الثلاثاء 30/يناير/2018 الساعة 2:12:53 مساءً
ما لا تعرفه عن عماد العلمي الذي يتوارى عن الأنظار
السبيل - حبيب أبو محفوظ
دائماً ما يتوارى عن الأنظار، لا يحب الظهور الإعلامي، يعمل بصمت، وينجز بلا ضجيج، بالرغم من مكانته الرفيعة في الصفوف الأولى لقيادة حركة حماس، فهو من القادة الأوائل لجماعة الإخوان المسلمين، ومن مؤسسي حركة حماس في العام 1987م، في قطاع غزة مع الشيخ أحمد ياسين، حيث يعتبر القائد العلمي من أشد المقربين من الشيخ المؤسس في ذلك الوقت.
مرابط على الثغور
هو القائد عماد خالد نامق العلمي المكنى بـ "أبي همام"، تعود جذوره الأولى إلى مدينة تطوان، وتحديداً جبل العلم في المغرب، حيث هاجر أجداده إلى فلسطين، ولد في مدينة غزة 16فبراير/شباط 1956، التحق بالحركة الإسلامية عام 1974، بعد إنهائه للثانوية العامة، ومما يذكر عن القائد "أبو همام"، أنه كان من أبرز المرابطين على الثغور وأحد الجنود السريين في الانتفاضة الأولى في الثامن من ديسمبر/1987، وعلى إثر ذلك تم اعتقاله لمدة عامين، بتهمة قيادة ما يعرف باللجنة الإعلامية لحركة حماس إبان انتفاضة الحجارة، فاعتقل في العام 1988 حتى 1990، ليصار بعد عامٍ واحد 1991 ونتيجة نشاطه الملحوظ، وتأثيره الواضح في صفوف الحركة الناشئة إلى إبعاده قسراً إلى خارج فلسطين المحتلة.
الإبعاد .. مرحلة جديدة من العطاء
أضفت مرحلة إبعاده، بعداً جديداً لنشاطه السياسي، إذ واصل مسيرته في إطار حركة حماس وتنقل بين عدة دول عربية، من بينها لبنان والسودان، وكان العلمي أول ممثل لحركة حماس في إيران، وذلك بعد مرور ثلاث سنوات على تأسيس الحركة، وكان شاهداً على الدعم المالي والعسكري الذي قدمته إيران للحركة في ذلك الوقت.
بقي في منصبه ممثلاً لحركة حماس في إيران، سنواتٍ طويلة، إلى أن قرر الانتقال إلى سورية، وسرعان ما أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2003 على قوائم الإرهاب، بذريعة أنه أحد القادة البارزين لحركة حماس، والمسؤول الأول عن الجناح العسكري لحماس في قطاع غزة، كونه ينحدر من هناك.
بعد مغادرة مكاتب حركة حماس للعاصمة السورية دمشق، ومنها إلى قطر، آثر القائد العلمي إلى أن يعود إلى مسقط رأسه في قطاع غزة، وكان ذلك في شهر شباط من العام 2012، أي بعد 21 عاماً على إبعاده منها، ليتم انتخابه نائباً لرئيس الحركة إسماعيل هنية بعد عامٍ واحد.
يعرف عن القائد "أبي همام" أنه دائماً ما يفضل الابتعاد عن الصحافة والإعلام، وكان يتسابق الصحفيون في الحصول على أي تصريحٍ منه، ويعتبرون ذلك إنجازاً يضاف إلى سجلهم المهني، وبصمته المعهود كان للقائد "أبي همام" دورٌ في محادثات إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، مع الكيان الصهيوني والتي أدت إلى إطلاق سراح ما يزيد على ألف أسير، فضلاً عن جهده الكبير في مارثون المصالحة الأخير بين حركتي فتح وحماس، والعمل على توطيد العلاقة ما بين حماس ومصر.
عرف عن القائد عماد العلمي، الزهد والتقشف، فما دخل رجل بيته في دمشق أو غزة إلا عرف زُهده وبُعده من التكلّف والتصنّع، كما مثل أنموذجا يحتذى في نظافة اليد، وكانت الدنيا بين يديه ولم تكن في قلبه.
استهداف صهيوني
إبان العدوان الصهيوني على قطاع غزة في العام 2014، وجراء غارة جوية، أصيب "أبو همام" بجروح خطيرة في ساقه تسببت في بترها بعد ذلك، غادر القطاع إلى تركيا لاستكمال العلاج، ليعود في العام التالي بعد رحلة علاج استغرق تسعة أشهر، وسط استقبال شعبي ووطني حافل له عند عودته من قبل قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية.
رجل الظل
يصفه صديقه "علي الطرشاوي" بأنه "قليلُ الكلامِ، كثيرُ الأفعالِ، صاحبُ رؤيةٍ ثاقبةٍ وعقلٍ واسع، هادئٌ في تصرفاتهِ وأقوالهِ، يكسبُ محبةَ الناسِ من خلال أخلاقِهِ وتعاملهِ وتواضعهِ الشديدِ".
ويقول عنه الدكتور أسامة الأشقر، واصفاً "أبي همام":"شخصية كتومة جداً، يميل إلى الظلّ، ولا يحب الظهور الإعلامي، وأذكر أن اللقاء الوحيد الذي قرأته له كان في مجلة فلسطين المسلمة أوائل التسعينات وكانت عن الحوار بين حركتي وفتح وحماس حيث تميزت كلماته بالاختصار والإيجاز الشديد ومحدودية المعلومات، ثم ظهر قبل سنوات قليلة متحدثاً في لقاء عام مصور بحكم منصبه إذ كان نائب رئيس حماس لمنطقة قطاع غزة ، ولا أدري هل تكرر ذلك أم لا، رجل متواضع جداً، وزاهدٌ في المناصب والمكاسب، ذو دينٍ وتعبُّد وصيام، وهو شديد الوفاء لإخوانه الذين يحبهم ويعمل معهم وفق ما قالوه، وهو كريم للغاية، وزوجه وأولاده مثله في الكرم والتواضع ورفعة الأخلاق وطيب المعشر"