افتتاح مدرسة دينية تركية يثير جدلا كبيرا في تونس
تونس – «القدس العربي»: أثار افتتاح مدرسة دينية تركية جدلا كبيرا في تونس، حيث اعتبر بعضهم أنها تهدد «القيم العلمانية» في البلاد، فيما اعتبر آخرون أنها تمثل فرصة جيدة للاستفادة من التجربة التركية في مجال التعليم.
وكان بيرول أقغون رئيس وقف المعارف التركي (حكومي) افتتح قبل أيام مدرسة «المعارف» الدولية التركية في العاصمة التونسية، حيث أكد ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي أن بلاده «ترغب في تطوير العلاقات مع تونس في كل المجالات، وليس فقط في مجال التعليم».
فيما أشاد رئيس حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنوشي بهذه الخطوة خلال استقباله وفدا تركيا يتقدمه أقطاي وعدد من المسؤولين الأتراك، داعيا إلى تعزيز علاقة الصداقة والتعاون بين تونس وتركيا، وبين حزبي «النهضة» و»العدالة والتنمية» التركي.
وأثار الخبر ردود فعل متفاوتة، حيث الباحثة رجاء بن سلامة (مديرة المكتبة الوطنية): «لا أقبل ولن أقبل أن تدشّن وزارة أوقاف أو «وزير وقف معرفة» أو لست أدري ماذا، لدولة أجنبيّة مدرسة تابعة لهذه الدّولة الأجنبيّة، وذات غرض دينيّ، تحت إشراف رئيس حزب دينيّ تونسيّ – حركة النّهضة التي تقول لنا إنّها تريد أن تصبح حركة مدنيّة- وفي ظرف تتحوّل فيه هذه الدّولة الأجنبيّة أمام الجميع إلى دكتاتوريّة مناهضة للعلمانيّة».
وأضافت على صفحتها في موقع «فيسبوك»: « لن أقبل أن تفرّط دولتنا في التعليم العموميّ، وتفرّط فيه لمصلحة دول أجنبيّة وقوى ضغط مؤدلجة من دون مراقبة محتويات هذا التّعليم. وأن تفقد تونس سيادتها بسبب بعض الأحزاب المتأدلجة، والدّينيّة خصوصا».
وعلّق الباحث الناشط السياسي الأمين البوعزيزي على ما كتبته بن سلامة بقوله «سأصدقك ساعة أراك بالحماسة نفسها تتصدين للمدارس الدينية اليهودية في تونس والمدارس العلمانية التبشيرية الفرنسية في تونس. مدارس تخرق في الصميم ما يفترض أنك تدافعين عنه بشراسة ونتفق فيه معك. غير ذلك معركتك عنوانها «الإسلام أعلى مراحل الإمبريالية».
فيما دعا أحد الناشطين إلى الابتعاد عن «الشعبوية» ومحاولة الاستفادة من تجربة الوقف التركية في مجال التعليم، التي قال إنها حققت نجاحا كبيرا في هذا المجال.
وكان الغنوشي دعا البرلمان في وقت سابق إلى صياغة مشروع قانون الوقف، مشيرا إلى أن قطاع الوقف سيكون حلاً لمشاكل التعليم في تونس، خاصة أنه يضمن مجانية التعليم.