ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: التلوث بلغ أسوأ مستوى في تاريخ البشرية والحياة على الأرض أصبحت مهددة الأحد 13 مايو 2018, 8:37 am | |
| التلوث بلغ أسوأ مستوى في تاريخ البشرية والحياة على الأرض أصبحت مهددة
لندن ـ «القدس العربي»: دخل التلوث في مستوى قياسي غير مسبوق في تاريخ البشرية، وبلغ درجة أن الهواء الذي يتنفسه البشر على سطح الكرة الأرضية أصبح أحد مصادر تهديد الحياة، ما يعني أن البشرية برمتها باتت مهددة بالفناء نتيجة ارتفاع مستويات التلوث وانتشار ثاني أكسيد الكربون في الجو. وأظهرت أحدث المعلومات والبيانات التي توصل لها العلماء أن مستوى التلوث بلغ خلال شهر نيسان/أبريل الماضي أسوأ مستوى له منذ 800 ألف سنة، أي منذ ظهور البشر على كوكب الأرض، حيث أن رقم الـ800 ألف سنة الذي يجري الحديث عنه هو آخر ما استطاع العلم التوصل له وفحصه. وأبدى علماء وجيولوجيون ومختصون خشيتهم من أن تؤدي المستويات المرتفعة للتلوث على كوكب الأرض إلى فناء البشرية، حيث بات الهواء الذي يتنفسه الإنسان مسموماً ولم تعد هناك أي حلول يمكن أن يقوم بها الناس لحماية أنفسهم. وحسب مركز مراقبة وأرصاد في ولاية هاواي الأمريكية فإن ثاني أكسيد الكربون في الجو بلغ مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث تجاوز مستوى الـ410 أجزاء في المليون خلال شهر نيسان/ابريل الماضي، وهو أعلى نسبة يتم تسجيلها على كوكب الأرض منذ أكثر من 800 ألف سنة، ما يعني أن التلوث بلغ أسوأ أحواله على الإطلاق وأصبح مصدر تهديد حقيقي للبشرية. وذكر تقرير لموقع «كونفيرزيشن» وهو موقع أمريكي على الانترنت، أن العلماء استطاعوا معرفة مستويات الحرارة والتلوث والتغير المناخي عبر الحفر في عمق وصل إلى ثلاثة كيلومترات داخل صفائح جليدية في مناطق متجمدة من العالم. وخلص العلماء الأمريكيون إلى أن المستويات الحالية من التلوث في الهواء الذي نستنشقه ليست مسبوقة من قبل، كما أنهم تمكنوا من رصد حالة التغير المناخي والتحول في درجات الحرارة في العالم. ويقول التقرير إن نسبة التلوث التي يغرق فيها العالم حالياً لم تكن مصادفة، وإنما هي نتيجة تصرفات البشر أنفسهم، حيث ضخ الإنسان كميات كبيرة من الغاز الملوث للبيئة خلال القرنين الماضيين، وهو ما تسبب في وصول ثاني أكسيد الكربون إلى هذه المستويات الكبيرة. وقالت العالمة في مجال المناخ كاثرينا هايهو، في تغريدة على «تويتر»: «ما يعنيني أنا من هذه المعلومات كمتخصصة، هو إلى أين يمكن أن يؤدي الاستمرار في هذا الارتفاع في التلوث؟ وإلى أين نحن نسير بسرعة غير مسبوقة مع كوكبنا؟». ويقول العلماء إن نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو كانت طوال الـ800 ألف سنة تتراوح بين 170 إلى 280 جزءاً من المليون، لكن هذه النسبة تغيرت بشكل سريع منذ دخل البشر في عصر استخدام الوقود التقليدي في المجال الصناعي. ويشير العلماء إلى أنه «فقط بعد الثورة الصناعية التي شهدها العالم بدأت نسبة ثاني أكسيد الكربون ترتفع في الجو إلى ما فوق الـ300 جزء في المليون، وارتفعت في العام 2013 إلى ما فوق الـ400 لأول مرة في التاريخ.قمر صناعيوتأتي هذه المعلومات بالتزامن مع إطلاق الصين قمراً صناعياً جديداً قبل أيام لرصد صورة دقيقة عن الغلاف الجوي والبيئة، بالإضافة لرصده للتلوث الهوائي الذي يُعتبر من أكثر المخاطر التي تعاني منها الصين. وتمت عملية إطلاق القمر الصناعي «غاوفين 5» عالي الدّقة، المخصص لاستكشاف الأرض في مسار محدد سلفاً، على متن الصاروخ الحامل «لونغ مارش 4 سي» من مركز «جيوتشوان» لإطلاق الأقمار الصناعية، شمال غربي البلاد، حسب وكالة الأنباء الصينية «شينخوا». وطوّر القمر الصناعي الذي أطلقته الصين الأسبوع الماضي على يد الأكاديمية الصينية للتكنولوجيا الفضائية وهو خامس قمر يتم إطلاقه منذ 2013 ضمن نظام مراقبة الأرض العالي الدقة. وصرح المصمم الرئيسي لسلسلة الأقمار الصناعية «غوافين» تونغ إكسدونغ، أن «غاوفين 5» هو أول قمر صناعي صيني يعمل على رصد التلوث الهوائي بشكل دقيق، عبر مراقبته للملوثات الهوائية والغازات الدفيئة والمرذذات، حسب التقرير الرسمي للأكاديمية. وقالت إدارة الدولة للعلوم والتكنولوجيا وصناعة الدفاع الوطني إن هذا القمر يستخدم بشكل أساسي لاستكشاف موارد الأرض عن طريق جهاز استشعار عن بعد. ويلعب هذا النظام دورا مهما في تفادي الكوارث ومراقبة التغيير المناخي ووضع الخرائط ومسح الموارد والزراعة، وتستخدمه بشكل خاص وزارات الموارد وحماية البيئة والزراعة.7 ملايين وفاة سنوياًويعتبر التلوث أحد الأسباب الرئيسية للوفيات في العالم بالعصر الحديث، وأعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخراً أن 7 ملايين شخص يموتون سنويا في العالم بسبب تعرضهم للهواء الملوث، مشيرة إلى أن 9 من كل 10 أشخاص يتنفسون هواء ملوثاً. ونشرت المنظمة تقريرا تناول الأثار السلبية لتلوث الهواء أوضحت فيه أن ملايين البشر يموتون كل عام من جراء تعرضهم لجسيمات دقيقة في الهواء الملوث تتغلغل عميقا داخل الرئتين ونظام القلب والأوعية الدموية. وقالت إن هذا الأمر يتسبب في أمراض تشمل السكتة الدماغية، وأمراض القلب، وسرطان الرئة، وأمراض الانسداد الرئوي المزمن والتهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك الالتهاب الرئوي. وحسب المنظمة الدولية، فقد تسبب تلوث الهواء المحيط وحده في حدوث 4.2 مليون حالة وفاة في عام 2016 بينما تسبب تلوث الهواء المنزلي الناجم عن الطهي باستخدام أنواع الوقود والتكنولوجيات الملوثة في وفاة ما يقدر بـ3،8 مليون إنسان في الفترة نفسها. وقالت إن أكثر من 90 في المئة من الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء يحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، خاصة في آسيا وافريقيا، تليها البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في منطقة شرق البحر المتوسط وأوروبا والأمريكيتين. وأشارت المنظمة إلى أن مستويات التلوث لا تزال مرتفعة بشكل خطير في أجزاء كثيرة من العالم، لكن المزيد من البلدان بصدد اتخاذ إجراءات. وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 4300 مدينة في 108 من البلدان مدرجة حاليا في قاعدة بياناتها، ما يجعلها قاعدة البيانات الأكثر شمولية في العالم فيما يتعلق بتلوث الهواء المحيط. ومنذ عام 2016 تمت إضافة أكثر من 1000 مدينة أخرى إلى قاعدة البيانات، ما يدل على قيام المزيد من البلدان بعمليات قياس واتخاذ إجراءات للحد من تلوث الهواء. وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن «تلوث الهواء يهددنا جميعا، لكن أفقر الناس وأكثرهم تهميشا يتحملون الجزء الرئيسي للعبء». وتابع: «من غير المقبول أن يظل أكثر من 3 مليارات شخص – معظمهم من النساء والأطفال – يتنفسون الدخان القاتل كل يوم من جراء استخدام المواقد وأنواع الوقود الملــوثة في منازلهم. وإذا لم نتخذ إجـراء عاجـــلا بشـــأن تــلـوث الهـواء، فلن نقترب أبدا من تحقيق التنمية المستدامة». |
|