ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: قصة عدم قبول شهادة «كشيش الحمام» في المحاكم..! الإثنين 02 أبريل 2018, 6:21 am | |
| قصة عدم قبول شهادة «كشيش الحمام» في المحاكم..!الحكاية من قلب العاصمة النابض.. في وسط البلد.. وتحديدا في أحد الأماكن الظليلة خلف مكتبة امانة عمان في شارع الهاشمي بمحاذاة المدرج الروماني، حيث يقع أحد أهم المقاهي القديمة في عمان الخاصة بتجارة طيور الحمام من جميع الأنواع حيث تكون اشبه ببورصة تداول اسعار الحمام.قهوة الحماموهنا.. فإن مفهوم قهوة الحمام كما فسرها احد ممتهني هذه الهواية، لا يمت بصلة إلى فئة المربين الذين يعرفون بـ الكشيشة ، أي أولئك الذين يقومون بتربية واقتناء طيور الحمام في الحارات الشعبية، على أسطح المنازل بطريقة غير قانونية، ويشكلون في كثير من الأحيان مصدر ازعاج للجوار و خطرا على أولئك الذين يقتنون السلالات الأصلية للحمام كهواية و متعة في بيوتهم. وذكر محمد علي القيسي ان المولعين بالحمام وتربيته واقتنائه وبعض السواح و الزوار من مختلف أنحاء العالم يتوافدون إلى المقهى مساء كل يوم للتعرف على شتى أنواع الحمام الذي يعيش في البيئة الأردنية، وأن الحديث الابرز في المقهى عن الحمام و أنواعه وأسعاره وبعض المغامرات في الحصول على الأنواع غالية الثمن والنادرة، مشيرا الى ان انواع الحمام تتعدد و منها العمري والقرقاطي و الشخشرلي والبربريسي و البايملي و المشمشي و العنابي و الكازغندي والفيروزي و الشرابي والابلق و الفاضح و المساود و غيرها.الريش والنوعمن جهته اشار احد هواة الطيور احمد عبدالرحمن الرحاحلة إلى وجود مقاه مشابهة في سوريا ولبنان مبينا أن الاهتمام بالطيور يتم من قبل أطباء بيطريين مختصين من خلال فحصها بشكل دوري واطعامها حبوب الذرة البيضاء أو الصفراء الطبيعية دون تعقيم؛ لأن التعقيم يضر بها.في حين قال مصطفى عبدالكريم المبيضين أحد رواد المقهى الدائمين منذ سنوات طويلة يتردد إلى المقهى يوميا ويلتقي بأصدقائه من هواة تربية و اقتناء الحمام كنوع من الترفيه عن النفس ورغبة منه في معرفة الكثير عن أسرار الطيور وخاصة الحمام بانواعه المختلفة لافتا إلى أنه شهد أكثر من مرة عمليات بيع طيور الحمام التي وصل ثمن بعضها الاف الدنانير وذلك بحسب لون ريشها وطريقة توزعه على جسم الطائر وشكل العينين ولونهما و غيرها من المواصفات التي تزيد من قيمة وجمال طيور الحمام وكلما زاد تعلق الزبون ورغبته في اقتنائها زاد من سعرها.اسواق الطيور في عمان زمانفي غضون ذلك.. يقول فهمي اسكندراني في مدينة عمان لم يكن يوجد سوق خاص لبيع الطيور؛ لكن المهتمين بها كانوا يتواجدون في اماكن تعارفوا عليها ومن هذه الاماكن مقهى الجامعة العربية ومقهى راس العين، اما مقهى الجامعة العربية فقد جرت العادة ان يجتمع هواة الطيور في ركن من اركانه يوميا بعد الساعة السادسة مساء وهناك يعرضون اوصاف طيورهم التي يرغبون ببيعها او شرائها ولكن دون احضار هذه الطيور الى مبنى المقهى، اذ يتفقون على اسعارها فيعود الواحد منهم الى بيته ليرسل احد ابنائه لاحضار الطائر. اما مقهى راس العين فقد كان اشبه بالسوق التجاري العام اذ ان اصحاب الطيور كانوا يستوردونها من الشام ويعرضونها في ركن خاص من المقهى وكانت تتم المساومة عليها داخل هذا الركن.كشيش الحمام لاتُقبل شهادتهوقبل ان نعرج على ركن بورصة الحمام في هذا السوق، فاننا نستذكر احدى طرائف الحميماتية وهو لقب يطلق على المهتمين بتربية الحمام، ونستذكر الطرفة الشعبية التي تقول: ان كشيش الحمام لا تقبل شهادة له في المحكمة.. ويروي فهمي اسكندراني: ان رجلا اخذ عهدا على نفسه ان لا يحلف يمينا صدقا ام كذبا، فطُلب مرة الى الشهادة في المحكمة فخطرت له فكرة؛ اذ انه ذهب الى المحكمة وقد اخفى في قميصه طائرا صغيرا، وعندما نودي عليه كان قد فتح بعض ازرار قميصه وما ان تكلم معه القاضي حتى كان الطائر قد افلت وطار مصفقا بجناحيه عبر القاعة، فقال الرجل: امهلني يا سيدي القاضي حتى امسك الطائر، ولكن القاضي كان قد غضب اشد الغضب فطرد الرجل قائلا: لن تقبل شهادة لصاحب طير ومن يومها قيل: كشيش الحمام لا تقبل شهادته في المحكمة.ذكر وأنثىوحول بعض أسرار مربي الحمام قال وهيب عبدالعزيز من هواة تربية الحمام إن مربي الحمام يميزون الذكر عن الانثى من حجم رأسه و صوته فرأس الذكر أكبر حجما من الأنثى ويصدر صوتا بشكل متواصل في معظم الاحيان بينما رأس الانثى أصغر حجما و تظل صامتة موضحا أن العلاقة بين الحمام و صاحبه حميمة حيث يميز الحمام صاحبه من نبرة صوته والحمام بشكل عام وفي لموطنه فهو يعود اليه و لا يرضى بغيره فالمكان الذي يتربى فيه لا يمحى من ذاكرته.ولفت عبدالعزيز الى إنه يهوى الحمام بشكل كبير حيث دفعه حفاظه على السلالات النادرة و الأصلية، مبينا أن البيوت العربية قديما لم تخل من مكان لتربية الحمام حيث يوجد في البيئة الاردنية حوالي 150 نوعا من الحمام من السلالات الاصلية أي غير الهجينة الذي غالبا ما ينتج من تزاوج لنوعين من الحمام كالميغ و اللورنس والجلف و الشغر أو القادم الينا من الخارج مثل الشيرازي و البالوني مشيرا إلى أن معظم تسميات الحمام لدينا غلبت عليها الاسماء التركية حيث شجع العثمانيون الحفاظ على الأنواع النادرة والسلالات الاصلية منه في البيئات العربية بشكل عام و الشامية على وجه الخصوص مثل البايملي و تعني الطير الرئيس و المشمشي و العنابي و الطير البلدي وهو أضخم الأنواع و يوجد لدى بعض الاشخاص فقط والابلق والفاضح و الشرابي و الماوردي و غيرها الكثير.مشية عسكريةمن جانبه لفت بكر خليل ابوبكر تربوي إلى اهتمام الحكام العرب قديما بتربية الحمام و ضرورة المحافظة على الأنواع الأصلية منه حيث قام الحمام الزاجل أيام الخلافة العربية و الاسلامية بمهام المراسلات كالبريد حاليا واتخذ الرومان من طير العبد مطربش أو الأسود بعبسي شعارا يوضع فوق الخوذة بشكل نصف دائري حيث تغطي رأس هذا النوع من الحمام نصف دائرة من الريش الأحمر أما الحمام الموصلي الأبيض فقد أخذت منه معظم جيوش العالم منه مشيته المميزة حيث يرفع رجلا و يخفض الأخرى مشيرا إلى أن العديد من الدراسات في العالم أكدت أن وجود الحمام بمنظره الخلاب وهديله يحسن المزاج و يروق الأعصاب.الاستيراد مسموح.. بشروطفي غضون ذلك.. فإن تعليمات وزارة الزراعة تمنح تصاريح استيراد طيور الزينة ومن ضمنها حمام الزينة لكل من يتقدم لذلك شريطة امتلاكه رخصا رسمية تؤكد تجارته ببيع الطيور وشرائها ، بالاضافة لحرص الوزارة على عدم منح اي تصاريح بهذا الخصوص للاستيراد من اي بلد سجلت فيه امراض تصيب الطيور حرصا على عدم انتقال تلك الامراض للاردن ، بالاضافة لخضوع الإرساليات المستوردة للحجر البيطري وإجراء فحوصات تثبت خلوها من عدة أمراض أبرزها مرض انفلونزا الطيور ، وفحوصات تضمن سلامة الطيور ضمن اجراءات متبعة في الوزارة لتنظيم هذه العملية وضبطها من جميع الجوانب. بتغني لمين يا حمامختاما.. وعلى كل الاحوال.. تتناهى الى مسامعك وانت تطوف في هذا السوق الاغاني التي اختصت بالطيور للدلالة على المعشوق مثل: رف الحمام.. والحمام بلدي.. مين يشتريك يا حمام بلدي.. الى رائعة فردوس عبدالحميد في مسلسلها الشهير فاطمة : بتغني لمين ولمين ولمين.. بتغني لمين يا حمام.. بتغني لمين ياحمام .. وسيبقى الحمام في عيون العشاق رسائل شوق و محبة و في عيون البسطاء و الطيبين أرواح من فارقوهم وفي عيون العالم رمز السلام فلا بد من تضافر جميع جهود الجهات المعنية للحفاظ على الأنواع النادرة والسلالات الأصلية من الحمام لدينا لأنه كان ولا يزال رمزا للسلام و مبعث الفرح والبهجة بالنفوس. |
|