حَرب اغتيالات الجَواسيس تَزداد سُخونَةً بين بريطانيا وروسيا.. إغلاق السَّفارة الروسيّة في لندن وارِد.. ومُقاطَعة “مونديال” موسكو أمريكيًّا وأوروبيًّا غَير مُستبعَد
March 14, 2018
العلاقات البِريطانيّة الروسيّة تَمُر بأزمَةٍ خَطيرةٍ هذه الأيّام، والسَّبب جاسوسٌ روسيٌّ اسْمهُ سيرغي سكريبال، جَرى العُثور عليه غائِبًا عن الوَعي ومَعَهُ ابنته، وسط ترجيحاتٍ بِتَعرُّضِه لهُجومٍ بموادٍ كيماويّة حيث كان يَتنزّه في حديقةٍ عامّةٍ قُرب مَنزِلِه في مِنطقة سالزبري.
السيدة تيريزا ماي، رئيسة الوزراء، تَرأست اجتماعًا لمَجلس الأمن القوميّ البريطانيّ، وأشارت بأصابِع الاتّهام إلى روسيا باعتبارهِا المَسؤولة عن هذهِ الجَريمة، واستخدام أسلحة كيماويّة مَحظورة دوليًّا في تَنفيذِها.
العلاقات البِريطانيّة الروسيّة مُتدهوِرة مُنذ اغتيال جاسوس روسي آخر يُدعَى ألكساندر ليتفينينكو بمادّة إشعاع نووي (البولونيوم) عام 2006، وهِي مادّة شبيهة بِتِلك التي جَرى استخدامها في اغتيال الرئيس الفِلسطيني الرَّاحِل ياسر عرفات.
سيرغي لافروف، وزير الخارجيّة الروسي، نَفى هذه الاتّهامات والإنذار الذي وجّهته السيدة ماي إلى حُكومته، بينما طالَب ديمتري بيسكوف، النَّاطِق باسْم الكرملين، بتَحقيقٍ مُشتَرك بريطاني روسي، أمّا السفير الروسي في بريطانيا الذي جَرى استدعاؤه إلى وزارة الخارجيّة يُطالِب بدَورِه بالحُصول على عيّنة من المادّة المَذكورة قبل الرَّد على أيِّ إنذارٍ بريطانيٍّ مُحذِّرًا من أن موسكو ستَرد بِقُوَّة.
بريطانيا تَشعُر باستهداف أمنها القومي من قِبَل روسيا الذي تَحرِص عليه، وتَعتبره أحد أبرز أوجه سيادتها، واستقرارها الاقتصادي، ولذلك من المُتوقّع أن تتصاعَد هذهِ الأزمة، وقد تتطوّر إلى حَربٍ دِبلوماسيّة كمُقدِّمة لحَربٍ عَسكريّةٍ أوسَع، ربّما بصُورةٍ غَير مُباشِرة في ساحات خارجيّة مِثل سورية وأوكرانيا، فالسيدة ماي أشارت إلى وجود قوّات بريطانيّة في أستونيا المُحاذِية للحُدود الروسيّة في مِنطقة البَلطيق.
لا يَستبعِد المُراقبون ونَحن منهم، إقدام بريطانيا على إجراءاتٍ عِقابيّة أوّليّة سَريعة بدأتها بِطَرد 23 دِبلوماسيًّا روسيًّا فَورًا، وربّما إغلاق السَّفارة الروسيّة بالكامِل لاحِقًا، وتَجميد أموال أُصول الحُكومة الروسيّة، وعَدد من رِجال الأعمال المُقرَّبين مِنها، وسَحب تصريح بَثْ قناة “روسيا اليوم” في بريطانيا، والأخطر من كُل هذا مُقاطَعة الدَّور النِّهائي لمُباريات كأس العالم التي سَتَجري في روسيا الصَّيف المُقبِل.
بريطانيا تَحظى بِدعم ألمانيا وفرنسا إلى جانِب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحِلف “الناتو”، ولجأت إلى مَجلس الأمن لإضفاء صَفقةِ الشرعيّة الدوليّة على عُقوباتِها المُنتَظرة ضِد روسيا، ولكنّها لن تَمُر بسبب “الفيتو” الروسي؟
الفَصل البِريطاني من الحَرب الغَربيّة البارِدة ضِد روسيا يَزداد سُخونةً وتَوتُّرًا، والرئيس ترامب يَنفُخ على جَمرِها ليزيدها اشْتعالاً، وطَردِه لريكس تيلرسون وزير الخارجيّة المُعارِض للحُروب يأتي في ظِل هذا التَّصعيد وجَميع الاحتمالات وارِدة، وغَير مُستَبعدة في هذهِ الأزمة.