السجاد .. بين حاجة الدفء واستخدامات الزينة
تعد صناعة السجاد، من الصناعات المتميزة والتي لها تركيب وتكوين خاص بها، ولا يستطيع أحد أن يعرف تفاصيلها إلا عدداً قليلاً من النساجين والمهتمين بهذه الصناعة القديمة والتي تتجدد وتزخر بنقوشها الجميلة وخيوطها المصنوعة من الحرير و الصوف والتي تطرز أيضاً يدوياً بأشكالاً عصرية وتدخل فيها الألوان وتتمازج الخيوط وفنونها.
يظن البعض من الناس أن صناعة السجاد تعد من الصناعات السهلة والبسيطة وخاصة مع توفر صناعتها في الألات التقنية لكن معظم لا يدرون أن صناعة السجاد ونسيجه يتطلب وقتاً وبذل جهد كبير فمنهم من يستخدم الصوف الطبيعي النقي والآخر يستخدم الصوف الإصنطاعي والذي يعتمد في تصنيعه على الخامات المتوفرة مع العاملين فيه، ويتم صناعة السجاد وفق رسومات ونقوش يبدع فيها الحرفي فينسج من خياله صوراً تعبر عن الإبداع في الصناعة والنسج وتجتمع فيه الألون والأشكال والأحجام المختلفة.
لا يستطيع الناس الإستغناء عن مصادر الدفء والأمان مثل الصوبات وخاصة السجاد، فنجد السجاد منذ الأزل يوضع في البيوت والمحلات وأحياناً في مداخل الشركات كمصدر يساعد على الدفء، أيضاً تحرص الأمهات على وضع قطع السجاد أو (الموكيت) في غرف المنزل وخاصة الأطفال وذلك يتيح لهم الدفء والأمان أكثر خلال اللعب.
لكن اليوم اختلف استخدام الناس للسجاد كونه للدفء وأيضاً يضفي جمالاً في غرف الضيوف، فالآن يتهفتون الناس على شراء السجاد المشغول يدوياً من قبل البازارت والأسواق ليتم بروزتها ويتم تعليقها على جدران المنزل والبيوت الكبيرة أيضاً في الأماكن السياحية والمؤسسات.
في فصل الشتاء تجد بائعين السجاد يتجولون في الحارات والطرقات أيضاً يفترشون الطرق وأرصفة الشوارع، أيضاً الذهاب إلى الأسواق الشعبية؛ ما يجعل تلك الأسواق وجهة مميزة وجميلة لتتنزه أفراد العائلة، إضافة كونه يوفر لهم حاجيتهم والسلع المختلفة التي يحتاجونها والتي تناسب جميع أفراد العائلة، فتجد في الأسواق المشغولات اليدوية المختلفة من التطريز والإكسسورات إضافة للأكلات الشعبية والفخاريات وأنواع السجاد المتنوعة والأسعار التي تناسب الجميع.
السجاد
مع دخول فصل الشتاء تعرض الأسواق الأنواع المختلفة من السجاد، وتجد بعض قطع الأراضي الخالية يتم تأجيرها لتجار السجاد وذلك ليمكنهم من عرض سجادهم بشكل أكبر وأوسع على مساحات كبيرة من هذه الأراضي وينصبون بها الخيم، علماً بأن المحلات أيضاً يقصدها المستهلكون من كافة المناطق، وهذه الخيم والمحالات تلبي احتياجات الناس من السجاد والتي تتنوع أشكالها وألوانها والتي تبدأ أسعارها من 12 دينارا، وأسعارها لا تزيد أعباء ميزانية الأسرة.
أنواع السجاد
وعن أنواع السجاد قال خالد البكري : « تضم المحالات كافة أنواع السجاد بمختلف الأحجام والألوان فهي توفر للمستهلك خيارات عديدة منها غالي الثمن مثل الحرير الإيراني والأفغاني، ومتوسط السعر والذي يكون بمتناول اليد من التركي والبلجيكي وهو ذو جودة مناسبة وعالية ترضي مختلف الأنواع، إضافة إلى السعر الرخيص منه النوع الصيني الذي يناسب ميزانيات المستهلكين المتواضعة. وهناك بعض تجار السجاد يقومون بنشر بضائعهم من أنواع السجاد المختلفة في الخيم وتوفر لهم المساحات الكبيرة أنواعاً وعرض لا توفره المحالات التجارية الكبرى، ويقصد الناس هذه الخيم من أماكن بعيدة بهدف شرائها وفرشها بأكملها في بيوتهم بأحجام وألوان مختلفة، ويحرصون أن تكون على قطع السجاد الزخارف والألوان المتناسقة، أيضاً بعض تجار السجاد بالفترة الأخيرة يروجون لسجادهم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل ( الفيسبوك، توتير ) يصورون الموكيت وقطع السجاد ويضعون السعر أيضاً، ويقدمون خدمة التوصيل للبيوت وهذا يشجع الناس على الشراء وتسهل عليهم عبء حمل السجاد.
هدية
يقول ليث عامر : « عند ذهابي إلى الأسواق فهي تلبي كافة احتياجاتنا من السلع والبضائع وإضافة للسجاد ويحرص التجار على توفير كافة أنواع السجاد من المزخرفة عليها ومنها التي توضع في غرف الأطفال، إذ تكون مليئة بالرسومات والشخصيات الكرتونية التي تجذب الأطفال ويحبونها، عدا عن الكلاسيكي الذي لا يتغير بالرغم من مرور السنوات يبقى له رونقه الخاص به، وأفضل مع بداية فصل الشتاء أن أشتري لوالدتي وأم زوجتي هدية وهي عبارة عن سجادة ليستقبلوا بها الشتاء، والأسعار هي ليست مرتفعة السعر، فقط الثمين هو الحرير «.
لوحات
تقول عايدة الفتياني : « في الآونة الأخيرة باتت تنتشر لوحات رائعة وجميلة جداً في محال السجاد والأدوات المنزلية والتحف، وحين ننظر إليها من بعيد نظن أنها رُسمت من خلال ريشة فنان مبدع ولكن عند لمسها والقرب منها نكتشف أنها منسوجة بالخيوط الصوفية أو حتى الحريرية، فهي لوحات فنية مصنوعة من السجاد توضع داخل براويز خشبية ومن ثم تُعلق على الجدران وتعطي جمالاً ومنظراً يزيده رونقا وفخامة، والرسومات تكون مناظر طبيعية أو تراثية، ولم تقتصر على الطبيعة ولكن تجد آيات قرانية وأحاديث وعبارات عربية وأقوالا للمشاهير والأدباء تنسج على السجاد بخطوط الديواني والثلث، وهذه اللوحات مستوحاة من الفن والإبداع، ويحب الناس دائماً التغيير وشراء ما هو أجمل وابتكارات تزيد جماليات المكان».