ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: بين الانتفاضة الأولى و"مسيرة العودة" الأربعاء 18 أبريل 2018, 9:22 am | |
| بين الانتفاضة الأولى و"مسيرة العودة"
y net news.com يوحنان تسوريف 17/4/2018
تبرز أحداث "مسيرة العودة" في حجمها الجماهيري. يخيل أنه منذ الانتفاضة الأولى لم يكن في الساحة الفلسطينية كثرة عدد المشاركين، كذلك الذي اثارته هذه المسيرة على طول حدود قطاع غزة في يومها الأول، يوم الارض 30 آذار، وفي الأسبوع التالي. وفي نظر المنظمين، هذه خطوة بداية في سلسلة خطوات ستصل ذروتها في 15 أيار. وعدد القتلى الأعلى من المتوسط في الأحداث الجماهيرية التي وقعت في السنوات الأخيرة، وعن العدد الكبير من الجرحى، تبعث بين الفلسطينيين من جهة التطلع إلى الثأر كما تزيد لدى الكثيرين الدافع للخروج إلى التظاهر. وبالمقابل ثمة في عدد القتلى والجرحى ما يردع كثيرين آخرين من استمرار النشاط على طول الجدار الحدودي. يبدو أنه بدأ هنا فصل جديد في أنماط الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، حيث يتصدى الجمهور الفلسطيني للحسم أي من الطريقين اللذين تتخذهما القيادتان – تلك التي في رام الله وتلك التي في غزة- يجدر به أن يتبناه كالطريق المفضل للشعب الفلسطيني. وفي الخلفية يصدح فشل الطريقين- طريق المفاوضات والتنسيق الأمني لقيادة السلطة الفلسطينية من جهة، وطريق المقاومة المسلحة لحماس، والذي تصاعد الشك في شرعيته بعد حملة الجرف الصامد في صيف 2014. هذه ذروة مسيرة، بدايتها تعود إلى الانتفاضة الأولى التي نشبت في نهاية 1987. فقد تبين في حينه بسرعة بان منفذيها يعتزمون، بموجات الدعم الدولي الواسع الذي حظيت به، ان يغيروا طرق الكفاح وينتقلوا من العنف إلى الحوار، من الحياة بدلا من إسرائيل إلى الحياة إلى جانبها - التطور الذي سرع الإعلان عن قيام حركة حماس، التي رأت في الاتجاه الذي يتصدره منفذو الانتفاضة، عناصر فتح والتيار الوطني الفلسطيني، مصيبة ستؤدي إلى ضياع الأمل لإعادة اللاجئين إلى ديارهم واعادة بناء الشعب الفلسطيني من البؤس الذي فرضته عليه النكبة. بعد بضعة أيام من إعلان المجلس الوطني الفلسطيني الاستقلال الفلسطيني (15 تشرين الثاني 1988) توجه منشور من القيادة الوطنية الموحدة لحماس، وبنبرة سيادية دعاها للتسليم بالإعلان، والكف عن زرع الانشقاق في اوساط الشعب الفلسطيني، ودمج كل القوات الموالية لها في أتون الانصهار للانتفاضة. كانت هذه بداية الصراع، الذي ارتدى طابع صراع الجبابرة، بين الفصيلين اللذين يمثل كل منهما واحدا من الطريقين والفكرين، ذوي المعتقدات والاساسات الصلبة. حتى ذلك الحين تمتعت الحركة الوطنية الفلسطينية وفتح على رأسها، بمكانة حصرية. فالفكرة الوطنية التي قادتها منحت احساسا مريحا لكل من رأى نفسه فلسطينيا. فقد آمنت الحركة بالعروبة، شريطة أن تترسخ الهوية الفلسطينية وتتلقى مظاهرها السيادية. اما حماس، بالمقابل، فتتحدث بتعابير دينية وطنية، ولا ترى في السيادة الفلسطينية موضوعا مقدسا، وتعتقد بان لا تضارب بين الهوية الفلسطينية والهوية الإسلامية – فهذان هما عنصران يكمل الواحد الاخر ولا يمسان بالهوية الأصيلة الأولى. لقد كان هذا تحديا جسيما طرحته حماس أمام الحركة الوطنية الفلسطينية، شككت بطهارة مقاييسها وخلقت مصدر جذب لكثيرين ساروا وراءها. والخوف من ضياع فلسطين الذي اثاره إعلان الاستقلال في 1988 في اوساط المعسكر الديني والمحافظ، وجد ملجأ في بيته السياسي الذي خلقته حماس في حينه. اليوم، مع مرور نحو 30 سنة عن ذاك المؤتمر، تقف الواحدة قبالة الاخرى وهما حركتان مستنزفتان وممزقتا الاعصاب، وجمهور واسع دهش، خائب الأمل وضائع الطريق وبغياب زعامة قادرة على أن تقوده بشكل اجماعي لحل يضع حدا للمعاناة المتواصلة. فتح بقيادة أبو مازن تتمتع بمكانة الصدارة، بصفتها الجسم الممثل الذي نال اعترافا دوليا واسعا، تحوز تقريبا كل مقدرات الشعب الفلسطيني، تشكل عنوانا لكل مساعدة وتبرع يأتي من الدول الملتزمة بالاتفاقات الدولية أو ترى نفسها جزءا من هذه الأسرة. ولكنها تعاني من تآكل متواصل في مكانتها في أوساط الجمهور، الذي يرى فشلا في استمرار حكمها، في فسادها، وفي عدم قدرتها على تحقيق طريقها السياسي. ويعود الجمهور ليعطي ذلك تعبيرا في الاستطلاعات الكثيرة التي تجرى في المناطق التي تحت سيطرتها. اما حماس، بالمقابل، فركبت لسنوات طويلة على موجة "الرفض الراديكالي". فتصلبها، وعدم استعدادها للحديث بتعابير الحل الوسط، العمليات الكثيرة التي نفذتها في إسرائيل او ضد إسرائيليين، كل هذه منحتها مكانة بطولية، غير مرة وضعت في الحرج، خصمها فتح. ولكن حماس آخذة في فقدان التأييد الجماهيري منذ الانقلاب الذي نفذته في القطاع في 2007، مع انكشاف الفجوة بين الاقوال والافعال، بين التمسك بالمقاومة المسلحة وبين الاخذ بالمسؤولية كحكم، وبقوة أكبر بعد ثلاث حملات عسكرية واسعة، اصطدمت فيها بقوات الجيش الإسرائيلي وخرجت بصعوبة. في المواجهة الاخيرة، الجرف الصامد 2014، اضطرت حماس لان تتصدى لنقد جماهيري وجه لـ "المقاومة المسلحة"، عصفور روحها. ومنذئذ، فإن علامة الاستفهام الموضوعة أمام هذا الخيار واضحة وتلزمها بالحذر. وجاء دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الابيض، وتبنيه الموقف الإسرائيلي، كما قال أبو مازن بشكل خاص ويقول الفلسطينيون بشكل عام – في مسألة النزاع، اعترافه بالقدس كعاصمة إسرائيل (6 كانون الأول 2017) ونيته نقل السفارة الأميركية إلى هناك، اخرجت الولايات المتحدة من موقف "الوسيط النزيه" الذي تمتعت به حتى الان وازالت عن جدول الأعمال الفلسطيني كل محاولة للتقدم في المفاوضات بقيادة أميركية. هذا هو المأزق الاعمق الذي علقت فيه القضية الفلسطينية منذ بدأت المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بوساطة أميركية. ولكن بالمقابل، يدور الحديث عن نسغ مكتل بالنسبة لمن يبحث عن الربط بين شطري الشعب الفلسطيني. أبو مازن، على نحو شبه مؤكد، كان سيتوجه إلى مجلس الأمن كي يبحث في التصعيد الذي أدى إلى وفاة 29 فلسطينيا، حتى لو لم تكن حماس مشاركة في هذه الاحداث. وقد كان هو الذي قرر تأجيل فرض العقوبات على غزة في هذه الاثناء، والتي كان تعهد بها مؤخرا حين أطلق انتقادا حادا على حماس وعلى محاولة الاغتيال للمسؤولين لديه: رئيس الوزراء رامي الحمد الله ورئيس المخابرات ماجد فرج. فإعادة المسألة الفلسطينية إلى مركز جدول الأعمال الدولي تخدم سياسته أيضا. عمليا، اثبت قطاع غزة في أحداث "مسيرة العودة" ما كان معروفا منذ الانتفاضة الأولى. فقد كان القطاع هو الذي أثار الانتفاضة، بخروج الشيوخ، النساء والأطفال إلى الشوارع واعطاء تعبير حقيقي عن قوة البعد الجماهيري. كما كان القطاع الأول في الكفاح، منذ السنة الثانية من الانتفاضة الشعبية، بمظاهرها السلبية وأدى إلى خبوها. فالضائقة القاسية، وكذا احساس الدونية والظلم السائدين في القطاع، هي مادة اشتعال تخلق رواسب وتتفجر عندما تكون الساعة ناضجة والذريعة الفورية موجودة. اما الواقع اليوم فأصعب حتى من الماضي، والانقسام بين الطرفين فاقم الضعف الفلسطيني لدرجة الشلل. ولكن إعلان القدس من جانب الرئيس ترامب وتصريحه بشأن نقل السفارة الأميركية إلى المدينة خلقا قاسما مشتركا، ربط بين كل مراكز القوة الفلسطينية – مؤيدي حماس، ابو مازن ومعارضي الجهتين على حد سواء. ومع ذلك، مشكوك جدا أن تتمكن عموم هذه الجهات من أن تستخلص من البعد الجماهيري للاحتجاج الانجازات التي استخلصوها في الانتفاضة الاولى. وذلك رغم شك الجمهور بصدق نوايا القيادتين، غياب الدعم الدولي والعربي حتى الآن، وإضافة إلى الردع الذي تخلقه إسرائيل في ردها على المظاهرات. بالمقابل تجدر الاشارة إلى أن يومي الجمعة الاولين منذ بدأت هذه الاحداث يفيدان بان البعد الجماهيري لم يفقد من قوته. كما أن حقيقة أن الارتفاع في حجم العمليات والاحتكاك مع إسرائيل منذ "إعلان القدس" لترامب يتواصلان لفترة زمنية اطول من المعتاد منذ صيف 2014، تفيد بانه توجد طاقة قادرة على أن تغذي مزيدا من النشاط من هذا النوع. أساس الاختبار هو لحماس، بصفتها الحاكم في القطاع. فهل ستنجح من خلال "مسيرة العودة" التي تقودها وان لم تبادر اليها، في توسيع القاسم المشترك بين المعسكرين الفلسطينيين المتخاصمين، في زيادة الدافعية للمشاركة والابقاء على التوتر والتصعيد بجوار الجدار، حتى الذروة المخطط لها في 15 أيار، أم ربما تكتفي بمحاولة القاء المسؤولية عن فشل المصالحة الفلسطينية الداخلية والواقع الداخلي الضعيف على قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله؟ الايام ستقول. إسرائيل من ناحيتها، بالتوازي مع سعيها لاحتواء احداث الجدار ومنع الانتقال إلى تصعيد جارف، وبينما تؤيد طلب أبو مازن، "قانون واحد وسلاح واحد" في الساحة الفلسطينية، تضطر إلى التصدي لنتائج تفاقم المشاكل الانسانية السائدة في قطاع غزة – والتي مصدرها، ضمن أمور اخرى، في العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على حماس، وعليه فسيتعين عليها أن تساعد في تجنيد التبرعات التي غايتها التخفيف من الضائقة السائدة في القطاع. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: بين الانتفاضة الأولى و"مسيرة العودة" الأربعاء 11 ديسمبر 2019, 8:17 am | |
| 32 عاما على الانتفاضة الفلسطينية الأولى.. الحجارة تتحدى سلاح إسرائيلتمرّ اليوم الإثنين، الذكرى الـ32 على انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى (9 ديسمبر/ كانون الأول عام 1987)، والتي يسميها الفلسطينيون بـ”انتفاضة الحجارة”، في ظل تجدد الدعوات لإطلاق انتفاضة جديدة.انتفاضة الحجارة بدأت من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة، وانتقلت إلى كافة المدن الفلسطينية الأخرى، لتكون من أهم الأحداث التي أثرت على تاريخ فلسطين المعاصر، كما يرى محللون سياسيون.ومن أبرز تداعيات هذه الانتفاضة على الساحة الفلسطينية تغييرها للخارطة الحزبية، فقد دفعت باتجاه ظهور أحزاب جديدة من جهة، وإعادة إحياء الأحزاب التي كانت موجودة آنذاك.استمرت هذه الانتفاضة لمدة 6 سنوات، قبل أن تنتهي بتوقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، عام 1993.وأطلق الفلسطينيون اسم “انتفاضة الحجارة”، على هذه الانتفاضة لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها للتصدي للآليات العسكرية والبنادق الإسرائيلية.إلى جانب الحجارة، استخدم الفلسطينيون أدوات بسيطة في التصّدي للاحتلال، مثل الزجاجات الحارقة المعروفة باسم “مولوتوف”.وبحسب بيانات رسمية، تقدّر حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين استشهدوا بفعل الاعتداءات الإسرائيلية خلال انتفاضة الحجارة، بحوالي 1162 فلسطينيا، بينهم حوالي 241 طفلا، فيما أصيب نحو 90 ألفاً.أما عن الجانب الإسرائيلي، بحسب بيانات سابقة صادرة عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم”، فقد قتل نحو 160 شخصا.اندلاع الانتفاضةالشرارة الأولى لهذه الانتفاضة اندلعت مساء الثامن من ديسمبر 1987، على إثر حادثة دهس سائق شاحنة إسرائيلي لمجموعة من العمال الفلسطينيين (استشهد 4 منهم آنذاك)، على حاجز بيت حانون (إيرز)، شمالي قطاع غزة.في اليوم التالي بعد صلاة الفجر، قرر الفلسطينيون البدء بترتيب مظاهرات غاضبة ضد الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جباليا شمالي القطاع.كما أن السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، واستمرار سرقة الأراضي، وبناء المستوطنات، وجباية الضرائب، ومواصلة اعتقال الفلسطينيين وقياداتهم ومحاصرة المدن والقرى، كلها أسباب دفعت باتجاه اندلاع الانتفاضة واستمراريتها.الشهداء الأوائل لهذه الانتفاضة كانوا، بحسب مراجع تاريخية، من التيار الإسلامي (جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين) وهما “حاتم أبو سيس ورائد شحادة”.وبحسب ما أورده الكاتب الفلسطيني، محسن صالح، في كتابه “القضية الفلسطينية.. خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة”، فإن هذه الانتفاضة تميّزت بأربعة مظاهر.المظهر الأول أن الفلسطينيين داخل إسرائيل أخذوا زمام المبادرة النضالية وشاركوا في الانتفاضة، وأما الثاني مشاركة التيار الإسلامي بقوة وفاعلية، وأما المظهر الثالث أنها شملت كافة قطاعات الشعب وفئاته العمرية، وأخيرا فقد اتسمت بالجرأة والتضحية والإصرار على القضاء على العمالة والفساد.الخارطة التنظيميةتلازمت أحداث انتفاضة الحجارة مع ظهور تنظيمات فلسطينية جديدة غيّرت من الخارطة الحزبية للفلسطينيين، مثل تأسيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.وبعد نحو أسبوع من اندلاع انتفاضة الحجارة، تحديدا في 14 ديسمبر/ كانون أول 1987، تأسست حماس على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.وأدى انخراطها، الذي وصفه مراقبون سياسيون، بالقوي في أحداث انتفاضة “الحجارة” ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى انتشار نفوذها بشكل واسع في الساحة الفلسطينية.وحملت حركة حماس السلاح، عام 1987، من خلال تأسيس جهاز عسكري أسمته “المجاهدون الفلسطينيون”، ثم أسست جناحها المسلح الحالي (كتائب عز الدين القسام) عام 1992، والذي يقول محللون إنه ساهم في تغيير معادلة “الصراع مع الاحتلال”.الكتاب والمحلل السياسي، تيسير محيسن، يقول إن البيئة “السياسية التي كانت حاضرة قبيل انتفاضة الحجارة ساهمت إلى حد كبير في إذكاء جذوة الانتفاضة، خاصة عند بداية ظهور تشكيلات تنظيمية سياسية جديدة”.وتابع: “التيارات الإسلامية تفاعلت بشكل كبير قبل بداية انطلاق الانتفاضة وساهمت في رسم معالم ديمومتها، لذا تفاجأ الاحتلال من القوة والتنظيم والإعداد والسيطرة والحشود، وهذا ترجم عمليا خلال التظاهرات التي كانت تظهر وحالة الاشتباك في كل المحاور”.وبيّن أن التيار الإسلامي في فلسطين كان “له عمل ضخم”، في العقود التي سبقت الانتفاضة.في الوقت ذاته، ساهمت انتفاضة الحجارة في إعادة إحياء التنظيمات الفلسطينية التي تأسست في أوقات سابقة، وأبرزها حركة فتح، ومن التيار الإسلامي حركة الجهاد الإسلامي، والتيارات اليسارية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية.فتم تشكيل إطار متابع للانتفاضة تحت مسمى “القوى الوطنية الفلسطينية” (يضم فصائل منظمة التحرير).وصدر أول بيان عن القوة الوطنية الفلسطينية في الثامن من يناير/ كانون ثاني 1988، دعا الشعب للمشاركة في فعاليات الانتفاضة والإضراب العام رفضا للاحتلال.واستمرت المشاركة الفصائلية في فعاليات ومظاهرات انتفاضة الحجارة حتّى توقيع اتفاقية “أوسلو”، عام 1993، حيث شهدت هذه الفترة انخفاضا كبيرا لمشاركة حركة فتح وعدد من فصائل منظمة التحرير، وفق محيسن.في حين أن التيار الإسلامي الرافض لاتفاقية “أوسلو”، الممثل بحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” إضافة لتنظيمات يسارية، واصلوا العمل النضالي بأشكاله المختلفة، كما يقول محيسن.أدوات المقاومةاستخدم الفلسطينيون، خلال انتفاضة الحجارة، أدوات بدائية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يملك أعتى وأكثر الأسلحة تطورا.الحجر، كان السلاح الأول الذي قارع به أطفال وشباب ونساء فلسطين الجيش الإسرائيلي، الذي يتخذ آليته العسكرية درعا واقيا له.المؤرخ الفلسطيني، سليم المبيض، يقول إن الحجر اعتبر آنذاك نوعا من أنواع الإبداع في المقاومة.وأضاف: “إرادة الشعب في التحرك ضد المحتل كانت العامل الأساسي في إنجاح هذه الانتفاضة لكثرة الظلم الذي تعرّض له الشعب بغزة والضغوطات الاقتصادية والسياسية”.وأوضح أن الإضراب العام كان من إحدى أدوات الاحتجاج التي استخدمها الشعب آنذاك، وشارك فيها فئة التجار بشكل واضح.كما استخدمت جدران الشوارع في تحريض الشعب للمشاركة والاستمرار في هذه الاحتجاجات، لتعتبر هذه سمة عامة منذ دخول الفصائل الفلسطينية على خط تنظيم الاحتجاجات، بحسب المبيض.إلى جانب ذلك، استخدم الفلسطينيون السكاكين والزجاجات الحارقة في مقارعة جنود الجيش الإسرائيلي.حرق إطارات المركبات، كانت أيضا إحدى وسائل الاحتجاج واستخدمها الفلسطينيون لتشويش الرؤية على الجنود من خلال الدخان الأسود الكثيف الذي يشكّل حاجزا يعيق الرؤية.إلى جانب ذلك، لجأ الفلسطينيون لـ”العمليات الاستشهادية”، كنوع من المقاومة ردا على الاعتداءات الإسرائيلية، وفق المبيض.لكن عمليات خطف الجنود كانت إحدى الوسائل النادرة والتي تم تنفيذها مرة واحدة خلال الانتفاضة الأولى.أبرز عمليات الانتفاضة– تفجير حافلة 405 الإسرائيلية، تابعة لشركة “إيغد”، وهي “عملية استشهادية” نفّذها عبد الهادي غانم، أحد أعضاء حركة الجهاد الإسلامي، في 6 تموز/ يوليو 1989، ما أدى إلى مقتل 16 راكبا وإصابة 27 آخرين بجراح مختلفة.– عملية خطف الجندي الإسرائيلي “نسيم تولدانو”، التي نفّذتها كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلّح لحركة حماس، في 13 سبتمبر/ أيلول 1992، وأطلقت عليها اسم “عملية الوفاء للشيخ أحمد ياسين (مؤسس الحركة)؛ والذي كان معتقلا آنذاك، في السجون الإسرائيلية ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة.جاءت عملية خطف الجندي من أجل التفاوض مع الجانب الإسرائيلي والإفراج عن ياسين، وسلمت حماس مطالبها للجنة الدولية للصليب الأحمر وأمهلت إسرائيل 10 ساعات للتحقيق مطالبها وإلا ستقتل الجندي الأسير لديها، لكن الأخيرة رفضت المطالب، وما كان من حماس إلا أن نفّذت تهديدها.وبعد توقيع اتفاقية “أوسلو”” انخفضت المشاركة في الانتفاضة، لكن المنتسبين للتنظيمات الإسلامية استمروا بتنفيذ “العمليات الاستشهادية”، التي اعتبروها جزءا من الحالة النضالية، وردا على الاعتداءات الإسرائيلية بحقّ الشعب.انتفاضة جديدةالكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم يرى أن البيئة السياسية الحالية غير مهيأة لاحتضان انتفاضة فلسطينية ثالثة.وقال إبراهيم: “شهدنا في الأعوام السابقة نحو 3 هبّات شعبية في القدس، كانت بدافع ذاتي شبابي وجماهيري بعيدا عن القيادات والفصائل الفلسطينية”.وأوضح أن الانتفاضة بحاجة إلى عمل جماهيري تراكمي إلى جانب حاضنة تنظيمية، الأمر الذي لم يكن موجودا في السابق.واستكمل قائلاً: “لم يكن للهبّات أهداف طويلة الأمد كإشعال الضفة الغربية، ولا خلفية عمل تنظيمي موحّد”.وعلى الرغم من تصنيف تلك الهبّات ضمن المقاومة السلمية، إلا أن القيادة الفلسطينية الرسمية التي تتخذ من هذا النوع من المقاومة شعارا لها لم تتبنَّ تلك الهبّات، على حدّ قوله.إلى جانب القصور الفصائلي عن احتضان المقاومة الشعبية، فإن السياسات الإسرائيلية القائمة على عزل المدن عن بعضها البعض تقلل من احتمالية نشوء أو نجاح أي بوادر لانتفاضة جديدة، التي يجب أن تقوم على مواجهة الاحتلال، وفق تعبيره.في مثل هذا اليوم قبل 32 عام انتفضنا.. ضاعت الانتفاضة.. وبات لدينا وزراء وسفراء.. وعمارات وقصورشكلت الانتفاضة الأولى مفصلا أكيدا في وعي جيل كامل من الفلسطينيين الذين عاشوا حلم التحرر من الاحتلال. كنت ابنة ١٥ ربيعا، تحولت احلامي الى ترقب لجني حصاد الحرية المطلقة من الاحتلال. فنحن شعب انتفض عن بكرة ابيه وحمل الحجر في مواجهة احتلال لم يرحم. كانت فلسطين المطبوعة في وجداني هي تلك التي تشكل حدودها الجليل والجولان من الشمال وبئر السبع من الجنوب. كانت كلمة إسرائيل كلمة غير محكية. كانوا يهودا سيرحلون عودة الى بلادهم، فإسرائيل ليست الا “طارئا”، “مؤقتا” الى زوال.صار الحجر سلاحا نحمل فيه احلامنا ونقذف فيه كوابيسنا لنتخلص من احتلال قتم على حلم الحرية في نفوسنا.كان اول حاجز، وتوالت أوامر منع التجول، وكان الضرب بالهراوات والرصاصات المطاطية. صار صكيك اقفال المحلات عندما تغلق الساعة الواحدة تماما، كصوت أجراس الكنائس مبشرا بحلول عيد.جيل كامل تشكل وعيه نحو هذا التوجه للتحرر. فلقد حان وقت خلاصنا… كنا بسذاجة نفكر.لم نكن نعرف ان ما كنا نزرعه من امل للحرية، كان يتم التخطيط لبيعنا وهم ما صار أوسلو.كان حنيننا لناسنا في الغربة وأماكن اللجوء عظيم.كانت هواجسنا من اجل علم فلسطين يرفرف على سارية او حتى على شباك منزل كالحلم المستحيل.كان املنا بقيادة فلسطينية تحمل همنا وتفض الظلم عن ظهورنا طيلة عقود احتلال ظالم حقيقي وكبير.سنوات من الانتفاضة صارت تشكل مظاهر حياتنا بكل اتجاهاتها. التعليم صار بالبيوت، واللباس صار متناغما مع انتفاضتنا، فكل فلسطيني معرض لأن يحمل الحجر في أي لحظة. معالم الحياة اقتصرت على ما تحتاجه الانتفاضة، فلا فرح مع شهيد قريب او جار معتقل او فتى جريح. توحدنا نحو املنا بحرية لا بد قادمة.كبرنا وكبر الحلم نحو الحرية. ازدادت الحواجز وتحول من “طيارة” الى ثابتة. وزاد القمع والظلم، فصارت الهراوات توجه لتكسير العظام والرصاصات المطاطية تضرب بالرؤوس. ازدادت الاعتقالات وكثر منع التجوال. وصمدنا بحجم ايماننا بانه لا بد للقيد ان ينكسر، بعدما انتصرنا كشعب لرغبتنا بالحياة.كانت رغبتنا بالثورة تتأجج بوجود ثوارها المنتظرين للعودة. فانتفض وجداننا نحو انتفاضة يكللها ثوار فنوا حياتهم باللجوء من اجل قضيتنا وانتظرناهم بقدر انتظارنا للحرية.انتظرنا المخلص منهم والمحرر والمحقق لنا حلم العودة.انتظرنا تحرير فلسطين بعودتهم.انتظرنا قيادة تصد عنا الرصاصات والهراوات.انتظرنا انتصارا لانتفاضة شعب اعزل يقبع تحت اضطهاد وظلم احتلال.وجاءت أوسلو…تكسر الحلم فينا، كما تتكسر اجنحة طائر محلق نحو السماء.واستبدلنا حلم الطيران والتحليق بالزحف على امل ان تنبت الاجنحة بوجود قيادة ستغذي امالنا وتحملنا نحو التحليق بتحقيق الحرية.وصار الوطن علما مرفوعا بأرض محدودة على امل لمفاوضات تحولت مع السنوات الى القضية ونسينا القضية الاصلية.وتقسمت الأرض الى مناطق، وزرعت المستوطنات بأراضينا وخلعت أشجار الزيتون.ورفع العلم الفلسطيني ورفرف وفرحنا وانتصرنا لعلمنا.صارت الحواجز معابرا، ودكت الأرض جدارا وأسلاك شائكة، وصار حلم المرور عن الحاجز بحجم حلم دولة آفلة.وصار عندنا وزارات ووزراء، هيئات واستثمارات وبنوك ومؤسسات وامن وموظفين من مدراء ووكلاء وعقداء والوية بحجم وطن.صار عندنا ابنية حديثة وقصور وحدائق ومتاحف ومعارض، وضعنا فيها امنياتنا بحلم وطن.وانتخبنا رئيس وعشنا حلم الانتخابات والم رحيل رئيس رحلت معه الاحلام وانفضت الأوهام وصارت من لحظتها حياتنا نفض لمآسي تتراكم فتتناثر فتتشكل من جديد لتنفضنا كأشخاص وكشعب ووضعتنا في هذا الحال المقيت.في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة عقود، كنت احلم بهذا اليوم متخيلة نفسي وانا ام فخورة بجيلها الذي استطاع ان يدحض اضطهاد سنوات احتلال مباغت. كنت أرى في حلمي الربيعي فلسطين محررة من احتلال كان يقهر الحياة فينا ويقمع احلامنا وينهي امالنا. لأجد نفسي في حقيقة غاب عنها الربيع ولم نعش منها الا شتاء قاحل لا ينتهي. انفض من الانتفاضة أحلام الصبا، وابعثر اماني امام ابنائي لا يفهمون معانيها، لأحلام يرونها عبثية لجيل لا يمكن وصفه الا بالساذج.ولم يبق من الحلم الا اسمه، ومن الانتفاضة الا ما تناثر من اثرها علينا بحاجز صار معبر ، وجدار صار يحدد ملامح مدننا وقرانا، وحلم بتصريح للدخول والخروج بلا تعطيل واثارة ، ومقاطعة صارت بها حدود السيادة وينتهي اليها حلم وطن ليس بالوطن من قريب ولا بعيد.وطن منقسم على نفسه تحول العلم فيه الى علم حزب، وصارت حدود السيادة تشكل يوميا من قبل جندي بلا رتبة.وطن يتناحر النزاع في داخله من كل الاتجاهات.وطن نفضته أوسلو وصارت انتفاضته ذكرى لحلم لم ير النورتعليقعن الحلم الفلسطيني، عندما بدأت ثورة الحجارة والإنتفاضة المباركة, وكنا نحلم في كل الوطن العربي٠ثم جاء أوسلو، ولم يستمعوا لإدوارد سعيد اللذي نبههم من الفخ المنصوب ومن الشبك اللذي لن تستطيع منظمة فتح الخروج منه٠هاهو السيد الرئيس المبجل محمود عباس يدير القضية الفلسطينية لصالح العدو، وبطريقة لم يكن يحلم به الإسرائليون في ضمن أوسلو٠السيد عباس يقول أنه لا يريد العودة إلي قريته صفد, و ينعت المقاومة بالإرهاب، ويوشي بأبطال المقاومة لجنود الإحتلال، وينبش في محفظات الأطفال عن خناجر المقاومة،ويتذلل للقاء عدوه, ربما من أجل أخذ صورة تذكارية معه , وجعل الشرطة الفلسطينية أداة لحماية المستوطنات وقمع الفلسطينين،كل هذا لم يكن يحلم به جيش الإحتلال، قدمه لهم عباس علي طبق من ذهب، ودون أي مقابل ما عدا جلوسه في كرسي الرئاسة مع بطاقة VIP المهينةللتصرف في الوزارات والسفارات والحفلات والسيارات الفارهة, وكأنه في دولة مستقلة، غير عابئ بهموم الشعب الفلسطينيهذا الإنسان باع وطنه، ومات فيه كل شيئ , وعليه أن يرحل هو وشلته الخائنه٠لك أختاه ,ولكل طفل فلسطيني، سلام وألف محبة, من أرض جميلة بوحيرد٠ |
|