اللقطاء.. ضحايا دون صوت يدفعون ثمن الليالي الحمراء
[rtl]
الحقيقة الدولية – كتب محرر الشؤون المحلية
تستوقفك هذه الأيام أخبار وأحداث غريبة ومستهجنة بعيدة كل البعد عن هويتنا الأردنية وتقاليدنا وعاداتنا وقيمنا الدينية.. مشاهد مرعبة لأطفال حديثي الولادة ورضَّع "مرميِّين" أمام المساجد أو في الأماكن المهجورة أو في حاويات القمامة وغيرها من الأماكن، في ظاهرة إنتشرت بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية، وأصبحت تثير الكثير من علامات الإستفهام. كيف يمكن لأم أن تتخلى عن فلذة كبدها بهذه الطرق القاتلة؟، ذلك الجنين الذي حملته تسعة أشهر في أحشائها وتقوم برميِّه بعد ولادته مباشرة بدون رحمة ولا ضمير، تاركة كتلة من اللحم "الطري" للبرد والجوع وربما الموت.
وليد لم يرى النور بعد، ولم يشعر بحنان أمه كبقية الأطفال، قد يكون ذنبه الوحيد أنه ولد بدون هوية تعترف به، ربما من واقع مُر ومعيشة ضنكاً ضيَّقت على الوالدين سبل العيش بكرامة، هذا تقريباً نادر الحدوث، أو من طريق حرام وخوفاً للفضيحة إنتهى به المطاف إلى قارعة الشارع ليُصارع البقاء، أو إلى حاوية قمامة أو خربة مهجورة أو إلى القبر، في حالات تقشعر لها الأبدان جاءت نتيجة غياب الحس الإنساني والوازع الديني لدى هؤلاء الأمهات.
ظاهرة شاذة أفرزتها العديد من العوامل التي ترتبط بالوضع الاجتماعي والإقتصادي والأسري، حيث لجأت تجعلنا نطرح العديد من التساؤلات: لماذا تتخلى الأم عن طفلها حديث الولادة، وأين غابت مشاعر الاْمومة لديها؟، وكيف ينظر مجتمعنا الأردني إلى هذه الجريمة في حق الطفولة؟، وهل من حل للحد من هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا والمؤلمة؟.
أحداث كثيرة جرت عندنا في حق الطفولة البريئة من حديثي الولادة تمت بدون أن تواجه استنفاراً للحد منها، أو عقوبات رادعة بحق مرتكبيها سواء الأب أو الأم، وربما مؤكد أن الذنب إقترفه الإثنان معاً.. وأصبح السائر إلى المسجد فجراً أو إلى المنتزه أو أي مكان آخر يخاف من أن يجد رضيعاً "مرميَّاً" هنا أو هناك. ففي ليلة الخميس الجمعة الفائتة 4 كانون الثاني الجاري عثر مواطنون على جثة طفل رضيع حديث الولادة ويبلغ من العمر يوم واحد، ملقاة بجانب الطريق في منطقة جبل التاج وسط العاصمة عمان، وتم إخلاء جثة الرضيع الى مركز الطب الشرعي.
وفي نفس اليوم 4/1/2018 أيضاً عثر مواطنون على لقيط لا يتجاوز عمره عدة أيام بالقرب من البوابة الغربية لسوق الحسبة للخضار والفواكه في مدينة المفرق.
وفي 11/12/2017 قال مصدر أمني أن هناك شبهة جنائية في وفاة طفل حديث الولادة عثر على جثته داخل قناة الملك عبدالله في منطقة الشونة الشمالية. والتحقيقات الأولية تشير إلى أن والدة الطفل أقدمت على إلقائه في القناة بعد إنجابه.
وفي 16/11/2017 قال مصدر أمني أن الأجهزة الأمنية عثرت على طفل حديث الولادة ملقى بجانب الشارع في منطقة القويسمة شرق عمان.
وفي 9/11/2017 عثرت الأجهزة الأمنية على طفلة لقيطة ملفوفة بـ"قطعة قماش" وموضوعه على جانب الرصيف بالقرب من قصر العدل بمنطقة الحي الشرقي في محافظة إربد .
وفي 29/10/2017 عثرت الأجهزة الأمنية في محافظة إربد على طفلة رضيعة بالقرب من مركز المنار الطبي في الحي الجنوبي.
وفي 23/10/2017 عثرت الأجهزة الأمنية على طفلة حديثة الولادة ملقاة بالشارع العام بالقرب من أحد المساجد في منطقة الكرامة بمدينة العقبة.
وفي 4/9/2017 عثرت الأجهزة الأمنية على طفلة حديثة الولادة عُثر في أحد الشوارع العامة في منطقة إسكان المكرمة الملكية بلواء الأغوار الشمالية غرب محافظة إربد.
وفي 3/7/2017 عثرت الأجهزة الأمنية فجراً على طفل حديث الولادة داخل حقيبة أمام مسجد سمور في منطقة مرج الحمام بالعاصمة عمان. وتم إيداع الطفل في مبرة أم الحسين.
وفي 25/6/2017 عثرت الأجهزة الأمنية على طفل حديث الولادة، بالقرب من مثلث كتم في لواء بني عبيد بمحافظة إربد، حيث قام أحد الأشخاص بوضع الطفل داخل كيس وتركه بجانب الشارع.
وفي 7/5/2017 عثر موظفون في مدينة الحسين الطبية على طفل رضيع حديث الولادة، في إحدى حاويات القمامة داخل حرم المدينة الطبية، وتم إدخال الطفل إلى المستشفى وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة له .
وفي 6/5/2017 عثر العاملون في إحدى مستشفيات العاصمة على طفل لقيط حديث الولادة داخل أحد الحمامات في قاعة الطوارئ حيث ما لبث أن فارق الحياة بعد العثور عليه.
هذه الحوادث وربما غيرها الكثير الذي لم يُكتشف وذهبت الأرواح الطفولية البريئة ضحية لهذه الأفعال اللاأخلاقية "الإجرامية". فهل ستتحرك الجهات المختصة لمعاقبة كل من تسوِّل له نفسه بارتكاب مثل هذا الجرم اللاإنساني واللاأخلاقي وردع كل من يُحاول أن يسلك نفس الدرب، وهل هناك نص في القانون يعاقب مرتكب مثل هذا الفعل؟، فبلا عقاب رادع ستزداد الظاهرة وتستفحل إلى حد قد لا نستطيع إيقافه.
[/rtl]