نحن نشكر من يقتل العرب!
جنود الجيش الاسرائيلي والمستوطنون يقومون بقتلهم ويجعلونهم شهداء
صحف عبرية
Mar 14, 2018
لقد حان الوقت لقول الحقيقة، حتى لو كانت قاسية ومرة. نحن شعب بكاؤون يبكون ويولولون منذ أيام دير ياسين وحتى الآن ويتهمون اليهود. كفى. لا توجد إبادة شعب. لا توجد جرائم حرب. لا يوجد قمع.
أنا لا أصدق اليهود الذين يسمّون «نحطم الصمت» أو «بتسيلم». فهم وكلاء للمؤسسة الصهيونية وهدفهم هو البث للأغيار: كم هي اسرائيل دولة ديمقراطية وجميلة، هي فيلا في الغابة.
الجيش الاسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، جيش على كيفك. انساني. له قيم انسانية. طهارة السلاح. ليس مثل جيوش الشعوب العربية. ليس مثل جيش فرنسا في الجزائر أو جيش الولايات المتحدة في فيتنام.
«بتسيلم» تحتج على إغلاق المناطق، رغم أن الاغلاق هو من أجل الشعب الفلسطيني، من اجل أن يبقى مغروسا في أرضه وأن لا يهاجر أبناؤه إلى الغرب ويتحولون إلى لاجئين ويتهمون دولة اسرائيل.
«نحطم الصمت» يضخمون كل حادثة ويتحدثون عن القتل والاعدام. هذا كذب. نحن مسلمون، نؤمن بالله وبالقدر. ومكتوب في كتابنا المقدس متى سيولد كل مسلم ومتى سيموت، وما هو سبب موته. عندما يأتي ملاك الموت فلن يساعد أي شيء. لا توجد رشوة ولا حماية. الجيش الاسرائيلي لا يقتل ولا يقوم باعدام العرب، الله هو المسؤول عن الموت.
جنود الجيش الاسرائيلي يصنعون معروفا مع كل فلسطيني قتل أو أعدم، لأن عائلته ستحصل على هدية شهرية محترمة من أبو مازن، وهو يتحول إلى شهيد يدخل مباشرة إلى الجنة، ويأكل ما لذ وطاب ويشرب الخمر الفاخر وينام مع سبعين عذراء جميلة في كل يوم. أي بطل هذا؟ يجدر أن تكون شهيداً. يا جنود الجيش الاسرائيلي، بربكم، أنا أتوسل اليكم أن تقتلوني. أنا أموت بالعذراوات، ربما سيعدن لي قوة الذكورة في شيخوختي.
أنا أعرف ياسين السراديح من أريحا، من يمكنه تحمل حرارة الصيف الطويل واللعين في أريحا؟ ما هذه الحياة السيئة في أريحا؟ جنود الجيش الاسرائيلي أرسلوه عبر الشارع السريع إلى جنة عدن ليسعد هناك، طعام وشراب وعذراوات، يا سراديح.
ابراهيم أبو ثريا، مبتور الساقين من قطاع غزة، لا يوجد له حتى كرسي كهربائي متحرك. هو يعيش حياة فقر لأن الحياة في غزة بائسة. لقد توسل ليكون شهيداً. جنود الجيش الاسرائيلي أرسلوه عبر شارع 6 إلى جنة عدن. الجندي اليئور ازاريا أشفق على عبد الفتاح الشريف كي لا يعيش معوقاً في الخليل، مدينة الفقراء. لقد ساعده على أن يكون شهيداً وأعطاه تذكرة سفر بالمجان إلى الجنة. المستوطنون صنعوا معروفاً مع الفتى محمد أبو خضير وعائلة دوابشة: خلصوهم من حياة الفقر وحولوهم إلى شهداء يعيشون في جنة عدن.
المستوطنون يساعدون الفلاحين الفلسطينيين، ولا يضايقونهم. نحن نعيش في سنوات محل، لا يوجد محصول. لا نحتاج إلى اشجار زيتون أو كروم أو حقول للقمح.
شكراً للجيش الاسرائيلي وشكراً للمستوطنين. لا توجد جرائم حرب، هذا كذب. لماذا يهددون بـ «لاهاي»، ما هي «لاهاي»؟ هذه رحلة في الربيع إلى اوروبا، نزهة بالمجان.
نحن نشكر كل من يقوم باعدام العرب وكل من يقتلنا. لمن الشكر ولمن البركة؟ لجنود الجيش الاسرائيلي والمستوطنين، وخاصة لمستوطني براخا.
محمد علي طه
هآرتس 13/3/2018