نيويورك تايمز:
الرياض ترسل 100 مليون دولار لواشنطن تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو للرياض لبحث قضية اختفاء جمال خاشقجي
نيويورك / الأناضول
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن السعودية أرسلت 100 مليون دولار إلى الولايات المتحدة تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للرياض، لبحث قضية اختفاء جمال خاشقجي.
وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، إن الـ 100 مليون دولار التي كانت تعهدت الرياض بدفعها من أجل دعم الاستقرار في المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي شمالي سوريا، دخلت الحسابات الأمريكية أمس الثلاثاء.
واعتبرت الصحيفة أن إيداع الأموال تزامنا مع زيارة بومبيو إلى الرياض لبحث قضية خاشقجي، أثار دهشة واستغراب الكثيرين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بالإدارة الأمريكية عن الملف السوري طالب بعدم ذكر اسمه، تأكيده “أن توقيت وصول الأموال ليس مصادفة”.
من جانبه، رفض المبعوث الأمريكي الخاص لمكافحة داعش بريت ماكغورك، افتراضية وجود علاقة بين إرسال الأموال وزيارة بومبيو.
وقال في تصريحات لنيويورك تايمز: تعهدت السعودية بإرسال هذه المساعدات في أغسطس / آب الماضي، وكان من المخطط إيداعها خلال أشهر الخريف.
وفي 17 أغسطس الماضي، تعهدت السعودية بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المناطق السورية التي تم تحريرها من تنظيم “داعش” الإرهابي، بمبلغ 100 مليون دولار.
بومبيو يُغادر تركيا بعد إجراء مُحادثات مع أردوغان ويَرفُض توجيه أصابع الاتهام إلى السعوديّة..
ويلمح إلى احتمال رفع واشنطن العقوبات عن تركيا على صلة بقضية القس برانسون
انقرة ـ (أ ف ب) – اجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء في أنقرة محادثات مع القادة الأتراك حول قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي فيما يبدو ان واشنطن تمتنع عن توجيه أصابع الاتهام الى حليفتها الرياض مع تزايد التقارير التي تشير الى فرضية مقتله داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.
وأكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء في مقابلة مع وكالة “اسوشيتد برس” انه يريد تطبيق مبدأ قرينة البراءة على حليفته الرياض مذكرا بان السعودية تجري تحقيقها الخاص.
إلا أن معلومات أوردتها صحيفة “نيويورك تايمز” مدعومة بالصور تعزز فرضية ضلوع الرياض قائلة إن أحد الرجال الذين قالت السلطات التركية انهم جزء من فريق يشتبه أنه نفذ عملية القتل داخل القنصلية، ينتمي الى الدائرة المقربة من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وأن ثلاثة آخرين من جهاز الامن المقرب منه.
واجتمع بومبيو الذي وصل صباح الأربعاء الى تركيا قادما من السعودية، في مطار انقرة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يمتنع أيضا في هذه المرحلة عن توجيه أصابع الاتهام الى الرياض، والتقى أيضا نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.
وغادر بومبيو انقرة بدون الادلاء بتصريحات.
وتأتي زيارة بومبيو فيما كشفت الصحافة التركية الموالية للحكومة معلومات جديدة توجه أصابع الاتهام الى الرياض بعدما روت تفاصيل عن تعذيب و”قطع رأس″ الصحافي السعودي على أيدي فريق يضم 15 مسؤولا سعوديا داخل قنصلية بلاده في اسطنبول والتي دخلها في 2 تشرين الاول/اكتوبر.
وأفادت صحيفة “يني شفق” التركية الموالية للحكومة أن الصحافي السعودي تعرض للتعذيب قبل أن يقطع رأسه داخل داخل قنصلية بلاده في اسطنبول مؤكدة أنها تستند في معلوماتها الى الاستماع لتسجيلات صوتية.
وقالت الصحيفة إنه تم تعذيب خاشقجي خلال استجوابه عبر قطع أصابعه مشيرة الى أنها تملك عدة تسجيلات صوتية تثبت ذلك. وروت الصحيفة أنه بعد التعذيب تم قطع رأس الصحافي السعودي، كاتب مقالات الرأي في صحيفة واشنطن بوست والذي كان ينتقد سلطات بلاده.
من جهته أورد موقع “ميدل ايست آي” الالكتروني نقلا عن مصدر تركي قوله إنه “لم تكن هناك محاولة لاستجواب” خاشقجي وأن الفريق السعودي “حضر لقتله”.
وأشارت تقارير صحافية الى أنه في عداد الفريق صلاح محمد الطبيقي وهو رئيس المجلس العلمي للطب الشرعي بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
وقال المصدر للموقع الناطق بالانكليزية إن عملية قتل خاشقجي استغرقت سبع دقائق وأن الطبيقي بدأ بتقطيع أعضاء الصحافي فيما “كان خاشقجي لا يزال على قيد الحياة”.
وكان مسؤولون أتراك أعلنوا اعتبارا من اليوم الثاني لاختفاء خاشقجي ان الصحافي السعودي قتل داخل القنصلية على أيدي فريق من 15 مسؤولا أوفدتهم الرياض خصيصا لهذه الغاية وهو ما نفته المملكة بشكل قاطع.
– مقربون من دائرة ولي العهد-
أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” مساء الثلاثاء أنّ ماهر عبد العزيز مترب، المقرّب من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هو من بين الأشخاص الذين حدّدت السُلطات التركية أنهم مسؤولون عن اختفاء خاشقجي.
وبحسب الصحيفة التي نشرت صوَرًا عدّة لدعم ما كتبته، فإنّ مترب رافق وليّ العهد خلال زياراته للولايات المتحدة في آذار/مارس 2018 ولمدريد وباريس في نيسان/أبريل 2018. وقد نشرت السُلطات التركية صورةً له لدى وصوله إلى مطار اسطنبول.
وأضافت “نيويورك تايمز” أنّ ثلاثة مشتبه بهم آخرين –عرّفت عنهم على أنهم عبد العزيز محمد الحساوي وثائر غالب الحربي ومحمد سعد الزهراني– مرتبطون بأجهزة أمن وليّ العهد السعودي البالغ من العمر 33 عامًا، حسب شهود أو مصادر أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هناك رجلاً خامسًا أيضا، هو صلاح الطبيقي الذي شغل مناصب عليا في وزارة الداخلية السعودية وفي القطاع الطبي السعودي، مشيرة إلى أن “شخصية بهذا الحجم لا يمكن أن تديرها إلا سلطة سعودية عليا”.
وقالت الصحيفة إنّها تأكّدت بنفسها من أنّ “تسعة على الأقلّ من الأشخاص ال15 (المشتبه بهم) كانوا يعملون في أجهزة الأمن السعودية أو الجيش أو وزارات أخرى”.
من جهتها، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن 11 على الأقل من هؤلاء السعوديين ال15 لديهم علاقات مع أجهزة الأمن السعودية.
وقالت “نيويورك تايمز” إن موقع المشتبه بهم داخل الحكومة السعودية وعلاقات العديد منهم مع ولي العهد “يمكن أن تجعل تبرئته من أي مسؤولية (عن اختفاء خاشقجي) أكثر صعوبة”.
وكان خاشقجي يقيم في الولايات المتحدة منذ 2017.
– “مدمر”-
كانت وسائل إعلام أميركية أوردت مساء الاثنين ان السعودية تفكر في الاعتراف بان الصحافي البالغ من العمر 60 عاما قتل خلال عملية استجواب جرت بشكل خاطىء.
وبحسب شبكة “سي ان ان” فان الرياض تحضر تقريرا ينص على أن العملية تمت “بدون إذن ولا شفافية” وأن “ألاشخاص الضالعين سيحاسبون”.
ورغم تزايد التقارير عن احتمال ضلوع الرياض، يبدو أن واشنطن تشدد على تعهد السعودية اجراء تحقيقها الخاص وأعادت تأكيد مواقف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد.
وقال بومبيو في ختام محادثاته في الرياض الثلاثاء أن القادة السعوديين وعدوا بألا يستثنوا أحدا في تحقيقاتهم بشأن اختفاء خاشقجي.
وأضاف بومبيو للصحافيين المسافرين معه قبل أن تقلع طائرته من الرياض إلى أنقرة، إن القادة السعوديين “وعدوا بمحاسبة كل شخص تكشف التحقيقات أنه يجب أن يحاسب”.
وأكد بومبيو أن السعوديين “كانوا واضحين جدا”، مشيرا إلى أنهم “يدركون أهمية المشكلة ومصممون على الذهاب حتى النهاية” في تحقيقاتهم.
من جهته، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء بأن يُطبَّق مبدأ “قرينة البراءة” لصالح السعودية في إطار الأزمة التي أثارها اختفاء خاشقجي.
وفي موقف يتعارض مع موقف ترامب الذي أكد على أهمية بيع أسلحة أميركية الى السعودية توعد عضوان نافذان من الجمهوريين في مجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء بان الكونغرس سيتخذ “اجراءات قوية” في حال ثبتت مسؤولية الرياض في اختفاء الصحافي.
وقال أحدهما ليندسي غراهام عن ولي العهد السعودي “هذا الرجل مدمر، لقد قتل” خاشقجي.
هذا، وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء عقب محادثات في أنقرة إن واشنطن ربما ترفع الآن عقوبات فرضت على تركيا أثناء الخلاف على توقيفها القس الأميركي أندرو برانسون.
وقال بومبيو للصحافيين خلال توقف طائرته في بلجيكا للتزود بالوقود “سيكون لدينا قرار بهذا الشأن قريبا، لكن بعض العقوبات التي فرضت كانت مرتبطة بشكل مباشر بالقس برانسون وهناك منطق الآن في رفع تلك العقوبات أيضا”.
وفرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب عقوبات استهدفت وزير العدل التركي عبد الحميد غول ووزير الداخلية سليمان سويلو ردا على قيام تركيا باعتقال ومحاكمة القس الأميركي أندرو برانسون بتهمة “الإرهاب”.
وقضى برانسون ما مجموعه سنتين في السجن ودين وصدر حكم بحقه في وقت سابق هذا الشهر بتهمة “التجسس” ومساعدة “جماعات إرهابية” وأفرج عنه فورا بعد الأخذ الاعتبار سلوكه خلال المحاكمة والفترة التي قضاها في السجن والإقامة الجبرية.
ورحب ترامب بالإفراج عنه الذي اعتبر نافذة لأنقرة وواشنطن لإصلاح العلاقات المتوترة.
وقد التقى بومبيو الرئيس رجب طيب إردوغان في وقت سابق الأربعاء.
وفي أنقرة لم يتطرق وزير الخارجية مولود شاوش أوغلو لمسألة العقوبات المرتبطة ببرانسون مباشرة، لكنه أعلن أن أي خطوات أميركية كتلك “لا معنى لها”.
وقال “اتفقنا على أنه في علاقاتنا لا يجب أن تكون هناك عقوبات كهذه ومسائل أخرى” واضاف “طالما هناك عقوبات، لا يمكن للعلاقات أن تمضي إلى أي مكان”.