تؤكد الدراسات على أن شجرة السماق تعتبر من اهم الأشجار التي تنمو في المناطق الوعرة وشبه الجافة، وتتحمل الظروف البيئية القاسية وذات مردود اقتصادي وقدرة على مقاومة انجراف التربة.
وأصبحت هذه الاشجار مهددة بالانقراض نتيجة القضاء على آلاف الشجيرات أثناء استصلاح الأراضي واستبدالها
بالأشجار المثمرة أو استخدامها لأغراض أخرى.
ونظراً لندرة المراجع العلمية المختصة بزراعة هذا النبات والعناية به.
تم إعداد هذه النشرة من خلال مشروع " حماية النباتات الطبية والعطرية" لبيان أهمية هذا النبات وكيفية المحافظة عليه وزراعته واستغلاله بشكل مستدام ولتعميم الفائدة المرجوة على كافة مزارعي الاردن.
الوصف العام
الاسم العلمي: Rhus coriaria L
العائلة: العائلة السماقية، البطمية أو المنجية ( Anacardiaceae)
الاسم الانجليزي: Sicilian Sumac, Elm- Leaved, Sumac
الاسم العربي: عبرت، تمتم، سماق، سماق الدباغين، طمطم، سماقيل، عربرب وعترب.
تضم العائلة البطمية ما يقارب 70 جنساً و 600 نوعاً، وتنتشر هذه العائلة في المناطق الدافئة والمعتدلة، وتضم نباتات مهمة اقتصادياً كالفستق الحلبي والسماق.
وتتواجد نباتات السماق في آسيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وشمال أمريكا على شكل أشجار أو شجيرات صمغية راتنجية. وتكون أوراقها متبادلة عديمة الأذنات( زائدة ورقية مزدوجة في قاعدة معلاق الورقة) ريشية مجزأة من 3-5 أجزاء أو بسيطة ويشمل جنس السماق حوالي 250 نوع وتفيد كلمة Rhus باليونانية اللون الأحمر لما يمتاز به هذا النبات من لون أحمر داكن للثمار والأوراق وقت الخريف. الأزهار خنثى ( الأزهار التي تحتوي على أعضاء التأنيث والتذكير معاً) أو وحيدة المسكن ( الأزهار إما ذكرية أو أنثوية) عنقودية رأسية أو طرفية.
الموطن ومناطق الانتشار: يتواجد السماق في شمال أمريكا والمناطق المعتدلة في أسيا وحوض البحر المتوسط وأفريقيا. ويتواجد بشكل طبيعي في الاردن بمناطق السلط، جرش، عجلون، لواء الكورة، عمان، ماحص والفحيص.
أهم أنواع السماق:
• سماق الدباغين، سماق الخل (Rhus coriaria )
• السماق القطني( Rhus continues)
• السماق الثلاثي الأجزاء، سماق اللك أو العرن ( Rhus tripertata)
• السماق الحلو ( Rhus aromatica)
• السماق السام ( Rhus taxicodendron)
وتعتبر الأنواع الثلاثة الأولى أهم أنواع السماق في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وحديثاً تم التعرف على سماق اللك أو العرن في منطقة وادي شعيب.
استخدامات السماق:
1. الحد من انجراف التربة: يعتبر السماق من النباتات المحلية المتأقلمة مع الظروف الجوية الجافة والمناخ البارد. وهو من أهم النباتات التي تستخدم لمنع انجراف التربة وتحسين ظروفها ولزيادة كثافة الغطاء النباتي كما يعتبر من الأشجار المتحملة للترب الكلسية.
2. الاستخدامات الطبية: للسماق استخدامات طبية عديدة منذ القدم، حيث استخدمه قدماء الإغريق والعرب في علاج بعض الأمراض كالديزنطاريا والتهاب اللثة ومعالجة الجروح.
وحديثاً يستخدم السماق العطري على نطاق واسع في الطب الحديث بحيث يمثل حمض الجاليك تأثيراً مضاداً للبكتيريا والفيروسات والفطريات.
3. الاستخدامات الغذائية: تدخل قشور الثمار في العديد من المأكولات المحلية كالزعتر ومنكهات اللحوم البيضاء والحمراء وإعداد السلطات.
4.الاستخدامات الصناعية: يستخرج من البذار زيوت يمكن استخدامها في صناعة الشموع. وتستخدم الأوراق ومغلي الجذور كمواد دابغة للشعر والجلود.
5. الاستخدامات الأخرى: يستخدم كنبات للزينة في الحدائق العامة والخاصة وعلى جوانب الطرق. وتعد أزهار هذه النباتات مصدراً لحبوب اللقاح والرحيق للنحل.
الأجزاء المستعملة من نبات السماق:
قشور الثمار – تدخل في الأغذية والدواء.
قشور الجذور – تدخل في الاستخدامات الطبية.
الأوراق – تستخدم في الدباغة.
البذار – تستخدم لاستخراج الزيوت.
الأزهار - مصدر لحبوب اللقاح للنحل.
يعتبر نبات السماق من النباتات التي يمكن أن تكون زراعتها مجدية اقتصادياً في البيئة المحلية والظروف الملائمة في الأردن. وهناك أمثلة في البلدان المجاورة على استزراع هذا النبات كالزراعات التي تمت بالقلمون في سوريا الشقيقة.
ويقتصر وجود أشجار السماق في الأردن حالياً على المناطق الوعرة والمنحدرات في مناطق محصورة في المملكة خاصة محافظة عجلون.
زراعة السماق
المتطلبات المناخية والتربة
درجة الحرارة: تتحمل أشجار السماق درجات حرارة عالية قد تصل إلى 40 م0، كما تتحمل البرودة والصقيع، إلا أنها تفضل المناطق الدافئة والمعتدلة ويلائمها درجة حرارة عظمى من 20- 35م0 ودرجة حرارة صغرى من 1-2 م0، وهي من الأشجار المحبة للضوء ويتواجد السماق في الترب الكلسية الجافة أو الطينية الكلسية أو الرملية الكلسية.
الامطار : يتواجد السماق في المناطق التي تتراوح أمطارها من 700 – 1000 ملم/ سنة.
والسماق من النباتات المقاومة للجفاف حيث يتأقلم مع أمطار تتراوح بين 200 – 300 ملم/ سنة وهي متحملة للثلوج والرياح والمناخ الجاف.
الارتفاع عن سطح البحر: يتواجد السماق على ارتفاعات مختلفة تتراوح من صفر إلى 2000 م فوق سطح البحر. وفي الأردن يتراوح الارتفاع الذي يتواجد عليه من 400 إلى 1400 م فوق سطح البحر.
يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند زراعة السماق أن سرعة انتشاره في الحقول كبيرة وهو سبب رئيسي في عدم تبني زراعته من قبل معظم مزارعي الاردن حيث انحصر تواجده على المناطق الوعرة والمنحدرة.
طرق إكثار السماق
الإكثار بالبذار: تشير الدراسات إلى أن تكاثر السماق يتم عن طريق البذار، حيث بينت إحدى الدراسات الأردنية أن أعلى نسبة إنبات كانت لبذار المجمعة من منطقة عنجرة، حيث تفوقت هذه النباتات على كل من نباتات رأس منيف وعين جنا واشتفينا. كما أوضحت الدراسات أن إنبات البذار يكون افضل باستخدام الطرق الميكانيكية مثل كشر غلاف البذار وكيميائياً باستخدام حمض الكبريتيك المركز وهرمون الجبريلين (بطاينه، 2006).
معاملات تحضير الانبات بالبذار:
- النقع بالماء لمدة 24 ساعة على درجة حرارة 80 – 90 م0 وتترك لتبرد.
- نقع البذار في حمض الفسفوريك المركز من 1 – 6 ساعات. وتعتمد مدة النقع على النوع إذ يحتاج سماق الدباغين مدة لا تتجاوز 15 دقيقة حيث تصل نسبة إنبات البذور إلى 60 %. يعتبر أفضل وقت لإنبات البذار من منتصف شهر شباط حتى منتصف أذار. ويمكن تنضيد البذار لمدة شهرين على درجة حرارة 4 م0، ثم تزرع البذار إما في أكياس أو مشاتل حيث يفضل استخدام خلطة ثلاثية من التراب والرمل والسماد العضوي المتحلل.
- تنقل البادرات بعد 6 – 12 شهراً إلى الأرض الدائمة أو عندما تصل البادرات إلى ارتفاع نصف متر تقريباً.
- يتم تطعيم البادرات لضمان الإثمار وذلك لكون النبات ثنائي المسكن. وتتم عملية التطعيم خلال شهر حزيران أو خلال شهر تشرين الثاني من نفس العام، وهذا يعتمد على قوة دفع البادرات. ولضمان نجاح العملية، يجب إكثار الأنواع ذات المواصفات الثمرية الجيدة بالطرق الخضرية وتطعيمها على البادرات التي تم انتاجها بواسطة البذار.
هناك عوامل تساعد على نجاح الزراعة البذرية وهي اختيار البذار الجيد حيث تنقع البذار في الماء ويتم اختيار البذار الراسبة واستبعاد تلك التي تطفو على وجه الماء. وتخدش البذار قبل الزراعة ثم توضع على العمق المناسب ( 3 – 4 سم) مع ضرورة ريها باعتدال لتجنب تعفنها.
الاكثار الخضري: يتم إكثار السماق خضرياً بواسطة الفسائل في فترة الخريف بعد أن تتساقط الأوراق بحيث يتم فصلها عن الشجرة الأم بعمر أقل من سنة، ثم يتم نقلها إلى أكياس الزراعة أو إلى الأرض الدائمة.
الإكثار بالعقل: يتم الإكثار بالعقل بعد معاملتها بهرمون التجذير.
التسميد بالري
على الرغم من قدرة النبات على تحمل الجفاف والصقيع في العديد من الترب الكلسية، إلا انه يمكن تحفيزه على نمو أفضل لتسميده وريه في بداية الزراعة باستخدام سوبر فوسفات عند الزراعة.
مواصفات الغراس البذرية الملائمة للتطعيم
- أن تكون سماكتها من 7- 9 ملم.
- أن تكون مرنه وحيوتها عالية ويسهل فصل اللحاء عن الخشب بسهولة.
- سليمة وغير مصابة بأية آفات أو أمراض أو خدوش.
مواصفات الطعوم
- أن تؤخذ من أشجار معروفة وموثوقة.
- أن تؤخذ من أشجار سليمة وقوية.
- أن تؤخذ من عمر النموات من 2- 8 أشهر.
ويعتبر شهر حزيران أنسب موعد لإجراء التطعيم بالقلم أو بالعين وهي الفترة التي تكون فيها سرعة النمو لكل من الطعم والأصل أعلى ما يمكن. وهذه الفترة تتغير تبعاً للظروف المناخية. أما الموعد الثاني وهو موعد الخريف ويعرف بالتطعيم بالعين النائمة فيتم خلال شهر أيلول.
عوامل نجاح التطعيم
- استخدام الادوات النظيفة.
- اختيار الوقت المناسب بحيث يكون في الصباح الباكر أو قبل الغروب.
- مهارة الفني القائم على التطعيم.
تحضير الأرض للزراعة
- تحرث الأرض خلال فصل الصيف حراثة عميقة لضمان التهوية.
- تضاف الأسمدة العضوية المختمرة قبل فصل الشتاء بمعدل 2-5 م3 لكل دونم ( حسب فقر التربة) ويضاف 20-30 كغم من سماد مركب فوسفاتي وبوتاسي للدونم ويمكن استبداله بالسماد العضوي.
- تحرث الأرض حراثة سطحية بهدف طمر الأسمدة العضوية والكيماوية.
وإذا تعذر تسميد التربة بسبب وعورتها، يمكن التسميد مباشرة للحفر وذلك بإضافة 10 كغم سماد عضوي متحلل وحوالي نصف كيلو غرام سماد مركب ( فوسفاتي وبوتاسي) لكل حفرة بحيث تخلط جيداً مع التراب الناتج من الحفر.
عمليات ما بعد الزراعة
تحتاج الأشجار المنتجة إلى تقليم بهدف تشكيل هيكل الشجرة لإزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة والضعيفة والمصابة لضمان دخول أشعة الشمس والرياح.
عمليات نضج ثمار السماق
- وصول الثمار الى وزنها وحجمها الطبيعي.
- تميل الثمار إلى اللون القرمزي وتكون البذرة قاسية جداً.
- سهولة فصل القشرة الخارجية عن البذرة.
طرق الحصاد
الطريقة اليدوية: تجمع العناقيد الثمرية وتوضع في أواني بلاستيكية تعزل الثمار عن العناقيد الثمرية وترش بالماء والملح لكل 10 كغم من السماق يوضع كيس ونصف من الملح في 2 لتر ماء يتم تغطية السماق أو كمره لمدة تتراوح من 2 -3 أيام بقطعة قماش بدون المساس المباشر مع الثمار بعد ذلك يكشف ويتم نشره حتى يجف.
يتم وضعه في غربال وفركه لضمان عملية عزل القشرة عن البذرة حيث تبقى القشور في الغربال ويتم التخلص من البذور.
بعد الحصاد ينصح بعزل القشرة بمكان ظل وذلك للمحافظة على اللون الأحمر للقشور وجودة المنتج.
الطريقة الآلية: بعد عملية القطف والرش بالماء والملح والتجفيف، يتم طحنه في آلة خاصة وبعدها يتم عزل القشور عن البذور بواسطة منخل أو غربال.
المردود الاقتصادي:
يتراوح إنتاج الدونم من السماق للأشجار من عمر 3- 4 سنوات حوالي 400 كغم ويكون عدد الأشجار ما يقارب 200 شجيرة.
يبلغ معدل حمل الشجرة من 2 – 3 كغم ويباع الكيلو غرام من الثمر بحوالي دينار واحد على الأقل وعلى ذلك فإن المردود الاقتصادي للدونم هو 400 دينار وعند عزل القشرة عن البذرة يتراوح ما يتم تحصيله حوالي ربع الكمية بحيث تباع مطحونة. يكون معدل إنتاج الدونم اعلى قليلا بحيث يصل سعر الكيلو على الأقل 5 دنانير مما يعطي إنتاجاً للدونم ما يقارب 500 دينار على الأقل.
التوصيات:
- هناك حاجة لتطوير قطاع الإنتاج في كل ما يتعلق بكافة مراحل الإنتاج وما بعد الحصاد خاصة تطوير طرق التعبئة والتغليف.
- تشجيع المزارعين على زراعة السماق نظراً لمردوده الاقتصادي الجيد.
- إنشاء مشاتل خاصة بالسماق لتسهيل عملية الزراعة.
- هناك ضرورة ملحة لدراسة التنوع الحيوي على مستوى البصمة الوراثية.
- إدخال نبات السماق ضمن الخطط الوطنية للتحريج للحد من انجراف التربة في المناطق المنحدرة.
- إجراء الدراسات والأبحاث المتقدمة لاستغلال السماق في الصناعات الدوائية.
- تنظيم التسويق المحلي والخارجي.
- إنشاء الحدائق النباتية الوطنية لحماية هذا النبات للأجيال القادمة.
- حماية النبات في مواقع التواجد في الحقول الوراثية وبنك الجينات.
د. مها قاسم السيوف وم. نسب الرواشدة
مشروع حماية النباتات الطبية والعطرية- 2007
المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي
لمزيد من المعلومات :
www.mhplants.gov.