هكذا يتم إبطال مفعول "وعد بلفور"
السبيل
تركز الفصائل الفلسطينية في مطالبها ودعواتها على ضرورة الاتفاق على آلية لإبطال مفعول وعد بلفور
بإقامة وطن لليهود في أرض فلسطين بكل الطرق والوسائل، العسكرية منها والسياسية وحتى الدبلوماسية.
وتباينت دعوات الفصائل في تصريحات خاصة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" بين ضرورة تبني استراتيجية
تحرر وطني لإنهاء الاحتلال، وبين ضرورة التسلح بالرأي العام الدولي لملاحقة قادة الاحتلال في المحافل
الدولية، وضرورة اعتذار بريطانيا عن هذا الوعد.
ترسيخ الوعد
في الوقت الذي عدّ فيه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، وعد بلفور بأنّه سبب المآسي
والنكبات والمجازر التي مرّ بها الشعب الفلسطيني، سانده في رأيه النائب عن كتلة "حماس" البرلمانية يحيى
موسى، لكن الأخير أضاف أنّ "منظمة التحرير ساهمت في ترسيخ هذا التصريح الذي أصبح وعداً من خلال
الاعتراف بإسرائيل ومنحها قرابة 78% من فلسطين" كما قال.
فيما عاد المدلل بالقول: "للأسف الشديد أنّ اتفاقية أوسلو لم تكن أقل خطراً من وعد بلفور بل كانت أشد
صعوبة على الشعب الفلسطيني؛ لأن هناك جزءًا من الشعب شرعن وجود العدو من خلال هذه الاتفاقية
المشؤومة، حيث اتخذها العدو غطاءً لتمرير جرائمه ضد الأرض والمقدسات".
الدور الشعبي
ويشير النائب موسى، أنّ الشعب الفلسطيني كشعب هو فقط من يستطيع إعادة الحق، وهو ولي الدم وهو
صاحب هذه المأساة، وهو ما أكّد عليه المدلل، قائلاً: "أثبتت وقائع التاريخ على أنّ هذه الأرض فيها شعب
متجذر وثابت لا يمكن أن يتخلى عنها، وهو لا يزال يناضل ويجاهد منذ 100 عام حتى يعيد حقوقه التي
اغتصبها هذا الكيان الصهيوني".
الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي، أكّد رفض حركته لوعد بلفور، وقال: "لا زالت بريطانيا تُصر على
الاحتفاء بهذه الجريمة في قتل وتشريد الشعب الفلسطيني".
فيما عدّ رباح مهنا القيادي في الجبهة الشعبية، الوعد بأنّه كان البداية لنهب خيرات الشعوب العربية
وإفقارها، وإثارة النزاعات الطائفية في المنطقة لتحويل الأنظار عن الصراع الرئيسي مع النظام الدولي
المعولم و"إسرائيل".
ودعا مهنا، من أجل مواجهة ذلك إلى ضرورة نهوض التيار القومي العربي الذي يدعو للتخلص من التبعية
للنظام الرأسمالي، والتحرر والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.
دور السلطة والفصائل
البرلماني في "حماس" موسى، طالب بضرورة الاتفاق على استنهاض الحركة الوطنية ومشروع التحرير،
وإيجاد إستراتيجية نضالية واضحة والتعاون مع كل الساحات المختلفة وتحميل بريطانيا المسؤولية عن
جريمتها.
فيما طالب القيادي المدلل، بضرورة سحب السلطة ومنظمة المنظمة اعتراف بالكيان الصهيوني، وكذلك
الانسحاب من كل الاتفاقيات مع هذا العدو.
وقال: "أقل ما يمكن أن تقدمه السلطة، هو أن تنهي أي آثار لاتفاقية أوسلو المشؤومة خصوصاً التنسيق
الأمني الذي أضر بالقضية والمقاومة الفلسطينية".
بدوره، أكّد القواسمي، أن القيادة الفلسطينية تعمل في المحافل الدولية ووفقاً للقانون الدولي من أجل ملاحقة
بريطانيا والضغط عليها للاعتذار.
وقال: "نحن نثير هذا الموضوع هذا في الرأي العام الدولي، والعالم بدأ يتحرك وسيكون هناك مظاهرات في
أوروبا من أجل ذلك".
من ناحية أخرى، أكّد مهنا على أهمية تكاتف جهود كل القوى والأحزاب والتجمعات والمؤسسات
والشخصيات الوطنية الفلسطينية، في بلورة رأي وموقف موحد، ضد السياسة البريطانية المنحازة تمامًا
للعدو الصهيوني، والداعمة له ولاحتلاله لأرضنا ومخططاته بحق شعبنا وأمتنا.
وأكّد على ضرورة أن تعم الفعاليات والأنشطة الرافضة لهذا الوعد وما ترتب عليه، كل العواصم العربية
والغربية، والدعوة من خلالها لرفض السياسة البريطانية العنصرية، وضرورة أن تعتذر بريطانيا وتلغي هذا
الوعد المشؤوم.