استطلاع عالمي يحدد المسؤولين عن أزمة التلوث البلاستيكي
استطلاع يظهر أن العبوات ذات الاستخدام الأحادي هي السبب الرئيسي للتلوث وتشمل التعبئة والتغليف الذي تستخدمه جميع الشركات الكبرى المصنِّعة للسلع الاستهلاكية.
لندن - أظهر استطلاع عالمي أجرته منظمة السلام الأخضر (غرينبيس) أن الشركات الكبرى المصنِّعة للسلع الاستهلاكية السريعة التداول هي القوة المهيمنة وراء أزمة التلوث البلاستيكي في العالم.
وأشار المسح الذي نشر أمس وشمل جميع النشاطات الاقتصادية والاستهلاكية إلى أن معظم الشركات الكبرى التي شملتها الدراسة لا تملك خططا لكبح الإنتاج والتسويق المتزايد للمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الأحادي.
وعبرت نتائج الاستطلاع عن اليأس من الحلول التي تحاول تلك الشركات تنفيذها للحد من التداعيات الكارثية للتلوث البلاستيكي. وأشارت إلى أنها “لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد المشكلة”.
وقال أحمد أشوف، مدير المشروع العالمي المتعلق بالحد من استخدام البلاستيك في فرع منظمة غرينبيس في إندونيسيا، لقد “كنا نأمل تحديد قادة هذه الصناعة عبر المسح الذي أجريناه، ولكننا وجدنا أن القطاع بأكمله فشل في تحمل مسؤولية الأزمة البلاستيكية”.
وأوضح أنه عوضا عن إيجاد الحلول يحاول القطاع الاستهلاكي الإبقاء على الوضع الراهن، فهناك نقص في الشفافية وجميع الالتزامات الحالية تسمح للشركات بزيادة استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام في المستقبل. هذا الواقع يجب أن يتغير”!.
منظمة السلام الأخضر: نقص الشفافية والتزامات الشركات يسمحان بزيادة استخدام البلاستيك
منظمة السلام الأخضر: نقص الشفافية والتزامات الشركات يسمحان بزيادة استخدام البلاستيك
وأكد أن “نموذج أعمال الشركات في الوقت الحالي يعتمد على الافتراضات القائلة إنه في نهاية المطاف يمكن تجميع كل العبوات البلاستيكية وإعادة تدويرها لتحويلها إلى عبوات أو منتجات جديدة”.
وتشير البيانات إلى أن الشركات الأربع الأولى التي تحقق أعلى مبيعات للمنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الأحادي هي كوكا كولا وبيبسي كولا ونستله ودانون.
وتؤكد أن تلك العلامات التجارية الأربع تم تحديدها في تقرير تدقيق العلامات التجارية الذي قام به تجمع “تحرر من البلاستيك” المدافع عن البيئة والذي صدر مؤخرا بعد القيام بـ239 حملة تنظيف من التلوث البلاستيكي في 42 دولة في العالم، من بينها لبنان والمغرب في العالم العربي.
وأدرج تقرير منظمة غرينبيس والذي حمل عنوان “الراحة المفرطة: الشركات التي تقف وراء التلوث البلاستيكي” 11 من الشركات الكبرى المصنِّعة للسلع الاستهلاكية السريعة التداول.
والشركات هي كوكاكولا وكولغيت ودانون وجونسون أند جونسون وكرافت وهاينز ومارس ونستله ومونديليز وبيبسي كولا وبروكترأند غامبل ويونيلفر.
وتوصلت نتائج الاستطلاع إلى أن العبوات ذات الاستخدام الأحادي هي السبب الرئيسي للتلوث وتشمل التعبئة والتغليف الذي تستخدمه جميع الشركات الكبرى المصنِّعة للسلع الاستهلاكية السريعة التداول.
وأشار إلى أن الشركات الكبرى في هذا المجال لا تملك أي استراتيجيات شاملة للالتزام بالابتعاد عن البلاستيك الذي يستخدم مرة واحدة.
وأوضح التقرير أن معظم الشركات الكبرى المصنِّعة للسلع الاستهلاكية السريعة التداول تقوم بزيادة كمية عبوات البلاستيك ذات الاستخدام الواحد والنفايات التي تنتجها.
وذكر أن تلك الشركات لا تكشف عن سوى القليل من كمية عبواتها المعاد تدويرها أو وجهة النفايات البلاستيكية بعد الاستهلاك.
ورغم البصمة البلاستيكية الكبيرة لتلك الشركات إلا أن الحلول التي تكشفها ترتبط في المقام الأول بمعالجة إعادة التدوير وليس التقليل أو إنشاء أنظمة جديدة.