ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: حمى «الاستثمار» في مدينة العقبة وجوارها والأهداف «القدس واللاجئون والضفة الغربية» الخميس 15 مارس 2018, 10:45 am | |
| [size=30]«الجيوسياسي» يتحكم: حمى «الاستثمار» في مدينة العقبة وجوارها والأهداف «القدس واللاجئون والضفة الغربية»
بسام البدارين[/size] عمان- «القدس العربي» : تبيع الهيئة المشرفة على مدينة العقبة الاردنية بضاعتها سياسياً في وقت متأخر للغاية عندما تطرح أمام الاعلام شعاراً يتحدث عن القدرة على الوصول الى مليار إنسان على الاقل من مدينة العقبة وفي كل اتجاهات الكرة الارضية أو عبر المدينة. الحديث بمعناه الاقتصادي والتجاري هنا واضح وهو الاستعداد لوجستياً وبشرياً للقيام بأي مهمة لها علاقة بالتجارة الدولية او خدمات النقل البحري يمكن ان يطلبها اي زبون وفي اي وقت. تقول العقبة والموصوفة بثغر الأردن الباسم وعبر مسؤول الاقليم فيها ناصر الشريدة وبحضور «القدس العربي» إنها جاهزة لمثل هذه المهمة. السؤال الذي فات على الجميع طرحه لماذا تعلن العقبة الآن عن قدراتها؟ لا تبدو الإجابة على كل حال متاحة بسرعة لكن العقبة اليوم على خارطة الاقليم المتلاطم الأمواج بمعناها الجيوسياسي وبدون قدرة حقيقية على المزاحمة والمنافسة ليس لأن طاقاتها الفنية لا تسمح بذلك بل لأن أولادها يشعرون بمستوى وحجم الاستهداف لإخراجها من حسابات الاقليم المائية ولأغراض المناكفة السياسية فقط. هنا ثمة تفاصيل كثيرة ومثيرة في واقع الأمر وفي الكثير من الأحيان لكن العقبة على صغرها واستهدافها من كبار الإقليم خصوصاً في السعودية ومصر واسرائيل تقف بذات الوقت كمحطة عازلة واضطرارية لا بل تنتحل من اسمها نصيباً وهي تمثل العقبة الحقيقية أمام تنفيذ سيناريو مشروع ضخم من الواضح ان أغراضه سياسية وتتعلق بتصفية القضية الفلسطينية قبل أي شيء آخر. يبدو للمراقبين هنا أن من خطط من ابناء العقبة البسطاء للإعلان عن قدرتها الى الوصول الى مليار إنسان بالتزامن مع زيارة الامير محمد بن سلمان الأخيرة لمصر يوجه رسالة سياسية لا يمكنها ان تصدر بكل الاحوال بدون دراسة معمقة للواقع وللخطاب وللغة. لأن ما فعله الشريدة ورفاقه ببساطة شديدة امام حشد من ممثلي وكالات الإعلام والفضائيات الاسبوع الماضي يتمثل في لفت النظر وليس الاستعداد لمرحلة تعاون مع مشاريع إقليمية عابرة للدول برعاية الختم المالي لثقل العهد السعودي الجديد والختم الديموغرافي السياسي المصري والنفوذ الإسرائيلي حيث تقبع العقبة اليوم بين اضلاع هذا المثلث الخطير وتريد ليس الدفاع عن نفسها ولكن الحصول وبشكل عادل ومنصف على حصتها. يعتقد وعلى نطاق واسع وسط النخبة الأردنية أن العقبة يتم تجاهلها وخنقها خصوصا بعدما منعت السعودية اهلها من الاستثمار الواسع في حوض الديسي المائي العملاق بجوارها وخصوصاً أيضاً بعدما تردد العام الماضي عن مشروع الجسر الرابط العملاق بين مصر والسعودية عبر البحر وعن موانئ عملاقة ستقام ستضرب ببساطة خط الشحن البري لعمليات العقبة. اليوم تطور الامر فالجانب السعودي بدأ يتجاهل مؤسسات الحكومة الاردنية ويبحث عن فعاليات وشركاء من أهل المدينة. والأمير محمد بن سلمان يبحث مشاريع كبيرة مع المصريين والإسرائيليين تحيط بالعقبة ودون التشاور مع اهلها واصحابها والسعودية فيما يتعلق في استثمارات البحر الأحمر ومشروعات «نيوم» الغامضة تدير كل المشهد مع المصري والإسرائيلي وتقدم للأردني ما تيسر من معلومات غير مفيدة. بمعنى آخر يخطط العهد السعودي الجديد لتحديد مستقبل مدينة العقبة بدون التشاور معها ويبدو ان الحديث عن مشروع دولة فلسطينية في قطاع غزة على بحرين هما المتوسط والأحمر ورقة إضافية للضغط على الأردن ولخنق العقبة التي ستجد نفسها محاصرة ومعزولة تماماً الإ اذا استسلمت وخضعت بسبب المدينة ولكن ليس فيها تحديدًا لان المطلوب الخضوع في اماكن اخرى سياسياً أبرزها واهمها القدس. لذلك تميل بعض مواقع العمق الأردنية الى قراءة تلك المشاريع الغامضة في محيط العقبة وبالقرب من أجوائها بين إسرائيل ومصر والسعودية على انها تدريب بالذخيرة الحية لابتزاز الأردن سياسياً ليس في ملف مدينة القدس فقط ولكن في ملف الضفة الغربية ايضاً. ومن المرجح ان لاعباً محنكاً يفكك بمهارة رموز الاقتصاد سياسياً من وزن رئيس الديوان الملكي الأردني السابق الدكتور جواد العناني يعرف ما الذي يجري وهو يعيد تذكير الأردنيين وعبر صحيفة «الانباط» بان الضفة الغربية ومن الناحية الدستورية لاتزال جزءًا من المملكة الأردنية الهاشمية. قبل مستجدات ما بعد قرار ترامب بخصوص القدس وقبل ولادة مرحلة الامير الشاب محمد بن سلمان لم يكن من الممكن الحديث ببساطة عن تبعية الضفة الغربية للأردن لا بالنسبة للعناني ولا بالنسبة لغيره من السياسيين. وبالتالي يمكن بناء الاستنتاج القائم اليوم بأن مدينة العقبة الأردنية بين خيارين أحلاهما مر وهما الخروج من مولد مشروعات البحر الأحمر بلا حمص او الحصول على حصتها من الفعالية والنشاط، الامر الذي يبرر مؤتمر الإعلاميين الذي عقدته مؤخراً سلطة اقليم العقبة على اساس اظهار القدرات والمهارات الكامنة. حتى الآن الخياران المشار اليهما سياسيان بامتياز وثمة لعبة غامضة وجدت مدينة العقبة الأردنية نفسها في عمقها والوقائع والحقائق لن تنكشف او تتضح قبل مرور وقت معقول على وزن الخيارات وترتيب الملفات. |
|