24.11.2017حادثة “بئر العبد” تنكأ الجراحات وتجدد التساؤلات: من يستهدف تخريب سيناء وتهجير أهلها؟ السيسي يتوعد بالثأر ووزير خارجيته يطلب دعما دوليا استخباراتيا.. وحماد: فتشوا عمن يريدون إخلاء شمال سيناء من السكان أو من يريدون أن يوصلوا المصريين الي مرحلة الاعتقاد بأن سيناء عبء.. والجمل: عمل استخباراتي وثيق الصلة بصفقة القرن [rtl][/rtl]
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
بقدر ما نكأ حادث “بئر العبد” الإرهابي الجراحات، بقدر ما أثار التساؤلات عن أهدافه ومن يقف وراءه.
الحادث غير المسبوق والذي خلف أكبر عدد من الضحايا (أكثر من مائتين حتى كتابة هذه السطور) أصاب المصريين بصدمة ورعبا، وذهب المحللون في تفسيره مذاهب شتى.
فمنهم من اعتبره حلقة من سلسلة الإرهاب المتواصلة التي شهدتها المحروسة منذ السنوات الأربع الماضية، وآخرون اعتبروا الحادثة الأليمة وثيقة الصلة بما يسمى صفقة القرن، تمهيدا لإخلاء سيناء لمآرب أخرى.
فأي التفسيرين أقرب للصواب؟ وماذا وراء الأكمة ؟!
السيسي ألقى كلمة منذ قليل ( مساء الجمعة ) توعد فيها بالثأر، وكرر حديثه الأُثير “مصر تحارب الارهاب نيابة عن العالم ) فضلا عن حديثه المتكرر عن أهل الشر وأهل الخير، وهو الحديث الذي تقبله البعض بقبول حسن، واعتبره آخرون لا يغني من الأمر شيئا.
عون استخباراتي من ناحيته أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري في تصريحات اعلامية أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، مشيرا الى أنها تحتاج الى دعم دولي استخباراتي للتصدي للارهاب، داعيا الى تعاون دولي لذات الأمر.
وصب شكري جامع غضبه على جماعة الاخوان مؤكدا أنها لا تختلف عن داعش ولا بوكو حرام وسواهما من الجماعات الارهابية.
مرحلة القتل الجماعي!
أما العميد صفوت الزيات فقد تساءل عن الذي قام بعملية بئر العبد ، وهي هي جيوب قادمة من الموصل والرقة من بقايا “داعش”.
وقال الزيات إن مصر دخلت مرحلة مرحلة القتل الجماعي، محذرا من الجنون الذي أصاب العالم جراء الإفراط في العنف ضد السنة.
صفقة القرن
أما الكاتب الصحفي جمال الجمل فقد رأى أن ما حدث في سيناء ليس إرهابا، مشيرا الى أن ما حدث (وما سوف يحدث) عمل استخباراتي واضح المنطلقات والأهداف، وثيق الصلة بصفقة القرن وترتيباتها.
وتابع الجمل: “لا توجد فائدة دينية أو سياسية أو تمويليلة لمثل هذا الحادث بحيث تفكر في ارتكابه أي جماعة من جماعات القتل المستند على تفسيرات خاطئة للدين حتى حرب المساجد في العراق كان خلفها وقود طائفي بين الشيعة والسنة، فما الذي يدفع تنظيمات سنية لتفجير مساجد سنية يرتادها مسلمون سنيون مدنيون؟!
خطة تفريغ سيناء، والتقدم في ترتيبات صفقة القرن ليست بعيدة عما يحدث، فإذا لم يكن الموساد هو الفاعل، فهو المخطط والمدبر، وعلينا أن نفتش عن أدوات التنفيذ، وعن المشاركين بالإمداد أو بالتواطؤ، أو بالعلم والصمت”.
ابحثوا عن إسرائيل
في السياق نفسه، قال الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد في تعليق له كتبه بحسابه على الفيسبوك: “الاٍرهاب الدين في طوره الذي بدأ من سيناء كان جديدا كلية علي مصر. وعملية تفجير مسجد بير العبد اليوم جديدة هي نفسها علي هذا الطور من الارهاب فقدعرفت مصر في الماضي الاغتيالات السياسية وعرفت تفجيرا صغيرا هنا اوهناك اما استمرار تنظيمات ارهابية تعمل لمدة ست سنوات وتتركز في منطقة جغرافية بعينها حتي مع حدوث عمليات في مناطق اخري بين الحين والآخر. . فهذا شيء مختلف تماما ولا يمكن فصله عما يخططه مقررو اوضاع الشرق الأوسط لمستقبل سيناء”.
وتابع حماد: لذا لايكفي لتفسير جريمة اليوم الأبشع منذ ظهر ” هذا الطور من الارهاب القول بأنها انتقام من المدنيين المتعاونين مع الجيش والشرطة او القول بأنها للنكاية في الدولة او القول ثالثا بأنها لإثبات القوة بعد الضربات للارهابيين ولكن فتشوا عمن يريدون اخلاء شمال سيناء من السكان او من يريدون ان يوصلوا المصريين الي مرحلة الاعتقاد بان سيناء عبء مثلما اقتنع شمال السودان بان جنوبه عبء ووافق علي التقسيم”
وتساءل حماد: “أليس غريبا وسط كل هذا ان لانبحث بجدية عن دور إسرائيلي
اما اذا قال متحذلق ان اسرائيل تساعدنا ضد الارهاب في سيناء فالرد هو ان الصهيونية كانت تعاون النازيين احيانا في اضطهاد اليهود لكي يضطروا للهجرة الي فلسطين. وان اسرائيل نفسهاباعتاسلحة لإيران في اثناء الحرب مع العراق فيما عرف بفضيحة ايران-جيت اوكونترا- جيت
ومساعدة طرفين عدوين ليقتل بعضهما بعضا هي ممارسة متكررة في التاريخ” .
وخلص حماد الى ان الإقدام علي قتل مصلين من نفس الدين ومن نفس المذهب ليس له تفسير الا ما تقدم، مشيرا الى أن
حق الشهداء وأهليهم وحق الوطن هو الفهم والانتباه لكي نسحق الإرهابيين ونقطع الايادي التي تحركهم ونفشل المخطط الذي رسموه.
وأنهى حماد قائلا: “ان القلب ليحزن وان العين لتدمع ولكن العقل يجب ان يكون في تمام لياقته وكامل يقظته
اسلمي يامصر ، فكم من مرة مر عليك العدا لا ولم تلن لك قناة” .
الهدف إحباط المصريين
أما الكاتب مكرم محمد أحمد فقد قال إن الهدف من الحادثة الاجرامية هو إحباط المصريين.
وأضاف مكرم أن تلك الحادثة كانت نقلا للمعركة من معركة ضد الجيش الى معركة ضد الشعب ، مؤكدا أن المصريين سينتصرون في النهاية ضد الارهاب بفضل تعاونهم ووقوفهم يدا واحدة .