أحدث صيحات الروبوت: إنسان آلي حجمه ميليمتر واحد فقط
لندن ـ «القدس العربي»: تمكن باحثون ألمان من اختراع أصغر «روبوت» في العالم يبلغ طوله ميليمترا واحدا فقط، لكنه قادر على الحركة في ظروف مختلفة ومتباينة وهو ما يعني أن من الممكن استخدامه من أجل تنفيذ العديد من المهام المختلفة وخاصة داخل جسم الانسان.
وجاء الـروبوت الجديد من تطوير باحثين في معهد ماكس بلانك للأنظمة الذكية في ألمانيا، حيث يستطيع الروبوت العمل والتحرك على الأسطح الصلبة والسائلة.
وحقق الباحثون هذه الأبعاد الصغيرة للروبوت المرن بفضل صنعه من مادة مطاطية مملوءة بجسيمات مغناطيسية صغيرة، تجعله قابلا للتحرك في أوساط مختلفة، وتساعده على تغيير شكله ليلائم المكان الذي يحويه.
وتسمح هذه التكنولوجيا الجديدة بتوسيع وتحسين الخدمات الطبية في المستشفيات لصغر مقاسها، إذ ستساعد في تشخيص أمراض الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان.
وبدأت صناعة الروبوت تشهد تطوراً هائلاً في السنوات الأخيرة، كما دخلت في العديد من المجالات الطبية ومختلف مناحي الحياة، حيث تمكن علماء تكنولوجيا من ابتكار «يد آلية» يمكن تركيبها للأشخاص الطبيعيين وربطها بأدمغتهم لتتلقى الأوامر من الدماغ مباشرة، وتقوم بالحركات والأعمال نفسها التي تقوم بها يد الإنسان الطبيعي.
واستطاع العلماء بهذا الابتكار أن يصنعوا يداً صناعية الكترونية قادرة على قراءة الموجات الصادرة من الدماغ مباشرة، ومن ثم العمل على أساسها، حيث بمجرد اتخاذ قرار من دماغ الإنسان بتحريكها فإنها تستطيع أن تفهم ما يريده الشخص، وتقوم بالحركة.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية التي نشرت تقريراً مفصلاً عن الاختراع الجديد إن اليد الآلية عبارة عن قطعة يتم التحكم بها عبر محرك «موتور» وهي قادرة على القيام بكل المهام اليومية مثل المساعدة في الأكل والشرب وحمل الأشياء وتوقيع الوثائق، وهو ما يمكن أن يشكل طفرة مهمة وتغييراً دراماتيكياً بالنسبة لمرضى الشلل بشكل خاص.
وأطلق العلماء على هذا الابتكار اسم (تكنولوجيا الهيكل الخارجي) وهي تقنية تقوم على وضع قطع الكترونية على جسم الإنسان الخارجي، يُعول عليها العلماء أن تنجح في مساعدة الأشخاص المصابين بالشلل على أن يتمتعوا بالاستقلالية في حياتهم ويتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم.
وحسب الشرح الذي قدمه العلماء فإن اليد الالكترونية تقوم بترجمة الإشارات الصادرة عن الدماغ إلى حركات، وذلك عبر الإشارات الالكترونية التي تصدر عن الخلايا العصبية في جسم الإنسان، وهذه تتطلب زراعة جسم ما في الدماغ يقوم بعملية الترجمة ويرسل الإشارات المفهومة لليد الالكترونية.
وقامت بتطوير اليد الروبوتية الخارقة مجموعة من علماء التكنولوجيا في جامعة «توبينغين» الألمانية، وأجروا تجربة التكنولوجيا الجديدة على ستة من مرضى الشلل النصفي الذين لم يسبق لهم أن جربوا أي تكنولوجيا مشابهة من قبل، كما لم يسبق لهم أن تعرفوا عليها.
وخلال التجربة تم تدريب المرضى الستة على اليد الروبوتية الالكترونية لمدة لا تزيد عن عشر دقائق، وبعدها تمكنوا من استخدامها بشكل طبيعي وفعال في العديد من المهام اليومية المعتادة كالأكل والشرب وتناول القلم واستخراج بطاقة الائتمان البنكية من المحفظة.
ويعمل العلماء حالياً على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم، ويعتمد مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم من المواقف التي تواجهه خلال عمله.
وحسب التقارير فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله. وبهذه التطورات التي تشهدها صناعة الروبوت» في العالم فإنه بات من الممكن أن نجد رجالا آليين يوماً ما في إمكانهم التنبؤ بما سيحدث وتوقع السلوك البشري، إضافة إلى تقليد سلوكيات البشر والتعلم منهم وإتقان أعمالهم اليومية.
وكان فريق من العلماء الألمان قد نجح سابقاً في تطوير «روبوت» يُحاكي طريقة سير الإنسان يحمل اسم «هيكتور» هو الأول من نوعه الذي يمتلك مفاصل مرنة وهيكلا خارجيا خفيفا للغاية، وهو ما يجعله فريدا في نوعه ومجهزا أيضاً بعدد كبير من أجهزة الاستشعار.
وأوضح العلماء أن «هيكتور» سيصبح بمثابة منصة لعلماء الأحياء ولاختبار فرضيات حول الحركة في الحيوانات، مشددين على أن أجهزة الاستشعار الكثيرة المنتشرة في أجزاء الروبوت ستتمكن من تحصيل العديد من المعلومات لتحسين آلية سيره في المستقبل.