[rtl]من روزفلت إلى ترامب: هكذا تراجعت الإمبراطورية الأمريكية[/rtl]
نشرت مجلة "نيوستيسمان" مقالا للزميل في كلية الدراسات العالمية والسياسية ومؤلف كتاب "قياصرة أمريكا: حياة الرؤساء الأمريكيين من فرانكلين روزفلت وحتى جورج بوش الابن" لنايجل هاميلتون، يبدؤه بالقول إن مؤسسي أمريكا أرادوا تجنب الملكية، خاصة الملكية المطلقة، فجاءوا بفكرة الرئيس الذي يخدم لفترة محدودة، لكن أعطوه سلطة مطلقة في بعض النواحي، في حين أنه يجب أن يعود في بعضها الآخر إلى الكونغرس.
ويقول هاميلتون إن "هذا النظام بالرغم من العثرات الكثيرة، خاصة الحرب الأهلية، كان جيدا لأمريكا، ولم يكن سيئا لبقية العالم، وبسبب الحرب العالمية الثانية واختراع القنبلة النووية اضطرت أمريكا أن تصبح إمبراطورية دون إطلاق ذلك الاسم عليها، ولذلك أصبح من الضروري الالتزام بما أسماه الرئيس فرانكلين روزفلت بـ(النظام العالمي الجديد)، وبالرغم من أن ثماني دول أخرى طورت أسلحة نووية، إلا أن أمريكا بقيت هي الرائدة بفضل اقتصادها وقواتها الجوية والبحرية المنتشرة".
ويتساءل الكاتب: "ما هو سر الحرص الزائد لدونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، على هدم هذا الإنجاز؟"، ويجيب على السؤال بالقول: "أولا لم يصنع ترامب الإمبراطورية الأمريكية، ولا يعلم شيئا عن صناعتها، ولا يقرأ التاريخ، وسيكون سعيدا أن يراها تنهار تحت وزنها، كما انهارت الإمبراطوريات البريطانية والفرنسية والهولندية في حياته، ولذلك أعجب بالبريكسيت (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)، الذي ينطوي عليه التخلي عن المسؤوليات والمثل التي يبغضها أصلا، وبسحب أمريكا من الاتفاقيات الدولية والتجارية فإنه يقوم بـ (أميريكسيت)، وذلك لجعل أمريكا عظيمة ثانية.. ولكن أمريكا الصغيرة العظيمة".
ويقول هاميلتون إن "الانعزالية ليست شيئا جديدا في تاريخ أمريكا، فرفض مجلس الشيوخ الأمريكي في بداية القرن الماضي التوقيع على معاهدة فرساي، كما رفض الموافقة على انضمام أمريكا لعصبة الأمم عام 1920، وأنهى الرئيس وارين هاردينغ بتأييد من الكونغرس التعرفة المتدنية، وسعى لحماية السوق الأمريكية من التجارة الخارجية في بداية العشرينيات من القرن الماضي، ومع حلول العقد اللاحق تراجعت التجارة الدولية بنسبة الثلثين، وعانت أوروبا من الفاشية والشيوعية، وأصبح الناخب الأمريكي أكثر انعزالية وضد المهاجرين، وقادته حركة أمريكا أولا".
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجته "عربي21"، إلى أنه "لم يغير الوضع إلا مهاجمة اليابانيين لبيرل هاربر، وإعلان هتلر الحرب على أمريكا في كانون الأول/ ديسمبر 1941، وهو ما غير الإجماع الأمريكي، وهو ما ساعد روزفلت على إقناع الكونغرس والرأي العام بوجوب تحمل أمريكا لمسؤولياتها العالمية وغيرت جهود روزفلت في دعم الاقتصاد الحربي مسار التاريخ، حيث اعترف حتى ستالين بأنه لم يكن بالإمكان هزيمة الجيش الألماني لولا الانتاج الأمريكي بكميات كبيرة وتغطية 12% من الاحتياجات السوفييتية الحربية".
ويلفت هاميلتون إلى أن "الاقتصاد الأمريكي المزدهر استخدم خلال خوض الحرب وبعد الانتصار لتغطية العديد من الخطايا الأمريكية المحلية والدولية، بما في ذلك دعوات الانعزال ومعارضة الهجرة وحماية التجارة".
ويبين الكاتب أن "روزفلت بإنشائه الأمم المتحدة عام 1945، بصفتها منظمة أكثر فعالية من عصبة الأمم، فإنه قام بصناعة إطار تتم من خلاله مناقشة القضايا العالمية بشكل دبلوماسي، بالإضافة إلى أن فكرته في ضمان أربع دول رئيسية (هي أمريكا وروسيا والصين والمملكة المتحدة) الأمن العالمي لم تنجح؛ بسبب الستارة الحديدية واستمرار الاستعمار، لكن المبدأ خلف تلك الفكرة بقي على شكل نظام عالمي تضمنه أمريكا والاتحاد السوفييتي وتدعمه القوى الأصغر".
ويستدرك هاميلتون بأنه "بالرغم من بعض الأوقات الخطيرة، إلا أن الرؤساء الأمريكيين من هاري تروما وحتى بيل كلينتون حافظوا على ذلك النظام بشكل كبير، لكن مع تفكك الاتحاد السوفييتي، وصعود الصين الاقتصادي بعد وفاة ماو، والحروب الشيعية السنية في الشرق الأوسط، التي احتدت بالتدخل الأمريكي، فإن مفهوم العالم المستقر بدأ يتزعزع، وبقي النظام حيا فقط في الأمم المتحدة في السبعينيات من عمرها وحزب الناتو الذي أصابته الشيخوخة أيضا، وتوافق قديم بين الحزبين في أمريكا والناخبين على أداء أمريكا دورا رياديا في أمن العالم، لكن هذا لا ينطبق على القائد العام الخامس والأربعين".
ويقول الكاتب إن "هذا يعني أن الإمبراطورية الأمريكية صنعها قائد عام أمريكي، ويقوم بتفكيكها الممنهج قائد عام أمريكي آخر".
ويضيف: "أما الأمر الثاني فهو الاقتصاد، وهو ما كان مكتوب على كل لوح في مكتب حملة بيل كلينتون عام 1992 لتذكdر جميع العاملين في الحملة أن الناس يريدون أن يعرفوا برنامجه لنمو الاقتصاد، وإن فشل كلنيتون في تقديم الخدمات الصحية عام 1993، إلا أن زيادة الضرائب على الأغنياء أدت إلى انتعاش في الاقتصاد الأمريكي، خاصة مع زيادة الاتفاقيات الاقتصادية الدولية، لكن كان من الطبيعي أن يميل الاقتصاد نحو الدول ذات التعداد السكاني الأكبر، خاصة لوفرة العمالة الرخيصة، فكان لا بد من تأثر النظام العالمي بذلك".
ويفيد الكاتب بأن "ما حققه كلينتون من وفرة في التسعينيات بذره جورج بوش الابن في حروبه، التي قام بها كرد فعل على (الإرهاب الإسلامي)، وكان يأمل في الحصول على النفط، ولم تكن النتيجة سوى إفلاس الخزينة في واشنطن، في الوقت الذي تستمر فيه الصين في تنمية اقتصادها دون حدود، ومع تكلفة الحروب في أفغانستان والعراق تراكمت الفواتير، وبدأ الاقتصاد الأمريكي بالتراجع، رغم محاولات أوباما الانسحاب من النزاعات الدولية العقيمة، بالإضافة إلى أن ميل الاقتصاد العالمي باتجاه آسيا أظهر العواقب المتوقعة في أمريكا، حيث لم يتحسن دخل الفرد كما كان الأمر على مدى السبعة عقود الفائتة، ووصل النمو الاقتصادي إلى حده".
وينوه إلى أن "اتباع حزب الشاي توعدوا بطرد المسؤولين في واشنطن، الذين لم يعودوا قادرين على توفير الوظائف للعمال غير المتعلمين، الذين تمتعوا هم وآباؤهم في أمريكا ما بعد الحرب بوضع اقتصادي جيد، وشعر الرجال البيض من الطبقة العاملة، الذين كانوا سابقا مصوتين ديمقراطيين، بالإهانة بسبب وجود رئيس أسود متعلم في البيت الأبيض".
ويوضح أن "التلاوم بدأ من وول ستريت من جهة للمنظمين الفيدراليين من جهة أخرى، بالإضافة إلى أن الرئيس بوش الابن لم يجدد الضرائب على الأثرياء التي فرضها الرئيس كلينتون بعد انتهاء العشر سنوات، ولم يستطع الرئيس أوباما الحصول على موافقة الكونغرس الجمهوري لفرض الضرائب ثانية، ولحصول هيلاري كلينتون على الدعم من الشركات لحملتها لم تستطع لوم وول ستريت؛ لتنامي الفروق الاقتصادية في المجتمع، واكتفت بشعار (نحن أقوى معا)، وتحالفت مع عدد من المجموعات الأقل حظا، لكن ذلك لم يكف، خاصة تحت نظام الكلية الانتخابية المتبع في أمريكا، أن يجعلها تفوز في الانتخابات، وفاز فيها ترامب".
ويستدرك هاميلتون بالقول: "لم يجرؤ أي من المرشحين على قول الحقيقة المرة، وهي أنه لا يمكن جعل أمريكا (عظيمة) ثانية؛ لأنه لم يعد هذا عام 1945 و1955 أو 1965، أو السنوات التي لحقتها حتى نهاية القرن العشرين، وكما حذر روزفلت في رسالة للكونغرس في كانون الثاني/ يناير 1944، قبل عام من وفاته، بأن أمريكا تحتاج إلى قانون آخر للحقوق لئلا يقسم التباين الاقتصادي الشعب، كما حصل في أوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي، الذي أوجد (الروح الفاشية)، وكان روزفلت يرى أنه (ما لم يكن هناك أمن في الوطن لن يكون هناك سلام دائم في العالم)".
ويقول: "تتقدم أمريكا اليوم بسرعة، لتأخذ مكانا في مصاف دول العالم الثاني، وينقصها القائد الذي يمتلك فكرة عن تجهيز الشعب لتغير تركيبة العالم، عالم يفرض على الأمريكيين أن يتشاركوا في التراجع النسبي بشكل أكثر عدالة، أو يواجهوا التشرذم الاجتماعي والسياسي والصراع الداخلي وتراجع المكانة في الخارج".
ويضيف: "أما الرئيس الذي لا يعير اهتماما لما يحصل فهو في نظر الكثير من المؤرخين يشبه الإمبراطور الروماني نيرون، الذي كان يعزف القيثارة في الوقت الذي كانت فيه روما تحترق، فالرئيس يعيش في شرنقة عائلة ترامب، مكتفيا بكسب نقاط ضد أعدائه على (تويتر)، ودعوتهم أمريكيين (مزورين)، فأي أمريكي لا يعجب بالرئيس فهو مزور".
ويشير الكاتب إلى أن "الأمر الثالث هو ما يتعلق بشخصية الرئيس، حيث تحدث العديد من علماء النفس في أحاديث خاصة عن تشابه كبير بين دونالد ترامب وريتشارد نيكسون، بالرغم من اختلاف طفولتيهما، لكن علماء النفس ممنوعون من التحدث عن ذلك في العلن؛ بسبب قاعدة لاتحادهم تمنعهم من ذلك، وتعود لعام 1973، ولذلك اعتمد المراقبون على كتاب السِّيَر ليتحدثوا في هذا الموضوع، خاصة أنه لا تلزمهم قاعدة بالصمت في هذا المجال، ومع أن كتاب السير قليلا ما يكون لديهم تدريب في علم النفس، إلا أن خبرتهم في دراسة الشخصيات التي يكتبون عنها، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، تكسبهم خبرة عملية مهمة، وهناك اهتمام خاص بنيكسون هذه الأيام، بعد أن تم الإفراج عن وثائق، التي بينت إحداها أن نيكسون تعمد تخريب محادثات السلام في باريس؛ أملا بأن يتوصل إلى صفقة إن فاز هو بالرئاسة وليس هوبرت هامفري في انتخابات عام 1968، وفاز هو في الانتخابات، لكنه لم يفز بالصفقة، الأمر الذي ترك آثارا سلبية على آلاف الفيتناميين والأمريكيين، حيث طلب من وزير خارجيته هنري كيسنجر بأن يصوره على أنه متقلب المزاج وقد يستخدم السلاح النووي للضغط على العدو للتفاوض، لكن ذلك لم ينجح".
ويجد هاملتون أن "المثير هو أن نيكسون أصبح في أواخر أيام رئاسته شديد تقلب المزاج، بحيث يعتقد أن موظفيه قاموا بإزالة شيفرة تفويض استخدام الأسلحة النووية من الحقيبة الخاصة بذلك، التي يحملها معاون الرئيس العسكري أينما ذهب الرئيس، وانشغل نيكسون بمنتقديه، وحتى الأكاديميين المتخصصين في العلوم السياسية، واستهدفهم بإرسال من يسرق الوثائق من بيوتهم أو مكاتبهم، ثم يتبع ذلك اغتيال شخصية المستهدف، فأرسل من يدخل مكتب الطبيب النفسي دانيال إلزبيرغ؛ بهدف تشويه سمعة إلزبيرغ، والقول إنه مجنون، وقام بتسريب وثائق البنتاغون، ولم يكتف بهذا، بل قام رجاله بدخول مكاتب معارضيه الحزب الديمقراطي في ووترغيت، لكنهم تم ضبطهم هذه المرة".
ويلفت إلى أنه "في الوقت الذي بدأت تتسرب فيه أخبار علاقة حملة ترامب بالروس، وبدأ التحقيق في (روسياغيت)، كانت ردود فعل الرئيس الخامس والأربعين مشابهة لردود فعل الرئيس السابع والثلاثين (نيكسون)، حيث تنطوي على إصرار على الكذب والتهديد، فأقال كومي، ويهدد بإقالة مولر وإقالة وزير العدل جيف سيشنز، وقال إنه سيعفو عن كل من له علاقة بالموضوع، بما في ذلك نفسه إن كان ذلك ضروريا، وكان ريتشارد نيكسون قال لديفيد فروست: (عندما يقوم الرئيس بأمر فإن هذا يعني أنه ليس مخالفا للقانون)".
ويذكر أن "ما حصل مع نيكسون هو أن التحقيق في فضيحة ووترغيت جعل الرئيس، الذي لم يكن مستقرا نفسيا، ينهار تماما، ما أدى إلى مشاهد لا يمكن لكاتب مسرحيات أن يتصورها، مثل طلبه من كسنجر أن ينحني ويصلي معه بجانب المصعد في البيت الأبيض، وقوله في مؤتمر صحافي متلفز للشعب الأمريكي إنه (لم يتربح أبدا من الخدمة العامة)، وإنه (اكتسب كل سنت)، وإنه (لم يعرقل العدالة)، وكان ذلك كله كذبا يمكن إثباته".
ويبين أنه "بعد ثمانية أشهر من حكم ترامب يبدو أن مخاوف الأطباء النفسيين الممنوعين من الكلام، الذين أقلقتهم (التصرفات الشاذة) للرئيس، كانوا محقين، فدونالد ترامب على شفير انهيار نفسي مشابه لنيكسون، وبدا البيت الأبيض في عهده كروضة أطفال دون معلم في حرب مع الحزب الجمهوري والكونغرس وأي شخص لا يؤمن بشبه ألوهية الرئيس".
ويرى هاميلتون أن "هذا كله يؤثر على مكانة أمريكا في العالم، ويبدو الأمر أحيانا بأن بقية العالم تحاول تحمل الضغط الناتج عن غياب القيادة في أمريكا، وترفض تصديق أن هذا يحصل، لكن الأمر كذلك".
ويستدرك قائلا: "لحسن الحظ، فإن هناك مقاومة متنامية في جميع أنحاء البلاد لأجندة ترامب المدمرة، سواء ما يتعلق بالرعاية الصحية أو البيئة أو الطاقة أو التعليم أو البحث أو سياسات الهجرة، ولذلك تجنبت البلاد إلى الآن الطريق الذي سارت به ألمانيا عام 1933، (تغيير مؤسسات الحكم كلها لتتبنى رؤية ترامب)".
ويؤكد أن "التوتر السياسي موروث في تحالف الحزب الجمهوري الحاكم، الذي يضم مؤيدي حزب الشاي واليمين المتدين وحزب نوركويست المعادي للضرائب، وعمال المناجم المتضررين، وذوي الثراء الفاحش، مثل الإخوة كوتش، والعنصريين البيض، بالإضافة إلى الأثرياء الذين يشكلون نسبة 1% ويميلون لليمين، فمن المتوقع من هذا الحزب أن يجعل مكونات المجتمع تقف ضد بعضها في أمريكا التي بدأت تتقلص ولا تتمدد، خاصة عندما يحكمها شخص نرجسي ليس له هم سوى حظوظ عائلته التجارية".
ويستدرك بأن "الحساب سيأتي لا محالة، ويؤثر على العالم والناخبين الأمريكيين، وبعد ذلك يجب صياغة (نظام عالمي) لتجنب حرب نووية، وقد يضطر ترامب للاستقالة، بموجب البند 25 من الدستور الأمريكي، على أساس أنه (غير قادر على ممارسة سلطات وواجبات المنصب الذي يتولاه)".
ويقول هاملتون إن "هذه النتيجة لن تحسن الوضع للاقتصاد العالمي، ولن توقف التراجع في الإمبراطورية الأمريكية، وأيضا هناك السؤال حول من سيتولى منصب الرئيس بعد ترامب، في حالة نيكسون وبعد اضطرار سبايرو أغنيو أن يستقيل تسلم جيرالد فورد الرئاسة، فكان أفضل وألطف الرؤساء الذين مروا على أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية".
ويضيف الكاتب: "أما مكان ترامب فغالبا ما سيشغله شخص غريب مناصر لحزب الشاي ويميني، ومعاد للحكم الفيدرالي، ومعارض لمنح العفو للمهاجرين، ومعارض للاجهاض، ومعارض للخدمات الصحية، ومعارض للقيود على التدخين، ومعارض للاهتمام بالبيئة، ومعارض للرعاية الاجتماعية الفيدرالية، ومعارض لإصلاح الحملات الانتخابية.. هو نائب الرئيس مايكل ريتشارد بنس".
ويخلص إلى القول إنه "في غياب وجود الأفضل علينا أن ندعو أن يستطيع الحزب الديمقراطي أن يجد شخصا مثل جون كندي: قائد يستطيع إلهام الشعب الأمريكي للتوحد بدل التشتت، ولمواجهة الواقع بدل الهروب منه، ويسعى لتحقيق المزيد من المساواة وليس العكس، ويعمل مع حلف الناتو وليس ضده"