كمال خلف كاتب واعلامي فلسطيني

هو إعلامي فلسطيني الأصل ، مواليد سورية ، عمل معد ومقدم في اذاعة القدس واذاعة دمشق والقناة الفضائية السورية وتلفزيون قطر وقناة العالم الفضائية وقناة TRT الفضائية التركية ، ويعمل حالياً معداً ومقدماً في قناة الميادين الفضائية وكاتباً في صحيفة رأي اليوم ومدرباً في مؤسسات اعلامية

الخفاش خادم الجني .. وكشف المستور في وطن الطيور

كمال خلف
جلس الخفاش في كهف مليء بالكنوز، وأسس مضافة للخفافيش الدراويش ، أغدق الجني حارس الكهف على الخفاش وجماعته من الكنز المدفون ، وطلب منه أن يسخر جماعته لإطلاق حملة إعلامية ضد أعدائه ، تردد الخفاش لأن الحملة تستهدف أبناء جلدته في الغابة الواسعة ، وأن ذلك سوف يؤدي إلى سفك الدماء ، فأقنع الجني الخفاش أن الحملة ضد الطيور من الطوائف الأخريات ، وأن الشعارات . يجب أن تكون خدمة لكافة المخلوقات . اقتنع الخفاش بالنظرية بعد أن شاهد النقود الذهبية . فحمل حقيبة المذهبية وأندفع لتنفيذ الخطة الجهنمية .
عقد الخفاش اجتماعا لدراويشه وألقى بهم خطبة عصماء جمع فيها بين إرادة الشعب ورغبة السماء . وبرر الأمور بأن حفر القبور في بلاد الطيور سيكون لأتباع الطائفة المغايرة ، وأن الطيور المهاجره ستعود إلى الوطن المدمر ، وأن الشعب سيتحرر، وأن القتل لفترة وبعدها ينتصر أصحاب العترة . وإن دورهم التحريض في الإعلام ليس فيه قتل ولا إعدام ، فتلك المهمة ستكون من نصيب الأمة .
صفق الدراويش واسسوا محطة فضائية ، في كهف الجني واستضافوا فيها ، أصحاب الفكر والفتوى ، ومن يتقن التحريض.. على معشر الطيور المهيض. تقاتلت الطيور فيما بينها ، وجاءت الغربان من كل مكان لتنهش الجيف ، ثم تنام في أعشاش الطير الوديع ، التي هربت جماعات منها إلى بلاد الصقيع. تاركة الربيع المزعوم.. لنعيق الغربان وزعيق البوم .
تظاهر الجني بالتعاطف مع الطيور الجريحه والفراخ الذبيحه، بينما كان ينفق بسخاء على الغربان السوداء. و نقلت شاشة الخفاش دمار الأعشاش بينما إستمرت بالتحريض لقتل المزيد .
وكان في أطراف الغابة ذئب يحتل الأرض ويفتك بالعرض .. عدو الجميع بمن فيهم الجني الوضيع. تنبذه الطيور وتصفه بالمسعور . فخطر للجني خاطر ” لماذا لا يصادق العدو الماكر لضرب جاره الجبار الذي سكن إلى جواره الدار قرب الدار .. طوال سنين ينعته باللعين . لكنه من الجني أقوى وسلاحه أمضى ، وبما أن الجني يؤمن بالمذاهب فما الضير في أن يستعين بعدوه الناهب ضد جاره المحارب. والذئب يكره الجار ويتوعده بالليل والنهار ؟
لم يحسب الجني حساب غضب أهل الغابة الكرام .. فجلهم نيام، والاخرون مشغولون بالاحتراب والخصام، ولكن الاحتياط واجب فقد يأتيه غاضب أو عاتب ، واذا ذاع صيته بالخائن فلن ينفعه كائن.
ارسل الجني للخفاش النكره صاحب المهمات القذرة، فقد اغرقه بالمال والذهب ،فلم يعد يرفض له طلب . قال الجني للخفاش نريد أن نفتح علاقة مع الذئب ولا اريدك أن تشعر بالذنب. نفذ له ما يريد واطلب منه أن يكون السند والعضيد. في وجه جارنا العنيد . واحرص أن لا يراك أحد فلقاء الذئب جريمة في هذا البلد .
طار الخفاش على عجل وليس في وجهه خجل أو وجل .. يسابق الريح على انقاض الوطن الجريح . الذئب كان يعلم بالقصة فقد سبق الخفاش آخرون إلى المنصة ، بيد أن للطيور وضعا خاصا فقد رفض منهم الصغير والكبير أن يفعلوا فعل الخفاش الحقير ، ولسنوات طوال استعصى على الذئب هذا المنال .
طلب الذئب من المرسال مساحة للترويح له على الإرسال ، وأن يظهر الذئب في بشاشة على جمهور الشاشة . اتفق الاثنان على تشجيع الحوار ، و إعلاء شأن حسن الجوار بين الذئب والأحرار . مقابل المال الوفير من كهف الجني الضرير . وإن يكون التركيز على وطن الطيور وتحديدا في جنوبه الغيور . إذ أن للذئب مطامع في وطن الطيور الواسع .
عاد الخفاش إلى الدراويش يفكر كيف سيقنعهم بالخيانة بعد أن نفذوا مشروع الفتنه بتقانه . عقد الخفاش اجتماعا في الظلام ، إلا أن ضوءا فاجأ الحضور وكشف المستور .
كاتب واعلامي فلسطيني

الذئب.. والثعلب.. وابن عرس

كمال خلف
الذئب مفترس عجول، والثعلب ماكر خجول ،ومعهم ابن عرس لص دجاج مهول، لكنهم من فصيلة واحدة اختار القدر لهم العيش في بقعة جرداء قليلة الكلأ والماء ، إلا أن كنزا مدفنونا في باطن الأرض جعلهم اثرياء، يبددون الثروة بغباء ، فانفقوا على البناء وقتروا على الأبناء. غرفوا المال بالسطول، وافرغوا العقول، اعطوا من كنزهم الحصة الكبيرة للغولة الشريرة ، كي تحمي الارض الجرداء..الملئية بالكنوز السوداء .
وفي أحد الأيام وبينما سكان الغابة نيام ، فكروا في الانتقام من ثلاثة نسور حاولوا التمرد على سطوة الغولة وحليفها الضبع، الذي احتل بيت السبع ،النسور حاولت الاتحاد في الزمن الغابر ، وقاومت بشراسة الضبع الكاسر ، لكن حظهم العاثر ، جعل أحدهم للغولة مهادن وللضبع مساكن، أما النسر الثاني فقد شحن ابن عرس والثعلب والذئب الغولة بالأموال لتشن ضده القتال ، فخربت العش واحرقت الفراخ الصغيرة ، وتركت النسر مكسور الساقين،مهيض الجناحين ، أما النسر الثالث فلم يكن لهم عدو لدود ، فقد كان معهم ودود، لكنه عدو الضبع وبينهم مشكلة حدود ، وعصي على الغولة حليفة الضبع الأولى .
الثلاثة عملاء مهمتم دفع المال بسخاء لتنفيذ خطط الضبع والغولة في الغابة المذلولة.
وعلى عجل ارسل الثلاثة إلى عش النسر الثالث الدود ، في اليوم الموعود ،عاثت آلاف الحشرات ببيت النسر خرابا واقنعوا الدود أن لهم ثوابا ،فقد افتى شيخ الحمير ان الديدان تطير بعد ان تقوم بالتفجير في بيت النسر الكافر، قاتل الحرائر .
أغدق الثلاثة على الدود بالمال والغذاءوالثياب السوداء وزعم الثلاثي انهم يخدمون معشر النسر ، وأن الله قد كلفهم بالأمر .
حاول الثلاثة جاهدين ومن خلفهم الضبع والغولة ، لكن الامر لم يكن بتلك السهولة . وزعق الثعلب بمكبر الصوت ليسمع الغابات.. أن النسر مات . لكن النسور الثلاثة وان أصابها الوهن بسبب تآمر الأخوة الا انها بقيت تملك القليل من القوة ، وكانت باقي المخلوقات منقسمة فمنهم من صدق إذاعات الثلاثي الحقود، ومنهم من لم يصدق لكنه فضل القعود . فالسكوت أسلم عن أصحاب المال و إلا طلعوك على الشاشة بلا سروال . فعند زعماء الأرض الجرداء التشهير مثل شرب الماء .
وفي ليلة ظلماء والكل نيام استيقظ الدهماء من أنصار الذئب وابن عرس الأشقياء ، وفتحوا الإذاعة للهجوم.. على الثعلب الماكر الخدوم. صدم الثعلب بالنار تأتيه من الجوار ، وقال وهو مقهور ويفور ” هل يسقني الذئب وابن عرس من ذات الكأس التي أسقيتها للنسور .. لا بأس ..سألقنهم درس وساكشف المستور ) .
انقسمت الجماعة واستيقظت الكائنات على حفلة راقصات على الشاشات . فللثعب إذاعة لها سطوة وحظوة محترفة بنشر الشائعات وشن الحملات و تشويه السمعات.
جمع الثعلب حوله رعية من كل الأجناس ليكونوا له حراس ،بالصوت والصورة والفكر والمشورة ، فجاء إليه من الطير والزواحف ومن خبراء السلاحف . فالمعاركة مع الذئب الشقيق تحتاج إلى النعيق والزعيق والتخطيط العميق ، فالذئب كبير واذا غضب خطير .
وبات كل طرف يتهم الآخر بخدمة الضبع والتآمر على السبع . ولجأ الطرفان إلى الغولة ، ولكنها تظاهرت بأنها مشغولة .
ولكي يحسم الذئب وابن عرس النصر فكروا بجائزة العصر يقدمانها للضبع، كان العرض يقضي باقناع السبع بالتنازل عن مملكته للضبع ، وأن يصير الأخير صديقا للطير والحمير وان ينام في الغابة قرير ، وإنهاء حالة العداء ونسيان انهار الدماء التي سفكها الضبع السمين بحق أهل الغابة المساكين .
لكن الثعلب المكار يعرف الاسرار ، فهو خبير في خبايا الذئب وأساليب الأشرار ، جمع من ريش النسور الجريحهو صنع ثوبا لبسه لتقديم النصيحة، ووقف في وسط الغابة ونادى للحضور فجاء إليه الجميع .. وقال في خطاب بعد أن حمد الله الوهاب .. يا معشر الكائنات هناك خيانة .
كاتب واعلامي فلسطيني

» سعيد كمال
» الشيخ كمال الخطيب.. بوصلة القضية
» مصطفى كمال أتاتورك
» أكرم الصوراني كاتب من غزة مزج بين السخرية و آلام الواقع
» كمال عدوان.. الروائي وفيلسوف الثورة