قمة كامب ديفيد 2000 ؟
كامب ديفيد 1978:
حتى لا تختلط علينا الأمور نذكر أن الاتفاقية القديمة (
اتفاقية كامب ديفيد 1978) والتي وقعت في منتجع كامب ديفيد في ولاية مريلاند في أمريكا ، انبثق عنها معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.
وفي تلك المعاهدة اعترفت مصر بدولة اسمها إسرائيل على
أراضي 48وبالمقابل أعاد الاحتلال سيناء إلى مصر بسيادة منقوصة.
أما قمة كامب ديفيد 2000 فهي جولة أخرى من المفاوضات اقترح فيها الكيان الصهيوني شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية ورفضتها
منظمة التحرير الفلسطينية. قمة كامب ديفيد 2000:
هي قمة عقدت في منتجع كامب ديفيد عام 2000 وباءت بالفشل من أجل إيجاد حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. حيث دعا الرئيس الأمريكي حينها “بيل كلينتون”، رئيس الوزراء الإسرائيلي “إيهود باراك”، ورئيس السلطة الفلسطينية “ياسر عرفات” من أجل التفاوض على نتيجة نهائية للقضية الفلسطينية.
دامت القمة لمدة أسبوعين دون نتيجة . وقام الإعلام الغربي بعدها بتحميل كل المسؤولية على الرئيس ياسر عرفات لرفضه الاقتراحات الإسرائيلية والأمريكية خصوصاً بعد اندلاع
الانتفاضة الثانية بعد هذه القمة بأشهر.
وفي إعلام دولة الاحتلال يسمى هذا “العرض السخي” الذي رفضه الفلسطينيون ويكثر ذكرها كثيراً على أنها دليل لرفض الفلسطينيين لسلام دائم.
الدولة الفلسطينية المقترحة حسب كامب ديفيد 2000
الخطة الأمريكية – الإسرائيلية المقترحة:
بما أن القمة فشلت وبما أنها بقيت سرية فستجد بعض الاختلافات في الروايات خصوصاً عن
القدس. ولكن أشارت الدلائل إلى أن معالم الحل النهائي التي تم بلورتها تتضمن ما يلي:
الدولة الفلسطينية
أولاً: موافقة إسرائيلية على إقامة الدولة الفلسطينية على حوالي 94 % من مساحة الضفة (عدا القدس) إضافة إلى كامل
قطاع غزة بالشروط التالية”:
- أن لا تتمتع هذه الدولة بجيش يمتلك أسلحة ثقيلة
- السماح لقوات الاحتلال الإسرائيلي بالتواجد في أراضي وأجواء هذه الدولة
- بقاء الدولة مقطعة الأوصال (فصل الضفة عن غزة + تقسيم الضفة إلى كانتونين كبيرين على الأقل)، مع ربط هذه المناطق ببعضها عن طريق ممرات آمنة تقع تحت السيطرة الفلسطينية، ولكنها ستظل تحت رحمة الاحتلال الذي يفرض شروط المرور فيها.
- إعطاء الفلسطينيين سيطرة على المعابر الحدودية مع الأردن ومصر ضمن إطار استمرار الرقابة الأمنية الإسرائيلية عليها.
- احتفاظ الإسرائيليين بمنابع المياه في الضفة مع الاستعداد للاتفاق على إعطاء الفلسطينيين حصة محدودة منها.
الدولة الفلسطينية المقترحة حسب قمة كامب ديفيد 2000
اليمين: الضفة الغربية
اليسار: القدس
اللاجئون
ثانياً: حل قضية اللاجئين (حوالي 4 مليون) وفق إطار التعويض والتوطين (أي بقاءهم في بلادهم دون العودة إلى فلسطين) مع إعادة جزء بسيط منهم وفق الآتي:
- عدم اعتراف الدولة العبرية بأية مسؤولية قانونية أو مدنية لتشريدهم.
- موافقة الدولة العبرية على إعادة حوالي 100 ألف منهم ضمن الإطار “الإنساني” المتمثل بلم شمل العائلات، واعتبار ذلك بمثابة موافقة على قرار 194 (الذي يضمن حق العودة)
- السماح للدولة الفلسطينية بإعادة نصف مليون منهم وفق برنامج زمني محدود
- إقامة صندوق دولي لتعويض اللاجئين يساهم فيه الكيان الصهيوني وأمريكا وأوروبا، شريطة أن يتضمن تعويض اليهود الذين خرجوا من أماكن سكناهم في الدول العربية بعد قيام الدولة العبرية عام 1948
القدس:
ثالثاً: تقسيم مدينة القدس وضم أغلبها إلى سيادة إسرائيل باستثناء بعض الأراضي و “البقع” تحت السيادة الفلسطينية. وضم
المسجد الأقصى (فيالقدس القديمة في القدس الشرقية) إلى السيادة الإسرائيلية حيث فيه –حسب زعم الكيان الصهيوني – جبل الهيكل مع السماح للمسلمين بزيارته.
فشلت قمة كامب ديفيد بشكل رئيسي للأسباب التالية:
- عدم تنازل الطرفين عن سيادة القدس القديمة (جزء من القدس الشرقية) وفيها المسجد الأقصى.
- تقطيع أوصال الدولة الفلسطينية لا يهيئ للدولة الجديدة أي نوع من الاستقرار.
- تضع جانباً قرارات دولية مثل (حق العودة واعتبار شرقي القدس أراض محتلة…الخ).
القدس حسب اقتراح كامب ديفيد 2000