أولاً / النبات الطبيعي
أجريت عدة دراسات على النباتات الطبيعية في أراضي فلسطين من حيث أنواعها و مناطق انتشارها ، فكان من الأوائل الذين قاموا بدراسة حول نباتات بلاد الشام و العراق العالم راولف بين عامي 1573- 1575 ، و ألف العالم غرنوفيوس عام 1755م كتاباً سماه " نباتات الشرق " . كما قام عالم آخر هو بوست Post بنشر كتاب " نباتات سورية و فلسطين و سيناء عام 1896م . و دراسة إيغ Eig عن النباتات الطبيعية في فلسطين عام 1941م ، و دراسة زوهاري عن الحياة النباتية في فلسطين 1962م .
العوامل المؤثرة في التوزيع الجغرافي للنبات الطبيعي
على الرغم من صغر مساحة فلسطين ، إلا أنها غنية بالنباتات الطبيعية ، ففيها حوالي 2300 صنف من النباتات الطبيعية ، حيث يوجد 144 عائلة نباتية و 872 جنس و 2915 نوع من النباتات الطبيعية و التي سجلت في في فلسطين حتى عام 1995م .
و يرجع هذا التنوع النباتي في فلسطين إلى العوامل التالية :
1- الموقع الجغرافي : فموقع فلسطين في ملتقى المؤثرات البحرية و الصحراوية ، فصحراء النقب و برية القدس و الخليل تحتوي على أنواع مختلفة من النباتات الصحراوية . كما يؤثر البحر المتوسط في تنوع النباتات الطبيعية .
2- تنوع التضاريس : إن تنوع تضاريس فلسطين من جبال و سهول و أودية و أغوار جعل من تنوع النباتات شيئاً فريداً ، ففي فلسطين نباتات جبلية تنمو في المناطق الباردة ، و نباتات تنمو في المناطق المدارية توجد في الأغوار حيث تتوفر موارد المياه .
3- تنوع المناخ و التربة : يرتبط توزع النبات الطبيعي بالمناخ و التربة ارتباطاً وثيقاً ، ففي فلسطين المناخ الرطب و شبه الرطب و المناخ الصحراوي و شبه الصحراوي ، و تكاد تتطابق الأقاليم المناخية و النباتية مع بعضها لما للمناخ من أثر على التوزيع الجغرافي للنبات، كما تتنوع التربات في أرض فلسطين تنوعاً واضحاً ، ففي فلسطين أنواع متعددة من التربات الرطبة و الجافة . و لذلك نجد في فلسطين نباتات صحراوية و مدارية و رطبة و استبس و غيرها .
الأقاليم النباتية
تتنوع النباتات الطبيعية تنوعاً كبيراً حسب العوامل السابقة ففي فلسطين نباتات دائمة الخضرة و نباتات نفضية و نباتات صحراوية و مدارية و غيرها و تتوزع حسب الأقاليم الطبيعية التالية
1- إقليم نباتات البحر المتوسط : يطلق عليها غابات البحر المتوسط ، و هي عبارة عن تجمعات شجرية من الغابات دائمة الخضرة و الغابات النفضية . و يتطابق توزيعها مع إقليم مناخ البحر المتوسط الذي يتوزع في مناطق السهول الساحلية و المرتفعات الجبلية و الجزء الشمالي من وادي الأردن ، و يتراوح معدل الأمطار فيه بين 400-800 ملم ، و تنمو نباتاته بين ارتفاعات 100-600 متر ، كما تسود تربة البحر المتوسط الحمراء و البنية . ففوق المنحدرات الجبلية تنتشر نباتات دائمة الخضرة و نباتات نفضية متساقطة الأوراق مثل : السرو و السنديان و الصنوبر و العرعر و الحور و التنوب و الشيح و الزيتون البري . أما في السفوح السفلى للمرتفعات فتنتشر غابات الصنوبر الحلبي و الخروب و السدر و السرو و الكمكام .
2- إقليم النباتات الإيرانية – الطورانية : يتطابق هذا الإقليم مع إقليم الإستبس شبه الصحراوي ، و هو شريط ضيق يمتد بموازاة إقليم نباتات البحر المتوسط في منطقة وسط و شمال النقب في حوض بئر السبع ، و برية القدس و الخليل حيث السفوح الشرقية لمرتفعات فلسطين و التي يتراوح ارتفاعها بين 400-600متر ، و الجزء الشمالي من وادي الأردن . و يتميز هذا الإقليم بقلة أمطاره التي تتراوح بين 150-300ملم و تسود في هذا الإقليم تربة السهوب الرمادية و تربة اللوس . و يتألف من تجمعات شجيرية قصيرة و متصلة أهمها البطم و السريس و الريم و الطرفاء و العوسج و الأثل و الزقوم و السوسن و السماق و الغرقد[1] و السدر و البابير و الشيح ومن أهم النباتات التي تنمو في هذا الإقليم نبات الشيح و الغرقد الذي يغطي وادي الأردن و منحدرات الخليل و القدس ، كما يغطي الرتم و السماق مساحات صخرية واسعة على جانبي وادي الأردن .
3- إقليم النباتات الصحراوية : يغطي هذا الإقليم النباتي أراض واسعة تقارب نصف مساحة فلسطين ، في النقب الجنوبي و شرقي برية القدس و الخليل المشرفة على البحر الميت و مصب نهر الأردن في البحر الميت . و يتطابق مع إقليم المناخ الصحراوي القاري المتطرف ، و الذي يبلغ معدل أمطاره 50 ملم . و تسود في هذا الإقليم التربة الرمادية الصحراوية ذات نسيج خشن لارتفاع نسبة الرمال و الحصى فيها . تنمو نباتات هذا الإقليم على شكل تجمعات مبعثرة في المنخفضات و بطون الأودية التي ترتفع فيها نسبة رطوبة التربة نتيجة سقوط الأمطار ، و في صحراء الحماد المغطاة بالحجارة . و النباتات السائدة في هذا الإقليم نباتات شوكية من الشجيرات و الأعشاب القصيرة و التي منها الشعران و الهرم و العجرم و الملاح و الثلاثة و السعيد و السويد و الطلح و الغضا و اللصف و العرعر و الخزامي و القرذة و الرتم و لسان الثور و النتش الشوكي و شوك الجمل و شوك الثعبان و الطرفة و الأثل و السنط و الغرقد و غيرها .
4- إقليم نباتات التداخل السودانية : و هو إقليم انتقالي بين النباتات السودانية الحقيقية و إقليم النباتات الصحراوية. و يتركز على ضفاف وادي الأردن و في منطقة البحر الميت وفي المناطق المنخفضة في وادي عربة في مناطق السبخات ، و في مناطق مستنقعات سهل الحولة ، و في هذه المناطق ترتفع درجات الحرارة و تتوفر المياه من نهر الأردن و الينابيع ، و التي توفر معدل مرتفع من الرطوبة للتربة فتنمو هذه النباتات ذات المناخ المداري الحار الرطب . و من النباتات التي تنمو نباتات البردي و الحلفا و القصب و القصيب و الدفلة و الحور و المنشار و عصا الراعي و السمار و الزيزفون و الأكاسيا و الصفصاف و البوص و الكافور و الزنابق و الغار و زهرة أريحا و الزقوم و الدوم و الحناء الحمراء و اللوتس و الغاسول و غيرها .
طوائف النباتات الطبيعية في فلسطين :
يمكن تصنيف نباتات فلسطين الطبيعية إلى عدة طوائف نباتية و هي :
1- طائفة البلوطيات السنديانية : تشكل معظم الأحراش و الغابات المتدهورة و البطحاء و الغاريغ في المناطق التي تسقط عليها ألمطار أكثر من 350 ملم / سنة . و تتواجد أشجار بلوط السنديان على التربة الحمراء و تربة الرندزينا و التربة الرملية و الصخور الرملية . و تتواجد مع الصنوبر الحلبي و البلوط السندياني و البطم الفلسطينيي و الخروب و البلان و غيرها .
2- طائفة الشتيلة : تشمل جميع النباتات التي تعيش على الصخور و الجدران و الحافات الصخرية و تسمى بالنباتات الصخرية و التي تقع ضمن منطقة البحر المتوسط ، و منها الشتٌيلة و السكران و القبار و مخلدة و الطحالب و الأشنات .
3- طائفة الرتم : تنتشر في مناطق متفرقة من فلسطين ، في مناطق البحر المتوسط و المنطقة الصحراوية – السودانية خاصة على تربة الكثبان الرملية و التربة الطينية و الرملية للسهول و تربة الحجر الرملي " الكركار " على سواحل البحر المتوسط . و من أهم هذه النباتات : حشيشة الرمل ، السعيدة و الرتم ، و شيبة ، عصا الراعي ، مدادة ، نفل ، الأثل ، الدخن و غيرها .
4- طائفة الشيح : توجد في المنطقة الإيؤانية الطورانية ، و تنمو في مناطق التربة الرمادية و تربة اللوس . و هي ترب قليلة العمق و من نباتاتها نبات البطم الأطلسي و النبق و السماق و زوينة و الشيح و شوك الحنش و القيصوم و الغضى .
5- طائفة العجرم : توجد هذه النباتات ضمن المناطق الصحراوية – السودانية ، و تسمى الجفافيات و تنمو في الترب المالحة و الترب الصخرية و الترب الصحراوية في صحراء النقب و البحر الميت و وادي عربة ، و من النباتات السائدة نباتات الغرقد ، الروثا و الفطف و أشنان و الحدق .
6- طائفة نباتات الغض : تنمو على تربة الكثبان الرملية على طول وادي عربة حيث إقليم المناخ الصحراوي – السوداني ، و من نباتاتها الغضا و العرطة و السلة .
7- طائفة الأكاسيا : تتواجد في الأودية و المنخفضات التي تتجمع فيها الفيضانات في فصل الشتناء في وادي عربة و نهر الأردن و شواطئ البحر الميت ، و من نباتها الطلح ، سيال لولبي ، حزاز ، عناب بري , النبق ، السواك " آراك " ، عشير ، زقوم ، عنب الطلح و غيرها .
8- طائفة نبات السويداء : تتكون من مجتمعات نباتية كثيرة و تعيش في المستنقعات الملحية ضمن نطاق نباتات المنطقة الصحراوية – السودانية مثل السويد و الروثا ، الغرقد و القطف و الأثل .
9- طائفة النباتات الملحية : تنمو على طول شاطئ البحر المتوسط و أهمها الأثل و السويداء و الروثا .
10- طائفة النباتات الضارة : و تنمو بين الطرقات و على أطراف الشوارع و البيوت و في الحقول المهملة مثل حشيشة العقرب و الخس البري و الاقحوان الأصفر و الطيون و سنان الأسد و الخردل و فقوس الحمار و غيرها .
أنواع النباتات الطبيعية في فلسطين :
1- الغابات الصنوبرية : يعتبر الصنوبر الحلبي من أكثر الأنواع انتشاراً في فلسطين خاصة في المناطق الجبلية و يتواجد معه الصنوبر الجوي و الصنوبر القبرصي و الصنوبر الكناري و السدر و السرو العمودي و الهرمي و العرعر . و تتراوح كثافة الغابات بين 80-100% و توجد في جبال الجليل الأعلى و الأسفل و جبل الكرمل و في أماكن متفرقة من جبال نابلس و جنين و جبال رام الله . و تنمو أشجار الصنوبر على التربة الحمراء و تربة الرندزينا المتواجدة على الصخور الطباشيرية على ارتفاعات مختلفة من 0-800 متر فوق مستوى سطح البحر . و تتأثر أشجار الصنوبر بالقطع و الحرق فهي لا تنمو سوى مرة واحدة و تنمو بسرعة تفوق أنواع الأشجار الأخرى .
و تقسم أشجار الغابات الصنوبرية الطبيعية إلى أربعة طبقات حسب ارتفاعها و كثافتها :
أ- طبقة الأشجار العالية التي تتراوح بين 6-12 متر و هي الصنوبر الحلبي و السرو العمودي .
ب- طبقة الأشجار الوسطي و التي يتراوح بين 2-5 متر و هي الصنوبر الحلبي و البلوط و البطم الفلسطيني و العنبية " حشيشة البعثور " و الروبيا و القطلب و غيرها
ج- طبقة الشجيرات التي تتراوح بين 1-2 متر و هي الصنوبر الحلبي و البلوط السندياني و الزعرور و السويد الفلسطيني و الأجاص البري .
د- طبقة البطحاء أو النتش و التي تتراوح ارتفاعها بين 10-80 سم و منها البلان " النتش " و البيد الزهري و اللبيد الأبيض و المرمية و الجعدة و غيرها .
ه- طبقة الحشائش " النباتات الفصلية " و التي تتراوح بين 5-60 سم و منها رقيق و سزسن المسطرة و نحلة كبيرة و لبخ سوري و لبخ أملس و قدح لبنان و سحلب و قرن الغزال و غيرها .
2- الغابات المتدهورة : و تنقسم الغابات إلى :
أ- غابات البلوط دائمة الخضرة : و تسمى الماكي Maquis و تعني الأشجار الغابية التي تدهورت و أصبح ارتفاعها يتراوح بين 3-6 متر و تعرف بأشجار البلوط السندياني . و تنمو أشجار البلوط السندياني مع البطم العدسي " السريس " على ساحل قيسارية حيث التربة الرملية و تلال الكركار و لا يزيد ارتفاع الأشجار عن مترين و يتواجد مع هذه المجموعة أشجار الخروب التي يزيد ارتفاعها أكثر من 4 متر . و تنتشر على السفوح الغربية من جبل الكرمل و جبال الجليل حيث التربة الحمراء و الرندزينا و الحجر الرملي " الكركار " و حول خليج عكا و في منطقة طولكرم و بعض مرتفعات نابلس و رام الله . و تنتشر في غابات البلوط الأعشاب التالية : البيد الأبيض و القنديل و المرمية و البلان و الزعتر و الهليون و حشيشة البستان و الشعير البري و العوسج و السموة و الرتم و عاذر اللبيد الزهري و السويد .
ب- أحراج البلوط النفضية : تتواجد على سفوح الجليل الأدنى على ارتفاع 550 متر و في سهول أم خالد بين نهري اسكندرونة و الفالق ، و تتكون من غابات بلوط الفش و العبهر و البطم الفلسطيني و الزعرور الأصفر و عروس الغابة و تنمو معها مجموعة من الحشائش مثل الهليون و شقائق النعمان و تفاح المجانين و قرن الغزال و اللوف و غيرها .
3- البطحاء و الغاريغ " Batha & Garigue " و تعرف البطحاء بأنها أعشاب لا يزيد أرتفاعها عن 80 سم ، و تنمو في مناطق الغابات المتدهورة في منطقة البحر المتوسط ، و هي نباتات بصلية و درنيات مثل العكوب و البلان و الجعدة و الزعتر و الكتيلة و البيد الزهري و مشيط العروس ، و توجد في المنطقة النباتية لليحر المتوسط و على حدود المنطقة الإيرانية – الطورانية .
أما الغاريغ ( مصطلح فرنسي ، يعني النباتات العشبية القزمية لا يزيد ارتفاعها عن 80 سم ) و هي نباتات أصلها أشجار و شجيرات تعرضت إلى القطع و الرعي الجائر و بقي ارتفاعها لا يزيد عن 80 سم و تنمو على الصخور الجيرية في المرتفعات الفلسطينية و من أشجارها البطم العدسي " السريس " و القنديل " القندول " و الزعرور الأصفر و السويد الفلسطيني و الزعتر البري و الفارسي و البلدي و المرمية و الجعدة و الهيب و غيرها .
4- النباتات الجفافية في المناطق الصحراوية و شبه الصحراوية : تتواجد في صحراء النقب و وادي عربة و أريحا و شرق و جنوب غزة . و تتميز هذه المناطق بقلة أمطارها و جفافها ، مما يتطلب تكيف النباتات مع البيئة و لذلك تنقسم إلى مجموعتين :
أ- مجموعة النباتات الجفافية العصارية : و تتميز بقدرتها على تخزين الماء في أنسجة خاصة و تكون نسبة الماء فيها مرتفعة حوالي 90-95 % من وزن النبات .
ب- النباتات الجفافية الجلدية : لا تدخر الماء في أنسجتها و تكون نسبة الماء بها منخفضة حتى في وقت سقوط الأمطار . و من أهم نباتاتها السويدا و المليح و الجلو و حمادا و القيصوم الشيح و غيرها ، و تنمو مجموعة من الحشائش الفصلية وقت سقوط الأمطار و تزول بعد فترة قصيرة بسبب الرعي . كما تنمو في المنطقة بعض الشجيرات القصيرة كالرتم و التي لا يزيد طولها على مترين .
5- شجيرات النباتات الحارة النفضية : تتواجد على طول وادي الأردن خاصة جنوب البحر الميت و في منطقة أريحا ، و من أشجارها الدوم " النبق " و السنط و الطلح .
6- النباتات الملحية : و هي نباتات تعيش في تربة ملحية ، على طول وادي عربة و صحراء النقب و ساحل البحر المتوسط و خاصة القسم الجنوبي على ساحل غزة ، و تتميز النباتات الملحية بتكيفها مع ملوحة التربة بحيث يرتفع بها الضغط الأسموزي الذي يسمح لها بامتصاص الماء من التربة الملحية كما في نبات القطف و نبات الروث . و تدخر الماء في أوراقها و سيقانها مثل الحمض و العجرم ، و نتيجة لعمليات النتح المرتفعة تتزايد كميات الملح في النبات ، فتتخلص منه عن طريق غدد البشرة مثل القطف . و من أهم النباتات الملحية : الأثل و السويداء و الغض و القطف و أشنان و المليح و العاقول و غيرها .
7- النباتات المائية : و هي نباتات تنمو في الوسط المائي و تكون إما مغمورة بالماء أو طافية ، و يكون جزؤها السفلي فقط مغموراً في الماء و تسمى برمائية . و تعيش على ضفاف نهر الأردن و نهر العوجا و بحيرة طبريا و مستنقعات الحولة و من هذه النباتات : الصفصاف و الأثل و الحور الفراتي و الدفلة و الغار و الكينيا و العليق و الأثل الأردني و البردي و البوص و القصيب و غيرها . و معظم هذه النباتات مائية و أولية متطورة و تجف عند غياب المياه ، و لكن عند هطول الأمطار تنمو من جديد .
8- النباتات الصخرية : تنمو في الثقوب و الشقوق و الفواصل الموجودة في الصخور الرسوبية و الجدران الاستنادية و حافات الشوارع و في داخل الكهوف و المغارات و على الجدران ، و يمد جذوره داخل الصخور الطباشيرية و الكلسية اللينة لامتصاص الرطوبة . تنتشر هذه النباتات في المناطق التي تتواجد فيه الصخور الكلسية و الطباشيرية اللينة سواء في إقليم البحر المتوسط أو إقليم النباتات الإيرانية الطورانية خاصة على السفوح الشرقية من مرتفعات فلسطين .
9- النباتات الصناعية : و هي نباتات تستخدم في الصناعة اليدوية و في العلاج الطبي و هي متنوعة مثل :
أ- النباتات الليفية و اللينية : و هي نباتات ليفية و ذات أغصان لينية تستخدم في الصناعة اليدوية ، مثل القصيب و البوص و الصفصاف و الحلفا و غيرها .
ب-النباتات الزيتية : تستخدم بذور هذه النباتات في استخراج الزيوت النباتية المستخدمة في الأكلات الشعبية الفلسطينية المتنوعة مثل الجرجير و الشومر و غيرها
ج- نباتات الطنين : و من هذه النباتات البلوط و التي تشبه الكستنة التركية و تؤكل ثماره بالسلق أو الشوي ، و الصنوبر و السماق و البطم و القبقب .
د- نباتات الزيوت العطرية : هذه نباتات يستخدمها السكان في العلاج الطبي مثل المرمية و الزعتر و النعناع و الريحان و النرجس و غيرها و تعرضت هذه الأنواع للتناقص الشديد نتيجة زيادة استهلاك السكان لها .
ه- النباتات الصبغية و الصابونية : تستخدم مجموعة من النباتات في صناعة الأصباغ فتعطي ألواناً مختلفة كالأزرق و البرتقالي و الأحمر ، حيث تستخدم جذورها في صناعة هذه الأصباغ ، و من النباتات شجرة النيلة و التي تتواجد في منطقة البحر الميت و يستخرج مها اللون الأزرق ، و يستخدم نبات الفضي و الأشنان في صناعة الصابون .
و- النباتات الطبية : تعد فلسطين من الدول الغنية بالنباتات الطبية ، ويستخدم السكان المحليون أنواعاً مختلفة من النباتات في علاجهم " الطب العربي " و كانت تستخدم هذه النباتات لأغراض التجارة لبلاد الشام و مصر و العراق . و من النباتات الطبية في فلسطين : الخشخاش و الحرمل و الروتا و المصيص الحمم و الزعتر و الجعدة و القيصوم و الطيون و الشيح و كيس الراعي و البابونج و الكتيلة و البصيل و إبرة العجوز و حيلدان و غيرها .
مشكلات النباتات الطبيعية
تناقصت مساحات واسعة من الغابات الفلسطينية أمام الزحف العمراني و اجتثاث الغابات و الرعي الجائر و تتمثل أهم مشكلات النباتات الطبيعة :
1- تدمير الغابات : تعرضت الغابات الفلسطينية إلى الاجتثاث على يد الفلاحين الذين زرعوا في أراضيها الحبوب و الأشجار المثمرة ، كما تعرضت إلى الرعي الجائر و القطع على يد الحطابين ، كما قامت السلطات العثمانية بقطع كثير من الأشجار لاستعمالها وقوداً في القاطرات الحديدية للأغراض العسكرية . كما تناقصت مساحات الغابات في عهد الاحتلال البريطاني لفلسطين حيث اختفت كثير من الغابات في جبال نابلس و الجليل و الخليل و في منطقة حلحول بجبال الخليل . كما تعرضت الغابات للحرائق نتيجة الإهمال من قبل السكان و المتنزهين في مناطق الغابات . و تم تدمير الغابات بالطرق التالية :
أ- قطع الأشجار لأغراض التدفئة المنزلية .
ب- الرعي المبكر و الجائر للغابات مما عمل على تناقص هذه الغابات و من ثم زوالها .
ج- الزحف الزراعي و العمراني باتجاه الغابات الفلسطينية في جميع أرجاء فلسطين
د- حرق الغابات بواسطة الإنسان سواء بشكل متعمد أو بشكل عرضي .
ه- استخدام النباتات و الأعشاب و اقتلاعها من جذورها للأغراض الطبية أو للغذاء .
2- الرعي المبكر و الجائر للنباتات الطبيعية: تعرضت المراعي إلى عمليات رعي جائرة مما جعل المراعي عاجزة عن تلبية حاجات الحيوانات من الغذاء و ذلك يمنع النباتات الطبيعية من تجديد نموها ، فالحيوانات تلتهم عساليج الأشجار و بالتالي توقف نموها ، كما تقتلع الأعشاب من جذورها و بالتالي تتناقص المساحات الرعوية نتيجة لتناقص أعشابها . كما تتعرض الأعشاب إلى الدوس الدائم من قبل الحيوانات مما لا يعطيها الفرصة في النمو . و اكثر الحيوانات تخريباً للمراعي الماعز و التي عندها قدرة على تسلق الأشجار حيث تلتهم الأغصان و الأوراق .
التربة
التربة هي الطبقة الرقيقة الهشة التي تغطي صخور قشرة الأرض بسمك يتراوح بين بضع سنتيمترات و عدة أمتار . كما أنها الوسط الطبيعي الذي تنمو جذور النباتات فيه ، و تتركب التربة من المواد المعدنية و المواد العضوية و الماء و الهواء ، و تنشأ التربة من تكوينات صخرية عن طريق عمليات التجوية الميكانيكية و التجوية الكيميائية التي تسهم في تفكك الصخور و تحطمها و تهشمها و تفتتها إلى مادة أولية تسبق نشأة التربة و تكوينها . و تتطور التربة و تنمو بعد نشأتها متأثرة بعوامل متعددة مثل نوع الصخر الأم الذي اشتقت منه التربة و المواد الأولية و المناخ و الطبوغرافيا و الكائنات الحية و الزمن . و تستغرق نشأة التربة عشرات السنين حيث تتعرض خصائصها الطبيعية و الكيميائية إلى التغير مع مرور الزمن .
عوامل تكوين و نشأة التربة :
تتمثل عوامل و نشأة التربة في فلسطين في أربعة عوامل رئيسة هي : العامل الجيولوجي و التضاريس و المناخ و النبات الطبيعي ، و كلها تمارس عملها خلال فترة زمنية طويلة يشار إليها عادة بعامل الزمن . و هذه العوامل تتمثل في :
أ- العامل الجيولوجي : يؤثر العامل الجيولوجي في تكوين التربة في أراضي فلسطين بجوانبه المختلفة سواء نوع الصخر أو البنية الجيولوجية أو الزمن الجيولوجي .
ب- العامل التضاريسي : تؤثر التضاريس في عمليات تكوين التربة في اتجاهين : الأول تنوع مظاهر السطح و ما يرتبط به من اختلافات في تكوين التربة ، و الثاني انحدار سطح الأرض و أثره في تغير سمك التربة و تغير النحت و الإرساب لقطاع التربة .
ج- عامل المناخ : يؤثر المناخ في تكوين التربة بعناصره الأمطار و الحرارة و الرياح ، و لذلك نجد أن تربات فلسطين تنقسم إلى تربات رطبة و شبه رطبة و تربات جافة و شبه جافة . و تؤثر درجة الحرارة على نسبة الطين حيث أن زيادة درجة الحرارة تؤدي إلى زيادة نسبة الطين لارتباط ذلك بمعدلات التجوية
د- عامل النبات : في ضوء أثر عامل النبات نجد أن تربات فلسطين يمكن أن تنقسم إلى ثلاثة أنواع : تربة الحشائش و تربة الغابات و الصحراء . فتربة الحشائش تظهر في نطاق نباتات الإستبس , تربة الغابات بأنواعها المختلفة تظهر في إقليم الغابات أما في الجنوب حيث الصحراء و قلة النبات فهناك التربة الصحراوية .
أصناف التربة :
رغم صغر مساحة فلسطين إلا أنها تتميز بتنوع التربة فيها ، فالتنوع المناخي و النباتي و الجيولوجي و الطبوغرافي ، أوجد أنواع مختلفة من التربات تتفاوت في درجة خصوبتها . و تصنف التربة على أساس مناخي أو جيولوجي أو جيومورفولوجي أو نباتي ، و هناك تصنيفات تعتمد على جميع الأسس السابقة لأثرها المباشر في تكوين التربة ، و بالتالي يمكن تقسيم التربة على أساس العوامل السابقة إلى مجموعتين : أتربة المناطق الرطبة حيث يسود مناخ البحر المتوسط في السهول الساحلي و المرتفعات الفلسطينية ، و المجموعة الثانية أتربة المناطق الجافة و شبه الجافة و التي تتواجد في إقليم المناخ الصحراوي و شبه الصحراوي في صحراء النقب و السفوح الشرقية للمرتفعات الجبلية و الأغوار و وادي عربة .
أولاً / أتربة المناطق الرطبة و شبه الرطبة : تنتشر حيث تزيد كمية الأمطار عن 250 ملم في إقليم السهول الساحلية و المرتفعات الجبلية و تنقسم إلى :
1- تربة البحر المتوسط الحمراء " التراروسا " : تنشأ نتيجة عملية غسل الصخور الجيرية أو الدولوماتية الصلبة بمياه الأمطار التي تذيب كربونات الكالسيوم و تتركز بها أكاسيد الحديد و الألومنيوم و السيليكا التي تعطي التربة لونها الأحمر ، حيث ينتج عن هذه العملية معادن طينية تضاف إلى المواد الطينية الموجود في الصخور الدولومايتية و الجيرية ، و بالتالي تصبح التربة غنية بالعناصر المعدنية .
الموقع : توجد على سفوح المرتفعات الجبلية في شمال و وسط البلاد ، و في مرتفعات الجليل و نابلس و رام الله و القدس و الخليل . و تتركز في المناطق ذات الانحدارات الشديدة و التي يوجد بينها بعض الأودية العريضة أو السهول المحصورة ، كما تنشأ في مناطق التضاريس المتموجة خصائص التربة :
أ- لون التربة أحمر مائل إلى البني الفاتح ، و هي من أنواع التربة الصلصالية و غنية بالمواد الطينية .
ب- يتفاوت سمكها من منطقة إلى أخرى فهي سميكة في الأودية و السهول و رقية السمك على المنحدرات
ج-تنشأ هذه التربة في إقليم مناخ البحر المتوسط و نباتاته حيث الشتاء الرطب و الصيف ، و تتراوح كمية الأمطار فيها بين 400- 9000 ملم ، و متوسط درجة الحرارة بين 15-20 ُم ، و تنمو في هذا الإقليم نباتات البحر المتوسط .
د- تتميز التربة بارتفاع نسبة الرطوبة و في المواد المعدنية و الجير ، و انخفاض نسبة المواد العضوية
استعمالات التربة : تنمو عليها غابات البلوط المتدهورة كاسنديان و البلان و اللبيد ، و تزرع بمحاصيل القمح و الكرمة و الزيتون و اللوزيات و التفاحيات في أماكن تواجدها .
2- تربة الرندزينا " البنية " : تنشأ في مناطق تربة البحر المتوسط الحمراء في مناطق المرتفعات الجبلية ، و تنشأ من نفس صخور التربة الحمراء " صخور الكلسية و المارل اللينة " ، و لا تنشأ على الصخور الصلبة . و تتواجد على سفوح المنحدرات الشديدة و المتوسطة الانحدار ، و فوق الهضاب و قمم الجبال ، على ارتفاعات تزيد عن 450 متر . و هي تربة متوسطة الخصوبة لارتفاع نسبة الجير بها و عدم قدرتها على الاحتفاظ بالماء ، و تنمو بها أحراج البلوط و الكرمة و الزيتون و اللوزيات .
خصائص التربة :
أ- لونها بني – بني فاتح و تعتبر تربة سميكة مقارنة مع التربة الحمراء .
ب- تمييز بغناها بالمواد العضوية و ارتفاع نسبة الكالسيوم بها .
ج- تنشأ في مناخ البحر المتوسط حيث يتراوح معدل الأمطار بين 400-700 ملم ، و متوسط درجة الحرارة 20 ْم .
3- التربة البازلتية : تنشأ عن تفكك معادن الصخور البازلتية بواسطة عمليات التجوية الفيزيائية و الكيميائية حيث تظهر مركبات الحديد الثنائي و أكاسيد الحديد و مركبات المنجنيز ، حيث يكون اللون النهائي للتربة البازلتية خليطاً من الأحمر و الأصفر ليكونا معاً اللون البني الغامق . و تنتشر في مناطق تواجد الصخور البازلتية في شمال و شمال شرق فلسطين حول بحيرة طبريا وسهول الحولة و بيسان ، و تترافق في تواجدها مع التربة الحمراء . و تتواجد في المناطق المستوية . تستعمل التربة البازلتية العميقة لزراعة أشجار الفاكهة و المحاصيل الحقلية بينما التربة القليلة السمك تترك للرعي و تكسوها غابات البلوط خاصة في مرتفعات الجولان السورية .
خصائص التربة البازلتية :
أ- لونها بني غامق و لا يتجاوز سمك تربتها المتر الواحد ، و تعتبر تربة حصوية لوجود قطع من البازلت بها وهي تربة غنية بالمواد المعدنية ، و تعتبر تربة غير جيرية و إن كان بها نسبة ضئيلة من الكالسيوم
ب- تسود في مناطق مناخ البحر المتوسط و يتراوح كمية الأمطار بين 700-1000ملم و درجة الحرارة بين 15-17 ْم .
4- التربة الرملية الجيرية " تربة الكركار " : هي تربة رملية جيرية و تنشأ على تلال الكركار المنتشرة في إقليم السهول الساحلية من رفح حتى رأس الناقورة . و تنشأ نتيجة عمليات التجوية الكيميائية و التي تؤدي إلى إذابة بعض الكربونات الموجودة في صخر ألأم و غسلها مما يؤدي إلى زيادة نسبة الرمل في التربة و كذلك زيادة كمية السيليكا و الألومنيا و أكسيد الحديد زيادة طفيفة .
خصائص التربة الرملية الجيرية :
أ- لون التربة بني أحمر ، و يغطي على تكوينها الرمل و الكلس .
ب- تتواجد في مناخ البحر المتوسط حيث معدل الأمطار بين 250-500 ملم و درجة الحرارة 19 ْم .
ج- تعتبر تربة فقيرة نسبياً ، و إذا توفرت المياه تصبح صالحة لزراعة الحمضيات و الخضراوات و البطاطا .
5- التربة الرملية البنية الحمراء : تشتق من الكثبان الرملية نتيجة امتزاجها بالترسبات الطميية للأودية التي تصب في البحر المتوسط ، و تتواجد في المناطق المنخفضة بين الكثبان الرملية في إقليم السهول الساحلية
خصائص التربة :
أ- تعتبر تربة مختلطة يغلب على تكوينها الرمل و بالتالي نسيجها ملائم للزراعة .
ب- ترتفع رطوبة التربة لقربها من الخزان الجوفي و تعرف في هذه الحالة بتربة النزازة .
ج- تتواجد في مناخ البحر المتوسط ، حيث معدل الأمطار بين 500-650 ملم ، و درجة الحرارة 20ْم .
6- تربة الكثبان الرملية " التربة الرملية " : تتواجد فوق الكثبان الرملية في السهول الساحلية و تتكون من ذرات الرمال المكونة من معدن الكوارتز ، و توجد بها كميات قليلة من المواد الجيرية خاصة في سهل عكا.
خصائص التربة :
أ- ترتفع فيها نسبة الرمل إلى أكثر من 90 % و تصل نسبة المواد الجيرة إلى 10 % .
ب- تتميز بنفاذيتها العالية ، و بالتالي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه . و لذلك يلجأ بعض المزارعين إلى وضع طبقة مانعة لتسرب المياه من البلاستيك ، و تتواجد في مناخ البحر المتوسط .
7- التربة الطميية الركامية : تنتشر في مجاري الأودية و الأنهار و في المنخفضات و بخاصة في الأجزاء الشرقية من السهول الساحلية و في السهول الداخلية مثل سهل مرج بن عامر و في السهول الداخلية المصورة بين المرتفعات الجبلية الفلسطينية .
خصائص التربة الطميية :
أ- تتكون من مواد رسوبية منقولة بفعل الأنهار و الأودية و السيول ، و هي تربة جيرية تكثر فيها نسبة الطين و الغرين ، و تختلط بالحصى .
ب- تعتبر تربة خصبة لغناها بالمواد العضوية و المعدنية و ارتفاع نسبة الرطوبة بها .
ج- تعتبر تربة سميكة و ذات نسيج رملي طيني يسمح بتهوية جيدة و تصريف مناسب .
ثانياً / تربة المناطق الجافة و شبه الجافة :
تتواجد في المناطق الصحراوية و شبه الصحراوية " الاستبس " في صحراء النقب والسفوح الشرقية للمرتفعات الجبلية شرقي القدس و الخليل . ورغم اختلافها في نشأتها إلا أنها تتميز هذه الأتربة بعدة خصائص أهمها :
أ- تتميز بألوانها الفاتحة الصفراء و الرمادية و البنية الفاتحة .
ب- قليلة السمك باستثناء الأتربة المنقولة كاللوس و الكثبان الرملية .
ج- تعرف بأنها أتربة فقيرة و ضعيفة الإنتاج نتيجة ضحولتها و افتقارها للعناصر الضرورية للزراعة خاصة المواد العضوية ، و ارتفاع نسبة ملوحتها .
د- تتواجد في ظروف صحراوية ذات مناخ متطرف من حيث الحرارة العالية و التبخر المرتفع و ندرة الأمطار و قلة مياه الري ، و لذلك تصلح أراضيها للرعي .
و تنقسم الأتربة الصحراوية إلى :
1- التربة الصحراوية الرمادية : تنشأ التربة على نتاج حت الصخور الجيرية مع إضافة مواد طينية ريحية ، لذلك فهي غنية بالمواد الجيرية مع قليل من الطين . و توجد في مناطق المنخفضات و الأودية الصحرواية في صحراء النقب . و تتميز بعدة خصائص :
أ- تعتبر تربة غنية بالمواد المعدنية لكنها فقيرة بالمواد العضوية والرطوبة .
ب- تتواجد في المناخ الصحراوي القاري المتطرف ،فمعدل أمطاره أقل من 100 ملم و معدل درجة الحرارة 22ْم . يمكن أن تصلح التربة للزراعة إذا توفرت المياه للري .
شكل ( 26 ) أنواع التربة في فلسطين
2- تربة اللوس : تنشأ من الترسبات المنقولة " الكوارتز و قليل من الجير" بفعل الرياح و السيول و تتواجد في النقب الشمالي في حوض بئر السبع شرقي قطاع غزة ة تتميز بالخصائص التالية :
أ- تتميز التربة بنسيجها الخشن و بأنها تربة سميكة ذات لون أصفر أو أصفر بني باهت .
ب- تعتبر تربة غنية بالمواد المعدنية و فقيرة في المواد العضوية ، لذلك فهي قابلة للزراعة إذا توفرت المياه للري .
ج- تنتشر في المناخ الصحراوي و شبه الصحراوي حيث تنمو بها نباتات صحراوية .
3- تربة الحماد : تنتشر هذه التربة في النقب الجنوبي و ألوسط و الأجزاء المرتفعة من هذا الإقليم و المناطق المحاذية لوادي عربة .تكونت على قاعدة من الصخور الصلبة الكلسية و الدولوماتية و الحوارية و الصوانية في المناطق المرتفعة من إقليم النقب و هضابه . و في السهول الجنوبية و الشرقية تكونت تربة الحماد على أنقاض و مجروفات حجرية و حصوية هبطت من المرتفعات و السفوح المشرفة على السهول.
أ- لا يتجاوز سمك التربة 80 سم و يتراوح بين 15 - 40 سم .
ب- تختلط التربة الناعمة بالقطع الحجرية ، و تتميز بغطاء حجري كثيف نسبياً و لذلك تسمى بالصحراء الحجرية .
ج- لون التربة أصفر و بني فاتح باهت .
د- ترتفع في نسبة الملوحة خاصة في المناطق المنخفضة منها . و لذلك ليس لها قيمة زراعية .
4- تربة السبخات الملحية : تنتشر في وادي عربة و منطقة البحر الميت فوق الأراضي المنبسطة . و تتواجد في ظروف المناخ الصحراوي الجاف الذي يقل معدل أمطاره عن 50 ملم و يصل متوسط درجة حرارته 25 ملم . و تتميز بالخصائص التالية :
أ- ترتفع فيها نسبة الملوحة بشكل كبير بحيث لا تصلح للزراعة ، و تصل نسبة كلوريد الصوديوم فيها إلى 50% في الآفاق العليا .
ب- تصل قيمة الـ PH إلى 8.5 ، فهي تربة قلوية متوسطة .
ج- يتفاوت نسيج التربة من مكان إلى آخر ، فهي طينية أو طينية رملية أو رملية .
5- التربة الرملية : تكونت هذه التربة من تعرية مرتفعات النقب الأوسط و تتركز في المنطقة القريبة من الحدود المصرية إلى الجنوب الشرقي من قطاع غزة . و تتميز بالخصائص التالية :
أ- ترتفع نسبة الرمل بها إلى أكثر من 90 %
ب- تعتبر تربة فقيرة في المواد العضوية و المعدنية و الرطوبة لذلك فهي غير صالحة لزراعة .
مشكلات التربة :
تعاني التربة في فلسطين من مشكلات مختلفة ، تختلف حسب نوع التربة و مكان وجودها ، ففي المناطق الصحراوية تعاني التربة من مشكلات الرطوبة و الملوحة و عدم النضج و قلة المواد العضوية و في المناطق الرطبة و شبه الرطبة توجد مشكلة الملوحة في المناطق المروية و مشكلة قلة المواد العضوية أو المواد المعدنية . و بشكل عام فإن تربة المناطق الجافة تعاني من مشكلات أكثر عدداً و أشد وطأة من المشكلات التي تعاني منها المناطق الرطبة و شبه الرطبة في فلسطين .
و من المشكلات التي تعاني منها التربة الفلسطينية ما يلي :
1- مشكلة انجراف التربة و تعريتها : تعني تآكل الطبقة السطحية العليا من التربة و نقلها من موضع إلى آخر عن طريق الرياح و السيول و غيرها . و تلعب العوامل المؤثرة في تكوين التربة و تطور نموها دوراً في عمليتي نشأة التربة و انجرافها حيث تشكل عامل بناء و هدم في نفس الوقت .
و من أسباب الانجراف أيضاً خصائص التربة ، حيث تتفاوت حالات الانجراف فهناك انجراف طفيف لا يشعر به الإنسان ، إلى انجراف شديد واضح المعالم ، و يعود هذا الاختلاف إلى خصائص التربة فيما إذا كانت رطبة أو جافة ، متماسكة أو متفككة ، ذات نسيج خشن أو نسيج ناعم ، كما يعود إلى بعض العناصر المناخية كالجفاف أو شدة المطر ، إضافة إلى درجة انحدار الأرض فيما إذا كانت مرتفعة أو منخفضة .
أشكال الانجراف في الأراضي الفلسطينية : يحدث الانجراف للأراضي الفلسطينية إذا كانت جافة مفككة و ذات نسيج ناعم ، أو تتعرض لهطول أمطار غزيرة فوق أراضي منحدرة و يكون الانجراف في الأشكال التالية :-
1- الانجراف بفعل المياه : يحدث الانجراف في المرتفعات الفلسطينية حيث يوجد زحف للتربة و انجراف سطحي و انجراف قنواتي و انجراف أخدودي .
2- الانجراف بفعل الرياح : يحدث الانجراف في منطقة النقب و وادي عربة و الأغوار ، حيث تتحرك التربة بفعل الرياح على شكل عالق أو شكل قافز أو شكل زاحف .
أثر الانجراف على التربة : تعتبر من أهم المشكلات التي تؤدي إلى تناقص الإنتاجية و تدهور خصوبة التربة ، و يرجع ذلك إلى تآكل الطبقة السطحية التي يتواجد فيها جذور النبات و المواد العضوية و المعدنية المغذية للنبات.
2- مشكلة ملوحة التربة :
تتركز مشكلة الملوحة في تربة السبخات الملحية بوادي عربة و منطقة البحر الميت ، و مناطق الزراعة المروية في الأغوار و قطاع غزة و إقليم السهول الساحلية . و يرجع مصدر الملوحة إلى ري الأراضي الزراعية بالمياه المالحة حيث تضاف آلاف الأطنان من الأملاح سنوياً للتربة و التي تتراكم مما يؤدي إلى تناقص خصوبتها ، و المصدر الثاني للملوحة ارتفاع مستوى المياه الباطنية المالحة إلى منطقة جذر النبات و لاسيما في فصل الصيف الحار مما يسهم في تملح التربة .
و تعتبر التربة مالحة إذا زادت نسبة التملح إلى 1% فإن التربة تصبح غير صالحة للزراعة حتى لو توفرت المياه . كما أن ارتفاع نسبة كربونات الصوديوم و كلوريد الصوديوم و الماغنيسيوم و البورون إلى أكثر من النسبة العادية في التربة فإنها ستؤدي إلى تسمم التربة و النباتات التي تتعرض للموت أو إعاقة نموها |