء الرابع كان وزير الدفاع في مهمة لزيارته والتقى بقيادات اللواء، وعُرف بعد أن اقتحم الحوثيون اللواء أن وزير الدفاع أمرهم بعدم مقاومة الحوثيين؛ فدخل الحوثيون اليوم التالي واستولوا على المنطقة ونهبوا أكثر من 80 آلية عسكرية.

وبرغم أن صالح كان يريد صراعاً بين الحوثيين وحزب الإصلاح في صنعاء وضرب بعضهم البعض، إلا أن حزب الإصلاح أعلن عدم تدخله في أي صراع مسلح، باعتبار أن إخراج الحوثيين من صنعاء والتصدي لهم مهمة الدولة؛ مما فتح المجال بشكل أسرع لتوغل الحوثيين في الانتشار داخل العاصمة صنعاء وسيطرتهم على مرافق الدولة، والامتداد إلى سبع محافظات يمنية[3].

صالح ضمن خطة دولية

في 23 سبتمبر قال الرئيس عبدربه منصور هادي: «إن ما حدث في صنعاء مؤامرة كبيرة أعدت سلفاً وتحالفت فيها قوى خارجية وداخلية»، وبغض النظر عن إسهام الرئيس هادي أيضاً في إدخال الحوثيين إلى صنعاء لكنه بإشارته إلى وجود مؤامرة داخلية وخارجية يعني أن مخطط اقتحام صنعاء تعدى مساحة سلطته وشرعيته.

وقد عزز هذه المعلومات ما كشفه الكاتب البريطاني «ديفيد هيرست» من وجود صفقة سرية عقدت بين نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح والإيرانيين في روما قبل شهور من هجوم الحوثيين على صنعاء؛ وهو الأمر الذي يفسر لماذا كانت قوات علي عبدالله صالح تذوب كلما تقدم الحوثيون واقتربوا من مواقعها.

ويقول «هيرست» إنه توصل إلى معلومات عن طريق مصادر مقربة من الرئيس عبدربه منصور هادي تفيد أن اجتماعاً عقد في روما خلال شهر مايو الماضي بين الإيرانيين وأحمد علي عبدالله صالح، وأن الإيرانيين أخبروا أحمد علي في هذا الاجتماع أنهم على استعداد للاعتراف له بوضع ما أو مكانة في اليمن إذا امتنعت الوحدات الموالية لوالده عن اعتراض تقدم الحوثيين.

وقال هيرست على لسان هادي: «إن الأمريكان هم الذين أخبروه عن الاجتماع الذي انعقد في روما، ولكن بعد أن تمكن الحوثيون من الاستيلاء على صنعاء»[4].

وحين أصبح التنسيق بين صالح ونجله مع إيران مكتملاً لم يكن الرئيس هادي يمتلك قوة لإفشال هذه التحركات، فتماشى مع المخطط، وعقد صفقة من جهته عن طريق وساطة عمانية لإخراج خمسة محتجزين من حزب الله في اليمن، كانوا في مهمة لتقديم خدمات عسكرية للحوثيين.. في المقابل طلب هادي أن تضغط إيران على الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض وعدم إثارة الحراك الجنوبي وتحجيم نشاطه التحريضي في الجنوب، وهذا الاتفاق نتج عنه الإفراج عن الخمسة المحتجزين اللبنانيين، في المقابل لوحظ هدوء نسبي للحراك في الجنوب برغم حالة الانفلات الأمنية وسقوط مؤسسات الدولة بيد الحوثيين في الشمال[5].

وبما أن علي عبدالله صالح استطاع أن يحقق جزءاً كبيراً من خطة القضاء على خصومه عن طريق الحوثيين وتسليم صنعاء على طبق من فضة، إلا أنه حاول إخفاء هذا التحالف بخداع سياسي على الراعين للمبادرة الخليجية؛ حتى لا يقع مكشوفاً أمام المجتمع الدولي فيكون من السهل إدانته عبر البند السابع الخاص بالعقوبات من الأمم المتحدة؛ لذا اتفق صالح مع الحوثيين على تضليل دول المنطقة عبر خطة قضت بإنشاء خمس مجموعات:

الأولى مهمتها تقديم بيانات مغلوطة وتوصيل شائعات متواترة إلى شخصيات مزروعة في دائرة الثقة لدى فيها لتُؤخذ معلوماتهم كأنها حقائق، وهذه الشخصيات في دائرة الثقة ليس بالضرورة أن تكون متآمرة، ولكنها تهتم بتوصيل المعلومات دون فحص ودون قدرة على تمحيص الحقائق، وذلك بهدف تضليل صانعي القرار وخلق حالة من الشكوك والإرباك.

أما الثانية فأوكلت لها مهمة توصيل تقارير ومعلومات مباشرة بحكم علاقاتها برجال في دوائر صناعة القرار؛ لتثبيط دول المنطقة وتشكيكها في كل من يمكن أن يتعاون معها أو يعادي الحوثي.
ومجموعة ثالثة مهمتها الدفع بشباب من المناطق التي ترفض وتثور ضد الحوثي ليدخلوا كمجموعات في حشود المتظاهرين الرافضين للحوثيين في مدنهم ويرفعوا أعلام القاعدة السوداء أمام كاميرات التلفاز؛ ليعطوا وسائل الإعلام صورة عن كل الحشود بأنها من تنظيم القاعدة والمؤيدين له، وبالتالي ترتسم صورة إيجابية عن الحوثيين بأنهم يواجهون القاعدة، وإيجاد سبب لقتل أهل السنة ورجال القبائل الرافضين للحوثي بكل شجاعة، وبحجة أنهم من أعوان القاعدة.


ورابعة مهمتها البدء باللعب بالحوارات السياسية والاتفاقات الثنائية مع دول المنطقة، وطمأنتها والاستفادة من الوقت وتخذيلها عن المضي في خيار المقاومة وتخويفها مرة، وتقديم بعض المواقف الإيجابية مرة أخرى، بهدف انفلات الوقت من يدها والتضحية بأي من هذه المجموعات التي كلفت بالتواصل كوفود إقناع عبر الداخلية.

أما الخامسة فمهمتها الاستعداد لتبني مقاومة صورية لغرض الاستنزاف المالي وامتصاص الأموال إلى حساباتهم الخاصة وادعاء عداوة الحوثي[6].

إفرازات السيطرة على صنعاء مستقبلاً

وأخيراً فإن سيطرة الحوثيين على صنعاء وبعض المحافظات ستفرز شيئين:

- استمرار التحالف بين علي صالح والحوثيين باعتبار أن الحوثيين دخلوا في حرب مع القاعدة حتى يقدموا أنفسهم كشرعيين لأخذ مهام الدولة الأمنية؛ وهو الأمر الذي ستستفيد منه أمريكا فتسعى لرعاية هذا التحالف وتتمسك به ما دام أنها وجدت قوة جديدة تخوض حرباً بالوكالة عنها بعد أن أخفق الجيش عدة مرات في القضاء على القاعدة.

- تصدع هذا التحالف نتيجة لأنه قام على تكتيك مرحلي انتهجه صالح فقط للقضاء على خصومه، في مقابل الطموح الذي يسعى إليه الحوثيون والذي يتعدى موضوع صالح وغيره من القوى السياسية، إضافة إلى عدم نسيان الحوثيين الحروب التي خاضها صالح معهم وكان سبباً في مقتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي في الحرب الأولى.







[1] الجزيرة نت، سقوط عمران وصعود الحوثيين.. الخلفيات والمآلات، عارف أبو حاتم.

[2] رابط الخبر:

http://www.alkhabarnow.net/news/138309/2014/08/13/

[3] المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي هي: صعدة وعمران وحجة وصنعاء وإب والحديدة وذمار.

[4] «المصدر أون لاين»:

 http://almasdaronline.com/article/63122

[5] المعلومات نشرت بشكل موسع في صحيفة القدر العربي، راجعها على الرابط التالي:

 http://www.alquds.co.uk/?p=225630

[6] صحيفة الوئام السعودية، للمزيد على الرابط التالي:

 http://www.alweeam.com.sa/?s=%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD&submit=%D8%A8%D8%AD%D8%AB
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحوثيون من صعده الى صنعاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحوثيون من صعده الى صنعاء   الحوثيون من صعده الى صنعاء Emptyالأحد 13 أغسطس 2017, 10:14 pm

ماذا بعد سقوط صنعاء بيد الحوثي؟
د. أبو بكر أحمد


ما قبل تسليم صنعاء
لم تواجه جماعة الحوثي الشيعية المسلحة متاعب تُذكر خلال تمددها العسكري من محافظة صعدة في شمال اليمن إلى العاصمة صنعاء، خصوصاً بعد أن أعلنت قوات الجيش والأمن وقوفها على الحياد[1]، باستثناء بعض الألوية العسكرية التي كانت تعمل خارج إمرة وزير الدفاع الذي كان يعمل تحت إمرة قوى إقليمية ودولية لها مصلحة في توسع جماعة الحوثي وبسط نفوذها على اليمن.
ويأتي تمدد جماعة الحوثي العسكري في إطار مشروعها العقدي القائم على فكرة أحقية آل البيت، أو البطنين، بالحكم؛ أي على النحو الذي كانت عليه اليمن قبل ثورة 26 سبتمبر 1962م، وإن اختلف طرح الجماعة اليوم مراعاة للظروف الحالية التي يرون أنها تقف عائقاً أمام تقبل فكرة العودة إلى ما قبل الثورة على حكم الأئمة الذي استمر أكثر من ألف عام[2].
قبل أن تبدأ جماعة الحوثي بالتمدد من مديرية «حرف سفيان» التابعة لمحافظة عمران، والتي بقيت تحت سيطرة الجماعة منذ حروبها مع نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، خاضت الجماعة مواجهات عنيفة مع السلفيين في منطقة «دماج» التابعة لمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، وانتهت المواجهات بموافقة سلفيي دماج على الخروج من منطقة وجدوا فيها قبل أن تنشأ جماعة الحوثي.
وقبل خروج سلفيي دماج من منطقتهم، التي بقيت محاصرة لأكثر من ثلاثة أشهر دون أن يتمكن الحوثيون من اقتحامها فُتحت أكثر من جبهة على حدود محافظة صعدة لتخفيف الضغط عن دماج، لكن دماج في تلك الأثناء كانت تعاني من ضغوط وزير الدفاع الذي طلب من القائم على مركز دار الحديث العلمي، الشيخ يحيى بن علي الحجوري، تسليم جبل البراقة لقوات الجيش التي تتلقى أوامرها من زعيم جماعة الحوثي[3].
كان تسليم جبل البراقة يعني إزالة العائق الوحيد أمام جماعة الحوثي لاقتحام منطقة دماج والسيطرة عليها، كما يعني عجز الحوثيين عن اقتحام دماج برغم الحصار الخانق الذي فرضوه عليها أن ما تلا ذلك من تمدد عسكري سهل لمسلحي الجماعة كان بالخيانة وبمساعدة أطراف أخرى، ولم يكن، قطعاً، بقوة ذاتية للحوثيين.
ويؤكد ذلك أن وزارة الدفاع اليمنية حرصت كثيراً على تفكيك الجبهات التي فُتحت لغرض تخفيف الضغط عن دماج: في كتاف بصعدة، وفي حرض بالحديدة، وفي حوث بعمران، بالإضافة إلى وقوفها على الحياد برغم أن توسع الجماعة يعني التهام مساحات شاسعة من الأرض الخاضعة لسلطة الدولة[4].
والغرض من الحديث عن مواجهات دماج هنا هو التدليل على أن التمدد العسكري الحوثي تم بتواطؤ محلي رسمي، تلبية لرغبة خارجية.
ويمكن القول إن الإخوان المسلمين كانوا هدف تمدد جماعة الحوثي إلى العاصمة اليمنية صنعاء، أو ثمن وقوف النظام السابق إلى جانب الجماعة، حيث سقط جناحهم القبلي بسيطرة الجماعة على قبيلة حاشد في محافظة عمران، شمال اليمن، وسقط جناحهم العسكري والديني في العاصمة صنعاء بسيطرة الجماعة على مقر الفرقة الأولى مدرعة، التي كان يقودها اللواء علي محسن الأحمر، وبسيطرتها على جامعة الإيمان التي كان يترأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني.
أما قادة الإخوان المسلمين السياسيون، فقد أعلنوا أنهم حزب سياسي وأن مواجهة الحوثيين واجب الدولة، أي الدولة التي سهَّلت للحوثيين كل هذا التمدد العسكري.
لكن موقف الإخوان من جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء يتعارض مع موقفهم منها في محافظات يمنية أخرى، حيث واجهوا الجماعة في محافظات الجوف ومأرب وذمار وعمران وحجة، ولم يقولوا إنهم حزب سياسي وإن المواجهة واجب أو مسؤولية الدولة؛ لأن رغبة الخارج في تمكين جماعة الحوثي من شمال اليمن بدت أكثر وضوحاً مع اقتراب مسلحيها من صنعاء، ولتأكيد ذلك قال رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس النواب اليمني، الدكتور عبدالرحمن بافضل، إن هناك أوامر أمريكية للرئيس هادي ولوزير الدفاع بعدم اعتراض الحوثيين حتى في العاصمة صنعاء[5].
دور صالح
لعب الرئيس السابق علي عبدالله صالح دوراً مهماً في تسهيل تمدد جماعة الحوثي العسكري؛ فكثير من قادة الجيش مازالوا يتلقون الأوامر منه، بحسب ما قاله الرئيس هادي لأولاد اللواء الركن حميد القشيبي، قائد اللواء 310 مدرع، الذي قتله الحوثيون بعد السيطرة على لوائه العسكري بمحافظة عمران.
من المهم الإشارة إلى أن كلام هادي هذا جاء في سياق تبريره عدم إرسال قوات عسكرية لفك الحصار عن لواء القشيبي وتركه يواجه مصيره مع عدد من أفراد لوائه العسكري.
كما وقف كثير من مشايخ القبائل المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده صالح إلى جانب الحوثيين في حروبهم بمحافظة عمران، انتقاماً من حزب الإصلاح (إخوان اليمن) وأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذين كان لهم دور كبير في الإطاحة بنظام صالح عبر الثورة الشبابية السلمية خلال عامي 2011 و 2012م.
لهذا السبب اقتحم الحوثيون عدداً من الألوية والمواقع العسكرية التابعة لقائد الفرقة الأولى مدرعة اللواء علي محسن الأحمر بعد تسلمهم للعاصمة صنعاء، ولم يتعرضوا للمحسوب منها على الحرس الجمهوري الذي كان يقوده نجل صالح، أحمد علي عبدالله صالح.
ولم يكن صالح ليقف هذا الموقف دون الحصول على ضوء أخضر من الخارج الذي يبدو أنه وصل إلى قناعة مفادها أن الرئيس هادي لم يعد لديه ما يقدمه في مجال الحرب على الإرهاب؛ بدليل أن الخارج تعامل بصرامة، في وقت سابق، مع من كان يشتبه بسعيهم لعرقلة العملية السياسية في اليمن، وكان من بين هؤلاء الرئيس السابق صالح، حيث قضى قرار لمجلس الأمن بطي صفحته إلى الأبد.
لكن هل سينتقم صالح من حزب الإصلاح بتمكين من سينتقمون منه غداً، على اعتبار أنه خاض ست حروب ضد الحوثيين في محافظة صعدة وأجزاء من محافظة عمران خلال عامي 2004 و 2009م، وقتل زعيم الجماعة المبجل جداً لدى أنصاره وأتباعه حسين بدر الدين الحوثي، أم أن الانتقام من الإصلاح جاء فقط في سياق انقلاب يقوده صالح للعودة إلى الحكم من خلال نجله أحمد علي؟
لا يمكن للخارج أن يترك من لعب في عهد الرئيس هادي يلعب في عهد عبدالملك الحوثي إن كان الأخير رهاناً جديداً معتمداً في الحرب على الإرهاب، لكنه (أي الخارج) قد يعود ليجرب المجرب، خصوصاً في ظل شح الخيارات في هذا المجال، كما أن تجربة الخارج مع صالح ربما تكون الأفضل، مقارنة بتجربته مع هادي والإخوان، وبتجربته مع المقابل الطائفي لعبدالملك الحوثي، رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، غير أن صالح لم يعد كما كان في السابق بعد بقائه أربع سنوات خارج السلطة، وتجربة المالكي ليست معياراً لاختلاف ظروف العراق عن ظروف اليمن.
ماذا بعد تسليم صنعاء؟
مما تقدم يمكن القول إن شعار الحرب على الإرهاب مع حليف جديد سيكون السمة البارزة لوضع ما بعد تسليم العاصمة صنعاء لجماعة الحوثي، على اعتبار أنها كانت السبب أو أهم أسباب في وصولها إلى صنعاء؛ حيث استمرت الجماعة في مغازلة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الادعاء بأنها تواجه دواعش وتكفيريين.
كما حاولت تقديم نموذج آخر في الحرب على الإرهاب! من خلال استهداف ما تروج الجماعة، وأمريكا أيضاً، أنها مناشئ وفقاسات للإرهاب، حين قامت بتفجير عدد كبير من دور تحفيظ القرآن والمساجد والمراكز العلمية السُنية في معظم المناطق التي وقعت تحت سيطرتها.
بالإضافة إلى ذلك تمكنت جماعة الحوثي من كسر شوكة القبيلة في المناطق التي سيطرت عليها؛ وهو ما من شأنه إدخال السرور على أمريكا كون القبيلة في اليمن، باعتبارها حاضناً للجماعات الإرهابية! لوجودها خارج سلطة الدولة، من أهم عوائق نجاح الحرب على الإرهاب.
وربما تتوقع الولايات المتحدة الأمريكية نجاحات أكبر في هذا الجانب إن تم تسخير إمكانات الدولة لصالح جماعة الحوثي في هذه الحرب، لهذا لم يعارض الخارج مصادرة الحوثي لمعدات كثير من المعسكرات في عدد من المحافظات اليمنية.
وقد بدأت ملامح وضع ما بعد صنعاء تظهر من خلال أحداث رداع في محافظة البيضاء وسط اليمن، حيث ساندت قوات الجيش جواً وبراً الحوثيين في الحرب التي خاضوها ضد القبائل والقاعدة.
غير أن هذا قد لا يستمر طويلاً؛ لأن تحقيق تقدم عسكري من خلال السيطرة على الأرض لا يعني الكثير في ميزان هذه الحرب التي تفهمها الولايات المتحدة الأمريكية جيداً، بل قد يعني انهياراً أمنياً من خلال العمليات الانتقامية.
وإلى جانب أن هذه الحرب لن تحظى بسند شعبي، سيضعها هذا التحالف في سياق طائفي، ولن يكون هذا في صالحها مستقبلاً، خصوصاً في بلد ذي غالبية سُنية كاليمن.
ومن المتوقع أن تُقابل عمليات القاعدة بارتياح شعبي واسع، على اعتبار أنها ستكون بمثابة الصوت العملي للمقهورين من فرض الحوثي عليهم، بل إن هذا ما بات يلاحظه الكثير اليوم.
يُضاف إلى ذلك أن استغلال موضوع الحرب على الإرهاب لتصفية حسابات طائفية، ضد المنتسبين للسنة عموماً، كما بدأت بوادر ذلك تظهر في العاصمة صنعاء من خلال الاعتقالات العشوائية، سيعزز موقف القاعدة كثيراً.
وحتى لا يعطي الاستمرار في هذه السياسة تنظيم القاعدة شرعية شعبية لتقديم نفسه كمنقذ، وهو ما قد يجعل مستوى المسؤولية في عملياته يتراجع إلى الحدود الدنيا، كونها (أي العمليات) تستهدف حوثيين وقوات أمن وجيش مساندة لهم، ولن تقابل باستياء شعبي، ربما يعود صالح عبر نجله أحمد ليكون المنقذ والفصل الأخير في هذا المسلسل.
وربما يعاد الوضع إلى ما قبل سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، مع تمثيل كبير لهم في الحكومة، ووجودهم حيث التأثير على صنع القرار، واستيعاب الآلاف من مسلحيهم في الأجهزة الأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى عدم المطالبة بما استولوا عليه من معسكرات الدولة وغيرها.
نقول «ربما» لأن كل القرارات التي تتخذ بشأن الوضع في بلد تحت الوصاية كاليمن تراعي بدرجة رئيسية «الحرب على الإرهاب» وما الذي يمكن أن يؤثر عليها سلباً أو إيجاباً، وبالتالي فإن الأمر برمته يتعلق بقراءة أمريكا لماضي وحاضر هذه الحرب وبخياراتها لمستقبلها.
فلم تتخلَ أمريكا عن الرئيس السابق «صالح» لصالح الثورة الشبابية إلا بعد أن حصلت على وعود من خصومه بتقديم امتيازات أفضل في الحرب على الإرهاب، وهو ما تم، كما أن أمريكا لم تتخلَ عن هادي إلا بعد أن فشل في هذه الحرب.
انفصال الجنوب
وما دام أن ما تتطلبه الحرب على الإرهاب مقدم على ما سواه هنا، فإن فصل جنوب اليمن عن شماله قد يكون ضمن الخطة؛ للقضاء على القاسم المشترك بين تنظيم القاعدة وبين أبناء المحافظات الجنوبية، أي العداء لما يسمونه «نظام صنعاء»، بالإضافة إلى أن وجود دولتين سيحد من تحركات القاعدة.
وقد كان لما يسمى بـ«القضية الجنوبية» دور بارز في ازدهار تنظيم القاعدة بجنوب اليمن، وكان التجاوب الشعبي في الجنوب مع حروب الحكومة على الإرهاب يختلف عنه كثيراً في الشمال؛ فالقاعدة تستهدف قوات الجيش والأمن التي يعتبرها كثير من الجنوبيين «قوات احتلال»، برغم أنهم لا يتفقون مع تنظيم القاعدة في نهجه وتفكيره، لكن الأمر سيختلف بشكل كلي إن حدث انفصال.
غير أن هناك أشياء تهدد مثل هذه الحسابات؛ ومنها الخلافات الموجودة بين تيارات الجنوب، وحضور تنظيم القاعدة بشكل قوي، خصوصاً في محافظة حضرموت ذات المساحة الشاسعة والثروة، بالإضافة إلى وجود مناهضين لموضوع الانفصال.
والخلاصة أن الوضع في اليمن سيبقى مضطرباً، وقد يدخل في حالة غير مسبوقة من الفوضى؛ لأن حسابات ما يسمى «الحرب على الإرهاب»؟ هي التي تتحكم في قراراته، واستمرار الفشل في هذه الحرب سيقود إلى قرارات وخيارات انتحارية.


[1] صرح بهذا وزير الدفاع اليمني خلال محاضرات له أمام منتسبي القوات المسلحة في أكثر من مناسبة، وورد في بيان وزارة الدفاع حول اتفاق همدان، كما أنه ما تم واقعاً.
[2] في أكثر من كلمة متلفزة قال زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، إنه لا يستهدف الجمهورية.
[3] أكد ذلك الناطق باسم سلفيي دماج سرور الوادعي، في حديث لقناة سهيل الفضائية، ووجه التهمة، صراحة، لوزير الدفاع بالتواطؤ مع جماعة الحوثي.
[4]  أوفدت وزارة الدفاع لجنة للقاء بأبي مسلم قائد جبهة حجة، كما طلب وزير الدفاع من قائد الفرقة الأولى مدرعة رفع نقاطه هناك لأنهم غير مستعدين للدخول في حرب سابعة مع جماعة الحوثي، بحسب ما نشره نجل محافظ حجة.
[5]  هذا ما نشره الدكتور عبدالرحمن بافضل على صفحته الرسمية في «فيسبوك» قبيل تسليم العاصمة صنعاء لجماعة الحوثي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحوثيون من صعده الى صنعاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحوثيون من صعده الى صنعاء   الحوثيون من صعده الى صنعاء Emptyالأحد 13 أغسطس 2017, 10:20 pm

الحوثيون رأس حربة الانفصال
. أشرف الفلاحي


هل يقرر جنوب اليمن مصيره، بعد سقوط الشمال بيد الحوثيين؟!

 تعيش اليمن في الفترة الحالية مرحلة تحول كبير وحراك سياسي غير مسبوق أفرز تغيرات سياسية متلاحقة، في أعقاب سقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين في 21 من أيلول/ سبتمبر الماضي.

وباتت فرص انفصال جنوب اليمن أوفر بعد التمدد المسلح لجماعة الحوثي الشيعية في مناطق الشمال، في ظل عملية سياسية هشة مهددة بالانهيار في أية لحظة، يقابله تدهور غير مسبوق في أجهزة الدولة المختلفة.

وتداعت المواقف السياسية في جنوب اليمن، إزاء هذا المعطى في الشمال، لتدفع بقطاع عريض من الجنوبيين إلى الخروج للشارع، ولكن هذه المرة بصورة مغايرة، للمطالبة بإنهاء الوحدة مع الشمال، حيث أقاموا مخيمات اعتصام في مدينة عدن، لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات في الجنوب.

ويمكن القول إن هذا الحراك الشعبي يكشف عن مشهد جنوبي تتغير ملامحه وتتفاوت متغيراته، وإن كان يؤكد على أن اليمن يدخل تدريجياً في عملية تحول تاريخي عميق من شأنها إحداث تغيير في المكونات الأساسية للمشهد السياسي العام، والذي بدأ يتشكل بناءً على مخرجات الظرف الراهن بالبلاد.

وأدت المتغيرات التي شهدتها صنعاء إلى تغيرات عميقة في تصور النخب الجنوبية لتلك الأحداث، أو علاقاتها فيما بينها، وكذلك على مستوى ارتباطاتها مع مركزية صنعاء الحزبية، فقد أعلن قادة من العيار الثقيل في حزب الإصلاح بجنوب البلاد الوقوف مع مطالب الشارع الجنوبي بالانفصال، ومثّل هذا تغيراً كبيراً عززه حديث القيادي الجنوبي في حزب الإصلاح محسن باصرة أن «البرنامج السياسي للإصلاح في القضايا المصيرية يقتضي الاستفتاء بها، ومع ذلك سنكون إلى جانب مصلحة أهلنا في الجنوب.. فإذا أهلنا بجنوب اليمن مع فك الارتباط لن نكون مخالفين بل سنكون معهم»[1].

وأعاد الاجتياح الحوثي المسلح لمناطق الشمال اليمني طرح فكرة انفصال الجنوب بقوة إلى الواجهة، مع استبعاد تطبيق النظام الفيدرالي الذي تم الاتفاق عليه، كشكل جديد للحكم في اليمن، وهذه الفرضية جعلت الجنوبيين يتجهون صوب تعزيز تحالفاتهم السياسية، بهدف بلورة محور جديد على الساحة الجنوبية، يقوم بعملية البناء الداخلي ومحاولة تكوين إطار سياسي جديد للفاعلين السياسيين، من شأنه توفير أجواء مناسبة لطرح مضامين بديلة للقضية الجنوبية، في ضوء المعطيات الراهنة بشمال البلاد، وسيكون الانفصال في سلم أولوياتها في المرحلة المقبلة.

ويبدو أن مقاطعة برلمانيي جنوب اليمن للجلسة البرلمانية التي عقدت في مقر مجلس النواب بصنعاء نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، جسّدت حجم الهوة التي أضحت بين القادة السياسيين شمالاً وجنوباً، وكأن النخب الجنوبية تسعى لإعادة التموضع وفك ارتباطاتها تدريجياً بمركز القرار السياسي في صنعاء، وتجلى ذلك من خلال الإعلان عن تشكيل كتلة برلمانية جنوبية، يمكن قراءتها على أنها تأتي في سياق الترتيبات التي تجري على قدم وساق لخلق وسائل ضغط تنتهج الردع السياسي لتمدد الحوثي في الجنوب، وهذا بشكل مبدئي، بينما قد يفهم من هذا المعطى أن هدف نواب الجنوب تهيئة المناطق الجنوبية لإدارة الحكم الذاتي، كمقدمة للانفصال الناعم والبطيء؛ الأمر الذي جعل النائب في البرلمان اليمني عبده بشر، وهو من أبناء الشمال، يصف اجتماع الكتلة البرلمانية للجنوب في إحدى جلسات البرلمان الأخيرة في عدن بـ«جلسة انفصال»، مطالباً بطرح موضوع الانفصال للنقاش داخل مقر البرلمان في صنعاء وليس في عدن[2].

الحوثيون رأس حربة الانفصال

ومع بروز الحوثيين كقوة تتحكم بسير الأحداث في شمال البلاد، إلا أنهم باتوا رأس حربة تدفع الجنوبيين نحو الانفصال، من خلال أفعالهم التي تدمر كل الحاضنات السياسية والاجتماعية للوحدة شمالاً وجنوباً، غير أن لديهم قنوات تواصل مع تيارات جنوبية.

وربما يسعى الحوثيون للاستفادة من الخدمات التي من الممكن أن يقدمها حليفهم البارز الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، المقيم بلبنان في ضيافة حزب الله، وذلك لاستكمال حلقات السيطرة على جنوب اليمن، بعد إتمام سيطرتهم على الشمال. وتبدو هذه المهمة صعبة، وإشكاليتها أن هناك تذمراً جنوبياً واسعاً من جناح الحراك المرتبط بإيران، والذي يقوده البيض من المنفى، والمتهم بالعمل لحسابات لا تخدم تطلعات أبناء الجنوب بقدر ما تجعلهم مرتهنين للخارج، لاسيما أجندة طهران في المنطقة.

لذلك، قد يعكف الحوثي على إعادة تقسيم اليمن، كخيار آخر، من أجل التخلص من الثقل السني في الجنوب، والاستفراد بالعاصمة صنعاء وعدد من المدن الأخرى المهمة. وقد نقل مراسل موقع «عربي 21» اللندني في صنعاء[3] عن مصادر مطلعة أن الحوثيين يدركون أن السيطرة على اليمن كاملاً مسألة غير ممكنة بسبب كونهم لا يحظون بالأغلبية، ويريدون تبعاً لذلك التخلص من جنوب اليمن الذي توجد فيه أغلبية ساحقة من السنة، ليكونوا بذلك قد تخلصوا على الأقل من الثقل السني القادم من هناك.

مخاوف جنوبية

وتبقى الأوضاع في جنوب اليمن مفتوحة على كافة الاحتمالات ومرهونة بمخرجات التحركات المكثفة لتيارات جنوبية، خلال الفترة المقبلة، ويتزايد احتمال سقوط المحافظات الجنوبية بأيدي مقاتلي جماعة «أنصار الشريعة»، ومع انهيار المؤسسة الأمنية والعسكرية بسرعة في الشمال أمام مليشيا الحوثي يسود الاعتقاد بانهيارها في جنوب البلاد أمام القاعدة.

وما يفاقم خشية وقلق أبناء الجنوب بروز هويات متعددة في محافظات جنوب اليمن، وهي ليست وليدة اللحظة، بل كانت سائدة في الجنوب، وخلفت صراعات قوية قبل الوحدة مع الشمال في أيار/مايو 1990، ليأتي تحذير مستشار الرئيس اليمني ياسين مكاوي من تداعيات الأوضاع في بلاده، حيث قال إن الوضع الراهن ينبئ بقرب الكارثة، معتبراً أن «دعوات الانفصال تتزايد كلما اقتربنا من الخطر»، وأن «الانفصال لن يكون بين شمال وجنوب، بل داخل الشمال وداخل الجنوب أيضاً»[4].

وإذا سلمنا بانفصال جنوب اليمن، يبرز سؤال مهم في هذا السياق حول الطريقة المناسبة لهذا الانفصال؟ واقعياً، لا يزال الانقسام سيد الموقف لدى الأطراف الفاعلة في جنوب اليمن حول كيفية تحقيق الاستقلال، وليست لديها خطة للحكم فيما بعد، كما ليست لديها قدرة عسكرية كافية لدحر الحكومة الفيدرالية، لكنها ربما تستطيع القيام بحرب عصابات واسعة النطاق، في حين لا تزال التوترات قائمة منذ اندلاع قتال داخلي مميت في الجنوب عام 1986.

سيناريوهات مصير جنوب اليمن

يطرح الكثير من مراكز البحوث والدراسات سيناريوهات متعددة، يمكن أن تحدد مستقبل ومصير الجنوب اليمني في ظل الأوضاع غير المستقرة للجمهورية اليمنية وحالة العجز والضعف للرئيس والمنظومة الحزبية والسياسية المشاركة في الحكم الانتقالي أمام سيطرة مسلحة للشركاء الجدد في الحكم على مفاصل الدولة.

في تقرير حديث صدر عن مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية باليمن، توقع المركز أن «هناك ثلاثة سيناريوهات يتحدد من خلالها مستقبل جنوب اليمن».

السيناريو الأول: يتمثل في تحقيق الجنوبيين للانفصال السريع والكامل، في حال توافرت بعض الشروط كامتلاكهم قيادة قوية ومحل توافق جميع الكيانات لقيادة الدولة الجنوبية أثناء مرحلة تقرير المصير، وحصولهم على دعم إقليمي ودولي قوي، لتجنب مخاطر الانزلاق للتمزق والصراعات والحروب الجنوبية - الجنوبية.

السيناريو الثاني: قد تسهم سلطة الرئيس الجنوبي هادي في تحقيق انفصال آمن وبطيء تجنباً للفشل وتقليلاً للمخاطر وإضعافاً لردات الفعل المحلية والإقليمية والدولية غير الراغبة في قرار كهذا، ومثل ذلك يفرض على هذه القيادة البقاء في السلطة وتحمل المزيد من الأعباء والاتهامات بالفشل والتقصير.

أما السيناريو الثالث: سيكون ملهماً برغم استبعاد تحققه، ويتمثل في أن الجنوبيين يتجهون لتبني إعادة صياغة جديدة للوحدة اليمنية قائمة على القانون والدستور والتعددية والديمقراطية وخالية من اللوبيات والنفوذ المناطقي والمجتمعي، مؤكداً أن ذلك «يفرض عليهم قيادة النضال السياسي والعسكري والمدني لإرغام الميليشيات الحوثية المسلحة على إنهاء سيطرتها على حكم وعاصمة أسقطت من قبلهم في توقيت كانت رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وقيادة الجيش في يد الجنوبيين»[5].

الجنوبيون بانتظار التأييد الخارجي

يتوقع الجنوبيون أنهم كلما أثبتوا وجودهم على الأرض من الممكن إحداث تغير في المواقف الدولية الحالية؛ لذلك يحثون خطاهم نحو مزيد من التصعيد والتنسيق داخلياً وخارجياً، بعد أن ساد الاعتقاد لديهم بأن مشروعية الانفصال وفرها اجتياح الحركة الحوثية المسلحة للعاصمة صنعاء في 21 من أيلول/ سبتمبر الماضي، وفرضها لواقع مسلح جديد بديلاً للحكم الانتقالي في البلاد أسقط أي فرصة للوحدة الفيدرالية التي توافقت عليها جميع المكونات والقوى السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المنتهي في 25 من كانون الثاني/ يناير من العام الجاري، وسط رفض فصائل من الحراك الجنوبي الذي فضل العزوف عن المشاركة في المؤتمر.

ويشير الموقف الرسمي للحراك الجنوبي، أحد القوى الأكثر فاعلية في الجنوب اليمني، إلى تمسكه بخيار الانفصال.. لكن كيف؟ ومتى؟ هذا ما ستجيب عنه المراحل المقبلة من تفاعلات المشهد اليمني، وهذا ما وضحه تباعاً رئيس المجلس الأعلى للثورة الجنوبية صالح يحيى سعيد عندما قال إن «موضوع الأقاليم، والفدرالية، ونتائج الحوار باتت مرفوضة؛ ليبقى هدفهم الرئيسي هو التحرير واستعادة الدولة عبر تفاوض بين القيادة في الشمال والقيادة في الجنوب وتحت رعاية عربية ودولية». مؤكداً أن «التأييد والتعاطف الدولي مع الجنوب سيزداد كلما أثبت الحراك وجوده على الأرض من خلال تصعيد النضال السلمي بمختلف أشكاله، والنشاط السياسي والدبلوماسي الخارجي والعصيان المدني، وترك الخيارات الأخرى مفتوحة عندما تفشل الطرق السلمية[6].


[1] صحيفة الأمناء الصادرة من عدن.

[2] موقع براقش نت.

[3] موقع «عربي 21» اللندني.

[4] صحيفة عكاظ السعودية.

[5] مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية.

[6] الجزيرة نت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحوثيون من صعده الى صنعاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحوثيون من صعده الى صنعاء   الحوثيون من صعده الى صنعاء Emptyالأحد 13 أغسطس 2017, 10:22 pm

حوار مع الشيخ: محمد بن ناصر الحزمي
. أحمد الصباحي


ما حدث في اليمن ضمن مخطط كبير لرسم الشرق الأوسط الجديد حتى يكون خالياً مما يهدد وجود الكيان الصهيوني.

سقطت صنعاء بقوة الخيانة والفجور في الخصومة وليس بقوة الحوثي.

وزير الدفاع اليمني خدع الجميع بمن فيهم الرئيس.

هدف إيران بعد سقوط صنعاء تطويق الجزيرة العربية.

أهل السنة في اليمن أخذوا درساً مما حصل في العراق.

حزب الإصلاح لم يستسلم للأمر الواقع لكنه أحسن قراءة الواقع.

الحوثي حية ابتلعت صيداً أكبر من حجمها، وإذا لم ترجعه سيكون سبباً في موتها.

الغرب يقدس مصالحه وليس مبادئه.

المحافظات الجنوبية لن تقبل بحكم الحوثي.

لمع نجم الشيخ محمد بن ناصر الحزمي الإدريسي منذ بداية دراسته للعلم الشرعي عند مجموعة من العلماء أبرزهم: الشيخ محمد عويس، والشيخ أشرف بيومي، والشيخ محمد جمال الدين.

وعُرف الشيخ محمد الحزمي الذي أصبح في عام 2003 عضواً للبرلمان اليمني ممثلاً عن حزب الإصلاح الإسلامي (إخوان اليمن)، بالشجاعة والإقدام في الدفاع عن الحقوق الشرعية، وأي مسائل تخص الاستهانة بالشرع الإسلامي، أو التلاعب بأبناء المسلمين تحت لافتة منظمات المجتمع المدني التي تعمل في مجال حقوق المرأة والطفل.

كما أن الشيخ الحزمي، خلال عمله في مجلس النواب الذي لا يزال عضواً فيه حتى الآن، كان من الدعاة الذين يمتلكون الوعي والجرأة لتوعية الناس بأخطر المؤامرات التي تحاك ضد الأمة من قبل أعدائها، حيث كانت له صولات وجولات حول قضية التسلل الرافضي إلى اليمن، وفتنة الحوثيين في محافظة صعدة، وعدد من القضايا الاجتماعية كالزواج المبكر، وكان له الفضل الكبير في إسقاط الكثير من المشاريع الممولة غربياً لإفساد المجتمع اليمني.

ومنذ بدأت مؤامرة التمدد الحوثي على المحافظات الشمالية، كان للشيخ الحزمي موقف صارم إزاء ذلك التوسع العسكري المخيف، حيث طالب في أكثر من لقاء رئيس الجمهورية وقيادات الدولة بتفعيل دور الجيش اليمني في بسط سيطرته على كل الأراضي اليمنية، وإيقاف الحوثيين عند حدهم، لكن صرخات الحزمي لم تلقَ استجابة من قيادات الدولة، وكان أن وقعت الفاجعة بسقوط العاصمة صنعاء وبعض المحافظات الشمالية بأيدي الحوثيين.

مجلة «البيان» التقت الشيخ محمد بن ناصر الحزمي، وفتحت معه حديث الساعة حول سقوط العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين، ودور الرئيس هادي في تمكين الحوثيين في شمال اليمن، وتطرقنا معه إلى الدور المحوري للرئيس السابق علي عبدالله صالح في دعم الحوثيين لإسقاط الحكومة، بالإضافة إلى دور المجتمع الدولي في ظل الأوضاع المتقلبة في اليمن.. ومواضيع أخرى مرتبطة في ثنايا الحوار التالي:

البيان: بداية، هل كنت تتوقع هذا السقوط العاجل للعاصمة صنعاء أمام المد الحوثي؟

- حقيقة لم يكن أحد يتوقع هذا السقوط، وكنا نعتقد أن الدولة لن تسمح بسقوط رأس النظام السيادي، وكان الشعب مهيأ للوقوف مع الدولة لصد هذا الهجوم؛ لأنه يعرف أن سقوط صنعاء يعني سقط النظام وسقوط العملية السياسية والمبادرة الخليجية، وسيعيدنا ذلك إلى مربع 2011 حيث بداية الثورة الشبابية.
ولكن للحقيقة استطاع وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد أن يخدع الكل، وأظن أنه خدع حتى رئيس الجمهورية بإعطائه تقارير عن وضع الجيش غير صحيحة؛ فمن غير المعقول أن يكون الجيش اليمني كله خائناً أو جباناً أو بياعاً لوطنه، هناك رجال وألوية وقيادات وصف وجنود في القوات المسلحة وطنيون وصادقون ومحبون لوطنهم، ولكن حسب ظني إن وزير الدفاع صور للرئيس أن الجيش غير مستعد للدفاع عن الوطن.. والشعب ممثلاً بالقبائل عندما وجد هذا الانهيار في القيادة السياسية لم يتحمس ليخوض معركة نيابة عن الدولة، وهكذا سقطت صنعاء ليس بقوة الحوثي ولكن بقوة الخيانة والمكر والفجور في الخصومة.


البيان: كيف تقرأون الأوضاع التي تمر بها اليمن في هذه الفترة الحرجة؟

- الأوضاع التي تمر بها اليمن خطيرة للغاية؛ فالعملية السياسية متوقفة تماماً وهذا بحد ذاته يضع اليمن على شفا جرف هار اقتصادياً وأمنياً، والقادم إما أن تكون هناك مقاومة للإقصاء والهيمنة والعنجهية الحوثية وهذا يتطلب كلفة كبيرة، أو الإذعان والاستسلام، ولكن ستكون الكلفة في المستقبل أضعاف مضاعفة.

البيان: في قصة سقوط العاصمة صنعاء، ما هو الدور الذي تَمثله الحوثيون في الوصول إلى أعماق العاصمة والمحافظات الأخرى؟

- الحوثي يؤدي دور البطل فقط في مسلسل معد مسبقاً، والبطل في أي مسلسل هو تمثيل وليس حقيقة، بمعنى أن الحوثي كان مجرد منفذ لأهداف أعدت له مسبقاً.

البيان: هل كان الحوثي يعتقد أنه سيستطيع اجتياح صنعاء بتلك السهولة، أم إنه تفاجأ بخلو الطريق أمامه؟

- الحوثي لم يتوقع هذا السقوط العاجل للعاصمة صنعاء، لأنه كان يتوقع ما توقعناه من مقاومة ضارية سواء من قبل الدولة أو من المواطنين ممثلين بالقبائل، ولكنه شعر بنشوة النصر الذي لم يحققه هو بل حققته الخيانة الداخلية للدولة.

البيان: هل جماعة الحوثي بهذه القوة، حتى تعجز الدولة وكافة القوى الحزبية والقبلية أن تقف في وجهها، أم وراء الكواليس شيء آخر يجهله المواطن اليمني؟

- الحوثي لوحده ضعيف جداً، وهو يعرف هذا الأمر، حيث إنه أمضى أكثر من عشر سنوات في حروب شرسة مع الدولة ولم يستطع أن يخرج من حدود محافظة صعدة معقل رأس قادته، ولكنه بتحالفه مع المتضررين من الثورة الشبابية، ولأن أولئك المتضررين ملزمون بالعملية السياسية أمام الداخل والخارج جعلوه جسراً يعبرون من خلاله إلى مبتغاهم ولو على حساب تدمير الوطن وتفتيت الوحدة وقتل الأبرياء، نسأل الله لنا ولهم الهداية.

أضف إلى ذلك أن المال الإيراني المتدفق على حركة الحوثي ومن بعض الدول العربية، كان له أثر في شراء الولاءات للأسف الشديد، كما أن الدعم الصامت من الدول الغربية لتوجه الحوثيين وعجز حكومة الوفاق الوطني في تحقيق شيء يلمسه المواطن نظراً لظروف المرحلة، كل هذه العوامل كانت أسباب مساعدة للحوثي وحلفائه في تحقيق ما حصل.

البيان: كيف قرأت موقف حزب الإصلاح الإسلامي، العدو اللدود للحوثيين إزاء ما حدث، وهل نستطيع أن نقول إن حزب الإصلاح استسلم للأمر الواقع بعد اجتياح الحوثيين للعاصمة؟

- حزب الإصلاح مكون في إطار مكونات سياسية ومجتمعية كلها تنضوي في إطار الشعب.. «الإصلاح» كان يتحدث أنه لن يقوم مقام الدولة، فهو مجرد حزب سياسي، ولكنه كان مستعداً أن يكون ضمن اصطفاف وطني للذود عن الوطن وحمايته من السقوط في إطار جماعي.

و«الإصلاح» اليوم يخوض عملية سياسية أكثر تعقيداً من الماضي، كما أنه لا يستسلم للواقع ولكنه يحسن قراءة الواقع.

البيان: ما هي صحة دخول الرئيس هادي في مؤامرة دُبرت بليل لقضم رأس «الإصلاح» وإخماده إلى الأبد، وهل يمكن أن يتعرض إصلاح اليمن، لما تعرض له إخوان مصر بزجهم في السجون، وإزاحتهم من المشهد السياسي؟

- الكثير يتحدث عن المؤامرات التي تحاك ضد حزب الإصلاح، وهذا أمر مفروغ منه، ولكن الإصلاح ليس صفراً ليوأد، فالمؤامرة عليه أسقطت وطناً بأكمله، وهذا يدل على أن حجمه التأثيري في مفاصل هذا الوطن كبير، وهذا المخطط هو في إطار المخطط الكبير لرسم خريطة الشرق الأوسط لتكون خالية مما يهدد وجود الكيان الصهيوني، ولكن الله غالب على أمره، ولن يكون إلا ما أراده الله.

أما مسألة إيصال الإصلاح إلى ما وصل إليه إخوان مصر فهذه كأمنية إبليس بدخول الجنة، نظراً للكثير من العوامل التي تخص اليمن عن غيره.

البيان: ما هو رأيك بمن يقول إن ما حدث كان بمثابة ثورة مضادة نفذها الرئيس السابق علي عبدالله صالح للانتقام من الثورة الشبابية وإن الحوثي كان مجرد منفذ للعملية التي دعمها صالح؟

- الكل يقول إن صالح انتقم لنفسه، وهذا أمر لا ينكره أحد ولكن ممن انتقم؟! انتقامه كان على حساب الوحدة التي كان شريكاً رئيساً في تحقيقها، وعلى حساب الوطن الذي أعطاه وأسرته الكثير، وعلى حساب وطن سيتمزق طائفياً ومذهبياً ومناطقياً.

البيان: ما أثر ما فعله الحوثيون في شمال اليمن على دول المنطقة، خصوصاً بعد ترحيبها بالتوقيع على اتفاق السلم والشراكة؟

- اليمن حديقة خلفية للمملكة والأفضل أن تظل حديقة بدلاً من أن تتحول إلى تنور يغلي.

وأظن أن الإخوة في المملكة العربية السعودية قد نبهتهم التصريحات الحوثية والإيرانية الأخيرة بعد سقوط صنعاء.

البيان: كيف تقيم دور دولة إيران في اليمن، ودعمها للحوثي؟

- الدور الإيراني في اليمن والمنطقة، دور يسعى لبناء فارس الإمبراطورية، وهم لا يخفون ذلك، والهدف بعد سقوط صنعاء تطويق الجزيرة العربية.

البيان: فيما يخص المجتمع الدولي، هل يمكن تعليق الأمل على موقفه في إيقاف تدهور الوضع اليمني إلى الأسوأ؟

- المجتمع الدولي يتبع مصالحه وليس مصلحة اليمن أو العرب أو المسلمين، فالغرب يقدس مصالحه وليس مبادئه، وإذا كانت مصالح الغرب تقتضي دوس عملائه فلا يمانع في ذلك.

والحقيقة أن ما يجري اليوم من حروب في المنطقة يأتي في إطار مخطط صراع المذاهب الذي تحدث عنه تقرير نشرته مؤسسة «راند» الأمريكية في عام 2007، يمكنكم الرجوع إليه لتعرفوا من صاحب السيناريو والإخراج فيما يجري في عالمنا الإسلامي.. والهدف منه أن نطلب نحن كزعماء أو أحزاب إدخال الغرب إلينا، والاستعانة بهم على بعضنا البعض، ولذلك أنا شخصياً ومعي الكثير لا يعلقون أي آمال على المجتمع الدولي فالأمل الكبير بالله عز وجل.

البيان: كيف تقرأ المستقبل، إلى أين نحن ذاهبون في اليمن.. هل إلى السيناريو العراقي،  أم اللبناني، خصوصاً بعد دخول تنظيم القاعدة في المسار وتنفيذه لعدد من التفجيرات  التي استهدفت الحوثيين؟

- إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن دون تغير، نخشى أن يسير المستقبل إلى صراع مذهبي وطائفي ومناطقي.. وأنا أعتقد جازماً أن أهل السنة في اليمن قد أخذوا درساً مما حصل لسنة العراق، وللأسف صرنا اليوم نتحدث بمنطق سنة وشيعة، لأن الحوثي هو من ساقناً إجبارياً لذلك، كما أن المحافظات الجنوبية من المستحيل أن تقبل بحكم الحوثي.

البيان: هل من كلمة أخيرة في هذا اللقاء؟

- يجب على الجميع تدارك الموقف الآن، إذا وجدت النيات في تغيير المواقف السابقة حيث كانت هناك حسابات خاطئة أدت إلى هذا الوضع الذي سينعكس بالتأكيد على وضع الأمة العربية خاصة والعالم عامة. والواجب على عاتق عقلاء اليمن المدركين للمؤامرات التي تحاك ضد بلدهم، فعليهم أن يتناسوا خصوماتهم السياسية وينظروا إلى مصلحة الوطن.

كما أدعوا أهل السنة في اليمن والجزيرة حكاماً ومحكومين أن يستفيدوا مما حصل لسنة العراق؛ لئلا يستفيقوا وقد أصبح بعضهم معتقلاً وبعضهم مشرداً، والبعض الآخر مقتولاً. في عالم اليوم البقاء للأقوى، واستطاع الأعداء تفريق السنة كي يميتوا قوتهم، وصاروا أدوات تفكيك بعد أن تحولوا إلى أدوات تشكيك في بعضهم، ولو جمعنا الأخطاء بيننا لوجدناها مكبرة بمجهر الإعلام الفاسد، وإلا فحقيقتها أنها تأتي في طبيعتنا البشرية، ويمكن بالتواصل بيننا أن نزيل أغلبها، فأن تسمع مني خير من أن تسمع عني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحوثيون من صعده الى صنعاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحوثيون من صعده الى صنعاء   الحوثيون من صعده الى صنعاء Emptyالسبت 03 ديسمبر 2022, 9:49 am

هل انتصر الحوثيون فعلاً.. وكيف؟

 بلقيس مالك الإرياني
القلم تلك الوسيلة العظيمه التي بها تسجل تاريخ الامم فحفظ من الضياع وبها استعاد صاحب 

حق حقه المسلوب
انه القلم من صور لوحات فنية من القصة والشعر متعة لبني البشر وبه تقاربت الامم وبه 

فتحت المدارس والجامعات ومراكز التثقيف والتعليم  وبه صاغت عقود تجارية وعقود 

التعاون بين الامم
 انه القلم من اصلح وطور انه القلم من نشر معلومة واوصل خبر انه من دون اختراعات 

العباقرة وسجل بحوث العلماء
ad
 وبالقلم كتبت بداية حروب وبه كتبت اتفاقية سلام وبالقلم تكونت الاسر وكثر البشر
 انه القلم من اطاع الله وحفظ كتاب الخالق القران من الضياع افلا يستحق ان يسمي الله سورة 

في كتابه الاعظم باسمه؟
فما هي حالة القلم اليوم ذلك الوسيلة الاعظم وكيف اصبحت حالته  بين وسائل اخرى لبني 

البشر؟
حالة القلم اليوم لا تذكر فقد جرده الانسان من عظمته واصبحت حالته متغيرة عما كانت عليه 

سابقا مثله مثل بقية الاشياء التي اصبحت عرضة للتغيير فقد اتخذ صور اخرى متعددة في 

يومنا هذ فاصبح اصابع اليد التي تطبع واصبح صفيحة الكترونية واصبح حروف بلاستيكية 

واصبح قنوات فضائية وشاشة تعليمية الكترونيه
وكما اصبح الانسان اقل امانة وصدقا عما كان عليه في وقت مضى  اصبح قلمه بصوره 

الجديدة اقل امانة وصدقا ايضا  فوقع على صفقات بيع اسلحة الدمار والخراب لبني البشر 

وسجل خطط الحروب والهلاك لهم  ونشر اخبار كاذبة وتفنن في نشر الفتن وتعلم النفاق 

وعلمه واصبح ضرره اكبر من منفعته
ولكني اليوم  قررت ان استخدمه بامانة واكتب به كلمة صدق عن حرب اليمن لعل من اعنيهم 

يسمعونها
 وينظرو الى المسئلة المحزنه بجدية لايجاد حل سريع لها تلك الحرب التي بداءت بالقلم لا 

بالسلاح وستنتهي بالقلم لا بالسلاح كتبتها اقلام غير يمنيه وبخجل اقول شاركت في تنفيذها 

ووقعت عليها اقلام يمنية اظهرو من خلال تنفيذ خططها بانهم وحوش حيوانية باجساد بشريه 

فارغة رؤسهم من العقول الانسانية والشاهد على ذلك
صور الاف من اطفال اليمن يعانون سكرات الموت باجسادهم التي تحولت من حصارهم  الى 

هياكل عظمية تجاهد في اخراج ارواحها من اجسادها نتيجة سؤ التغذية وانعدام الادوية التي 

سببها حصار هؤلا السفاحين من اليمنيين وغير اليمنيين ولمدة ثمانية اعوام وهم يقتلونهم 

بهذ الاسلوب القذر
من يشاهد هياكلهم الصغيره وهي تجاهد في اخراج ارواحها ولديه ذرة واحدة فقط من 

الانسانيه لن بذرف الدمع عليهم بل سيجهش بالبكاء ولا يستطيع الا ان يقول  الا  لعنة الله 

عليهم
جملة يرددها اليمنيون وغير اليمنون هو ان الحوثيين خرجو من الحرب هذه بالانتصار
ولكن بعد مشاهدة  تلك الهياكل العظمية وصدورها تعلو وتهبط مجاهدة في اخراج الارواح 

منها وما زالت على هذه الحالة رغم الهدنه ورغم مرور ثمانية اعوام من الحرب جعلني 

اتسائل هل حقا انتصرو؟ وكيف حققو النصر وهذه الاجساد الصغيرة مازالت على هذه الحالة؟
لعل الغالبية يوافقني الراءي بان لا منتصر في حرب فكلا الطرفين يخرج منها وقد خسر شيئ 

مهما كانت قوته
وباعتبارنا ناس نؤمن بالله ونؤمن بالجزاء والعقاب في حياة اخرى كتبها الله وبما ان قتل 

النفس التي حرم الله اعظم الذنوب اذا فقتلها دون ذنب  لقاتلها الخسارة الكبرى وان انتصر في 

معركه
واي حرب لا تستمر الى مالا نهاية فسياتي اليوم الذي يقرر من بداءها ان ينهيها ليخرج منها 

الطرفان بخسارة هذه حقيقة يعرفونها ولكنهم يتجاهلونها لانهم سفاحين فلو اعترفو بها لما 

بداءت حرب على وجه الارض ولكن رؤسهم الفارغة ونفوسهم المتوحشه التواقة لشرب 

الدماء وتعذيب البشر هي من تدفعهم لاقامة الحروب
لذا فانتصار الحوثيون هو انتصار جزءي انتصار في البقاء وحكم شمال اليمن سوى كان هذ 

الانتصار بقدرتهم  او انهم ابقو عليهم لغرض في نفس يعقوب
اما ما خطط له المعتدي في حربه القذرة  فقد نفذ فدمر اليمن وقتل  شبابه وخلفو عاهات 

مستمرة وامراض جسدية ونفسية وباسف اقول بان ما يحزن اكثر في هذه الحرب هي ان 

معظم خطط المعتدي نفذتها ايادي مسؤلون يمنيين وافراد من الشعب يفتقرون الى الوعي 

والعقول السليمه
ولعل  احد اوجه هذه الخطط واكثرها قذارة هي خطة الحصار لمنع الغذاء والدواء لاطفال اليمن 

لقتلهم جوعا وتدمير جيل جديد بغرض اضعاف المجتمع لامد طويل ولعل هذه الخطه تكشف 

انعدام الانسانية فيهم ووصول انفسهم الى مستوى الحظيظ
نعم الحوثيون حققو انتصار البقاء وباصرارهم وقوة عزيمتهم وايمانهم بانهم سيحققون 

اهدافهم وقولهم للشعب لابد ان نكون احرارا ولا للمذلة استطاعو ان يجمعو الاراء الذي 

رضخت تحت سيطرة التبعية التي سيطرت عليهم ازمان طويلة وحرمتهم من اختيار حكومتهم 

التي ستحقق لهم ولابناءهم من بعدهم  حياة كريمه حرة لاذل ولا انحناء القامات فيها 

فساندوهم وبهم تقوو وبالشعب تحول اسمهم من جماعة الحوثيين الارهابيين الى حكومة 

صنعا الرشيده وبالشعب والتفافهم حولهم تكونت في الشمال حكومة تحمل فعلا مقومات 

الحكومة المسؤله فاصبح حال الشمال افضل من حال الجنوب وبداء الشعب اليمني في الجنوب 

يقارن حاله وحال الشمال فوجد بان هناك محاسن في الشمال لا توجد في الجنوب ولعل اهم 

هذه المحاسن الذي اسستها حكومة صنعا هي الاستقرار الداخلي في المناطق الشمالية
 كما ان مرور الوقت جعلهم يعون بان التدخل الخارجي لم يعمل على مساعدتهم بل ان هذ 

التدخل بشعاراته الكاذبه جاء لفصلهم بغرض تصغيرهم فيصبحوصيد سهل المضغ
 فبداءو بالالتفاف حول الحوثيين واصبح الحوثي اليوم بهم اقوى وقد انعكس اصراره في  

تحرير اليمن من التبعية وبانهم احرار في تقرير مصيرهم عليهم ونمى الوعي لديهم بان هذه 

الحرب لم تاتي فقط للقضا على الحوثيين بل لتحطيم اليمن واليمنيين والدليل فرض الحصار 

ومنع صرف الرواتب  على شعب باكمله  لقتله جوعا  يا لها من خطة قذره
وقد جعلهم وعيهم بذلك اكثر تحديا واكثر التفافا حول الحوثيين  ولم يعد يهمهم مبادءهم 

الدينية التي كانو يرفضونها بالامس مادامو مصرين حقا على تحريرهم وما من شعب في وجه 

الارض الا ويرفض العبودية ويطالب بالحرية وان رضخ زمن لجبروت الطغاة فلابد ان ياتي 

يوم ويقول لم يعد هناك مكان يتحمل اكثر وهذ هو حال شعب اليمن اليوم
 ولعل هذ هو الانتصار الذي حققه الحوثون قدرتهم بتحويل شعب اليمن من ضدهم الى معهم 

وهو اين فشل وخسر من اقامو الحرب فاصبحت الحرب اليوم لا حرب ضد الحوثي ومع 

الحوثي بل حرب ضد شعب اليمن ومع شعب اليمن والاحداث التاريخية قد اثبت بان الشعوب 

هي المنتصرة على الطغاة
نشاهد اعضاء من جماعة الحوثيين ممن بدائو الحركة  يتحدثون على الانتصار وكما قلت بان 

الحوثيين انتصرو جزئيا وذلك في البقاء والتفاف غالبية شعب اليمن حولهم وهذ الالتفاف من 

وجهة نظري هو الانتصار الاكبر ومن حقهم ان يتباهو به فلو تذكرنا اول ظهور لهم كيف كانو 

قلة قليله لا يمتلكون من السلاح الا البنادق وكيف استطاع ابناء الجنوب ان يخرجوهم من 

الجنوب بايام قليله وكيف اصبحو اليوم من صناع الصواريخ والطايرات كل هذ بالتاكيد بشعب 

اليمن الذي كان في يوم ما رافض لهم واليوم اصبح يساندهم بسبب وعيهم بخطة الحرب 

القذره بالقضاء عليهم جوعا عن طريق الحصار
 المسؤلون في حكومة صنعاء عملو على مواجهة الحرب الميداني  بتطوير قدراتهم العسكرية 

فصتعو الصواريخ والطايرات ولكن هناك اوجه لخطط حربية  نفذها وما زال ينفذها  المعتدي  

لم يهتم بها مسؤلي حكومة صنعا ومنها القتل جوعا والخسارة البشرية بغيرالاسلحه ولعل 

اكثرها وضوحا واكثرها الما خسارة هؤلا الاطفال ومشاهدتهم  يموتون جوعا من سؤ التغذية 

وانعدام الادويه بسبب الحصار
هذ الوجه في الحرب لم يعطها المسؤلون في حكومة صنعاء حقها الكافي في المواجهه 

وتحقيق الانتصار فيها بل اعتمدو فيها على المساعدات الخارجية التي لا تعالج المشكلة هذه 

المساعدات ماهي الا لملء البطون فيستطيع الجسم الحركة لا تعطي الجسم ما يحتاجه من 

الفيتمينات التي تساعده على النموو تحمي من التدهور والمرض
اليمنيون لا يحتاجون للمساعدة الخارجية في الغذاء اليمنيون يحتاجون الحكومة الرشيده التي 

تعرف الارض وما فيها من خيرات وكيف تستغلها لصالح الشعب
 الشعب اليمني يحتاج الحكومه تساعدهم ان يستغل خيرات بلاده المهملة لينتصر على خطة 

التجويع الذي يحاربونه بها
الارض اليمنية متنوعة التظاريس خصبة التربة صالحة لانتاج محصولات زراعية متنوعة 

على مدار السنه واسعة بالنسبة لعدد السكان وما على الحكومة الا ان تمكن افراد من الشعب 

من الارض المهملة لزراعتها
ليواجهو حرب التجويع وينتصرو عليها
واذا كانو قد استطاعو ان يصنعو الصواريخ والطايرات لمواجهة حرب السلاح فبمقدورهم ان 

يمكنو افراد من الشعب من الارض المهملة لمواجهة حرب التجويع
 واذا كانو قد استطاعو ان يصنعو الصواريخ والطايرات فابامكانهم ان يصنعو لبن الرضع 

لينقذوهم من الموت جوعا  بل وبامكانهم تصنيع الادوية اليمن تمتلك القوة البشرية والعقلية 

والمواد  للقيام بذلك وما عليهم الا ان يثبتو ما يقولونه  بانهم جاءو من اجل خير الشعب 

ويمكنو افراد الشعب من السبل المتاحة في الارض يعملون بها ليخرجو انفسهم من الوضع 

المؤلم الذي يعيشونه
نعم هم افراد من هذ الشعب من واجبهم ان يفعلو لخيرهم باعتبارهم افراد من الشعب ولكن كما 

يشبعون بطونهم ويغذون اجسادهم عليهم ان يعملو جاهدين كمسؤلين على اشباع وتغذية 

اطفال اليمن الذين تحولو الى هياكل عظمية من الفاقة وسؤ التغذية فبعملهم ذلك يحققو  

الانتصار على وجه من اوجه الحرب واكثرها قذارة الا وهي القتل بالتجويع
كاتبة يمنية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الحوثيون من صعده الى صنعاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من صنعاء إلى يافا
» بعد 7 سنوات على سقوط صنعاء..
»  سلسلة انفجارات عنيفة تهز العاصمة اليمنية صنعاء..
»  غارات أميركية بريطانية تستهدف صنعاء والحديدة وذمار
» اليمن: عدوان أميركي - بريطاني جديد يستهدف صنعاء والحُديْدة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ :: خط الزمن-
انتقل الى: