سماء أبو شرار: مرآة تعكس الصور وتكسر النمطي السائد عن الفلسطينيين
«شبابيك» فسحة تعبير تضيء على المخيمات وقضايا الشباب
زهرة مرعي
بيروت – «القدس العربي»: هي «شبابيك» يحتاجها شباب المخيمات الفلسطينية في لبنان كفسحة تعبير مكتوب أو مصور. حاجة إكتشفت مؤسسة الشهيد ماجد أبو شرار الإعلامية مدى أهميتها في حياة الشباب. فبعد تنظيم دورات متتالية في الكتابة الصحافية اشترك فيها ما يزيد على 500 شاب وشابة، كان السؤال وماذا بعد؟ فكرة «شبابيك» وهو موقع إلكتروني
www. shababeek. org كان الحل. فهو يمنح بعضاً من هؤلاء الشباب مساحة للتعبير عن واقعهم، قضاياهم الإنسانية والوطنية وغيرها. لماذا وكيف نشأت «شبابيك»؟ عن هذا السؤال ردت سماء أبو شرار: من الأهداف الرئيسية لمؤسسة ماجد أبو شرار الإعلامية تمكين شباب المخيمات في المجال الصحافي. من المهم أن يصل صوت الفلسطيني ومشاكله من خلاله، فهو يعيش تفاصيل حياة المخيم. لهذا باشرنا دورات تدريب صحافي لهؤلاء الشباب. بعد تلك الدورات كنا نسأل وماذا بعد؟ وما هو الأفق المتاح؟ لم يكن كافياً نشر ما تخلص إليه كل دورة.
فقد نشرنا في جريدة «الحال» الصادرة عن جامعة بيرزيت. وفي Palestine Cronicle، ونشرنا كذلك على موقعنا وصفحتنا عبر الفايسبوك كمؤسسة ماجد أبو شرار. شعر الشباب بأهمية ما قاموا به، لكنه ذو فعل محدود. رغبة تطوير العمل بيننا أدت لفكرة «شبابيك». وهو منبر يتيح لمن تدرب مع مؤسستنا تدريب آخرين على العمل الصحافي. وفي الوقت عينه يشكل الموقع منبراً لصورة مختلفة عن تلك النمطية التي تقدم عن الفلسطيني. أي أن يكون الموقع مرآة لهم. المرآة تنقل السلبي والإيجابي، لكن الايجابي غالباً مغفل.
■ وهل من أيجابيات في واقع الحياة في مخيمات لبنان المهملة؟
□ بالطبع موجودة. كثير من الذين يتركون المخيمات يعلنون لاحقاً شوقهم لها. لا شك بوجود ما هو جميل بغض النظر عن الظروف المعيشية القاسية جداً. الارتباط عاطفي وانساني. لهذا يشكل «شبابيك» منبراً وتعبيراً وتدريباً في آن.
■ لماذا يقبل الشباب على التدريب الصحافي بهذه الكثافة فيما افق العمل شبه مسدود؟
□ في المخيمات فراغ قاتل، والمشاركة في الدورة وسيلة لملئ الوقت. وعندما نكون بصدد تدريب نعلن عنه على موقع الجمعيات غير الحكومية «دليل مدني» وموقعنا الخاص وحيث يمكن. يأتون للتدريب حيث الدورات مجانية بالكامل.
■ كيف اخترتم من الذين خضعوا للتدريب ليتابعوا في «شبابيك»؟
□ اخترنا نخبة النخبة، وعددهم حوالي 20 شخصاً. أكثرهم شارك في كافة الدورات التي نظمناها على مدار السنوات الثلاث الماضية. وقبل اطلاق الموقع كانت دورة تدريبية لأسبوع للمحررين، وأسبوع للمراسلين.
■ ما هو العمر الزمني لكل دورة تدريبية؟
□ تختلف باختلاف من يحاضر في كل دورة. في احداها استضفنا استاذاً من جامعة بيرزيت، استمرت الدورة في مخيم برج البراجنة خمسة أيام. رمزي خوري من الأردن اعطى دورة لثلاثة أيام عن الميثاق الصحافي.
■ وماذا عن تمويل «شبابيك»؟
□ «صلات: روابط من أجل الفنون» مؤسسة عبد المحسن قطان بالتعاون مع صندوق الأمير كلاوس يمولون «شبابيك»، كما مولوا دورتي التدريب للمراسلين والمحررين.
■ وماذا عن الموقع الذي انطلق في منتصف الشهر الماضي؟
□ يومياً يُرفد بمواد جديدة عبر اثنين من المحررين. ونعمل في الوقت نفسه لتمكين المحررين قبل أن يباشروا مهماتهم من دون مساعدة. الصحافي العامل في الأردن جهاد الرنتيسي والذي تولى تدريب المحررين والمراسلين يتابع الاشراف على المحررين والمراسلين ليتمكنوا كلياً من مهماتهم. في الواقع يقتصر دورنا على التوجيه، فالعاملون في «شبابيك» هم من يختارون المواد التي يرغبون بالاضاءة عليها. هو موقع منوع فيه الكثير من الصور تحت عنوان «استوديو شبابيك» غالباً يُرفد بصور لشابة تحترف التصوير وتقيم في مخيم الرشيدية، إلى جانب صور أخرى بالطبع وكل منها يحمل قصته. اضافة إلى ابواب أخرى. ونسعى لأن يكون لدينا رسّام كاريكاتور وإلى حينه نستعين بالمتوافر. هو موقع قريب من الناس ويهتم بهم.
■ هل تدرب المحررون عملياً قبل المباشرة بالموقع؟
□ كان للمتدربين حوارات مع الاساتذة طلال سلمان، كريم مروة، مروان عبد العال ومع الباحثة الفلسطينية هنا سليمان. وهي حوارات نعمل لنشرها تباعاً. نرجو من متصفحي الموقع التذكر بأنه ليس محترفاً، بل هو «شبابيك» تسمح للشباب بأن يتعلموا ويتدربوا أكثر.
■ هل يتلقى هؤلاء الشباب دعماً مالياً؟
□ كما سبق القول أننا ممولون من قبل «صلات: روابط من خلال الفنون» اي مؤسسة عبد المحسن قطان بالتعاون مع صندوق الامير كلاوس، ومن خلال المنحة التي توافرت لنا تمت التدريبات الصحافية، وانشاء الموقع واطلاقه.
دعم هذا الموقع يكتسب أهمية كونه منبراً للشباب الفلسطيني الممنوعين من العمل الصحافي في لبنان، وفرصة عمل لبعضهم فللمحررين راتب شهري، والمراسلون يتقاضون على القطعة. هي مبالغ متواضعة وبحسب امكاناتنا، وتجاوب الشباب رائع