منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كتاب الأستاذ سامي شرف سنوات و أيام مع عبد الناصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كتاب الأستاذ سامي شرف   سنوات و أيام مع عبد الناصر Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الأستاذ سامي شرف سنوات و أيام مع عبد الناصر   كتاب الأستاذ سامي شرف   سنوات و أيام مع عبد الناصر Emptyالأربعاء 13 يونيو 2018, 10:56 pm

كتاب الأستاذ سامي شرف الجديد- سنوات و أيام مع عبد الناصر – الكتاب السادس – عبد الناصر كيف حكم مصر – الجزء الأول


كتاب الأستاذ سامي شرف   سنوات و أيام مع عبد الناصر %D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-196x300




سامي شرف سكرتير الرئيس عبد الناصر للمعلومات و وزير شؤون رئاسة الجمهورية  واقرب رجل اليه يتحدث عن عبد الناصر كيف حكم مصر

سامي شرف.. سيرة حياة

* اسمه مركَّب، عبدالرؤوف سامي عبدالعزيز محمد شرف، والشهرة سامي شرف.

* من مواليد مصر الجديدة يوم 20 ابريل/ نيسان سنة 1929

* أتم تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس مصر الجديدة والمنيا والمنصورة فمصر الجديدة التي حصل منها على شهادة إتمام الدراسة الثانوية سنة 1945.

* التحق بكلية الطب فكلية التجارة في جامعة فؤاد الأول (القاهرة) العام الدراسي 1946/ 1947.

* تخرّج في الكلية الحربية برتبة ملازم ثانٍ في أول فبراير/ شباط سنة 1949 حيث نال بكالوريوس العلوم العسكرية، وكان ترتيبه السادس عشر من مجموع الدفعة البالغ 261 طالباً.

* خدم في مدرسة المدفعية في ألماظة.

* خدم في سلاح المدفعية باللواء الأول المضاد للطائرات في ألماظة.

* عمل مدرِّساً للرادار المضاد للطائرات على مستوى اللواء.

* عمل كأركان حرب لآلاي (لواء) مدفعية.

* نُقل إلى مدرسة المدفعية مدرِّساً للرادار المضاد للطائرات، ولكنه لم ينفذ هذا النقل لقيام ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 فبقي في وحدته الأصلية حيث عهد إليه من تنظيم الضباط الأحرار بالإشراف الأمني والسيطرة على هذا الآلاي وتقرّر ضمّه لتنظيم الضباط الأحرار من ليلة 23 يوليو/ تموز 1952 حيث كان يحضر اجتماعات خلية من المدفعية كانت تضم أحمد الزرقاني حطب وكمال الغر وإبراهيم زيادة وعبدالحميد بهجت، ثم انتقل بعد أيام إلى خلية يترأسها الصاغ كمال الدين حسين وكان من بين أعضائها عماد رشدي وسعد زايد وأحمد شهيب ومصطفى كامل مراد ومحمد أبوالفضل الجيزاوي وعبدالمجيد شديد وأبواليسر الأنصاري وكان يسدِّد الاشتراك الشهري 25 قرشاً بانتظام.

* في أول يوليو/ تموز 1952 رُقيّ إلى رتبة اليوزباشي (النقيب).

* في 26 يوليو/ تموز 1952 انتُدب للعمل في المخابرات الحربية وكُلِّف بالإشراف على رقابة البرقيات الصادرة للخارج عن طريق مصلحة التليفونات (هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية) للمراسلين الأجانب.

* في أوائل أغسطس/ آب 1952 كُلِّف بالعمل ضمن مجموعة من الضباط الأحرار ممن كانوا في المخابرات الحربية، وشكّل منهم ما سُمِّي بهيئة مراقبة الأداة الحكومية وتتبع رئيس مجلس قيادة الثورة مباشرة (وهي تعادل الرقابة الإدارية اليوم).

* من مؤسِّسي المخابرات العامة والمباحث العامة سنة 1952.

* في ديسمبر/ كانون الأول 1952 انتُدب للعمل في القسم الخاص بالمخابرات العامة الذي كان مسؤولاً عن الأمن القومي الداخلي وكان مقره في بداية تكوينه مع بداية تكوين المباحث العامة أيضاً في مبنى مجمع التحرير ثم انتقل مع هذه الإدارة إلى مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي.

* في ابريل/ نيسان 1955 اختاره الرئيس جمال عبدالناصر للعمل سكرتيراً لرئيس الجمهورية للمعلومات و وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية وذلك في شهر أبريل عام 1970 . وتلقى دورة في البيت الأبيض في واشنطن “كيف تخدم الرئيس”، كما درس أساليب العمل في كل من الكرملين ورئاسة الجمهورية في مكتب الرئيس تيتو وفي الهند والصين الشعبية وفرنسا.

* نُقل إلى الكادر المدني في رئاسة الجمهورية سنة 1956 (الدرجة الثانية) وفي 5 يونيو/ حزيران 1960 صدر القرار الجمهوري رقم 1055 لسنة 1960 بترقيته إلى درجة مدير عام برئاسة الجمهورية، وتدرج في التسلسل الوظيفي الطبيعي من دون أي استثناء حتى رُقيّ إلى درجة وكيل وزارة مساعد برئاسة الجمهورية بالقرار الجمهوري رقم 2748 لسنة 1962 في 16 سبتمبر/ أيلول 1962 ثم وصل إلى منصب مستشار رئيس الجمهورية بدرجة نائب وزير بالقرار الجمهوري رقم 3404/ 65 بتاريخ 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1965. و وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية وذلك في شهر أبريل عام 1970

* شارك في دورتين للأمم المتحدة في نيويورك عامي 1958 حيث شارك في اجتماعات مجلس الأمن أثناء بحث شكوى لبنان ضد الجمهورية العربية المتحدة و1960 ضمن وفد مصر برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر.

* عُيِّن وزيراً للدولة عضواً في مجلس الوزراء بالقرار الجمهوري رقم 685 لسنة 1970 بتاريخ 26 ابريل/ نيسان 1970.

* أعيد تعيينه وزيرا للدولة في 20 أكتوبر 1970.

* في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني عُيِّن وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية.

* قام بالعديد من المهام الرسمية والخاصة داخل البلاد وخارجها.

* متزوِّج وله أربعة أبناء.

* سُجن مرتين: الأولى في يناير/ كانون الثاني 1953 فيما عُرف بقضية المدفعية، والمرة الثانية في 13 مايو/ أيار 1971 فيما عُرف بانقلاب مايو/ أيار، وحُكم عليه في هذا الانقلاب بالإعدام الذي خُفِّف إلى السجن المؤبد وقضى منها عشر سنوات كاملة مضافاً إليها يومان وأربع ساعات متنقلاً في سجون مصر من ليمان أبوزعبل إلى سجن القلعة إلى السجن الحربي إلى ليمان طرة إلى ملحق مزرعة طرة وأخيراً السجن السياسي في مستشفى المنيل الجامعي (القصر العيني) في الشهور العشرة الأخيرة قبل الإفراج عنه يوم 15 مايو/ أيار 1981 الساعة التاسعة مساء.

* مارس العمل السياسي مع قيام الاتحاد القومي، حيث انتُخب عن دائرة مصر الجديدة وحاز على أعلى أصوات الدائرة الانتخابية.

* عضو في اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي.

* من أوائل مؤسسي تنظيم طليعة الاشتراكيين الخلية الأولى التي شُكِّلت من الرئيس جمال عبدالناصر وكل من: علي صبري وعباس رضوان وأحمد فؤاد ومحمد حسنين هيكل وسامي شرف ثم عضو الأمانة العامة لتنظيم طليعة الاشتراكيين ورئيس المكتب السياسي. علاوة على تولي مسؤولية التنظيم الطليعي على مستوى منطقة شرق القاهرة (أقسام مصر الجديدة والوايلي والزيتون والمطرية وعين شمس والنزهة)، وجامعة عين شمس.

* أسَّس نادي الشمس الرياضي في مصر الجديدة.

* من مؤسسي الحزب العربي الديمقراطي الناصري، وأشرف رئيساً للجنة الانتخابات على قيام جميع تنظيمات الحزب من القاعدة إلى القمة بالانتخاب، وهي عملية لم يمارسها أي حزب في مصر في الفترة الأخيرة، ثم قدم استقالته من جميع تنظيمات الحزب لأسباب خاصة هو مقتنع بها.

* عضو مكتب اللجنة المصرية لتضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية ويشارك في كل أنشطتها في الداخل والخارج.

* عضو مشارك في ملتقى الحوار العربي القومي.

* شارك في العديد من الندوات والمحاضرات واللقاءات التلفزيونية وكتب المقالات الصحافية في الداخل والخارج (سوريا ليبيا الأردن العراق فرنسا الإذاعة البريطانية “BBC” مجلة “آساهي” اليابانية وكذلك محطتها التلفزيونية في برنامج عن ثورة يوليو/ تموز 1952 ومفجّرها الرئيس جمال عبدالناصر محطة الأوربيت وغيرها).

* بعد خروجه من السجن، انتسب الى الجامعة الأمريكية في القاهرة للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال ولكنه لم يستطع أن ينهي دراسته فيها لأسباب خارجة عن إرادته، حيث تمت مضايقات من أحد رجال المخابرات المركزية الأمريكية من الذين كانوا مزروعين في هذه الجامعة، وقد حاول كبار أساتذة الجامعة الأمريكية إثنائه عن عدم إتمام الدراسة وأبدوا رغبة ملحة في تجاوز هذه المضايقات لكي يتمكّن من الحصول على الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصوله على درجة الماجستير التي أكدوا أنه سيكون من المتفوقين الذين يحظون بنيل منحة مجانية للدراسات المتقدمة، إلا أنه لم يقتنع.

* حائز على أوسمة ونيايشين من كل من يوغسلافيا كمبوديا السودان أفغانستان المغرب ساحل العاج اثيوبيا النيجر اليمن بولندا بلغاريا ماليزيا تونس رومانيا موريتانيا فنلندا السنغال الكونجو الشعبية المجر إفريقيا الوسطى.

رابط التحميل



https://drive.google.com/file/d/1VvCGirEFewHRn_FpI7EyDvEbH4fhmuuf/view
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كتاب الأستاذ سامي شرف   سنوات و أيام مع عبد الناصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الأستاذ سامي شرف سنوات و أيام مع عبد الناصر   كتاب الأستاذ سامي شرف   سنوات و أيام مع عبد الناصر Emptyالأربعاء 13 يونيو 2018, 11:37 pm

كتاب الأستاذ سامي شرف الجديد- سنوات و أيام مع عبد الناصر –
 الجزء الأول –

 رابط مباشر للتحميل

https://drive.google.com/file/d/0B0
_B43zXgYWrTUh2VFVZQ3c0UjA/view



كتاب سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر - شهادة سامي شرف /
 الكتاب الثاني

http://elw3yalarabi.org/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=41



 كتاب الأستاذ سامي شرف الجديد- سنوات و أيام مع عبد الناصر –
 الجزء الثالث – 
رابط مباشر للتحميل

http://elw3yalarabi.org/kotob/samy33.pdf


شهادة سامي شرف كتاب سنوات وايام مع عبدالناصر-
الجزء الرابع

http://elw3yalarabi.org/kotob/samy9.pdf


تحميل كتاب :سنوات و ايام مع جمال عبد الناصر- شهادة سامي شرف –
 الجزء الخامس

http://elw3yalarabi.org/books/save.php?id=120
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كتاب الأستاذ سامي شرف   سنوات و أيام مع عبد الناصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الأستاذ سامي شرف سنوات و أيام مع عبد الناصر   كتاب الأستاذ سامي شرف   سنوات و أيام مع عبد الناصر Emptyالأربعاء 13 يونيو 2018, 11:37 pm

عبدالناصر كيف حكم مصر ؟ –
 الجزء الأول –

http://elw3yalarabi.org/books/save.php?id=13


عبدالناصر كيف حكم مصر ؟ –
 الجزء الثاني –

http://elw3yalarabi.org/books/save.php?id=15


عبدالناصر كيف حكم مصر ؟ –
 الجزء الأخير-

http://elw3yalarabi.org/books/save.php?id=16
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كتاب الأستاذ سامي شرف   سنوات و أيام مع عبد الناصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الأستاذ سامي شرف سنوات و أيام مع عبد الناصر   كتاب الأستاذ سامي شرف   سنوات و أيام مع عبد الناصر Emptyالأربعاء 13 يونيو 2018, 11:41 pm

نظرات في كتاب: عبد الناصر كيف حكم مصر لسامي شرف (1)

انتهيتُ قبل أيّام من قراءة هذا الكتاب وهو في أربعمئة وثمانٍ وسبعين صفحة، نشر مكتبة مدبولي الصغير بالقاهرة، الطبعة الأولى – 1996م. وقد توزّع على عشرين موضوعاً تفاوتت في حجومها. وهي: الرحيل، المرض، رجل الرئيس، التقارير اليومية، صناعة القرار، اختيار الوزراء، الإخوان المسلمون، عامر (العلاقة ، المؤامرة)، التنظيم السرّي، الديموقراطية، الحريات، التنمية... التأميم، الوحدة... الانفصال، القضية الفلسطينية، (أم كلثوم... عبد الوهاب... عبد الحليم)، ثورة الفاتح، ثورة اليمن، لبنان، هزيمة 67، انقلاب مايو 1971م. وسأركِّز من هذه الموضوعات على اثنين هما: الإخوان المسلمون وحرب مايو حزيران 1967م لأهميتهما وأنهما يُمثّلان صلب الكتاب وعُظْمَه، ولشدة علاقتهما بالسياسة المصرية والعربية عامّةً.
جاء الكتاب على شكل أسئلة يوجِّهها عبد الله إمام إلى سامي شرف ويجيب عليها سامي الذي عاش مع عبد الناصر كل حياته السياسية، وكان بمثابة أمين سرّه الخاص أو رئيس مكتبه المباشر. فهو كما يقول عن نفسه: (أنا ظِلّ وعين وأُذن عبد الناصر) أو كما يقول عنه محاوِره عبد الله إمام: (من النادر أنْ تمرّ ورقة على عبد الناصر إلاّ من خلاله وحتى تلك الأوراق البسيطة التي يتسلّمها الرئيس باليَد، فإنها تذهب إلى سامي شرف ليضعها في مكانها، ومن النادر أنْ يدور حديث أو لقاء سياسي مع الرئيس لا يعرف تفاصيله الكاملة). وبالتالي كما يقول إمام: (كان سامي شرف يعرف دبيب النملة في مصر)!!
ولا ريب أنّ من أهم المحطات في تاريخ عبد الناصر السياسي علاقتَه بالإخوان ومن ثم موقفه منهم فترة حكمه، وما جرى لهم على يديه خلالها من تنكيل وتعذيب. لقد بدأتْ هذه العلاقة بينهما توافقاً على التعاون على خير الوطن والأمة، انطلاقاً من مبادئ الإسلام وتعاليمه بعد انضمامه إليهم، إذ كان من المؤكَّد أحدَ أعضائهم، وليس كما يقول سامي شرف: (كان يعرف الشيخ حسن البنّا، ولكنّه لم يكن عضواً فيهم) إذ من الثابت أنه بايع البنّا على هذه العضوية مُقسِماً أمامه على المسدس والمصحف كما يقول عارِفوه وزملاؤُه من الإخوان، وإنْ أبدى لبعضهم عدم ارتياحه لهذا الانضمام منذ البداية.
وقد جرت الأمور بينهما إلى ما بعد الثورة بقليل شبه عادية أو غير مريحة منذ بداياتها، وذلك لتفلُّت عبد الناصر من تعهداته التي قَطَعَها لهم قبلَها من الالتزام بمبادئ الإسلام والوعد بتحكيم شريعته في المجتمع. ومن هنا راحت العلاقة بينهما تسوء ويتفاقم الخلاف حتّى وَصَل الأمرُ إلى البطش بهم سنتَي (1956 ، 1965م) بقتل عدد من كبار دعاتهم، ومن ثَمَّ زجّ الآلاف منهم في السجون والمعتقلات، مدّعياً عليهم أنّهم حاولوا قتْله، وأنهم إرهابيُّون وذوو أجندات خارجية. وكان سبب ذلك في الحقيقة أنهم كانوا يريدون أنْ يحكم الإسلام الحياة، وهو يرفض ذلك!!
ومن هنا كان في كلام سامي شرف في هذه الناحية مُغالَطةٌ كبيرة بقوله: (إنّ الخلاف مع الإخوان المسلمين لم يكن خلافاً دينياً، ولكنْ كان خِلافاً سياسيّاً، وأنّ الخلاف مع جمعية أو فِرقة لا يعني الخلاف مع الإسلام). فهذا التفريق بين الدين والسياسة إذا كان في غير الإسلام من أديان، فالإسلامُ يُنكره ولا يعرفه. وعندها يُصبح رفضُ أية جمعية أو فِرقة إسلامية تطلب من الحاكم تحكيم الإسلام في أمور الناس – وهو قادر على ذلك وقد تعّهد به لهم وقاموا معاً على ذلك – رفضاً للإسلام نفسه وخِلافاً معه.
ويبدو أنّ الرجل كان في حياته توّاقاً إلى مكانة شخصية تتضخّم فيها الأَنا إلى درجةٍ لا تقبل معها نُصْحاً وتوجيهاً أو طلباً لتنفيذ حقّ حتى ولو كان إلهيّاً، وأنّه كان (ذوّاقةَ) انتسابٍ لأحزاب توصله إلى ما كان يطمح إليه أو يطمع فيه من منصب. فقد تعرّف مع تعرّفه على الإخوان بأحزاب أخرى منها الشيوعي وغيره. ومن هنا عندما طلب منه الإخوان ما طلبوا من تحكيم شرع الله في شؤون الحياة رفض هذا الطلب ناكِثاً بعهده معهم، صاخبا في خصومته لهم. ومن هنا كذلك عندما طَلَبَ منه الهضيبي بداية الثورة – كما يقول سامي شرف – أنْ يصدِر قراراً بالحِجاب، ردّ عليه ردّاً جافِياً، قائلاً له: (إنّ ابنتكَ ليست مُحجّبة، وقبل أنْ تطالبني بفرض الحجاب يجب أن تفرضه على ابنتك) علماً بأنّ ابنة الهضيبي كانت آنذاك محجّبة. ووصفتُ هذا الردّ بالجفاء أو الغِلظة، لأنه يأتي من الحاكم أو المسؤول الأول في الدولة، وخاصة إذا كان يعلم القولَ الذي ورد عن عثمان رضي الله عنه: (إنّ الله لَيَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن).
ومن ادعاءات سامي شرف في هذا الموضوع زعمُه أنّ الملك فاروق كان يؤيّد جماعة الإخوان المسلمين (باعتبارها تنظيماً يقاوِم النشاط الشيوعي، وفي نفس الوقت يعمل على دعمها وتمويلها لمواجهة الوفد). فإذا كان الإخوان بدعوتهم الطاهرة يُضيِّقون رقعة انتشار البلشفية والإلحاد في مصر، فهذا مما يُشرّفهم ويحسب من فضائلهم، وهو بالتالي شرف لمصر وشعبها، ولا يضير الإخوانَ إذا كان ذلك يلتقي بطريقة أو أخرى مع مصلحة الملك، إنْ كان حقّاً يكره الشيوعية، كما لا يُعَدُّ منه تأييدأً لهم. أمّا حُجّته في تأييد الملك لهم لمقاومة الوفد، فهذه دعوة أكثرُ تهافتاً وسقوطاً من سابقتها، لأنّ الوفد هم وغيرهم من الأحزاب المناوئة للإخوان، كانوا على الدوام بطانة الملك ووزراءه، ولم يكن الإخوان يوماً من هذه البِطانة أو تلك الجَوْقة.
أمّا قضية الدعم المادي من الملك لهم فأوهى من بيت العنكبوت، فهذا تاريخهم ورسائل مرشدهم يتحديان أنْ يكون دَخَلَ صندوقَ الإخوان قرشٌ واحدٌ من أية جهة رسمية، إنما هي من أموالهم وهي من جيوب أعضائهم والحمد لله. وأقول لسامي شرف: من الذي قَتَلَ الإمامَ حسن البنّا زعيم الإخوان ومرشِدَهم إلاّ الملك وحكومة الوفد بأمر من دول بريطانيا وفرنسا وأمريكا المجتمعين في معسكر (فايد) على قناة السويس كما هو معروف بداهةً. أمّا أنّ جماعة الإخوان كانت كما تقول: (الجماعة الوحيدة التي تحتكم على قواعد شعبية) فهذا من فضل الله عليها ومن فضل طهارة دعوتها وسموِّها التي لم ترقَ إليها أيّةُ دعوةٍ أخرى، لا في مصر ولا في غيرها.
وأقول هنا لشرف: والحق ما شَهِدَتْ به الأعداءُ، وهو ما قلتَه كذلك أنت نفسُك تعليلاً لنجاح ثورة الجيش من أنّ (الظاهر أنّ هناك قاعدة شعبية عريضة جدّاً حول هذه الجماعة، عزّزت استيلاء الجيش على السلطة)!! وإذا كنتَ قلتَ: (إنّ هذه الجماهيرية شملت جميع شرائح الشعب)، فلا شك أن أكبرَ شريحة منه هي شريحة الإخوان. وإذا كنت تأخذ – تمحُّلاً وحِقداً – على الإخوان أنّ الهُضيبي أجاب مَنْ سأله إثر زيارة له للملك فاروق : (أنها زيارة نبيلة لملك نبيل)، فهذه أخلاق الإخوان الرفيعة التي تُنْطِقُ ألسنتَهم بجميل الأدب ولطيف الكلام، فهم ليسوا كغيرهم جُفاةً شتّامين أو غِلاظاً ردّاحين. واللهُ سبحانه وتعالى يقول لنا جميعاً: (وقولُوا للناسِ حُسْناً)، كما أنّه أسلوب المتربِّين في محاضن الإسلام الحنيف، ومَنْ ينهدُ لحمل رايته وهداية الناس إليه وقيادتهم به.
ومن مخرقات سامي شرف على الإخوان في مسألة مقاومة الإنجليز على قناة السويس، قولُه: (كانت قيادة الإخوان المسلمين بشكل مّا ضدّ الكفاح المسلّح في منطقة القناة) وبأنّه (كانت هناك أدلّة تفيد بأنّ بعضاً ممَّنْ كانوا على اتصال بعناصر المقاومة كانوا يأخذون أسلحةً ومتفجّرات، المفروض أنهم يستخدمونها ولكنّهم يضعونها في مخازن الشرقية)!! وأقول: لِيَعلَمْ هذا المُدَّعي، أنّ الإخوان المسلمين كانوا أكبرَ جماعةٍ في مصر تقود عملية مقاومة الإنجليز على القناة، وكانوا هم الجماعة المُشرِفة على بقيّة الجماعات الأخرى المقاتِلة في هذا الميدان، وكان هذا بطلب من رئيس الجامعة المصرية آنذاك وبتأييد المرشد حسن الهضيبي نفسه، رحمه الله. وقد ارتفع عددٌ منهم شهداءَ أبراراً في هذا المجال، وأُحيله في هذا الصدد إلى كتاب المجاهد الكبير المرحوم الأستاذ كامل الشريف (المقاومة السرية على قناة السويس 1951 – 1954م). أما قضية الأسلحة فما كان الإخوان يأخذونه من سلاح عن طريق ضُبّاط الجيش ولعل منهم عبد الناصر، يمضون به للقتال. وإذا وُجِدَ قسم منه مُخبّأً في بعض ما ذكر من مناطق، فلعله من قبيل ما خَشِيَ عبد الناصر يوماً أنْ يُتَّهم به من المسؤولين قُبَيل الثورة، فهدّأ الأخُ حسن عشماوي وكان صديقه الحميم من رَوْعه واتفق معه أنْ يُخفيه في عزبة (مزرعة) والده. فلمّا فَجَرَ عبد الناصر في خصومته للإخوان فيما بعد، ادّعى عليهم أنهم يخبّؤون الأسلحة منذ مدّة في هذه المناطق ليقتلوه بها!! وهذا مذكور في أكثر من كتاب من الكتب التي تتحدث في هذه الموضوعات!!
ومن سقطات الحكم آنذاك، لا أقول إعدام الإخوان الستّة عام 1956م وحسب، بل الثلاثة سنة 1966م وعلى رأسهم العلاّمة الشهيد سيد قطب، مُدَّعَىً عليه أنّه يقود تنظيماً ويُدبِّر مؤامرة لتفجير القناطر الخيرية ونسف محطّات الكهرباء وقتل الفنّانين والفنّانات، ويجعل من حيثيات هذا الحكم الطاغوتي عليه بإزهاق روحه الطاهرة، كتابَه (معالم في الطريق). ومما جعل عبد الناصر يكاد يُجَنّ بشأن هذا الكتاب، أنْ قال عنه لسامي شرف: (كيف يُطْبَع أربع مرّات في فترة وجيزة وبدون دعاية)؟! إذنْ هناك تنظيم ومؤامرة في رأي عبد الناصر وزبانيته. ومع هذا يأتي الجواب كما يقول شرف كذلك أنّ المسألة لا تعدو عند الأجهزة الأمنية أن هناك فقط جهازاً لجمع التبرعات لمسجوني الإخوان. كما أفادت تحقيقات وزير الداخلية أنّ ما يُتَّهم به الإخوان ليس إلاّ (نشاطاً عاديّاً)، ولا يصل إلى درجة التآمر. ومع ذلك يعدم الإخوة الثلاثة وفي مقدّمتهم سيد قطب ومعه أَخَواه عبد الفتّاح إسماعيل ومحمد يوسف هوّاش ظلماً وعدواناً، حِقداً على انتشار كتب سيد كانتشار النور في الظلام، مع اتهام كتابِه بأنه كتاب يُكفِّر الناس وهو من هذا الافتراء بَراءٌ براءة عائشة من حديث الإفك... وأقول في ختام هذه الكلمة: كل ما هو آتٍ آت، فالإسلام قادم، وهو نورٌ والنور لا يُحَدّ. والإخوان باقون وقادمون وهم في هذا المجتمع الغرباء الذين يُصلِحون ما أفسد الناس، فطوبى لهم وحسنُ مآب. والله أكبر ولله الحمد.
يتبع ...




نظرات في كتاب: عبد الناصر كيف حكم مصر لسامي شرف (2)



سأتناول في هذا المقال الحديثَ عن حرب حزيران التي كانت هزيمةً منكرة للعرب عامّة ولعبد الناصر وطاقم حُكمه خاصةً، على الرغم مما سبقها من ادّعاءاتٍ ظافرية وقاهرية واستعراضات قُوَىً عسكرية، حتى لكأنّ المراقِب كان يشعر حينها أنّ مصر أعظم دولة في العالم، وأنّ القاهرة تفوق بمكانتها آنذاك واشنطن أو موسكو أو بكّين، وعلى الرغم كذلك مما صاحبها وتَبِعها من تقارير إعلامية تُبيِّن زيفها، ومن تعليلاتٍ للهزيمة لا تخرجُ في حقيقتها عن لعقِ أصحابها ماء وجوههم، ذِلّةً وانكساراً!!
ولا مَناص بين يدي الحديث عن حرب حزيران هذه، من أنْ أُشير إلى الحرب التي سبقتها وهي حرب 1956م أو ما سُمِّيَ بالعدوان الثلاثي على مصر والذي قاده الفرنسيّون والإنجليز واليهود، إذ في هذه بعض المشابه من تلك، أو صورة سابقة لها ومصغّرة عنها. وهي التي كانت في الحقيقة كذلك هزيمةً ولكنْ مُغلَّفة بالانتصار الكاذب. فمنذُ بدايتها – كما يقول سامي شرف، وهو يتكلم عن قياداتها المصرية -: (انهارت هذه القيادات منذ اللحظة الأولى، وظهر ذلك في القرارات والتصرّفات العصبية والمتضاربة في كثير من الأحيان، وكانت المعلومات العسكرية عن العدوِّ قاصرة، ولم يكن هناك تنسيق في التخطيط أو في التنفيذ أثناء العمليات).
كما كان من المعروف أنّ هذه الدول الغازية، وقد توغّلت في أرض مصر، لم تنسحب إلاّ بطلب من رئيسَي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي حينذاك، ولكنْ مقابل شروط قاتلة، وهي وضع قوّات طوارئ دولية بين مصر وإسرائيل، والسماح بالتالي لليهود بالمرور في مضائق تيران التي كانت مغلقة أمامهم قبلها. فكان فتحُها بمثابة منحهم فرصةً للحياة بعد اختناق. كما أنّ قوّات الطوارئ كانت حامية لهم ليبنوا من ثَمَّ قوتهم الحربية على مَهَلٍ وبراحتهم. ومن هنا عندما أعلن عبد الناصر سنة 1967م إغلاق المضائق وإخراج القوّات الدولية – زعماً منه للردّ على عدوان اليهود على سورية – كان ذلك بمثابة إعلان حرب عليهم، لم يتهيّأ لها أو يستعد لا هو ولا غيره.
وفي هذه الأثناء – كما يقول سامي شرف -: (صدر عن العدوّ تصريحان وصلا إلى عبد الناصر، أحدهما أنّه أي العدوّ، سيهاجم سورية ويدخل دمشق ويُسقِط النظام فيها). والآخر من أحد قادته العسكريين (أنّ إسرائيل داخلة المعركة، وأنها ستدمّر أية قوات عربية). ومع إعلان حالة الحرب هذه الصريحة من جانب اليهود، فإنّ عبد الناصر كان يؤكّد - كما يقول سامي شرف – على (أنّ معركتنا دفاعية)!! ولا ينفع سامي شرف ولا مصرَ - وقد أعلن عبد الناصر إغلاق المضائق، وهو بمثابة إعلان حالة حرب على إسرائيل كما يقول محاوِره عبد الله إمام، ويُقرُّه شرف على رأيه - (أنّ الإصرار على إغلاق المضائق كان بأمر من عبد الحكيم عامر) لأنّ القائد الأول والقائد الأعلى والمسؤول رقم واحد الذي يجب أنْ تمرّ عليه أيّةُ أمور صغيرة أو كبيرة من شؤون مصر ولاسيّما في الحرب، هو عبد الناصر لا عبد الحكيم!!
كما لا ينفعه، بل يدِينه ويدِينُ سيّدَه عبدَ الناصر أشدَّ الإدانة، أنْ لا يكون عبد الناصر – كما يقول هو نفسه –: (قد ذهب إلى مقرِّ القيادة العامة للقوات المسلحة للاشتراك في إدارة المعارك)، إذ كان المتصرّف الأول والأخير في هذا الشأن على رأيه - هو عبد الحكيم عامر، وإلاّ لِمَ يقول عبد الناصر، وإسرائيل تعلن الحرب على مصر وغيرها وبعلمه: (إنْ أرادت إسرائيل الحرب، فأهلاً وسهلاً) كما يُقِرُّ شرف، إنْ لم يكن قد قال – وهو الصحيح والمعروف عندما استنكرت إسرائيل إغلاق المضائق، مستخفّاً (ومهنبكاً): (فلتشربِ البحر)، بل قال -: (سألقيها في البحر)!! وكيف وفي خلال هذه الأجواء الملتهبة التي تُقرع فيها طبول الحرب، وقد نَقَضَ عبد الناصر إتفاقياته مع اليهود ومع المجتمع الدولي بإغلاق المضائق وطلب ترحيل قوّات الطوارئ – يسعى لتجنّب الحرب كما يقول شرف، ويعطي لأمريكا وروسيا وفرنسا وسكرتير الأمم المتحدة تعهداً أنْ لا يكون البادئ بها، بل كيف يستنيم لأمريكا ويُصدِّقها وهي أعدى أعداء العرب بأنّها – كما يقول شرف -: (سوف تقف ضد مَنْ يبدأ باستخدام القوة المسلحة، ويبدأ الحرب)؟!
وكيف يسكت عبد الناصر وحاشيته التي تتبعه كما يتبع (عبّادُ الشمس) الشَّمْسَ، عن تجاوزات القيادة العسكرية التي يتولاّها عامر وشمس بدران أثناء الحرب خاصةً في بلاغاتها المُضلِّلة، بل الكاذبة من أنّها منذ الأيام الأولى، كانت قد أسقطت للعدو ثمانين طائرة. وهي بلاغات غير صحيحة كما يقر سامي شرف، ويكتفي فقط إزاء هذا الافتراء الفاضح في أمرٍ جلل بِلَفْتِ نظر وزير الإعلام محمد فائق (أنْ يُراعِي الدقّة بقدْر ما يستطيع في البلاغات التي تُرسَل له من القيادة) بهذه العبارات الرِّخوة الباهتة، فيردُّ هو - بما يصفعهم صفعاً -: (إنّه يلتزم كوزير إعلام ببيانات القيادة العامة)؟!
وأقول – وقد كنتُ حينئذ في القاهرة لتقديم امتحان السنة التمهيدية من دراستي للماجستير، أسمع من إذاعتها بأنّ مصر قد أسقطت لإسرائيل أربعمئة طائرة لا ثمانين!! بل كيف كان يسكت عبد الناصر أثناء الحرب وقبلها عما يجري في القيادة العسكرية ممثلةً بعبد الحكيم وبدران؟! وسامي شرف يصف عبد الحكيم بما يؤكِّد إهماله بواجبه العسكري، إذ جرت له عادةٌ فيه (أنّه كان يقضي الليل ساهراً والنهار نائماً، لا يذهب إلى مكتبه ليُمارس عمله) مع معرفة عبد الناصر بهذه المعلومة، بل كذلك كيف يهمُّ عبد الناصر أنْ يُسلِّم بدران رئاسة الجمهورية أثناء الحرب، وهو على علم بأنه كان يُدير داخل القوّات المسلحة – كما يقول شرف – تنظيماً خاصّاً به وبعبد الحكيم؟!
والغريب الذي لا ينقضي منه عَجَبُ العاقل في هذا الشأن، هو: كيف تبقى لعبد الناصر هذه الهالةُ عند سامي وغيره، وقد أكّدَ هو في هذا الكتاب أنّ الفضيحة بدأت مكشوفة تماماً في هذه الحرب وعارية، وأنّه لم تكن هناك حربٌ ولم يكن هناك قتال، مع توفّر السلاح، ومع أنّه قد استشهد من القوات المسلحة عددٌ، ولكنْ بجهدهم الشخصي، إذ كانت (فوقهم قيادة لا تقود)؟! ولا ينفع سامي شرف ولا زعيمَه عبدَ الناصر أنْ يعلِّل موقف عبد الحكيم المتخاذل – على ذمّة سامي وعهدته – بأنّه لم يكنْ يطوِّر نفسه منذ كان في موقعه، مع أنّ عبد الناصر كان يريد لمَنْ يعمل معه أنْ يطوِّر نفسه عسكرياً وثقافيّاً، ولا أنْ ينسب له ولشمس بدران تهمة التآمر على قلب نظام الحكم، مما أدّى لمحاكمته التي انتهت بانتحاره بسُمٍّ تحسّاه!!
كما لا ينفع سامي شرف ولا زعيمَه ولا أتباعَه جميعاً أنْ يعلِّلوا أسباب هذه الهزيمة المُنكَرة أنها كانت عقاباً من أمريكا لمصر لاهتمامها ببرنامج العمل القومي ودأبها في عملية التصنيع والتحدّي، وسعياً منها للحيلولة دون قيام وحدة بين مصر وسورية مرة أخرى، كما يقول سامي شرف، كما لا ينفع عبدَ الناصر اعتذارُه عن هذه الهزيمة المدوّية وإعلان تحمّله المسؤولية كاملة عمّا جرى فيها، وإعلان استقالته واستخلافه زكريا محي الدين، لتكفَّ أمريكا عن عدائها – كما يقول هو – لأنّ شغلها الشاغل (كان العمل على إسقاط النظام وإسقاطي)!!!
وما أرقعها من تعلاّتٍ واهية وأصقعها من حُجَجٍ واهِنة لأسباب هذه الهزيمة الشنعاء، والتبجّح بالتمدح بالذات وبنظام خَسِرَ في كُلِّ حروبه مع أعداء الأمة، وكان مثالاً للتسلُّط والدكتاتورية . أمّا إعلان الاستقالة فكانت مسرحية مكشوفة، إذ لو كان فيها صادقاً لاستمرّ على قراره، فإنّ إعلان تحمل المسؤولية عن هزائم مُهْلِكة بالاستقالة لا تجدُ بنكاً سليماً يصرفُ (شيكها) الزائف، إذْ أنَّ صرفها الحقيقي هو بالإصرار عليها، ومن ثَمَّ بالمحاسبة لا بالتظاهر بالإعلان عنها واستخلاف آخر كما يقول (وطنيّاً شريفاً يتولى الأمور لعله يستطيع أنْ يتجاوب مع أمريكا). وكيف يكون وطنيّاً شريفاً مَنْ تقبلُ به أمريكا؟! وإذا كانت لا تقبلُ بعبد الناصر وزكريا من أخلص رجاله، فكيف تقبل به؟! 
ومما يدل على أنّ الاستقالة عملية تمثيلية أنّ الوزراء اجتمعوا في دار الحكومة وطلبوا من زكريا أنْ لا يقبل بالأمر، وهم الذين صاغوا البيان الذي يعتذر فيه عن تسلّم هذا المنصب كما يقول سامي شرف نفسه. ولقد شهدتُ بنفسي في بعض شوارع القاهرة آنئذٍ صوراً من تمثيلية الاستقالة قام بها نفر من أعضاء الاتحاد الاشتراكي حزب الريِّس وهم يهتفون في شوارع القاهرة (لا دراسة ولا تدريس، إلا بعودة الرئيس) دون أنْ يستجيب لهم من عامة الناس إلاّ أقل القلّة!! 
إنها التمثيلية ذاتها التي قام بأدوارها تلميذه الصغير معمّر القذافي بعد ثلاث سنوات من ذلك، ثم عاد عنها بعد حشد بعض العامة في الطرقات أو أمام القصر الجمهوري في طرابلس ونفر من عيونه ومخابراته، تماماً كما فعل رمزه الكبير قبله. ولقد تسنّى لي أنْ أشهد مسرحية طرابلس، كما شهدتُ مسرحية القاهرة، إذ كنتُ في هذه أدرسُ الماجستير وفي تلك أُدرِّسُ العربية في ليبيا ما بين سنتي (1969 – 1971م).
يتبع ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
كتاب الأستاذ سامي شرف سنوات و أيام مع عبد الناصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هنري كيسنجر كتاب سنوات التجديد pdf
» كتاب "أيام الاجتياح وحصار عرفات" للمتوكل طه
» سيما سامي بحوث
» سامي أبو زهري القيادي في حركة (حماس)
» معالي الأستاذ ذوقان الهنداوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: كتب-
انتقل الى: