[rtl]
“لقاء الجينز مع الشباب” يفشل بعد ساعات:سخط وهجوم كاسح على قرار بشراء “سيارات فخمة” لرؤساء البلديات بعد دعوة الملقي الشعب “لتخفيف الإستهلاك” وإحتفاء بشاب “كركي” أعلن بأن العالم “رغيف خبز”[/rtl]
March 11, 2018
رأي اليوم- عمان- جهاد حسني
هجوم كاسح على وسائط التواصل الاجتماعي على رئيس الوزراء الاردني الدكتور هاني الملقي بعدما وقع قرارا بشراء سيارات “فخمة” لرؤساء البلديات من طراز مرسيدس في اليوم التالي لدعوته العلنية الأردنيين للتقشف والتخفيف من إستهلاكهم.
مئات التعليقات الناقدة للحكومة التي لا تضرب مثلا بالتقشف وتستهتر بالمواطنين برزت خلال الساعات القليلة الماضية ونشر نشطاء على وسائط التواصل ومواطنين عاديين عشرات النسخ من قرار موقع لرئيس الوزراء بخصوص سيارات رؤساء البلديات من الدرجة الأولى.
وصدر القرار بتنسيب من صديق الملقي وزير البلديات وليد المصري وفي محاولة واضحة من الأخير لدعم موقع وزارته ضمن نخبة رؤساء البلديات المنتخبين وخصوصا البلديات الكبرى.
القرار اثار غضبا عارما في صفوف الشارع خصوصا انه اعقب دعوة مثيرة أصلا للجدل من الملقي خلال لقاء شبابي سمي إعلاميا وشعبيا ب”لقاء الجينز″ طلب فيها رئيس الحكومة من الأردنيين التخفيف من الإستهلاك ووصف الوظيفة العامة بأنها “معونة وطنية” مطالبا التفريق بين الوظيفة العامة والتشغيل.
في ذلك اللقاء التقى الملقي و20 وزيرا بنحو 100 شاب يمثلون جميع محافظات المملكة وضمن هيئات شباب الأردن أولا.
في اللقاء ارتدى الملقي وبعض الوزراء سراويل الجينز دلالة على التواضع والرغبة في حديث شبابي مفتوح وابلغ الملقي الشباب بأنهم دخلوا للإجتماع بدون إجراءات تفتيش معتادة دلالة على حرص الحكومة وإحترامها لهم.
وفي اللقاء ايضا ذاع صيت شاب من المشاركين تحدث بإسم شباب مدينة الكرك وخاطب الشاب الرئيس الملقي قائلا” سيدي الرئيس مع الإحترام لكل ما تقولونه احيكطم علما بان المواطن يرى العالم اليوم رغيف خبز “.
وبدا واضحا ان الحكومة تتصرف بلا ترتيب او مطبخ فمعاني التقشف التي برزت في اللقاء الشبابي تبددت مع توقيع قرار شراء سيارات مرسيدس بقيمة تصل نحو 70 الف دولار لرئيس بلدية السلط الكبرى بذريعة ان صيانة السيارة الحالية مكلفة .
ويضع القرار معايير لدفع نفس المبلغ لشراء سيارات مماثلة لكل رئيس بلدية كبرى.
[rtl]
[/rtl]
واجهت دعوة الحكومة للمواطنين الأردنيين بالتخفيف من الاستهلاك، لإظهار الحرص على افتداء الوطن ردود فِعل ساخِطة وغاضِبة ومُنتقدة عند غالبيّة الأُردنيين وعلى مُستوى الوسائط الاجتماعيّة.
وكان رئيس الوزراء هاني الملقي قد طالب الأُردنيين بتخفيف الاستهلاك فِداءً للوطن، ثم وصف الملقي الوظيفة العامة بأنّها معونة وطنيّة، مُتحدّثًا عن التشغيل بدلاً من التوظيف.
كلام الملقي استفزّ قِطاعات كبيرة من الشرائح الأردنيّة خصوصًا، وأنها المَرّة الأولى التي تُوصف فيها الوَظيفة بأنّها مَعونة وطنيّة، وهو خِطاب يُمهِّد لمَرحلةٍ تالِية من خُطط الإصلاح الاقتصادي كما يرى خبراء بعُنوان إصرار صندوق النقد الدولي على التَّخفيف من عَدد المُوظَّفين في القِطاع الحُكومي.
ونُشرت تعليقات بالجُملة تنتقد ما ورد على لسان الملقي من استفزاز خلال لقاء جمعه مع 20 وزيرًا بقِطاعات من الشَّباب تُمثِّل كل المُحافظات.
وطالت التعليقات بأغلبها اقتراحات للملقي، بالتخلّص من السيجار الذي يُدخّنه وهو يتحدّث عن تخفيف الاستهلاك فِداءً للوطن.
وتم التطرّق لسيجار الملقي مِئات المرّات على موقع التواصل “الفيسبوك”، تحديدًا خلال التَّعاطي مع تصريحاته الأخيرة مع الشَّباب.
في غُضون ذلك ظهرت بؤرة جديدة لحِراك احتجاج الأسعار في الأردن، وفي العاصمة عمّان حيث أعلن أحرار بني عباد عن نشاطهم لإسقاط الحُكومة والنَّهج الاقتصادي.
وتجمّع العشرات من أبناء قبيلة بني عباد في منطقة الدوار الثامن في العاصمة عمّان، وبدعوةٍ من المُعارض أحمد عويدي العبادي.
وألقى في التجمّع المُعارض فارس الفايز خِطابًا قصيرًا حذّر فيه العُملاء والجواسيس، فيما نظّمت وقفات احتجاجيّة في الكرك والسلط وذيبان التي شهدت من الخميس تصعيدًا غير مسبوق على لِسان عُضو البرلمان السابق علي السنيد بعدما أعلن انضمامه للحِراك.
ويبدو أن كرة الاحتجاج لا تزال تتدحرج وقد لا تقف عند حدود مُعيّنة، في ظِل غِياب واضِح للمُبادرات الحُكوميّة التي تُحاول توفير شُروحات لاحتواء الجُمهور.