قنبلة الحسن بن طلال أمام أهل نابلس .. إعادة وحدة الضفتين
* كتب نصر المجالي
يدعوني ما صدر من تصريحات مفاجئة للأمير الحسن بن طلال “وهو أحياناً لا ينطق عن الهوى” إن صح التعبير، أمام حشد من أبناء مدينة نابلس كبرى مدن الضفة الغربية ما كنت تحدثت عنه في تقرير صحافي عبر هذه المدونة بتاريخ (28 مايو/ ايار 2012 ) من أن إقليم الشرق الأوسط مقبل على تطورات مثيرة، والعام 2013 هو منطلق هذه التطورات، ولعل الحال الأردني – الفلسطيني هو المرتكز الأساس.
ووقتها قلت ان ما يرشح من ما يجري في الكواليس السياسية سواء في عمّان أو عواصم حليفة وصديقة يشير إلى أن قرارات أردنية مهمة ذات أبعاد استراتيجية ستصدر في وقت وشيك لا يتجاوز شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب المقبلين “طبعا لم يتخذ اي قرار رسمي”.
والكلام هنا يختص القرار الذي مصدر جدل و”تماحك” خلال السنوات ألـ 24 الماضية، وهو قرار فك الارتباط الإداري والقانوني بين الأردن والضفة الغربية الصادر بعد قمة الجزائر في العام .
* مواطنون صالحون يرحبون بأمير صالح
المفاجأة، فجرها الأمير الحسن بن طلال ولي العهد الاردني السابقق، وعم الملك الهاشمي الملك عبدالله الثاني، حين تحدث بلهجة غاية في الود والشفافية لأهالي مدينة نابلس في الضفة الغربية، من اعضاء جمعية عيبال الخيرية، حين قال” إن الضفة الغربية لنهر الأردن، هي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية، التي تشكلت من ضفتي النهر” و أضاف بأنه شخصيا ليس ضد حل الدولتين، وأن حل الدولتين قد انتهى في الوقت الحالي، وأن كلا الجانبين العربي والإسرائيلي لم يعودا يتحدثان عن تسوية سياسية للقضية الفلسطينية.
وعلى الفور فهم مراقبون كلامه بأنه على ما يبدو بداية مسعى اردني رسمي لاستئناف الدور الأردني في الحل الفلسطيني، بعد أن وصل حل الدولتين إلى نهاية طريق مسدود، وفشل مساعي اقامة دولة فلسطينية.
لقاء الأمير، رتبه طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان، وإبن نابلس، الذي قدم الأمير بلغة واضحة المغازي “مواطنون صالحون يرحبون بأمير صالح”.. ولفت المصري إلى تقصده هذا التقديم الذي يريد تأكيد المواطنة الأردنية للفلسطينيين في الأردن “وإن مواربة”.
وأضاف المصري: هؤلاء المواطنين يا سمو الأمير كما قلت, “مواطنون صالحون يهدفون لأن يكونوا جزءاً حقيقياً من بناء هذا الوطن, وهم فعلوا ذلك عبر سنين وعقود طويلة, وهم نوابلسة”.. “لكنهم يحنون الى مسقط رأسهم, وهو شعور طبيعي نمارسه جميعاً.. لكننا مواطنون أصلاء صالحون”. وأشار المصري قبل أن يعطي المايكروفون للأمير إلى أن “المنطقة تمر بظروف صعبة وسوف نستمع لرأي سمو الأمير فيها وسوف أدير الجلسة بحيث تكون الاسئلة مختصرة وهادئة”
* موقف واشنطن – تل أبيب
أما الأمير الحسن، فقد عبر عن موقف ورؤية جديدة حيال العلاقة بين الأردن والضفة الغربية.. مؤكدا أن الضغة الغربية هي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية، التي تشكلت من ضفتي النهر. وأشار الأمير إلى أن سقف مواقف الولايات المتحدة هو الموقف الإسرائيلي، وأن الموقف الإسرائيلي الآن هو موقف بنيامين نتنياهو.
وأبدى الأمير أنه شخصيا ليس ضد حل الدولتين، وأن هذا الحل قد انتهى في الوقت الحالي، وأن كلا الجانبين العربي والإسرائيلي لم يعودا يتحدثان عن تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، ملمحا كذلك إلى انتهاء اتفاق اوسلوا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وكشف الأمير الحسن عن أنه يعتزم زيارة جمعيات أخرى تمثل اهالي مدن الضفة الغربية في الأردن. وفهم الحضور أن الأمير يعمل على إعادة وحدة ضفتي نهر الأردن، مرحبين بذلك.
ونقلت تقارير ان الامير تحدث بتواضع للحضور ذاكراً اسماء بعض شخصيات نابلس التي التقاها حين زار نابلس لأول مرة سنة 1965، حين كان فتى صغيرا، ومن بين من عدد اسماءهم الحاجة عندليب العمد، التي قال إنها شعر بالخوف منها، فما كان من الدكتور عصام العمد، إلا أن ارتجل قصيدة ترحيب ومحبة لشخص الأمير.
وقال الأمير الحسن: “عندما تشرفت بزيارة رسمية إلى مدينة جبل النار, وحسبي أن ارتفاع عيبال 850 متراً, فهي إحدى المؤشرات على أن الإنسان في تلك المدينة الغالية يأبى إلا أن يرفع رأسه إلى السماء وينظر إلى مستقبل أفضل مما مضى”.
* دموع عبدالله غوشة
واستحضر الأمير بعض شخصيات الضفة الغربية وصولاً إلى الشيخ عبد الله غوشه, الذي قال إنه يتذكر دموعه عندما رأى خبر قرار القمة العربية في الرباط سنة 1974 (اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني).وقال الأمير إن الشيخ غوشه دخل علينا يومها وهو في حالة حزن شديد وهو يقول والله يا سمو الأمير اليوم انتهت قضيتنا.ولفت الأمير قائلاً “انني هنا لست لكسب المواقف التكتيكية, ولكنني وددت أن أذكر بأن رحلتي وإن كنت صغير العمر ـ وأقول مع الضفة الغربية كانت رحلة شرف واعتزاز.. وأقول أن الوحدة التي اقيمت بين الضفة العربية والضفة الشرقية لمدة 17 عاماً ومرورها بسبعة انتخابات عامة للدولة الأردنية كانت ربما من أنجح التجارب الوحدوية العربية”.وأضاف الأمير “عام 1974 بدئ بتفكيك العلائق المؤسسية بين الضفة الشرقية والضفة الغربية”.
وتابع “لا أتحدث هنا عن المحافظات الهيكلية, ولا أتحدث عن الجمعيات التعاونية, ولكنني أقول الحقيقة المرة، وهي أن هذه الأراضي احتلت عسكريا من قبل دولة لها إسم على الخارطة السياسية الدولية وهي المملكة الأردنية الهاشمية”.
وأشار أنه شرع مطلع السبعينات في اعداد كتاب بعنوان تقرير المصير للشعب الفلسطيني, وأن المرحوم خالد الحسن، طلب أن اقدم له نسخة كي ينشرها بإسم منظمة التحرير الفلسطينية.وقال إنه رد على الحسن بأنه شرع في كتابة هذه الدراسة وفاءً للأجداد الذين قاموا بالنهضة العربية”.
وقال الأمير إن جده الأكبر الملك الحسين بن علي ( ملك الحجاز) رفض استخراج النفط في جزيرة العرب قبل أن ينال الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير. وقال هنا نحن الآن نواصل الحديث عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني تارة، ونجد تارة أخرى أن الحديث عن تقرير المصير تقلص إلى الحقوق غير القابلة للتصرف ليتصرف كل غريب وكل معتد بها.
* قرار فك الإرتباط
وكشف الأمير الحسن، أن ما عرض على مسامع اخيه الملك الراحل الحسين عام 1988 (فك الارتباط), كان ظاهرة اجرائي وواقعه دستوري سيادي. وذكر الأمير أن هذا الدستور هو دستور المملكة الاردنية الهاشمية.
وقال “أرجو أن لا أرى ذلك اليوم الذي يتنازل فيه الأردن.. أي المملكة الأردنية الهاشمية عن أرض احتلت عام 1967 على يد جيش الدفاع الإسرائيلي لنرى أو نعيش التتمة المذلة, في أن تقام صروح بديلة, وقد وعدنا في أن هذه الأراضي احتلت في إطار من اراضي أو الأراضي عام 1967, بما فيها القدس الشرقية لنصبح نتحدث عن المنطقة (ج).
وخلال اللقاء تناول الأمير الحسن بن طلال الوضع الدموي في العراق وسوريا, في وقت يحقق فيه نتنياهو نجاحات لأننا نحن العرب نتميز في أننا لا وفاء لدينا لأمتنا ولا لأبنائنا وأحفادنا من بعد”.
وقال إنه يوجد في الاقليم العربي 4 دول قوية هي الولايات المتحدة واسرائيل وتركيا وايران, في حين أن الدور العربي غائب، وتصبح هذه الدول خمس إن اضفنا لها مصر.
* حل الدولتين انتهى
وأبدى الأمير أن الدولة الفلسطينية, وحل الدولتين أمر منته, وفقاً لما خلص له اجتماع دولي في لندن, وأشار الأمير إلى أنه يوجد أكثر من “لورنس” على مر وتعاقب القضايا العربية، فإلى جانب “لورنس العرب” الذي اختص بـ “الهواشم”, هنالك لورنس آخر هو “لورنس عباس” وهو تيري ريد لارسون الذي كان يرافق الوفود الفلسطينية في الزيارات، وحضورها المؤتمرات الدولية, بما في ذلك مرافقته لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي اصطحبه إلى مؤتمر عقد في طهران.
وحين قال أحد المتحدثين في مؤتمر لندن أنه لا يقبل بإقامة دولة فلسطينية, أشار إلى أنه وقف وقال إن هذه الأراضي احتلت من المملكة الأردنية الهاشمية.وأكد الأمير أن حديثه عن أن الضفتين الغربية والشرقية تمثلان المملكة الأردنية الهاشمية لا يقوله إلا “من أجل خدمتكم”, لأن “الضمير الحي والقلب الحي يتطلب ذلك”.وأكد أن الأردن يجب أن يكون على رأس قائمة الأولويات بالنسبة لكل ما يتعلق بفلسطين, وكذلك يجب أن تكون فلسطين على رأس قائمة الأولويات بالنسبة لكل ما يتعلق بالأردن.وحدد الأمير مقدار الخسائر العربية منذ اتفاق اوسلو حتى الآن بـ 12 تريليون دولار.
* عدم استقرار الأردن
وانتقل الأمير الحسن للحديث عن الوضع الداخلي في الأردن منتقداً عدم استقرار الحكومات, مشيراً إلى أن وزير العدل مثلا تغير سبع مرات في سبع سنوات، وأن رئيس المجلس القضائي تغير خمس مرات في سبعة أشهر.. بحيث لا توجد خمس دقائق للوزير كي يفكر فيها في البرنامج الذي علية أن يطبقه.
وخاطب الحضور قائلا: عندما يتحدثون عن التفعيل للأضلع الثلاثة, ويقولوا أين موقعنا من الفساد..؟”. وأجاب إنه “من التجربة والإستخفاف بالعقول أن نقف كل طالع شمس وتقول “الدستور واستقلالية القضاء”.
وعرض أن يقوم منتدى الفكر العربي بدراسة الأوضاع وتقديم الحلول المطلوبة وفقاً لمواعيد زمنيه محدده. وتحدث عن وجود حراكات شعبية وحزبية وتساءأل: أين الحراك الإرادي..؟
وسأل الحضور: هل تقبلون استمرار الأمور كما هي..؟ واعتبر الامير الحسن في جوابه ان حراكات وانتصارات الشارع ليست ضمانه لإستقرار الوطن.
واقترح الأمير أن يكون هناك شورى مع جمعيات تمثل مدناً أخرى من مدن الضفة الغربية, وكذلك مدن الضفة الشرقية. وتعهد بالعمل على البناء على ما يتفق عليه في الحوار, في مقبل الأيام.
* تعقيب طاهر المصري
وعقب طاهر المصري على كلمة الأمير، واصفاً إياه بـ “أمير الفكر”, منتقداً “تراجع مفهوم الدولة في الأردن, مؤكداً على الحاجة إلى إرادة سياسية يراها الناس تتبلور امامهم. وتحدث عن هويات فرعية بأسماء كثيرة تبرز ضمن إطار الدولة.
وقال مجدداً ” نحن مواطنون صالحون نمارس مهماتنا في المجتمع الأردني لأننا نرى أن الدولة يجب أن ترجع لتصبح مظلتنا جميعا بعيداً عن أي تشرذم أو تجاذبات”.وأشار إلى أنه قصد أنه يقول ذلك.
وقال إن المشروع الوطني الذي تحدث عنه الأمير يحتاج إلى إرادة ودراسة واستراتيجيات, ولكن ربما لم نبدأ بعد هذا المشوار.
* حديث الضفة أهم ما سمعت
وخلال الحوار, اعتبر الأمير قول أحد المتدخلين أنه يريد أن يسمع كلاماً واضحاً بأن الضفة الغربية جزء من المملكة الهاشمية أهم نقطة استمع إليها, وهو مربط الفرس. وعقب قائلاً “حاولت أن أكون واضحاً جداً.. سيادياً وقانونياً هذه الأراضي (الضفة) احتلت من المملكة الأردنية الهاشمية. وبذلك المفهوم, فإن الوصاية الأردنية القانونية السيادية على الحدود.. عندما نقول حدود 1967, فإنه لا يوجد قانوني, بما في ذلك الفريق القانوني الفلسطيني, الذي اتاني اثناء فترة التحضير لمؤتمر مدريد.. الكل كانوا متفقين على نقطة مهمة جداً وهي أن الزاوية الأساسية جداً للمطالبة بإستعادة الأرض هي القانون الأردني, وقبله كان قانون الإنتداب البريطاني”.وتابع الأمير “هذه النقطة أرجو أن تكون واضحة جداً, ومع الأسف أنها تتعرض للتغييب الآن”.. وطالب الفلسطينيين أن لا ينسوا أنهم محتلون, وأن لا ينشغلوا عن ذلك بما يجري في سوريا أو ايران والعراق..إلخ. واشار الأمير إلى أن الأردن توقف عن التفاوض مع اسرائيل على اراضي الضفة “عندما طلب القيادة الفلسطينية منا, والقول لنا إننا وصلنا إلى ما أسمي بـ الخصوصية الفلسطينية ـ الإسرائيلية في التفاوض”.وأعاد الأمير إلى الأذهان أنه كانت هناك ستة نقاط أولها الحدود, وهي ليست مرسمة بين الأردن والضفة الغربية. إذا اعترفنا لا سمح الله, ولا قدر, في يوم من الأيام, بحدود اسرائيل على النهر.. حينئذ تستطيع أي جهة معادية للأردن, وما أكثرها, أن تقول أن الأردن أخفق في المطالبة بالحقوق العربية.ورفض الأمير قول دول عربية أن الأردن ضم الضفة الغربية. وقال الضم أتى من اسرائيل للقدس وما حولها.
* قرار وحدة الضفتين
وإلى ذلك، فإن تصريحات الأمير الحسن في هذا الاتجاه يعتبر الأول من حيث الوضوح فقد كان صريحا ولم يلجا إلى أسلوب التلميح، وهي تستند قرار وحدة الضفتين والدستور الأردني لعام 1952 الذي كان تجسيدا وتطبيقا لقرار وحدة الضفتين ، وتحديدا لنص المادة الأولى من الدستور الأردني والتي تنص : 1- المملكة الأردنية الهاشمية دولة عربية مستقلة ذات سيادة ملكها لا يتجزأ ولا ينزل عن شيء منه، والشعب الأردني جزء من الأمة العربية..) وهذا يعني أن الأرض الأردنية هي الضفتين الشرقية والغربية وأن الشعب الأردني المشار إليه في الدستور الأردني هو سكان الضفتين معا ، ولا يستطيع أي فقيه دستوري ان يفتي بغير ذلك .
وكانت تيارات الوطنية التي طالبت بدسترة فك الارتباط من اجل قيام الدولة الفلسطينية والحفاظ على حق العودة والهوية الفلسطينية والأردنية معا ، وطرحت وحدة أبدية لكن شرطها كان بعد تحقيق حلم قيام الدولة الفلسطينية ، مثل هذا الطرح جوبه بالتخوين والاتهام من قبل البعض بالعنصرية وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد .
ويشار ختاماً إلى هناك مساع جادة للجوء للمحكمة الدستورية العليا الأردنية التي تشكلت أخيراً ضمن الإصلاحات السياسية لإلغاء قرار فك الارتباط لأنه يتعارض مع النص دستوري المشار إليه سابقا في شأن عدم التجزئة أوالتنازل عن سيادة المملكة الأردنية الهاشمية.
في لقاء مع جمعية عيبال رتبه طاهر المصري
نص/ الأمير حسن: الضفة الغربية اردنية احتلتها اسرائيل وهي جزء من الأردن
ـ اجدادنا حققوا المسؤولية القانونية والسيادية من خلال القتال على أسوار القدس
ـ ريد لارسون هو “لورنس العرب” الفلسطيني.. يرافق عباس في وفوده وزياراته
عمان ـ شاكر الجوهري:
تحدث الأمير حسن بن طلال بود واضح لأهالي مدينة نابلس في الضفة الغربية، من اعضاء جمعية عيبال الخيرية، فيما يبدو أنه بداية مسعى اردني رسمي لاتئناف الدور الأردني في الحل الفلسطيني، بعد أن وصل حل الدولتين إلى نهاية طريق مسدود، وفشل مساعي اقامة دولة فلسطينية.
اللقاء الذي عقد مساء الثلاثاء بحضور “الوطن”، رتبه طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان، وإبن نابلس، الذي قدم الأمير بلغة واضحة المغازي “مواطنون صالحون يرحبون بأمير صالح”.. ولفت المصري إلى تقصده هذا التقديم الذي يريد تأكيد المواطنة الأردنية للفلسطينيين في الأردن، وإن مواربة.
أما الأمير فقد عبر عن موقف ورؤية جديدة حيال العلاقة بين الأردن والضفة الغربية.. مؤكدا أن الضغة الغربية هي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية، التي تشكلت من ضفتي النهر.
وأوضح أن الضفة الشرقية هي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية، التي أطلق عليها هذا الإسم حين توحدت الضفتان.
وأشار الأمير إلى أن سقف مواقف الولايات المتحدة هو الموقف الإسرائيلي، وأن الموقف الإسرائيلي الآن هو موقف بنيامين نتنياهو.
وأبدى الأمير أنه شخصيا ليس ضد حل الدولتين، وأن هذا الحل قد انتهى في الوقت الحالي، وأن كلا الجانبين العربي والإسرائيلي لم يعودا يتحدثان عن تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، ملمحا كذلك إلى انتهاء اتفاق اوسلوا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وكشف الأمير عم أنه يعتزم زيارة جمعيات أخرى تمثل اهالي مدن الضفة الغربية في الأردن.
وفهم الحضور أن الأمير يعمل على إعادة وحدة ضفتي نهر الأردن، مرحبين بذلك.. تحت تأثير تواضع الأمير، وتحببه للحضور ذاكر اسماء بعض شخصيات نابلس التي التقاها حين زار نابلس لأول مرة سنة 1965، حين كان فتى صغيرا، ومن بين من عدد اسماءهم الحاجة عندليب العمد، التي قال إنها شعر بالخوف منها، فما كان من الدكتور عصام العمد، إلا أن ارتجل قصيدة ترحيب ومحبة لشخص الأمير.
تقديم المصري
طاهر المصري الذي رتب الزيارة، وتولى تقديم الأمير، بعد أن رحب به عبد العفو العالول، رئيس الجمعية، قال لإن جمعية عيبال “تضم مواطنين صالحيين يرحبون بأمير صالح”.
وأضاف هؤلاء المواطنين يا سمو الأمير كما قلت, “مواطنون صالحون يهدفون لأن يكونوا جزءاً حقيقياً من بناء هذا الوطن, وهم فعلوا ذلك عبر سنين وعقود طويلة, وهم نوابلسة”.. “لكنهم يحنون الى مسقط رأسهم, وهو شعور طبيعي نمارسه جميعاً.. لكننا مواطنون أصلاء صالحون”.
وأشار المصري قبل أن يعطي المايكروفون للأمير إلى أن “المنطقة تمر بظروف صعبة وسوف نستمع لرأي سمو الأمير فيها وسوف أدير الجلسة بحيث تكون الاسئلة مختصرة وهادئة”.
الأمير يتحدث عن زيارة نابلس
الأمير بدأ حديثه منوها إلى زيارته الأولى إلى مدينة نابلس سنة 1965 “عندما تشرفت بزيارة رسمية إلى مدينة جبل النار, وحسبي أن ارتفاع عيبال 850 متراً, فهي إحدى المؤشرات على أن الإنسان في تلك المدينة الغالية يأبى إلا أن يرفع رأسه إلى السماء وينظر إلى مستقبل أفضل مما مضى”.
واستحضر الأمير بعض شخصيات الضفة الغربية وصولاً إلى الشيخ عبد الله غوشه, الذي قال إنه يتذكر دموعه عندما رأى خبر قرار القمة العربية في الرباط سنة 1974 (اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني).
وقال الأمير إن الشيخ غوشه دخل علينا يومها وهو في حالة حزن شديد وهو يقول والله يا سمو الأمير اليوم انتهت قضيتنا.
ولفت الأمير قائلاً “انني هنا لست لكسب المواقف التكتيكية, ولكنني وددت أن أذكر بأن رحلتي وإن كنت صغير العمر ـ وأقول مع الضفة الغربية كانت رحلة شرف واعتزاز.. وأقول أن الوحدة التي اقيمت بين الضفة العربية والضفة الشرقية لمدة 17 عاماً ومرورها بسبعة انتخابات عامة للدولة الأردنية كانت ربما من أنجح التجارب الوحدوية العربية”.
وأضاف الأمير “عام 1974 بدئ بتفكيك العلائق المؤسسية بين الضفة الشرقية والضفة الغربية”.
وتابع “لا أتحدث هنا عن المحافظات الهيكلية, ولا أتحدث عن الجمعيات التعاونية, ولكنني أقول الحقيقة المرة، وهي أن هذه الأراضي احتلت عسكريا من قبل دولة لها إسم على الخارطة السياسية الدولية وهي المملكة الأردنية الهاشمية”.
وأشار أنه شرع مطلع السبعينات في اعداد كتاب بعنوان تقرير المصير للشعب الفلسطيني, وأن المرحوم خالد الحسن، طلب أن اقدم له نسخة كي ينشرها بإسم منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال إنه رد على الحسن بأنه شرع في كتابة هذه الدراسة وفاءً للأجداد الذين قاموا بالنهضة العربية”.
وقال الأمير إن جده الحسين بن علي (كان ملك الحجاز) رفض استخراج النفط في جزيرة العرب قبل أن ينال الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير. وقال هنا نحن الآن نواصل الحديث عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني تارة، ونجد تارة أخرى أن الحديث عن تقرير المصير تقلص إلى الحقوق غير القابلة للتصرف ليتصرف كل غريب وكل معتد بها.
فك الإرتباط
وكشف الأمير أن ما عرض على مسامع اخيه الملك حسين عام 1988 (فك الارتباط), كان ظاهرة اجرائي وواقعه دستوري سيادي.
وذكر الأمير أن هذا الدستور هو دستور المملكة الاردنية الهاشمية. وقال “أرجو أن لا أرى ذلك اليوم الذي يتنازل فيه الأردن.. أي المملكة الأردنية الهاشمية عن أرض احتلت عام 1967 على يد جيش الدفاع الإسرائيلي لنرى أو نعيش التتمة المذلة, في أن تقام صروح بديلة, وقد وعدنا في أن هذه الأراضي احتلت في إطار من اراضي أو الأراضي عام 1967, بما فيها القدس الشرقية لنصبح نتحدث عن المنطقة (ج).
ووجه حديثه للحضور قائلاً “أنتم تعرفون أكثر مني ومن غيري حقيقة الواقع المر في فلسطين المحتلة”.
ومر الأمير على الوضع الدموي في العراق وسوريا, في وقت يحقق فيه نتنياهو نجاحات لأننا نحن العرب نتميز في أننا لا وفاء لدينا لأمتنا ولا لأبنائنا وأحفادنا من بعد”.
وقال إنه يوجد في الاقليم العربي 4 دول قوية هي الولايات المتحدة واسرائيل وتركيا وايران, في حين أن الدور العربي غائب، وتصبح هذه الدول خمس إن اضفنا لها مصر.
وأبدى الأمير أن الدولة الفلسطينية, وحل الدولتين أمر منتهي, وفقاً لما خلص له اجتماع دولي في لندن, كان أحد حضوره.
لورنس عباس
وأشار الأمير إلى أنه يوجد أكثر من “لورنس” على مر وتعاقب القضايا العربية، فإلى جانب “لورنس العرب” الذي اختص بـ “الهواشم”, هنالك لورنس آخر هو تيري ريد لارسون الذي كان يرافق الوفود الفلسطينية في الزيارات، وحضورها المؤتمرات الدولية, بما في ذلك مرافقته لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي اصطحبه إلى مؤتمر عقد في طهران.
وحين قال أحد المتحدثين في مؤتمر لندن أنه لا يقبل بإقامة دولة فلسطينية, أشار إلى أنه وقف وقال إن هذه الأراضي احتلت من المملكة الأردنية الهاشمية.
وأكد الأمير أن حديثه عن أن الضفتان الغربية والشرقية تمثلان المملكة الأردنية الهاشمية لا يقوله إلا “من أجل خدمتكم”, لأن “الضمير الحي والقلب الحي يتطلب ذلك”.
وأكد أن الأردن يجب أن يكون على رأس قائمة الأولويات بالنسبة لكل ما يتعلق بفلسطين, وكذلك يجب أن تكون فلسطين على رأس قائمة الأولويات بالنسبة لكل ما يتعلق بالأردن.
وحد الأمير مقدار الخسائر العربية منذ اتفاق اوسلو حتى الآن بـ 12 تريليون دولار.
عدم استقرار الأردن
وانتقل الأمير للحديث عن الوضع الداخلي في الأردن منتقداً عدم استقرار الحكومات, مشيراً إلى أن وزير العدل مثلا تغير سبع مرات في سبع سنوات، وأن رئيس المجلس القضائي تغير خمس مرات في سبعة أشهر.. بحيث لا توجد خمس دقائق للوزير كي يفكر فيها في البرنامج الذي علية أن يطبقه.
وخاطب الحضور قائلا: عندما يتحدثون عن التفعيل للأضلع الثلاثة, ويقولوا أين موقعنا من الفساد..؟”. وأجاب إنه “من التجربة والإستخفاف بالعقول أن نقف كل طالع شمس وتقول “الدستور واستقلالية القضاء”.
وعرض أن يقوم منتدى الفكر العربي بدراسة الأوضاع وتقديم الحلول المطلوبة وفقاً لمواعيد زمنيه محدده. وتحدث عن وجود حراكات شعبية وحزبية وتساءأل: أين الحراك الإرادي..؟
وسأل الحضور: هل تقبلون استمرار الأمور كما هي..؟
واعتبر انتصارات الشارع ليست ضمانه لإستقرار الوطن.
واقترح الأمير أن يكون هناك شورى مع جمعيات تمثل مدناً أخرى من مدن الضفة الغربية, كذلك مدن الضفة الشرقية. وتعهد بالعمل على البناء على ما يتفق عليه في الحوار, في مقبل الأيام.
تعقيب المصري
وعقب طاهر المصري على كلمة الأمير، واصفاً إياه بـ “أمير الفكر”, منتقداً “تراجع مفهوم الدولة في الأردن, مؤكداً على الحاجة إلى إرادة سياسية يراها الناس تتبلور امامهم.
وتحدث عن هويات فرعية بأسماء كثيرة تبرز ضمن إطار الدولة.
وقال مجدداً ” نحن مواطنون صالحون نمارس مهماتنا في المجتمع الأردني لأننا نرى أن الدولة يجب أن ترجع لتصبح مظلتنا جميعا بعيداً عن أي تشرذم أو تجاذبات”.وأشار إلى أنه قصد أنه يقول ذلك.
وقال إن المشروع الوطني الذي تحدث عنه الأمير يحتاج إلى إرادة ودراسة واستراتيجيات, ولكن ربما لم نبدأ بعد هذا المشوار.
الأمير: حديث الضفة أهم ما سمعت
وخلال الحوار, اعتبر الأمير قول أحد المتدخلين أنه يريد أن يسمع كلاماً واضحاً بأن الضفة الغربية جزء من المملكة الهاشمية أهم نقطة استمع إليها, وهو مربط الفرس. وعقب قائلاً “حاولت أن أكون واضحاً جداً.. سيادياً وقانونياً هذه الأراضي (الضفة) احتلت من المملكة الأردنية الهاشمية. وبذلك المفهوم, فإن الوصاية الأردنية القانونية السيادية على الحدود.. عندما نقول حدود 1967, فإنه لا يوجد قانوني, بما في ذلك الفريق القانوني الفلسطيني, الذي اتاني اثناء فترة التحضير لمؤتمر مدريد.. الكل كانوا متفقون على نقطة مهمة جداً وهي أن الزاوية الأساسية جداً للمطالبة بإستعادة الأرض هي القانون الأردني, وقبله كان قانون الإنتداب البريطاني”.
وتابع الأمير “هذه النقطة أرجو أن تكون واضحة جداً, ومع الأسف أنها تتعرض للتغييب الآن”.. وطالب الفلسطينيين أن لا ينسوا أنهم محتلون, وأن لا ينشغلوا عن ذلك بما يجري في سوريا أو ايران والعراق..إلخ.
واشار الأمير إلى أن الأردن توقف عن التفاوض مع اسرائيل على اراضي الضفة “عندما طلب القيادة الفلسطينية منا, والقول لنا إننا وصلنا إلى ما أسمي بـ الخصوصية الفلسطينية ـ الإسرائيلية في التفاوض”.
وأعاد الأمير إلى الأذهان أنه كانت هناك ستة نقاط أولها الحدود, وهي ليست مرسمة بين الأردن والضفة الغربية. إذا اعترفنا لا سمح الله, ولا قدر, في يوم من الأيام, بحدود اسرائيل على النهر.. حينئذ تستطيع أي جهة معادية للأردن, وما أكثرها, أن تقول أن الأردن أخفق في المطالبة بالحقوق العربية.
ورفض الأمير قول دول عربية أن الأردن ضم الضفة الغربية. وقال الضم أتى من اسرائيل للقدس وما حولها.
الشقيري كان ضيف الملك في القدس
وأشار الأمير إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية أسست سنة 1964 في القدس بهدف تحرير الأراضي الفلسطينية التي احتلت سنة 1948. وقال أحمد الشقيري مؤسس وأول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية “كان ضيفاً على جلالة الملك حسين في القدس.. عاهل المملكة الأردنية الهاشمية”.
وأكد الأمير أن هناك مسؤولية اردنية يجب أن نشعر بها جميعاً اتجاه الضفة الغربية.
وقال يجب أن يفهم أن المسؤولية الأردنية القانونية والسيادية حققها اجدادنا من خلال القتال على أسوار القدس.. يجب أن يفهم المغالي الفلسطيني, ومن المغالي الأردني.. المغالي الأردني الذي يقول دعوهم وشأنهم.. أو “يصطفلوا”.
وتطرق الأمير إلى الربيع العربي, وسقوط اصدقاء اميركا في بعض الأقطار العربية. وتساءل “هل سيتم ملء هذا الفراغ ببناء مؤسسات عربية, وإقامة هيئة عليا عربية اسلامية للنفط والطاقة في هذا الإقليم..؟!
سيناريو عودة الضفة للأردن
ولم يرد الأمير بشكل مباشر على سؤال عن السيناريو الذي يتوقعه لدعوته إعادى الضفة الغربية مجدداً لتكون جزءاً من الأردن, ولم ينف أن هذا ما قصده بكلامه.. وأشار إلى أن قسم البحوث في جامعة اكسفورد وضع دراسة معمقة حول وضع حماية دولية في الأراضي المحتلة, وقال لافتاً إلى أن “المعضلة صعبة جداً, لأن الحماية هي من اليهود لليهود.. أو لليهود من اليهود.. ليهود من العرب, وللعرب من العرب.. هي أشبه بمعضلة قبرص”.
ولاحظ الأمير قلة الإستيطان اليهودي في شمال الضفة الغربية, بما في ذلك نابلس.
وقال أنه كان يعتقد أن المستوطنة التي تبنى بأيد عربية, على أرض عربية, لا مانع في أن تسكن في نهاية المطاف من قبل العرب..!
وتساءل: هل الحل المقصود هو على قاعدة “كوزموبوليتين”.. أي أحياء متعددة ومتنوعة السكان..؟
وقال من الصعب الحديث عن محمية دولية في الأراضي المحتلة دون الإتفاق على كلمة أهم من الـ “كوزموبوليتن”, وهي “كونفيفيل”.
ولاحظ الأمير أن أحداً لم يعد يتحدث الآن في موضوع السلام.. لم يعد مطروحاً لا من العرب, ولا من اليهود.. خلينا نكون واضحين أنا لا أؤيد فكرة غياب الدولتين, أو تغييب الدولتين, لكن إذا كنت تعتقد أن الموضوع انتهى, قد لا يكون الأمر كذلك.. هنالك خيارات أخرى. المهم أنه لم يعد هناك أحد يتحدث استراتيجياً. أبو مازن كان يكثر الزيارة إلى بيتي.. بعد ما صار رئيس جمهورية بطلت اشوفه.. أنا معتاد على وزراء اردنيين بطلوا يسلموا علي”.
وقال الأمير في معرض رده على سؤال إن الأردن كان دوماً مستهدفاً من الخارج, وأنه أقيم على مضض.
وتابع “أنا ما حدا جابرني أجي أحكي معكم أو أجلس معكم ولا تسمعوني ولا أسمع لكم, لكن ضميري أملى علي ذلك”.
وطلب الأمير من الحضور “رجاء جاملوني على الأقل وجاملوا الفكرة الأساسية على الأقل, خاصة وأننا نستطيع أن نفعل أفضل, لكي نحسن اداءنا”.
وانتقد أداء المشايخ قائلاً “أنا فيما يتعلق بالقدس, مش شايف من اصحاب السماحة المشايخ الإستعداد للقيام بالواجب الذي تمليه الولاية على الأوقاف في القدس”.
ووعد بعد أن ختم كلامه بتلبية دعوة لزيارة منتدى بيت المقدس.