لماذا سمي الزواج ميثاقا غليظا ؟
محمد عاطف أحمد
أتذكُرونَ الحديث الذي قال فيه النبيُّ صل الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يُكَلِّمُهم اللهُ يوم القيامة ولا يزكِّيهم: شيخٌ زانٍ، ومَلِك كذَّاب، وعائلٌ مستكبِر))؟
وقد يتساءل أحدُنا: لماذا كان العِقَاب مضاعفًا لهم بهذا الشكل؟
والإجابة: لأنهم أَبْعدُ الناس عن هذه المعاصي؛ فالشيخ المسنُّ هو أبعد الناس عن الزنا، والحاكم هو أبعدهم عن الخوف من الغير الذي يضطرُّه للكذب، والفقير أَبْعَد الناس عن الكِبْر.
وكذلك كما قرأتُ في وِرْد اليوم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ﴾ [النساء: 34]، ومعنى: نشوزهن: استعلاؤهنَّ على أزواجهن[1].
المرأة بطبيعتها البدنيَّة والعاطفيَّة هي أبعدُ ما تكون عن التفكير في الاستعلاء على الزوج؛ ولذلك كانت كلُّ تلك المحاولاتِ معها لعلاج الأمر في الدنيا قبل استحقاق عقاب الآخرة.
ومن المعلوم قطعًا أن الزوج يجب عليه أن يتحرَّى الطريقة المناسبة لتقويم زوجتِه، وحتى إن احتاج للضرب فطريقتُه معلومة مِن سُنَّة الحبيب صل الله عليه وسلم، فمعنى: واضربوهنَّ؛ أي: ضربًا غير مُبَرِّح أو مؤثِّر، وبالتالي فالغرض منه فقط هو التنبيه للخطأ، وليس الأذى.
وفي المقابل أيضًا كانت عقوبةُ الزوج إذا ظلم زوجتَه مضاعفةً؛ حتى قال النبيُّ صل الله عليه وسلم في الحديث الآخَر: ((كفى بالمرء إثمًا أنْ يُضيِّع مَن يَقوت))، فيكفيه تضييع حقٍّ واحد من حقوقها حتى يستحقَّ العذاب في الآخرة.
أَعَلِمْتم الآن لماذا قال الله تعالى عن الزواج: ﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 21]؟
وفي نفس الوقت أيضًا قد يكون الزواج سببًا للأَخْذ بيد الزوجين للجنَّة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ [الزخرف: 70].
[1] مرجع معاني الكلمات: مصحف الميسر في غريب القرآن.
رابط
http://www.alukah.net/social/0/122241/#ixzz4xAy0rIdR